حسب منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة هنالك ما لا يقل عن 1.50 مليار شخص حول العالم يعانون اليوم من الجوع، لذلك ارتفعت مؤخرا عدة أصوات مطالبة باستغلال المزيد من الأراضي لأغراض زراعية قصد توفير وتلبية الاحتياجات المتزايدة بطريقة تصاعدية للبشرية، ومعتبرة أن رفع هذا التحدي ممكن إذا تم وضع استثمارات ضخمة على نطاق واسع في الميدان الزراعي نظرا لوجود مساحات شاسعة من الأراضي الغير مستغلة، علما أن مساحة الأراضي الزراعية على المستوى العالمي تتراوح ما بين 1525 مليون هكتار (FAO) و 1805 مليون هكتار (SAGE-1992).
غير أن استغلال هذه المساحات الشاسعة من الأراضي لأغراض زراعية يتطلب استثمارات ضخمة مع ما يرافق ذلك من تلوث خطير للتربة والمياه واستنزاف للبيئة الطبيعية بطريقة غير مسبوقة كما قال في مؤلفه 'تغريب العالم' الكاتب الفرنسي 'سيرج لاتوش': "لقد دمر الغرب البنى الاجتماعية لمختلف أجزاء العالم تدميرا منهجيا منظما، وأحل محل الصيغ القديمة للكينونة صيغا غربية هجينة ودخيلة متمثلة في الامتلاك أكثر والسعي نحو الرفاهية وكافة المطامح من 'سعادة؟' و 'بهجة الحياة؟' و 'التفوق على النفس؟' وكل هذه العجعجة من أجل بعض الدولارات الإضافية، هذا هو معنى التنمية بعيون البيض الزرقاء، إنها التطلع إلى نمط الاستهلاك الغربي، إلى القوة السحرية للبيض، أما الوسيلة المفضلة لتحقيق هذا التطلع فهي إلاه الغرب الجديد التقنية بطبيعة الحال، المعتمدة على الآلة الإنتاجية الأكثر ضخامة والآلة الإنتاجية الأكثر تدميرا للأعراق والمجتمعات والأفراد والفضاء والطبيعة والغابة وباطن الأرض، كل شيء ينبغي أن يكون نافعا، كل شيء ينبغي أن يكون مستغلا، كل شيء ينبغي أن يكون منتجا إنتاجا مدفوعا إلى طاقته القصوى".
غير أن استغلال هذه المساحات الشاسعة من الأراضي لأغراض زراعية يتطلب استثمارات ضخمة مع ما يرافق ذلك من تلوث خطير للتربة والمياه واستنزاف للبيئة الطبيعية بطريقة غير مسبوقة كما قال في مؤلفه 'تغريب العالم' الكاتب الفرنسي 'سيرج لاتوش': "لقد دمر الغرب البنى الاجتماعية لمختلف أجزاء العالم تدميرا منهجيا منظما، وأحل محل الصيغ القديمة للكينونة صيغا غربية هجينة ودخيلة متمثلة في الامتلاك أكثر والسعي نحو الرفاهية وكافة المطامح من 'سعادة؟' و 'بهجة الحياة؟' و 'التفوق على النفس؟' وكل هذه العجعجة من أجل بعض الدولارات الإضافية، هذا هو معنى التنمية بعيون البيض الزرقاء، إنها التطلع إلى نمط الاستهلاك الغربي، إلى القوة السحرية للبيض، أما الوسيلة المفضلة لتحقيق هذا التطلع فهي إلاه الغرب الجديد التقنية بطبيعة الحال، المعتمدة على الآلة الإنتاجية الأكثر ضخامة والآلة الإنتاجية الأكثر تدميرا للأعراق والمجتمعات والأفراد والفضاء والطبيعة والغابة وباطن الأرض، كل شيء ينبغي أن يكون نافعا، كل شيء ينبغي أن يكون مستغلا، كل شيء ينبغي أن يكون منتجا إنتاجا مدفوعا إلى طاقته القصوى".
وتبعا لذلك وحسب نفس المنظمة أي منظمة الأغذية والزراعة فإن ما لا يقل عن ملياري شخص في جميع أرجاء المعمور يستهلكون الحشرات، وبالتالي من الواجب تشجيع هذا الاتجاه وهذا النمط من العيش الرفيق بالبيئة الطبيعية الذي يسلط الضوء على أهمية الغابات ومنتجاتها ووضع سياسات فعالة فيما يتعلق بضمان الأمن الغذائي العالمي، وقد أحصت هذه المنظمة ما يفوق 1900 نوع من الحشرات الصالحة للاستهلاك من بينها الدود والنحل والجراد وغيرها، لما تحتويه من كمية كبيرة من الطاقة والبروتينات والذهنيات ومجموعة من العناصر المعدنية مثل الكالسيوم والحديد.
فإذا أخذنا بعين الاعتبار المساحة المخصصة حاليا لتربية المواشي والتي تقدر ب 30 % من مجموع أراضي اليابسة على كوكب الأرض وتساهم في انبعاث غازات الدفيئة الصادرة عن النشاط البشري بنسبة 18 % ،فإن آثار اتباع سياسة استهلاك الحشرات والتشجيع على اقتفاءها سوف تكون دون أدنى شك ذات فائدة كبيرة على كوكب الأرض مع العلم أن كل ثور معد لإنتاج اللحوم يستهلك لوحده 8 كيلوغرامات من العلف لإنتاج كيلوغرام واحد من اللحم في حين أن الحشرة تحتاج فقط لكيلوغرامين من العلف لإنتاج نفس الكمية من اللحم، هذا بطبيعة الحال إذا لم يكن من اللحم بد، وإلا كان الأجدر والأنسب خاصة لمن لا يحتمل أكل الحشرات ولا يستسيغ ذلك اتباع نظام غذائي نباتي بحث يخلص البشرية من وحشيتها التاريخية وتعطشها لسفك الدماء وافتعال الحروب المستعرة في كل ركن من أرجاء المعمور، ويُريح البيئة الطبيعية من الاستنزاف والتدمير المنهجي المستديم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق