قـراءتي لكـتاب

الكتاب: نظام التفاهة  La médiocratie
المؤلف: ألان دونو  Alain Deneault
المترجمة: مشاعل عبدالعزيز الهاجري
عدد الصفحات: 366 صفحة
سنة الإصدار: 2020 – الطبعة الأولى
الناشر: دار سؤال للنشر-بيروت-لبنان
مؤلف الكتاب ألان دونو Alain Deneault الكندي الجنسية هو أستاذ للفلسفة والعلوم السياسية، حاصل على دكتورة في الفلسفة، يعمل حاليا محاضرًا في علم الاجتماع بجامعة كيبك بمونتريال التابعة لقسم العلوم السياسية، ألف العديد من الكتب حول مواضيع تتعلق بالتمويل الدولي والعولمة والشركات العابرة للقارات والملاذات الضريبية للشركات ونَشَرَ غسيل فضائح التعدين بكندا، له عدة مؤلفات أذكر منها:
-بول مارتان وشركاته: ستون رسالة حول المساواة في الملاذات الضريبية- 2004،
-كندا السوداء: النهب والفساد والإجرام في إفريقيا- 2008،
-الملاذات الضريبية والسيادة الإجرامية-2010،
-إعادة تعريف الاقتصاد: "فلسفة المال"-2011،
-اقتصاد الكراهية: إثنا عشر مقالة للتفكير النقدي-2011،
-جنة تحت الأرض: كيف أصبحت كندا مركزًا لصناعة التعدين العالمية-2012،
-الحوكمة: الإدارة الشمولية -2013،
-نظام التفاهة-2015،
-خداع قانوني: ملخص حول الملاذات الضريبية-2016،
-الشمولية الضارة: لشركة متعددة الجنسية في السلطة-2017/2018،
-إنتاج اقتصاد الكراهية: مقالات عن الرقابة-2018،
-اقتصاد الطبيعة: السلسلة النظرية الأولى-2019،
-اقتصاد الإيمان: السلسلة النظرية الثانية-2019،
-الاقتصاد الجمالي: السلسلة النظرية الثالثة-2020
كتاب نظام التفاهة Médiocratie موضوع قراءتي لكتاب صدر باللغة الفرنسية لأول مرة سنة 2015 من طرف الناشر لوكس بمونتريال، وتمت ترجمته إلى اللغة العربية سنة 2020 من طرف الدكتورة في القانون الخاص مشاعل عبدالعزيز الهاجري-دولة الكويت، وهو بكل اختصار انتقاد حاد للقوى السياسية المتحكمة بمصائر الشعوب المغلوبة عن أمرها، عن طريق الْمِدْيُوقْرَاطِيَّةِ Médiocratie (التفاهة) والكليبتوقراطية kleptocratie (نظام حكم اللصوص الذي يسمح بمراكمة الثروة الشخصية والسلطة السياسية للمسؤولين الحكوميين والقلة الحاكمة)، فالكاتب عندما يصوب سهامه نحو هدفه ليس من الذين يمضغون كلماتهم كي لا يختلط على الناس ما يقصده من كلامه، لأنه واضح وصريح ولا ينافق ولا يداهن.
الكتاب هو تحليل جريء ونقد حاد بدون هوادة من طرف الكاتب للمجتمعات الْمُعَوْلَمَةِ الحديثة، ولآلياتها التي تم ضبطها على إيقاع خاص من أجل إيصال التفهاء فقط إلى السلطة، والشخص التافه حسب المؤلف ليس شخصًا غبيًا غير قادر على احترام جدول زمني، أو غير قادر على تشغيل آلة نسخ المستندات، أو غير مؤهل للترحيب بالشخص المناسب في الوقت المناسب، ولكنه أيضا ليس شخصا لديه مبادرة أو قناعات أو شجاعة أو ذكاء مع انفتاح كببير، بل هو شخصٌ عاملٌ خَاضعٌ مُسْتَسْلِمٌ وخَنُوعٌ لِمُسْتَخْدِمِهِ من أجل تحصيل بعض الدولارات كل شهر.
وعلى هذا النهج، يقول الكاتب، يتم إجبار العناصر المتفوقة الواعدة بشكل منهجي على الدخول تحت وصاية التفاهة حتى لو لم تكن هذه العناصر تَمُتُّ للتفاهة بصلة، فالنظام السائد حاليا يكسر ويحطم جميع المهارات غير المتوافقة مع النماذج القياسية التي وضع أُسُسَهَا نظام التفاهة هذا، والأمر الأساسي في كل عقد عمل هو: "اخرس، نحن ندفع لك!"، والمفارقة الغريبة يقول الكاتب هي أنه يتم دفع أجرنا لرفض فكرنا، إن هذا مدعاة للقلق في عالم حيث تتطلب المشاكل المعقدة الكثير من البصيرة والتفكير النقدي والابتكار الجذري، وحتى في التعليم الجامعي يضيف الكاتب يتم فرض أن يتوافق تكوين العقول والخبرات مع حاجيات الشركات الْمُشَغِّلَةِ، وهذا نموذج يتم من خلاله توليد المعرفة لإرضاء الحاجيات السوقية الاستهلاكية، في حين كان من الواجب الأوجب أن يتمثل دور المثقفين في جعل الأعمال موضوعا للتفكير.
ويضيف الكاتب على أَنَّ مَنْ هم في مواقع السلطة لا يبحثون إلا عن الإنسان التافه الذي من خلاله يستطيعون نقل تعليماتهم وتنفيذها، بما يسمح بترسيخ وتوطيد دعائم نظام البلوتوقراطية Ploutocratie (حكم الأثرياء أو الأوليغارشية).
لقد أضحت التفاهة في الوقت الراهن نظاما اجتماعيا متكاملا ومترسخا في المجتمعات على اختلافها، مما أدى إلى  إصابة العقل البشري بالعقم، والزج بالملايير من البشر المترنحين تحت تأثير الليبيرالية المتوحشة المبنية على الاستهلاك والجشع والربا والإباحية في هوة سحيقة من الفساد والسطحية والسخافة والضحالة الفكرية والابتذال والرداءة والانحطاط، وفي المقابل تم تهميش منظومة القيم والكفاءات والعلماء والمفكرين الشرفاء والمثقفين النزهاء، وتم تحطيم  ودوس كل الجهود الرامية إلى الإتقان والجودة العالية في السياسة والعمل والإدارة والتجارة والصناعة والفلاحة والثقافة والفكر والإعلام والفنون والرياضة وغيرها، وتم إفراغ السياسة من مفاهيم الحق والواجب والعمل والالتزام والصالح العام، واستبدالها بمفاهيم الإدارة والشراكة والخصخصة وتحقيق الربح، وكل هذه المذابح المروعة تُقَدَّمُ كقرابين على عتبات السوق الاستهلاكية المعولمة والليبرالية العالمية المتوحشة الجشعة المتحكمة بمصائر الشعوب.
ويعتبر الكاتب أنه أمام التحديات التاريخية التي تواجه البشرية في القرن الواحد والعشرين لا يمكن اتخاذ نظام التفاهة كنموذج مثالي كما هو واقع الآن من طرف النظام العالمي السائد حاليا، فهو بكل بساطة نظام غير قابل للاستمرارية والحياة، لأنه يُعَرِّضُ 80 ٪ من النظم البيئية لخطر ماحق، ويسمح ل من الأغنياء والمترفين بالحصول على 50٪ من الأصول العالمية، مما يدمر المجتمعات البشرية ويحطم أواصرها وعلاقات التكافل فيما بينها، ولا يمكن في كل الأحوال تحمل الاستمرار إلى ما لا نهاية في لعب اللعبة بدون اكتراث لما يقع من كوارث على كل الأصعدة.

الكتاب: الديمقراطية الإله الذي فشل
المؤلف: هانز هيرمان هوبا
عدد الصفحات: 408 صفحة
سنة الإصدار: 2019 – الطبعة الأولى
الناشر: منشورات تكوين
أولا وقبل كل شيء من يؤمن بالديمقراطية الغربية التي تخرج بسببها تظاهرات مطالبة بها في كل ركن من أركان الكرة الأرضية فلا حاجة له بقراءة هذا الكتاب، لأنه سوف يتسبب له بنرفزه وغيض وارتفاع ضغط دم، وبهذا وجب التنبيه حتى لا أكون قد جنيت على أحد.
هذا الكتاب هو ترجمة إلى اللغة العربية للكتاب الأصلي الذي صدر سنة 2001 باللغة الإنجليزية تحت عنوان Democracy The God that failed، لكاتبه الفيلسوف هانز هيرمان هوبا Hans-Hermann Hoppe، الأمريكي الموطن الألماني المولد، والذي يعتبر فيلسوف الليبرالية القديمة واللاسلطوية الرأسمالية المدافعة عن أخلاقيات الملكية الخاصة والنظام الطبيعي، يشغل حاليا أستاذا فخريا في الاقتصاد بجامعة نيفادا في لاس فيغاس بالولايات المتحدة الأمريكية.
قام الكاتب-برؤيته للأمور من منظورات جديدة وغريبة وربما مستفزة للبعض ومثيرة للجدل وصادمة بالنسبة لمن لهم فوبيا من أفكار هذا الكاتب -بفك شيفرة الديمقراطيات الحديثة من خلال الوقوف على عيوبها ونواقصها وإخفاقاتها المختلفة بالحجج الدامغة، والتي تشمل-حسب رؤية المؤلف- الزيادة المستمرة في معدل البطالة، زيادة الدين العام، والمشاكل المنهجية لأنظمة الضمان الاجتماعي، ليستنتج على أن الديمقراطية نظام فاشل وفاسد وخطير وغير أخلاقي، وأنها لا تستحق سوى الازدراء والسخرية، وأنه ينبغي نزع الشرعية عنها وإلغاؤها، وأن الهجرة غزو ودمج قسري، وأن الانتقال الديمقراطي هو تدهور حضاري لما تسبب فيه من آثار اجتماعية مدمرة مثل التفكك الأسري وارتفاع معدل الجريمة وتزايد أعداد المهاجرين، وأن المساواة الديمقراطية سرقة لأنها تتطلب نقلا للملكيات ممن يملكون إلى من لا يملكون، وأن جميع أنظمة الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي ليست سوى نوع من السرقة ستقود حتما إلى آثار كارثية.
ويعتقد المؤلف على أن الجمهوريات والديمقراطيات الغربية مآلها الانهيار والزوال كما انهارات من قبلها الملكيات، والقضية مسألة وقت ليس إلا، ويعزو هوبا هذه الإخفاقات للديمقراطية إلى وجود مجموعات ضغط تسعى إلى زيادة الإنفاق العام، ولكن أيضًا إلى وجود لوائح وضرائب تفتقر إلى ثِقَلٍ مُوَازِنٍ للحد من الآثار التي يعتبرها المؤلف ضارة.
يقترح المؤلف كحل لهذه المعضلة الانفصال السياسي وتفتيت الكيانات المتضخمة إلى كيانات صغرى، أي تقسيم الدولة المركزية المتضخمة الحجم إلى كيانات صغرى مستقلة وعلى نطاق إقليمي، مما يجعلها أكثر رشاقة وأكثر خفة من حيث التدبير والقدرة على العيش، مما سوف يُمَكِّنُ من إعادة النظر في تدبير الثروة الوطنية، وبالتالي إتاحة تحرير العلاقات بين الفاعلين الاقتصاديين، والتبادلات وتدفقات الهجرة، ويستنتج الكاتب من أن الديمقراطية الحالية هي السبب الرئيسي لـعدم التحضر الذي بدأ منذ مطلع القرن العشرين بعد الحرب العالمية الأولى، والذي يجب العمل على تقويضها ومحوها من الوجود اليوم.
يضع الكاتب تعريفا للديمقراطية بكونها لا تعدو أن تكون مجرد حكومة للممتلكات العامة، ويقارنها بالملكية التي يعتبرها حكومة للممتلكات الخاصة، ويخلص إلى أن الملكية تعتبر في كل الأحوال أفضل من الديمقراطية لأنها أقل شرا منها، ومع ذلك يؤكد على أن الديمقراطية والملكية كليهما هما نظامان متقادمان عفا عنهما الزمن ويجب عليهما أن يختفيا من مسرح الأحداث، ويفضل عليهما شكلًا آخر من التنظيم السياسي يسميه النظام الطبيعي، وهو نظام معفى من الضرائب والاحتكارات القسرية، مما يُتيح الفرصة لكل فاعل بأن يكون حرًا.
ويعتبر المؤلف أن "النظام الطبيعي" هو الأليق والحل الأنسب على عكس الديمقراطية الحالية التي يعتبرها تتخفى خلف عدة أقنعة: “فوضى منظمة"، "فوضوية الملكية الخاصة"، "رأسمالية أنارشية"، "حكم ذاتي"، "مجتمع القانون الخاص" و "الرأسمالية المثالية".

الكتاب: جنرالات المال والاقتصاد يحكمون العالم
المؤلف: منصور عبد الحكيم محمد عبد الجليل
عدد الصفحات: 239 صفحة
سنة الإصدار: 2015
الناشر: دار الكتاب العربي دمشق القاهرة
يعتبر هذا الكتاب من أهم الكتب الذي شد اهتمامي بدرجة كبيرة، نظرا لأهمية وخطورة الموضوع الذي تطرق إليه، ولأنه يفضح العلاقة الوطيدة والمترسخة على مر الدهور والعصور بين الحكم والسلطة  والمال والاقتصاد، وكل من يتتبع ويتفحص بعمق بواطن وليس ظواهر السياسيين على مستوى العالم وبدون استثناء، بشتى أحزابهم ومرجعياتهم وتلاوينهم ومذاهبهم وإيديولوجياتهم سوف يدرك دون عناء على أن معظم هؤلاء هم أصحاب المال والنفوذ من أولئك الذين يعرفون جيدا على أن السيطرة على إنتاج الثروة هي السيطرة على الحياة نفسها كما قال الكاتب والمؤرخ الأنجلوفرنسي هيلاير بيلوك، ومن يملك يحكم ويستأثر، إذ لا سياسة بدون مال ولا مال بدون سياسة، وجميع برلمانات وحكومات العالم يتصارع على الظفر بكراسيها أصحاب المال والاقتصاد، لأنها تمكنهم من الوصول إلى مراكز صنع القرار لتجميع المزيد من الثروات من خلال تمرير وسن قوانين وإصدار قرارات لصالحهم، هذه القوانين والقرارات التي غالبا ما تكون ظالمة ومجحفة بحق الشعوب، تذبحها يوميا من قفاها ومن الأذن إلى الأذن بدون رحمة ولا شفقة على طول الكرة الأرضية وعرضها.
هذا الكتاب الذي بين أيدينا يعرفنا بجنرالات الاقتصاد الذين يحكمون العالم حكما مستترا من وراء ستار، وذلك من خلال سيطرتهم على جميع موارد الكرة الأرضية، كما يعرفنا بعلاقاتهم بالمال والثروة والأعمال والاقتصاد، وبكراسي الحكم والسلطة عبر العالم. 
فالفصل الأول تحت عنوان المال والاقتصاد والسلطة يضع فيه الكاتب مقارنة بين النظام الاقتصادي الإسلامي الذي يعتبر النشاط الاقتصادي في حد ذاته عبادة للتقرب من الخالق جل جلاله، ويحرم أي نشاط اقتصادي بإمكانه الإضرار بمصالح الآخرين، مع إعطاء أهمية وأولوية لمصلحة الجماعة على المصلحة الشخصية، في حين أن النظم الوضعية تسعى جميعها لتحقيق المصلحة الشخصية بدعوى أنه بتحقيق هذه المصلحة الشخصية تتحقق تبعا لذلك المصلحة العامة للمجتمع، كما تم التطرق في هذا الفصل إلى تعريف المال من الناحية اللغوية والاصطلاحية ومن منظور الفقه الإسلامي، وتم التعريف أيضا بأنواع السلطة والسبل المتبعة للوصول إلى السلطة وسدة الحكم، سواء في الأنظمة الملكية الوراثية أو الأنظمة العسكرية أو المدنية الانقلابية، أو الأنظمة التي تتبجح بكونها ديمقراطية، غير أن عصب الحياة وضامن وجود وهيبة واستمرارية كل هذه الأنظمة هو المال ولا شيء غير المال.
في الفصل الثاني تحت عنوان السياسة وجنرالات المال والاقتصاد يتطرق المؤلف إلى تعريف السياسة والسياسي لغة واصطلاحا ومن منظور إسلامي، وتعريف العلوم السياسية والسياسي وأنواع السياسات المتبعة في العصر الحديث، والطرق المتبعة من طرف الأحزاب لتسخير المال السياسي للظفر بالانتخابات سواء منها الرئاسية أو البرلمانية، ويعتبر المؤلف أن المال السياسي على النحو الذي يروج في العالم اليوم يعتبر ذو خطورة ومفسدة بأيدي جنرالات المال والاقتصاد لضمان التحكم في الأنظمة السياسية وفي رقاب الشعوب.
الفصل الثالث تحت عنوان جنرالات الاقتصاد بدلا من جنرالات العسكر يسرد فيه المؤلف أغنى العائلات والسلالات التي تمتلك ثروات العالم وتتحكم في مقاليد أمور العالم، كأسرة آل روتشيلد من أصول يهودية، التي تمتلك البنك الدولي بالوراثة، وتسيطر على دول أوروبا عن طريق تسخير الاقتصاد والمال والبنوك وإشعال الحروب محليا وعالميا، وأسرة آل روكفلر الأمريكية من أصول يهودية التي استطاعت أن تسيطر على 95 في المائة من نفط أمريكا، وعائلة آل ستور أو عائلة الجزار التي جمعت بين المال والأعمال وكونت ثروتها في البداية من لا شيء، وعائلة آل مورغان أباطرة المال من أصول يهودية، وعائلة كولينز من أصول يهودية، وعائلة دوبونت من أصول يهودية،  وعائلة كيندي من جذور إسكتلاندية وإيرلندية، وعائلة أوناسيس اليونانية، وعائلة  فريمان اليهودية التي ساهمت بشكل كبير في نشأة الصهيونية العالمية والجمعيات السرية العنصرية، وعائلة رينولدز من عبدة الشيطان وممارسي سحر الكبالا اليهودي، وعائلة راسيل المنحدرة من فرسان الهيكل بإسكتلندا وأيرلندا، ثم يسرد بعد ذلك لائحة لأشهر جنرالات المال والاقتصاد في العالم قديما وحديثا، ثم لائحة  لأشهر رجال الأعمال في قطاع التكنولوجيا الحديثة، ثم لائحة لأشهر المنتمين لطبقة 'الواسب' باللاتيني WASP وتعني بروتستاني أنجلو-سكسوني أبيض White Anglo-Saxon Protestant وهي النخبة من الطبقة العليا البورجوازية المتعلمة التي تتحكم في ثروات الأرض وتحكم أمريكا والعالم، وتشمل أحيانا البروتستانت من أصول إيرلندية وألمانية وهولندية وفرنسية، ويعتبر 'الواسب' بمثابة النخبة التي تتحكم في الاقتصاد والسياسة والمجتمع الأمريكي، ومن أبرز المنتمين للواسب عائلات روكفلر، ومورغان، وفورد، وروزفلت، وفاندربيلت، وكارنجي، ودو بونت، وآستور، وفوربس وبوش، وجميع رؤساء أمريكا كلهم من هذه الطبقة الاجتماعية الغنية الارستقراطية باستثناء الرئيسين جون كينيدي وباراك أوباما.
في الفصل الرابع من هذا الكتاب يوضح المؤلف بجلاء على أن العالم كله يهتز ويرقص على إيقاعات المال والاقتصاد اللذان يتحكمان فيه، ومن وراء الستار اليهود هم الذين يجعلون أرداف العالم تهتز على إيقاعاتهم،  حتى قال في ذلك رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد: "إن اليهود يحكمون العالم سياسيا واقتصاديا وإن الجميع ينافقهم"، ويبين المؤلف على أن الشركات اليهودية المتعددة الجنسيات تكون خطرا كبيرا على الدول النامية نظرا لضخامة هذه الشركات وقوتها الاقتصادية الذاتية وقوتها الفنية والتكنولوجية الهائلة، واستحواذها على ما يناهز 80 في المائة من حجم المبيعات على المستوى العالمي، كما يتطرق أيضا إلى التكتلات الاقتصادية العالمية التي ظهرت بعد انتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والغربي الرأسمالي في تسعينيات القرن الماضي، مما نتج عنه ظهور العولمة التي هي ليست سوى مرحلة من مراحل التطور الرأسمالي الغربي الذي وضعته بكل حذافيره وخططت له بمكر ودهاء الماسونية، وذلك تمهيدا لفرض سياسات الحكومية العالمية اللوسيفرية أو حكومة الدجال العالمية، كما يسرد المؤلف أيضا في هذا الفصل لائحة لأهم وأكبر التكتلات الاقتصادية في العالم.
في الفصل السادس تحت عنوان المثلث الاقتصادي لجنرالات الاقتصاد والمال، ويقصد المؤلف بالمثلث كل من منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وأنا شخصيا أسميه بمثلث برمودا المشهور بمثلث الشيطان الذي يقع بالمحيط الأطلسي، والذي كلما اقترب منه شيء ابتلعه رغم نفي البعض حدوث ذلك، وقد عَرَّف المؤلف بهذه المؤسسات الثلاث واستنتج في الأخير على أن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يعملان فقط لضمان مصالح الدول الاستعمارية الكبرى، وكل كلام عن مكافحة الفقر وإعانة الدول الفقيرة والتي هي في طريق النمو الذي تدعية هاتان المؤسستان المنافقتان كله كذب وبهتان ويضحده الواقع العملي في الميدان وبكل تأكيد.
في الفصل السابع تحت عنوان الاستعمار الاقتصادي يتطرق المؤلف إلى ظاهرة الاستعمار قديما والذي كان استعمارا عسكريا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا واقتصاديا لإخضاع الشعوب ونهب ثرواتها بدعوى التحديث والعصرنة من جهة، وظاهرة الاستعمار الحديث الذي تخلى عن آلته الحديدية العسكرية وأحل محلها آلة هيمنته الاقتصادية من جهة أخرى، فدمر  الاستعمار الحديث  اقتصاديات الدول النامية أو ما كان يسمى بدول العالم الثالث، ونشر فيها الفقر وقادها بخطى ثابتة نحو دول فاشلة بكل ما في الكلمة من معنى بإثقال كاهل هذه الدول المغلوبة عن أمورها بالديون التي ليست سوى سم يهودي قاتل في عسل ماسوني.  
الكتاب: الانفجار الماسوني
المؤلف: محمد نمر المدني
عدد الصفحات: 355 صفحة
الطبعة الأولى 2012
دار مؤسسة رسلان للطباعة والنشر والتوزيع-سوريا-دمشق-جرمانا
يتطرق المؤلف في هذا الكتاب المهم-الذي يجدر بكل إنسان يريد أن يعرف نشأة الماسونية وخفاياها وأهدافها أن يقرأه- إلى موضوع من أخطر المواضيع وأعقدها في القرن الواحد والعشرين، نظرا للحيز الكبير الذي أضحت تشغله الماسونية في الساحة العالمية وفي جميع الميادين، ونظرا كذلك للقدرات والإمكانات الهائلة التي أصبحت تتوفر عليها لم تُتَحْ لأي تنظيم من قبلها منذ نشأة البشرية.
حاول المؤلف من خلال اعتماده على معطيات الأبحاث والمراجع والأحداث والدراسات والموسوعات التي نشرت عن الماسونية سواء من داخل هذه الحركة أو من خارجها أن يفهم ما هي الماسونية نشأتها عقيدتها أهدافها ومراميها، وأن يقدم عنها للقارئ صورة مُقَرَّبَةً بعد دراسة مستفيضة وعميقة.
يعتبر المؤلف على أن الماسونية هي حقيقة وليس خيالا أو خرافة، فأعضاؤها يتواجدون في كل مكان من العالم، ويتبوؤون أرفع المناصب، ويديرون كبرى الشركات، وتوجد مكاتب رسمية علنية للماسونية في أغلب دول العالم، وينشرون الكثير من المنشورات والصحف، ويتوفرون على عدد هائل من المواقع الإلكترونية الماسونية على شبكة الأنترنت التي تجتذب إليها الكثير من الناس، نظرا لما تقدمه لهم من مواضيع جديدة مثيرة وغرببة، الشيء الذي يستهوي الكثير من الخلق خاصة منهم الشباب.
فمن خلال استغلال وسائل الإعلام من صحف وفضائيات وأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، تم خَدْعُ خلق كثير من الناس بهذه الحركة الخطيرة الهدامة، فَانـْجَرَّتْ وراءها جموع هائلة من البشر من مختلف الديانات والأعراق والثقافات والطبقات: رؤساء دول، زعماء، وزراء، علماء، مدراء شركات كبرى، أدباء، كتاب، فنانون، شعراء، مهندسون، أطباء، قضاة، محامون، صحافيون، وكلهم مسحورون بالشعار الماسوني الخالد 'الحرية، المساواة والإخاء' التي ينادي بها الماسونيون وأربابهم اليهود في كل ركن من أقطار الأرض.
بالإضافة إلى نشاطها الذي لا يَفْتُرُ، تقوم الماسونية في جميع أرجاء العالم بترويج جماعات وحركات وعقائد وديانات جديدة كثيرة مثل عبدة الشيطان، والسينتولوجيا أو العلمولوجيا التي تهدف إلى مكننة الإنسان والعلاقات الإنسانية على جميع المستويات والأصعدة، وحركة اليد اليسرى وغيرها من الحركات الهدامة.
ويعتبر المؤلف على أن الماسونية الإبنة الطيعة للكبالا اليهودية، هي بطبيعتها ملحدة وكافرة، ومعادية للإيمان الديني السماوي بكل أشكاله، أما إيمانها الذي تَدَّعِيهِ فهي تقصد به إيمانها بتأليه الشيطان وتقديسه وعبادته، وسعيها إلى جمع أبناء الديانات المتعددة على ديانة جديدة واحدة من اختراعها وتحت وصايتها.
ومن الواضح جدا وضوح الشمس على أن أعضاء الماسونية ليسوا عادة من الفقراء والمعدمين والمستضعفين، لأن أدنى شخص من بينهم يمتلك مؤسسة حقيقية منتجة، وتسهر الماسونية على تمويل أعضائها وإسداء النصائح والخبرات لهم في مجال أعمالهم أو تجاراتهم أو صناعاتهم.
ولا يخفى أن ارتباط الماسونية باليهودية المنحرفة وبالصهيونية العالمية ودولة الصهاينة هو ارتباط عضوي وشامل، فهي إذن خادم جيد للكيان الصهيوني، يعمل على استمرارية طغيانه من خلال تعزيز قوته وصولته في العالم.
توجد اليوم في معظم دول العالم مكاتب رسمية علنية للماسونية، تعلن عن برامجها وبعض عقائدها وبعض أسماء أعضائها، فالغرب برمته تمت صياغته بشكل ماسوني خالص، وسيطرت الماسونية على أقداره وسياساته وحركات مجتمعه، وبسطت أذرعها الشنيعة كالأخطبوط على علومه وآدابه وفنونه وسينمائه ومسرحه وموسيقاه وغيرها، وأضحت الماسونية في القرن الواحد والعشرين بمثابة الآلة المحركة لجميع الأقدار في الغرب، وكل الألغاز التي تتعلق بالأحداث والشخصيات العالمية هي ألغاز ماسونية صرفة.
إن الماسونية القابضة بمخالبها على العالم الغربي ومقدراته بالرغم من ادعائها العلمية هي في حقيقة الأمر حركة منحرفة هدامة مرتبطة بالخرافة والأسطورة والخدعة والدجل والتحايل، وإرهاب أتباعها وتصفيتهم في كثير من الأحيان عن طريق المافيا، ولا تتوانى في صراعاتها فيما بينها باستخدام الوسائل القذرة لبلوغ أهدافها وغاياتها.
ولم تكتف الماسونية بالتحكم في الأحداث والشخصيات العالمية، بل تعدت ذلك إلى التحكم في الأفكار والعقائد، وذلك  باعتمادها على الخرافة والأسطورة والخدعة والتحايل، مما تمخض عنه بالرغم من التقدم التقني وروح الحداثة من ظهور عقلية غربية خرافية أسطورية باطنية قلقة وساذجة، تؤمن بالسحر والخزعبلات وتكفر بالإيمان الديني.
ويوضح الكاتب بالبرهان التاريخي على أن إيران هي أكبر عدو للماسونية على المستوى العالمي، لأن الثورة الإسلامية في إيران قضت على الماسونية التي كانت تنخر في المجتمع الإيراني بشكل كلي ونهائي، ووضعت حدا لجميع مظاهرها وأنشطتها ولكل أشكال غسيل الدماغ الذي ما تزال تقوم به هذه الحركة الكافرة في معظم دول العالم بما فيها العالم العربي والإسلامي بكل حيوية ونشاط وبمؤازرة الدول المفعول بها.
الكتاب: أصحاب البروج في مواجهة أصحاب الكهوف
المؤلف: منصور عبدالحكيم محمد
عدد الصفحات: 393 صفحة
الطبعة الأولى 2009
دار الكتاب العربي
أصحاب البروج هم من يعتبرون أنفسهم الجنس الآري أو السامي الذين هم فوق جميع الأجناس الأخرى من ذوي البشرة السوداء والصفراء والسمراء وباقي الألوان، وهؤلاء المتأخرون يكونون في واقع الأمر الغالبية العظمى من أصحاب الكهوف، والذين يسميهم أصحاب البروج أسماء شتى من متخلفين عن ركب الحضارة وبرابرة وهمج وعالم ثالث.
أصحاب الكهوف هم من المستضعفين من سكان أفغانستان وباكستان وباقي الدول المتمترسة في خندق المقاومة والمواجهة للنظالم العالمي الجديد الذي يسعى أصحاب البروج الأمريكان وتوابعهم الأوروبيين ومن ورائهم الصهيونية العالمية الدجالة لفرضه بقوة الحديد والنار على العالم.
من خلال هذه المواجهة التي تأذن بانهيار اقتصاديات أصحاب البروج نتيجة سياساتهم البربرية الهمجية الفاشلة التي تروم الاستعلاء في الأرض عن طريق الحروب المروعة وسفك الدماء، والاستيلاء بدون وجه حق على الكثير من أموال وثروات دول عربية وأوروبية، يلقي هذا الكتاب الضوء على صراع الحضارات والأديان عالميا ومحليا، ويتطرق إلى الكثير من الأزمات التي يتخبط فيها العالم اليوم ابتداء من الصراع في القوقاز على منابع النفط بين أصحاب البروج وأصحاب الكهوف، والاستراتيجية الأمريكية للتدخل في أفغانستان وسوريا والعراق وباقي دول المنطقة، واستخدام أصحاب البروج أسلحة الأقليات الدينية والعرقية والنعرات الطائفية كقنابل موقوتة للوصل إلى أهدافهم المسطرة، ومن تم احتلال أصحاب البروج لدول أصحاب الكهوف ومحاولتهم الدؤوبة منذ الحرب العالمية الأولى حتى عهد بوش ومن تبعه لفرض مشروعهم المتمثل في الشرق الأوسط الكبير.
كما يشير الكتاب إلى تورط أصحاب البروج تورطا مباشرا في الكثير من الاغتيالات والتصفيات الجسدية المدبرة حول العالم، وعن كيفية سرقة الأمريكان جهارا نهارا في عز الكساد الاقتصادي والأزمة الاقتصادية العالمية الملايير من أموال النفط العربي السائب الذي لا والي له.
ويوضح الكتاب تلاحق الأحداث بسرعة نحو النهاية، ويتنبأ بانهيار النظام الدموي للإمبراطورية الأمريكية إثر طغيان المال وطغيان السلاح، ويتنبأ كذلك بعلامات يوم القيامة وخروج الدجال والسنوات الثلاث التي تسبق خروجه كما جاء في الحديث النبوي.

الكتاب: الثورة بلا قيادات
كيف سيبادر الناس العاديون إلى تولي السلطة وتغيير السياسة في القرن الواحد والعشرين
المؤلف: كارن روس
ترجمة: فاضل جتكر
عدد الصفحات: 263 صفحة
الطبعة الأولى مارس 2017
سلسلة عالم المعرفة-الكويت
كتاب ذو جرأة استثنائية لأنه يحث المواطنين الأفراد في كل ركن من العالم بما في ذلك الدول التي تدعي نفسها ديمقراطية بهتانا وافتراء، أن يأخذوا بزمام المبادرة لإحداث التغيير بأنفسهم، بأفعالهم في واقعهم المعاش وليس فقط بأقوالهم، وبالتعاون الفَعَّالِ والبَنَّاءِ مع الآخرين، وهذه دعوة لجميع المهملين والمستضعفين والمحقورين والمهدورين والمهمشين من طرف حكومات متسلطة عليهم خاضعة للبنوك الربوية العالمية ولهيمنة مصالح الشركات الانتهازبة الربحية الكبرى، ولنظام اقتصادي ظالم منحاز إلى جانب الأوليغارشية والربح والاستحواذ والجشع بدون كوابح، حكومات أساسها منخور مهتز، عبارة عن أنظمة سياسية فاسدة وفاشلة، أخفقت إخفاقا فظيعا في وضع حد للمعاناة الإنسانية الشاملة، والقطع مع كل أساليب اللصوصية والانتهازية والاستئثار والانفراد بالثروة والسلطة، وجميع ألوان الفوضى والاضطهاد والكراهية والعنف والقتل.
وهذا خطاب يضرب في الصميم ضربة قاتلة كل من لديه نزعة التفاؤل الساذج لنكتة العولمة السخيفة ولمروجيها، نظرا لمستوى تفشي الهشاشة الاقتصادية بشكل واسع ومريع حول العالم، وتوسع رقعة اللامساواة الصارخة الظالمة، وارتفاع وثيرة التغيرات المناخية الشاذة الخطيرة والمتسارعة باطراد، مما ينذر بوشوك انزلاق العالم نحو هاوية أزمة خطيرة طويلة الأمد لم يسبق لها نظير، ما لم يتم تدارك الأمر والقيام قبل فوات الأوان بتغييرات جذرية عميقة تعيد للإنسان معنىً لإنسانيته ومعنىً لكرامته التي كرمه بها الخالق، وتعيد للحيوان والطبيعة حقهما في التعايش والتناغم والانسجام والتكامل مع الإنسان،  حتى توضع الأمور حول العالم في مسارها القويم الصحيح سواء في الحكم أو في الإدارة.
وكما يقول كارن روس: "في صلب العلاقة بين أي كتلة سكانية وحكومتها ثمة نوع من الصفقة، ففي صف المحكومين يتنازل الناس عن حرياتهم ويخضعون لحكم الإدارة وضبطها، وفي المقابل تتولى الإدارة مهمة توفير الأمن وتسيير المجتمع بقدر معقول من العدل، ومن الواضح أن الحكم في طول العالم وعرضه يخفق كثيرا في الوفاء بالتزامه بموجب هذه الصفقة، ولعل أحد الأسباب هو أن حكم الأقلية محكوم بأن يؤول إلى خدمة مصالح الأقوى ممن تمكنوا من الإمساك بزمام السلطة والتحكم بها عند الضرورة".
لقد ولى بدون رجعة النظام القديم لممارسة السياسة حيث كانت الحكومة تضغظ على زر لإحداث نتيجة معينة، أما اليوم فنظرا لشدة  التعقيد واللبس، فإن مليارات الأفراد هم في تفاعل مطرد ببعضهم البعض، والكل يستجيب لأفعال الآخرين في سياق عملية ديناميكية دائمة ومتواصلة التغير والتبدل، عملية سائبة متدفقة وغير مضبوطة، لكنها لاتصل إلى مستوى الفوضى الشاملة.
ولم يعد أمام الحكومات اليوم لمواجهة هذه الفوضى البناءة التي يشهدها العالم وتكاد تتجاوزها من حلول سوى اتباع المزيد من التشدد في إحكام القبضة بغية الحفاظ على وهم التحكم، ابتداء من مراقبة نشاطات من يسمون بالمواطنين طوال الوقت سواء على الإنترنت أو عن طريق بث المزيد من الكاميرات وأدوات التجسس في الشوارع.
لقد أصبحت الهواتف الخليوية تسجل تحركات أصحابها ولقاءاتهم واتصالاتهم، وجميع المعلومات التي تتقاسمها الشركات التكنولوجية الخاضعة للحكومات، وعلى الشبكة العنكبوتية، حيث تُقْدِمُ الشركات على تجميع المعلومات ذات العلاقة باهتمام الأفراد وتفضيلاتهم وصولا إلى رسم صورة شخصية بالغة الدقة، ثم تبادر إلى بيعها إلى أطراف أخرى على نطاق واسع، بما في ذلك السلطات من دون أخد إذن بالمفعول بهم.
وفي الشوارع ثمة آلاف من كاميرات المراقبة التي تتابع تحركات المرء منذ استيقاظه صباحا حتى خلوده للنوم، تلتقط بدقة متناهية الأماكن التي يتردد عليها، والأشخاص الذين يلتقي بهم أو يجالسهم، وما يتفوه به من كلام، وكل ما يقرأه من كتب وصحف، وكل ما يشتريه من سلع، بل تلتقط حتى أكثر معلوماته الحميمية التي يظنها  يحتفظ بها لنفسه، بل أصبح كل شخص في أي مدينة حول العالم بدون استثناء تحت مجهر الحكومات التي باستطاعتها بكل يسر وسهولة أن تتجسس عليه حتى وهو في غرفة نومه من دون إذنه.
لقد وصل ما يسمى نظام الديمقراطية السائد حاليا بصيغة أو بأخرى في بقاع شتى من العالم إلى درجة التشبع القصوى، ولم يعد يحتمل المزيد، لأنه انفضح أمره وتجمد في رقعة الزمن منذ منتصف القرن العشرين، ولم يعد يلبي متطلبات ورغبات ومصالح وتطلعات الشعوب المقهورة، بل لم يعد يوفر لهم حتى الحد الأدنى من حياة جديرة بأن تسمى حياة بشر، لأنه بكل بساطة نظام بُني على الاستبداد والديكتاتورية في الشرق، وعلى حكم الشركات الكبرى والنخب الأوليغارشية الانتهازية صاحبة الامتيازات في الغرب، ولم يعد من مناص من إعادة بناء نظام ديمقراطي من الصفر، يكون فيه كل الناس هم من يقفون على واقع ظروفهم، ويكون القرار بأيديهم.
فعوض حكم قائم من القمة إلى القاعدة يجب إعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي العادل القائم على الحكم من القاعدة إلى القمة، إنه نوع من الممارسة التي تعود إلى مُثُلِ الديمقراطية اليونانية القديمة، حيث كان كل الناس يتناوبون مناقشة شؤونهم العامة المشتركة ووضع الحلول لها، وهذا هو السبيل الوحيد الأوحد لإصلاح عالم اليوم المتداعي المحتضر والمريض جدا، غير أن هذا الطريق ليس محفوفا بالورود بل هو طريق شاق وطويل، ومحفوف بشتى المعيقات والمحبطات والمطبات، ويتطلب جهدا جهيدا، وممارسة واقعية، ونفسا طويلا، وصبرا جميلا
الكتاب: إمبراطورية العار
المؤلف: جان زيغلر
عدد الصفحات: 306 صفحة
الطبعة الفرنسية أبريل 2005
مكتبة أرتيم فايارد -باريس
المؤلف هو جان زيغلر (1934-    ) المفكر والكاتب السويسري الغني عن التعريف، شغل منصب المقرر الخاص لدى الأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء في الفترة ما بين 2000 و 2008، ويشغل منذ عام 2009 منصب نائب الرئيس للجنة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وهو أيضا عضو في لجنة رعاية محكمة راسل حول فلسطين منذ مارس 2009، له عدة مؤلفات حول العالم الثالث والعولمة، والتي يُدين فيها بشدة ما يعتبره جرائم ترتكب باسم التمويل العالمي والرأسمالية، ويوجه فيها انتقادات حادة خاصة لصندوق النقد الدولي الذي يشترط في مساعداته المالية خضوع الدول النامية لخصخصة الخدمات العامة، مما يؤدي غالبا إلى تدهور خدماتها مع ما ينتج عن ذلك من عواقب وخيمة على الصحة والتغذية للدول الفقيرة، كما يتهم الولايات المتحدة بكونها اليد الحديدية التي تحمي الشركات المتعددة الجنسيات، ويتجلى ذلك بوضوح في سياستها الخارجية، ورفضها للعديد من الاتفاقيات الدولية الرامية إلى تحقيق ولو الشيء اليسير من العدالة للمعذبين في الأرض، من أشهر مؤلفاته: سويسرا تصبن أحسن، سويسرا الذهب والأموات، أرباب الجريمة، المافيا الجديدة، الثوار ضد النظام العالمي، الكتاب الأسود للرأسمالية، سادة العالم الجدد، إمبراطورية العار، الجوع كما أرويه لابني، حق الغذاء، النهابون، الـمُرْتَزِقَةُ الفَجَرَةُ، كراهية الغرب.
الكتاب الذي تم اختياره يحمل عنوان "إمبراطورية العار" صدر في نسخته الأصلية باللغة الفرنسية سنة 2005 بباريس عن مطبعة أرتيم فايارد (376 صفحة)، ترجمته إلى اللغة العربية دار النشر المصرية سطور الجديدة سنة 2009 في 323 صفحة: نشهد اليوم حركة كبيرة لإعادة استحكام فيودالية القرون الوسطى بالعالم، ذلك النظام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي ظهر بأوروبا خلال القرون الوسطى لحماية وضمان استمرار مكانة وامتيازات طبقة النبلاء والأسياد، وتميز باختفاء مفهوم الدولة والمواطنة مع سيادة تراتبية طبقية اجتماعية على رأسها فئات الأسياد التي كانت تتوفر على امتيازات كبرى تتقاسم جزءاً منهـا مع الملوك، في حين شكل الفرسان أداة لجمع الضرائـب واستغـلال الأقنان (العبيد) في أعمال السخرة.
وهذا النظام الفيودالي الحداثي الجديد أتاح ل 'جورج دبليو بوش' بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ليس فقط بتوسيع نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية، بل كذلك بفتح الأبواب على مصاريعها للشركات العابرة للقارات، كي تُرخي بظلالها على الشعوب المغلوبة على أمرها للنصف الجنوبي من الكرة الأرضية لتفعل بها ما تشاء.
ومن أجل فرض هذا النظام الفريد من نوعه لإخضاع واستعباد الشعوب لمصالح الشركات الخاصة الكبيرة، ولتحقيق ذلك كما يعرف جيدا أسياد إمبراطورية العار يجب اللعب بمهارة واحترافية عالية بسلاحي الدمار الشامل: الديون والجوع، فعن طريق الديون تتنازل الدول المستضعفة عن سيادتها من بعدما تغرق حتى الأذنين في مستنقع هذه الديون، وعن طريق المجاعة الناجمة عن ذلك تبدأ الشعوب بالاحتضار، ثم ما تلبث تحت الضغوط الهائلة أن تتخلى عن حريتها وكرامتها مقابل كسرة خبز وجرعة ماء.
هذه الماكينة الهائلة للسحق والإخضاع لا تأبه مطلقا بالقيود التي يزعم القانون الدولي أنه يفرضها تقليديا في العلاقات بين الدول والشعوب، لذلك ساد نظام العنف البنيوي الدائم، وبدأ يزحف على مساحات كبرى بدول الجنوب المستضعفة، بينما القانون الدولي يحتضر ويزداد احتضارا.
ولكن من هم هؤلاء المبشرون بالنظام العالمي الجديد وبالحكومة العالمية الواحدة، الذين رويدا رويدا خصخصوا حتى المياه التي يجب على الشعوب أن تدفع المزيد من البقشيش للحصول عليها؟ هذا الكتاب يتتبع طرقهم الأكثر مكرا وخداعا: هنا قانون للبراءة على الكائن الحي، وهناك كَسْرٌ لمقاومة نقابات العمال، وفي أماكن أخرى فرض بالقوة للزراعات المعدلة وراثيا.
إنها إمبراطورية العار التي تم فرضها خفية على كوكب الأرض، ولكن مآل الثورة تم تأسيسه بالضبط على العار، كما عَلَّمنا متمردو 1789، وهذه الثورة مستمرة: تمرد للضمائر هنا، وتمرد على الجوع هناك، هي وحدها الكفيلة بإعادة بناء الحق في السعي نحو السعادة، هذه القضية القديمة التي تعود إلى القرن الثامن عشر.
الكتاب : الدولة المارقة Rogue State
المؤلف : ويليام بلوم
عدد الصفحات : 374 صفحة
الطبعة الأولى2000
مطابع طارق- طريق الجديدة - الدارالبيضاء - المغرب
ويليام بلوم كاتب وصحفي أمريكي وهو موظف سابق في الحكومة الأمريكية في ستينيات القرن الماضي، بعد تقاعده سنة 1967 أصبح واحدا من المؤسسين والكتاب المميزين في الصحافة الحرة بواشنطن، انتقذ في العديد من كتبه ومؤلفاته السياسة الخارجية لبلده، وكتب كثيرا عن وكالة الاستخبارات المركزية ''سييا'' والجريمة المنظمة، من أشهــر مؤلفاته التي لاقت شهرة منقطعة النظـير في جميع بقاع المعمور كتاب الــدولة المـارقـة (Rogue State) ،  Voyou)(L’Etat، الذي هو موضوع 'قراءة في كتاب'، صدر باللغة الفرنسية سنة 2002.
يقول نلسون مانديلا: " كيف يمكن أن تكون لهم كل هذه الغطرسة كي يملوا علينا إلى أين نمضي أو أي من الدول التي يمكننا مصادقتها..القذافي صديقي، لقد كان لنا نعم السند عندما كنا وحيدين في محنتنا.. إن هؤلاء لا يمتلكون أية أخلاق..لا يمكننا قبول أن تتولى دولة مهمة دركي العالم."
وتقول أمنستي انترناشنال: " في جميع أنحاء العالم مع إشراقة كل يوم، سوف يتم تشريد أو تعذيب أو قتل أو إخفاء رجل أو امرأة أو طفل بواسطة حكومة أو مجموعة سياسية مسلحة، وفي معظم الحالات الولايات المتحدة تقتسم المسؤولية"، والولايات المتحدة مسؤولة عن لائحة طويلة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية والقصف لمختلف الدول، لمناطق بأكملها، للعديد من المدن التي حولتها إلى أطلال، وخربت جميع بنياتها التحتية، وحطمت الكثير من الأنفس البشرية، دون أن يتبع ذلك أية مساءلة أو متابعة قانونية، بل لم تصلح حتى الأضرار التي أحدثتها ولم تقدم لكل هؤلاء المستضعفين في الأرض ولو اعتذارا واحدا.
يقوم وليام بلوم في هذا الكتاب بتشريح دقيق يُلقى الضوء على الكثير من الأحداث والوقائع العالمية التي كانت لها صلة مباشرة بالولايات المتحدة الأمريكية، ابتداء بعلاقات الحب والكراهية بين واشنطن والإرهابيين ومنتهكي حقوق الإنسان، ومرورا باستعمال أسلحة الدمار الشامل من ذرية ونووية وبيولوجية وكيماوية والكثير من الأسلحة المحرمة دوليا، وينهي الكتاب بفصل تحت عنوان دولة مارقة ضد العالم، عدد فيه تدخلات الولايات المتحدة في الأركان الأربع من العالم منذ 1945 حتى 2000، مع كل ما رافق ذلك من خداع وغش وتزوير، وتجسس واختطافات، ونهب وسرقات ومخدرات، وكل ذلك باسم العالم الحر والديمقراطية وحقوق الإنسان.
ويعلق في آخر الكتاب قائلا: ''لو كنت رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية لأوقفت خلال أيام قلائل جميع العمليات الإرهابية ضد بلدي، بادئ ذي بدأ سوف أقدم اعتذاري لجميع الأرامل واليتامى والمعذبين والمشردين وللملايين الآخرين ضحايا الإمبريالية الأمريكية، بعد ذلك سوف أعلن في أركان الكون الأربع بأن التدخلات الأمريكية قد توقفت نهائيا، وسوف أخبر إسرائيل بأنها لم تعد الولاية الواحدة والخمسون للولايات المتحدة الأمريكية، وابتداء من الآن، سيكون هذا شيئا غريبا، إسرائيل هي دولة غريبة ولا تمت للولايات المتحدة بصلة، ثم سأقلص ميزانية الإنفاق العسكري ب 90 % على الأقل، وهذا الفائض، الذي سيكون أكثر من كافي، سيمكن من جبر وتعويض أضرار ضحايا الأمريكان، مع العلم أن الميزانية العسكرية لسنة هي 330 مليار دولار، أي ما يعادل 18000 دولار كل ساعة منذ ميلاد المسيح، هذا ما كنت سأفعله في الأيام الثلاث الأولى لو تم انتخابي رئيسا للولايات المتحدة، وفي اليوم الرابع سوف يتم اغتيالي.
الكتاب : تغريب العالم
المؤلف : سيرج لاتوش
عدد الصفحات : 154 صفحة
الطبعة الثانية 1999
مطبعة النجاح - الدارالبيضاء - المغرب
سيرج لاتوش أستاذ متقاعد لمادة الاقتصاد في جامعة أوروسي بباريس، وهو اختصاصي في الدراسات الاقتصادية والثقافية والعلاقات بين الشمال والجنوب،. من مؤلفاته 'الفكر الاقتصادي'، 'عدالة بلا حدود'، 'نقد الامبريالية'، 'هل نرفض التنمية؟' و 'تغريب العالم'، والكتاب الأخير هو موضوع قراءة في كتاب.
كان لا بد للصليبيين أن ينتقموا بعدما تقهقرت دولة الإسلام وصعد نجمهم عاليا في السماء، فعندما وفد الجنرال جورو إلى دمشق، بعد معاهدة فرساي واقتسام حطام الإمبراطورية العثمانية، لتأكيد استيلاء فرنسا على سوريا، دخل المسجد الأموي حيث يرقد رفات صلاح الدين، القاهر العظيم للصليبيين، ووطئ قبره بقدميه وصاح: استيقظ يا صلاح الدين، لقد عدنا".
ومع تصفية الاستعمار واختفاء الغرب المسيحي من مقدمة المسرح على ما يظهر في العلن، بقي الرجل الأبيض في الكواليس ومن وراء ستار يجذب خيوط اللعبة، وهذا التأليه للغرب لم يعد تأليها لوجود واقعي، لسلطة مُذلة بوحشيتها وغطرستها، إنه يقوم على قوى رمزية: سيطرتها المعنوية أكثر خبثا، لكنها أيضا أقل إثارة للاعتراض، وهذه العناصر الجديدة للسيطرة هي العلم، والتقنية والاقتصاد، وعالم الخيال الذي تقوم عليه هذه العناصر: قيم التقدم، ومن تم أصبحت التقنية أداة جبارة لاستعمار الأجساد والأرواح، فأدخلت الامبريالية الآلهة الجديدة، وكان على شعوب العالم، لكي تحرر نفسها من النير الاستعماري وتخرج من الوضع المذل الذي يمثله استعباد البيض لها، أن تستوعب عددا من وسائل السيطرة، وتتقمص هوية العدو، وتتوق إلى قوته، مما أعطى للعالم بأسره طبيعة مجتمع واحد، فالعلم واحد، والرياضة هي اللغة المشتركة الحقيقية لكافة الأمم، ويؤكد طقس جوائز نوبل، بصفة دورية، عالمية ووحدة جماعة العلماء، وتقوم العبادة العالمية للتقنية بتهيئة الأمم للخضوع بلا نفور لمقتضياتها، على أن الإعجاب بالتقنية، وعبادتها، وحتى معرفتها المجردة، لا تكفي للتحول إلى غربيين.
لقد دمر الغرب البنى الاجتماعية لمختلف أجزاء العالم تدميرا منهجيا منظما، وأحل محل الصيغ القديمة للكينونة صيغا غربية هجينة ودخيلة متمثلة في الامتلاك أكثر والسعي نحو الرفاهية وكافة المطامح من 'سعادة؟' و 'بهجة الحياة؟' و 'التفوق على النفس؟' وكل هذه العجعجة من أجل بعض الدولارات الإضافية، هذا هو معنى التنمية بعيون البيض الزرقاء، إنها التطلع إلى نمط الاستهلاك الغربي، إلى القوة السحرية للبيض، أما الوسيلة المفضلة لتحقيق هذا التطلع فهي إلاه الغرب الجديد التقنية بطبيعة الحال، المعتمدة على الآلة الإنتاجية الأكثر ضخامة والآلة الإنتاجية الأكثر تدميرا للأعراق والمجتمعات والأفراد والفضاء والطبيعة والغابة وباطن الأرض، كل شيء ينبغي أن يكون نافعا، كل شيء ينبغي أن يكون مستغلا، كل شيء ينبغي أن يكون منتجا، إنتاجا مدفوعا إلى طاقته القصوى.
لقد أصبح الغرب عبارة عن ركام سديمي مركزه في كل مكان ومحيطه ليس في أي مكان، إنه عبارة عن آلة اجتماعية هائلة أضحت مثبتة داخل رؤوسنا التي خضعت بعد غسيل دماغي لعمليات دقيقة لإدخال القيم الغربية: قيم العلم، والتقنية، والاقتصاد، والتنمية، والسيطرة على الطبيعة ، مما أدى إلى محو الثقافات المحلية، إن الأمر يتعلق بتحويل عقيدي حقيقي، ولا ينبغي أن تخدعنا هذه المفردات الاقتصادية، فالمسألة هي قبل كل شيء مسألة قيم لا ترتدي شكل سلع إلا بصفة عارضة، لقد تم التخلص من المجتمعات التقليدية التي هي حساسة إزاء قيم الرجل الأبيض عن طريق الإبادة أو الاضمحلال ''الطبيعي؟؟''، فالهندي الجيد أصبح في الواقع هنديا ميتا، في حين أن الأسود الميت هو من فقد كل قيمه.
لم يؤد محو الحدود الإقليمية الاقتصادي والاجتماعي إلى ظهور نظام دولي جديد، أو حتى نظام عالمي، بقدر ما أدى إلى اضطراب وفوضى، وفي هذا العالم الذي يرتدي جلد النمر، تتلاشى السياسة، وتتعزز الإدارة والبيروقراطية، وتستقل الأجهزة البوليسية لتشن ملاحقات بلا تمييز، ويحل العنف وانعدام الأمان والإرهاب على أبواب الأغنياء، وتنغلق جزيرات الازدهار داخل معاقل حصينة، لا يمكن دخولها إلا بشفرات إليكترونية تزداد تعقيدا يوما بعد يوم، وتسوي المليشيات الخاصة والعصابات حساباتها تحت الأنظار العاجزة أو المتواطئة لما لا يزال الناس يدعونه بالسلطات العامة وقوات حفظ النظام..
لقد تحول العالم الثالث إلى عالم رابع شهد ولا زال يشهد اندماجا أكيدا في الحضارة الغربية، وهذا الانتقال لا يمكن أن يعود إلى الوراء، ومهما كان الحنين إلى العالم القديم، إلى توازناته وإلى ثرائه الثقافي، فإن العودة الخالصة مستحيلة ولا يمكن تصورها، ومن المفارقات أن الغرب الذي اخترع التقدم والتنمية، والذي يعيش بالإيمان الراسخ تماما بمسيرة لا نهائية تشكل غايته الخاصة هو الذي اخترع أيضا التدهور والانحطاط والفوضى.
الكتاب : سادة العالم الجدد
العولمة-النهابون-المرتزقة-الفجر
المؤلف : الدكتور جان زيغلر
عدد الصفحات : 304 صفحة
الطبعة الثانية  سبتمبر  2004
مكتب دراسات الوحدة العربية-بيروت-لبنان
المؤلف هو جان زيغلر المفكر والكاتب السويسري الغني عن التعريف، شغل منصب المقرر الخاص لدى الأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء في الفترة ما بين 2000 و 2008، ويشغل منذ عام 2009 منصب نائب الرئيس للجنة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ، وهو أيضا عضو في لجنة رعاية محكمة راسل حول فلسطين منذ مارس 2009، له عدة مؤلفات حول العالم الثالث والعولمة، والتي يُدين فيها بشدة ما يعتبره جرائم ترتكب باسم التمويل العالمي والرأسمالية، ويوجه فيها انتقادات حادة خاصة لصندوق النقد الدولي الذي يشترط في مساعداته المالية خضوع الدول النامية لخصخصة الخدمات العامة مما يؤدي غالبا إلى تدهور خدماتها مع ما ينتج عن ذلك من عواقب وخيمة على الصحة والتغذية للدول الفقيرة، كما يتهم الولايات المتحدة بكونها اليد الحديدية التي تحمي الشركات المتعددة الجنسيات، ويتجلى ذلك بوضوح في سياستها الخارجية ورفضها للعديد من الاتفاقيات الدولية الرامية إلى تحقيق ولو الشيء اليسير من العدالة للمعذبين في الأرض، من أشهر مؤلفاته: سويسرا تصبن أحسن، سويسرا الذهب والأموات، أرباب الجريمة، الثوار ضد النظام العالمي، الكتاب الأسود للرأسمالية، سادة العالم الجدد، إمبراطورية العار، كراهية الغرب.
الكتاب الذي تم اختياره يحمل عنوان "سادة العالم الجدد" صدر في نسخته الأصلية باللغة الفرنسية سنة 2002 بباريس عن مطبعة فايارد (183 صفحة)، ثم صدر بعد ذلك باللغة العربية سنة 2003 ببيروت عن مطبعة دار الكتاب العربي للطباعة والنشر والتوزيع (208 صفحات)، وهذه طبعته الثانية باللغة العربية الصادرة سنة 2004 ببيروت عن مركز دراسات الوحدة العربية.
يبدأ الكتاب بهذه التوطئة المستقاة من الطبعة الأصلية الأولى باللغة الفرنسية للمسرحي والشاعر الألماني بيرتولد بريشت:
تعلمت شيئا وأعرف حين موتي
أنه يهم كلا منا:
مشاعرك الطيبة، ماذا تعني؟
إن كان أي شيء لا يظهر منها خارجا
ومعرفتك، ماذا عنها هي الأخرى؟
إن بقيت بلا تأثير؟
أقولها لك:
اهتم عند مغادرتك هذا العالم
ليس لكونك كنت طيبا، هذا لا يكفي
ولكن مغادرتك له وهو عالم طيب
في عالم اليوم يموت كل سبع ثواني طفل لا يتجاوز عمره 10 سنوات غالبا كنتيجة حتمية للربح بلا حدود لأسياد العالم، إنهم أرباب الرأسمالية المعولمة، وفي قلب هذه السوق الكبيرة المعولمة يكون الجارح (الكاسر) هو إما بنكي أو مسؤول كبير لشركة متعددة الجنسيات أو عامل في التجارة العالمية،مهمته الرئيسية في الحياة هي مراكمة الأموال إلى ما لا نهاية، تحطيم مؤسسات الدولة واستباحة الطبيعة والكائنات البشرية  باعتبارها مجرد ارقام، إنهم عبارة عن مجموعة مرتزقة مُكرسين لخدمة نظام النهب في منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ينعدم لديهم  الشعور والحس الإنساني باعتبارهم ذلك شيئا رجعيا متخلفا عفى عليه الزمن، كيف يمكن في مثل هذه الحالة أن تطلب من شخص يتلاعب بالملايين يوميا أن يكون عنده حس إنساني وأخلاقي.
هذا الكتاب يفضح طغيان واستبداد مؤسسات الأوليغارشية التي تنهب العالم بكل طمأنينة وشرعية  وتبدو مع ذلك، كما يحاول تسويقه لنا على محطاتهم وفضائياتهم البائخة هؤلاء اللصوص والفجرة، فوق كل الشبهات، ويوضح أيضا الإيديولوجية التي تحركها، إيديولوجية السادة الكبار الذين تنحني لهم الرؤوس، كما يسلط الضوء على الدور الذي تلعبه وراء الكواليس الإمبراطورية الأمريكية من تضليل إعلامي هائل على المستوى العالمي فاق كل التوقعات، سُخِّرت له وسائل ضخمة لتنويم العقول تنويما مغناطيسيا، وفي الجانب الكبير المخفي من الغابة، الذي لا يظهر له أثر في هذه الوسائل التضليلية وليس الإعلامية، يتم الضرب بعرض الحائط لكل المبادئ السامية ولكل حقوق الإنسان التي ينادي بها صباح مساء هذا الغرب المنافق.
كتاب مفيد وغني، يزخر بكم هائل من المعلومات والوقائع التي تثبت ما خطه الكاتب، وموثق توثيقا قل نظيره في مثل هذه المؤلفات التي تأخذ طابعا تحقيقيا وتقريريا، ولا غرو في ذلك لأن مؤلفه هو أصلا مقرر خاص لأعلى هيئة عالمية ألا وهي الأمم المتحدة.
الكتاب : كيف تفقد الشعوب المناعة ضد الاستبداد
المؤلفون : هشام علي حافظ- جودت سعيد- خالص جلبي
عدد الصفحات : 304 صفحة
الطبعة الثانية  مارس  2002
رياض الريس للكتب والنشر- بيروت- لبنان
كتاب من 304 صفحة الناشر رياض الريس للكتب والنشر بلبنان في طبعته الثانية المزيدة والمنقحة بتاريخ مارس 2002، وهو عمل تدور أبحاثه حول الرسالة التي كتبها في منتصف القرن السادس عشر المفكر الفرنسي إتيين دي لا بواسييه "العبودية المختارة"، وبقيت هذه الرسالة حبيسة رفوف الاستبداد ولم يتم نشرها إلا سنة 1835م، وعلى الرغم من صغر حجمها ستين صفحة فقط من الحجم المتوسط، والعبرة ليست بالكم، فإنها تعبر أصدق تعبير عن أسى المفكر الحر جراء هذه الظاهرة التي تثير العجب، ظاهرة استسلام الجماعات والجماهير وانبطاحها انبطاح الكلاب لنير المستبد.
سهر على إخراج هذا الكتاب إلى الوجود ثلاثة من المفكرين العرب هم الصحفي والكاتب والشاعر السعودي هشام علي حافظ ، والشيخ جودت سعيد المفكر الإسلامي السوري الغني عن التعريف والمفكر الأديب والطبيب الجراح السوري خالص جلبي، فبعد مقدمة تحفة وغاية في الروعة بعنوان 'يا حسرة على العباد' للمفكر الإسلامي المصري جمال البنا، تدرج الكتاب على أربعة أقسام: القسم الأول انصب على الكتابات الشعرية المثيرة في بناءها وعمق معانيها للأستاذ على حافظ هاشم، تلاه بعد ذلك القسم الثاني الذي احتوى النص الأساسي لرسالة الفيلسوف الفرنسي إتيين دي لا بواسييه من ترجمة الأستاذ مصطفى صفوان، قام بالتعليق عليه بإسهاب واقتدار الشيخ جودت سعيد، وتم تزيين هذا الكوكتيل الغني بمجموعة رائعة من مقالات الدكتور خالص جلبي سبق وأن نُشرت بجريدة الشرق الأوسط حول آلية الاستبداد وكيفية التخلص منه، ودر الله المتنبي عندما قال:
فَمَا فِي سَطْوَةِ الْأَرْبَابِ عَيْبٌ      وَمَا   فِي  ذِلَّةِ  العُبْدَانِ  عَارُ
الكتاب : العبد والرعية_العبودية والسلطة والدين في العالم العربي
المؤلف : محمد الناجي
عدد الصفحات : 343 صفحة
الطبعة الأولى يناير 2009
المكتبة الوطنية للترجمة إلى العربية– المحمدية_المغرب
العبد والرعية- العبودية والسلطة والدين في العالم العربي كتاب من 343 صفحة لمؤلفه محمد الناجي الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط، صدرفي طبعته الأولى باللغة الفرنسية سنة 2007، وتمت ترجمته إلى اللغة العربية في يناير 2009 من طرف المكتبة الوطنية للترجمة إلى العربية بالمحمدية المغرب.
محمد الناجي معروف بأبحاثه العميقة في التاريخ الاقتصادي وعلم الاجتماع القروي، وهو من الباحثين البارزين والمميزين في العالم العربي في ميدان علمي ضل مجهولا إلى وقت قريب ألا وهو ميدان العبودية، وقد صدر له "الجنود" و "الخدم والجواري" و "صداقة الأمير" .
يتناول هذا الكتاب بجرأة منقطعة النظير وتحليل عميق موضوع هيمنة الإنسان على الإنسان، موضوعا ضل شائكا وغامضا طوال عهود التاريخ السياسي الإسلامي، حيث كانت أسرار الاستبداد تُحاط أكثر بهالة مرعبة ومقدسة يلعب فيها الإيمان دور المصاحب بل الحامل للواء السيد، و لطالما فُصِلَت بسبب الاقتراب منه رؤوس عن أجسادها.

وعندما طرحت علاقة السلطة في العالم العربي من منظور الاسترقاق، فمن جهة لم ُتثِر هذه العلاقة الاجتماعية اهتماما ذا بال في العالم الإسلامي، بحيث أن الإسلام مارس نوعا من الإفتتان جعل عددا من المؤلفين، إذا لم يروا فيه ديانة قضت على الإسترقاق بصورة نهائية، فقد اعتبروه على الأقل ديانة مساوية بين الناس في العمق، هذا التصور سد الطريق في وجه أية مساءلة لطبيعة السلطة في المجتمعات الإسلامية، وخلافا للرأي الشائع، فإن الإسترقاق كان مظهرا محددا للعلاقات الإجتماعية في العالم العربي والإسلامي، ولقد كشف الإسترقاق عن بعد إجرائي مذهل فيما يتعلق بمقاربة العلاقات الإجتماعية، وتظل العلاقة بين الإسلام والإسترقاق علاقة مريبة بشكل كبير، وتخضع في غالب الأحيان إلى اختزالات غير مقنعة بما فيه الكفاية، وبناء عليه فإن مسألة الحرية وآفاق الطبقات الـمُسْتَعْبَدة في المجتمعات الإسلامية مجهولة إلى حد كبير، إن نظام الرق كان عاملا مساعدا أعطى طعما آخر لعلاقة السلطة داخل مجتمعات انقسامية كان فيها نظام القرابة علاقة قوية، لقد كان نظام الرق يشكل المرجع الأساسي للقرابة عبر فرضه للعبودية في وجوهه المختلفة باعتباره صيغة تعبير لعلاقات السلطة، لقد جاءت المصادر المعتمدة فصيحة وصريحة في تسليط الضوء على عدد من المظاهر المعتمة في العلاقات الإجتماعية للسلطة، إذ كان يكفي مساءلتها لكي تكشف هذه الممارسات عن نفسها بمختلف صيغ الهيمنة والإكراه والتبعية والقرب والتقارب والإلتماس، التي تربط الزعيم، الذي يظل ملكا مقنعا وسيدا مطلقا، برعاياه حتى وإن كان يسمى خليفة. كتاب جدير بالقراءة حتى ولو اختلفنا معه في البعض مما جاء فيه.
الكتاب : التاريخ السري لحرب الريف
المؤلف : خوان باندو
عدد الصفحات : 475 صفحة
الطبعة الرابعة 2008
مطبعة النجاح الجديدة – الدارالبيضاء- المغرب
 في شهر يناير من عام 1921، وبعد أن بسط سيلفستري سيطرته على أنوال بدون مقاومة، اعتقدت اسبانيا على عهد عاهلها ألفونصو الثالث عشر أنها قوضت دعائم المقاومة الريفية، وعززت حلمها في العودة إلى البروز كقوة استعمارية عظمى، لكن المغرب سيصبح على العكس من ذلك بمثابة 'فلانديس' (الأراضي المنخفضة في أوروبا) إسباني جديد، تُدفن فيها الأموال، وتُزهق فيه أرواح الرجال، وتقبر فيه كل تطلعات الحداثة والتلاحم الوطني.
شكل نبأ اندحار جيوش سيلفستري مفاجأة ثقيلة بالنسبة للنضامن وواقعا مرا للبلاد، فقد فَـقَـدَ النظام هيبته إلى الأبد، ولم تخسر البلاد الآلاف من جنودها فقط، بل فقدت أيضا ثقتها في الملكية، وإزاء هذه الأحداث المروعة حدث للدولة الإسبانية نفس ما عرفته إبان نكبة 1898 (خسارة مستعمرة كوبا)، إذ أنها لم تعرف ما يجب فعله. هذا الكتاب، الذي يستمد مادته من العديد من الوثائق المهمة والنادرة، هو ثمرة جهد ثماني سنوات من البحث الدؤوب لواحد من أبرز الباحثين الأفريقانيين الإسبان 'خوان باندو'، فمن بين صفحاته التي اعتنت بالوصف الدقيق والمؤثر لفصول البطولة والتضامن أو الجبن والعار، تجلت واضحة للعيان صور كل من سيلفستري، برنكر، إيزا وغيرهم من الشخصيات الرئيسية، إلى جانب طيف الآلاف من الجنود الذين لقوا حتفهم وتحطمت كبرياؤهم وسط بحر من الصخور الريفية، لقد كان جيشا من (المفقودون)، فيما يمكن تسميته بكابوس أفريقيا (المغرب).
الكتاب : الإهانة في عهد الميغا إمبريالية
المؤلف : المهدي المنجرة
عدد الصفحات : 220 صفحة
الطبعة الرابعة 2004
مطبعة النجاح الجديدة – الدارالبيضاء- المغرب
ليست هناك مشروعية حقيقية غير تلك التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من أنها تنتهك أبسط مبادئ القانون الدولي،  إنه قانون الغاب والغلبة للأقوى، وإهانة بالغة وسافرة للقانون الدولي.
إنه لمن الصعب حتى مع أفضل إرادة في العالم،  تصور وضعية سياسية واجتماعية واقتصادية في العالم العربي والإسلامي أسوأ من تلك التي نعيشها في عصر الذل والانحطاط هذا، إننا غارقون حتى الأذنين في الإهانة النابعة من الجبن الصارخ على المستوى الدولي في تعاملنا مع القوى العظمى وإسرائيل، وتنعكس هذه الإهانة على الشعوب المستنعجة من قبل أولئك الذين يتحملون المسؤولية، لقد أصبحت الإهانة أداة للحكم، بل يمكننا حتى الحديث عن الإهانقراطية، لقد وصلنا إلى وضع لم يعد مطاقا، وفي الأمد المتوسط أو البعيد، سوف يتداعى وينهار البناء المقام بتواطؤ جميع الأنظمة العربية والإسلامية، وسوف يكون من اللازم إحداث إصلاحات جذرية وعميقة، وفي ذلك اليوم يمكننا أن تنفس الصعداء لأن المصداقية سوف تحد من ضعفنا أمام الإهانة.

الكتاب : انتفاضات في زمن الذلقراطية
المؤلف : المهدي المنجرة
عدد الصفحات : 262 صفحة
الطبعة الثالثة 2006
مطبعة النجاح الجديدة – الدارالبيضاء- المغرب
الذلقراطية عنصر تركيبة خماسية تضم الجهلقراطية والفقرقراطية والشيخوقراطية والمخزنقراطية (المخزنقراطية بالنسبة لحالتنا بالمغرب) هي التي أفرزت مجتمعة التخلفقراطية وانتفاضة أطفال فلسطين، وستفرز شبيهات لها بكل الدول العربية التي جعلت من الخماسية إياها منظومة فكرها  ونظام حكم لشعوبها.

من هنا، فالانتفاضات القادمة لن تكون ردة فعل بقدر ما ستتحول إلى فعل يتغيأ التغيير وينشد الديمقراطية، والانتفاضة هي جينة خاصة (جينة محمد جمال الدرة وغيره) برهنت على استحالة تفرعها من جينات سائدة صنعتها الامبريالية والاستعمار الجديد وخيانة النظام العربي، هي انتفاضة على "الذلقراطيا" التي كرستها قمم القاهرة والمؤتمر الاسلامي وعمان، هي ثورة على انبطاح الآني أمام المستقبلي ، على انهزام الحاضر أمام المستقبل.
الكتاب : الدرس الأفغاني
المؤلف : خالص جلبي
عدد الصفحات : 160 صفحة
الطبعةالأولى 2003
مطبعة النجاح الجديدة - الدارالبيضاء- المغرب
جوهر المشكلة الحالية ليس في أمريكا بل في الرعب المستحكم في مفاصل حكومات العالم الثالث من الامبراطور الأمريكي، فهم ليسوا بحاجة إلى قتله أو تدمير منشآته أو تفجير حاملات طائراته وسفاراته أو نسف أبراجه المالية والعسكرية، إن هناك وصفة أرخص بكثير وغير دموية ومباركة النتائج ولا يخرج فيها منتصر ومنهزم بل هي رحمة للعالمين.

فيتحرر الضعيف ويبرأ المستكبر من مرض الكبر الذي يحمله، هذه الوصفة لحكومات العالم الثالث هي رفض الطاعة وعدم التعاون   والكفر بصنم الفيتو، كما فعلت روزا بارك السوداء وبلال الحبشي العبد وغاندي الملون من الهند في ثلالث نماذج من الثقافات وقد نجح الثلاثة، لأنه لا يمكن لأمة أن تُسْتَعْبد لولا استعدادها على نحو خفي للعبودية، ولا يمكن لديكتاتور أن يقعد على رقبة شعب واع، ولا تحط النسور إلا على الجثث.
 
الكتاب : ثلاث كلمات تقال بأمانة عن مشكلة (التراث العربي)
المؤلف : الصادق النيهوم
عدد الصفحات : 95 صفحة
تالة للطباعة والنشر
الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الإشتراكية العظمى
نقطة الانطلاق بالنسبة لي كمواطن يؤمن بأن الإنسان يصل إلى هذا العالم عاريا وأخرس لأن الله يعرف أنه لا يحتاج إلى عمامة أو قبعة مزينة بالريش ولا يحتاج أيضا إلى أن يتكلم لغة خاصة أو يميز نفسه بعلامة تجارية مثل علبة السردين.
ذلك كله، بالنسبة لي، مجرد حل اجتماعي تتبناه الجماعات المختلفة، من القرود والنمل وعجول البحر، على السواء لكي تدبر أمر بقاءها في أفضل صيغة ممكنة، فالجماعة تضع علامتها فوق الانسان كما تضعها فوق الماشية، وكما تضعها أيضا على حدودها الإقليمية لكي تصون وحدتها من جهة، وتتجنب الفوضى العامة من جهة أخرى، وأنا لا أقول هنا إن هذا الحل الجماعي خطأ أو صواب، فالأمر في الواقع لا يتوقف على نوع العلامة التي تحملها البقرة فوق جلدها، بل يتوقف بالضبط على ما تعطيه البقرة من الحليب، وإذا كانت الحضارة تتورط أحيانا في لعبة للمفاضلة بين علامة معينة وبين بقية العلامات، مثل مزاعم الرجل الأبيض اتجاه الرجال السود، فإن ذلك عادة مجرد دعاية تجارية، وهو - دائما - هــراء عنصـري.
 
الكتاب : البترول والأخلاق
المؤلف : أنور عبدالله
عدد الصفحات : 382 صفحة
الطبعةالأولى 1993
مطبعة تينمل – مراكش- المغرب
يعرض الكتاب لمجتمع الجزيرة العربية وكيف عصف به واقتلع جذوره الطوفان النفطي، الذي مس بعمق نفسية الإنسان ونمط سلوكه الاجتماعي مما أدى إلى انهيار منظومة العلاقات الاجتماعية بكل المعاني والمقاييس، محدثا علاقات أخرى هشة هجينة ومشوهة زادت في تغريب إنسان هذه المنطقة وتعميق مأساته بظهور مجتمع 'السعادة' البترولية، مجتمع الهيبة والغلبة والسؤدد والتخمة، مجتمع استئثار علية القوم بالترف، مجتمع البترول والسياحة ، مجتمع البترول والجنس، وعلى ذكر الجنس يروي الكاتب واقعة لأحد الأعراب اتصل بابنه وخاطبه قائلا: "بع البيت يا بني والحقني في بانكوك"، ويروي أيضا واقعة لسائح بترولي لما قال:"دخلت القاهرة سكران (طينة) وسمعت السائق يقول: هذا النيل، يا بيه، هبة ربنا لمصر؟ وأنا لم أر النيل، ولم أعرف لونه"، وسائح بترولي مكبوت يحكي عن مغامراته قائلا: "مكثت فترة في الشقة، لا أخرج محصورا بين امرأة وكأس خمر، وفي أحد الأيام، سمعت أصواتا عالية، ففتحت الشباك، فشاهدت نساء ورجالا يحملون أشياء، فعرفت أني ساكن قرب سوق خضار"، أكتفي بهذا القدر لأن في الكتاب أشياء يندى لها الجبين ويتعفف عن ذكرها اللسان، لقد أصبح هذا المجتمع ماديا مبنيا على الإسراف والإستهلاك والإتلاف وفقر هائل في مستوى القيم والأخلاق، معلنا بذلك بداية تفكك الأسر وانحلال القيم وانتشار الكثير من الأمراض الجديدة كالأعصاب وانفصام الشخصية وتعاطي المخذرات والشذوذ والانتحار والخوف.
الكتاب : الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية
المؤلف : روجي جارودي
عدد الصفحات : 290 صفحة
الطبعةالأولى 1996
منشورات الزمن
تمارة-المغرب
روجي جارودي الفيلسوف والمفكر والباحث في تاريخ الأفكار والثقافات، الرجل ذو الثقافة الواسعة المتنوعة والمنهجية العلمية الصارمة المعتمدة على التحليل والمنهج المقارن تذهب بعيدا وعميقا في البحث عن الحقيقة بدون مجاملة لأحد، والحقيقة غالبا ما يكون طعمها مر، لذا اُثار جارودي عليه، خلال بحثه المضني هذا،  الكثير من النقد والإشمئزاز سواء من طرف المسلمين أو المسيحين أو اليهود، وكتاب الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية أقام الدنيا ولم يقعدها لكونه هز بقوة بعقل العالم وفكر الفيلسوف الأساطير التي أقام عليها اليهود بنيانهم الوهن المتداعي منذ أزيد من قرن لتشريد أصحاب الأرض الحقيقيين واغتصاب حقوقهم وذلك من خلال اعتماده على ما يزيد على 300 استشهاد ومرجع تم انتقاؤها من عدد هائل من الوثائق، وهذا الكتاب هو بمثابة فضح لبدعة اخترعها اليهود أرادت أن تجعل من الدين وسيلة سياسية بتقديسها من خلال القراءة الحرفية والانتقائية لكلام منزل، ولقد سبق لروجي جارودي أن قاوم هذه الظاهرة عند المسلمين في مؤلفه "عظمة وانحطاط الإسلام"، كما حاربها عند المسيحيين في مؤلفه "نحو حرب دينية"، وفي هذا المؤلف يحارب هذه الظاهرة عند اليهود الذين اخترعوا بدعة الصهيونية لإعطاء الشعب اليهودي هويته وكيانه القومي.
الكتاب : الإنسان بين الجوهر والمظهر
المؤلف : إيريك فروم
عدد الصفحات : 240 صفحة
الطبعة الأولى إنجليزية: 1979
تمت ترجمته إلى اللغة العرربية سنة 1989
في سلسلة عالم المعرفة الصادرة عن المجلس
الوطني للثقافة والفنون والآداب
الكويت
إيريك فروم من المفكرين العالميين الكبار، من مواليد ألمانيا عام 1900، هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية واشتغل بالتدريس في الفلسفة وعلم النفس في جامعات المكسيك وأمريكا، توفي بسويسرا عام 1979، من أهم مؤلفاته 'الهروب من الحرية'، 'تجاوز أغلال الوهم'، 'ثورة الأمل'، 'نتملك أو نكون' 'To have or to be
والكتاب الأخير موضوع قراءة في كتاب يعتبر من مؤلفاته القيمة التي لاقت إقبالا كبيرا من القراء في العالم، الكتاب من 240 صفحة من الحجم المتوسط صدر باللغة الانجليزية بلندن سنة 1979، وتمت ترجمته إلى اللغة العربية في سلسلة عالم المعرفة الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالكويت في أغسطس سنة 1989 تحت عنوان 'الإنسان بين الجوهر والمظهر'.
منذ بداية الخليقة لم يجد الإنسان إلا ذلك التقابل الأزلي التليد بين الخير والشر، وهو ما أطلق عليه الكاتب في كتابه هذا تقابلا بين حب التملك والكينونة والوجود، بين طريقتين ومنهجين في الحياة، أحدهما يقوم على الاستحواذ والاكتناز والجشع بينما الثاني على النقيض من الأول يقوم على توطيد وترسيخ قواعد الوجود الإنساني الخير لإتاحة الفرصة للجميع لاستنباط أجمل وأفضل ما عنده من مواهب وملكات وأخلاق.
ويعتبر الكاتب أن الأمراض النفسية ترجع أساسا إلى بشاعة المجتمع الاكتنازي المعاصر خصوصا فيما يتعلق بالتسلط والبيروقراطية وعقلية السوق، لقد ساد الاعتقاد أن تحقيق الثروة والرفاهية للجميع سيحقق السعادة غير المحدودة للجميع، ومن ثالوث الإنتاج الغير المحدود والحرية المطلقة والسعادة الغير محدودة تشكلت نواة دين جديد اسمه التقدم، غير أن هذا الدين الجديد أخفق إخفاقا عظيما في الوفاء بوعده لما أدركت البشرية، التي أصبحت تملك قوة 'السوبرمان'، أنها لم تزدد إلا فقرا وتجردا من إنسانيتها بقدر ما ازدادت قوة، لقد أخفق الدين الجديد أو الوعد العظيم لأنه بُني على جرفين هاريين هما اللذة الراديكالية من جهة وعلى الأنانية والجشع والسعي بكافة الوسائل لتحقيق المصلحة الشخصية من جهة أخرى، الشيء الذي ترتب عليه خلق أناس مرضى في مجتمعات مريضة، إن الجشع مثل الخنوع يورث البلادة والغباء، حتى فيما يتعلق بالمصالح الحقيقية للإنسان، فالناس العاديون منشغلون بشؤونهم الشخصية الأنانية الخاصة لدرجة لا تترك لهم جهدا ووقتا للالتفات إلى أي شيء يتجاوز دائرتهم الشخصية الضيقة.
إن الهدف الأساسي من هذا الكتاب هو تقديم تحليل لأسلوبين أساسيين للوجود الإنساني: أسلوب التملك وأسلوب الكينونة، في الباب الأول المتكون من فصلين، الفصل الأول تحت عنوان ' الفرق بين التملك والكينونة' يقدم الكاتب ملاحظات أولية حول الفرق بين الأسلوبين، موضحا أن الفارق بين التملك والكينونة هو فارق بين مجتمعين، الأول محوره الأساسي الأشياء والثاني محوره الأساسي الناس، وفي الفصل الثاني تحت عنوان 'التملك والكينونة في الحياة اليومية' يبين الكاتب الفروق بين التملك والكينونة مدعومة بعدد من الأمثلة المستمدة من الحياة اليومية، في مجتمعات يعيش فيها الناس مكرسين حياتهم القصيرة لحيازة الأملاك وتحقيق الربح دون أن يشبعوا أو يرتووا، مجتمعات ينذر فيها أي شاهد على وجود أسلوب الكينونة في الحياة.
أما الباب الثاني من الكتاب الذي يحمل عنوان 'تحليل الفوارق الأساسية بين طريقتي الوجود الإنساني: التملك والكينونة'، الذي يتكون من الفصول الثالث، الرابع والخامس، الفصل الثالث بعنوان 'ما هو أسلوب التملك' يوضح فيه الكاتب على أن المجتمعات البشرية الحالية ترتكز ركائز وجودها على الملكية الخاصة والربح والسلطة، وعليه فكل معايير البشرية وأحكامها هي شديدة التحيز، بحيث أن الحقوق المقدسة المُسَلّم بها للفرد هي حقوق التملك والاقتناء وتحقيق الأرباح، لا يهم من أين جاءت الثروة، فطالما أن صاحب الثروة لا يخرج عن القانون فإن حقه في الاستحواذ والتملك مطلق وغير محدود، أما الفصل الرابع من الباب الثاني الذي يحمل عنوان' ما هو أسلوب الكينونة' يعتبر فيه الكاتب بأنه من الممكن كتابة صفحات طويلة في وصف ابتسامة 'موناليزا'، ومع ذلك تظل الكلمات قاصرة عن الإحاطة الكلية بتلك الابتسامة التي صُورت، فالشروط الأساسية لنمط الكينونة هي أن يكون الإنسان حرا في فكره مجردا من المتاع والأشياء ذو استقلالية وحاضر العقل النقدي، وحالة الكينونة على النقيض من حالة التملك يستحيل وصفها بالكلمات ولا يمكنها أن تصل من إنسان لآخر إلا إذا اشتركا في التجربة، ففي نمط التملك الحكم للكلمة أما في نمط الكينونة فإن التجربة الحية التي لا يمكن التعبير عنها هي التي لها السيادة، فالتملك هو المظهر أما الكينونة فهي اللب والجوهر، وفي الفصل الخامس من الباب الثاني بعنوان 'مزيد من التأملات في أوجه أخرى للتملك والكينونة' متجلية في الأمان والخطر، والتكافل والتنافر، والفرحة واللذة، والخطيئة والعفو، والخوف من الموت وتأكيد الحياة، والوقت الحالي والماضي والمستقبل.
أما الباب الثالث والأخير من هذا الكتاب تحت عنوان ' الإنسان الجديد والمجتمع الجديد' والمكون من الفصول السادس والسابع والثامن، في الفصل السادس بعنوان 'الدين الشخصية والمجتمع' يحلل فيه الكاتب موضوع التفاعل المتبادل بين التغيير الاجتماعي والتغيير الذي يحدث في الشخصية الاجتماعية، معتبرا أن الدوافع الدينية هي مصدر الطاقة الدافعة للرجال والنساء لإنجاز تغيير اجتماعي جذري، أما الفصل السابع بعنوان ' شروط التغيير الإنساني وملامح الإنسان الجديد' فيبين فيه الكاتب الشروط الضرورية لإحداث تغيير أساسي في الشخصية الإنسانية قصد التحول من النمط الاستهلاكي السائد إلى نمط الكينونة لتجنب الكارثة السيكولوجية والاقتصادية، وفي الفصل الثامن والأخير بعنوان' قسمات المجتمع الجديد' يوضح المعضلات والمشكلات التي على المجتمع الجديد أن يجد لها حلا باعتماده على علم جديد مختلف تمام الاختلاف عما ألفناه، علم إنساني لدراسة الإنسان وقضاياه المصيرية يكون بمثابة حجر الزاوية والأساس لعلوم وفنون تطبيقية في مجال إعادة البناء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق