لا ديماغوجية

 القانون الدولي وأكاذيب مجرم الحرب نتنياهو حول فلسطين بقلم د. غازي حسين

يزعم نتنياهو أن فلسطين العربية هي أرض الآباء والأجداد، وأرض الميعاد، وأن الفلسطينيين دخلاء عليها، وأن الضفة الغربية المحتلة عام 1967 هي يهودا والسامرة أراض محررة، وليست محتلة، وجزءاً لا يتجزأ من أرض (إسرائيل)، وذلك انطلاقاً من الخرافات والأطماع والأكاذيب التوراتية والتلمودية، والحق التاريخي المزعوم لليهود في فلسطين، ووعد بلفور غير القانوني، ونظام الانتداب البريطاني الاستعماري، وقرار التقسيم الاستعماري وغير الشرعي.
ويوظف الاستعماري والعنصري والفاشي نتنياهو اضطهاد اليهود في أوروبا وحل المسألة اليهودية فيها بتهجيرهم الى فلسطين، وبإقامة (إسرائيل) العظمى الاقتصادية وتقويتها ككيان للاستعمار الاستيطاني اليهودي، ودولة لجميع اليهود في العالم لتحقيق الاستعمار الاستيطاني ومصالح الصهيونية العالمية والإمبريالية الأمريكية، ومعاداة حقوق ومصالح جميع الشعوب العربية والإسلامية والقانون الدولي العام والإنساني.
وطالب الاستعمار والصهيونية تأسيس دولة يهودية في فلسطين انطلاقاً من المزاعم التالية:
أولاً: الحق التاريخي المزعوم لليهود في فلسطين،
ثانياً: اعتباراليهودية قومية وربطها بالقدس وفلسطين،
ثالثاً: التخلص من الاضطهاد الذي لاقاه اليهود كأوروبيين في أوروبا بحل المسألة اليهودية في أوروبا على حساب الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني،
يورد البروفسور الألماني فاجنر في كتابه النزاع العربي الإسرائيلي في القانون الدولي عدداً من المزاعم والأكاذيب للبرهنة على الحق التاريخي المزعوم لليهود منها ما يلي: "الوعود الإلهية التي وردت في التوراة واستيطان اليهود في فلسطين وانحدار يهود اليوم من اليهود الذين سكنوا فلسطين ومكانة فلسطين في الديانة اليهودية."
وأبدى البروفسور فاجنر رأيه في هذه المزاعم الصهيونية وقال: "إن جميع الأسباب التي يوردها الصهاينة للاستيلاء على فلسطين لا تشكل حقاً من الحقوق، إذا انطلقنا من القانون الدولي الذي كان سائداً في الماضي أو في الحاضر، إن الوعود الإلهية والنفي واستمرار روابط اليهود بفلسطين هذا كله لا يمكن له أن يشكل حقاً من الحقوق."
وأكدت ندوة المحامين العرب في الجزائر حول حقوق الشعب الفلسطيني وتناولت مقولة الحق التاريخي المزعوم لليهود بأن: "القبائل العبرانية في الواقع لم تشكل سوى موجة من موجات الهجرة التي تعاقبت على فلسطين وغير مثبتة، وقبل وصول العبرانيين المزعوم كانت فلسطين دوماً كنعانية أي عربية، باعتبار أن الكنعانيين هم عرب، واعتنق أهلها المسيحية إبان الإمبراطوريتين البيزنطية والرومانية، دون أن يؤثر ذلك على السمة العربية لها، وأخيراً وبعد سقوط الإمبراطوريتين والانتصارات العربية في القرن السابع احتفظت فلسطين بسمتها العربية، واعترف اليهود بالسيادة العربية كما اعترفوا بالسيادة العثمانية التي التزمت بجميع الواجبات الناجمة عن الخلافة الإسلامية."
إن الحق التاريخي هو الحق الذي اكْتُسِبَ جراء تقادم الزمن بممارسته واستعماله، أي يُفترَضُ بالحق التاريخي استعماله والاستمرار في استعماله فترة طويلة من الزمن.
إن مطالبة نتنياهو اعتراف السلطة الفلسطينية ودول الخليج بالحق التاريخي المزعوم لليهود في فلسطين يعني تنازلهم عن الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين بمحض إرادتهم، وإعطاء اليهود في جميع أنحاء العالم هذا الحق، ويعني أيضاً شطب حق عودة اللاجئين إلى ديارهم في وطنهم، وأن فلسطين ليست وطنهم بل كانوا يحتلون أرضاً يهودية. ويُلْحِقُ الاعتراف كارثة وطنية جديدة بالفلسطينيين الذين بقوا في وطنهم فلسطين عام 1948، حيث ستطردهم (إسرائيل) لأن لا حق تاريخي لهم في فلسطين وعليهم مغادرة الوطن اليهودي ودولة اليهود إلى دويلتهم الفلسطينية التي تزمع أمريكا إقامتها كمصلحة إسرائيلية ومنقوصة الأرض والسكان والسيادة تطبيقاً للحل الصهيوني لقضية فلسطين، وتصبح فلسطين لليهود أرضاً يهودية محررة وليست محتلة، مما يعطيها المبرر لممارسة الاستعمار الاستيطاني والعنصرية والترحيل والتطهير العرقي وتهويد الأرض والبشر والحجر والمقدسات العربية.
وحقق نتنياهو عن طريق ترمب وإدارته اليهودية وإتفاقات التطبيع إستراتيجيته القائمة على سلام القوة والسلام مقابل السلام من التطبيع والتعاون الأمني والعسكري الخليجي لتهويد كل فلسطين والجولان وإقامة (إسرائيل) العظمى الاقتصادية كقائد ومركز من خلال نيوم ومشروع الشرق الاوسط الجديد.
كان الكنعانيون العرب أول من سكن فلسطين، ويعود الحق التاريخي للعرب فيها إلى الكنعانيين سكان فلسطين الأصليين وأصحابها الشرعيين، ولكن (إسرائيل) تستغل النكبة ونتائج الهزيمتين العسكريتين في عامي 1948 و1967 والضعف والتشرذم والخنوع  والتطبيع العربي، وصناعة وصهينة وترويض قيادات فلسطينية وعربية وسعودية وأماراتية وأموالها، والانحياز الأمريكي المجنون، والاحتلال الطويل جداً، والتهويد واتفاقات الإذعان في كمب ديفيد وأوسلو ووادي عربة، والمفاوضات الكارثية مع السلطة الفلسطينية، والانحياز الأمريكي والأوروبي المطلق لها، والتحالف والشراكة الأمنية التي أقامتها مع السعودية والإمارات والسودان لانتزاع الاعتراف بالحق التاريخي المزعوم لليهود في فلسطين.
فهل مارس اليهود السيادة على فلسطين، واستمرت حتى ظهور الصهيونية؟ الجواب القاطع هو بالنفي.
فاليهود بحسب روايتهم لم يكونوا أول من سكن فلسطين، وإنما هم دخلاء عليها جاؤوا من (كلديا) ولم يستولوا عليها بأسرها، وانتهى كيانهم السياسي منذ أن احتلها الرومان، وأصبحت فلسطين خالية من اليهود.
وأدى تركهم لفلسطين والتقادم المستمر لهذا الترك إلى فقدانهم للحق التاريخي فيها انطلاقاً من مفهوم القانون الدولي لفقدان الإقليم، ومن الجدير بالذكر أن أجداد اليهود لم يكونوا من أصل فلسطيني بل هم كلدانيون هاجروا إلى جنوب فلسطين وفيها أهلها الأصليون الكنعانيون وظلوا أقلية بالنسبة لمجموع السكان.
ويدّعي الصهاينة ومنهم مجرم الحرب نتنياهو أن فلسطين هي أرض الميعاد، وطبعاً هذا زعم ديني، والدين ليس مصدراً من مصادر القانون الدولي، لذلك لا يجوز لنتنياهو الاستناد إليه في المطالبة بفلسطين، لأنه لا يشكل سبباً من الأسباب التي تؤدي إلى اكتساب الإقليم في القانون الدولي القديم والمعاصر.
وتؤكد ندوة المحامين العرب في الجزائر حول زعم الصهاينة بأن الديانة اليهودية لا تشكل أمة للأسباب التالية:
1. لا يشكل اليهود وحدة عنصرية متجانسة، فدراسات علم الإنسان قد كذبت هذا الاعتقاد الذي ليس سوى خرافة، فاليهود كجميع أبناء الديانات الأخرى يعودون بأصلهم إلى أجناس مختلفة،
2. ليس لليهود لغة مشتركة، لأن اللغات التي يتكلمونها هي لغات المجتمعات التي يعيشون فيها،
3. يختلف اليهود بعاداتهم وتقاليدهم بقدر ما تختلف المجتمعات التي يعيشون فيها،
4. ليس لليهود تاريخ مشترك، وقد عاشوا خلال العشرين قرناً الماضية موزعين في دول مختلفة، وتبنوا أساليب وحياة الشعوب التي عاشوا في وسطها.
وناقش القانونيون العرب ومنهم د. الغنيمي ود. سامي عبد الحميد استغلال الصهاينة لوجود الأماكن المقدسة وأكدوا أن هذا يكون بمثابة من يقول أن لأندونيسيا حق امتلاك إقليم الحجاز، لأن به الأماكن المقدسة عند الشعب الأندونيسي المسلم، إن المزاعم الدينية لا ترتب حقوقاً في القانون الدولي على الإطلاق.
تذرعت الصهيونية وقادتها وعلى رأسهم الفاشي والاستعماري والعنصري والكاذب نتنياهو بمشكلة الاضطهاد الذي عاناه اليهود في أوروبا لتأسيس دولة اليهود في فلسطين، فهل يمكن القضاء على اضطهاد اليهود في أوروبا باضطهاد اليهود للفلسطينيين في وطنهم فلسطين؟ وهل يحق لليهود أن يقتلعوا الشعب الفلسطيني من وطنه ويضطهدوه ليؤسسوا دولة لهم لحل مشكلة اضطهادهم كأوروبيين في بلدانهم بأوروبا؟
وهل تأسيس (إسرائيل) وارتكاب النكبة واستمرار الهولوكوست الإسرائيلي وإشعال الحروب وإرتكاب المجازر الجماعية والعنصرية والتمييز العنصري والأبارتايد الإسرائيلي هو الحل الصحيح لحل المسألة اليهودية؟
وهل يحق لألمانيا أن تدعم وتؤيد اضطهاد اليهود للفلسطينيين للتكفير عن اضطهاد ألمانيا النازية لليهود الاندماجيين (غير الصهاينة)؟ وهل يحق لألمانيا أن تؤيد إقامة (إسرائيل) في فلسطين أم في بافاريا أو سكسونيا لأن ألمانيا النازية هي التي اضطهدت اليهود لتهجيرهم إلى فلسطين فقط وليس الشعب الفلسطيني المضطهد والمظلوم من العدو الصهيوني ويهود الإدارات الأمريكية ونعاجهم من الحكام العرب؟
إن مبادئ القانون الدولي والتفكير العلمي والشعور الإنساني والقيم الأخلاقية والحضارية لا تقر أبداً إزالة اضطهاد اليهود باضطهاد اليهود للفلسطينيين بدعم وتأييد من الدول الغربية.
إن العاطفة الدينية والعاطفة الإنسانية الصادرة عن الاضطهاد الذي عاناه اليهود في أوروبا لا تشكل سبباً قانونياً لتأسيس (إسرائيل) في فلسطين، فالقانون الدولي لا ينطلق أبداً في تأسيس الدول من أسباب إنسانية، أو دينية وإنما بالقضاء على اللاسامية والعنصرية والنازية؟
إن القضاء على النازية ومؤسساتها في ألمانيا وتأييد ألمانيا ل(إسرائيل) وسيطرة اليهودية الأمريكية و(المسيحية الصهيونية) واليمين السياسي الأمريكي على صنع القرارات حول قضية فلسطين والصراع العربي الصهيوني في أمريكا وأوروبا لم يبق للصهيونية العالمية أي سبب للتذرع بالاضطهاد أو اللاسامية كسبب لتأسيس (إسرائيل) ولدعم سياستها الاستعمارية والعنصرية والإرهابية والأبارتايد الإسرائيلي، وتقويتها عسكرياً واقتصادياًعلى حساب حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين.
إنه من المستحيل على المرء أن يسلِّم ويُقر بالمزاعم والخرافات والأكاذيب والأطماع التوراتية والتلمودية والصهيونية والإسرائيلية التي يروِّج لها الصهاينة وتتبناها النفايات البشرية الترمبوية، فلو اعتمد أصحاب الديانات الأخرى على مثل هذه المزاعم والتصورات لأدى ذلك إلى اندلاع حروب متواصلة وصراعات مسلحة في جميع البلدان في العالم.
إن الزعم الديني الذي تدعيه الصهيونية والكيان الصهيوني هو وهم من الأوهام لا أساس واقعي أو قانوني له، ولكن يجد فيه الاستعماريون اليهود حلماً يحلمون به، ويجد فيه السياسيون الصهاينة أداة لتحريك واستغلال مشاعر اليهود الدينية لتحقيق حلم الصهيونية و(إسرائيل)، وأطماعهم المادية بإقامة الإمبراطورية الإسرائيلية في الوطن العربي من النيل إلى الفرات تحقيقاً للمخططات الصهيونية وبروتوكولات حكماء صهيون، وأطماع اليهودية الأمريكية للسيطرة على الشرق الاوسط والعالم.
لماذا تكون المزاعم الدينية اليهودية موضع اهتمام وتأييد لدى الدول الغربية، ولا تلقى الحقوق التاريخية والقانونية والدينية للفلسطينيين من مسيحيين ومسلمين موضع قبول واحترام تطبيقاً للقانون الدولي العام والإنساني والقرارات الدولية وأسوة بالتعامل الدولي؟
إن مبادئ القانون الدولي العام والقانون الدولي الإنساني لا تسلِّم ولا تُقِرُّ أبداً بأي صلة أو علاقة بين إنشاء الدول وبين الدين والاضطهادات والأساطير والأكاذيب والأطماع الاستعمارية.
إن حقوق الفلسطينيين في فلسطين تعتمد على أنهم سكان البلاد الأصليون وأصحابها الشرعيون وعلى ملكيتهم لفلسطين وعلى العوامل التي تؤدي إلى اكتساب الإقليم في القانون الدولي كحق المواطنة والملكية والفتح والتقادم.
إن مرور مئات السنين من الزمن، لا يمكن أن يضفي الشرعية على كيان غير مشروع جاء من وراء البحار، غريب عن المنطقة، دخيل عليها ومعاد لشعوبها، ينشر الإرهاب والحروب والفتن الطائفية والعرقية والإبادة الجماعية والارهاب والعنصرية والتطهير العرقي.
لذلك يرفض الشعب والأمة الوجود الصهيوني في فلسطين العربية الذي اسْتُنِدَ في إقامته على الأكاذيب والخرافات والأطماع الصهيونية والاستعمارية، وأُقيم باستخدام القوة، وإشعال الحروب وتكريس الأمر الواقع الناتج عن استخدام القوة ومصادرة الأرض وتهويدها وتهويد المقدسات العربية، بدعم من الولايات المتحدة واليهودية الأمريكية والغرب الاستعماري العنصري، وتُجَسِّدُ (إسرائيل) أخطر وأوحش أنظمة الاستعمار الاستيطاني والعنصري والإرهابي على كوكب الأرض، وهي غريبة عن المنطقة، دخيلة عليها ومعادية لشعوبها، جاءت من أوروبا ونشرت الخراب والدمار والقتل والاغتيالات والحروب والمجازر الجماعية، وعرقلت التنمية والتطور في الشرق الأوسط، لذلك يستحيل القبول بها والتطبيع والتعايش معها.

الموقع الإلكتروني الفلسطيني دنيا الوطن

الفلسطينيون باقون.. حقيقة لم ينجح نتنياهو في إخفائها

بداية نقف إجلالا وتقديرا لكل شعبنا في جميع أماكن وجوده، ونحيي على وجه الخصوص شعبنا الصامد المرابط المقاوم في غزة، ونحيي ثوارنا في غزة والمدافعين عن غزة وما تبقى من شرف لهذه الأمة، ورحم الله شهداء غزة، ونقول لكم ما قاله كاتب إسرائيلي ونضيف، بفضلكم وجهودكم وصمودكم سيذهب نتنياهو ويبقى الفلسطينيون ويبقى الغزيون، فهي الحقيقة البسيطة، التي لم تنجح كل أكاذيب نتنياهو في إخفائها وكذلك كل أكاذيب قادة إسرائيل منذ قيام الكيان الصهيوني.
ونقول لمن لم يلتحق بالركب سيفوتك القطار، وستجد نفسك وحيدا على قارعة الطريق، ومن يعتمد على لجنة تشكلها جامعة الدول العربية بشأن مدينة القدس المحتلة، الآن وبعد مرور نحو 54 عاما على احتلالها، للتواصل مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وغيرها من الدول المؤثرة دولياً، لحثها على اتخاذ خطوات عملية لوقف السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في القدس والأقصى، لا بد أن يكون الضعف قد تمكن منه، ومن يصل إلى حالة الضعف هذه فعليه أن يسلم طواعية الراية لمن هو قادر على حملها ومواصلة المسيرة. ولا أتحدث عن شخص بعينه، بل عن نظام، ليس عاجزا فحسب، وإنما أصبح يشكل عبئا على القضية، لأنه لا يعتمد على قدرات شعبه، وبسبب التزاماته الدولية التي لا يتمسك بها أحد سواه.
ومن ينتظر من الرئيس جو بايدن الذي لم يكلف خاطره حتى بالاتصال بالرئيس أبو مازن، أن يفعل شيئا فهو مخطئ جدا. فرغم مرور المئة يوم الأولى على دخوله البيت الأبيض، لم يفعل شيئا لا قولا ولا فعلا، باستثناء حديث المحيطين به الفضفاض عن حل الدولتين، رغم أن التصريحات الأخرى لا تبعث على الأمل. ومن يعتمد على دول الاتحاد الأوروبي أن تترجم أقوالها “الجميلة” إلى أفعال فهو حالم.
باختصار فإن هذه الدول، وهذا الكلام موجه طبعا للسلطة الفلسطينية التي نقول لها، إنها إذا لم ولن تفعل ما من شأنه أن يحدث انقلابا في سياستها، وفي أساليب عملها، فإن القطار سيفوتها، ولن تستطيع اللحاق به إن حاولت.. وستصبح المنشر الذي تعلق عليه كل الأخطاء بل الخطايا على الساحة. ونؤكد على أنه مهما بلغت جرائم الاحتلال العسكرية والسياسية، فان النصر سيكون لا محالة حليف شعبنا طال الزمان أم قصر، وهم يعرفون ذلك. لقد أثبت الشباب الفلسطيني، وعلى وجه الخصوص الشباب المقدسي، فشل احتلال 5 عقود ونيف في كسب ودهم بالإغراءات المتنوعة، كما لم تنجح معهم أساليب البلطجة الإسرائيلية. هم خائفون وأعني الإسرائيليين ويرتعدون خوفا، رغم امتلاكهم لخامس أكبر قوة عسكرية في العالم، ورغم أنهم القوة العسكرية الأولى في المنطقة بلا منازع، يرتعدون خوفا ولديهم من السلاح والقنابل النووية الكثير، تدعمهم قوة اقتصادية مخيفة، ورؤوس أموال بترليونات الدولارات، وعندهم من الدعم الغربي الرسمي ما لم يحلموا به، ومع ذلك هم خائفون لأنهم يعرفون جيدا مهما فعلوا ومهما سرقوا ونهبوا، ومهما بلطجوا وعربدوا واغتصبوا، سيكون كل ذلك على “فشوش” كما يقال، نعم خائفون بل يرتعدون خوفا، لأنهم يعرفون فشلهم في استمالة فلسطينيي الداخل، مستخدمين سياسة العصا والجزرة بعد مرور 73 حولا، والدلائل المثيرة على ذلك تلك المواجهات التي نشهدها في شوارع حيفا وعكا ويافا واللد والرملة والناصرة وطبريا وكفر مندة وكفر كنا وأم الفحم وجسر الزرقاء وباقة الغربية وكفر قاسم وقلنسوة، وغيرها العديد من البلدات والقرى الفلسطينية في مناطق 1948، ومن كان يعتقد أن بالإمكان تدجين أهلنا في الداخل نقول لهم أخطأتم الحساب بعد خروج عشرات الآلاف من الشباب، وأقول الشباب دون سن الثلاثين الذين اعتقدت إسرائيل بأنها قادرة على احتوائهم بشكل أو بآخر، يدفعهم حسهم الوطني وتعاطفهم مع أشقائهم في القدس، الذين يتصدون بصدورهم العارية لجرائم الاحتلال وعدوانه. يعرفون ذلك لأن الضفة أبت أن تسكت فانتفضت دفاعا عن القدس وأهالي القدس، ودرة تاج القدس المسجد الأقصى، يعرفون ذلك بعد أن أبى قطاع غزة، رغم الحصار الذي يعيشه منذ نحو  14 عاما والحروب العديدة، إلا الوقوف إلى جانب القدس وأهله في القدس والأقصى، ويدفع الثمن غاليا بدماء شبابه وشاباته ورجاله ونسائه، وكانت صواريخ غزة ضرورة ملحة لتصحح، ولو قليلا، المعادلة وتعطي مصداقية لتهديدات فصائل المقاومة، وتضع حدا لعنجهية الاحتلال، وتكسر عنجهية رئيس وزراء الاحتلال وقطعان مستوطنيه، الذين راحوا يعيثون في الأرض فسادا من دون رادع.
إن وصول صواريخ المقاومة إلى قلب تل أبيب وما بعده، شكلت صدمة للاحتلال، وغيرت المعادلة وشكلت وتشكل تطورا جديدا، صواريخ لم تواجهها تل أبيب على مدى 73 سنة من عمر كيان الاحتلال، صواريخ تنجح أيضا في إغلاق مطار بن غوريون مطارها الرئيسي. يعرفون ذلك لأنهم في قرارة أنفسهم يعرفون أنه عندما تقع الواقعة فإن الشعب الفلسطيني يهب هبة رجل واحد، ولا يسمح للعدو بالاستفراد بمكوناته، لقد أثبت الفلسطينيون في غير مناسبة أنهم في ترابطهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر. يخافون لأنهم يعرفون في قرارة أنفسهم أن الصراع ليس حول بضع كيلومترات هنا وهناك، وهو ليس صراع حدود، بل صراع وجود. ونحن الباقون وهم الراحلون.. نعم هم الراحلون ونحن الباقون وهم يعرفون.
وأختتم بما يقوله الكاتب الصحافي الإسرائيلي "روغل ألفير"، إنه لا يوجد مشهد مسرحي مناسب أكثر من ذلك، لانتهاء فترة بنيامين نتنياهو كرئيس حكومة. مذكرا بأنه قبل نصف عام فقط حاول إقناع الجمهور الإسرائيلي بأن اتفاقات إبراهيم ـ التي كانت ظاهريا هي ذروة إنجازاته السياسية ـ كسرت أخيرا روح الحركة القومية الفلسطينية.. لقد نظر نتنياهو بعين الرضا تجاه الناس المسجونين في السجن الكبير، الذي أقامه لهم في غزة، والمهزومين في الضفة الغربية، والمعزولين البائسين، ومن ليس لهم مستقبل، اليائسين، الذين لا يملكون قدرة السيطرة على مصيرهم. لكن الآن هناك فرص كبيرة بأن يتم طرده من مكتب رئاسة الوزراء على خلفية الحرائق المشتعلة في غلاف غزة، والصواريخ التي تسقط على المدنيين الإسرائيليين، والعرب الذين يتم طردهم من الشيخ جرّاح، والتظاهرات العنيفة في الأقصى، وهجمات الجيش في غزة، المتجهة نحو حرب قصيرة، وفاشيين يهود متدينين يرفعون أعلام إسرائيل في زقاق البلدة القديمة، ورئيس أمريكي غير مرتاح، واتحاد أوروبي “معاد للسامية”، وأمراء متوترين في الخليج العربي. وفوق كل ذلك جثث ضحايا كارثة جبل الجرمق شمال فلسطين التي لا تزال تصرخ في الأرض. ويرى أن نتنياهو سيذهب ويبقى الفلسطينيون فهم الحقيقة البسيطة التي لم تنجح في إخفائها كل أكاذيبه، ولا أكاذيب مطبعي الخليج، وأضيف وحتى السودان الذي باعه قادته، قادة الثورة، بالمال للإمارات والسعودية، وكذلك المغرب الذي كما يبدو قبل الناس بحقيقة أنه لا أمل فيه كنظام تربطه علاقات وثيقة على مرّ التاريخ. ويتضح أن هذا السياسي الفاشل، أي نتنياهو، لم ينجح بالتخلص منهم/ الفلسطينيين وبذنب منه، دفعتهم إسرائيل، نحو منحدر زلق في اتجاه دولة ثنائية القومية. ويضيف كل ما حدث في الأيام الماضية يستحقه نتنياهو، وتستحقه الدولة التي اختارته مرة تلو الأخرى ليكون رئيس حكومتها. هذا ما يحدث حين يتم مسح الأفق للفلسطينيين، وتُداس حقوقهم، ويحكمهم نظام فصل عنصري. هذا ما يحدث حين تتم إهانة ملك الأردن، وتجاهل وجود رئيس السلطة الفلسطينية، وتتم تقوية حماس من أجل منع مفاوضات سياسية لحل الدولتين. هذا ما يحدث حين يتم التحالف مع إيتمار بن غفير (الفاشي العنصري) وحمله لداخل الكنيست. نحصل في النهاية على حفلة تخرج لنتنياهو: إطلاق نار في الحرم القدسي، جهنم في غزة، وصواريخ في السماء.
الجو ممتلئ ببخار الوقود، ونتنياهو يشعل سيجارة، ويُلقي بعود الثقاب خلفه. هذا هو مشهد النهاية. ليس إجازة في أبو ظبي، ولا “سلاما اقتصاديا” مع غزة، ولا حمص في حي القصبة في نابلس. والموسيقى التصويرية عبارة عن صافرات إنذار.
يا جماعة خلاص، كفاية، طفح الكيل ما عادت بياناتكم تفيد ولا التمنيات والاجتماعات والمؤتمرات، ولا قرارات جامعة الدول العربية ولا الأمم المتحدة، ولا حتى مجلس الأمن فكلها هراء وكلام في الهواء، لقد دقت الساعة وحانت لحظة الاختيار، فإما معنا أو معهم.

 القدس العربي اللندنية

الكيان الصهيوني يرتكب جرائم حرب ويمارس التطهير العرقي على الملإ

قال المفوض العام للعلاقات الدولية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، روحي فتوح، إن ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي هو مجزرة حقيقية وجريمة حرب بتعليمات مباشرة من نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة، التي تمارس أبشع أنواع جرائم التطهير العرقي المنظم في القدس وغزة والضفة ومدن الداخل المحتل على مرأى ومسمع الجميع.
وأضاف إن (إسرائيل) استخدمت أسلحة محرمة دولياً واستهدفت المدنيين العزل دون أدني رحمة، واستشهد مواطنون في غزة جراء غازات سامة محرمة دولياً كما أظهرت التقارير الطبية هناك، ما يتنافى مع كل الاعراف والمواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان.
وفي الضفة يستخدم جيش الاحتلال الاسرائيلي الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين العزل، وعلى الحواجز يمارس الإعدامات الميدانية خارج إطار القانون بحق المدنيين العزل.
وفي أرضي عام 1948 يمارس الاحتلال نظام الفصل العنصري الممنهج، وتعمل آلة الإعلام الصهيونية بقيادة الحكومة اليمينية المتطرفة على التحريض لقتل المواطنين العرب وترهيبهم تحت حماية الشرطة الصهيونية، وشاهد العالم أجمع مقتل فلسطيني بالضرب المبرح على الهواء مباشرة من قبل عصابات صهيونية يمينية.
وقال فتوح: إن الهبة الجماهرية الفلسطينية لم تأت فجأة بل جاءت بعد تراكمات ل 73 عاماً من الانتهاكات وإجرام الاحتلال دون رقيب أو حسيب، وكان آخرها البطش بالمصلين العزل داخل المسجد الأقصى المبارك، واقتحام المستوطنين المتطرفين للحرم القدسي بحراسة الشرطة الصهيونية، وتهجير الفلسطينيين من حي الشيخ جراح قسراً. إن كل ما جاء بعد ذلك هو ردة فعل طبيعية عن جرائم سكت عنها المجتمع الدولي لعقود، والشعب الفلسطيني قد نفذ صبره.
وطالب فتوح بفتح تحقيق دولي في جرائم الحرب والمجازر التي ترتكبها دولة الاحتلال الصهيونية، وفرض عقوبات دولية وتوفير حماية دولية على الشعب الفلسطيني.
وأضاف: إن القيادة الفلسطينية وحركة فتح لن تعود إلى الوراء ولا سلام إلا بتحرير كامل الأرض الفلسطينية وتحقيق مطالبنا الوطنية المشروعة، وإقامة الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس.
وحيا فتوح صمود شعبنا الفلسطيني الصامد على أرضه وتمسكه بحقوقه الشرعية، ودعاه على أن يصبر ويصابر فالحرية والاستقلال آتية لا محالة.
الموقع الإلكتروني الفلسطيني دنيا الوطن
الشعب الفلسطيني أحق من الصهاينة في الدفاع عن نفسه
على إثر تصاعد التوتر في فلسطين وخصوصاً على جبهتي القدس وغزة وبعد فشل مجلس الأمن في إصدار مجرد بيان حول ما يجري بسبب رفض واشنطن أن يتضمن البيان أية إدانة ل(إسرائيل)، صدرت بيانات وتصريحات منفردة عن الأمريكيين والأوروبيين، وإن كانت عبرت عن قلقها لتصاعد العنف والتوتر وتأكيدها على حل الدولتين وضرورة الحفاظ على الهدوء وعلى الوضع القائم في القدس، إلا أنها جميعاً أكدت على حق (إسرائيل) الدفاع عن نفسها والتنديد بأعمال المقاومة الفلسطينية ووصفها بالإرهاب، وهو موقف تواترت أمريكا ودول أوروبية على التأكيد عليه مع كل مواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين .
هذا الموقف يعكس تحيزاً فجاً وازدواجية في المعايير، ذلك أن حق الدفاع عن النفس مكفول لكل شعوب ودول العالم كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة، وإن كان من حق (إسرائيل) الدفاع عن نفسها فمن حق الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم أيضاً، وعندما يكون الشعب خاضعاً للاحتلال فإن مقاومة الاحتلال بكل أشكال المقاومة الممكنة تندرج في سياق الدفاع عن النفس، أما (إسرائيل) وقطعان مستوطنيها فهم مُحْتَلُّونَ لفلسطين ويمارسون العدوان والإرهاب.
الاحتلال يتعارض مع القانون الدولي والشرعية الدولية بينما مقاومة الاحتلال حق يكفله القانون الدولي والشرعية الدولية، الاستيطان ومصادرة الأراضي يتعارضان مع القانون الدولي والشرعية الدولية بما فيها اتفاقات جنيف، بينما مقاومة الاستيطان والمستوطنين والدفاع عن الأرض يندرج في سياق ممارسة حق الدفاع عن النفس وشكل من المقاومة مكفول بالقانون الدولي، طرد سكان البلاد الأصليين وتدمير منازلهم كما يجري في القدس يتعارض مع القانون الدولي والشرعية الدولية، بينما مقاومة ذلك  والتمسك بأرض الآباء والأجداد سلوك بشري طبيعي يتوافق مع مبادئ الشرعية الدولية، الفصل والتمييز العنصري والتطهير العرقي  الذي تمارسه دولة الكيان الصهيوني في القدس وداخل أراضي الخط الأخضر سلوك إرهابي وعنصري مُدان دولياً، بينما مقاومة الفلسطينيين لذلك حق طبيعي وقانوني يتوافق مع الشرعية الدولية.
عندما يتوحد الشعب الفلسطيني ويخرج في كل أماكن تواجده داخل فلسطين من البحر إلى النهر في مواجهة دولة الكيان الصهيوني فهذا معناه أن الشعب الفلسطيني لم يعد يُطيق صبراً ولم يعد أمامه إلا أن يأخذ المبادرة ويمارس حقه بمقاومة شعبية لكل أشكال الظلم والعدوان والعنصرية التي تمارسها دولة الاحتلال، وخصوصاً أنه أعطى أكثر من فرصة للإسرائيليين والأمريكيين ولكل العالم لإنجاز سلام عادل يقوم على أساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية وعلى الاتفاقات الموقعة.
إن كانت واشنطن والدول الأوروبية معنية بالسلام والاستقرار في المنطقة حقا، وإن كانوا متخوفين على وجود إسرائيل وأمنها بعد ثورة فلسطينيي الداخل غير المتوقعة، وبعد وصول صواريخ المقاومة لمدن ومواقع استراتيجية رئيسة في (إسرائيل)، فعليهم أن يتفهموا أسباب غضب الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده وأن يتقدموا بمبادرة سلام جادة بدون لف ولا دوران تنهي احتلال (إسرائيل) للضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وتؤدي لقيام دولة فلسطينية مستقلة بعاصمتها القدس الشرقية.
عن الموقع الإلكتروني الفلسطيني دنيا الوطن-إبراهيم أبراش

في الذكرى 73 للنكبة – الشعب الفلسطيني يصحح شيئا من التاريخ-رمضان الأبرك 1422

للذكرى الثالثة والسبعين للنكبة هذا العام مذاق مختلف، الصورة ليست كلها رمادية، ذكرى النكبة عادة تكون مصحوبة بالمرارة لطول سنوات التشرد واللجوء وغياب أفق الحلول الحقيقية التي تضمن حق العودة والحرية والاستقلال.
لكننا ونحن نكتب هذه الكلمات نرى ضوءا في نهاية النفق، فهناك صورتان متلازمتان لذكرى النكبة، واحدة مشرقة تبث فينا روح الأمل والعزيمة والتفاؤل، وثانية تثبط العزائم وتدعو إلى الغثيان.
والصورتان متلازمتان لا نستطيع إلا أن نرى الصورتين كما هما، فندفع بالأولى قدما إلى الذرى، ونحن نرى هذه المواجهة الشاملة مع هذا الكيان المجرم، ونمقت الثانية المتعلقة بالنظام العربي الرسمي، وندير الظهر لها ونعمل على تفكيك إبرها السامة ومخالبها الخطرة.
تأتي الذكرى الثالثة والسبعون للنكبة الفلسطينية في ظل مواجهة متعددة الأشكال بين الشعب الفلسطيني وقواه الحية، خاصة في القدس، والكيان الصهيوني العنصري الاستعماري الإحلالي التفريغي.
مواجهات القدس وحيّ الشيخ جراح نموذج فذ للمواجهة الشعبية الشجاعة، التي تظهر فيها بطولات المقدسيين والمقدسيات أمام جحافل المستوطنين وقوات الشرطة والأمن الصهيونية، والمستعربين والعملاء، بحيث أنشدّت أطراف الدنيا لهذا النضال، وأصبحت القدس والمسجد الأقصى وباب العامود مركز استقطاب للكون، وتسابقت الفضائيات، حتى المنافقة منها والدائرة في فلك المطبعين، تبحث عن مقدسي أو مقدسية لتقبس شيئا من حديث الشرف والكبرياء والشجاعة، وهي تغطي هذه التطورات، وتنقل الصور الخارقة عن صمود الفلسطينيين، ومواجهاتهم لعنف المستوطنين وهمجية الجيش والشرطة وقوات الاحتلال، وهي تعتدي على الأطفال والنساء والمتظاهرين السلميين، وتقتحم الأقصى مساء الجمعة وتنهال ضربا على المصلين والركع السجود، مما أدى إلى انفجار الغضب الشعبي، وحدثت المواجهة التي تركت مئات الجرحى، ولكنها تركت أيضا جرحا في كبرياء الأمة وكرامتها، وهي ترى بساطير المحتل تدنس الأقصى.
القدس تنتصر
القدس تنتصر للمرة الثالثة، لأنها ليست منضوية تحت خيمة السلطة، أو مقسمة بين القبائل والفصائل، انتصرت يوم تصدى المقدسيون والمقدسيات بأياديهم العارية لمعركة البوابات والكاميرات، ودخلوا المسجد عنوة وصلوا صلاة الانتصار.
وانتصروا في معركة باب حطة عندما فرضوا على المحتل فتح الباب أمام المصلين، وها هم ينتصرون مرة أخرى ويتصدون للمستوطنين ويطردونهم من باب العامود وأسواق القدس العتيقة، ويحطمون الكاميرات ويلاحقون المغتصبين في شوارع القدس العتيقة ويجبرونهم على الهرب في حالة ذعر شديد، القدس تنتصر لأن أبناءها وبناتها يأخذون قراراتهم من دون الرجوع إلى أحد، لا سلطة ولا نظام عربي ولا اتحاد أوروبي ولا مبعوث أمريكي.
 قرروا أن يرابطوا دفاعا عن القدس ومقدساتها واعتمدوا على أنفسهم ودعم إخوتهم وأخواتهم ممن يستطيعون الوصول إلى القدس.
 المقادسة لوحدهم دافعوا عن الأمة الإسلامية، وعن أولى القبلتين وثالث الحرمين، وسيل البيانات ينطلق من أنظمة الخنوع والذل والهوان.
رئيس السلطة يناشد المجتمع الدولي، والجامعة العربية تناشد المجتمع الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي تناشد المجتمع الدولي.. وكأن المجتمع الدولي سيمتشق السيف وينزل الميدان مجاهدا.
صرخة فتاة في القدس أكثر وزنا وتأثيرا وانتشارا من كل بياناتهم، السلطة العتيدة استطاعت أن ترفع مستوى اجتماع الجامعة العربية من مستوى المندوبين الدائمين إلى مستوى وزاري.
هكذا تكون الانتصارات.. اتركوا المقدسيين يصنعون الفجر المقبل واذهبوا إلى جلسات جديدة للتنسيق الأمني، القدس تنتصر لأن أبناءها يأخذون قراراتهم بدون الرجوع إلى أحد، لا سلطة ولا نظام عربي ولا اتحاد أوروبي ولا مبعوث أمريكي.
غزة تنتصر للقدس
كان المتطرفون الصهاينة يعدون يوم الأحد لمسيرة ضخمة تنطلق من القدس الغربية إلى القدس الشرقية في ذكرى احتلالها، للتأكيد على وحدة المدينة المقدسة تحت السيادة (الإسرائيلية).
 تجمع عشرات الألوف وانضم للمسيرة أعضاء الكنيست المتطرفين، لإرضاء جمهورهم المتعطش للقتل، وشعارهم «الموت للعرب».
 كانوا في طريقهم للمسجد الأقصى وجماعة «حراس الهيكل» سينضمون إليهم لإعلان سيادة المتطرفين-نيابة عن الدولة المارقة-على القدس والأقصى، لقد ناشد العديد من الوسطاء ضرورة إلغاء المسيرة، لأن اشتباكا ضخما متوقعا مع الفلسطينيين الذين كانوا مستعدين للمواجهة.
 فعندما يختفي السلاح تنتصر الإرادة المسنودة إلى حق غير قابل للمساومة، لكن الذي لم يحسب حسابه منظمو المسيرة، أن تهديدا جاءهم من شاب من غزة.
«إذا لم تتوقف المسيرة سنطلق رشقة من الصواريخ»، لم يتأثر أحد بالتهديد لكن الرشقات انطلقت فعلا، فانطلقت صفارات الإنذار في القدس، تفرق القوم ذعرا في الشوارع بطريقة غير منظمة، الكل يريد أن ينجو بنفسه، الكل يبحث عن ملجإ أو قبو أو مخبإ، انتهت المسيرة بفشل مريع، واحتفل أهل القدس بانتصار الإرادة.
شهيد اللد
على حد علمنا، هذه أول مرة تنتفض مدينة اللد نصرة لشعب فلسطين، عدد الفلسطينيين في المدينة قليل، لكن القدس خط أحمر، خرج آلاف الفلسطينيين في المدينة يوم الإثنين، بعدما شاهدوا اقتحام المسجد الأقصى في القدس ليلة الأحد، ورأوا ما فعلته القوات الإسرائيلية بالمصلين والمعتصمين في الشيخ جرّاح وباب العامود، المظاهرة الحاشدة كانت سلمية.
لكن مستوطنا حاقدا شاهد شابا يتسلق عامود كهرباء يرفع العلم الإسرائيلي فينزله ويرفع العلم الفلسطيني، يطلق النار على موسى حسونة فيرديه شهيدا، يفقد الناس أعصابهم على هذه الجريمة، ينطلقون في الشوارع في حالة هيجان شديد، يتوجهون للمراكز الحكومية ويدمرونها ويدخلون في مواجهات عنيفة مع القوات الإسرائيلية، التي حولت شوارع المدينة إلى ساحة معركة حامية تشبه شوارع نابلس أو غزة أيام الانتفاضة الأولى، المظاهرات في الداخل الفلسطيني انطلقت في كل المدن والقرى، في الناصرة، وشفا عمرو، ويافا، وأم الفحم، وطمرة، وباقة الغربية، ومجد الكروم، وعرابة، وشقيب السلام بالنقب جنوبي البلاد، والرملة، وكفر كنا، وجلجولية، وكفر مندا، وجديدة – المكر، وكفر قرع، وغيرها الكثير.
إنها وحدة الشعب الفلسطيني، لا النكبة ولا أوسلو ولا حرب حزيران استطاعت أن تفتت وحدة هذا الشعب، الانقسام الفلسطيني جاء في سياق تنافس الفصائل وليس على مستوى الشعب المناضل.
الانتخابات
وتأتي ذكرى النكبة هذه المرة في ظل تراجع القيادة الفلسطينية عن الانتخابات الفلسطينية، وإبقاء الأمور على ما هي عليه من سوء وترهل وضياع بحجة رفض إسرائيل طلب السلطة الفلسطينية السماح لها بإجراء الانتخابات في القدس الشرقية.
 ولا يخفى على أحد أن التعلل بأن الانتخابات لا تتم إلا في القدس إنما هي حجة واهية تدين صاحبها أكثر مما تعطية ورقة توت وطنية يتغطى بها، فبدل الإلغاء كان على القيادة أن تحض الجماهير المقدسية على كسر الحواجز، والمشاركة في الانتخابات عن طريق البريد ومراكز الاقتراع، والأهم من ذلك عن طريق التكنولوجيا الحديثة التي سهلت مثل هذه الأمور.
فالمؤتمرات واستطلاعات الرأي والانتخابات بكل أشكالها أصبحت سهلة بسبب التكنولوجيا، لكن عندما تأكدت القيادة بأن رياح الانتخابات لن تجري بما تشتهيه سفن السلطة تم إلغاؤها، وهذا الفهم يشكل شبه إجماع لدى الفلسطينيين.
المطبعون
وتأتي هذه النكبة في ظل انتقال أربع دول عربية إلى صفوف الصهاينة تحت عنوان التطبيع، والعنوان الأدق هو التتبيع والانسلاخ عن جسد الأمة، والعمل ضد إرادة شعوبهم.
 فماذا تريد السودان من علاقتها مع إسرائيل، وماذا سيجني المغرب من هذا التتبيع؟ الحقيقة أن الذي سوق لهذه الخطوات ودفع ثمنها هو قيادة دولة الإمارات التي أصبحت تعمل وكيلا حصريا للكيان الصهيوني.
 لكن يبدو أن الدائرة بدأت تضيق على هذه القيادة المغامرة، فقد أبعدت مصر نفسها عن هذه القيادة، والساحة الليبية تكاد تلفظ من معادلاتها دور الجنرال خليفة حفتر، المخلب الأخطر لدولة الإمارات.
 وحصل تقارب سعودي تركي مصري وسعودي إيراني بعيدا عن الإمارات، كما باعد الأردن نفسه عن سياسة هذه الدولة، وأوقف دعمه لخليفة حفتر، أيام شهر العسل لهذا النظام انتهت مع خروج ترامب وكوشنير من البيت الأبيض.
 وسيدرك هذا النظام أنه سيكون ضحية مغامراته الخطيرة، لقد أصيب سفير هذه النظام في تل أبيب بحالة من الذعر الشديد عندما سمع أصوات انفجار الصواريخ في تل أبيب وطلب من حكومته أن تخرجه فورا، لكنه اكتشف أن مطار المدينة مغلق، وكما أصيب السفير بحالة الذعر ستصاب الدولة بحالة ذعر عندما ينتصر الشعب الإماراتي لتاريخه وهويته وعروبته ودينه.
نعم إنها ذكرى النكبة التي ما زالت تفرّخ نكبات على مستوى النظام الرسمي، لكن انتفاضات الشعوب التي انطلقت عام 2011 وما زالت مستمرة بطريقة أو بأخرى لن تهدأ إلا بعد كنس هذه الأنظمة العميلة، التي تبحث عن حماية لها من أعداء شعوبها، إنها حركة التاريخ التي تؤكد أن حكم الطغاة سينتهي إلى مزبلة التاريخ.
القدس العربي اللندنية

ويحك يا أمريكا: هل كل هذه الوحشية والهمجية الصهيونية تعتبر دفاعا عن النفس تجاه غزة آخر قلاع العزة والنخوة العربية ؟؟؟

"تَأْخَذُونَ مِيَاهِي، وَتَحْرِقُونَ أَشْجَارَ زَيْتُونِي، وَتَهْدِمُونَ بَيْتِي، وَتَأْخُذُونَ وَظِيفَتِي، وَتَسْرِقُونَ أَرْضِي، وَتَسْجُنُونَ أَبِي، وَتَقْتُلُونَ أُمِّي، وَتَقْصِفُونَ بَلَدِي، وَتُجَوِّعُونَنَا جَمِيعاً، وَتُهِينُونَنَا جَمِيعاً، لَكِنْ أَنَا الْمُلاَمُ.. لَقَدْ أَطْلَقْتُ صَارُوخاً كَرَدٍّ" 
مقولة أوردها المفكر الأمريكي نعوم تشومسكي في أحد مقالاته عام 2012 نقلا عن لوحة كرتونية كتبها مسن فلسطيني في غزة

المدون

شهادة كاتب "إسرائيلي": الفلسطينيون أصعب شعب عرفه التاريخ

كشف الكاتب الإسرائيلي الشهير "آري شبيت" في مقال نشره في صحيفة "هآرتس " أن "إسرائيل" تواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال، وبدأ "شبيت" مقاله بالقول: يبدو أننا اجتزنا نقطة اللاعودة، ويمكن أن نقول إنه لم يعد بإمكان "إسرائيل" إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويبدو أنه لم يعد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم الناس في هذه الدولة.
وأضاف، إذاا كان الوضع كذلك، فإنه لا طعم للعيش في هذه البلاد، وليس هناك طعم للكتابة في "هآرتس"، ولا طعم لقراءة "هآرتس"، يجب فعل ما اقترحه الكاتب الإسرائيلي "روغل ألفر"  قبل عامين، وهو مغادرة البلاد، إذا كانت "الإسرائيلية" واليهودية ليستا عاملاً حيوياً في الهوية، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي لدى كل مواطن "إسرائيلي" ، ليس فقط بالمعنى التقني، بل بالمعنى النفسي أيضاً، فقد انتهى الأمر، يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس، من هناك، من بلاد القومية المتطرفة الألمانية الجديدة، أو بلاد القومية المتطرفة الأميركية الجديدة، يجب النظر بهدوء ومشاهدة "دولة إسرائيل" وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، يجب أن نخطو ثلاث خطوات إلى الوراء، لنشاهد الدولة اليهودية الديمقراطية وهي تغرق،  يمكن أن تكون المسألة لم توضع بعد.
ويمكن أننا لم نجتز نقطة اللا عودة بعد، ويمكن أنه ما زال بالإمكان إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وإعادة إصلاح الصهيونية وإنقاذ الديمقراطية وتقسيم البلاد، وتابع الكاتب، أضع أصبعي في عين نتنياهو وليبرمان والنازيين الجدد، لأوقظهم من هذيانهم الصهيوني، على أن ترامب وكوشنير وبايدن وباراك أوباما وهيلاري كلينتون ليسوا هم الذين سينهون الاحتلال.
وليست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي هما اللذان سيوقفان الاستيطان، القوة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ "إسرائيل" من نفسها، هم "الإسرائيليون" أنفسهم، وذلك بابتداع لغة سياسية جديدة، تعترف بالواقع، وبأن الفلسطينيين متجذرون في هذه الأرض، وأحث على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا وعدم الموت، ويؤكد الكاتب في صحيفة هآرتس: أن "الإسرائيليين" منذ أن جاؤوا إلى فلسطين، يدركون أنهم حصيلة كذبة ابتدعتها الحركة الصهيونية، استخدمت خلالها كل المكر في الشخصية اليهودية عبر التاريخ.
ومن خلال استغلال ما سمُي المحرقة على يد هتلر «الهولوكوست» وتضخيمها، استطاعت الحركة أن تُقنع العالم بأن فلسطين هي "أرض الميعاد"، وأن الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد الأقصى، وهكذا تحول الذئب إلى حمَل يرضع من أموال دافعي الضرائب الأميركيين والأوروبيين، حتى بات وحشاً نووياً.
واستدل الكاتب بعلماء الآثار الغربيين واليهود، ومن أشهرهم «إسرائيل فلنتشتاين» من جامعة تل أبيب، الذين أكدوا أن الهيكل هو أيضاً كذبة وقصة خرافية ليس لها وجود، وأثبتت جميع الحفريات أنه اندثر تماماً منذ آلاف السنين، وورد ذلك صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية، وكثير من علماء الآثار الغربيين أكدوا ذلك ...
وكان آخرهم عام 1968 م، عالمة الآثار البريطانية الدكتورة «كاتلين كينيون»، حين كانت مديرة للحفائر في المدرسة البريطانية للآثار بالقدس، فقد قامت بأعمال حفريات بالقدس، وطُرِدت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير "الإسرائيلية"، حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى، حيث أكدت عدم وجود أي آثار أبداً لهيكل سليمان، واكتشفت أن ما يسميه الإسرائيليون "مبنى إسطبلات سليمان" ليس له علاقة بسليمان ولا إسطبلات أصلاً ، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين، وهذا رغم أن «كاثلين كينيون» جاءت من قبل جمعية صندوق استكشاف فلسطين لغرض توضيح ما جاء في الروايات التوراتية، لأنها أظهرت نشاطاً كبيراً في بريطانيا في منتصف القرن 19 حول تاريخ الشرق الأدنى.
وشدد الكاتب "آري شبيت" على القول أن لعنة الكذب هي التي تلاحق "الإسرائيليين"، ويوماً بعد يوم تصفعهم على وجوههم بشكل سكين بيد مقدسي وخليلي ونابلسي، أو بحجر جمّاعيني أو سائق حافلة من يافا وحيفا وعكا.
يُدرك "الإسرائيليون" أن لا مستقبل لهم في فلسطين، فهي ليست أرضاً بلا شعب كما كذبوا، ها هو كاتب آخر يعترف، ليس بوجود الشعب الفلسطيني، بل وبتفوقه على "الإسرائيليين"، هو "جدعون ليفي" الصهيوني اليساري، إذ يقول: يبدو أن الفلسطينيين طينتهم تختلف عن باقي البشر، فقد احتللنا أرضهم، وأطلقنا على شبابهم الغانيات وبنات الهوى والمخدرات، وقلنا ستمر بضع سنوات، وسينسون وطنهم وأرضهم، وإذا بجيلهم الشاب يفجر انتفاضة الـ 1987.. أدخلناهم السجون وقلنا سنربيهم في السجون.
وبعد سنوات، ظننا أنهم استوعبوا الدرس، فإذا بهم يعودون إلينا بانتفاضة مسلحة عام 2000 التي أكلت الأخضر واليابس، فقلنا نهدم بيوتهم ونحاصرهم سنين طويلة، وإذا بهم يستخرجون من المستحيل صواريخ يضربوننا بها، رغم الحصار والدمار، فأخذنا نخطط لهم بالجدران والأسلاك الشائكة، فإذا بهم يأتوننا من تحت الأرض من خلال الأنفاق، حتى أثخنوا فينا قتلاً في الحرب الماضية، حاربناهم بالعقول، فإذا بهم يستولون على القمر الصناعي "الإسرائيلي"  (عاموس)  ويدخلون الرعب إلى كل بيت في "إسرائيل"، عبر بث التهديد والوعيد، كما حدث حينما استطاع شبابهم الاستيلاء على القناة الثانية "الإسرائيلية".
خلاصة القول، يبدو أننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معهم سوى الاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلال.

عن الموقع الإلكتروني المغرب اليوم

الجامعة الوطنية للتعليم بالمغرب ترفض التطبيع التربوي مع (إسرائيل)

عبرت الجامعة الوطنية للتعليم عن رفضها للتطبيع التربوي مع (إسرائيل)، داعية في رسالة موجهة لسعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، إلى وضع حد لأي تطبيع تربوي وثقافي مع (إسرائيل)".
وقالت الجامعة الوطنية للتعليم، في المراسلة المذكورة، إن سعيد أمزازي سبق أن كشف خلال مباحثاته الهاتفية مع أحد وزراء (إسرائيل) تفاصيل الشراكة التي تعمل وزارة التربية الوطنية على إقامتها معها.
ولفت المصدر نفسه إلى أن ذلك من شأنه أن يُحوِّل منظومتنا التربوية والتعليمية وبلادنا إلى مرتع لتطبيع عقول بنات وأبناء شعبنا من تلاميذ وطلبة ومتدربين ومدرسين من التعليم الأولي إلى العالي، عبر اعتماد أخطر أشكال التطبيع وهو التطبيع التربوي.
وأضافت الجامعة نفسها أن الوزارة الوصية كشفت إدراج ما سمي ب” تراث اليهود” في المنهاج الدراسي المغربي، انطلاقا من الموسم الدراسي المقبل، مباشرة بعد قرار استئناف العلاقات مع (إسرائيل)، كما أشارت إلى أن الخطوط العريضة للبرامج المشتركة في مجال التربية والتعليم، تتضمن توأمة مدارس ثانوية، وإجراء مسابقات تعليمية بالعربية والعبرية، وإقامة عروض موسيقية وفنية في عيد “الميمونا” اليهودي، وتبادل الوفود الطلابية، وتنظيم جولات دراسية في فلسطين المحتلة والمغرب لتعميق العلاقات الدبلوماسية!
وعبرت الجامعة الوطنية للتعليم  إلى جانب الهيآت المغربية المناهضة للتطبيع، والمدعِّمة لنضال الشعب الفلسطيني، عن رفضها لأي شكل من أشكال التطبيع مع (إسرائيل)، انطلاقا من أن القضية الفلسطينية بالنسبة إلى الشعب المغربي هي قضية وطنية، كما عبرت الجامعة الوطنية للتعليم عن رفضها أيضا توظيف قيم التسامح لتمرير مشاريع مناقِضة لها من إخفاء الطابع الصهيوني وتبرير جرائم (إسرائيل) ضد الفلسطينيين، والتنازل عن كرامة الشعب الفلسطيني وحقوقه الإنسانية.
الجريدة الإلكترونية المغربية كش 24 

منتهى الاستهتار بأرواح الناس ومنتهى اللامسؤولية في ظل غياب المساءلة والمحاسبة

مرة أخرى تفضح الأمطار الفساد الكبير المستشري في المغرب بلاد العجائب والغرائب، فبعد مدينة الدارالبيضاء وما عرفته من خسائر مادية جراء الأمطار الغزيرة في الأسبوع الأول من شهر يناير 2021، وهو ما أبان عن ضعف كبير في كفاءة وفعالية شبكة صرف مياه الأمطار لأكبر مدينة في المغرب، مما طرح تساؤلات كثيرة من طرف العارفين بالقوالب والنواعر الإدارية المغربية عن مدى النجاعة والشفافية المالية والحكامة فيما يخص التدبير المفوض للشركة الأجنبية المكلفة بهذا القطاع الجد حساس، وذلك في ظل التقصير الغير مبرر للمجالس المنتخبة في أداء الأدوار المنوطة بها.
ولم تكد تبرد هذه الفضيحة حتى انفجرت فضيحة أخرى أكبر وأخطر من الأولى نظرا لعدد الأنفس التي ذهبت ضحية الاستهتار بأرواح الناس من طرف ممن كان من المفروض فيهم التطبيق السليم والصارم للقانون. 
جاء الدور هذه المرة على طنجة إثر الفيضانات التي عرفتها المدينة جراء الأمطار التي تهاطلت عليها يوم 08 فبراير 2021، مما تسبب في فاجعة الورش العشوائي للنسيج الذي يشتغل خارج إطار القانون لما يناهز 4 سنوات بمرآب تحت أرضي بفيلا سكنية بحي الإناس بمنطقة المرس بطنجة، تحت أعين وآذان السلطات المحلية التي نسمع عنها في وسائل الإعلام على أنها لا تنام، مما خلف 29 قتيلا كحصيلة أولية.
وقد عَرَّتْ هذه الفاجعة عن واقع مُزْرٍ وظروف عمل مريرة ولا إنسانية بهذه الوحدات العشوائية التي تفتقر للحد الأدنى من معايير السلامة المهنية، حيث يتم استعباد ما يزيد على 130 عامل وعاملة يشتغلون 9 ساعات يوميا مع نصف ساعة استراحة للغذاء بأجرة لا تتجاوز 50 يورو أسبوعيا في قبو تحت أرضي بدون مخارج ولا منافذ إغاثة، ناهيك عن حقوق العمال المهضومة من أجور عادلة وتقاعد وتغطية صحية، في أسوء أنواع العبودية التي ما تزال تُمارس على نطاق واسع بالمغرب على المستضعفين في القرن الواحد والعشرين على مرآى ومسمع من جميع أجهزة الدولة.  
والواقع أن هذه الفاجعة تعتبر مأساة حقيقية نظرا لما تنطوي عليه من استخفاف واستهثار جد خطير  بأرواح المغاربة من طرف السلطات العمومية التي تتحمل كامل المسؤولية، لأنها غضت الطرف عن ورشة غير قانونية من ضمن ورشات كثيرة تنتشر بمدينة طنجة (500 ورشة عشوائية تُشَغِّلُ ما يناهز 80000 عامل وعاملة من الْمُسْتَعْبَدِينَ)، والأمر لا يقتصر على مدينة طنجة وحدها بل تنتشر هذه الورشات العشوائية في كل أنحاء هذا الوطن الْمُغْتَصَبِ الْمُسْتَبَاحِ، لِيُتْرَكَ الحبل على الغارب لأولاد الحرام من الفسدة الجشعين النهابين من أصحاب الأموال الذين يَرُشُّونَ ويَرْشُونَ يمينا وشمالا فوقا وتحتا ليفعلوا ما يشاؤون، في فوضى عارمة لا يمكنها أن تحدث إلى في بلد فاسد ومتخلف على جميع الأصعدة والمستويات. 
وبالرغم من كل مساحيق وماكياجات التجميل في وسائل الإعلام الرسمية ومن والاها التي تبدو 'كَعَكْرٍ فَوْقَ الْخَنُونَة'، فإنها لا يمكنها في أي حال من الأحوال أن تغطي عما ارتكبه وما زال يرتكبه الفساد من جرائم يندى لها الجبين بحق هذا الشعب المقهور المهدور الكرامة، وما يستفزني أكثر هو أنه كلما طلع علينا أحد من المسؤولين  يمطرنا بوابل من المصطلحات والمفاهيم عن دولة الحق والقانون التي لا وجود لها إلا في مخيلته، الله يلعن اللي ما يحشم. 
أَمَا آن الأوان يا أهل الحل والعقد أن يتم ربط المسؤولية بالمحاسبة؟؟ قبل أن تتفاقم الأمور وتخرج عن السيطرة، لأن العالم يتغير بسرعة فائقة نحو الأَسْوَءِ مناخيا وبيئيا واجتماعيا واقتصاديا وصحيا وقيميا، ولن تنفع مستقبلا لا تراقيع ولا سفسطة ليديك وأمانديس وأخواتهما، ولا حتى  الأحاجي والخرافات اللامعقولة للحكومة والمسؤولين المباشرين والسلطات العمومية لتبرير الغير مبرر على الإطلاق.
فلا تحدثوني أرجوكم مرة أخرى عن الوطن، أي  وطن هذا الذي تُنتهك فيه كرامة المغاربة من المستضعفين جهارا نهارا- على هذه الرقعة التي تسمونها وطنا وهي جحيم- من طرف الأوليغارشية الرأسمالية الفاسدة من الأجانب أو من المخاربة الذين كل همهم محصور في امتصاص حتى آخر قطرة دم من الأجساد المنهكة لهؤلاء المعذبين في الأرض؟    
المدون 
عندما تكون شبكات الفساد أقوى وأكفأ من شبكات صرف مياه الأمطار
عرفت الكثير من المدن المغربية خلال العشر  الأوائل من شهر يناير 2021 هطول أمطار غزيرة وصلت في البعض منها  إلى 100 ملم خلال 24 ساعة، وجاءت مدينة الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب-يا حسرة-في مقدمة المدن التي تضررت بفعل غزارة الأمطار التي لم تتمكن شبكات صرف المياه من استيعابها، وهو ما يؤكد عدم كفاءة البنيات التحتية وهشاشتها من جهة، ويطرح من جهة أخرى أكثر من علامة استفهام حول النجاعة والشفافية المالية والحكامة فيما يخص التدبير المفوض للشركة الأجنبية المكلفة بهذا القطاع الجد حساس، في ظل التقصير الغير مبرر للمجالس المنتخبة في أداء الأدوار المنوطة بها، والغياب التام لأي تواصل -في مثل هذه الأوقات الحرجة- من جميع المسؤولين عن هذا القطاع مع المواطنين الغارقين في مستنقع الفيضانات، مما أدى إلى  خسائر مادية كبيرة تكبدها المواطنون المغلوبون على أمرهم.
وفي هذا الصدد اعتبر محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، أن البنيات التحتية المهترئة مردها إلى سيادة الفساد والرشوة، من خلال إسناد الصفقات العمومية إلى شركات غير مؤهلة لإنجاز تلك المشاريع، اعتبارا لكون مجال الصفقات العمومية محفوف بمخاطر الرشوة.
وأضاف الغلوسي بأن العديد من التقارير تتحدث عن ضياع خمس مليارات درهم سنويا بفعل الرشوة في الصفقات العمومية، وعوض أن تصبح المدن الكبرى مجالات تنبعث منها الحياة على مستوى المرافق العمومية والمساحات الخضراء، تحولت إلى إسمنت بفعل جشع لوبي العقار، بتواطؤ مع مسؤولين على مستوى التدبير العمومي.
وأوضح الغلوسي أن صدور بعض التقارير الرسمية دون أن تعرف طريقها إلى القضاء شجع على استمرار الفساد والريع بهذه المدن، ولو حدث مثل هذا الأمر بمدن في دول ديمقراطية، لتقدم المشرفون على تدبيرها بطلب الاستقالة على الأقل، وتمت محاسبة كل الأطراف التي ساهمت في غرق شوارعها.
واعتبر الغلوسي أنه قد آن الأوان لتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، قبل أن تقع كوارث أخرى في المستقبل، لأن مثل هذه الكوارث ترقى في الحقيقة إلى مستوى الجرائم التي لا ينبغي السكوت عنها.
ولا أدل على أنه ليست هناك إرادة سياسية حقيقية لمحاربة الفساد بالمغرب هو الإعدام المتعمد لقانون الإثراء الغير مشروع (قانون من أين لك هذا؟) من طرف اللوبيات النافذة التي تحمي الفساد بالبرلمان، هذا القانون الذي بقي في ثلاجة لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بهذا البرلمان لمدة خمس سنوات دون أن يخرج إلى حيز الوجود إلى يومنا هذا، لأنه لو تم إدراج بند قانون الإثراء غير المشروع في القانون الجنائي المغربي منذ ذلك الحين وتم تطبيقه بكل شفافية ونزاهة على الجميع دون استثناء، لكان حالنا بالتأكيد أفضل مما هو عليه اليوم.
المدون
فضيحة مدوية ليلة مؤخرة سنة 2020 بمدينة مراكش الْمُنْتَهَكَةِ

فضيحة مدوية ليلة مؤخرة سنة 2020 بمدينة مراكش الْمُنْتَهَكَة

بطل هذه الفضيحة المدوية مِهْنَتُهُ ربان طائرة كان يقود سيارة رباعية الدفع من نوع رونج روفر وهو في حالة سكر طافح، يعني أنه لا يميز بين رجليه ويديه، وكان يظن أنه يقود طائرة، مما أدى إلى تخريب وإضرار ثلث أقدم نافورة بمدينة مراكش، والتي تعتبر بمثابة مدارة لتنظيم السير لأهم تقاطع للشوارع الرئيسية الكبرى بالمدينة.
المدون

الرسالة التي لم يجرؤ على توجيهها أي من حكام المسلمين إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أهان المسلمين أجمعين

هذه الرسالة الجد قوية والمؤثرة في آن واحد وجهتها السيدة صوفبي بترونين Sophie Pétronin (مريم بعد إسلامها) إلى الرئيس الفرنسي ماكرون، وتعتبر السيدة مريم البالغة من العمر 75 سنة آخر رهينة فرنسية محتجزة في العالم، تم احتجازها في 24 ديسمبر سنة 2016 من قبل مسلحين في غاو بشمال دولة مالي، حيث كانت تقطن وتُدير منظمة إنسانية تُعْنىَ بمساعدة الأطفال، ومما جاء في رسالتها:
السلام على من اتبع الهدى، أما بعد..
وصلني أنك في ذهول كيف أن صوفي بترونين المرأة الفرنسية من ذوات العرق الأبيض النقي المسيحية الكاثولوكية قد اعتنقت الإسلام بعد خمسة وسبعين عاماً من النصرانية وخلال أربع سنوات من الأسر عند المسلمين؟
دعني أبسط لك الأمور السيد ماكرون:
نعم كنت أسيرة عند المسلمين، لكنهم لم يمسوني بسوء أبداً، وكانت معاملتهم لي كلها تقدير واحترام، كانوا يقدمون لي الطعام والشراب ويوثروني على أنفسهم رغم شح الموارد، وكانوا يحترمون خصوصيتي، لم يتعرض لي أحد بتحرش لفظي ولا جسدي، ولم بسبوا ديني ولا عيسى ولا السيدة العذراء عليهما السلام كما تفعلون أنتم مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
 لم يفرضوا عليّ الإسلام لكنني رأيته في أخلاقهم، أُناس يتطهرون بالماء ويصلون للرب الصلوات الخمس ويصومون شهر رمضان.
السيد ماكرون
المسلمون في مالي فقراء نعم وبلادهم فقيرة، لا يوجد فيها برج إيڤيل، ولايعرفون عطورنا الفرنسية، لكنهم الأنظف أبدانا والأطهر قلوبا، نعم هم لا يملكون السيارات الفارهة، ولا يقطنون الأبراج العالية لكن هممهم فوق السحاب وعقيدتهم أرسخ من الجبال.
السيد ماكرون
هل سمعت تلاوة القرآن في حياتك؟ هم يرتلون القرءان في صلاتهم فجراً وليلاَ، ما أجملها من قراءة حتى لو لم تفهم ما يرتلون، فيرتعد جسمك ويقشعر بدنك وأنت تستمع لهم وهم يرتلون كلام الله، فهم يحفظونه عن ظهر قلب، عندها تدرك بعقلك الباطن أن ذلك ليس كلاماً بشرياً، بل هو لحن سماوي أُنْزِلَ من السماء، وتتكون لديك رغبة جامحة في أن تعرف معنى ما يرتلون فجراً وليلاً من تراتيل سماوية.
السيد ماكرون
هل سجدت في حياتك لله سجدة واحدة، وجعلت جبهتك تلمس الأرض، وهمست لربك عن همومك وشكرته على نعمه كما يفعلون؟ هل أحسست يوماً بقرب الله منك وقربك منه؟
السيد ماكرون
نساؤهم بشرتهن سوداء كالفحم لكن قلوبهن بيضاء كالحليب، يرتدين الثياب البسيطة لكنهن في أعين رجالهن أجمل الجميلات، لا يختلطن بالرجال الأجانب ولا يختلين بهم، ولا تُدْخِلُ إحداهن رجلا بيتها في غياب زوجها، لا يشربن الخمور ولا يلعبن القمار ولا يزنين.
السيد ماكرون
المسلمون هناك يؤمنون بكل الأنبياء حتى نبي الله عيسى الذي يحبونه أكثر منّا، وأمه مريم التي أسميت نفسي على إسمها من كثرة حبهم وتعظيمهم لها ولمكانتها.
السيد ماكرون
ربما تسألني: كيف يحبون المسيح أكثر منا؟ 
فأجيبك: نعم هم يحبون السيد المسيح أكثر منا لأن بلادنا سفكت دماء الأبرياء باسم المسيح، واستحلت بلادهم ونهبت ثراوتهم، فنحن ننعم بخيرات بلاد المسلمين، وننتزع الجزية من حكامهم بطرق شتى، ونفرض مشاريع تجارية استهلاكية لا تنموية عليهم، وننشر الفتن بينهم ثم نبيعهم الأسلحة ليقتلوا بعضهم بعضاً، لكننا لا زلنا نعتبرهم إرهابيين عندما يدركون أننا نحن الإرهابيون لا هم!
لكنهم تعاملوا معي ومع غيري من الرهائن بأخلاق المسيح التي كنا نتعلمها في الكنائس، لكننا لا نطبقها على أرض الواقع.
السيد ماكرون
ختاما لم أرد أن أعلن عن إسلامي في مالي حتى لا يُقال أنني أسلمت تحت حد السيف، وقررت أن أعلن إسلامي وأنا حرة على أرض فرنسا، كي أُبْلِغَ رسالة الإسلام إلى ملايين الفرنسيين وإلى أوروبا بقسميها المسيحية والملحدة أجمع.
السيد ماكرون
هذا هو دين الإسلام الذي تحاربه ليلاً ونهاراً قد حرك شغاف فؤادي وملأ علي عقلي، فما عدت أرى فرنسا بجمالها الفتان أجمل من مالي الفقيرة المتواضعة، بل إنني قررت أن أعود إليها مرة أخرى، لكن بعد دعوة أهلي وأحبابي للإسلام، لأني أريدهم أن يذوقوا حلاوة ما ذقت من عبادة الله الواحد الأحد الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، وأريد لهم صلاح الدنيا والآخرة.
وأدعوك أنت أيضا للإسلام وأن تُعِيدَ حساباتك مع هذا الدين العظيم الذي هو رسالة كل الأنبياء والرسل من لدن آدم ومروراً بعيسى المسيح وختاما بسيد الأنام محمد عليه الصلاة والسلام.
 والسلام على من اتبع الهدى..

مريم بترونين

ماكرون والإسلاموفوبيا

أصبح من المعروف والمألوف أن يلجأ رؤساء وزعماء سياسيون خاصة قبل انتخابات عامة أو برلمانية نشر الإسلاموفوبيا وكراهية الإسلام كي يحوزوا على دعم من قواعد وشرائح واسعة يمينية محافظة وعنصرية في الغرب.
هكذا كان دونالد ترامب وهكذا هو إيمانويل ماكرون رئيس فرنسا، وهكذا هم عديد من نواب البرلمانات في عديد من الدول الأوروبية سواء في إسكندنافيا أو سائر دول أوروبا الغربية والأمثلة كثيرة، كذلك فعل آنذاك النائب النرويجي السابق بيتر مهري الذي وصف الحجاب "بأنه يشبه الزي النازي".
إن كاريكاتيرات شارلي إبدو ليست حرية رأي بل هي مس بالرموز والمعتقدات الدينية ولذلك هي مرفوضة، نعم نؤمن بحرية الرأي والتعبير ولكننا أيضا نؤمن بحرية العقيدة والإيمان دون المس بها وبرموزها.
لا يختلف عاقلان بأن عملية قتل المدرس الفرنسي على يد شاب صغير شيشاني مرفوضة ومدانة، وهذا لا يمثل ديننا الحنيف بل على العكس تشوه سمعته وتعطي أعداء الإسلام فرصة وأداة لهذا التشويه.
ولكن الحملة التي يشنها ماكرون والسلطات الفرنسية ضد ما أسماه ب «الإسلام المتطرف» وتصريحاته البائسة العنصرية حول الديانة الإسلامية من جهة وإغلاقه مئات المساجد من جهة أخرى تهدد السلم الأهلي في بلده فرنسا وتدفع ملايين المهاجرين المسلمين والأجانب للشعور بأنهم مطاردون وملاحقون بسبب دينهم وعقيدتهم الإسلامية فقط لا غير.
إن تعبير «الإسلام المتطرف» الذي استخدمه ماكرون هو نفس التعبير الذي يستعمله نتنياهو في خطاباته التحريضية حيث تجادلت معه مرارا حول هذا التعبير المرفوض، لا يوجد إسلام متطرف أو مسيحية متطرفة أو يهودية متطرفة، يوجد يهود متطرفون ومسيحيون متطرفون ومسلمون متطرفون، ناهيك عن أن رفض ماكرون التنديد بالكاريكاتيرات المسيئة للرسول الكريم، بل عرضها على مبانٍ حكومية هي إساءة فظة للمسلمين ولكل محبي التسامح الديني ما بين الديانات في كل العالم.
لا أحد ينكر أن هناك متطرفين في أوساط الجاليات المختلفة في أوروبا ولكنهم ليسوا هم "الإسلام" كجماعة ودين، إنهم أفراد يشكلون أقلية من المسلمين الذين يعيشون بالملايين في دول أوروبا الغربية ويحترمون قوانين البلاد التي هاجروا إليها ولكنهم يمتلكون الحق في ممارسة شعائرهم وعقيدتهم وإيمانهم دون إهانة أو استفزاز أو تنكيل.
إن موقف وزير داخلية فرنسا المتطرف بمعارضته وجود أقسام خاصة في المتاجر العامة للطعام "الحلال" هي العنصرية بحد ذاتها بل هي الكراهية والتحريض تجاه المسلمين، فهذا الوزير لا يعارض وجود أقسام طعام "الكوشير" لليهود مثلا، ولا يصفها بأن منظرها مقزز ومنفر كما تفوه هذا الوزير.
نحن ضد التطرف سواء كان داعشيا مسلما أو يهوديا مستوطنا كهانيا أو جماعة kkk المسيحيين في أمريكا وغيرها، نحن نؤمن بالتعايش السلمي والتسامح الديني بين الأديان، ولكننا نغضب وبحق ونرفض التمييز العرقي و حملات الإسلاموفوبيا.
نحن لسنا ضد فرنسا والفرنسيين فهذا شعب عظيم وناجح وحضاري، ولسنا ضد برج ايفيل الجميل والمميز ولا ضد جامعة السوربون هذا الصرح الأكاديمي المتميز ولكننا ضد مواقف ماكرون وماري لوبين زعيمة المعارضة العنصرية، ولا يسعني هنا إلا أن أتذكر وجود آلاف الجماجم لمقاتلين جزائريين الذين قاوموا وناضلوا ضد الاستعمار الفرنسي في متحف الإنسان يطالب الجزائريون باستعادتها.
نهاية أود أن أذكر العالم بمعاييره المزدوجة: فالعالم كله سارع للمشاركة في جنازات ضحايا العملية الإرهابية في باريس في مقر مجلة شارلي إيبدو التي أساءت للرسول الكريم ولعامة المسلمين، ولكننا لم نر زعماء أوروبيين شاركوا في جنازات ضحايا العملية الإرهابية في نيوزيلندا والتي ارتقى فيها شهداء مسلمون ضحايا كراهية الإسلام والمسلمين، إن حملة «إلا رسول الله» جاءت ردا على كل هذه الاستفزازات والممارسات.
لقد واجهتُ بقوة المتطرفين اليهود عندما أساء العنصري الكهان ميخائيل بن ارج بالكنيست للإنجيل المقدس ورماه بسلة المهملات لأننا هنا بالشرق مسيحيون ومسلمون متسامحون متحابون كما أنني لا أوافق أن يعتدي اللاساميون أو دعاة النازية الجدد على اليهود ورموزهم الدينية فقط كونهم يهودا.
ولا يمكن إلا أن نقف جميعا موحدين معا ضد عنصرية البعض في الغرب والتهجم على الرموز والمعتقدات الدينية.

أحمد الطيبي-عربي 21 عن الدستور الأردنية

بندر بن سلطان.. أمير الفوضي.. ينقض من جديد

انتقد الكاتب البريطاني المعروف، ديفيد هيرست، في مقال له الأمير السعودي بندر بن سلطان بسبب ظهوره الإعلامي مؤخرا، لا سيما أنه هاجم الفلسطينيين.

وقال هيرست في مقاله تحت عنوان: "بندر بن سلطان.. أمير الفوضي.. ينقض من جديد"، في موقع "ميدل إيست أي" البريطاني، إن الأمير المتمرس تم جلبه إلى الساحة الإعلامية مجددا، لكي يشجب القادة الفلسطينيين ويصفهم بالطفوليين.
واعتبر أن الهدف من ذلك هو "محاولة لتطويع الرأي العام العربي، وإيجاد أرضية تمضي من خلالها المملكة العربية السعودية في السبيل نفسه الذي سبقتها فيه كل من الإمارات والبحرين".
واستعرض في مقاله علاقة ابن سلطان -الذي وصفه بـ "أمير الفوضى"- بالأمريكيين، وخبرته الطويلة معهم وكيف أنه كان مقربا جدا من واشنطن خلال سنوات طويلة، عمل فيها دبلوماسيا معروفا.
وفي التالي النص الكامل للمقال كما ترجمته "عربي21:
 طوال فترة عمله التزم بندر بمبدأ واحد ألا وهو التفاني في خدمة سيده سواء كان الملك السعودي أو الرئيس الأمريكي، أو كليهما معا، خلت جعبة دونالد ترامب، رئيس تلفزيون الواقع في أمريكا، من الألعاب البهلوانية المثيرة.
بدأ الناس يصطفون في طوابير طويلة بانتظار الاقتراع، ويبدو أن المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدين يحقق تقدما لا يُنازع، فالتجأ ترامب إلى الاستعطاف والمناشدة: "يا نساء الضواحي، هلا أحببتموني، من فضلكن؟".
وقف في مهرجان جرى تنظيمه في جونستاون ليقول: "رجاء، رجاء، لقد أنقذت حيكم الملعون، أوكيه؟ الشيء الآخر، لم يعد لدي الكثير من الوقت حتى أكون لطيفا كما يجب. تعلمون أن بإمكاني ذلك، ولكن علي أن أذهب بسرعة."
لعبة حبالها طويلة
المزاج في الرياض وفي أبو ظبي كَالِحٌ، فلربما لن يلبث بعيدا "سطحهم" – والسطح هنا مصطلح روسي يعني زعيم المافيا – الذي يستر قصورهم المجوفة حتى يطير، تاركا مالكيها في انكشاف، ولن يكون هناك جاريد كوشنر، صهر ترامب وكبير مستشاري البيت الأبيض، ليتلقى مكالماتهم الهاتفية الواردة بعد منتصف الليل، يسألونه فيها إن كان بإمكانهم غزو قطر. 
ولم يعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعبأ كما كان من قبل، فهو يعلم، وقد مر عليه في منصبه أربعة من الرؤساء الأمريكيين، اثنان منهم ديمقراطيان، كيف يكون الشتاء في واشنطن، فنتنياهو رجل كل الفصول، ولن يسأم جلب ملابسه القذرة لينظفها في مغاسل البيت الأبيض. 
أخبر نتنياهو الكنيست، الذي أقر الصفقة مع الإمارات العربية المتحدة يوم الخميس، إنه مازال يعتقد بأن الفلسطينيين سوف "يصحون من سكرتهم"، فهو يمارس لعبة حبالها طويلة، أما ولي عهد السعودية محمد بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، فلا، وما كان بوسعهما أن يفعلا ذلك، يحتاج الرجلان اللذان يخططان للسيطرة على العالم العربي السني إلى رؤية النتائج للتو. 
ما يوشكان على خسارته من مليارات الدولارات التي أغدقوها على ترامب، فيما لو خسر الانتخابات، هي أقل ما لديهما من مشاكل.
 تباطأت العربة التي كانوا يعولون عليها في تنفيذ خططهم، تلك العربة المتمثلة باعتراف العرب بإسرائيل، فلم تنضم دولة عربية كبيرة واحدة إلى الخطة، ولم يصل إليهم بعد ما يسر، لا من السودان ولا من عُمان ولا من الكويت. فحتى الآن لم تعترف بإسرائيل في هذه الجولة سوى دولتان خليجيتان صغيرتان، هما الإمارات العربية المتحدة والبحرين، ويحتاج ما قامت به الدولتان إلى تثبيت.
عقارب الساعة لا تتوقف، ولا بد من استبدال الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) برجلهم هم، محمد دحلان، ولا مفر من التخلص من قادة المقاومة الفلسطينية – أو هكذا يرى محمد بن زايد.
 هاتوا بندر
ولذلك عمدوا الأسبوع الماضي إلى جلب أمير سعودي متمرس لكي يشجب القادة الفلسطينيين ويصفهم بالطفوليين، وذلك في محاولة لتطويع الرأي العام العربي وإيجاد أرضية تمضي من خلالها المملكة العربية السعودية في السبيل نفسه الذي سبقتها فيه كل من الإمارات والبحرين.
 استعرض الأمير بندر بن سلطان في حديثه مع قناة العربية المملوكة للسعودية سبعة وثلاثين عاما من الدبلوماسية السعودية، قضى هو نفسه منها اثنين وعشرين عاما في منصب سفير المملكة لدى واشنطن. 
كانت الفكرة التي طرحها بسيطة، إذ قال: "أعتقد أننا في المملكة العربية السعودية، انطلاقا من نوايانا الحسنة، كنا باستمرار معهم ولهم (يقصد الفلسطينيين)، كلما طلبوا منا المشورة والمساعدة قدمناهما لهم دون أن نرجو منهم شيئا في المقابل، ولكنهم كانوا يأخذون المساعدة ويتجاهلون النصيحة، ثم يفشلون ويعودون لنا ثانية، وكنا ندعمهم تارة أخرى، بغض النظر عن أخطائهم وعن حقيقة أنهم عرفوا أنه كان يتوجب عليهم الأخذ بنصيحتنا لهم".
وقال بندر إنه آن الأوان لأن تنهج المملكة العربية السعودية سبيلا خاصا بها، وأن تعمل على خدمة مصالحها القومية.
 أثار البرنامج ردود فعل قوية في أرجاء العالم العربي، لو وضعنا الفلسطينيين جانبا، فإن مجرد عودة بندر للظهور بهذه الصورة، ذكّر ملايين العراقيين والسوريين والمصريين كم كانت السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية مكلفة بالنسبة لهم على مدى العقدين الماضيين.
 فقد ذكرهم بكل حرب أمريكية أو صفقة قذرة كان بندر ضالعا فيها بشكل شخصي، إن القائمة طويلة، وتمتد على مدى الإثنين والعشرين عاما التي قضاها في عمله في واشنطن، وتتضمن فضيحة إيران والكونترا، وصفقة أسلحة اليمامة، وحرب الخليج الأولى، والغزو الأمريكي للعراق في عام 2003، وأخيرا الحرب في سوريا.
كان بندر غائصا في كل واحدة منها من رأسه إلى أخمص قدميه 
ففي حرب الخليج الأولى، كان مقربا جدا من الأمريكيين، لدرجة أن برينت سكاوكروفت عبر عن ذلك بقوله إن الأمير السعودي كان "بحكم الأمر الواقع عضوا في مجلس الأمن القومي"، وفيما يخص غزو العراق، أطلع جورج دبليو بوش بندر على خطط الغزو قبل بدء الحرب في عام 2003، وفي سوريا كان بندر بوصفه رئيسا للمخابرات السعودية هو الذي أطلق سراح 1200 سجين من الذين كانوا ينتظرون تنفيذ حكم الإعدام، ودربهم وأرسلهم إلى "الجهاد" في سوريا. 
كان بندر هو وجه جميع الصفقات السرية التي أبرمتها المملكة العربية السعودية ضد البلدان العربية الشقيقة، إنه الوجه الذي ظل يطل على المشهد بغض النظر عن مدى شناعة الفضيحة أو عدد من كانوا يتكبدون ثمن ذلك، فبندر لم يكن يشعر بالخجل.
أخبرني صديق لي فلسطيني بأنه دعي ذات مرة لرؤية بندر عندما كان سفيراً، إذ كانت المملكة العربية السعودية مهتمة بالتواصل مع المنظمة التي كان يعمل فيها حينذاك، وهناك على طاولة بندر كانت توجد حقيبة كبيرة مملوءة بالدولارات، وكأنما أراد بوضعها هناك التباهي بها. 
طوال ذلك الوقت كان بندر يتلقى 30 مليون جنيه إسترليني كل ثلاثة شهور على مدى ما لا يقل عن عشر سنين من قبل شركة بريتيش إيروسبيس الهندسية كرشوة لدوره في إبرام صفقة اليمامة، كان مكتب مكافحة الفساد في بريطانيا يريد من الدولة أن تقاضي المسؤولين عن ذلك، إلا أن طوني بلير، الذي كان حينها رئيسا للوزراء، أمر بوقف التحقيق بحجة "أسباب تتعلق بالأمن القومي".
فما كان من أمير الفساد الكبير إلا أن ضحك شامتا وقال: "الطريقة التي أجيب فيها على تهم الفساد هي كالتالي: خلال الثلاثين عاما الماضية نفذنا برنامجا للتنمية، وكان ذلك بتكلفة تعادل ما يقرب من 400 مليار دولار، أوكيه؟ انظروا إلى البلد بأسره، أين كان وأين هو الآن".
وأضاف: "إنني على ثقة تامة من أنك حين تنظر إلى الأمر فسوف تقول: لم يكن بإمكانك أن تقوم بذلك بأقل من، لنقل 350 مليار دولار. وإذا قلت لي: إننا من خلال بناء هذا البلد بأسره وإنفاق 350 مليار من أصل 400 مليار، نكون قد أسأنا استخدام أو مارسنا الفساد بمبلغ 50 مليار، فسأقول لك: نعم، ولن أتردد في أخذ ذلك المبلغ في أي وقت، ولكن الأهم من ذلك من أنت حتى تقول لي هذا؟ فأنا أرى الفضائح هنا أو في إنجلترا أو في أوروبا، ما أحاول أن أقوله لك هو: من ذا الذي يبالي؟"
طوال فترة عمله التزم بندر بمبدأ واحد هو التفاني في خدمة سيده، وليس مهما من يكون هذ السيد، فقد يكون السيد هو عاهل المملكة العربية السعودية أو رئيس الولايات المتحدة، أو كلاهما معا، حدّث ولا حرج عن الرجل، ولكن ماذا عن السياسات والحروب والتدخلات التي ساعد في التخطيط لها؟
طموحات إقليمية
يوجد التطبيع مع إسرائيل جبهة لمواجهة تركيا وإيران، ولكن كما أشار الأكاديمي الفلسطيني خالد الحروب في مقال طويل مدمر لفكرة بندر نشره له موقع القدس العربي، لماذا لم يشرح الأمير بندر للشعب السعودي لماذا باتت إيران تحيط بالمملكة من كل الجهات وتقبع في حديقتها الخلفية؟
يقول خالد الحروب: "السؤال الكبير هنا لماذا لم يشرح الأمير للشعب السعودي كيف أصبحت إيران خطرا على السعودية؟ ومن هو الذي تسبب في تمكينها من العراق وسوريا ولبنان؟ وما الدور الذي أداه هو في واشنطن كأداة في يد جورج بوش الإبن؟ خلال التحضير لتدمير العراق وتسليم البلد هدية جاهزة على طبق من فضة لإيران، وفي أعقاب تلك الحرب اندفعت إيران في الهلال الخصيب، تحتل وتسيطر ثم تحاصر السعودية في شمالها الإقليمي، ما هي مسؤولية القيادات السعودية وهو منها، في تسهيل تلك الحرب وتعبيد الطريق للنفوذ الإيراني؟"
ويضيف الحروب: وهل يستطيع بندر أن يفسر للسعوديين كيف استطاعت إيران أن تبني قوة عسكرية وقوة نووية، وهي تحت العقوبات والمقاطعة والحرب من الغرب، لما يقرب من أربعين سنة؟ لماذا لم تبن السعودية قوتها العسكرية الذاتية، وتعتمد على ذاتها، بما لا يضطرها الآن للجوء والاختباء خلف إسرائيل، أو حتى أمريكا خشية هذا العدو الإقليمي أو ذاك؟ أين ذهبت ثرواتها؟"
التركة السعودية بشأن فلسطين
وإذا كنت تشكو من أن الفلسطينيين يأخذون ولا ينجزون أبدا، فما الذي أنجزه السعوديون بالضبط لفلسطين؟
صدرت عن السعوديين مبادرتان للسلام، لأولى كانت مبادرة الملك فهد في عام 1981، بينما كانت الثانية هي مبادرة الملك عبد الله في عام 2002، التي غدت تعرف باسم المبادرة العربية للسلام، وكانت لكل مبادرة منهما غاياتها المحددة، غير الهدف المعلن الذي يتمثل في تحقيق تسوية عادلة للفلسطينيين. 
جاءت مبادرة الملك فهد استجابة لطلب من الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، واشتملت على أول اعتراف عربي ضمني بإسرائيل، من خلال الموافقة على قرارات مجلس الأمن الدولي وتبنيها كإطار للتسوية، تم فيما بعد تبني الخطة بصيغتها المعدلة من قبل القمة العربية في فاس بالمغرب في التاسع من سبتمبر / أيلول 1982 بعد الغزو الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت وطرد منظمة التحرير، كان الغرض من ذلك هو امتصاص غضب الجماهير العربية. 
وكذلك جاءت المبادرة العربية للسلام في عام 2002 لكي تمتص غضب الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي شارك فيها مواطنون سعوديون ووجهت فيها أصابع الاتهام لحكومة المملكة نفسها، ولدت هذه المبادرة ميتة، فقد رفضها رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون منذ اليوم الأول، ومع ذلك لم يغير ذلك من الأمر شيئا. 
كان المراد من المبادرتين هو استرضاء الرأي العام العربي، مع ترك المجال مفتوحا للضغط على القادة الفلسطينيين لتطويعهم وإخضاعهم، وفي المحصلة لم يتخذ من الإجراءات ما يسند أيّا من المبادرتين.
كان المراد من المبادرتين هو استرضاء الرأي العام العربي، مع ترك المجال مفتوحا للضغط على القادة الفلسطينيين لتطويعهم وإخضاعهم، وفي المحصلة لم يتخذ من الإجراءات ما يسند أيّا من المبادرتين.
ولعل هذا أحد الأسباب التي تفسر لماذا غدت إسرائيل في وضع من التمكين التام والهيمنة الشاملة، ولماذا باتت المملكة في حالة من الانحناء الشديد. 
نثر بذور الفوضى
مما لا شك فيه، أن السياسة الخارجية السعودية لم تكن يوما تستهدف حل مشاكل المنطقة، بل كل همها هو الحفاظ على نظام آل سعود أيّا كانت التكاليف، وما الدور الذي أداه بندر طوال عمله الدبلوماسي، إلا تجسيد لتلك الغاية. 
لن تتورع المملكة عن الغدر بأي حليف والتخلي عن أي قضية في سبيل الحفاظ على موضع وثروة العائلة كلما أمكنها ذلك، وهي تفعل ذلك من خلال نثر بذور الفوضى، فبندر هو الذي عسكر المعارضة السورية، ولكنه تعهد في الوقت نفسه ألا يصل إليها من السلاح ما يكفي لترجيح كفة ائتلاف فصائل الثورة ضد النظام. 
ثم في صيف 2015 انقلب محمد بن سلمان، الذي كان للتو قد عين وزيرا للدفاع، على الثوار وراح يشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الزحف بقواته للحيلولة دون سقوط النظام في دمشق، فيما بعد وردت أنباء تفيد بأن محمد بن زايد دفع مالا للرئيس السوري بشار الأسد لكي ينتهك الهدنة التي تم التوصل إليها مع تركيا في إدلب، الأمر الذي سبب كثيرا من الامتعاض للرئيس الروسي بوتين، هذه المواقف المتقلبة وما تفضي إليه من فوضى إنما الغرض منها هو إبقاء سوريا ذاتها في حالة من الضعف الدائم، والأمر نفسه حصل مع العراق. 
كتم أصوات الناس في الشارع العربي
يكشف المؤشر السنوي للرأي العام العربي، الذي يصدر عن معهد الدوحة في قطر، أن ستة بالمائة فقط من السعوديين يوافقون على الاعتراف بإسرائيل، وحسبما ورد في المؤشر، بلغت نسبة الرفض في الجزائر 99 بالمائة، وفي لبنان 94 بالمائة، وفي الأردن 93 بالمائة (رغم أن الأردن اعترف بإسرائيل في عام 1994)، والشيء نفسه في تونس. 
وحتى معهد واشنطن اليميني توصل إلى نتائج مشابهة، فطبقا للأرقام التي نشرها تسعة بالمائة من السعوديين فقط يوافقون اليوم على أن "من يرغب من الناس في إقامة علاقات تجارية أو رياضية مع الإسرائيليين ينبغي السماح لهم بذلك"، وفيما يخص العلاقات مع الإسرائيليين أنفسهم، وجد المعهد أن ما يقرب من ثمانين بالمائة من الإماراتيين الذين استطلعت آراؤهم يعارضون فكرة أن "من يرغب من الناس في إقامة علاقات تجارية أو رياضية مع الإسرائيليين ينبغي السماح لهم بذلك".
وحتى معهد واشنطن اليميني توصل إلى نتائج مشابهة، فطبقا للأرقام التي نشرها تسعة بالمائة من السعوديين فقط يوافقون اليوم على أن "من يرغب من الناس في إقامة علاقات تجارية أو رياضية مع الإسرائيليين ينبغي السماح لهم بذلك"، وفيما يخص العلاقات مع الإسرائيليين أنفسهم، وجد المعهد أن ما يقرب من ثمانين بالمائة من الإماراتيين الذين استطلعت آراؤهم يعارضون فكرة أن "من يرغب من الناس في إقامة علاقات تجارية أو رياضية مع الإسرائيليين ينبغي السماح لهم بذلك".
يعرف النظام الشمولي في المملكة العربية السعودية سبيلا وحيدا لتغيير الرأي العام : كتم الأصوات 
عندما حذفت منصة “شاهد دوت نت” الإلكترونية التابعة لقناة إم بي سي الممولة من قبل السعودية من قائمة محتوياتها المسلسل الدرامي "التغريبة الفلسطينية"، كان رد الفعل مدويا، مما أجبرها على إعادتها، وهذا المسلسل الدرامي الذي فاز بجوائز معتبرة هو واحد من أشهر الأعمال الدرامية باللغة العربية حول القضية الفلسطينية. 
يجسد بندر، مهنيا وشخصيا، الكارثة التي حلت بالعرب خلال العقدين الماضيين، فهذا المكتئب المدمن على الخمر، لم يتورع عن الإلقاء بأفراد عائلته للذئاب بما في ذلك عمه الأمير أحمد وشقيقته التي هي زوجة محمد بن نايف والعديد من أبناء عمومته، وحصل بندر على المكافأة على ذلك من خلال تعيين إبنه سفيرا للملكة في لندن، وإبنته سفيرة للمملكة في واشنطن. 
لن تتعافى المنطقة مما هي فيه من بلاء حتى تبتلع الأمواج أمثال بندر. 

عن موقع "ميدل إيست أي" البريطاني، مترجم خصيصا لـ «عربي21"


وباء كورونا عرى واقعا مزريا بالمغرب، ويتعين على الدولة بناء اقتصاد تضامني في خدمة الحاجيات الأساسية
اعتبر المحلل والخبير الاقتصادي المغربي نجيب أقصبي، في حوار مع جريدة الصباح، أن فيروس كورونا عرى واقعا مزريا بالمغرب، مشددا على عدم الاستمرار في المراهنة على الانفتاح بدون توقف، مشيرا إلى أنه يتعين أخذ الدروس من الوضعية الحالية والعمل على تغيير منظورنا في التعامل الاقتصادي الدولي ومراجعة الاتفاقيات الدولية، واعتبر أن إحداث صندوق التضامن لمواجهة وباء كورونا عملا إيجابيا يستحق التشجيع، مضيفا في الوقت ذاته أنه كان يفضل لو أن الحكومة فرضت ضريبة على الثروات الكبرى، وعلى أثرياء المغرب المصنفين ضمن لوائح أثرياء العالم وغير المصنفين أيضا.
هل سيفرض كورونا تسريع وضع نموذج تنموي جديد؟
لا أعتقد بشيء إسمه نموذج، لأن هذه الكلمة تحيل على الأشياء الناجحة، في حين أننا نستعمله في المغرب للإحالة على التنمية التي فشلنا فيها، وما يستحق النقاش حاليا هو الاختيارات التي تبناها المغرب وفشل فيها وأوصلتنا إلى نفق مسدود، لأنها بكل بساطة كانت خاطئة بالاعتماد على  القطاع الخاص، الذي ظهر أنه قطاع هش لا يُعَوَّلُ عليه، وأن اقتصاد السوق أَفْرَزَ مُـحْتَكِرِينَ، والإيديولوجية النيوليبرالية ضَحَّتْ بقطاعي التعليم والصحة، وقلناها سابقا إنهم لن يستثمروا في هذين القطاعين الإستراتيجيين، ولن يساعدا أبدا الدولة، ونحن الآن في حاجة إلى تقوية قطاع الصحة العمومية، إذ لدينا 7 أطباء لكل 10 آلاف مواطن و9 ممرضين لكل 10 آلاف مواطن، وهي نسب بعيدة كل البعد عن المعايير الدولية، وعلينا أن نبني اقتصادا وطنيا منتجا تضامنيا، يقوي القدرات الاقتصادية للبلاد، ويكون في خدمة الحاجيات الأساسية لأغلب المغاربة، مع إقرار عدالة جبائية.
ماهي الجوانب التي كشفتها أزمة كورونا؟
عرت أزمة كورونا عن واقع مُزْرٍ، وعلى الذين يغمضون أعينهم أن يروا في المرآة الآن الحقيقة واضحة، وأسجل أن المغرب اندمج بشكل عشوائي في العولمة ونبهنا لذلك سابقا وطلبنا بمراجعة اتفاقية التبادل الحر الموقعة مع 56 دولة، إذ سجلنا عجزا تجاريا متواصلا مع هذه الدول منذ سنين، وحتى البلدان الأوربية تأثرت كثيرا مثل فرنسا وإسبانيا وإيطاليا، لأنها اضطرت إلى شراء الدواء بنسبة 80 في المائة من الصين والهند.
ولا بد من الأخذ بعين الاعتبار الدروس بعدم الاستمرار في المراهنة على الانفتاح بدون توقف، ووجب تغيير منظورنا في التعامل الاقتصادي الدولي، ومراجعة الاتفاقيات الدولية.
وسجلنا أن الصناعات التصديرية، والاستثمارات الأجنبية المباشرة هشة إذ توقفت صناعة السيارات 'رونو' و'بوجو' عن الإنتاج وسرحت 11 ألف عامل دفعة واحدة دون حتى إخبار الحكومة، لأن القرار كان بيد المجلس الإداري لشركات السيارات.
رئيس الحكومة ووزير المالية قالا إن خط السيولة الذي استخدمه المغرب بسحب 3 ملايير دولار ليس دينا، ماهو ردك؟
يجب ألا نتلاعب بالكلمات ونمارس التضليل كما فعل وزير الاقتصاد والمالية ورئيس الحكومة، هذا دَيْنٌ وانتهى الأمر، لأن صندوق النقد الدولي لا يقدم الهدايا، إن لم يكن مبلغ 3 ملاير دولار دَيْناً فعليهما أن يخرجا ويقولا لنا بأننا حصلنا على هدية من صندوق النقد الدولي، وإن هذه سابقة في التاريخ، فعليهما أن يكشفا حقيقة عن الشروط ونسبة الفوائد.
ومنذ 2012 والمغرب يؤدي التأمين على الخط الائتماني ب 750 مليون دولار، وعلى الحكومة أن توضح هذا الأمر، وطبعا هذا ليس دَيْناً مجانيا لأنه أصلا مؤدى عنه التأمين، ويجب أن نعرف أننا لا نملك قرارنا السيادي المالي.
كيف تقيمون إحداث صندوق لمواجهة كورونا؟
أعتبر إحداث صندوق التضامن لمواجهة وباء كورونا عملا ايجابيا يستحق التشجيع وهذا واقع، لكن ما لا أتفق عليه أن يدرج ذلك في إطار الإحسان كأنك تمنح صدقة لمن فقد شغله، أو يعاني الفقر، إذ وجب تقديم الدعم وفق منظور دولة الحق والقانون، ومنطق الاقتصاد التضامني لمواجهة الأزمة الحالية.
 وأفضل لو كانت الحكومة فرضت ضريبة على الثروات الكبرى، وعلى أثرياء المغرب المصنفين ضمن لوائح أثرياء العالم وغير المصنفين أيضا، وهو ما اقترحناه في مناسبات سابقة وفق قانون يوضع معايير شفافة للمساهمات، ويعرف أن فلانا أو علانا أو مقاولة معينة منحت مليارين من الدراهم أو أربعة ملايير بعيدا عن ترويج أنها صدقة ويحصل من خلالها المعنيون بالأمر على امتيازات بعد تجاوز الأزمة.
هل 40 مليار درهم المنتظرة كافية لتغطية تأثير كورونا على الاقتصاد الوطني؟
إننا لحد الساعة أمام سلسلة إعلانات، كل واحد يؤكد أنه ساهم بمليارين أو ثلاثة ملايير، وحسب إحصاء مكتب وطني، فإن قيمة ما تم جمعه هو 34 مليار درهم، ولا يدخل ضمن هذا الحساب المساهمة الشخصية برسائل قصيرة 1919، والسؤال الذي يفرض نفسه لحد الساعة، كيف سيتم استخلاص ذلك واقعيا، لأننا الآن أمام مجرد إعلانات شخصية، فهل الذي أعلن تبرعه ب 3 ملايير درهم سيحولها فعليا إلى الخزينة العامة؟ وأتحدث عن ذلك بحكم التجارب السابقــة، إذ وقعــت كـوارث وأكدت الوقائع أنه لم يحصل التضامن المالي الفعلي، الذي ظل إسميا.
عن جريدة الصباح المغربية عدد   6196

اللي عندو شي خربة يبقى فيها
الصورة:
لأول مرة في التاريخ المعاصر يفرض فيروس كورونا النزق-الذي انتشر كرقعة الزيت فوق سطح الماء-على الدول أن تغلق مجالاتها البحرية والبرية والجوية، وأن تضطر وهي صاغرة بفرض حالة الطوارئ على نطاق واسع وصارم على مواطنيها، هذا الفيروس الضعيف المتناهي الصغر الذي ركع أعتى الدول وجعلها تضرب أخماس في أسداس وتتخبط خبط عشواء وهي خائفة مذعورة، ونست الدول الأوروبية وحدتها وانغلقت كل دولة على حدة على نفسها محاولة حفظ سلامتها وحدها، بل وصلت الحال ببعض الدول الأوروبية التي تدعي التحضر يا حسرة إلى الرجوع إلى العادات السمجة للقرون الوسطى لما قامت بقرصنات جوية وبحرية لمعدات ومستلزمات طبية لمقاومة فيروس كورونا.
ولو قامت هذه الدول التي تحارب اليوم عدوا غير مرئي بفرض الحجر الصحي وإغلاق الحدود مع البدايات الأولى لظهور هذا الوباء لما وصلت إلا ما هي عليه اليوم، لأنها تعاملت مع هذا الوباء برعونة وعدم اكتراث وأعطت الأسبقية والأفضلية للفلوس والبيزنس على أرواح مواطنيها، وبذلك ظلت مجالاتها الجوية والبحرية والبرية مفتوحة على مصاريعها ومخترقة بهذا الفيروس، الشيء الذي يفسر سرعة انتقاله من الصين شرقا ليطلي بقية العالم في ظرف زمني وجيز، لدرجة أن الوباء أحدث رعبا على المستوى العالمي خصوصا لدى الدول التي بدأ أو يكاد يخرج فيها عن السيطرة، وقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك بأن الدول المعتمدة بشكل كبير على مداخيل السياحة أو يزورها عدد كبير من الأجانب كانت أكبر الضحايا لفيروس كورونا السواح الذي فعل فيها غزوات، في حين أن الدول التي يسميها الغرب بالتوتاليراتية (الشمولية) المنغلقة على نفسها، أو الدول التي تعرف حروبا، أو الدول التي يسودها  فقر وعدم استقرار، كانت أقل تضررا بكثير من هذا الوباء الخطير الذي دوخ العالم. 
من المعلوم أن أي فيروس كيفما كان يلجأ إلى تدمير وتخريب جهاز المناعة وترك أبواب الجسم مُنتهكة بدون حراسة ولا دفاعات تصد عنه الأذى الذي قد يؤدي به إلى الهلاك والموت، وحتى لو تم اكتشاف لقاح بعد ستة أشهر أو سنة كما يعتقد الأخصائيون في الأوبئة والفيروسات، فمن ذا الذي سيضمن فاعلية هذا اللقاح وفوق ذلك كله عدم تسببه في أعراض جانبية وتداعيات قاتلة كما حدث في الماضي، وهو ما سيتم تبيانه لاحقا.
لذا فإن الدواء الوحيد المتاح حاليا هو أن يَسَعَ كل إنسان بيته ولا يغادره إلى عند الضرورة القصوى، يعني عليه أن يتخلى عن المجاملات والنفاق والتظاهر بالسعادة المفتقدة التي يجري في البحث عنها على طول الكرة الأرضية وعرضها دون جدوى، وأن يحافظ على نظافته بشكل عام طوال الوقت، وأن يعزز جهاز مناعته بالابتعاد عن كل الأطعمة التي تدخل في قائمة 'الفاست فود'، وأن يتناول أطعمة طبيعية متنوعة خالية تماما من المبيدات الحشرية والمبيدات النباتية، ومن المواد الصناعية والكيماويات كالملونات والمواد الحافظة والمستحلبات والمكثفات والمثبتات والمجمدات والمنكهات والمحليات وغيرها.
خلال اجتياح وباء الأنفلونزا الإسبانية القاتلة خلال الحرب العالمية الأولى سنة 1918 الذي أصاب 500 مليون شخص وحصد أرواح ما بين 20 و 50 مليون شخص، كان هذا الفيروس الذي ظهر أصلا في الطيور، قد تم الإعلان عن اكتشافه لأول مرة في معسكر للجيش في 'فورت ريلي' بولاية كنساس الأمريكية، حيث كان الجنود قبل مغادرتهم نحو أوروبا يخضعون لتطعيمات بالجملة ضد الجدري، الخناق، الكزاز، داء الكلب والحمى التيفية، ومن المرجح أن يكون هذا الفيروس قد ائتلف وتفاعل مع اللقاحات التي كانت مستعملة آنذاك مما أدى إلى حصد هذا العدد الهائل من الأنفس خلال الحرب العالمية الأولى.
عندما ظهر للأطباء والباحثين سنة 1976 بأن هنالك تهديد بتفشي وباء أنفلونزا الخنازير في معسكر للجيش بولاية نيوجرسي حيث توفي شخص واحد، وكان السبب في ذلك حصول تغير إحيائي فجائي لفيروس أنفلونزا الخنازير، مما حدا بالبيت الأبيض آنذاك إلى إعداد برنامج عام للتطعيم بقيمة 134 مليون دولار لتحصين مجموع سكان الولايات المتحدة ضد الفيروس بجموع 220 مليون جرعة، لكن سرعان ما اتضحت جليا الآثار المدمرة لهذا التطعيم إثر ظهور مرض يسمى بمتناذرة 'غيوم باري' الذي يُحدث شللا تاما بالجسم يُفضي به أحيانا إلى الموت، فاحتج الأمريكيون بقوة وتوقف البرنامج قبل توزيع ربع التطعيمات المتاحة، وكانت النتيجة أكثر من 500 ضحية و 25 وفاة، وبعد ذلك اختفى هذا الفيروس تلقائيا من دون تدخل أي كان ومن دون أن يقتل أحدا باستثناء الشخص الذي مات بمعسكر الجيش في نيو جرسي.
أما فيما يتعلق بمرض الإيدز فمن المعلوم أن هذا الوباء لم يكن له وجود قبل تطعيم السكان الأفارقة وسكان هايتي والمجموعات المثلية في ولايتي نيويورك وسان فرانسيسكو، الشيء الذي يدعو إلى التساؤل وعدم استبعاد الإدعاءات القائلة بسعي الدول الغربية منذ ستينيات القرن الماضي إلى تقليص الكثافة السكانية في العالم إلى نحو 300 إلى 500 مليون نسمة لضمان استدامة موارد كوكب الأرض، وتفادي الاستنزاف الذي تتعرض إليه اليوم بطريقة مأساوية تدفع بالعالم نحو الهاوية.
وبعد ظهور أمراض لم يكن لها وجود في الماضي مثل الإيدز و حمى الخنازير وفيروس سارس وفيروس إيبولا القاتل، ازدادت نسبة السرطانات في العالم بنسبة 300 % في غضون بضعة عقود وأصبحت الإصابات بالسرطان على مستوى العالم تزداد بسرعة مخيفة ومرعبة ولا تفرق لا بين صغير أو كبير في السن أو ذكر أو أنثى، وقد كشفت عدة تقارير عالمية على أن مرض السرطان ازداد بمقدار 12.9 مليون إصابة جديدة في العالم سنة 2009، وتشير التوقعات المستقبلية بارتفاع هذا العدد إلى 16.8 مليون إنسان في أفق 2020، وإلى 27 مليون شخص بحلول عام 2030!، مع العلم أن 50 % من جميع حالات الإصابات الجديدة بالسرطان ستكون في البلدان النامية وذات الدخل المحدود.
المدون
هوامش:
الخَرْبَة: هي الدار أو المنزل وهذا الإسم في العامية المغربية يدل على التحقير، وهي مشتقة من فعل خَرَّبَ يـُخَرِّبُ تـَخْرِيباً، ومصير كل الدور والمنازل والفيلات وحتى القصور هو الخراب في آخر المطاف، والدوام لله الواحد القهار.

صفقة ترامب الصهيونية تجرد الفلسطينيين من جميع حقوقهم
نشر المركز الإستراتيجي للثقافات الروسي تقريرا، تحدث فيه عن تقديم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "صفقة القرن" إلى رئيس الوزراء الصهيوني، وقال المركز الإستراتيجي، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب ونتنياهو يواجهان إنتخابات حاسمة، إلى جانب دعاوى قضائية ضدهما بسبب إساءة استخدام السلطة وشبهات الفساد، وهما يختبئان وراء "صفقة القرن" غير المتوازنة والمثيرة للقلق التي قد تنفجر مثل فقاعة الصابون، والأسوأ من ذلك أنها قد تؤدي إلى انفجار المنطقة بأكملها.
وأفاد المركز الإستراتيجي للثقافات بأن "صفقة القرن"، التي تعلن عن قيام دولتين لشعبين، تحرم الفلسطينيين من أي فرصة لإنشاء دولتهم، ومقارنة بحدود سنة 1967 المنصوص عليها في قرارات الأمم المتحدة، فإن فلسطين في الضفة الغربية حسب صفقة ترامب:
 -تتقلص بنسبة لا تقل عن 30 بالمائة،
-تعزلها المستوطنات اليهودية خارج الحدود الإقليمية،
-منفصلة عن حدود الأردن وساحل البحر الميت،
 -لن يكون لـ “فلسطين المستقلة" أي موانئ أو مطارات أو جيش أو قوات أمن أو سيطرة على المجال الجوي والحدود،
 -لن يكون لها القدرة على الدخول في أي تحالفات مع دول أخرى غير (إسرائيل)،
-لن يُمنح اللاجئون الفلسطينيون حق العودة،
-ستكون عاصمة فلسطين في ضاحية القدس النائية "أبو ديس"، في حين أن القدس، بما في ذلك الجزء الشرقي منها، ستكون عاصمة ل(إسرائيل).
وأورد المركز أن جميع القادة الفلسطينيين، على الرغم من تهديدات الولايات المتحدة، رفضوا صفقة ترامب هذه، كما أن التوسع المقترح على قرابة نصف مساحة قطاع غزة، حيث تحكم حماس، لم يؤد إلى تخفيف حدة التوتر، نظرا لأنها تصر على حدود عام 1947 وليس حدود 1967، كما بدأت الانتفاضة للتعبير عن عدم الاعتراف بهذه "الصفقة" من عاصمة فلسطين المزعومة ضاحية "أبو ديس" في القدس.
ومن الواضح أن مبادرة ترامب ساهمت في توطيد العلاقات بين الفلسطينيين، حيث تتفق حماس وفتح على رفض الخطة الأمريكية، وأضاف المركز الإستراتيجي أن ترامب كان يأمل في دعم الأنظمة العربية الأكثر نفوذا لكسب الصفقة، وحسب الصحافة الصهيونية، "رحبت الأنظمة العربية بجهود السلام التي بذلها ترامب"، ولكن مطالب العالم العربي واضحة، وهي ضرورة التوافق مع قرارات القانون الدولي والأمم المتحدة، وفي هذا الصدد، أكد الملك السعودي للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "موقف المملكة من القضية الفلسطينية لن يتغير فيما يتعلق بالحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني".
وأشار المركز الإستراتيجي إلى أن موقف القاهرة من هذه المبادرة كان الأكثر غموضا، نظرا لأنها لم تدعم الصفقة بصفة رسمية، إلا أنها حثت على "دراستها بعناية"، وبناء على ذلك، يبدو أن الجانب المصري مهتم بمبادرة مضاعفة مساحة قطاع غزة، مما قد يقلل من تدفقات المهاجرين نحو مصر، فضلا عن فتح بعض الفرص للاقتصاد المصري، ومع ذلك، قد يصبح موقف جامعة الدول العربية حاسما بالنسبة للقاهرة، وستُناقش خطة السلام الأمريكية في الاجتماع الطارئ القادم لجامعة الدول العربية.
من جهتها، تدعو ألمانيا وبعض الدول الأوروبية إلى "إلقاء نظرة فاحصة على الصفقة"، أما بوريس جونسون، فقد أعلن عن دعمه المباشر لهذه المبادرة، وفي هذا الصدد، قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إن الاتحاد الأوروبي "سيقيّم المقترحات الأمريكية على أساس الالتزام الثابت بإيجاد حل للدولتين عن طريق التفاوض، الذي يأخذ بعين الاعتبار التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، مع مراعاة جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والمتفق عليها دوليا".
وذكر المركز أنه في حالة قمع الاحتجاجات الفلسطينية بالقوة وفرض حصار اقتصادي كامل على فلسطين، وهو ما تهدد به واشنطن، فإن لدى الفلسطينيين ملاذا أخيرا، وقد أعلن عن ذلك صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، مؤكدا أن الفلسطينيين سيطالبون بحقوق مدنية كاملة في جميع الأراضي التي تحتلها إسرائيل، علما بأن هذه المتطلبات تتفق مع القانون الدولي، وعدم الامتثال إليها يعني إدخال إسرائيل في نظام "الفصل العنصري والتمييز العنصري"، وفي الوقت الراهن، يوجد في (إسرائيل) 6.7 مليون يهودي وحوالي 7 ملايين عربي، وفي المناطق التي تحتلها (إسرائيل) 2.1 مليون يتمتعون بحقوق مدنية، وعلى هذا الأساس، ليس من الصعب تخيل الوضع الذي ستؤول إليه أول انتخابات حرة في مثل هذا المجتمع.
المدون بتصرف عن  موقع  عربي 21

خطير جدا: أخطاء فادحة في ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة العبرية من طرف مجمع الملك فهد بالسعودية 


المسلمون في القرن الواحد والعشرين: أشداء بينهم أذلاء عند اليهود والنصارى
بعثة ممن يُطلقون على أنفسهم علماء المسلمين سنة وشيعة يخلدون  الذكرى 75 لتحرير معسكر أوشفيتز النازي ببولندا بالصلاة على ضحايا هولوكوست اليهود في هذا المعسكر.. وكان الأولى بهؤلاء الأقوام لو كانوا منصفين أن يصلوا قبل أي شيء آخر على أرواح شهداء المسلمين من المذابح التي تقشعر لها الأبدان إبان الحروب الصليبية االتي استمرت طيلة 200 سنة، وإبان محاكم التفتيش البربرية والهمجية التي سُفكت فيها دماء المسلمين بالأندلس بطرق وحشية وهمجية، حيث عُذبوا بتقطيع أطرافهم ودق المسامير في أجسادهم وحرقهم وهم أحياء، والملايين من شهداء الاستعمار العنصري الإمبريالي التوسعي الفرنساوي والإنجليزي  والسبليوني والطالياني في بلاد المغرب العربي الكبير والشرق الأوسط، وشهداء البربرية الصهيونية بفلسطين السليبة، والملايين من شهداء البربرية الأمريكية في أفغانستان والعراق واليمن وسوريا وليبيا والصومال والسودان.
المدون

فلسطين ليست سلعة للبيع
وصف وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، خطة السلام في الشرق الأوسط (صفقة القرن) الْمُعلنة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، بأنها "كابوس للمنطقة والعالم"، وكتب ظريف في حسابه عبر تويتر، قائلا إن ما يسمى بـ"الرؤية من أجل السلام" يعتبر "مشروع وهمي لمستثمر عقاري مُفلس، لكنه كابوس للمنطقة والعالم"، وأضاف ظريف: "نأمل بأن يكون هذا جرس إنذار لجميع المسلمين الذين يسيرون في الطريق الخاطئ"، داعيًا إلى الاتحاد من أجل فلسطين، وإلى جانب تعليقه، نشر ظريف صورة لخريطة دولة فلسطين المستقبلية التي نشرها ترامب في حسابه عبر تويتر، وشطب ظريف على عبارة "رؤية للسلام"، وكتب بجانبها "السير نومًا في الكارثة".
فلسطين ليست سلعة للبيع
وفي نفس السياق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي، إن "صفقة القرن" بمثابة "خيانة القرن" بحق الشعب الفلسطيني، مُعتبرًا أن مصير "صفقة العار الأمريكية إلى فشل"، حسب ما أوردته وكالة أنباء إرنا الرسمية، ورأى موسوي أن "السبيل الوحيد لحل الأزمة الفلسطينية رهين بإجراء استفتاء عام بين السكان الأصليين للأراضي الفلسطينية وأضاف موسوي: "ما يدعو للأسف أن بعض الدول الإسلامية وضعت العدو في موضع الصديق وتناست عمدًا أو غفلة أكثر من 70 عامًا من جرائم الكيان الصهيوني المناهضة للبشرية".
وبموجب خطة ترامب المطروحة، فإن القدس "ستبقى عاصمة (إسرائيل) غير المُقسمة"، لكن الدولة الفلسطينية المستقبلية سيكون لها أيضًا "عاصمة في القدس الشرقية"، وتنص الخطة، التي جاءت في 181 صفحة، على إقامة عاصمة فلسطينية في الأحياء العربية بالقدس على الجانب الشرقي من الجدار الفاصل، وهي منفصلة فعليًا عن باقي المدينة.
وبالإضافة إلى اقتراح إطار عمل جديد للمفاوضات بين الصهاينة والفلسطينيين، تمنح خطة ترامب (إسرائيل) الضوء الأخضر لضم المستوطنات الصهيونية بغض النظر عن الدعم الفلسطيني للخطة، لكنها تفرض على (إسرائيل) تجميد أي توسع إضافي للمستوطنات لمدة أربع سنوات.
وفي مؤتمر صحفي، يوم الثلاثاء، أعلن ترامب تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط، وذلك بحضوره رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، وأشار ترامب إلى تقديم 50 مليار دولار كاستثمارات للفلسطينيين، مقابل الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة تحت السيادة الإسرائيلية، وبعد الإعلان، قال الرئيس الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن "القدس ليست للبيع وصفقتكم المؤامرة لن تمشي"، مُضيفا: "صفقة العصر قصيدة أولها كفر، وما قالوه يخدم مصالح (إسرائيل) ونحن رفضناها منذ البداية"، ودعى عباس إلى "رص الصفوف لإنهاء الاحتلال... سنحارب بكل ما لدينا من طاقات والتحرك الشعبي هو أول هذه الأسلحة".
المدون بتصرف عن موقع CNN بالعربية

جاكرتا العاصمة الأندونيسية التي تغرق بمعدل 25 سم في السنة
تعتبر العاصمة الأندونيسية جاكرتا واحدة من أكثر المدن اكتظاظا بالسكان في العالم، إذ يقطنها أزيد من 30 مليون نسمة بما في ذلك ضواحي المدينة (سكان أندونيسا 264 مليون نسمة)، وهي أيضا واحدة من أكثر المدن المتأثرة بالتغيرات المناخية، ومعرضة باستمرار للزلازل والفيضانات، وتغرق بسرعة كبيرة بسبب الاستخراج غير المنضبط للمياه الجوفية، وقد ساهم في تفاقم هذه الأزمة الهيدروجيولوجية كون المدينة تم إنشاؤها فوق أراضي المستنقعات بالقرب من التقاء العشرات من الأنهار، إضافة إلى غياب نظام آمن وفعال للوصول إلى مياه الشرب بالمدينة، مما أجبر السكان على ضخ مياه المجاري بشكل عشوائي وغير منضبط، أدى إلى الحيلولة دون تجديد هذه المياه بشكل طبيعي، مما تسبب في انضغاط التربة لملإ التجويفات التحت أرضية وغرق العديد من الأحياء بمعدل 25 سم في السنة، وهو ضعف المتوسط ​​العالمي للمدن الساحلية الكبيرة، وفي غضون 30 عامًا  غرقت المدينة ب 4 أمتار، وتقع في الوقت الراهن  40٪ من مساحة المدينة تحت مستوى سطح البحر، مما أجبر الحكومة على بناء حاجز بحري ضخم في خليج جاكرتا كحل مؤقت في انتظار ترحيل العاصمة إلى جزيرة بورنيو الواقعة على بعد 2000 كلم من جاكرتا.
إن العبء الذي تتحمله جاكرتا حاليًا ثقيل للغاية كمركز سياسي واقتصادي ومالي وتجاري وخدماتي، وفي ظل الاحتمال الكبير بخسارة جاكرتا في أفق سنة 2050، أعلنت شركة سوفت بنكس اليابانية أنها سوف تستثمر بالشراكة مع الحكومة الإندونيسية ما يصل إلى 40 مليار دولار في تطوير عاصمة إندونيسية جديدة، سوف تكون مدينة ذكية 'هاي تيك'، بأحدث التقنيات، مدينة نظيفة تتميز بالكثير من الذكاء الاصطناعي.
غير أن أكبر المتضررين من ترحيل العاصمة هم سكان جاكرتا الأكثر فقراً، الذين يقطنون المناطق الشمالية من المدينة، فحتى لو تم إنشاء عاصمة جديدة بجزيرة بورنيو، فإن سكان جاكرتا من الفقراء والمعوزين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف مغادرة المدينة سيظلون عالقين هناك، يغرقون وهم أحياء يوما بعد آخر في مياه البحر، ما لم تول الحكومة الأندونيسية هذه المعضلة كل ما تستحق من أهمية من خلال إدماجها في هذا المشروع الضخم.
المدون

منظمة الشفافية الدولية: تَرَاجُعُ المغرب في مؤشر مدركات الفساد لسنة 2019
حسب التقرير، الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية يوم 23 يناير 2020، وتم تقديمه في ندوة صحفية من طرف منظمة "ترانسبارانسي" المغرب، انتقل المغرب من الدرجة 43 إلى 41 برسم سنة 2019، ليفقد بذلك نقطتين، كما فقد 7 رتب، إذ انتقل من الرتبة 73 إلى الرتبة 80 من أصل 180 دولة إلى جانب الهند وغانا والصين.
وحل المغرب وراء تونس التي حصلت على 43 نقطة، وتقدم على الجزائر التي حصلت على 35 نقطة إلى جانب مصر، فيما احتلت الإمارات وقطر والسعودية المراتب الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث حصلت الإمارات على 71 نقطة متبوعة بقطر بـ 62 نقطة والسعودية بـ 53 نقطة والأردن بـ 48 نقطة، وعلى الصعيد الدولي، احتلت الدانمارك الرتبة الأولى بـ 87 نقطة إلى جانب نيوزيلندا، في حين تذيلت الصومال وجنوب السودان وسوريا الترتيب.
ويسجل التقرير أن المغرب لم يعرف تغيرا عمليا على مدى 8 سنوات، حيث ظل متوسط معدله مستقرا في 38,75، ويشير التقرير أن 74 في المائة من المواطنين المغاربة يعتبرون أن الحكومة تقوم بعمل سيء في مكافحة الفساد.
واعتبر عز الدين أقصبي، عضو الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة، أن المغرب يعيش فسادا عاما ومُـمَأْسَساً، معتبرا أن الحكومة لم تبذل مجهودا حقيقيا لمحاربة الفساد، وعزا الاقتصادي المغربي، في تصريح لـ"تيلكيل عربي"، تراجع المغرب في مؤشر مدركات الفساد إلى عدم القيام بأي مجهود يُذكر خلال السنة الفارطة، مشيرا في هذا الصدد إلى:
-عدم وجود قانون لتجريم الإثراء غير المشروع وتضارب المصالح،
-غياب إرادة حقيقية لمحاربة الفساد،
-عدم تفعيل الهيأة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها.
وترى "ترانسبارانسي" أن المغرب مُطالب بالتفكير بجدية في مكافحة الفساد المزمن والنسقي، والقضاء على أسس اقتصاد الريع، وتعزيز المؤسسات المسؤولة عن الحفاظ عن توازن السلط، ودعم منظمات المجتمع المدني التي تساهم في تتبع النفقات والصفقات العمومية، ودعم وسائل الإعلام الحرة المستقلة وضمان سلامة الصحافيين.
كما أن المغرب مُطالب، بحسب "ترانسبارانسي"، بتعزيز الشفافية والمسائلة، من خلال إصلاح وتفعيل اعتماد قانون متعلق بتضارب المصالح، مشيرة إلى أن هناك خروقات تتم ملاحظتها يوميا، لا سيما في الصفقات العمومية، ومراجعة القانون المتعلق بحماية الشهود، وإصلاح قانون التصريح بالممتلكات.
المدون بتصرف عن الموقع الإلكتروني Telquel عربي

منظمة أوكسفام تطالب الحكومة المغربية بجعل محاربة الفوارق الاجتماعية ذات أولوية للسياسات بالمغرب
في تقريره الصادر في 16 يوليوز 2019، دق صندوق النقد الدولي ناقوس الخطر بشأن أزمة الفوارق الاجتماعية في المغرب، وحسب هذا التقرير "انخفضت معدلات الفقر بشكل كبير خلال العقد الماضي، ولكن هناك حاجة إلى بذل مزيد من الجهود للحد من الفوارق الاجتماعية، حيث لا تزال هناك فوارق جوهرية واجتماعية كبيرة، خصوصا على مستوى الوصول للخدمات الإجتماعية".
وللحد من الفوارق الاجتماعية سيكون من الضروري نهج سياسات تركز على الطبقة المتوسطة والفقيرة خاصة سياسة فرض الضرائب العادلة، وفعالية الإنفاق العام، وكذلك تحسين استهداف البرامج الاجتماعية، كما دعى  صندوق النقد الدولي إلى مواصلة الإصلاحات لزيادة النمو والاندماج، بما في ذلك تحسين حكامة القطاع العام، وتشجيع تنمية القطاع الخاص، والحد من الفوارق، بالإضافة إلى ذلك، تطرق تقرير صندوق النقد الدولي إلى عدد من التوصيات المتعلقة بالمسائل الضريبية، بما في ذلك توسيع القاعدة الضريبية من خلال تخفيض الإعفاءات الضريبية ومكافحة الاحتيال الضريبي.[1]
وبمناسبة المناظرة الوطنية الثالثة للجبايات، أطلقت منظمة أوكسفام في المغرب حملة للحد من الفوارق الاجتماعية، مذكّرة بأن المملكة المغربية هي واحدة من أكثر البلدان التي تتسع فيها نسبة هذه الفوارق في المنطقة، وفي تقريرها، "ضريبة عادلة من أجل مغرب المساواة" [2]، وضعت المنظمة غير الحكومية لمحة عامة عن أوجه الفوارق الاجتماعية وقدمت توصيات لجعل الضرائب أداة للحد منها.
وبالرغم من التقدم الهام الذي تم إحرازه في المغرب في الحد من الفقر المدقع، حيث انخفض معدل الفقر من 15.3 ٪ في عام 2001 إلى 8.9 ٪ في عام 2007 ثم إلى 4.8 ٪ في عام 2014، غير أن استمرار وجود هذه الفوارق يشكل تخوفا من العودة إلى الوراء.
على المستوى الوطني، يعيش مغربي من أصل ثمانية في وضع اجتماعي هش واحتمالية تحول الوضغ الى فقر حاد محتمل في أي وقت، بينما يوجد مغربي واحد من أصل خمسة تقريبا في المناطق القروية.
يقول عبد الجليل العروسي، مسؤول المناصرة والحملات في أوكسفام بالمغرب: "موقف صندوق النقد الدولي يؤكد أن هناك إجماعًا واسعًا اليوم على الحاجة إلى محاربة الفوارق الاجتماعية في المغرب لأنها تضع جزءًا كبيرًا من المواطنين/ات في وضعية هشة، ويضر بالنمو الاقتصادي طويل المدى. لطالما كانت محاربة الفوارق الاجتماعية معركة للمجتمع المدني منذ سنوات، واليوم يجب أن تشكل أولوية للحكومة والمؤسسات المعنية، حاليا هناك مشروع قانون إطار حول الجبايات قيد التحضير من أجل طرح المبادئ الرئيسة للإصلاح الضريبي المقبل وبرمجة أهم التزامات المغرب في هذا المجال على خمس سنوات ابتداء من سنة 2020، ويجب أن يكون مشروع قانون الإطار هذا مخلصًا للتطلعات المرجوة بالإجماع خلال المناظرة الوطنية الثالثة للجبايات مثل البناء الجماعي لنظام ضريبي أكثر عدالة ونجاعة وإدماجا. إن عيوب نظامنا الضريبي الحالي تنعكس سلبا على جميع المواطنات والمواطنين؛ ويجب أن نتصدى لها مباشرة إذا أردنا أن نحارب بشكل فعال اللامساواة في بلدنا".
"في مقابل تطلعات المواطنات و المواطنين، يمكن أن يكون للقادة السياسيين تأثيرا إيجابيا من خلال مواجهة التهرب الضريبي على وجه الخصوص، من خلال ضمان عملية دفع الشركات متعددة الجنسيات والأثرياء لنصيبهم العادل من الضرائب و استثمار هذه الأموال في نظام تعليمي وصحي متاح للجميع، ومن تم يمكن للحكومة خلق آفاق مستقبلية واعدة لجميع المواطنين المغربيين''.
وتعيد منظمة أوكسفام المغرب تأكيد موقفها من كون محاربة الفوارق الاجتماعية والفقر يجب أن يكون في صميم جميع الإجراءات والسياسات العمومية في المغرب وأن تعمل الحكومة إلى اعتماد خطة عمل عاجلة من خلال 6 مطالب ذات أولوية [3].
هوامش:
[1] نشر صندوق النقد الدولي تقريره عقب المقابلات التي دارت حول مشاورات المادة الرابعة لعام 2019 والمراجعة الأولى لاتفاقية خط السيولة الاحترازية.
[2] التقرير "مغرب متساو، ضريبة عادلة"، والوثيقة المنهجية ذات الصلة وجميع التوصيات متاحة على الإنترنت، وفقًا لتقرير أوكسفام:
ـ الأجير المغربي الذي يتقاضى الحد الأدنى من الأجر يلزمه 154 سنة حتى يصل إلى ما يتقاضاه ملياردير مغربي في 12 شهرا،
ـ 82٪ من عائدات ضريبة الشركات تستخلص من فقط من الشركات
ـ تبلغ قيمة الخسائر الضريبية التي يتعرض لها المغرب كل عام بسبب الممارسات الضريبية للشركات متعددة الجنسيات 2.45 مليار دولار،
ـ يبلغ معدل البطالة لدى شباب المدن 42.8٪،
ـ يبلغ متوسط مدة التمدرس في المغرب 4.4 سنوات،
ـ في المغرب لا يوجد إلا 6.2 طبيب لكل 10 ألاف نسمة، مقابل 12 في الجزائر وتونس و37.1 في إسبانيا.
[3] مطالب أوكسفام الستة ذات الأولوية في المغرب:
3.1ـ ضمان توزيع أكثر عدلا وإنصافا للثروة ووضع حد لاقتصاد الريع والامتيازات،
3.2ـ استخدام نظام ضريبي عادل وتصاعدي لفرض المزيد من الضرائب على الفئة الميسورة، واعتماد سياسة إعادة توزيع عادلة ومنصفة، من خلال تحسين تصاعدية الضريبة، وفرض ضريبة على الأملاك، وإلغاء الإعفاءات والحوافز الضريبية التي تكرس الاحتيال والتهرب الضريبي،
3.3ـ محاربة التهرب الضريبي لتمويل الخدمات العمومية مثل التعليم والصحة،
3.4ـ ضمان الحصول على عمل لائق، وتشجيع الحوار الاجتماعي من خلال تعزيز دور النقابات، وإضفاء الطابع الرسمي على النشاط الاقتصادي من خلال تسليط الضوء على فوائد هذه العملية (الضمان الاجتماعي، وما إلى ذلك)،
3.5ـ الأخذ بعين الاعتبار الفوارق المتعلقة بالنوع الاجتماعي والاحتياجات الخاصة في جميع السياسات العمومية، بدءا من تكافؤ الفرص على مستوى الولوج للصحة والتعليم والعمل اللائق،
3.6ـ محاربة الفوارق الجهوية، وتحسين الحكامة من خلال المساءلة والشفافية والوصول إلى المعلومة ومشاركة المجتمع المدني.

المدون بتصرف عن موقع أوكسفام OXFAM

صورة سنة 2019

كَذَا عَادَةُ الدَّهْرِ الْخَؤُونِ وَلَمْ يَزَلْ        يَخْلِطُ  فِي الأَحْكَامِ  حَقّاً  بِبَاطِلِ
                                                                   الشاعر زريق البصري
جسر الملك فهد الرابط بين السعودية والبحرين وطوابير سيارات حجاج احتفالات رأس السنة الميلادية 2020

وداعا محمد شحرور
انتقل إلى عفو الله يوم السبت 21 دجنبر2019 بمدينة أبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة، المفكر السوري الدكتور محمد شحرور تغمده الله بواسع رحمته، صاحب اجتهادات خاصة في الحقل الديني، والذي يلقب بـ"لوثر كينغ الإسلام"، "تيل كيل عربي" كان قد أجرى معه حوارا مطولا نعيد نشره تعميما للفائدة:
في إطار تقديمه لمنهجية جديدة لقراءة القرآن والنصوص الدينية، قام الدكتور محمد شحرور رحمه الله، من خلال العديد من الكتب، بإعادة تعريف المفاهيم الأساسية للإسلام، هذا المفكر السوري المولد، والمتنقل بين لبنان والإمارات العربية المتحدة، معروف بنظرياته وأطروحاته الغير مألوفة والداعية إلى الإصلاح الديني، وقد سبق للمستشرق الأمريكي "دايل إيكلمان" أن لقب الدكتور شحرور بـ "مارتن لوثر كينغ الإسلام".
في الحوار التالي، ولأول مرة مع منبر إعلامي مغربي، وافق الدكتور محمد شحرور على الإجابة على أسئلتنا، ومن خلال ذلك سلط الضوء على مجموعة من الإشكاليات المعاصرة في الفكر العربي والإسلامي:
كيف يعرف الدكتور محمد شحرور نفسه؟
يشرفني أن أعرف نفسي لقرائكم أنا محمد شحرور، دكتور مهندس في ميكانيك التربة، وقد درست في هذا المجال بالجامعة ما يقارب ثلاثين سنة، فأنا بالأصل مهندس مدني، ولست رجل دين، وقد انطلقت في دراساتي في المجال الديني بعد أن لاحظت، من خلال اطلاعي على التراثي الديني وعلى الفلسفات العالمية المختلفة، بأننا نعاني من مشكلة كبيرة في وعينا الاجتماعي، في طريقة تفكيرنا وفي علاقتنا بعالمنا المعاصر.
وبما أن الإسلام كدين كما جاء في التراث هو أساس ثقافتنا، فقد توجهت إلى التراث لدراسته بحثاً عن منطلق الخطأ فيه، فوجدته يحمل فكراً تم وضعه في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين، ومن جاء بعدهم يحاول تطبيقه في عصرنا الحالي دون الأخذ بعين الاعتبار حركة التطور والازدهار منذ ذلك الحين، لهذا نجد المسلمين اليوم يعيشون نوعاً من انفصام الشخصية، لأنهم عالقون بين التطور الفكري الذي عرفته الإنسانية والفكر التراثي الذي لم يتغير منذ قرون، وبين القانون المدني كتشريع إنساني في مجتمعاتهم والفقه الإسلامي الموجود في كتب الفقه، وهذه المشكلة تظهر بشكل أكثر وضوحا لدى الجاليات المسلمة في أوروبا.
المتتبع لمشروعك "القراءة المعاصرة للدين" يلاحظ أنها ابستيمولوجية تعتمد آليات معرفية واعية بلحظة إنتاج المعرفة ومنفصلة عنها، وهذا ينطبق على مشروعك، حيث تؤكد على عدم الوقوف عنده، بل يجب تجاوزه مستقبلاً.. كيف تفسر ذلك؟
نعم هذا الكلام صحيح لأن القراءة المعاصرة الحقيقية تُبنى على منهجية علمية محكمة تعتمد آليات معرفية واعية ولكنها متجددة ومتطورة في الوقت ذاته، وهذا ما يجعل منها حيوية وقابلة للتغير، ولهذا أنا أؤكد أنه يجب عدم تحنيط فكري وجعله ديناً مقدساً، كما فعل من قبلنا، إذ حنطوا اجتهادات من سبقونا وجعلوها ديناً غير قابل للنقد أو النقض، لأن أي تطور مجتمعي على كل المستويات يحتاج إلى النقد المستمر حتى يتمكن من التجدد وبالتالي ضمان سلامة السيرورة الاجتماعية وبقائها على الطريق الصحيح، وأنا كل ما أقوم به هو تقديم قراءة واعية وفق المعطيات المعاصرة لحل المشاكل التي نتخبط فيها، لكني متأكد بالمقابل أن بتغير هذه المعطيات سيصبح فكري غير صالح وبالتالي على أي مجتمع تتغير معطياته أن يضع لنفسه قراءة تسمح له بحل مشاكله وفق رؤية واعية وناضجة.
أنت من المهاجمين الشرسين للسنة النبوية والحديث، هل في نظرك أن السنة تضر الدين أكثر ما تخدمه، وأن الإسلام (كما الفكر المسيحي سابقاً) لا يحتاج وساطة ولا علماء لفهمه؟
أنا لا أهاجم السنة النبوية والحديث، وليس من حقي مهاجمتهما، حيث يمثلان رصيدا تاريخيا حضاريا لأمتنا لا يمكن الاستغناء عنه، ولكن أهاجم من يعمل على جعلهما هما الدين، وإعطائهما طابع القدسية، ويهمل بالمقابل كتاب الله الذي يمثل المصدر الأساس لديننا، ولا أصدق أقاويل "نحن نعتمد الكتاب والسنة كمصدر أساس" لأنهم في الحقيقة لا يعتمدون إلا السنة، ويجعلونها حاكمة على نصوص كتاب الله وبالتالي يجبرون الناس على فهم كتاب الله من خلالها فقط، وأي فهم له من خارجها مرفوض ولو كان يقدم مصداقية أكثر لنصوصه، علما ً أنّ ما قام به النبي (ص) من خلال ما ورد في سنّته لا يعتبر ديناً وإنما قانوناً مدنياً وضعه لمجتمعه كمشرع أول في الإسلام، فقد افتتح من خلال رسالته باب التشريع الإنساني وأغلق باب التشريع الإلهي، فاجتهاده متجاوز زماناً ومكاناً، وقابل للنسخ كأي تشريع إنساني، وهو من علمنا ذلك من خلال رسالته، لكن الفقهاء قلدوا المسيحيين الذين جعلوا المسيحية تتمحور حول شخص المسيح، بجعلهم الإسلام يتمحور حول شخصية الرسول، وهذا هو المأزق الكبير الذي وقعنا فيه ولا يمكن الخروج منه إلا بإرجاع مركزية الإسلام لتتمحور حول كتاب الله عزّ وجل كما كانت في حيات الرسول (ص)، فحسب رؤية الفقهاء للإسلام فإن الرسول وصحابته مازالوا أحياء، ولكنهم في الحقيقة أموات وعلينا دفنهم.
ألا يخلق هذا الطرح المجال أمام الجميع لتفسير القرآن (والدين) كل حسب فهمه.. فيصبح مطية للجميع، كنموذج داعش التي تدعي تطبيق ما تفهمه؟
بالنسبة للجماعات الدينية المتطرفة كداعش وغيرها فإنها لا تقوم ببذل جهد بتفسير القرآن والدين بنفسها بل تعتمد على التفاسير التراثية التي تعتبرها المؤسسات الدينية مصادر رسمية للدين، وهذه مشكلتنا الحقيقية حالياً، لأن هذه التفاسير متجاوزة تاريخياً وجاءت في زمن الفتوحات الإسلامية أيام كانت الخلافة الإسلامية تمثل أقوى دولة في العالم، وهذا الطرح كله أصبح من التاريخ ولا يمكن للتاريخ أن يعيد نفسه لأن التاريخ يسير إلى الأمام وليس العكس، وبالتالي فيجب قراءة القرآن والدين قراءة واعية معاصرة تمكننا من التعامل مع معطيات العصر والتطورات الحاصلة على كل المستويات، وهذا ما أحاول القيام به، فأنا أقوم بتفسير القرآن الكريم على طريقة إسحاق نيوتن على عكس رجال الدين الذي يعاملونه معاملتهم للشعر، ولا أشك في أنَّ القارئ الكريم يفهم قيمة أن نبذل جهودنا لفهم نص إلهي هو القرآن بطريقة علمية خالية من الخرافات والأساطير، فإن ذلك سيعطي ما نتوصل إليه من مفاهيم مصداقية علمية أكثر متناسبة مع مستوى التطور العلمي الذي وصلت إليه الإنسانية، ويبعدنا عن الخرافات، وقد توصلت إلى قراءتي المعاصرة لكتاب الله بفضل الاعتماد على أرضية معرفية معاصرة وعلى ما توصلت إليه اللسانيات الحديثة، والتي تنبني أساساً على إلغاء الترادف.
أحد مرتكزات مشروعك هو تفريقك بين مصطلحي الكتاب والقرآن المبنية على إشكالية لغوية وهي "الترادف". لكن السؤال الذي أضحى متداولاً هو مدى صلاحية القرآن في حد ذاته في هذا الزمن.. كيف ترى ذلك؟
هذا السؤال مهم جداً، لأننا لو نظرنا إلى القراءة التراثية للقرآن لوجدناها تعتمد تفسيراً متجاوزاً له لا يمكنه أن يتماشى مع تطورات العصر وتطور المعارف الإنسانية، وبالتالي فإن تفسيرات القرآن هي التي لم تعد صالحة وليس نصوصه بحد ذاتها، والقرآن جاء من حي باقٍ لا يموت هو الله عزّ وجل إلى أحياء لكنهم ميتون، وعليه فإن كل جيل عليه أن يتفاعل مع نصوصه بحيوية تنطلق من الأرضية المعرفية والتطورات العلمية لعصره، وبهذا فقط نستطيع أن نفهم مدى صلاحية القرآن ككتاب هداية يحمل رسالة روحانية عالمية لمساعدة الإنسان على التطور في كل زمن بشرط أن يُفهم فهماً صحيحاً.
كيف تلخص الطريقة المثلى لتجفيف منابع الإرهاب الديني؟
ليس هناك طريقة مثلى للتخلص من الإرهاب لأن المثالية لا توجد إلاّ في الخيال، بل كل ما هنالك طريقة واقعية عقلانية علمية تضع نصب أعينها مصلحة الشعوب والمجتمعات وتتمسك بالقيم الإنسانية كمبدأ أساس، وهذه الطريقة تتمثل في العمل على مواجهة الفكر بالفكر قبل مواجهته بالسلاح، لأن هذا الأخير أثبت فشله تاريخياً، وبالتالي أرى أن الطريقة الصحيحة للقضاء على الإرهاب هي توعية مجتمعاتنا على الوهم الكبير الذي تطرحه الجماعات الإرهابية باسم الدين، وأن نوضح للناس المعنى الحقيقي للإسلام كما جاء في القرآن الذي يندد بالعنف ويرفضه بكل أشكاله، بحيث يفهمون ما يدور حولهم من مختلف القضايا عالمياً وإقليمياً ومرحلياً، ولا يمكن ذلك إلا بسحب السلطة الدينية من المؤسسات الدينية التراثية وجعل مهمة فهم الدين مسؤولية المفكرين والعلماء الذين من شأنهم وضع خطط تفصيلية عملية وواقعية لتحقيق ذلك.
هل ترى من الضروري استمرار وجود الحركات الإسلامية، أو ما يسمى بالإسلام السياسي في المجتمعات العربية؟
أرى أنه من الضروري العمل على رفع وعي المجتمعات العربية إلى مستوى يمكنها من فهم مدى فشل هذه الحركات وعجزها عن تقديم مشاريع حضارية، وبالتالي يصبح وجودها كعدمه في هذه المجتمعات فتندثر من نفسها، لأن المجتمعات هي التي تمثل القاعدة الشعبية لهذه الحركات والأحزاب، ويجب أن نساعدها حتى تفهم أن أكذوبة الإسلام السياسي مخادعة وضحك على الأذقان من قبل هذه الحركات للوصول إلى السلطة وتحقيق مآرب غير بريئة تماماً مبنية على المصلحة الشخصية على حساب المجتمعات العربية.
ماذا تعني بقولك أن أغلب سكان الأرض مسلمون حتى ولو كانوا ملحدين أو بوذيين أو من ديانة أخرى؟
الخطأ الكبير الذي حصل من الفقهاء تمثل في خلطهم بين معنى كل من "الإيمان" و"الإسلام". بحيث قالوا بأن الدعائم التي يقوم عليها "الإسلام" هي: الإيمان بإله واحد وأن محمداً (ص) هو نبيه، إقامة الصلاة، صوم رمضان، الزكاة والحج، بناء على حديث وجدنا أنه يختلف مع ما جاء في التنزيل الحكيم الذي يوضح أن هذه الدعائم هي التي يقوم عليها "الإيمان بمحمد (ص)"، أي بتوضيحه للشعائر التي تحدد أتباع محمد (ص) باتباعه مثلاً في كيفية آداء الصلاة وصيام رمضان.. ومن يقوم بهذه الشعائر فيمكن أن يقول أنا "محمدي"، أما دعائم الإسلام فقد حددها التنزيل الحكيم على أنها الإيمان بالله والعمل الصالح، أي الالتزام بالقيم الإنسانية، وعلى ذلك يتفق أغلب سكان الأرض، فبر الوالدين من القيم الإنسانية في الإسلام، وعليه فإن أي إنسان ليس ملزماً أن يكون محمدياً  كي يكون باراً بوالديه، إذ يمكن أن يكون بوذياً أو هندوسياً، لأن برّ الوالدين من الإسلام، وقد سمَّى القرآن الكريم "المؤمنون" الذين يتبعون محمداً (ص)، وسمّى الذين يتبعون الله باسم "المسلمون"، وهذا هو السبب في وجود يهود-مسلمين ومسيحيين-مسلمين وبوذيين-مسلمين، أي أن كل إنسان يمكن أن يكون مسلماً عند إيمانه بالله، إذا أضاف إلى ذلك إيمانه بموسى فهو يهودي، وإذا أضاف إلى ذلك إيمانه بالمسيح عيسى فهو مسيحي، أما إذا أضاف إلى ذلك إيمانه بمحمد (ص) فهو "محمدي"، أي هناك مستويان من الاعتقاد متمايزان: الأول الإيمان بالله، والثاني الإيمان بمحمد (ص).
كيف تنظر "القراءة المعاصرة" للدين إلى بعض الإشكاليات "المعاصرة"؛ كالشذوذ الجنسي والعلاقات بالتراضي قبل الزواج والحريات الفردية؟
القراءة المعاصرة للدين جعلتنا نفهم أن الله وحده هو صاحب الحق في التحريم وقد قام بوضع 144 محرماً في كتابه لا تزيد ولا تنقص لأن الحرام شمولي ومحدد، ومن هذا المنطلق فإن النبي (ص) لم يحرّم أي شيء وما كان له، ولكنه قام بتنظيم الحلال في مجتمعه حسب ظروف المجتمع وأعرافه وتقاليده، وبالتالي فإن كل ما عدا المحرمات حلال، وطالما أن الحلال لا يمارس إلا مقيداً فالهيئة التشريعية لأي بلد هي التي تقوم بتقنينه، وقد ورد بكتاب الله حكم تحريم الشذوذ الجنسي وبالتالي لا يمكن القول بأنه حلال لأن ذلك تعد على حدود الله، ومع ذلك لا يحق لنا أن نقتل من يدعو إلى المثلية ولكن يحق لنا أن نعارضه وفي ذلك تمام الحرية لنا وله، أما العلاقات بالتراضي بين الرجل والمرأة ما عدا حالات الفواحش التي حرمها الله وهي: الزنا والسفاح ونكاح المحارم ونكاح امرأة الأب ونكاح المتزوجة، فما سواه خاضع للأعراف والتقاليد التي تنظم العلاقات الحلال كيفما كانت تسميتها.
كيف ظلم الفقه الإسلامي المرأة في؛ الحجاب.. الإرث.. التعدد؟
هنا يجب التأكيد على أن كتاب الله لم يظلم المرأة وأعطاها حقوقها كاملة، لكن الفقه الذكوري هو الذي حرمها من هذه الحقوق من منطلق القراءة المغلوطة لكلام الله، فجعلوا للمرأة نصف حق الرجل في الميراث، وأجبروها على لبس الحجاب زعماً منهم أنه اللباس الذي فرضه الله عليها، كما منحوا لأنفسهم الحرية المطلقة في تعدد الزوجات دون قيود أو شروط عدا عدم تجاوز 4 زوجات في نفس الوقت، وكل هذا يتناقض مع ما جاء في كتابه عزّ وجل الذي كرم المرأة واعتبرها إنساناً كامل الحرية والحقوق، بحيث فرض عليها حد أدنى في اللباس مثلها مثل الرجل، وترك موضوع اللباس خاضعاً للطقس والأعراف والتقاليد تحدده، كما لم يمنح الرجل كامل الحرية في تعدد الزوجات بل جعل شرط التعدد مرهوناً بالتكفل بأيتام الزوجة التي يتم التعدد بها، وعليه فإن كتاب الله جعل من موضوع التعدد مسألة إنسانية بحتة، أما بالنسبة للميراث فإن قراءتنا لآيات المواريث بواسطة الرياضيات الحديثة جعلنا نفهم كيف أن الله جعل الأنصبة تتقاسم بين الذكر والأنثى بشكل عادل، كما أنه خير الإنسان بين الوصية والميراث في تقسيم التركة وهذا من تمام العدل الإلهي.
كيف يتوافق عندك الدين مع السلطة، أو ماذا تقترح كنموذج للحكم في الدول العربية؟
يجب إبعاد الدين عن السلطة لأن الدين يتدخل في حياة الناس برغبتهم، أما السلطة فتتدخل فيها بالإكراه وتحد من حرياتهم، فالدين يتدخل في حياة الناس عن طريق ممارستهم له بكل حرية وطواعية لا بالعنف والإكراه أي بقناعة شخصية، فالدين لا يحمل أداة الإكراه، بينما السلطة تحمل أداة الإكراه وهي وسيلة لضبط المجتمع وتنظيمه، أي أن السلطة تحمل الأفراد بالإكراه على الالتزام بالقانون وعدم تجاوزه، كذلك يجب ألا تتدخل السلطة في الدين بفرضه بالإكراه فهو تابع لحرية الإنسان الشخصية، وهذا فيه ضمان لديمومة الدولة واستقرار المجتمع، وذلك حفاظاً على الحريات وكي لا يتجاوز أي فرد على حريات الآخرين، وبالتالي فإن الدين يمثل المرجعية الأخلاقية للسلطة، لأن السلطة من دون مرجعية أخلاقية عبارة عن دكتاتورية.

المدون بتصرف جد طفيف عن موقع تيل كيل عربي-غسان الكشوري
قراءة مركزة وسريعة في قانون مالية 2020
 عندما تنتهج الحكومة المغربية سياسة زيادة الشحمة في ظهر المعلوف بإغناء الأغنياء وتفقير الفقراء
في ظل العجز العضال الذي تعرفه الميزانية، لم تهتد الحكومة المغربية لحل من أجل رثق الثقوب الكثير والمتنوعة الأحجام في 'قشابة' هذه الميزانية، سوى تنويع الضرائب وتوسيع قاعدة الْمُسْتَهْدَفِينَ بالضرائب الجديدة التي يتضمنها مشروع قانون المالية لسنة 2020، وذلك على حساب شرائح واسعة من الفئات الضعيفة والمتوسطة، فضلا عن مواصلة السياسة التقشفية، مقابل تخفيف العبء الضريبي على رجال الأعمال وأصحاب الثروات الكبيرة، وإعفاء بعض الفئات الغنية من أداء الضرائب، رغم الأرباح التي يحصلون عليها سنويا.
وتفتقت عبقرية الحكومة المغربية في الإبداع الضريبي، من خلال توسيع الوعاء الضريبي لتغطية العجز المزمن في الميزانية، وذلك بفرض ضرائب متنوعة على الفئات الضعيفة أصلا والفئات ذات الدخل المحدود، في حين لم تجرؤ على المس بامتيازات كبار رجال الأعمال وأصحاب الثروات الكبيرة، بالرغم من الثرثرة في الخواء للمناظرة الوطنية الثالثة للإصلاح الجبائي التي انعقدت بالصخيرات يومي 03 و04 ماي 2019، والتي ذهبت كل توصياتها-الداعية إلى ضرورة الإصلاح الجبائي في شموليته وليس فقط على حساب المواطنين البسطاء من المستضعفين- صيحة في واد.
والمثير في الأمر أن الحكومة وأغلبيتها رفضت إدخال تعديلات تروم تخفيف العبء الضريبي عن الطبقة المسحوقة من أمثال المتقاعدين الذين أشهر في وجوههم وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة ورقة الفيتو من خلال لجوئه إلى الفصل 77 من الدستور للإطاحة بتعديلات تقدم بها مجلس المستشارين بشأن قانون المالية لسنة 2020، معللا قراره هذا بالحفاظ على التوازنات المالية للدولة، ويبتغي هذا التعديل إعفاء معاشات المتقاعدين كليا من الضريبة على الدخل  كما هو جار به العمل في كل بقاع المعمور، وذلك بغية تحسين الأوضاع الاجتماعية المتدهورة أصلا لمليوني متقاعد مغربي، سيكلّف موازنة الحكومة فقط قرابة مليار ونصف مليار درهم، بينما نفس الحكومة التي تكيل بمكاييل مختلفة ترفض رفضا كليا فرض الضريبة على الثروة كي تطال حيتان القرش المفترسة السمينة.
وتتوالى الحكومات على مر السنين واحدة تلو الأخرى إلا أنها تُجْمِعُ  وتتفق كلها على ضرورة الاستمرار في سياسة الإعفاءات الضريبية بمليارات الدراهم لقطاعات بعينها، دون إخضاع هذه الإعفاءات التي استمرت لسنوات طوال لأي تقييم علمي جدي ومحايد يحدد أوجه مساهمة هذه القطاعات في إنعاش الاقتصاد الوطني وما أسدته له من خدمات إن حصل، إن لم تكن هي التي أَعَلَّتْهُ.
يتضمن مشروع قانون المالية لسنة 2020 مجموعة من الإجراءات الضريبية التي تثقل كاهل المواطنين من المستضعفين، وتضرب ما تبقى من قدرتهم الشرائية، في حين منحت الحكومة للأغنياء وكبار رجال الأعمال والمنعشين العقاريين هدايا ثمينة تجلت في إعفاءات ضريبية كلية أو جزئية أو مؤقتة، وتخفيضات وإسقاطات وخصوم وضرائب جزافية وتسهيلات مالية، واستحوذ قطاع العقار على نصيب الأسد من حصة الإعفاءات الضريبية.
وفي الوقت الذي رفعت الحكومة خلال السنوات الثلاث الأخيرة من قيمة الضرائب على بعض المواد الاستهلاكية، وخاصة المواد الأكثر استهلاكا في المجتمع والتي تشكل القوت اليومي للطبقات الشعبية والفقراء والمحرومين، من قبيل الشاي، العدس، اللوبيا، الأرز، الشعرية الحمص والزبدة، نجدها في قانون المالية للسنة 2020 تخفض من رسوم الاستيراد على المواد التي تستهلكها الطبقة الغنية، حيث قلصت من رسوم الاستيراد المطبقة على الأسماك المحضرة أو المحفوظة، ورفضت في نفس الوقت الرفع من قيمة هذه الضريبة بالنسبة للسيارات الفخمة والطائرات الخاصة واليخوت الفارهة وما شابهها.
المدون
هل يسير العراق نحو الهاوية؟
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، يحذر فيه من إمكانية تفكك العراق، في وقت باتت فيه القبائل في مواجهة المليشيات التي تدعمها إيران تدعو "للثأر" لقتلاها.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قدم استقالته إلى البرلمان، فيما سيواجه خليفته حالة من العنف الخطيرة التي انتشرت من بغداد إلى مدن الجنوب، ووضعت قوات الأمن ضد المتظاهرين وعلى مدى الشهرين الماضيين، لافتا إلى أن هناك مخاوف من تفكك البلد كله
ويلفت شولوف إلى مقتل 45 مدنيا تظاهروا في مدينة الناصرية يوم الخميس، في واحدة من أسوإ حالات القتل منذ اندلاع التظاهرات المعارضة للحكومة، مشيرا إلى أن تصرف قوات الحكومة كان محاولة لإظهار القوة الغاشمة بعد حرق القنصلية الإيرانية في النجف يوم الأربعاء، وهو أبرز تعبير عن المشاعر المعادية لإيران بين المتظاهرين.
وتستدرك الصحيفة بأن القمع أثار المشاعر الساخطة في وسط العراق وجنوبه، فيما أصبحت المواجهة بين المتظاهرين ضد الحكومة والطبقة السياسية التي تحاول الحفاظ على مكاسبها أكثر ترسخا، مشيرة إلى أن الرهان اليوم هو عما إذا كان النظام الذي أقامته الولايات المتحدة قبل 16 عاما، بعد الإطاحة بصدام حسين، الذي حرف ميزان السلطة، سيظل قائما أم سيتداعى. 
وينقل التقرير عن الطبيبة بسمة الكاظمي من بغداد، قولها: "عندما خرج الأمريكيون عام 2011 اعتقدنا أن هناك بنى قائمة تركوها.. ثم بدأوا بالسرقة أكثر من الماضي وغض الجميع النظر، وحصلت بعض الانتخابات التي لم يكن يهم فيها لو كنت شيعيا أم سنيا أم مسيحيا، وبدت جيدة، ثم انكشف الأمر لأن كل طائفة سرقت، ولو ظهر أي شيء من التظاهرات فإن هذا ليس بسبب الطائفة، لكن الوطنية هي التي تقودها". 
ويقول الكاتب إنه تم تقسيم الحكومة العراقية منذ عام 2003 بناء على الخطوط الطائفية، فتحولت فيها المؤسسات إلى إقطاعيات بناء على المسؤول فيها، ومن هي الجماعة التي ينتمي إليها، وتفوقت على الدولة، وكانت النتيجة هي الفساد والمحاباة، اللذان انتشرا في مجالات الحياة العراقية كلها، فقام المسؤولون بسرقة ثروة النفط وتركوا بقية العراقيين دون أي فرص، ولهذا فإن الدافع الرئيسي وراء حركة الاحتجاج  التي يقودها المحرومون والشباب الذين انضم إليهم آخرون هو نهب موارد الدولة، وحشدت في أيام أكثر من 200 ألف شخص في بغداد ومدن أخرى. 
وتورد الصحيفة نقلا عن أستاذ الشؤون الدولية في مدرسة لندن للاقتصاد والباحث في شؤون العراق، توبي دودج، قوله إن نظام ما بعد 2003، الذي جسد الفساد في داخل الدولة العراقية، وكذلك الطائفية والقمع، بدأ في التحطم، وانتشر العنف نتيجة لذلك، وكتب في موقع "سيباد"، التابع لجامعة لانكستر، قائلا: "تم فرض نظام قاس وجاهز على هذا المجال من خلال التعاون بين النخبة.. وضعت أمريكا المنفيين السياسيين الذي أدوا دورا في حملة الإطاحة بنظام صدام حسين في السلطة"، وينقل التقرير عن دودج قوله لصحيفة أوبزيرفر: "لقد انهار البناء الأيديولوجي الذي يدعم النظام، وهو تقسيم المجتمع العراقي بناء على الخطوط الطائفية، فيما برزت وفضحت عملية تقسيم الغنائم بين النخبة الحاكمة التي قامت بها، وهو ما أفقد النظام شرعيته، ولم يعد السكان ينظرون إليهم على أنهم حماة لهم، بل بصفتهم انتهازيين، وعندها بدأت النخبة الحاكمة بالاعتماد على المليشيات لقمع التعبئة ضدها والبقاء في السلطة، ووصل هذا إلى الذروة كما شاهدنا اليوم .
ويفيد شولوف بأن العشائر العراقية في الجنوب، حيث تركز حمام الدم الأخير، بدأت بالرد على قوات الأمن، خاصة أنها رأت يد إيران وراء العنف الذي تقوم به، لافتا إلى أن إيران أدت دورا في شؤون العراق بعد الغزو الأمريكي، خاصة بعد خروج القوات الأمريكية عام 2011، فيما كان الجنرال قاسم سليماني، من فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني محوريا في محاولات قمع المتظاهرين، واستخدام العنف المفرط ضدهم، وتشير الصحيفة إلى أن إيران تواجه في الوقت ذاته ضغطا من جبهة ثانية في لبنان، حيث أدى الحزب الذي ربته ودعمته بالمال والسلاح دورا في السياسة اللبنانية.   
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول إقليمي مطلع على التفكير الإيراني، قوله: "في لبنان والعراق يخوضون (الإيرانيون) معركة.. ربما استطاعوا تهدئة الأوضاع في لبنان، لكن عليهم التعامل مع القبائل في العراق، وهم غير جاهزين"، وأضاف المسؤول: "ما أطلق العنان له، خاصة في الجنوب، هو الثأر، وهم (السكان) يلومون إيران والجماعات الوكيلة، وهذا أمر خطير، وهي منطقة مجهولة لطهران". 
ويذكر الكاتب أن شيوخ ذي قار دعوا لتحميل قوات الأمن والمليشيات المسؤولية عن القتل في الناصرية، مشيرا إلى أن هذا الموقف يضيف طبقة جديدة من التعقيد في المواجهة التي تلوح في الأفق، وتعد الأخطر منذ سقوط نظام صدام حسين، وتنقل الصحيفة عن المسؤول، قوله: "هم مقتنعون أن أمريكا تقف وراءها.. لم أرهم في حالة من الصدمة مثل اليوم".  
وبحسب التقرير، فإن من المرشحين لخلافة عبد المهدي، هادي العامري، وهو زعيم كتلة الفتح وقائد قوات الحشد الشعبي، التي أدت دورا في هزيمة تنظيم الدولة، لكنه محسوب على إيران، لافتا إلى أن البرلمان لديه 15 يوما لتسمية خليفة، إلا أن القرار عادة ما يُتخذ بعد أشهر من المناورات، فيما الفشل في هذا يعني سير العراق نحو الهاوية
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول محمود القيسي، وهو عامل فولاذ في بغداد، قوله: "لو فعلوا هذا لانتهوا.. أقسم أن هؤلاء اللصوص حصلوا على ما يريدون، لن نعود إلى بيوتنا ولن نسمح لهم بالاستمرار، هذه ثورة".
ترجمه الموقع الإلكتروني عرب 21 عن صحيفة الغارديان البريطانية

المرصد المغربي لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني: تقصي ميداني لما يسمى 'نصب الهولوكوست' ضواحي مراكش



الدليل القاطع على انهيار النظام العربي برمته لما أفل نجم العلماء وسطع نجم الجهلة والزنادقة والسفهاء

المركز الوطني لحقوق الإنسان يطالب المدير العام للأمن الوطني بفتح تحقيق في شأن تكوين عصابة إجرامية بمراكش
من رئيس المكتب التنفيذي للمركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب.
إلى
 السيد المحترم المدير العام للأمن الوطني بالرباط

الموضوع: شكاية إضافية وطلب فتح تحقيق في شأن تكوين عصابة إجرامية خطيرة بمراكش.
لفائدة: المركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب في شخص ممثله القانوني الكائن عنوانه أسفله.
لفائدة: جميع ضحايا العصابة الإجرامية.
السيد المدير العام تحية طيبة،
إشارة للموضوع أعلاه يتأسف المكتب التنفيذي للمركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب حول الوضع الذي أصبح غير مقبول لما تعرض له المركز في شخص رئيسه وأعضائه، ومحامين من هيئة مراكش ونقباء ومسؤولين بمختلف المجالات ومجموعة من المواطنين/ات الآخرين، والذين تعرضوا للسب والقذف والتشهير والتهديد والابتزاز والاتجار في البشر على يد عصابة كونت عدة مواقع بحسابات وهمية تحت إسم  HAMZAMONBB على موقع السناب شات وأنستغرام وحسابات أخرى.
وأمام هذا الوضع الخطير يتقدم إليكم بهذه الشكاية ويلتمس منكم بكل احترام وتقدير إعطاء تعليماتكم على وجه السرعة لمصالحكم المختصة من أجل إجراء التحريات والأبحاث في شأن العصابة الإجرامية المشار إليها أعلاه، والتي تنشط بالاتفاق فيما بينها على مواقع وهمية بأسماء مستعارة في جرائم يعاقب عليها القانون الجنائي في شأن الابتزاز بنشر الصور الخاصة للأشخاص مع السب والقذف والطعن في العرض والشرف بأقوال نابية واتهامات خطيرة قصد الحصول على مقابل مالي، مما خلق حالة استنفار لدى ساكنة مدينة مراكش رغم تقاطر العديد من الشكايات الموجهة للمصالح الأمنية والتي لم تستطع لحد الآن وضع حد لهذه العصابة التي زرعت الرعب والهلع بمدينة مراكش، وهو ما يستلزم على وجه السرعة فتح تحقيق حول العصابة المشكلة من الأشخاص المشار إليهم أعلاه والجهة الأمنية التي توفر لهم الحماية، وهو ما أكدته كتاباتهم وأقوالهم على المواقع المذكورة.
السيد المدير العام المحترم:
إن الأفعال الجرمية الخطيرة المعاقب عليها وفق القانون الجنائي والتي ضلت هذه العصابة الإجرامية المكونة فيما بينها ترتكبها على مدى ثلاث سنوات رغم تقاطر العديد من الشكايات على المصالح الأمنية للعشرات من ضحايا الاستغلال والاتجار بالبشر عبر التسول وطلب مساعدات مالية مهمة بواسطة أشرطة فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي قصد مساعدة المحتاجين وهو ماجعلهم يتحصلون على مبالغ مهمة من المحسنين دون إيصالها للمواطنات والمواطنين المستضعفين، إضافة أن مجموعة من النساء تعرضوا لسيل من السب والقذف في أبشع صوره والتشهير ناهيك عن النيل من شرفهم وعرضهم في أقبح صوره، وهو ماجعل الكثير منهم يعيش مشاكل أسرية ونفسية خطيرة، والأخطر من هذا أن العصابة الإجرامية تمادت في الأسبوع الأخير بأساليبها التي يجرمها القانون، شرعت في النيل بواسطة السب والقذف و التهديد بالكلام النابي من سمعة وكرامة المحاميين والنقباء بما فيهم (النقيب إبراهيم صادوق، وذ محمد صباري، وذ محمد العجيد المحامين بهيئة مراكش) كذلك أعضاء المركز الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب ورئيسه بصفته وشخصه، مدعين عبر مجموعة من الكتابات والتدوينات أن بعض رجال الأمن والقضاء يوفرون لهم الحماية لنيل من سمعة الأشخاص بأقبح النعوت والأوصاف القدحية، ونشر الأخبار الزائفة والاتهامات الخطيرة وهو ما وثقه المفوض القضائي شكييب أيت لحسن المفوض القضائي بالدائرة القضائية بمراكش بمجموعة من محاضر المعاينة والصور.
السيد المدير العام المحترم:
إن الأفعال الجرمية التي يرتكبها الأشخاص المشار إلى صفتهم وأسمائهم المذكورين أعلاه والمعروفين بسوابقهم العدلية في النصب والاحتيال والتزوير والارتشاء والاتجار في البشر والذين يعيشون على التهديد وابتزاز المواطنين والمستثمرين وكل من سقط في شباكهم، والتي يتزعمها المسميان عزيز موريد ومحمد ضاهر مدعيين عبر كتابات وتدوينات أن جهات أمنية وقضائية هي من توفر لهم الحماية، حيث استطاعوا جني ثروة هائلة من الوساطة في الارتشاء والنصب والاحتيال والابتزاز والاتجار في البشر، وهما اليد اليمنى للمعتقل بتهمة الارتشاء المسمى رشيد ويه مدير الوكالة الحضرية بمراكش والمودع بالسجن المحلي الأوداية في الوساطة بالرشوة، وهو ماستثبته التحريات والأبحاث الأمنية المختصة.
السيد المدير العام المحترم:
بناء على المعطيات التي توصل بها المركز والمرفقة بأشرطة فيديو والصور، والتي تبين أن العصابة الإجرامية المشار إلى صفتهم وأسمائهم المذكورين أعلاه هم أصحاب المواقع الإلكترونية التي زرعت الرعب بمدينة مراكش ودمرت العشرات من الأسر على إثر ماتنشره من سب وقذف واتهامات خطيرة للأزواج والفتيات وكل من سقط في فلكهم مقابل الحصول على تحويلات مالية مهمة، ناهيك عن تسجيل أشرطة فيديو لمجموعة من المحتاجين على أساس طلب مساعدات مالية من المحسنين ليتضح فيما بعد أنهم تلقوا مبالغ مالية مهمة دون أن يستفيد أي محتاج ممن كانوا ضحية تسجيل الفيديوات على مواقع اليوتوب ومواقع أخرى، والخطير أن العصابة الإجرامية المتفقة فيما بينها استطاعت الحصول بواسطة إجرامها الاحترافي على مبالغ مالية مهمة من الابتزاز والاتجار في البشر بواسطة التشهير على المواقع المذكورة، وهو ماستكشفه الجهات الأمنية المختصة من خلال البحث والتحري.
 السيد المدير العام المحترم:
إن المكتب التنفيذي للمركز الوطني بالمغرب يلتمس منكم بكل تقدير واحترام أن تعطوا تعليماتكم إلى الجهات المختصة ل:
-فتح تحقيق دقيق ومعمق حول ظروف وملابسات تكوين العصابة الإجرامية أعلاه،
-فتح تحقيق حول صفة وهوية الأشخاص المشار إليهم أعلاه وكذا التحويلات المالية التي يتلقونها على إثر نشاطهم الإجرامي،
- فتح تحقيق حول علاقة مدير الوكالة الحضرية المعتقل بتهمة الارتشاء بالمسمى عزيز موريد ومحمد ضاهر وكذا المبالغ المالية المتحصل عليها عن طريق السمسرة في الارتشاء،
- فتح تحقيق حول صاحبة الرقم الهاتفي المسمات، 
-فتح تحقيق مع كل من تبت تورطه وله علاقة من قريب أو بعيد بالعصابة الإجرامية حول الوقائع المسطرة أعلاه،
-فتح تحقيق حول الشكايات المودعة على المصالح الأمنية ضد العصابة الإجرامية،
- اتخاذ ما ترونه مناسبا مع ترتيب الآثار القانونية مع حفظ حق رئيس المركز وأعضائه وجميع المشتكين في المطالب المدنية.
 وفي انتظار ذالك تقبلوا فائق التقدير والاحترام.
تحت جميع التحفظات والسلام.
الإمضاء 
حرر بمراكش

الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان تصدر بلاغا حول الأوضاع الأمنية بالمغرب

يتابع المكتب التنفيذي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان انتشار وتفشي الجريمة والاعتداءات الجسدية الخطيرة ضد المواطنات والمواطنين باستعمال مواد خطيرة وأسلحة بيضاء مختلفة الأشكال والأحجام، وحيث أن هذا الوضع خلق جوا من عدم الاطمئنان والتخوف لدى عموم المواطنات والمواطنين، ويؤكد بالملموس عن إفلاس المشروع المجتمعي للحكومة المغربية نتيجة تفشي الفقر والتهميش والإقصاء وتردي وضعية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتكريس سياسة الإفلات من العقاب، مع وتدني المستوى الفكري والثقافي والتربوي واستهداف النساء بشكل خطير، لذلك فالمكتب التنفيذي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان يؤكد على ضرورة العمل على الحد من أسباب الجريمة المتمثلة في:
  • فشل أنظمة الاحتواء والإدماج السوسيومهني وغياب برنامج فعال لمواكبة السجناء بعد الخروج من السجن،
  • استفحال الفوارق الاجتماعية وتمتع العديد من المحظوظين من حصانات غير معلنة نتيجة المركز السياسي والأمني والوظيفي القائم على تقريب الموالين وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والترقي السريع في مقابل تهميش الفئات الأخرى،
  • انتشار خطير لبيع الخمور (الماحيا) بشكل سري داخل الأحياء الشعبية، وتقريبها من المواطنين من المراكز التجارية ومحلات البيع والترخيص بفتحها في الأحياء المكتظة بالسكان،
  • توفر المخدرات بكل أشكالها ولكل الفئات العمرية، والتي تباع أمام الملإ، ويتم تعاطيها في أي مكان بما فيها المؤسسات التعليمة أو حتى داخل الفصول الدراسية،
  • فشل الحكومة في خلق مدرسة عمومية مواطنة في التربية على قيم التسامح وحقوق الإنسان، وعجز الأسر عن أداء دورها في المراقبة والتوجيه والتتبع،
  • انتشار البطالة في صفوف الشباب وعدم وجود برامج خاصة بالشباب غير الحامل لمستوى تعليمي ولشواهد،
  • تردي المنتوج الإعلامي الرسمي في القناة الأولى والثانية بغياب برامج تثقيفية وتوعوية وتربوية، واستمرار الميوعة والتردي والمنتوج الأجنبي عبر مسلسلات تركية تتميز بالتفاهة والسطحية وغياب أي مضمون أو رسالة،
  • سقوط هيبة الدولة في أعين بعض المجرمين نتيجة تفشي الرشوة والمحسوبية المرتبطة بالإفلات من العقاب كليا أو جزئيا،
  • الأوضاع المهنية الصعبة للعديد من رجال الأمن حيث الإشتغال لساعات طويلة وكثرة الأوامر الصارمة مع تردي الأوضاع المادية والمهنية للعديد من العاملين بسلك الشرطة.
لذلك فالمكتب التنفيذي للرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان وفي مقاربته الحقوقية لأزمة استفحال ظاهرة الجريمة يؤكد :
  • ضرورة اقتلاع ما سلف من أسباب اقتلاعا جذريا من شأنه أن لا يترك مجالا لنموها أو حتى ظهورها،
  • تمكين كافة المواطنات والمواطنين من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومحاربة الفقر المدقع والتشرد وإصلاح حقيقي للتعليم ولوسائل الإعلام الرسمية،
  • تطهير المؤسسات الأمنية والقضائية من مظاهر الرشوة وانعدام المسؤولية، ووضع الموظف المتمكن في المكان المناسب،
  • محاربة تجارة المخدرات محاربة فعلية بتفكيك الشبكات الكبيرة للتجار الكبار، واتخاذ الصرامة اللازمة مع المدمنين عليها، فضلا عن بث الوعي الصحي والأخلاقي بأضرارها بجميع الوسائل الكفيلة بتحقيق هذا الهدف،
  • تمكين رجال الأمن من وسائل العمل الملائمة وتكوينهم في مجال حقوق الإنسان تنظيرا وممارسة،
  • إصلاح حقيقي للسجون عبر إخضاع السجناء لنظام تربوي صارم، والقضاء على الإدمان في صفوفهم، وتتبعهم بعد خروجهم من السجن،
  • تنزيل الفصل 54 من الدستور بإحداث مجلس أعلى للأمن بصفته “هيئة للتشاور بشأن استراتيجيات الأمن الداخلي والخارجي للبلاد، وتدبير حالات الأزمات، والسهر أيضا على مأسسة ضوابط الحكامة الأمنية الجيدة” عبر إشراك الكفاءات الأكاديمية والأمنية والتربوية المتمكنة والمشهود لها بالمصداقية.
  • تحمل الحكومة والمجالس المنتخبة لدورها في القضاء على الجريمة والحد منها عبر عقد دورات استثنائية معنية بالظاهرة.
  • فتح حوار وطني حول مشروع مجتمعي سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي يشكل الإنسان محور اهتمامه، ويجعل الصحة والتعليم وحقوق الإنسان في متناول الجميع وبشكل مجاني وجيد.
القنيطرة في: 13 شتنبر 2019
الرئيس الوطني: إدريس السدراوي

منتجات اللحوم الحمراء والحليب والدواجن.. السلامة الصحية للمغاربة "تُذبح" يومياً

كيف هي جودة اللحوم التي تسوق للاستهلاك بالأسواق المغربية؟ وهل تحترم شروط السلامة الصحية في الأماكن حيث يتم ذبحها وتجهيزها للتسويق؟ كم هو عدد أماكن ذبح وتجهيز اللحوم الحمراء والبيضاء التي تتوفر على الاعتماد الصحي؟ وهل تتم مراقبة المنتجات من أصل حيواني بما فيها الحليب؟ الجواب عن هذه الأسئلة حمله التقرير السنوي للمجلس الأعلى للحسابات برسم العام 2018، أجوبة تحمل معطيات صادمة حول جودة ما يستهلكه المغاربة يومياً.
اللحوم الحمراء.. خطر المجازر 
إلى غاية العام 2018، وحسب تقرير المجلس الأعلى للحسابات، كان المغرب يتوفر على 180 مجزرة بلدية، منها واحدة فقط معتمدة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، ويتعلق الأمر بمجزرة جماعية بالحسيمة تم اعتمادها سنة 2013، و3 مجازر خاصة معتمدة و702 مذبحة قروية، منها 223 غير مراقبة.
ويضيف التقرير أنه على الرغم من ذلك، تقوم المصالح البيطرية التابعة للمكتب بترخيص لحوم هذه المجازر، وكذا بعض المذابح القروية التي تم إحصاؤها.
ويقدر عدد المذابح القروية المراقبة بـ479 مذبحة من مجموع 702 مع أن هذه الوحدات، يسجل تقرير المجلس، لا تتوفر على الحد الأدنى من شروط النظافة والصحة، وفي هذا الصدد، لاحظ المجلس مجموعة من الاختلالات المتعلقة بمجازر اللحوم الحمراء:
- تدهور مباني المجازر؛
- عدم ربط هذه المجازر بشبكات مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء؛
- عدم توفر تجهيزات التبريد؛
- عدم وجود الحد الأدنى من شروط النظافة؛
- تواجد المجازر في أمكنة غير مناسبة؛
- سوء تدبير أنشطة ذبح ونقل اللحوم؛
- غياب معايير السلامة.
هذه العوامل، حسب تقرير المجلس، لا تعطي  للمستثمرين الخواص رؤية واضحة حول القطاع، حيث يتبين أن المجازر الخاصة المعتمدة لم تتمكن من تطوير أنشطتها بسبب استمرار المكتب في ترخيص استهالك لحوم الأسواق المعدة في المذابح القروية، بالرغم من كونها لا تستجيب لمعايير الصحة والسلامة المطلوبة.
من جهة أخرى، يلاحظ المجلس الأعلى للحسابات، أن بعض وحدات تقطيع اللحوم الحمراء، سواء التي حصلت أو لم تحصل على الاعتماد، لا تتزود بإمداداتها من المجازر المعتمدة أو المرخصة، الأمر الذي لا يسمح بتعزيز نظام التتبع وبتشجيع وجذب المستثمرين الخواص.
وبغض النظر عن مسؤولية المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، يوضح المجلس الأعلى للحسابات، تبين غياب سياسة إرادية لدى السلطات العمومية بجميع مصالحها المعنية لتأهيل وتطوير قطاع الذبح.
كما يسجل المجلس غياب المراقبة في عدد مهم من المذابح القروية، حيث تبين له أن 223 مذبحا قرويا (32 في المائة) ومجزرة بلدية واقعة بجهة مراكش-آسفي، لم تتم مراقبتها من قبل المصالح البيطرية للمكتب، وقد تُشكل هذه النقط السوداء على المستوى الوطني، حسب ما يورده التقرير، فرصة لبعض مربي الماشية وجزاري الجملة لذبح الحيوانات المريضة في غياب المراقبة الصحية، كما تؤثر هذه المذابح القروية غير المراقبة على فاعلية النظام الوطني لليقظة الصحية والرصد الوبائي.
ويشير التقرير إلى أن المجلس لاحظ أن عمليات التفتيش البيطري الصحي التي تجرى بالمجازر والمذابح القروية الخاضعة لمراقبة المكتب لا تتم وفقا للمعايير المطلوبة، حيث لا يتمكن بياطرة المكتب من القيام بإجراءات التفتيش المناسبة في ظل الظروف السيئة التي تتم فيها عمليات الذبح، وتطرح هذه الاختلالات، يقول مجلس إدريس جطو، بحدة، مسألة السلامة الصحية للحوم المهيأة في المجازر البلدية أو المذابح القروية غير المعتمدة؛ سواء أكانت خاضعة للمراقبة أم لا.
وتجدر الإشارة، كذلك، يضيف المجلس إلى أن الجزارين بالجملة بالمذابح القروية يزودون العديد من الجزارين بالمدن، بل إن البعض منهم قد يبيع لحوم الذبيحة السرية، إذ كثيرا ما تضبط مصالح المكتب كميات كبيرة من اللحوم غير المرخصة.
حليب غير مراقب
وفي الجانب المرتبط بجودة وسلامة الحليب ومشتقاته، يورد تقرير المجلس الأعلى للحسابات أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أحصى 2700 مركزا لجمع الحليب بالتراب الوطني منها 1900 تابعا لتعاونيات الحليب، إلا أن ثلاثة مراكز منها فقط تتوفر على اعتماد على المستوى الصحي من المكتب.
ولا تحترم معظم مراكز جمع الحليب، حسب التقرير ذاته، مقتضيات النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل، ولا سيما القانون، رقم 08.27. كما أنها لا تستجيب للشروط المحددة في المواصفة القياسية المغربية رقم "50.4.08 NM "المتعلقة "بدليل الممارسات الجيدة في مجال النظافة عند إنتاج الحليب النيئ وجمعه ونقله.
أما في ما يتعلق بوحدات إنتاج الحليب، يتابع تقرير المجلس، فإن عددها  مايزال غير محدد لدى المكتب، كما أنه لم يتم إجراء أي إحصاء لها إلى حدود سنة 2018.
منتجات الدواجن.. "نقطة سوداء"
يصف تقرير المجلس الأعلى للحسابات السلامة الصحية لمنتجات الدواجن بنقطة سوداء في هذا القطاع، حيث أن عمليات المراقبة التي يقوم بها المكتب لهذه المنتجات تظل غير كافية.
وحسب تقديرات المكتب، يضيف المجلس، فإن عمليات المراقبة التي يقوم بها لا تغطي سوى 20 في المائة من الإنتاج، في حين أن أغلب منتجات الدواجن تمر عبر القطاع غير المهيكل، مما يجعل مستوى المخاطر الصحية لهذه المنتجات على المستهلك مرتفعا.
عمليات المراقبة التي يقوم بها المكتب لا تغطي سوى 20 في المائة من الإنتاج، في حين أن أغلب منتجات الدواجن تمر عبر القطاع غير المهيكل
وتجدر الإشارة، حسب تقرير مجلس جطو، إلى أن عدد وحدات الإنتاج على صعيد التراب الوطني غير محدد بشكل دقيق لدى مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.
وفي ما يخص عملية الذبح، فقد حدد القانون شروط إنشاء واستغلال مجازر الدواجن، كما أن القانون منع الجمع في محل واحد بين نشاطي بيع الطيور الداجنة الحية وبيع لحومها، وبالرغم من ذلك، ماتزال الدواجن الحية تعرض للبيع في الأماكن التي تتم فيها عملية الذبح، وذلك في ظروف لا تستجيب للحد الأدنى من معايير النظافة المطلوبة، وهو ما من شأنه أن يهدد السلامة الصحية للمنتجات ويسيء إلى صورتها.
وتجدر الإشارة، يقول تقرير المجلس، إلى أنه تم إحصاء حوالي 15 ألف مجزرة تقليدية على صعيد التراب الوطني في عام 2018، وفقا للبيانات التي قدمها المكتب، أما ميدانيا، فقد لوحظت من طرف المجلس الأعلى للحسابات الاختلالات التالية:
- وجود منشآت غير ملائمة ولا تستجيب للمعايير الصحية الجاري بها العمل ولا تخضع للتفتيش الصحي البيطري؛
- استعمال معدات قديمة ولا تستجيب لمعايير النظافة الغذائية؛
- إعداد اللحوم في ظروف سيئة يمكنها أن تؤثر سلبا على السلامة الصحية للمنتج ونظافته؛
- عدم ارتداء العمال للباس مهني مناسب وعدم توفرهم على بطاقات صحية، إضافة إلى تعاملهم مع اللحوم بطريقة غير صحية؛
- عدم احترام القوانين الجاري بها العمل لبيع اللحوم المهيأة.
إلى جانب ذلك، يسجل التقرير أن معظم منظمي الحفلات وكذا المطاعم الجماعية يقومون باقتناء حاجياتهم من لحوم الدواجن من هذه المجازر التقليدية.
في ظل هذه الظروف، لا يتمكن المفتشون البيطريون التابعون للمكتب من إجراء عمليات المراقبة الصحية لهذه المذابح التقليدية، وذلك لكونها ضمن القطاع غير المهيكل إضافة إلى عددها الكبير.

ويشدد المجلس على ضرورة أن تقوم السلطات المحلية التي تمنح في بعض الأحيان رخصا لهذه المذابح التقليدية، كذا السلطات الحكومية، بإيجاد حلول لهذه الإشكالية حتى تتلاءم وضعية هذه الوحدات مع المقتضيات القانونية، إما عبر إعادة تأهيلها أو إيقاف أنشطتها إذا لزم الأمر.
تقرير أحمد مدياني Tel quel عربي

 سموم يستهلكها المغاربة يوميا 
"حماية صحة المستهلك عبر مراقبة السلسلة الغذائية" هذه هي المهمة التي أناطها المشرع بـONSSA، لكن هل يقوم  المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بأدواره وفق ما تتطلبه شروط المراقبة والحفاظ على السلامة الصحية للمغاربة، الجواب جاء في تقرير صادم  للمجلس الأعلى للحسابات برسم العام 2018،  خاصة ما يتعلق بالخضر والفواكه، والنباتات العطرية التي يستهلكها المغاربة بكثرة، هذه الأخيرة منها ما تصل فيه نسبة عدم مطابقة المعايير الصحية لـ100 في المائة، أي أنها سموم تسوق وتستهلك، في ظل ضعف أو غياب تام للمراقبة.
كما يورد التقرير ذاته تجاوزاً خطيرا يمس صحة المغاربة، وهو غياب تام لمراقبة بقايا المبيدات في الخضر والفواكه الموجهة للسوق المحلية، عكس الموجهة للتصدير، في بلد يتوفر فقط على مفتش واحد في مجال مراقبة المنتجات النباتية لكل 500 ألف مغربي،
غياب السلامة الصحية مقابل المردودية!
ومن بين ما وقف عليه المجلس الأعلى للحسابات في تقريره، ضعف أداء المكتب في مجموعة من المجالات التي تحتاج لتطوير، وعدم استقلاليته في اتخاذ القرارات أو المراقبة أو إبداء الرأي بشفافية، خاصة في المجال الفلاحي، حيث سجل المجلس أن هاجس الرفع من المردودية يضر بجودة وسلامة المنتجات الغذائية.
ويسجل المجلس في تقريره أن المكتب لا يتمتع بالاستقلالية الكافية عن سلطة الوصاية، أي وزارة الفلاحة والصيد البحري. ويشرح ذلك بالقول، إن "الوزارة وضعت مخططا قطاعيا للتنمية الفلاحية (مخطط المغرب الأخضر)، من بين أهدافه الرفع من إنتاج مختلف الزراعات النباتية والمنتجات ذات الأصل الحيواني وهو ما يتطلب الرفع من الإنتاجية والمردودية ويستلزم استعمال مواد عضوية وكيماوية (مبيدات ، بذور، أدوية بيطرية...)، من المفترض خضوعها لمراقبة المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، غير أن تحقيق هدف الرفع من المردودية قد يتعارض أحيانا مع حرص المكتب، في إطار ممارسة اختصاصاته، على الاستعمال المعقلن لهذه المواد ومراقبة بقاياها في المواد الغذائية".
ويشدد  المجلس الأعلى للحسابات على أن نمط الحكامة الحالي الذي يضطلع فيه وزير الفلاحة بمهمة رئاسة مجلس إدارة المكتب، يمكن أن يخلق حالة تعارض بين هاجس الحفاظ على النظام العام من جهة، وقدرة المكتب على تقديم آراء شفافة تستند حصريا على الحقيقة العلمية.
مخالفات بدون "عقاب"
ومن بين ما وقف عليه المجلس الأعلى للحسابات عدم سحب الاعتماد الصحي بالرغم من عدم احترام المؤسسات المراقبة للشروط المحددة في دفاتر التحمالت لفترات طويلة.
ويسجل المجلس أنه من خلال فحص عدة تقارير لزيارات صحية متكررة في إطار التتبع الصحي للمؤسسات المعتمدة، خصوصا تلك التي تنشط في مجال منتجات البحر، لوحظ أن مفتشي المكتب يتحفظون بشكل عام بشأن سحب الاعتماد الصحي للمؤسسات المخالفة، وذلك بالرغم من خطورة المخالفات المسجلة بحقها وطابعها المتكرر.
ويكشف تقرير المجلس أن "بعض المؤسسات احتفظت بالاعتماد الصحي، بالرغم من عدم تفعيلها للإجراءات التصحيحية المطلوبة ومرور عدة سنوات على توصلها بملاحظات المكتب بهذا الشأن".
في سياق مرتبط، يتحدث تقرير المجلس عن ضعف المراقبة الميدانية للمطعمة الجماعية، يقول بخصوص هذا الجانب إنه "تتم حاليا مراقبة محلات الأكل والمطاعم بشكل أساسي في إطار لجان المراقبة المختلطة المحلية، حيث تكون المصالح التقنية للمكتب ضمن هذه اللجان، ويقوم الوالي أو العامل بتحديد برنامج الزيارات الخاص بها.
أما منح رخص استغلال هذه المحلات، فتصدرها الجماعات المحلية (المكاتب الصحية بالجماعات)، وهو ما يتم  دون أي رأي صحي مسبق من مصالح المكتب الوطني لسلامة المنتجات الغذائية. كما تبين أنه لم يتم تحديد المتطلبات التقنية والصحية اللازمة للترخيص للمطاعم الجماعية.
ملاحظة صادمة أخرى يوردها تقرير المجلس، وهي أنه في حالة اكتشاف مخالفات، تكتفي مصالح المكتب بحجز وإتلاف المواد غير المطابقة وتقوم باتخاذ التدابير التي تمليها النصوص التنظيمية المعمول بها (تحرير محضر، اقتراح الإغلاق...)
مراقبة المواد الغذائية المعدلة جينيا.. عجز ONSSA
ويتحدث التقرير عن أن استيراد المواد الغذائية المتضمنة لعناصر معدلة جينيا ممنوع في المغرب بحكم القانون، لكن يتضح أنه يتعذر في الوقت الحالي على السلطات الصحية التحقق من تضمن المواد الغذائية المستوردة لعناصر معدلة جينيا، إذا لم يكن ذلك مشارا إليه صراحة في عنونة المنتج، أما مختبرات المكتب فليست لها القدرة على اكتشاف وجود عناصر معدلة جينيا بالمواد الغذائية، وذلك بالرغم من استمرار الجدل على الصعيد الدولي حول المخاطر التي قد يمثلها استعمال هذه المواد على صحة المستهلك..
وتجدر الإشارة إلى أنه على الصعيد الأوروبي، يفرض القانون التصريح بوجود العناصر المعدلة جينيا على العنونة إذا تجاوزت نسبتها 0.9 بالمائة.
وقد انكب مسؤولو القطاعات الوزارية المعنية بالسلامة البيولوجية للمواد الغذائية على تدارس إشكالية المواد المعدلة جينيا منذ سنة 2001، حيث تقرر إحداث لجنة للسلامة البيولوجية للمواد سنة 2005 من طرف الوزير الأول، غير أنه وإلى حدود نهاية 2018 لم يتم تشكيل هذه اللجنة.
سم في أطباق المغاربة
ويقف التقرير على حقيقة خطيرة، بقوله: "من جهة أخرى، وعلى عكس المنتجات المعدة للتصدير، التي تمر بالضرورة عبر محطات التعبئة، والتي تخضع لمراقبة صارمة لبقايا المبيدات الزراعية، فإن المنتجات الموجهة للسوق المحلية لا تشملها هذه المراقبة.
ويضيف: "وهكذا، لم يتم إنجاز سوى مخطط واحد لرصد بقايا المبيدات في الفواكه والخضر والنباتات العطرية وذلك من قبل موظفي الأقسام الإقليمية لمراقبة المنتجات النباتية أومن أصل نباتي. ويكتفي هذا المخطط بالمراقبة عند نهاية سلسلة التسويق فقط، حيث تتم هذه المراقبة أساسا في أسواق الجملة للفاكهة والخضروات والأسواق الممتازة".
ويسجل التقرير أيضاً قلة العينات المأخوذة وعدم تعميمها على كامل التراب الوطني، ويقدم مثلاً بأنه خلال  الفترة 2014-2016، لم يتم تحليل أي عينة في كل من جهة طنجة-تطوان ومراكش-آسفي وبني ملال وفاس-مكناس. كما اقتصرت العينات المأخوذة سنة 2016 على النباتات العطرية ولم تشمل الفواكه والخضروات.
وبخصوص النباتات العطرية، يضيف تقرير المجلس، فقد أسفر مخطط المراقبة لسنة 2016 عن نتائج مقلقة، حيث تم الإعلان عن عدم مطابقة 80 عينة من أصل 128 للمعايير، أي بنسبة بلغت 62.5 بالمئة. كما كشف هذ المخطط عن استخدام مكونات نشطة غير مرخصة.
ويمكن تفسير هذه الوضعية التي تعرض صحة المستهلك لمخاطر حقيقية، بغياب مراقبة استخدام المبيدات من قبل السلطة المكلفة بالسلامة الصحية وكذا بعدم احترام المنتجين لإلزامية مسك سجلات تدبير المنتجات الأولية من أصل نباتي والسجلات المتعلقة بالصحة النباتية.
وعلى الرغم من المخاطر التي ينطوي عليها استعمال مبيدات اآلفات الزراعية، لم يتم تجديد خطة رصد بقايا هذه المبيدات في الفواكه والخضروات والنباتات العطرية خالل سنة 2017 بسبب فسخ الصفقة المبرمة مع الشركة المسؤولة عن عملية أخذ العينات.
جواب ONSSA
وقدم المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، مجموعة من التوضيحات، فضلا عن الإشارة لإجراءات اتخذت لتجاوز ومعالجة ما وقف عليه قضاة المجلس.
ويقول المسؤولون عن المكتب في ردهم، إن "السلطات العمومية من خلال إصلاح نظام مراقبة السلامة الصحية للمنتجات الغذائية على أن توفر مراقبة للمنتجات على طول السلسة الغذائية، فضلا عن إرساء الثقة مع المستهلك وتقوية تنافسية المهنيين وطنيا وتحميلهم المسؤولية بشكل أكبر. لكن وفي مقابل ذلك، احتفظت الجهات الوزارية المكلفة بمراقبة المنتجات الغذائية خاصة الصحة والداخلية بنفس المهام فيما يخص مجال السياسة العمومية المتعلقة بالسلامة الصحية للسلسلة الغذائية، حيث ماتزال تتدخل على مستوى أسفل السلسلة الغذائية".
تقرير أحمد مدياني Tel quel عربي

فيسبوك تطلق لأول مرة ما يُسمى بالمواعدة لعبيدها
تبرعت لأول مرة شركة فيسبوك للتواصل الجماعي عفوا الاجتماعي على عبيدها-الذين ارتفع عددهم من 431 مليون سنة 2010 إلى 2.41 مليار سنة 2019-خدمة جليلة وعظيمة لما يسمى بالمواعدة dating  أي بصريح العبارة 'تقواديت' بالعامية المغربية والقوادة بالعربية الفصحى.
فمن خلال بيان نُشر على الموقع الرسمي للشركة أعلنت فيسبوك عن بداية خدمة  dating كبداية في الولايات المتحدة، على أن يتم تعميمها فيما بعد في بلدان أخرى لا زالت فيها قيد التجربة، وتُتيح هذه الخدمة الجديدة للأعضاء المنخرطين في فيسبوك بإنشاء ملف تعريف مواعدة مباشرةً في التطبيق، وهو ملف تعريف منفصل تمامًا عن ملف الحساب الأصلي، ولا يسمح إلا لمن هم فوق سن 18 سنة للاستفادة من هذه الخدمة والفاهم يفهم.
وبمجرد إنشاء ملف تعريف للمواعدة، سيقترح فيسبوك على المنخرط شركاء محتملين بناءً على تفضيلاته واهتماماته وغيرها من الأشياء التي يقوم بها على هذا الموقع، ويعطيه نظرة أكثر دقة على هوية أي شخص يرغب في مواعدته، وإذا ظهر له شخص ما يعجبه في التطبيق، فيمكنه أن يكتب له رسالة قصيرة لربط الاتصال به والتأسيس لبداية علاقات غرامية بينهما.
وسيتمكن مستخدمو تطبيق إنستغرام كذلك من دمج منشوراتهم مباشرة في ملفهم الشخصي في المواعدة dating، مع إمكانية إضافة قصص وتدوينات معا إلى ملف تعريف المواعدة.
غير أن خدمة المواعدة لا تُتيح للمستخدم مشاهدة أصدقائه على فيسبوك الأصلي، إلا باستخدام أداة جديدة أُطْلِقَ عليها إسم  إعجاب سري secret crush، والذي يشترط في صاحب الحساب أن يُبدي إعجابه بتسعة منهم، سواء على فيسبوك أو من متابعيه على إنستغرام.
ولإخفاء الشمس بالغربال والتغطية على الكثير من فضائحها التي تفجرت أكثر من مرة، أكدت فيسبوك  أن ميزة المواعدة التي تطلقها اليوم صُممت لتكون آمنة وشاملة، وسنتبع الكذاب حتى ينسى ويفضح نفسه بنفسه.
المدون
ما أصبح يقع في المغرب غير طبيعي وجد خطير
أصدرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش بلاغا يوم 27 غشت 2019 بخصوص نصب تذكاري لتخليد ما سُمي ب"تخليد ذكرى الهولوكوست" نواحي مدينة مراكش، وطالبت فيه بفتح تحقيق نزيه لمعرفة المتورطبن في الأمر وتنوير الرأي العام بحيثيات القضية، وفيما يلي نص البلاغ:
 أقدمت سلطات إقليم الحوز على هدم ما يسمى أكبر مجسم في العالم لتخليد الهولوكست، وهو المجسم الذي شرعت في بنائه مؤسسة ألمانية بجماعة أيت فاسكا على بعد حوالي 26 كلم من مدينة مراكش في اتجاه مدينة ورززات.
ومعلوم أن المجسم الذي انفضحت أهدافه ومراميه السياسية من طرف الحركة الحقوقية ومناهضي التطبيع مع الكيان الصهيوني، شرعت في بنائه مؤسسة ألمانية  تحت أعين السلطات المحلية والمنتخبة رغم عدم ترخيصها، وللتحايل على الرأي العام وساكنة المنطقة، وحتى لا يثير المشروع حفيظة الساكنة والحركة الديمقراطية والرأي العام الوطني، روجت الجهات المشرفة على عملية البناء، أنها بصدد بناء منتزه للاستجمام والترويح ومنتجعا سياحيا .
وحسب المعطيات التي استقتها الجمعية، فإن المؤسسة الألمانية صاحبة المشروع، اقتنت الأرض وشيدت مقرا لها بالمنطقة، وباشرت عملية بناء المجسمات، وقد اعتمدت على اليد العاملة المحلية، كما عمدت المنظمة الألمانية إلى استغلال فقر ساكنة الدوار عبر مدها ببعض المساعدات الغذائية، وتهيئ ما يشبه ملعب بسيط لكرة القدم، ومد الأطفال بالكرات، إضافة الى بناء ساقية للماء.
وحسب الإفادات التي حصلنا عليها، فقد كان المشروع يستقبل بين الفينة والأخرى زوارا أجانب،كانوا يمارسون طقوسا غريبة عن المنطقة، وكانت الساكنة تتابعها من خلف السياج المحيط بالنصب،  وتفيد معطيات  أخرى استقتها الجمعية، فإن صاحب المشروع كان يعتزم بناء مجسم آخر وبنفس المواصفات في منطقة الويدان القريبة  أيضا من مراكش، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على العقار نظرا لرفض الساكنة بيعه أية بقعة أرضية مؤهلة لاحتضان مشروعه.
وبعد توالي التنديد بالمجسم وأهدافه السياسية، عمدت السلطات إلى وقف أشغاله وباشرت عملية الهدم يوم الإثنين 27 غشت الجاري، معتبرة أن البناء تم بدون ترخيص، مما دفع بصاحب المشروع إلى الاحتجاج على عملية الهدم بما فيها مقر جمعيته، وقام ببث مباشر لعملية الهدم .
إننا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة مراكش، اعتبرنا المجسم لا يعني الشعب المغربي لأنه ليس طرفا في عملية الهولوكوست، وأن هذا المجسم يقوي التطبيع مع الكيان الصهيوني وهو ما يتنافى مع مواقف الشعب المغربي الداعمة للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية.
والجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع مراكش المنارة، تعتبر حجة عدم التوفر على الترخيص عذر غير مقبول، لأنه لا يعقل أن تتم عملية بناء بهذا الحجم دون علم المجلس القروي وسلطات أيت فاسكا، إن الأمر  يتجاوز عدم احترام قوانين التعمير إلى المس بالسيادة الوطنية، لأنه ليس مقبولا إطلاقا مباشرة بناء مجسم من هذا القبيل وبأهدافه السياسية الواضحة المخالفة لكل تطلعات المغاربة وقواهم الحية، وتركن السلطات المحلية إلى السكوت وعدم التدخل.
كما  أن السلوكات التي كانت تصدر عن صاحب المشروع واستغلاله فقر ساكنة المنطقة،كانت كافية للبحث والتقصي حول غايات وأهداف المشروع، ومحفزا للسلطات لوقف البناء باعتباره خارج الضواط القانونية.
وعليه فإننا في فرع المنارة مراكش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، نؤكد على أن العملية برمتها لا تتوقف عند عملية الهدم بدعوى عدم الترخيص، بقدر ما يجب رفض أي مشروع من هذا القبيل  وتوخي الحذر من المشاريع غير الواضحة، واحترام سلطة القانون وسريانه على الجميع و ونطالب ب:
-فتح تحقيق في هذه القضية، وتحديد الجهات المسؤولة عن توفير البقعة الأرضية لقيام المشروع وبداية بنائه، مع ما يتطلب ذلك من جزاءات قانونية على المتعاونين والمتسترين وكل من لم يمارس مهامه طبقا للقانون،
-التصدي الحازم لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني أيا كان مصدرها، 
-فتح تحقيق حول مصادر تمويل المشروع خاصة التبرعات، وماهي الجهة التي سمحت له بتلقيها، خاصة أن المؤسسة الألمانية لها إعلانات تتوسم  تلقي الدعم، وهذ ما يؤكد أن المشروع وراءه جهات تسعى للتطبيع مع الحركة الصهيونية، باستغلال الهولوكوست وجرائم النازية.

من هم إذن العنصريون المتوحشون؟ تبا لكم
في حادث اعتداء ينم عن مدى الحقد الغربي على كل ما يمت للإسلام بصلة، شهدت مدينة بالتيمور أكبر مدن ولاية ميرلاند الأمريكية، واقعة تعرض رجل مسلم عجوز لاعتداء شنيع أثناء سيره نهارا جهارا بالشارع العام، ويظهر شريط الفيديو كيف قام ثلاثة أشخاص باعتراض طريق العجوز الطاعن في السن وإشباعه ضربا وركلا بطريقة وحشية وهمجية بدون أدنى رحمة ولا شفقة، ثم سلبوه ما يحمل في جيوبه، وتركوه مغشى عليه، والغريب في الأمر  أن لا أحد هب لإنقاذه أو مساعدته، وكأن هذه مدينة أشباح.
وعلينا حسب العدالة الأمريكية التي لم يولد مثلها في البلاد أن ننتظر إلى يوم القيامة بعد أن  تفتح الشرطة تحقيقا في الحادثة، وترى ورأيها هو الصواب الذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه  فيما إذا كانت الجريمة تحمل طابع الكراهية أم السرقة، على من تضحكون أيها العلوج؟


محمد مرسي الرئيس المصري الشرعي المظلوم شهيد نظام السيسي العسكري الاستبدادي الانقلابي الدموي
نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا للنائب المحافظ عن منطقة رايغيت، كريسبن بلنت، يقول فيه إنه توقع وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي بالطريقة التي حدثت يوم الإثنين 17 يونيو 2019.
ويقول بلنت في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن أحدا لم يستمع إليه، ويجب على الحكومة المصرية وقد وقع ما وقع أن تفتح تحقيقا في التعذيب الذي تعرض له مرسي طوال الستة أعوام التي قضاها في زنزانة انفرادية في سجن طرة سيئ السمعة.  
ويبدأ النائب مقاله بالإشارة إلى ما قاله حارس سابق في سجن "العقرب" المصري، بأن السجن مصمم بطريقة "لا يخرج من يدخله إلا ميتا"، مشيرا إلى أن هذا الكلام ثبت في حالة الدكتور محمد مرسي، الذي سقط في القفص الزجاجي الذي كان يقف فيه أثناء المحاكمة يوم الإثنين، في واحدة من جلسات محاكمته الطويلة بتهمة التجسس. 
ويشير بلنت إلى أن مرسي، وهو أول رئيس منتتخب لمصر في عام 2012، مات في سجن جهاز أمن الدولة، الذي أجبره على الخروج من السلطة بعد عام من انتخابه.
ويقول بلنت: "في العام الماضي ترأست لجنة من النواب والمحامين البريطانيين، التي أوكلت لها مهمة مراجعة ظروف احتجاز الدكتور مرسي، واستنتجنا بناء على شهادات من عائلة الدكتور مرسي، ومن يعرفون بأوضاعه، أنه لا يحصل على (العناية الطبية المناسبة ولا مراقبة كافية لمرض السكري الذي يعاني منه أو مراقبة معاناته من مرض الكبد)، وقلنا إنه بناء على التوازن بين الاحتمالات فإن احتجازه المستمر (الوحشي وغير الإنساني والمعاملة المهينة) قد يؤدي إلى تراجع سريع في صحته وربما الموت".
ويضيف النائب: "قلنا إن على الحكومة المصرية واجب توفير العناية الطبية المناسبة للدكتور مرسي، بصفته سجينا، لكنه وطوال الستة أعوام التي اعتقل فيها احتجز في زنزانة انفرادية، وعزل عن العالم الخارجي، وحرم من التواصل مع الطبيب أو محاميه، ولم يسمح لعائلته برؤيته إلا ثلاث مرات، وفي هذه الظروف المروعة فقد وزنه وعانى من نوبات الإغماء وغيبوبة السكري".
ويتابع بلنت قائلا: "لقد شجبت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب المصري مراجعتنا المستقلة، في وقت لم تسمح فيه الحكومة المصرية لجهة مستقلة للرقابة بالإشراف على وضع اعتقال الدكتور مرسي".
ويعتقد النائب البريطاني أن "ظروف اعتقال الدكتور مرسي تجعل الرئيس السيسي، من الناحية المبدئية، متورطا في جريمة التعذيب، وهي جريمة تخضع لصلاحيات واختصاص عالميين، وهو مسؤول عن قتل الآلاف من الناس عندما تم فض اعتصام الميادين في القاهرة عام 2013، وهو مسؤول عن عمليات قتل خارج القانون والتغييب القسري الذي أصبح منتظما منذ سنوات". 
ويلفت بلنت إلى أن آخر الإحصائيات تقول إن هناك حوالي 60 ألف سجين رأي قابعون في السجون المصرية، قائلا إنه "كان واضحا في الوقت الذي قمنا فيه بالمراجعة، كما هو واضح الآن، أن معاملة الدكتور مرسي عكست أشكالا من إساءة معاملة السجناء المصريين، وبالتأكيد فقد ذكر المجلس الوطني لحقوق الإنسان في مصر في عام 2016، أن المعاملة المهينة والحرمان أو التدخل في تقديم العلاج للمعتقلين في سجن العقرب كانت أساليب منتشرة، وكذلك في سجن طرة الأمني، بالإضافة إلى انتهاكات خطيرة ارتكبت في أماكن أخرى". 
ويرى بلنت أنه "لو تحسنت الظروف التي احتجز فيها الدكتور مرسي منذ نشر مراجعتنا، لكان من مصلحة النظام المصري إجراء تحقيق مستقل، لكن لم تكن هناك أي إشارة عن فتح تحقيق، وبعد ساعات من وفاة الدكتور مرسي البالغ من العمر 67 عاما، دفن في شرق القاهرة، ولم يسمح إلا لعائلته بحضور الدفن، وأخبر نجل الدكتور مرسي عبد الله وكالة أنباء (رويترز) أن العائلة طلبت من السلطات السماح بدفن الدكتور مرسي في جنازة عامة في بلدته، لكن الطلب رفض".
ويختم بلنت مقاله بالدعوة إلى إجراء تحقيق، مؤكدا أن "الإعلان عن إجراء تحقيق دولي مستقل يحظى بمصداقية هو الخطوة التي يجب اتخاذها، وبعد ست سنوات من المعاملة السيئة في السجن، التي انتهت بالوفاة العلنية لأول رئيس مُنتخَب بطريقة ديمقراطية في تاريخ مصر، يجب أن تكون هناك محاسبة حقيقية".
وفي تقرير لمراسلتها بيل ترو كتبت صحيفة الإندبندنت على أن الرئيس المصري السابق "قتل" بعدما تركته قوات الأمن ملقى على أرضية القفص الزجاجي، ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الاتهام وجه لقوات الأمن بعدما قال أصدقاء وزملاء الرئيس الراحل إنها فشلت في توفير الإسعاف الأولي له عندما سقط أثناء جلسة استماع في محكمة في القاهرة يوم الاثنين
وكشفت بيل ترو على أن حرس السجن تركوا الرئيس السابق البالغ من العمر 67 عاما "ملقى" على الأرض في القفص الزجاجي الذي وضع فيه مع بقية السجناء، ولمدة 20 دقيقة، رغم طلب النجدة من بقية المعتقلين في القفص
وتلفت الصحيفة إلى أن مرسي الذي كان يعاني من مرض السكري والكبد انهار بعدما تحدث لعدة دقائق في جلسة لإعادة النظر في قضية التخابر مع حركة حماس في غزة، ويفيد التقرير بأن النائب العام نفى هذه المزاعم، قائلا إن الرئيس السابق "نقل حالا إلى المستشفى"، وأعلن عن وفاته لاحقا، ويعتقد أنه مات نتيجة لنوبة قلبية، مشيرا إلى أن جماعات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة دعت إلى تحقيق مستقل في ظروف اعتقال ووفاة الرئيس السابق.
ونوهت الصحفية إلى أنه تم دفن الرئيس الأول المنتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر على جناح السرعة في مدينة نصر، شرق العاصمة، بعدما رفضت السلطات رغبة عائلته التي طلب دفنه في مسقط رأسه في محافظة الشرقية، مشيرة إلى أنه لم يحضر جنازته سوى عدد قليل من أفراد عائلته ومحاميه، لكنهم لم يطلعوا على تقرير الطب الشرعي.
وتنقل الصحيفة عن عبد الله الحداد، الذي كان والده وشقيقه يحاكمان إلى جانب مرسي في المحكمة يوم الاثنين، قوله إن الشهود أخبروه بأنه لم "يهتم" أحد عندما انهار مرسي، وأضاف: "ظل ملقى على الأرض لفترة حتى قام الحرس بأخذه، وحضرت سيارة إسعاف بعد نصف ساعة، ولاحظ المعتقلون الآخرون فقدانه للوعي وأخذوا يصرخون، وطلب بعض المعتقلين الذي كان منهم أطباء السماح لهم بتقديم الإسعاف الأولي له"، وأضاف الحداد:" إهماله في البداية كان مقصودا، وأول شيء فعله الحراس هو إخراج عائلات المعتقلين من قاعة المحكمة". 
ويورد التقرير نقلا عن الحداد، قوله إنه يخشى على والده الذي حرم من إجراء عملية في القلب، وعانى من نوبات في السجن، لافتا إلى أن الصحافية تأكدت من كلام الحداد من خلال أصدقاء المعتقلين ممن تحدثوا مع أقارب مرسي والمعتقلين في أثناء المحاكمة، لكنهم طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لأسباب أمنية، وتنقل الصحفية بيل ترو عن الناشط، قوله: "بعد عشر دقائق من توقفه (مرسي) عن الكلام بدأ الأشخاص المحتجزون في الصندوق بالضرب على زجاجه، قائلين إنه غاب عن الوعي، ويحتاج للمساعدة"، وأضاف: "أخبرتني العائلات أن الشرطة لم تفعل شيئا لمدة 20 دقيقة رغم الصراخ، وتركوه هناك.. بعد ذلك بدأت الشرطة بالطلب من عائلات المعتقلين بمغادرة قاعة المحاكمة ثم جاءت سيارة الإسعاف،" وتشير الصحيفة إلى أن عمرو دراج، الذي عمل وزيرا للتعاون الدولي قبل انقلاب الجيش عام 2013، أكد هذه الرواية، ونقلت "الإندبندنت" عنه، قوله إن الرئيس السابق ترك ملقى على أرضية القفص وهو غائب عن الوعي لنصف ساعة، مشيرا إلى أن مرسي لم يحصل على العلاج المناسب وهو في السجن، وأضاف: "لم يسمح إلا لعدد قليل لا يتجاوز العشرة بالمشاركة في جنازته، ولم يتم فحص جثته من فريق مستقل.
"ويلفت التقرير إلى أن وزارة الخارجية المصرية لم ترد مباشرة على هذه الاتهامات، وبحسب الرواية الرسمية فقد نقل مرسي مباشرة إلى المستشفى بعد فقدانه الوعي، مشيرا إلى أن هيئة الاستعلامات المصرية أصدرت بيانا مستقلا، رفضت فيه التقارير التي قالت إن مرسي تمت معاملته بطريقة سيئة وهو في السجن، وقالت إن طلب حصوله على العناية الطبية أمرت به المحكمة، واتهمت الهيئة منظمات حقوق الإنسان بـ"نشر الأكاذيب"، وسط الدعوات المتكررة لتحقيق مستقل في وفاته.  
وتذكر الصحفية أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" وصفت وفاته "بالمروعة لكنها متوقعة"، وقالت إن عائلته تحدثت عن نومه على أرضية زنزانته المزرية في سجن طرة، وبأنه عانى من نوبات سكري بسبب الإهمال الطبي.
 وتفيد الأندبندنت بأن مجموعة من المحامين والنواب البريطانيين أصدرت تقريرا شجبوا فيه الوضع السيئ الذي يعاني منه الرئيس السابق، وحذروا من وفاته إن لم يتلق العلاج الطبي العاجل، مشيرة إلى أن النائب المحافظ عن منطقة رايغيت، كريسبن بلنت، ترأس هذه اللجنة، واستنتج مع بقية أعضاء اللجنة التي راجعت ظروف مرسي، أنه تعرض لتعذيب بسبب احتجازه في الزنزانة لمدة 23 ساعة.
  وينوه التقرير إلى أن الدكتور مرسي انتخب رئيسا عام 2012، بعد فوزه على رئيس وزراء حسني مبارك أحمد شفيق، ولم يبق في السلطة إلا لمدة عام، حيث اعتقله الجيش الذي أطاح به في انقلاب عام 2013، وبقي في مكان مجهول، ولم يظهر إلا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2013، وقام الجيش خلال فترة اعتقاله المجهولة بحملة قتل فيها الآلاف من أنصاره.
 وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن وسائل الإعلام في القاهرة تجاهلت وفاته، ولكن في إسطنبول شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في صلاة غائب على صديقه، ووصف مرسي بالشهيد، وحـَمَّلَ طُغَاةَ مصر مسؤولية وفاته.
ترجمه الموقع الإلكتروني عرب 21 عن صحيفة الأندبندنت البريطانية

الخوصصة أو الخصخصة بالمغرب هو مشروع ارتجالي فشل في حل الأزمة المالية الخانقة للدولة
الكلام عن الخوصصة في قانون المالية لعام 2019، يبدو كاستدراك لقرارات عشوائية اتخذت سلفًا، ففطن هؤلاء إلى فكرة “الخوصصة” في هذه الظرفية، وهذا يذل على عمق الفكرة الارتجالية، ذلك أن القرار لم يتم بناءه على دراسة ولا تحليل ولا أيّ شيء، يقول  الاقتصادي المغربي تنجيب أقصبي لـ”اليوم24
صدر الظهير رقم 1.19.77 في 18 أبريل 2019 والقاضي بتعيين أعضاء لجنة التحويل من القطاع العام إلى القطاع الخاص (الخوصصة) وأعضاء الهيئة المكلفة بتقويم المنشآت العامة المراد تحويلها إلى القطاع الخاص (المعروض للخوصصة)، في آخر عدد للجريدة الرسمية الصادر أمس الاثنين 29 أبريل 2019.2019.
أثار موضوع “الخوصصة”جدلا واسعا على مدى السنوات الماضية، من طرف أكادميين وإقتصادين متخصصين، لدرجة أن هناك ممنظمات وهيآت ظلت تُعارض برامج الدولة القاضي بخوصصة القطاعات العمومية، فلكل الأطراف أسبابه، غير أن الخطاب الرسمي يتحدث عن “تنمية سوق الشغل” و”الحد من البطالة” و “ترويج الاقتصاد الوطني”، فهل تلك المبررات كافية وموضوعية لغرض خوصصة القطاعات الحيوية؟ ماهي تحديدًا؟ وماهي معايير تحديدها؟.
نجيب أقصبي، الخبير الاقتصادي يكشف “لليوم24 ” من وجهة نظره كخبير، حكاية “الخوصصة” التي مضت فيها الدولة منذ 1993 إلى غاية 2007، فماذا كانت النتيجة؟
يقول أقصبي، لا جواب لدينا، وعلينا أن نسأل الذين خططوا للخوصصة منذ ذلك الوقت، فلا دراسات ولا تحليلات وأثار تقييم، ولا هم يحزنون، حتى الآن لا نعرف إلى أين نمضي بهذا البرنامج.
يؤكد المصدر ذاته منذ 2007 حكاية الخوصصة انتهت، والقائمون على البرنامج لم يضعوا أيّ حصيلة منذ 1993 إلى غاية 2007، وحتى الآن جرى خوصصة العشرات من الشركات والمؤسسات العمومية، وحصلت الدولة على عائدات بحوالي 100 مليار درهم، غير هذا لا  أحد يعرف شيئا عن “الخوصصة.
وكشف نجيب أقصبي أن هذه الأرقام لم تـُجب عن وعود الحاكمين التي كانت تتحدث عن تنمية سوق الشغل، والحد من البطالة وترويج الاقتصاد الوطني، فالمغاربة لم يروا تلك الوعود ومن أبرزها تلكم التي ظلت تتحدث عن خلق مناصب الشغل.
وأردف نجيب أقصبي: “إنهم يتحدثون عن الخوصصة، ولم يقدموا أيّة حصيلة موضوعية حول “الخوصصة” بين 1993 و 2007، فكيف الكلام عن الخوصصة دونَ أن نعرف ماهية “الخوصصة” التي جرى القيام بها في الماضي، ماذا أخرت وماذا قدمت للمغاربة؟” وهذا يدل على أن القائمين على الوضع لا يهتمون بموضوع ربط المسوؤلية بالمحاسبة، فهذا بالنسبة لهم مجرد كلام.
الهدف مالي محض:
وعن الدافع الذي جعل الدولة تُخرج “ورقة الخوصصة” في الظرفية الراهنة، يقول نجيب أقصبي بأن الدافع هو مالي محض، ويعني ذلك أن الدولة غارقة في الديون والأزمة المالية، وبما أنها استنفدت خلال العشر سنوات الماضية جميع الإمكانيات المتعلقة بـ”المديونية والاقتراض”، فالشرط الوحيد المتبقي لها هو الرجوع إلى الخوصصة.
ويُضيف نجيب أقصبي قائلا: “هذه الخوصصة ليست لها دوافع اقتصادية ولا اجتماعية ولا حتى “مذهبية”، لذلك فالدافع الوحيد هو مالي محض، وحتى إن كان موضوع “الخوصصة” هو دافع مالي محض، على الأقل يجب أن نتناقش ما هي “إيجابيات الخوصصة” ماذا قدمت لنا تحديدًا؟ وماذا أخذت لنا؟
10 ملايير درهم وعيد “الخوصصة” فهل هذا المبلغ سوف يحل أزمة الدولة المالية؟
في قانون المالية لعام 2019 توعد الساهرون عليه بتحصيل 6 ملايير درهم نتيجة الخوصصة، في حين يوضح القرار الجديد بإحداث لجنة الخوصصة بتحصيل 10 ملايير درهم، وما بين 6 إلى 10 ملايير درهم هل سيمكن ذلك الدولة من الخروج من نفق الأزمة؟
يجيب نجيب أقصبي عن ذلك بقوله ” 10 أو 6 ملايير درهم لا تمثل أيّ شيء مقارنة بالخصاص الذي تعيشه الدولة، فميزانية الدولة تتعدى 350 مليار درهم، والآن يقولون إن الخوصصة ستنعش خزينة الدولة بعائدات بين 6 إلى 10 ملايير درهم، فهل هذا الرقم سيحل المشكل المالي للدولة؟ طبعا لا، ويضيف نجيب أقصبي قائلا: “مقابل كل هذا يتبين أن هذه الخوصصة “ما عندها لا دين ولا ملة”، إنهم يقومون بخوصصة القطاعات من أجل خوصصتها فقط، والدليل على هذه “الارتجالية” هو خوصصة “فندق المامونية الغارق في الإفلاس” وبالتالي يبدو أن هذع القرارات جاءت نتيجة الضغط.
وكشف المصدر ذاته: “إذا تحدثنا عن جلب العوائد لحل الأزمة المالية التي تتخبط فيها الدولة، يجب إدخال إلى خزينة الدولة في الظرفية الراهنة مابين 50 مليار درهم إلى 100 مليار درهم وليس 10 ملايير درهم.
وتساءل نجيب أقصبي قائلا: “ماذا تبقى لنا لخوصصته؟ وماهي الشروط التي تُحدد اختيار المؤسسات والشركات التابعة للدولة لخوصصتها؟ من أجل جلب مقدار مالي معين لإخراج الدولة من “عنق زجاجة الأزمة”.
وتخوف نجيب أقصبي من أن “الأهداف الاقتصادية والاستراتيجية “انتهت” بحسبه، قائلا في هذا الصدد: “لم يعد أحد يتكلم عنها، إذا ذهبنا على هذا النحو إلى أين وإلى متى سنظل نبيع؟ إذ لم يبق  لنا شيء لنبيعه (الذهب الـمُخزن انتهى)، فماذا تبقى؟ من المؤسسات العمومية التي يُمكن أن تتم خوصصتها كي تجلب عوائد مالية؟ هذا هو السؤال الذي على “لجنة الخوصصة” أن تُجيب عليه.
المدون بتصرف عن  الموقع الإلكتروني "اليوم 24"
الأجير المغربي بالحد الأدنى من الأجور يلزمه 154 سنة حتى يصل إلى ما يتقاضاه ملياردير مغربي في 12 شهرا
في تقرير جديد لمنظمة أوكسفام المغرب بعنوان: “من أجل مغرب منصف، ضريبة عادلة”، شمل تقييماً لوضعية ومظاهر اللامساواة في المملكة، حيث تم الخروج بتوصيات لجعل النظام الضريبي أداة للحد من الفوارق الاقتصادية والاجتماعية، هذا التقرير صدر بالموازاة مع تنظيم المناظرة الوطنية الثالثة حول النظام الجبائي المغربي التي ستنعقد يومي 3 و4 ماي المقبل.
وجاء في التقرير أنه “في سياق دولي يتسم باتساع الفوارق الطبقية بين الفقراء والأغنياء، فإن المغرب لا يعدو أن يكون بمعزل عن هذه المعضلة، فعلى الصعيد الجهوي يعتبر المغرب من أكثر الدول اتساعا من ناحية الفوارق الاجتماعية ومن بين الدول المغيبة للعدالة الاجتماعية على المستوى الدولي”.
وأورد التقرير أنه “في الوقت الذي يعاني فيه أزيد من 6.1 مليون شخص من الفقر والتهميش وانعدام الضروريات الأساسية، بلغ مجموع ثروة أغنى ثلاث مليارديرات بالمغرب سنة 2018  حوالي 5،4 مليار دولار ( حوالي 5000 مليار سنتيم ) ، بينما يتواجد 2،4 مليون شخص في وضعية هشة أي على عتبة الفقر”.
وكشف تقرير أوكسفام “إلى أن أجير بالحد الأدنى من الأجور يلزمه 154 سنة حتى يصل إلى ما يتقاضاه ملياردير مغربي في 12 شهرا”.
وجاء في التقرير أنه “أمام هذا الواقع المتسم بغياب العدالة الاجتماعية فإن إعادة النظر في الخيارات السياسية والاقتصادية يجب أن تكون في صلب النقاش حول النموذج التنموي المغربي الذي أطلقه الملك في أكتوبر 2018.
وأضاف التقرير” أن الحلول المقترحة الرامية لوضع حد للامساواة الاجتماعية تستلزم من صانعي القرار أن يتخذوا تدابير طموحة لتغيير الوضع، وفي هذا السياق أطلقت منظمة أوكسفام المغرب حملتها ” ضريبة عادلة ، من أجل مغرب منصف ” مع شركائها في المجتمع المدني، حيث دعت المنظمة المواطنين والمواطنات إلى ضرورة أن تكون محاربة الفوارق الاجتماعية من الأولويات السياسية في المغرب.
عن الموقع الإلكتروني كواليس الريف
ضابط مخابرات أمريكي: داعش صناعة صهيوأمريكوبريطانية بتمويل خليجي
نشر ضابط المخابرات الأمريكية السابق 'إدوارد جوزيف سنودن'، عن وثيقة وُصفت بالخطيرة حول تشكيل 'داعش' يعود تاريخها لسنة 2004، ووفق الوثيقة المذكورة، فالمخابرات المركزية الأمريكية المعروفة اختصار بـ CIA هي من صنعت تنظيم 'جبهة النصرة' الإرهابية من رحم 'القاعدة'، لتحل محلها وتكون قادرة على استقطاب المتطرفين من جميع أنحاء العالم، وتركيزهم بمنطقة الشرق الأوسط من خلال عملية أُطْلِقَ عليها إسم 'عُشُّ الدَّبَابِيِر'، بهدف زعزعة استقرار مجموعة من الدول العربية بعد احتلال الولايات المتحدة الأمريكية للعراق سنة 2003.
وأفاد 'سنودن'، أن مديري المخابرات الأمريكية، البريطانية، والإسرائيلية، اجتمعوا بتاريخ 19 فبراير 2004، في قصر أحد الأمراء العرب في جنوب لندن لمدة 3 أيام وقرروا تقسيم العمل إلى قسمين، تأسيس التنظيم الإرهابي لـ'جبهة النصرة' والقضاء الكلي على 'حزب الله' اللبناني، واختار المجتمعون 'أبو مصعب الزرقاوي'  الذي يُدعى (أحمد فاضل نزال الخلايلة)، الذي كان معتقلا في الأردن وأُطلق سراحه، وخضع لفترة تدريب في أحد معسكرات تدريب CIA في إحدى الدول العربية، ثم نُقل الى الأنبار العراقية، ومن هناك انطلق لتأسيس التنظيم الجديد تحت إشراف العقيد في المخابرات البريطانيه 'مايكل إيرسون' الذي يجيد العربية بطلاقة، وقد تم تحويل  860 مليون دولار للتنظيم في بداية الأمر، وكانت الأموال تُنقل الى 'الزرقاوي' بالشاحنات ليقوم بإرسال المتدربين الى معسكر 'مراد نظملي' في 'غازي عنتاب' بتركيا، كي يعمل على تدمير المقاومة المسلحة العراقية.
فاتسع نفوذ 'الزرقاوي' بالموصل ،تكريت ،الأنبار وديالا، فبدأ يتمرد على قائده العميد 'مايكل إيرسون' ما اضطره للتخلص منه وقتله في بعقوبة يوم 07 يونيو 2006، ليُسَلَّم التنظيم لـ"إبراهيم البدري" المكنى (أبو بكر البغدادي) الذي كان مسجونا في سجن بوكا في بغداد، إذ أُخرج ونُقل بطائرة أمريكية الى إسرائيل حيث تلقى تدريباً عسكرياً ومخابرتياً مكثفاً لدى الموساد في مركز 'نحال موشي'، وعاد بعد ذلك الى العراق وأخذ يُجَيِّشُ أبناء الشعب العراقي من الطائفة السنية بحجة التهميش وقتال المحتلين والروافض، وينفق عليهم من الأموال التي كانت تُرسل إليه ليلتف حوله عدد كبير من أبناء الشعب العراقي .
ويضيف "إدوارد سنودن' في وثيقته، أنه في شهر نيسان 2007، اسْتُدْعِيَ "أبو بكر البغدادي" إلى تركيا ومنها نُقل إلى تل أبيب بطائرة خاصة، ليُطلب منه أن يستوعب أعدادا كبيرة من المقاتلين من السعودية، اليمن ، تونس، فرنسا وبريطانيا، وَتَمَّ فتح مركز تدريب جديد في 'غازي عنتاب'، وَكُلَّفَ مسؤولون أمنيون لبنانيون بتهريب الأسلحة إلى القرى السورية التي يغلب فيها نفوذ الإخوان المسلمين، وبدأ ضخ الأموال للداخل السوري، وما أن انطلقت الانتفاضة في درعا، حتى طُلِبَ من البغدادي التوسع إلى الداخل السوري. وعملت هذه الأجهزة، على أن تكون سوريا محطة يجتمع فيها كافة المتطرفين الإسلاميين في العالم، وهكذا بلغ عدد الجنسيات التي تقاتل في سوريا ثمانية وسبعون جنسية وعدد المقاتلين 148 ألف، وقد أُنْفِقَ على هذة العمليات 107 مليار دولار من الدول العربية وفق وثائق 'إدوارد سنودن'.
عن الموقع الإلكتروني watan.ma
هل تجرؤ المحكمة الجنائية الدولية على فعلها؟
تدرس محكمة الجنايات الدولية بلاهاي -التي تأسست وفقا لميثاق روما عام 2002 لمحاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء- مقاضاة عدد من عناصر الجيش الأمريكي والمخابرات الأمريكية بسبب اتهامات بانتهاكات لحقوق معتقلين في أفغانستان، وبمجرد علمها بالخبر نددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية إذا أصرت على الاستمرار في جهودها لمحاكمة مواطنين أمريكيين.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بأن الولايات المتحدة ستقوم بفعل كل شيء لحماية مواطنيها، وأن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا أصرت المحكمة الجنائية الدولية على قرارها، وهدد بولتون القضاة العاملين في المحكمة الجنائية الدولية بمنعهم من دخول الولايات المتحدة وتجميد أرصدتهم البنكية داخل بلاده.
وأضاف بولتون بأن الولايات المتحدة ستقوم بأكثر من ذلك بمحاكمة هؤلاء القضاة  أمام النظام القضائي الأمريكي، كما ستتبع الولايات المتحدة نفس الإجراءات مع أي دولة أو هيئة أو مؤسسة تعاون المحكمة الجنائية الدولية في محاكمة مواطنين أمريكيين، وبرر بولتون قرار بلاده بأن محاكمة المحكمة الجنائية الدولية لمواطنين أمريكيين تعد خرقا لسيادة بلاده وتهديدا لأمنها القومي.
ولم يقف إرهاب بولتون عند هذا الحد بل انتقد أيضا التحركات الفلسطينية لدفع المحكمة الجنائية الدولية لفتح تحقيق في انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبها جنود صهاينة في غزة والضفة الغربية المحتلة، وهي تحركات وصفها الصهاينة بأنها مسيسة.
وردت المحكمة الجنائية الدولية على الفور  في بيان لها على أنها مؤسسة مستقلة وحيادية تدعمها 123 دولة حول العالم، وبصفتها ساحة قضاء، فإنها ستواصل عملها دون أن يردعها شيء، تماشيا مع تلك المبادئ ومع فكرة سيادة القانون الشاملة.
فهل ستجرؤ محكمة الجنايات الدولية أن تعامل الولايات المتحدة الأمريكية وحبيبتها (إسرائيل) بنفس الطريقة المتشددة والصارمة التي طالما تعاملت بها مع الدول الأفريقية خاصة والدول الصغيرة والمستضعفة عامة؟؟
المدون
الغرب الصليببي والصهيونية العالمية يصنعون من تونس حصان  طروادة لاقتحام حصون باقي الدول العربية 
وتدمير ما تبقى فيها من ثوابت الشرع الإسلامي 
ليس من المستغرب أن تفتح منظمة هيومن رايتس ووتش الصليببية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان فوهات مدافعها على حزب النهضة الإسلامي التونسي لرفضه اقتراحات ما يسمى بلجنة الحريات الفردية والمساواة بقيادة السبسي بإدخال ما سمُي ب (إصلاحات إجتماعية) من ضمن ما تشمله إقرار المساواة في الإرث بين الذكر والأنثى وعدم تجريم المثلية الجنسية.
وقد لقيت هذه المقترحات المنافية تماما لثوابت الشرع الإسلامي رفضا شديدا من طرف الغالبية البرلمانية ومن قبل منظمات دينية وجهات سياسية لا سيما حزب النهضة الإسلامي.
وقالت المنظمة الصليبية هيومن رايتس ووتش في بيان لها: "إن الرفض الرسمي من حزب النهضة، أحد الأحزاب السياسية الرئيسية في تونس، لمبادرة رئاسية لإقرار المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في الميراث يشكل ضربة لحقوق المرأة في البلاد".
وأكدت آمنة قلالي مديرة مكتب تونس في هيومن رايتس ووتش أن "رفض حركة النهضة لهذا المقترح هو بمثابة خيانة لحقوق التونسيات"، منددة بـ"بيانات غير محددة" للحزب متعلقة بموقفه من المساواة في الميراث، وتابعت قلالي أن: "رفض حركة النهضة لهذا المقترح يعيق تصدر تونس لمكانة ريادية في هذا المجال في العالم العربي"، داعية "التقدميين في النهضة إلى أن يطالبوا بوضع حد لهذه القرارات الرجعية التي لا تنتصر لحقوق المرأة".
المدون
كيف ضاعت رسالة الحج بسبب ممارسات السلطات السعودية
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا تحدث فيه عن "خيانة ملوك السعودية للتاريخ القديم للأماكن المقدسة من خلال ارتكاب جرائم في حق الشعب اليمني المسلم، وخذلانهم للشعب الفلسطيني وقضيته بعد التحالف مع العدو الصهيوني".
وقال الموقع في تقرير ترجمته "
عربي21"، إنه مع اقتراب موعد الحج السنوي، أعلنت الأمم المتحدة عن اندلاع وشيك لموجة ثالثة من الكوليرا في اليمن، ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، تسبب هذا المرض في مقتل 2300 شخص وإصابة أكثر من مليون آخرين، وهو ما يعتبر كارثة طبية وفق كل المعايير.
وذكر الموقع أن الحج الذي فرض على جميع مسلمي العالم مرة في العمر يمنح منظميه العديد من الامتيازات. فهو يكسب حكام المملكة العربية السعودية الهيبة والشرعية في العالم الإسلامي ويعزز مكانتهم كأوصياء على الأماكن المقدسة، كما يمثل الحج مصدرا هاما للعائدات بالنسبة للمملكة، وهو يحتل المرتبة الثانية بعد صناعة النفط.
وأكد الموقع أنه لا يمكن تحديد أرقام دقيقة لإيرادات الحج، ولكن تشير تقديرات سنة 2014 إلى أن هذه الإيرادات قد بلغت 8.5 مليار دولار لتلك السنة فقط، ويستشهد البعض الآخر بمتوسط سنوي يتراوح ما بين 12 و20 مليار دولار، مع الأخذ بعين الاعتبار إيرادات "العمرة" بقية السنة.
ونقلا عن جريدة عرب نيوز، التي نشرت سنة 2017 تصريحات للعديد من الخبراء الاقتصاديين، فإن إجمالي إيرادات الحج سيصل إلى 150 مليار دولار بحلول سنة 2022، وقد أجبرت الأعداد المتزايدة من الحجيج المملكة العربية السعودية على بناء المزيد من الفنادق ومراكز التسوق والطرق وغيرها من البنى التحتية، كما ساهم ذلك في خلق آلاف مواطن الشغل.
وبين الموقع أنه بالنظر إلى عوامل الجذب الاقتصادية، من غير المرجح أن تتخلى السعودية عن ملكيتها لإدارة الحج، على الرغم من أنها لا تملك الحق في ذلك أكثر من أي دولة إسلامية أخرى، ومنذ عدة عقود، تم عرض عدة مقترحات بشأن استبدال الإدارة السعودية للحج بهيئة دولية من ممثلي الدول الإسلامية تحت رعاية منظمة التعاون الإسلامي، ولكن لم يتم اتخاذ أي إجراء حتى الآن.
ومن خلال فكرهم الوهابي الذي فرضوه على المسلمين أنّ تسنى لهم ذلك، عمد حكام المملكة العربية السعودية إلى هدم 
90 بالمئة من الأحياء القديمة في مكة المكرمة والمساجد والمقابر والأضرحة والمنازل التاريخية، لقد أزالوا جميع بيوت ومقابر عائلة النبي والخلفاء الراشدين الموجودة هناك، كما صيّروا منزل خديجة الزوجة الأولى للنبي مرحاضا عموميا، وهدموا منزل عمه حمزة على الرغم من أنه صمد إلى ما يقارب 1400 عام، وقد وضع قبر النبي على لائحة الإزالة، لكنهم توقفوا إثر هبّة دولية.
وأفاد الموقع بأن مكة المكرمة باتت اليوم مدينة ناطحات سحاب بلا روح تحتضن مراكز تسوق وفنادق فاخرة، وقد بنيت على أعلى مستوى وكأنها تحاول التقليل من شأن الكعبة، وللأسف لا تحمي اليونسكو أيا من معالم المدينة، ما يجعلها تحت التصرف المطلق للعائلة الحاكمة السعودية.
كما سلط الموقع الضوء على ممارسات المملكة العربية السعودية التي تنخرط بكل ثقلها في الحروب والصراعات، مخالفة مفهوم الوحدة والانسجام الذي تفرضه روح الحج، فمنذ سنة 2015، كانت المملكة رأس حربة لحرب مدمرة شنت ضد اليمن، وقد أدت هذه الحرب التي لم تستثن المدنيين إلى وفاة 50 ألف طفل وفق تقديرات اليونيسف لسنة 2017، إلى جانب تدمير أجزاء كبيرة من البنية التحتية لهذا البلد الفقير.
وتجدر الإشارة إلى أن المملكة لم تكتف بهذا القدر من الدمار بل قامت بمحاصرة الموانئ اليمنية، مما أدى إلى انتشار المجاعة والأمراض، ومع ذلك، ما زالت المملكة العربية السعودية وحلفاؤها يواصلون حربهم المدمرة، مما أغرق البلد الفقير في الفقر المدقع دون فائدة ترجى.
وأشار الموقع إلى أن السعوديين قاموا بإطالة أمد النزاع الدموي في سوريا من خلال التمويل العشوائي للجماعات الجهادية الوحشية التي لا يمكنها إلا أن تعيث فسادا بين الشعب السوري، في الوقت نفسه، يحتفظ السعوديون بموقف عدائي لا طائل من ورائه تجاه إيران التي لا يستطيعون هزيمتها، ولكنه موقف يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة لا غير.
وذكر الموقع أن حكام السعودية قد وضعوا قطر جارتهم المقربة جدا تحت حصار دام سنة، ليحرموا أنفسهم من وحدة الخليج وهو العنصر المطلوب للتصدي لإيران التي يزعمون أنها تشكل تهديدا عليهم، والأخطر من ذلك، أن المملكة العربية السعودية تتشبث بشكل وثيق أكثر من أي وقت مضى بعلاقتها بإسرائيل؛ داعية الحرب في المنطقة والعدو الحقيقي للعرب.
والجدير بالذكر أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يبدو أنه لا يفهم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قد تحالف مع جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات، وهما من أكثر الصهاينة الأمريكيين قسوة اللذين يتمثل طموحهما في إخماد القضية الفلسطينية إلى الأبد.
وفي الختام، أكد الموقع أن سحب الدعم من الفلسطينيين لصالح مغتصبهم ومضطهدهم ليس عملا من أعمال الحماقة والظلم فحسب، بل هو وصفة نزاع لا نهاية له سيؤدي إلى مزيد زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، وكل ما سبق ذكره هي خطايا اقترفها حكام المملكة العربية السعودية التي يجب أن يفكروا فيها ويتوبوا عنها وهم وقوف على جبل عرفات.
اقتصاد الريع والفساد بالمغرب
قال الأستاذ الجامعي والخبير الاقتصادي المغربي نجيب أقصبي: "إن الحركات الاجتماعية لم يسبق لها أن وقفت بالمغرب لأن نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج، فبعد عشرين فبراير والدستور الجديد لم تحل جميع المشاكل، ظهر حراك الريف وجرادة والمناجم وما بعدها وصولا إلى المقاطعة".
وأضاف أقصبي خلال ندوة سبق أن نظمتها مؤسسة محمد عابد الجابري في أواخر شهر يوليوز 2018، حول "اقتصاد الريع والفساد بالمغرب"، أن المقاطعة هي استمرار لاحتجاجات الناس بمنهجية وطريقة جديدة وَضَّحَتْ أسباب فشل النموذج التنموي بالمغرب التي تعود إلى العلاقة العضوية بين سلطة المال والسياسة.
وأشار أقصبي أن سياسات المالية العمومية عندما نحللها نلاحظ أن ميزانية الدولة لعبت دائما دورا معاكسا للتوزيع العادل للثروة، فالضرائب تـُجلب من جيوب الطبقة الوسطى، وبنية نظامنا الضريبي تجعل أن من يؤدي الضرائب ليس هم الأغنياء، بل هم الطبقات الوسطى والأجراء والفقراء عبر ما يسمى بالضرائب غير المباشرة.
وأوضح أقصبي أنه من ناحية النفقات أو الامتيازات والإعفاءات الضريبية التي تُعطى للمقاولين وأصحاب المصالح المتعددة في قطاعات مختلفة، يقول التقييم على أنها تصل إلى 34 مليار درهم، وهي ريع، لأن الريع في العمق هو دخل بدون عمل أو قيمة مضافة.
وأبرز نفس المتحدث أن الدولة عندما قررت أن تجعل من القطاع الخاص محركا للتنمية، وفي نفس الوقت قررت أن توظف سياسات عمومية وإمكانيات مالية وتنظيمية وموارد طبيعية لأجل هذا الهدف، نست أن العلاقة بين الدولة وهذه النخبة في القطاع الخاص ملتبسة، لأن "المخزن" من جهة يريد خلق وتنمية هذه البرجوازية المبادرة، ولكن في نفس الوقت يجب أن يتحكم فيها، بمعنى يريد نخبة تعلب أدوارا اقتصادية، لكن يجب أن تبقى دائما تحت سيطرته، وأن لا تكون مستقلة، وأن تكون لها نفس الأهداف والمصالح مع السلطة.
وأضاف أقصبي أن هذا الالتباس بقي قائما، وإذا نظرنا لانتخابات الاتحاد العام لمقاولات المغرب سنفهم هذه العلاقة الغير صحية والغير طبيعية بين السلطة ومنطق المخزن الأبدي، وهذه الطبقة المدينة للمخزن في كل شيء.
وقال أستاذ الاقتصاد في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة نجيب أقصبي: "ياريت لو كانت هذه المجهودات التي بذلتها الدولة، سواء كانت مشروعة أو لا، تؤدي بنا على الأقل إلى أن يكون القطاع الخاص هو محرك الاقتصاد وهو المستثمر والمشغل، لكن مع الأسف الإحصائيات كلها والرسمية منها، تشير أن المجهود الاستثماري في البلاد تقوم به الدولة والقطاع العام وليس القطاع الخاص، بالرغم من كل الامتيازات التي تـُمنح له في حين كان يجب أن تكون المعادلة مقلوبة".
وشدد أقصبي على أن المراهنة على القطاع الخاص ليست صائبة، وأن اختيارات الدولة والريع الذي تمنحه لم يؤد لأي شيء، ونحن الآن أمام قطاع خاص خمسين سنة وهو يستفيد من الثروة والأموال العمومية ولا يقوم بدوره.
كوريا الجنوبية والمغرب
وتابع أقصبي كلامه قائلا: "اليوم الكل يتكلم عن كوريا الجنوبية، والكل يعلم أنه في بداية الستينيات كان الناتج الداخلي الخام لكوريا الجنوبية هو نفسه الذي كان للمغرب آنذاك، وكانت في تلك الفترة نفس الاختيارات، لأنه طوال خمسة وعشرين سنة في كوريا الجنوبية كانت الدولة متحكمة في الاقتصاد والتخطيط والاستثمار، لكنها كانت لديها رغبة في خلق قطاع خاص محرك للتنمية، وهذا ما قامت به من خلال توظيف عدة إمكانيات" .
لكن الفرق الذي جعل كوريا الجنوبية تتقدم ونحن نتأخر-يشرح أقصبي-هو قطاعها الخاص الذي ربح رهان التنمية، بفضل تكوين شركات خاصة لها مراكز بحث علمي متطورة مما جعل البلاد تتقدم.
وأضاف أقصبي أنه في حالة المغرب وبالعكس، تمت المراهنة على الخارج، وعلى اتفاقيات التبادل الحر، وعلى سياسات التقويم الهيكلي والتحرير، وماذا كانت النتيجة؟ يتساءل أقصبي: "الأرقام تتحدث عن نفسها، التجارة الخارجية التي كان يجب أن تكون هي قاطرة التنمية أصبحت عائقا لها، ووصل عجزها التجاري عام 2017 إلى 190 مليار درهم، أي ما يقارب 18% من الناتج الداخلي الخام".
وأكد أقصبي أن هذه الاختيارات الاقتصادية لا يمكن عزلها عن طبيعة النظام السياسي الذي اتخذ قرارات ومارسها وفشل، والمشكل ليس في الفشل بحد ذاته لأنه يمكن لأي مقاولة بسبب اختيارات معينة أن تفشل، لكن المشكل أننا قمنا باختيارات وفشلت وظهر هذا، ولكن نظام الحكامة القائم لا يملك أي آليات وميكانزمات للمساءلة والمحاسبة من أجل مراجعة هذه الاختيارات.
وأوضح أقصبي أنه بدل معالجة مكامن الخلل وأخذ العبر والدروس لمراجعة هذا الوضع حتى لا يتكرر هذا الفشل مرة أخرى، نلاحظ أن هذه الاختيارات تتم دون الربط مع شيء أساسي سواء في الاقتصاد وفي المجال الاجتماعي، وهي حاجيات المواطنين بكل بساطة.
وتساءل أقصبي عما إذا كانت اختيارات المغرب الاقتصادية تتناسب مع حاجيات سكانه؟ وعن ترتيب الأولويات، وهل يمكن الاعتبار اليوم أن ما ينجز عبر المغرب ككل من استثمارات ومشاريع كبرى يتجاوب مع حاجيات المواطنين؟.
وأعطى أقصبي مثالا عن "حراك الريف" وتساءل: "ماذا كان يطلب الناس في حراك الريف؟ العمل ومستشفى ومدرسة وطريق، وفي نفس الجهة سينطلق مشروع القطار فائق السرعة، فيما مازال القطار العادي لم يصل بعد إلى أكادير وورزازات وغيرها من مناطق المغرب.
تشتيت وتمييع المسؤوليات
وقال أقصبي إننا أمام نظام المسؤوليات فيه غير محددة والمقاطعة أظهرت هذا، لأن الحكومة يجب أن تكون جزء من الحل لكنها بتصرفاتها أصبحت جزء من المشكل، لأنها في الأصل حائط قصير مادام أن صلاحياتها محدودة.
وتطرق أقصبي لمشكل آخر هو تشتيت وتمييع المسؤوليات، موضحا أنه في علم التسيير يجب أن تكون المسؤولية واضحة وكل مهمة يكون عليها مسؤول واحد وليس إثنين.
وأكد أقصبي أن الارتباط بين الاقتصاد والسياسة ونظام التسيير والحكامة في الشأن الاقتصادي أصبح عائقا للنمو الاقتصادي، وفي قضية إعادة النظر في النموذج الاقتصادي، تساءل أقصبي: "لنفترض أننا وجدنا حلا لكل المشاكل، فهل عندنا نظام حكامة متطور يمكن من إنجاح أي نموذج تنموي؟".
وأبرز أقصبي أن أي نظام تنموي لا يتجاوب ولا يلبي حاجيات الناس سيكتب له الفشل، إلى جانب الوضوح في تحمل المسؤوليات والمساءلة والمحاسبة.
وختم أقصبي كلامه بالقول: "يجب أن لا ننسى أن الاحتقان الاجتماعي يتفاقم، والاختيارات السابقة عمقت الفوارق الاجتماعية، أي التهميش والتفقير، وهو نتيجة مباشرة لاختيارات النظام الاقتصادي، ويجب أن تكون عندنا الجرأة ووقفة لقول الحقائق وإعادة النظر بشكل شمولي في مجموعة من الأمور وعلى رأسها نظام الحكامة والنظام السياسي إذا أردنا فعلا أن نبدأ بصفحة جديدة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية".
عن الموقع الإلكتروني لكم
العراق نفط وفساد وثورة إلى أين وإلى متى؟
بلغت العائدات النفطية للعراق - الذي يعتبر ثاني منج للنفط بعد السعودية في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) - بين سنتي 2003 و 2016 زهاء 850 مليار دولار حسب تقارير رسمية، أتى الفساد على نصفها، كما تم إنفاق 149 مليار دولار على جيش مخترق بطوابير عريضة من الأشباح، حيث تبخر بمجرد ظهور تنظيم داعش البدائي بأسلحة متخلفة واستولى على مناطق شاسعة شمال البلاد سنة  2014، لو لم يتم تدارك الموقف واستعادتها فيما بعد.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد لما تمادى سفهاء ولصوص هذا البلد الذي يعد من أغنى البلدان عالميا في اقتناء أسلحة ومعدات فاسدة من خلال صفقات وممارسات فاسدة عنوانها الرئيسي هو إهدار أموال الشعب بسفاهة وبشاعة لا نظير لها، أما عن الموظفين الأشباح فحدث ولا حرج فهم متواجدون كما قلت آنفا في الجيش، ومتواجدون أيضا في كل الدوائر الحكومية، ويتقاضون أجورا تستنزف ميزانية البلد دون أن يقدموا له أي خدمة تذكر.
وإذا رجعنا إلى أزمة الكهرباء التي كانت من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى اندلاع ثورة الجياع بالبصرة، وانتشارها فيما بعد لتشمل مناطق شتى من البلد، فقد تم إنفاق زهاء 30 مليار دولار على قطاع الكهرباء الذي لا زال يعاني لحد الآن من الأعطاب والإنقطاعات المتكررة والكثيرة دون أن يتحسن أداء تزويد المواطنين بالكهرباء على مدى 15 سنة، كل ما هناك هو تحسن الثروات القارونية لعلي بابا والأربعين حرامي بالأبناك الأجنبية، كان الله في عون عموم الشعب العراقي المظلوم المكلوم والمبتلى بهذه الطائفة من اللصوص التي لا ذمة ولا عهد لها.
المدون
المثل الأعلى لربط المسؤولية بالمحاسبة
لم يأت من أي دولة عربية أو إسلامية الغرقى في الاستبداد والفساد، بل جاءنا من كوريا الجنوبية عندما تم الحكم على رئيسة البلد السابقة بإضافة 8 سنوات من السجن النافذ بعد إدانتها باستلام أموال بصورة غير شرعية من وكالة الاستخبارات الوطنية والتدخل في العملية الانتخابية إبان فترة ترأسها للبلد، وقد تم البث المباشر لجلسة المحاكمة على التلفزيون الكوري الجنوبي، وبهذا ترتفع مدة العقوبة السجنية على الرئيسة السابقة للبلد إلى 32 سنة سجنا نافذا.
وقد سبق أن أدانت محمكة سيول الجزائية  'بارك غيون هيه' ب 24 سنة سجنا نافذا في قضية فساد مدوية تسببت في مظاهرات حاشدة للكوريين الذين طالبوا برأس رئيستهم الفاسدة، وقُضِيَ الأمر بعد أن قال القضاء كلمته.
المدون
فلسطين السليبة بين مطرقة صفعة القرن وسندان نفاق الأعراب
نشرت صحيفة "البوبليكو" الإسبانية تقريرا، قالت فيه إن فكرة "صفقة القرن"، التي تعد لها الولايات المتحدة منذ أشهر، من المتوقع أنها سوف تولد ميتة، لأن هذه الصفقة التي تقدم كحل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لا يمكن أن يترك مصيرها بين يدي طرفين غير مسؤولين، في ظل إصرار (إسرائيل) على توسيع مشاريعها الاستيطانية في الأراضي المحتلة، استباقا للصفقة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن مصادر أمريكية كشفت لصحيفة هآرتس الإسرائيلية أن صفقة القرن التي تعكف إدارة ترامب على وضع اللمسات الأخيرة لها، لن تكون اتفاقا يؤخذ كله أو يترك كله، بل ستمثل أرضية يتفاوض عليها الطرفان.
وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي يقوم بتأخير الإعلان، الذي كان مفترضا أن تقوم به إدارته منذ أشهر، وهي تواصل التأكيد على أنه بات وشيكا، إلا أن الأمريكيين يعلمون تماما أن هذا الاتفاق سوف يولد ميتا، أو أن رحلته ستكون قصيرة.
وحذرت الصحيفة من أن هذا التأخير تستغله (إسرائيل) لتوسيع حضورها في الأراضي المحتلة، من خلال مصادرة الأراضي في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وسط صمت من إدارة ترامب والاتحاد الأوروبي.
وقالت الصحيفة إنه في الجانب الإسرائيلي، يشعر بنيامين نتنياهو بأن دونالد ترامب لن يسعى لإيقاف سياساته التوسعية في الأراضي المحتلة، وهذا يمنحه حرية تصرف لم تتح له في عهود الإدارات الأمريكية السابقة.
وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو يحاول الظهور في هذه الوضعية على أنه "شخص عقلاني"، في مواجهة الرئيس محمود عباس الذي "يرفض صفقة القرن"، وأضافت الصحيفة أن عباس يتمسك بمنصبه، وإصراره على البقاء في الحكم كانت له تبعات كارثية على الشعب الفلسطيني.
وتوقعت الصحيفة أيضا أن صفقة القرن، التي وصفها عباس بأنها "صفعة القرن"، لن تقدم أي مفاجآت لنتنياهو أو للسلطة الفلسطينية، إذ إن كليهما يعلم حدود الإدارة الأمريكية ومحدودية هامش المناورة لديها.
وذكرت الصحيفة أنه بحسب بعض التسريبات، فإن الأمريكيين يفكرون في خفض حصة الفلسطينيين من الأراضي إلى النصف، وبالتحديد فإن حصة الفلسطينيين التي كانت مقدرة بحوالي 22 بالمئة من مساحة الأراضي الفلسطينية أثناء فترة الانتداب، سوف تنخفض إلى نسبة 11 بالمئة.
وأشارت الصحيفة إلى أن القدس الشرقية أصبحت إسرائيلية بأمر الواقع، وقد مثل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس ترسيخا لهذه الوضعية، التي تكرست على الأرض على مدى سنوات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطيني قوله: "كل شيء نشاهده الآن يتسم بالغرابة، ولكن من الواضح أن شيئا ما يتم التخطيط له ضمن صفقة القرن، وهو سيكون بعيدا جدا عن تطلعاتنا، ولن يكون مقبولا بالنسبة لنا".
وأضاف المصدر ذاته: "إن إدارة ترامب تقول لنا الحديث ذاته الذي يقوله المستوطنون، حيث يطالبوننا بقبول نظام الفصل العنصري حتى يتحسن الاقتصاد، وفي الواقع، فإن نتنياهو لا يريد أي خطة من أي نوع، لأنه يستفيد من أي تأخير، حتى يواصل سياسة التوسع ومزيدا من بناء المستوطنات اليهودية".
وأضاف المصدر ذاته أن اتفاق القرن ينص على دولة فلسطينية منزوعة السلاح، ستسيطر (إسرائيل) على حدودها وأجوائها، وهي صورة مشابهة للوضع الحالي، الذي يعاني فيه الفلسطينيون من العزلة في محميات صغيرة تشبه نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطة الفلسطينية كانت قد قطعت علاقاتها بشكل رسمي مع واشنطن، منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بعد أن أعلن ترامب عن اعتزامه نقل السفارة الأمريكية، إلا أن الجانب الفلسطيني واصل تلقي المعلومات بوساطة الاتحاد الأوروبي.
واعتبرت الصحيفة أن الحديث عن كون صفقة القرن توفر الأرضية لمفاوضات جدية بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني هو أمر غريب، بالنظر إلى أن المفاوضات المباشرة بين الطرفين فشلت على مدى نصف قرن.
كما أكدت الصحيفة أن رفض (إسرائيل) مغادرة الأراضي المحتلة، وإصرارها على مواصلة مشاريعها الاستيطانية، مثل عقبة ضخمة أمام المفاوضات السابقة التي انبثقت على اتفاقات أوسلو في 1993.
 وأضافت الصحيفة أنه لا توجد الآن أي مؤشرات تبشر باستعداد (إسرائيل) لتغيير سياساتها، لذلك فإنه من الواضح أن صفقة القرن سوف تمثل فشلا جديدا.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الأمل الوحيد للفلسطينيين، في ظل الظروف الحالية، هو التدخل الأوروبي القوي في هذه القضية، ولكن المشكل هو أن الدول الكبرى في أوروبا دائما ما تقف في صف (إسرائيل)، وهي غير قادرة أصلا على فرض سياسات في مصلحة الاتحاد الأوروبي.
عن موقع عربي 21
العلامة المغربي إدريس الكتاني في ذمة الله
انتقل إلى رحمة الله عن سن 100 سنة يوم الجمعة 09 رمضان 1439 الموافق ل 25 ماي  2018 العلامة إدريس الكتاني، أحد خيرة رجالات المغرب الأقصى، بل من خيرة رجالات المغرب العربي، ولا غرو في ذلك  فهو سليل الدوحة الشريفة والأسرة النبوية الكريمة أبو عمر مولاي إدريس بن محمد بن جعفر الكتاني، وأحد المؤسسين الأولين لرابطة علماء المغرب في الستينيات من القرن الماضي، وفي نفس الوقت الأمين العام لنادي الفكر الإسلامي.
كان الفقيد رحمة الله عليه من المصلحين والناصحين المرشدين والدعاة الصادقين، بما ثبت عنه من مواقف الانتصار للحق، والشجاعة في الصدع بقول كلمة الحق والثبات عليها مهما كلفه الأمر، وعُرف بمواقفه الثابتة في الدفاع عن قضايا الأمة الإسلامية خاصة قضية فلسطين، والقضايا الوطنية الشائكة والمستعصية ومنها قضية التعليم، وكان من أشرس العلماء الأفداد المدافعين عن اللغة العربية في مواجهة التغريبيين المتفرنسين المنهزمين، وفي هذا الصدد اعتبر أن سياسة التعليم الاستعمارية المفروضة على الشعب المغربي ليست مجرد أزمة عابرة، بل هي كارثة تاريخية حولت المغرب إلى مستعمرة لغوية-ثقافية ضمن رابطة الدول الفرنكفونية، لدرجة أن سياسة الفرنسة في التعليم والثقافة والإعلام نجحت إلى حد كبير في استئصال قيم الغيرة على الدين والإخلاص والوطنية الصادقة، وخلقت إنسانا مغربيا فاقدا لهويته التاريخية.
من أبرز مؤلفات المرحوم إدريس الكتاني:
- المشروع الصهيوني في فلسطين: التسويات والحلول، المقاومة والانتفاضة،
– استراتيجية الدفاع عن الأمن الإسلامي،
– ثمانون عاما من الحرب الفرنكفونية ضد الإسلام واللغة العربية،
– ازدواجية لغة التعليم الأساسي أخطر عمليات الاختراق الاستعماري لمقومات الشعب المغربي للمسلم.
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جناته، وجزاه الله خير الجزاء على كل ما قدمه من جليل الأعمال لوطنه ولأمته، وألهم ذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
المدون
ميدل إيست آي: لهذا لا تبكوا على برنارد لويس
نشر موقع "ميدل إيست آي" في لندن مقالا للكاتب بيتر أوبورن، يعلق فيه على وفاة المؤرخ البريطاني المعروف برنارد لويس (الذي كان أشد عداء للعرب والمسلمين)، ويطلب فيه عدم البكاء عليه، ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المؤرخ، الذي تجاوز المئة عام عند وفاته قبل أيام في الولايات المتحدة، ظل يقدم التبرير الأخلاقي للتعصب والحرب في الشرق الأوسط، لافتا إلى أن هذا المؤرخ، الذي تخصص في الدراسات العربية وتاريخ الإسلام وتكون الدولة التركية الحديثة، ظل حتى نهاية حياته صوتا للمحافظين الجدد الذين قاموا بغزو العراق عام 2003.
ويقول أوبورن: "عادة ما يتم الحديث عن محاسن الموتى، لكنني أرفض الالتزام بهذه الفضيلة في حالة برنارد لويس، المؤرخ عن الإسلام والشرق الأوسط، الذي توفي نهاية الأسبوع عن عمر 101 عام، ولا يمكنني التفكير في أي مؤرخ حديث تسبب بالأذى أكثر منه، وكان لويس على المستوى الثقافي رمزا معروفا، وكان ذلك يعني أنه يستطيع عمل الخير"، ويفيد الكاتب بأنه "بدلا من ذلك، فإنه أصبح الكاهن الأكبر للحروب الفاجعة، التي تسببت بالدماء في معظم أنحاء الشرق الأوسط، وأضر في الوقت ذاته بسمعة الولايات المتحدة".
 ويجد أوبورن أن "تأثير لويس لا يزال مستمرا، حيث قال مدير (سي آي إيه) السابق ووزير الخارجية الحالي مايك بومبيو في 20 أيار/ مايو 2018: (أنا مدين بشكل كبير لكتاباته التي علمتني عن الشرق الأوسط)، وكان تغيير النظام العراقي واحدا من مشاريع لويس السياسية، وربما قام بومبيو بعمل هذا الأمر مستلهما رؤية بطله المفكر"، ويقول الكاتب: "كنا هنا من قبل، فقد كان لويس القائد الأخلاقي لمجموعة صغيرة من المثقفين الذين دعوا إلى غزو العراق عام 2003، فبعد أيام من سقوط برجي التجارة العالمي، فإنه بدأ يحرض على سقوط صدام حسين، وعبر عن أفكار أفرحت المحافظين الجدد، الذين كانوا يدفعون للعمل العسكري في الشرق الأوسط". 
ويلفت أوبورن إلى أنه "زعم لاحقا، وبطريقة مخادعة، أنه كان ضد الغزو، وهذا كلام تافه، حيث كان متورطا بشكل مباشر، بل إنه دعا قبل 119 لتغيير النظام في العراق، وبعد الهجوم انتهز الفرصة، وكان لويس حاضرا عندما عقد مجلس سياسة الدفاع في البنتاغون اجتماعه سيئ الذكر لمناقشة العمل العسكري ضد العراق في نهاية أيلول/ سبتمبر 2001".  
ويذكر الكاتب أن "لويس أخبر المجلس أن على الولايات المتحدة دعم الديمقراطيين الإصلاحيين في الشرق الأوسط (مثل صديقي هنا أحمد الجلبي)، وكونه خبيرا عالميا في الإسلام، فإنه لم يكن لدى لويس أي مبرر للوقوع في حبائل الجلبي الدجال ورئيس المجلس الوطني العراقي، لكنه انغمس بشكل كامل بنتائج كارثية على حياة سكان الشرق الأوسط لا يزال تأثيرها قائما إلى اليوم". 
ويبين أوبورن أن "خطأ لويس في العراق كان واحدا فقط من مظاهر عالمه الشنيع، والنهج العنصري الصارخ للشرق الأوسط، وأخبر نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، قائلا: (أعتقد بشيء واحد يجب أن تفعله مع العرب، وهو ضربهم بين عيونهم بعصا، لأنهم يحترمون القوة)". 
وينوه الكاتب إلى أن لويس وسع موقفه هذا في عدد من الكتب والمحاضرات، التي صورت عالما إسلاميا متخلفا يغلي بالكراهية ضد الغرب الفاضل الحديث، وكان هو لا صموئيل هنتنغتون من صاغ عبارة (صدام الحضارات)". 
 ويورد أوبورن نقلا عن لويس، قوله في عام 1990: "نواجه مزاجا وحركة تتجاوز بشكل كبير مستوى القضايا والسياسة والحكومات التي تقوم بمتابعتها"، وأضاف: "هذا ليس أقل من صدام الحضارات، وقد يكون لا عقلانيا لكنه الرد التاريخي ضد التراث اليهودي المسيحي القديم، وحاضرنا العلماني، والرؤية التوسعية للأمرين". 
ويشير الكاتب إلى أن "مقولة لويس إن رؤيته عن أن الإسلام والغرب يعيشان معركة وجودية للبقاء كانت مؤثرة على جانبي الأطلسي، وربما لا تزال تمثل التفكير الرسمي حتى يومنا هذا، لكنها مليئة بالتناقضات، فلو كان العالم يواجه حرب حضارات فلماذا لا تزال الدول هي القوى الفاعلة المهمة في الشأن العالمي؟ ولو كان الإسلام في حالة حرب مع الغرب فلماذا تتحالف الدول الإسلامية الكبرى، (مصر وماليزيا وتركيا والسعودية...إلخ) مع الغرب؟".
ويوضح أوبورن أن "لويس يتهم أيضا بالاختزال التاريخي الكارثي، ولو صغنا الأمر بطريقة رقيقة، فإن سكان العالم من المسلمين، البالغ عددهم  1.80 مليار نسمة، لا يفكرون بالطريقة ذاتها، لكن لويس طالما كتب عنهم وكأنهم على صعيد واحد في النظرة، ومع أن أحدا لا يمكنه تحميله مسؤولية الموت والدمار في الشرق الأوسط، لكن لويس يتحمل نصيبه من المسؤولية؛ لأنه قدم التبرير الأخلاقي للتعصب والحرب".
ويقول الكاتب: "لن يعرف أحد هذا عن لويس لو قرأ صحف اليوم، (وول ستريت جورنال) و(ذا تايمز) و(ذا ديلي تلغراف) وغيرها من الصحف ووسائل الإعلام، التي حملت صفحات كاملة عن حياة المؤرخ ومديحه، وبأنه واحد من أعظم الحكماء في عصرنا".
ويلفت أوبورن إلى أنه "قبل 30 عاما، تبادل لويس الجدل والنقاش مع الناقد الأدبي الفلسطيني إدوارد سعيد، ووجه العالمان الكبيران ضربات موجعة لبعضهما، لكنني أعتقد أن سعيد أشار إلى أمر مهم عندما ناقش لويس: أنه لا يمكنه التعامل مع التنوع بين المسلمين، بل والحياة الإنسانية؛ لأنه عالم مغلق أمامه وأجنبي ومختلف بشكل جذري، أي آخر".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "في قلب الهجوم الذي وجهه سعيد بأن لويس لم يكن باحثا موضوعيا بقدر كبير، بل كان دعائيا ضد العالمين العربي والإسلامي، ولا يزال الجدل مستمرا، لكنني أعتقد أن التاريخ سيوافق سعيد على موقفه، وفي الوقت الذي تلوح فيه حرب جديدة في الشرق الأوسط، هذه المرة مع إيران، فإن موقف لويس سيظل مرتفعا أكثر من أي وقت مضى".
المدون عن الوقع الإلكتروني 'عرب 21'
 نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يمثل بداية لتنفيذ "صفقة القرن" ووعد جديد ل(إسرائيل) لا يختلف عن وعد بلفور
في هذا السياق أعلن الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد، أمين سر تحالف قوى المقاومة الفلسطينية، في تصريح خاص لـ'سبوتنيك' عن استراتيجية جديدة للتعاطي مع تطورات الوضع الفلسطيني في عدد من العواصم لمواجهة مساعي إقليمية في المنطقة لتسوية القضية الفلسطينية وفق الرؤية الأمريكية والإسرائيلية.
 وقال: "نحن نعتبر قرار ترامب مقدمة لتنفيذ مؤامرة جديدة على القضية الفلسطينية بهدف تصفية الحقوق الفلسطينية في إطار ما تم البحث به في اجتماع الرياض الذي حضره أكثر من 50 زعيماً ورئيساً وملكاً وتم فيه الإعلان عن "صفقة القرن"، وكانت أولى خطوات هذه الصفقة مشروع يهدف إلى حل القضية الفلسطينية، استناداً إلى سياسة الأمر الواقع التي تفرضها (إسرائيل) لإلحاق سكان الضفة الغربية بالأردن، وفرض وصاية مصرية على قطاع غزة في إطار خطوات لتطبيع العلاقات بين عدد من الدول العربية وفي مقدمتها السعودية مع سرائيل، وإقامة تحالف استراتيجي لتوظيف قضية فلسطين في النيل من القوى الدولية والإقليمية التي أفشلت المشروع الأمريكي في المنطقة لاسيما إيران وروسيا."
وحول الإجراءات التي ستتخذها الفصائل الفلسطينية في الفترة المقبلة إزاء الموقف الأمريكي قال عبد المجيد: "نحن نعتبر أنفسنا كفلسطينيين في صراع مع هذه السياسة الأمريكية، ونعتبر الولايات المتحدة عدونا الرئيسي إلى جانب إسرائيل لأنها تسعى إلى تصفية حقوقنا الفلسطينية، ولهذا سنواصل معركتنا على مختلف الأصعدة بدءاً من تجديد المقاومة بشتى الوسائل والاستمرار باستراتيجية المقاومة والانتفاضة وزيادة زخمها وتطوير أساليبها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة وغزة والأراضي المحتلة عام 1948، والتواصل مع القوى والدول التي رفضت قرار ترامب إلى جانب الاستمرار بالحراك الشعبي والسياسي والدبلوماسي على الساحتين العربية والإسلامية والدولية من أجل إجبار الولايات المتحدة على التراجع عن هذا القرار".
وأشار عبد المجيد إلى أن الزخم الدولي والشعبي ضد قرار ترامب شكل ضغطاً على مواقف السلطة الفلسطينية وصفعة لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، ولمن راهن عليها سواء كانت قيادات عربية أو فلسطينية وقال: "حتى الدول الحليفة لواشنطن أحرجها قرار ترامب وأربك سياساتها وكذلك الأمر بالنسبة للسلطة الفلسطينية التي كانت تنتظر مبادرات من الولايات المتحدة، وكانت تعتبرها وسيطاً، وهي الآن لا تعتبر الولايات المتحدة وسيطاً نزيهاً وعادلاً."
وأضاف: "نحن نعمل في إطار هذا الوضع لتوحيد الموقف الفلسطيني مع كل الأطراف بما في ذلك التحركات الدبلوماسية للسلطة الفلسطينية رغم خلافاتنا مع قياداتها السياسية، ورغم تبايناتنا معها في محاولات تمييع الموقف نتيجة الضغوط التي تمارس عليها من قبل عدة دول عربية، ونحاول تصليب الموقف الرسمي الفلسطيني لكننا نراهن على الموقف الشعبي من خلال الانتفاضة والمقاومة وعلى حلفائنا الذين حققوا انتصارات في المنطقة سواء في سوريا أو العراق أو لبنان أو إيران، ونراهن على موقف روسيا والصين الذي اعتبر قرار ترامب طعناً للشرعية الدولية، ونتمسك بالشرعية الدولية ونتطلع لأن تؤدي روسيا دورها في الدفاع عن قرارات الشرعية الدولية، ولتدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام برعاية الأمم المتحدة من أجل إجبار الولايات المتحدة وإسرائيل على التراجع عن سياساتهما."
وأردف قائلاً: "نحن نواصل العمل مع كل حلفائنا ونعتقد أن معركتنا طويلة وتأتي في إطار التجاذبات الإقليمية والدولية لأننا لا نستطيع أن نعزل قضية فلسطين عما يجري في المنطقة والعالم، وبالتالي على القيادة الفلسطينية أن تتخذ موقفاً واضحاً وتحدد من هو مع حقوق الشعب الفلسطيني ومن هو ضد هذه الحقوق سواء على الصعيد العربي أو الإقليمي أو الدولي."
وأشار عبد المجيد إلى أن هناك قوى وأطراف بدءاً من الولايات المتحدة وعدد من الدول العربية والإسلامية تصطف الآن مع (إسرائيل) وتعمل معها، وقسم منها يعلن ذلك جهاراً نهاراً، والقسم الآخر يمارس ضغوطاً على الفلسطينيين ويحاول أن يحاصرهم، وفي المقابل هناك دول وقوى شعبية وعربية يمثلها محور المقاومة وروسيا والصين ودول البريكس، ودول عديدة في العالم تقف إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني وإلى جانب تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وتقف ضد السياسات الأمريكية وضد الاستيطان والتهويد والعدوان الإسرائيلي".
واعتبر أمين عام جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، أن التطورات الأخيرة شكلت عامل تقريب بين القوى والفصائل الفلسطينية داخل وخارج فلسطين، وأضاف: "أن خطوة ترامب والغطرسة الإسرائيلية أدت إلى تقارب مع الفصائل الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وخارجها ومع السلطة الفلسطينية ومع بعض السياسات والمواقف التي تتخذها السلطة في مواجهة الموقف الأمريكي الخطير."
وتابع قائلاً: "نحن نعتبر أن هذا التقارب يجب الحرص عليه لتحشيد موقف وطني فلسطيني لدعم وتعزيز الانتفاضة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وموقفنا في فصائل المقاومة يتلخص بتعزيز وتطوير واستمرار الانتفاضة الفلسطينية الشعبية في إطار استراتيجية وطنية تحدد الخطوات والتكتيكات المطلوبة على الصعيد الميداني، العسكري وعلى الصعيد الشعبي، وفي نفس الوقت التواصل والترابط مع كل من رفض قرار ترامب الأخير حول القدس عربياً وإسلامياً ودولياً من أجل الاستمرار في هذا الحراك الدولي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني واستمرار الانتفاضة الفلسطينية."
وعن احتمال التصعيد في المرحلة القادمة على الساحة الفلسطينية قال عبد المجيد: "نحن نعتبر أننا في بداية الطريق في هذه المواجهة، ومعركتنا طويلة ونعمل باستراتيجية موحدة الآن على الصعيد الشعبي، ونعمل لتجسيد هذه الوحدة على صعيد قيادي، وهناك حوارات فلسطينية جرت في بيروت وتجري في دمشق ورام الله وفي غزة من أجل توحيد الجهود وتحشيد الطاقات الفلسطينية، ولا يمكن أن نقبل عودة المراهنة من قبل أياً  كان في السلطة الفلسطينية أو غيرها على أوهام لتسوية ما".
وأضاف: "هذه الإجراءات ضربت أي تفكير بالتسوية بعد 25 عاماً من اتفاقات أوسلو التي شكلت غطاء لـ(إسرائيل) في الاستيطان والتهويد، ونعتبر أن استراتيجيتنا الآن ليست إعادة مسارات سياسية ومفاوضات، إنما إعادة تجديد المقاومة واستمرار الانتفاضة بنفس طويل، وتحشيد طاقات شعبنا وأمتنا وأحرار العالم لتحقيق أهدافنا الوطنية، ونعتقد أنه في ظل التجاذبات الدولية والإقليمية لدينا فرصة لأن يتم توظيف ما يجري على الأقل من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وهذا يحتاج إلى تمساك وترابط في الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي والدولي."
وحول الدور الروسي المأمول في المنطقة خلال المرحلة القادمة قال عبد المجيد: "في ظل صراع الإرادات في المنطقة وفي العالم تواجه القضية الفلسطينية رؤيتين للحل: الأولى تسعى لها الولايات المتحدة وبدأت بتطبيقها من خلال قرار ترامب الأخير حول القدس في إطار ما سمي بالحل الإقليمي، أو من خلال فكرة عقد مؤتمر إقليمي للسلام تشارك فيه (إسرائيل) والسعودية والإمارات ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية، لإعادة المفاوضات وإنهاء الصراع وتشكيل محور وتحالف دولي وإقليمي جديد ضد إيران وضد الدور الروسي في المنطقة."
 وتابع قائلاً: "الرؤية الثانية تؤمن بها الأغلبية الساحقة من دول العالم والدول العربية، وهو حل تدعو إليه روسيا  من خلال عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط برعاية الأمم المتحدة من أجل تنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي التي تؤكد على الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة  عام 1967، وهذا الموقف الروسي يحظى بالتأييد الدولي، وهو ما تعمل عليه روسيا بدبلوماسيتها الهادئة في مواجهة السياسة الأمريكية التي تسعى لتحقيق أهداف إسرائيلية وأمريكية لا تؤدي إلى حلول،ـ بل تؤدي إلى مزيد من التوتر والحروب في المنطقة.
الموقع الإلكتروني الروسي سبوتنيك
جنون الطقس بعد جنون البقر وجنون البشر، والبقية تأتي تباعا فاستعدوا للجحيم على الأرض
هل هو علامات تحذيرية قبل الواقعة؟ أو هل هو مرحلة انتقالية لدخول كوكب الأرض إلى عصر جديد من الكوارث الطبيعية المتطرفة؟ فخلال أشهر مارس، أبريل ومطلع ماي 2018 عرفت الجهات الأربع من  الكرة الأرضية ارتفاعا غير مسبوق في عدد الكوارث الطبيعية وشدة خطورتها، ففي كندا تسببت الفيضانات المهولة الناجمة عن ذوبان الثلوج في أضرار بليغة وعمليات إجلاء عندما بلغ نهر 'سانت جون' في مقاطعة 'نيو برونزويك' بكندا مستويات قياسية، وقال المسؤولون إن المنطقة عرفت ظواهر مناخية لم تعهدها من قبل، في أكبر وأخطر فيضان على الإطلاق في تاريخ كندا.
 كما تسببت الأمطار الطوفانية التي ضربت جزيرة سردينيا الإيطالية في فيضانات وانهيارات أرضية شديدة، حيث سقط من الأمطار خلال يومين فقط ما يسقط خلال أربعة أشهر، وعرف الصومال فيضانات كارثية، اعتبرت هي الأخرى  من أسوإ الفيضانات التي شهدتها المنطقة على الاطلاق.
وفي الأرجنتين ضربت عاصفة عنيفة بوينس آيرس مع رياح بلغت سرعتها أكثر من 130 كم/ساعة، وبرد وبرق، وبلغ متوسط ​​هطول الأمطار  120 ملم خلال 24 ساعة.
وعاش سكان شمال الجزائر في محافظة باتنا أوقاتا عصيبة جراء الفياضانات الخطيرة المفاجئة التي اجتاحت المنطقة وجرفت كل شيء في طريقها، كما شهدت أيضا الأراضي الفلسطينية المحتلة  أياما من الأمطار الغزيرة والرياح العاتية والعواصف الغير عادية التي ضربت صحراء النقب.
وحوصر الآلاف من الناس في المباني والسيارات بعد الأمطار الغزيرة المصحوبة بالبرق والبرد في جزيرة المارتينيك في البحر الكاريبي، حيث اجتاحت فيضانات مهولة الجزيرة على إثر تهاطل 250 ملم من الأمطار في ظرف 6 ساعات فقط، وفي هاواي تسببت الأمطار الطوفانية المهولة التي يشيب لها الولدان في  فيضانات مدمرة على إثر تهاطل 699 ملم  من الأمطار في ظرف  24 ساعة فقط.
كما شهدت أيضا كل من كينيا ورواندا وتنزانيا وكولومبيا وكينيا وأندونيسيا والبرازيل واليونان وبلغاريا وتركيا وكاليفورنيا وأستراليا وجنوب أفريقيا وإسبانيا وكرواتيا والدومنيكان والسعودية والعراق والمغرب عواصف وأمطارا غزيرة وفيضانات استثنائية.
المدون
يسعى واحد في المائة من سكان العالم لامتلاك ثلثي ثروات الكرة الأرضية بحلول عام 2030
في مقال له على صفحات جريدة الغارديان البريطانية اعتبر الكاتب الصحفي 'مايكل سافاج' أَنْ على قادة العالم التحرك للتعبير عن غضبهم من عدم المساواة السائدة حاليا في العالم، لأن 1 % من أغنى أغنياء العالم في طريقهم للسيطرة على 64 % من ثروات العالم بحلول سنة 2030، وحذر الصحفي قادة العالم من أن استمرار تراكم الثروات في القمة سوف يزيد من انعدام الثقة وازدياد حالة الغضب والاحتقان خلال العقد التالي ما لم يتم اتخاذ إجراءات مستعجلة لاستعادة التوازن.
فمنذ سنة 2008 ما فتئت ثروة 1 % من أغنى أغنياء العالم تزداد بنسبة 6 سنويا، أكثر بكثير من نمو ثروة 99 % من باقي سكان العالم، والتي لا يتجاوز نموها السنوي نسبة 3 %، وإذا استمرت الأمور على النحو التالي، فإن 1 % من أغنى أغنياء العالم سوف ترتفع ثروتهم من 140 ألف مليار دولار حاليا إلى 305 ألف مليار دولار سنة 2030.
ويرى المحللون أن الثروة أصبحت مركزة في القمة بسبب التفاوت الحالي في الدخل، وارتفاع معدلات الادخار عند الأثرياء، وتراكم الأصول، واستثمار الأثرياء كمية كبيرة من الأسهم في الشركات والمخزونات وغيرها من الأصول المالية الأخرى، الشيء الذي مكنهم من تحصيل أرباح غير متناسبة.
 ويعتقد 'ليام بيرن' الذي نظم المؤتمر البرلماني العالمي الأول لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي بشأن النمو الشامل للجميع، أن عدم المساواة في العالم وصلت إلى مرحلة حرجة، واستطرد قائلا إن لم نتخذ إجراءات لإعادة كتابة قواعد عمل اقتصادياتنا، فإننا نحكم على أنفسنا بمستقبل غير متكافئ، وهذا أمر سَيِّءٌ أخلاقيا، وَمُدَمِّرٌ اقتصاديا، وَيُنْذِرُ بحدوث انفجار جديد من عدم الاستقرار والفساد والفقر.
وقال جورج فريمان عضو البرلمان عن حزب المحافظين ورئيس مجلس سياسة رئيس الوزراء السابق: "على الرغم من أن البشرية لم تشهد مثل هذا التفاوت في الدخل، إلا أنه صحيح أيضاً أن البشرية لم تشهد مثل هذه الزيادات السريعة في مستويات المعيشة، ففي جميع أنحاء العالم تم إخراج مليارات الناس من الفقر بوتيرة لم تشهدها من قبل، غير أن التركيز الاستثنائي للثروة العالمية اليوم-مدفوعا بخطى الابتكار التكنولوجي والعولمة-يطرح تحديات خطيرة".
ترجمة شخصية للمدون
نيويوركر": حكاية أمير سعودي يسعى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط
بعد أيام قليلة من تنصيب «دونالد ترامب»، جلس «غاريد كوشنر» ليقرر التفكير في طريقة إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وخلال الحملة الإنتخابية، وعد «ترامب» بتحويل شامل للمنطقة، وكان «ستيف بانون»، كبير معاوني «ترامب» في ذلك الوقت، قد تحدث لي قائلا: «كانت خطتنا هي القضاء على الخلافة المادية لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا».
وكانت مبادرة تشكيل الشرق الأوسط، كما يقول «بانون»، واحدة من النقاط القليلة المتفق عليها في البيت الأبيض، ويضيف «بانون»: «كنت أنا وغاريد في حالة حرب على عدد من الموضوعات الأخرى، ولكن ليس في هذا».
وكان «كوشنر»، صهر «ترامب»، مسؤولا عن السياسة في المنطقة، لكن لم يكن لديه خبرة في الدبلوماسية أو في السياسة الشرق أوسطية، وفي سن السادسة والثلاثين، أمضى حياته العملية في إدارة مشاريع نيويورك ونيوجيرسي العقارية، وإدارة نيويورك أوبزرفر، وهي صحيفة شعبية هزلية.
لكن أحد مسؤولي الدفاع السابقين البارزين الذين عملوا مع «كوشنر» أخبرني أنه كان يعلم نفسه بنفسه، وقال المسؤول: «إنه ليس عالما في هذه الأشياء، لقد اكتسب معرفته من التحدث إلى أصحاب الخبرات في هذا الجزء من العالم، ويمكنك أن تقرأ الكثير من الكتب ولا تحصل على نوع التعليم الذي تـَحَصَّلَ عليه كوشنر من التحدث إلى أصحاب المقام والأمر في العالم».
وفي قاعة المؤتمرات في البيت الأبيض، التقى «كوشنر» مع مساعدين من مجلس الأمن القومي، وقال المسؤول السابق في وزارة الدفاع: «لقد استعرضنا الخريطة وقيمنا الوضع»، وبمسح المنطقة، استنتجوا أن الطبقة الشمالية من الشرق الأوسط قد ضاعت أمام إيران، وفي لبنان، سيطر «حزب الله»، وهو وكيل إيراني، على الحكومة.
وفي سوريا، ساعدت إيران على إنقاذ الرئيس «بشار الأسد» من السقوط العسكري، وهي الآن تعزز مستقبله السياسي، وفي العراق، كانت الحكومة تحت سيطرة طهران، وقال لي المسؤول: «كنا نفكر، إذن ماذا بعد؟ كان لدينا (إسرائيل) والمملكة العربية السعودية، ولا يمكننا أن ننجح في الخليج دون السعودية».
وكان هذا يعني عكس النهج الذي اتبعه «باراك أوباما»، الذي، خلافا للرئيسين السابقين، أبقى على مسافة بينه وبين السعوديين، واعترض على سياساتهم الداخلية القمعية، ومعاملتهم للنساء، وموقفهم العدواني تجاه إيران.
وفي الواقع، كان «أوباما» يأمل في خلق نوع من التوازن بين الرياض وطهران، وفي مارس/آذار 2016، أخبر الصحفي «جيفري غولدبيرغ» أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط «يتطلب منا أن نقول لأصدقائنا وكذلك للإيرانيين أنهم بحاجة إلى إيجاد طريقة فعالة لمشاركة الجوار، وإقامة نوع من السلام البارد».
لكن لم يرغب «ترامب» و«كوشنر» في تحقيق مثل هذه الانفراجة، وفوق كل ذلك، كان ذلك يعني تشكيل تحالف جديد مع ولي ولي العهد السعودي آنذاك، «محمد بن سلمان».
وكان «بن سلمان»، على الرغم من أنه كان في سن الواحدة والثلاثين فقط، كان أحد أقوى الأشخاص في المملكة، وكان «بن سلمان» وزيرا للدفاع، ورئيسا للجنة التي رسمت اقتصاد المملكة، والثاني في ترتيب في ولاية العرش.
وفي بلد حكمها طويلا الملوك كبار السن، كان «بن سلمان» شابا طموحا، وقد أراد أن يفطم المملكة من إدمانها غير المستدام للنفط وتنويع اقتصادها، ووعد بإنهاء ترتيبات طويلة الأمد من السياسة الداخلية السعودية، والتي اشترت من خلالها العائلة المالكة عدم التعرض للمعارضة السياسية، من خلال السماح للإسلاميين الراديكاليين بنشر أفكارهم، وحتى بالقيام بأعمال إرهابية في الخارج.
وكانت تحركات «بن سلمان» لا هوادة فيها في السياسة الخارجية، واصفا الملالي الذين يرأسون إيران على أنهم أقرب شبها بالنازيين، وكان السؤال بالنسبة لكثير من المحللين في جميع أنحاء العالم هو هل كان حديثه نابعا من رغبة حقيقية في الإصلاح أم كان استخدام لغة الإصلاح فقط لتوطيد السلطة.
وبينما كان «كوشنر» يكافح مع تعقيدات السياسة في الشرق الأوسط، فإنه تقرب بسرعة من «بن سلمان» بعد أن بدأ المحادثات معه عبر الهاتف والبريد الإلكتروني.
وقال مسؤول أمريكي سابق: «إنهما يريان العالم بنفس الطريقة، فهما يريان نفسيهما بارعين في أمور التكنولوجيا في عالم المال»، وقد تابع «كوشنر» عمله بزيارة قام بها إلى الرياض، وهي الأولى من بين 3 من هذه الرحلات، وبقي الرجلان مجتمعين حتى الفجر تقريبا، وناقشا مستقبل بلديهما.
وقد ورد أن «كوشنر» كان على معرفة بخطط «بن سلمان» في معركته بشأن خلافة العرش، والتي حذر مسؤولون أمريكيون من أنها قد تزعزع استقرار المملكة.
وكان «بن سلمان» لديه أفكاره الخاصة حول كيفية إعادة تشكيل الشرق الأوسط، لكن، كما أخبرني «بانون»، كانت الرسالة التي أراد هو و«كوشنر» من «ترامب» أن ينقلها إلى قادة المنطقة هو أن الوضع الراهن يجب أن يتغير.
وقال بانون: «قلنا لهم سنساندكم، لكننا نريد منكم العمل والمشاركة»، ولم يبد أحد رغبة أكبر في سماع هذه الرسالة من ولي العهد «بن سلمان»، وقال لي مسؤول الدفاع السابق: «كنا بحاجة إلى إيجاد وكيل للتغيير، وقد وجدنا في بن سلمان ما نريد، وكان علينا أن نحتضنه كعامل تغيير».
الصعود
وكان «محمد بن سلمان» قد نشأ في الرياض وترعرع في مجمع قصور مسور بحجم مدينة، يتقاسم القصر مع إخوته الخمسة ووالدته، «فهدة»، إحدى زوجات والده الأربعة (كان لكل زوجة قصر خاص بها).
وبالنسبة لمعظم طفولته، كان والده «سلمان»، حاكما للرياض وملكا محتملا في المستقبل، وكان منزل العائلة يعمل فيه نحو 50 موظفا، بما في ذلك الخدم والطهاة والسائقون.
وفي كل يوم من أيام الأسبوع، كان الموظفون ينقلون الأمير الشاب إلى الدراسة في أكاديمية مرموقة في الرياض، وفي عطل نهاية الأسبوع، كان الخدم يرافقونه أحيانا مع زملائه في الصحراء، حيث ينصبون خياما كبيرة ويشعلون النيران في الهواء تحت النجوم.
وكان الطلاب يتجمعون حوله ويقرأون قصائد الثناء، واصفين إياه بأنه كريم، لرعايته الحفلات الفخمة، وقال «محبوب محمد»، وهو باكستاني كان يعمل تحت إمرة أحد أبناء عمومة «بن سلمان»: «لقد كان يعامل الجميع بشكل جيد، ولكنه كان على دراية بوضع الجميع، وقد عرف والده سلمان دائما أنه كان مميزا».
ومع ذلك، حتى بالنسبة لـ«سلمان»، فإن المستقبل كان غائما، ويرجع ذلك إلى الخط غير المؤكد للخلافة الملكية في أسرة آل سعود.
ومنذ عام 1953، تم حكم المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من آخر الممالك المطلقة الباقية في العالم، من قبل 6 أشقاء، جميعهم أبناء الملك «عبدالعزيز آل سعود»، و«عبد العزيز» هو الملك المؤسس للمملكة العربية السعودية الحديثة، بعد أن وحد المملكة عام 1932، بعد سلسلة من الحروب.
وفي الأربعينات من القرن الماضي، أرسيت قواعد إنتاج النفط في البلاد على نطاق واسع، وتم فتحها أمام الشركات الغربية، وبعد لقاء مع الرئيس «فرانكلين روزفلت» على مدمرة أمريكية في البحر الأحمر، أقامت السعودية تحالفا مع الولايات المتحدة، حيث تحصل الولايات المتحدة على النفط في مقابل أن تضمن واشنطن أمن السعودية من الأعداء الأجانب.
وكان «عبدالعزيز» أبا غزير الأبناء، وكان يتفاخر بأنه قد «ناكح ما لا يقل عن 135 من العذارى»، وقد حصل على ما لا يقل عن 42 من الأبناء و55 بنتا، ومنذ وفاته عام 1953 تم تحديد الخلافة الملكية على مبدأ الأقدمية بين الأشقاء، حيث يتم تفضيل شقيق الملك الأصغر على أبنائه، وفي عام 2015، عندما توفي الملك «عبدالله»، تولى شقيقه «سلمان» العرش، وكان هناك أخ أصغر لسلمان، واسمه «مقرن»، وقد أصبح وليا للعهد.
ومع اقتراب جيل أبناء «عبدالعزيز» من نهايته، نشأت توترات حول من سيكون أول عضو في الجيل القادم ليصبح ملكا، ولقد حكم الملوك السعوديون - تقليديا - بالإجماع بين الإخوة، وتم وضع أبنائهم بدورهم في مناصب رئيسية في جميع أنحاء الحكومة، وقد يشعر أي واحد من مئات الأحفاد لـ«عبدالعزيز» بأنه يستحق العرش.
وكان «سلمان»، خلال 48 عاما كحاكم للرياض قد اكتسب سمعة كتنفيذي لا يرحم، وبعد أقل من عام من ملكه أطاح بشقيقه وولي عهده وأرسله إلى التقاعد، حيث رفع ابن أخيه «محمد بن نايف» ليخلفه، وجعل إبنه «محمد بن سلمان» وليا لولي العهد.
وكانت الإطاحة بولي العهد خطوة غير مسبوقة، ولكن في كثير من النواحي كان «بن نايف» اختيارا قويا كخليفة له، ولأعوام  كان قد شغل منصب وزير الداخلية، وبعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001، ترأس «بن نايف» معركة شرسة مع تنظيم القاعدة، حيث قامت قواته الأمنية بتعذيب وقتل متمردين مشتبه بهم، وفي عام 2009 ردت القاعدة بإرسال مهاجم انتحاري لقتل «بن نايف»، الذي أصيب بأذى في يده وألم دائم بسبب جروحه.
وأنشأ «بن نايف» علاقات وثيقة مع المسؤولين الأمريكيين، وقد أخبرني أحد كبار مسؤولي مكافحة الإرهاب في إدارة «أوباما»: «كان الشخص المسؤول عن مكافحة الإرهاب»، وبالنسبة للملك «سلمان»، كان اختيار «بن نايف» مذهلا بشكل سياسي لسبب آخر، ألا وهو أنه لم ينجب سوى بنتين فقط، ما يعني أن صعوده سيكون أقل تهديدا من الآخرين، لأنه لا يمكن لأحد من نسله أن يخلفه.
وكان اختيار «بن سلمان» لولي ولي العهد أقل قوة وأكثر جرأة، حيث اختار ابنه الذي كان في سن 29، والذي كان أصغر سنا من العديد من منافسيه، لكنه كان الإبن المفضل لدى الملك.
وقد أخبرني «جوزيف ويستفال»، سفير الولايات المتحدة في المملكة من عام 2013 إلى عام 2017، أنه كان كلما قام «سلمان» بتقديم «بن سلمان» إلى غريب قال مع فخر واضح: «هذا إبني».
ويتذكر «ويستفال» مشاهدة مقطع فيديو مسجل عندما كان «بن سلمان» في سن المراهقة، حيث زار «سلمان» محطة صناعية مع إثنين من أبنائه، «فيصل» و«محمد»، حيث سار «فيصل»، الذي كان يبلغ من العمر 15 عاما بشكل سلبي، في حين طرح «محمد» الأسئلة والملاحظات، وقال «ويستفال» عن «بن سلمان»: «رأيت على الفور أن هذا الرجل سيكون أكثر من مجرد مستشار صامت للملك».
ويعطي «بن سلمان» الانطباع بأنه يألف الأعراف الغربية، وفي اللقاءات مع النساء الأمريكيات يصافح أيديهن وينظر إليهن في أعينهن، وهو ما لن يفعله كل مسؤول سعودي.
وفي مرة سابقة، خلال اجتماع في منزل وزير الخارجية «جون كيري»، رأى «بن سلمان» البيانو الكبير وسار إليه، وبدأ في عزف مقطوعة «ضوء القمر»، لكنه تُعيبه لغته الإنجليزية غير القوية مقارنة بإخوانه «التسعة»، فهو مرتبط بشكل غير عادي بالمملكة العربية السعودية.
وعلى عكس إخوته، الذين تلقى العديد منهم تعليمهم في الغرب و حصل أحدهم على شهادة الدكتوراه من جامعة أكسفورد، لم يخرج «بن سلمان» من المملكة  كثيرا، وقد يظهر بعض اللين في إخوته، لكن «بن سلمان» ليس ضعيفا، ولديه الكثير من الكاريزما، إنه يشبه كثيرا «بيل كلينتون»، إنه يجعلك تشعر بأنك مهم جدا عندما تتحدث معه، ويأسرك حقا بسحر لا لبس فيه.
ومع وصول «بن سلمان» إلى مرحلة سنية أكبر، استخدم موقعه لإثراء نفسه، وفي سن المراهقة، وفقا لأشخاص يعرفون القصة، زار سلسلة من رجال الأعمال الأثرياء وطلب منهم وضع المال في صندوق استثمار شخصي، وفي غضون أسابيع، كان قد جمع 30 مليون دولار.
وبالإضافة إلى كونه ولي ولي العهد في ذلك الوقت، تم تعيين «بن سلمان» في مناصب أعطته صلاحيات واسعة على السياسة الخارجية والداخلية، وقد تم تعيينه وزيرا للدفاع، ورئيسا لمجلس التخطيط الاقتصادي بالمملكة، ورئيس شركة أرامكو، شركة النفط الوطنية، والركيزة المركزية لاقتصاد البلاد.
وخلال 70 عاما منذ أن بدأت المملكة تصدير النفط على نطاق واسع، نمت البلاد لتصبح أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، مع دولة رفاهية تشمل دعما للتعليم المجاني والرعاية الصحية، إلى جانب دعم المواد الغذائية والكهرباء والإسكان.
لكن الاقتصاد يعتمد بشكل كبير على النفط، ولا تصدر البلاد أي شيء آخر، وتستورد كل شيء تقريبا، من الغذاء إلى المياه العذبة، وقد بنيت دولة الرفاهية على توقع أن يظل سعر النفط عند مستويات تاريخية لا تقل عن 100 دولار للبرميل، لكنه يبلغ الآن نحو 62 دولارا، ويتوقع على نطاق واسع أن يستمر في الانخفاض.
وقد أخبرني «جان ستيوارت»، خبير اقتصاديات الطاقة في نيويورك: «إذا كنت شخصا يقود حافلته في السعودية، فإن نصيحتي هي أخرجها بأسرع ما يمكن»، وقد صرح المسؤول السابق في وزارة الدفاع: «في غضون 5 إلى 7 أعوام، وفق الاتجاهات الحالية، فإن المملكة ستنهار».
ومن المرجح أن تزداد الضغوط الاقتصادية على الدولة السعودية سوءا، فما يقرب من 70% من السكان تحت سن الثلاثين، وكل عام، تدفع الحكومة ما يصل إلى 70 ألف شاب للدراسة في الولايات المتحدة، ويعود هؤلاء الطلاب إلى منازلهم ويريدون وظائف، وغالبا ما يكونون على الأقل قد تأثروا ببعض الحريات التي تمتعوا بها في الغرب.
ولمعالجة هذه المخاوف، عمل «بن سلمان» على وضع خطة، تسمى «رؤية 2030»، لإجراء تحول كبير في الاقتصاد والمجتمع السعودي، وبالعمل مع شركات الاستشارات الغربية، وضع أهدافا قابلة للقياس كي يتم تحقيقها في العقد القادم، وسوف يشجع النظام الجديد روح المبادرة والاستثمار الأجنبي، وخصخصة الصناعات المملوكة للدولة، بما في ذلك قطاع النفط، وسوف يضح عددا متزايدا من النساء في القوى العاملة، إلى جانب تواجدهن في المنظمات غير الربحية.
ولنشر الخطة، سافر «بن سلمان» إلى الصين وروسيا والولايات المتحدة، حيث التقى مجموعة من مديري شركات التكنولوجيا، بما في ذلك «مارك زوكربيرج»، وفي تجمع من أصحاب رؤوس الأموال البارزين في فندق «فيرمونت»، في سان فرانسيسكو، تحدث «بن سلمان» بصراحة عن آفاق مستقبل السعودية، ووفقا لأحد الحضور، قال: «خلال 20 عاما، سوف ينضب النفط، ومن ثم تتولى مصادر الطاقة المتجددة إدارة الحياة، وأمامي 20 عاما لإعادة توجيه بلدي وإطلاقها نحو المستقبل»، وقد أُعْجِبَ الحاضرون بحديثه، كما سمحت له المناصب التي تقلدها بأن يظهر طموحه الذي لا يمكن كبح جماحه.
وفي أبريل/نيسان عام 2016، عندما قام الرئيس «أوباما» بزيارته الأخيرة إلى المملكة، جلس هو والملك «سلمان» في مواجهة بعضهما البعض، حيث تجمع مساعدوهما حولهما، وقد لاحظ مستشارو «أوباما» أنه في كل مرة تحدث فيها الرئيس، كان «سلمان»، الذي كان يبلغ 80 عاما، يتوقف قبل أن يجيب، بينما كان «بن سلمان» الذي كان يجلس على بعد عدة مقاعد إلى يساره، يكتب شيئا على جهاز «آيباد»، وبعدما ينتهي «بن سلمان»، يقرأ الملك من جهاز «آيباد» آخر خاص به، ثم يرد على أوباما.
وفي اجتماع آخر، انتقد «أوباما» الملك «سلمان» لاعتقاله المدونين المعارضين وإعدام المتظاهرين الشيعة، وشكا من أن هذه الممارسات جعلت من الصعب عليه الدفاع عن السعوديين في الولايات المتحدة، ووفقا لعدد من المسؤولين الأمريكيين السابقين، انتفض «بن سلمان» فجأة من كرسيه لينقل استياءه لـ«أوباما»، حيث وقف فجأة قائلا: «أنت لا تفهم نظامنا القضائي».
وعندما قام الملك «سلمان» بتعيين «بن نايف» وليا للعهد، تكهن بعض السعوديين بأن الملك وضعه كنوع من حراسة المنصب لابنه، وقال لي محلل سعودي بارز: «لا أعتقد أن سلمان كان ينوي في أي وقت أن يجعل بن نايف ملكا، أعتقد أنه كان ينتظر لحظة عندما يصبح بن سلمان شخصية مشهورة».
وظاهريا، عمل «بن سلمان» مع «بن نايف» بسلاسة، حيث كان «بن سلمان» يلتزم بعناية بالبروتوكول الملكي؛ وفي اجتماعات مع قادة أجانب، طلب أحيانا من «بن نايف» الإذن بالتحدث، وفي عام 2016، سألت «جوزيف ويستفال»: «هل تظن أن يخلف محمد بن سلمان والده الملك سلمان»، قال لي «ويستفال»: « لدينا ولي للعهد، ويصبح ولي العهد الملك دائما».
وتحت السطح، على الرغم من التوترات، نمت قدرة «بن سلمان» على المناورة للحد من قوة منافسه، وقد سمحت إدارته للاقتصاد والجيش بمزاولة مهام «بن نايف» اليومية، وباسم تسهيل عمل الحكومة، قام بإقصاء مجلس المستشارين الذي كان يتبع «بن نايف»، وحرمه من معظم موظفيه المحترفين، وقد أخبرني مسؤول أمريكي سابق كان لديه اتصالات في المنطقة: «كان بن سلمان حرفيا يوقع أوامر باسم الملك».
الحليف.. ولي عهد أبوظبي
وتعتبر المملكة نفسها مركزا للعالم الإسلامي، حيث يُعرف الملك عادة باسم «خادم الحرمين الشريفين»، وهما المسجد الحرام والمسجد النبوي في مكة والمدينة على الترتيب، وقد حصل «بن سلمان» على السلطة بمساعدة من حليف من خارج المملكة، وهو «محمد بن زايد»، ولي عهد أبوظبي، والحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وقد ساعد «بن زايد» في دفع الإمارات إلى نمط يشبه سنغافورة في الشرق الأوسط، غنية ونشطة واستبدادية، مع تدفق عائدات النفط وعائدات الخدمات اللوجستية من مدينة دبي المزدهرة.
وتعد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، اللتان تشتركان في الحدود، نظامين وراثيين يسيطر عليهما السنة، وغالبا ما تتماشى مصالحهما.
وفي الشؤون الخارجية، يفضل السعوديون رؤية دولة الإمارات كشريك صغير، ولك، في كثير من النواحي، فإن «بن زايد» هو من يقود السياسة الخارجية، ومنذ البداية عارض ولي عهد أبوظبي صعود «بن نايف» جزئيا بسبب نزاع غير قابل للحل بين الرجلين، وفي برقية دبلوماسية أمريكية عام 2003، نشرتها ويكيليكس وصف «بن زايد» والد «بن نايف» بالقرد، وهو الأمر الذي وتر العلاقة بين الرجلين منذ ذلك الحين.
وقد رأى «بن زايد» في «بن سلمان» نسخة أصغر من نفسه، ذكي وحيوي ومتلهف لمواجهة الأعداء، كما كان يجري إعداد «بن سلمان» للسلطة، في الوقت الذي تشعر فيه دول الخليج بخطر متزايد.
وعندما اندلع الربيع العربي عام 2011، تم إجبار الحكام الديكتاتوريين في تونس ومصر وأماكن أخرى على الخروج من السلطة، وكان القادة في السعودية والإمارات يشعرون بالرعب من أن تتبعهم ملكياتهم قريبا.
ولذلك دعم البلدان القتال ضد الثورات في سوريا وليبيا، لكن تدخلهم الأكثر حسما جاء في مصر، أكبر بلد في العالم العربي من حيث عدد السكان، حيث أُطيح بالرئيس السابق «حسني مبارك» بسبب انتفاضة شعبية، وفي يونيو/حزيران 2012، سلم الناخبون المصريون الرئاسة إلى «محمد مرسي»، من جماعة «الإخوان المسلمون»، وبالنسبة للسعوديين والإماراتيين  كان ذلك كابوسا.
وقد تأسست جماعة «الإخوان المسلمون» عام 1928، وهي أكبر حركة إسلامية في العالم، مع مئات الملايين من الأتباع، ولقد ألهمت الأحزاب السياسية الإسلامية في جميع أنحاء العالم الإسلامي السني، بما في ذلك فروعا في الأردن وسوريا والبحرين، وفي مصر، قامت الأجهزة الأمنية بقمع «الإخوان» بوحشية لعقود من الزمن، لكن بعد الربيع العربي برزت الجماعة بوصفها القوة السياسية الأكثر تنظيما في البلاد.
وقال لي أحد الدبلوماسيين الأمريكيين البارزين السابقين: «عندما تم انتخاب مرسي، انتقل السعوديون والإماراتيون إلى مستوى أعلى من السرعة».
ووفقا لعدة مسؤولين أمريكيين سابقين، بدأ «بن زايد» و«بندر بن سلطان»، مدير المخابرات السعودية، بالتآمر مع آخرين في حكومتيهما لإزالة «مرسي» من السلطة، وكان جنرالات الجيش المصري يتآمرون بالفعل ضده، وقد استطاع «بندر» و«بن زايد» الوصول إلى وزير الدفاع المصري آنذاك، الفريق «عبدالفتاح السيسي»، ووعدوه بتقديم 20 مليار دولار كمساعدات اقتصادية إذا تم خلع «مرسي».
كما بدأت الإمارات بتمويل حركة مناهضة للحكومة في القاهرة، تم بناؤها حول مجموعة شبابية مستقلة ظاهريا تدعى «تمرد»، ومع بدء الانقلاب استخدم «بندر» و«السيسي» «محمد دحلان»، الفلسطيني المنفي خارج البلاد، لنقل الرسائل والأموال إلى المتعاونين في الجيش المصري.
وقال الدبلوماسي السابق إن الدعم الخارجي كان أمرا حاسما للانقلاب، «حيث تحرك السيسي بعد وعود له بأنه سوف ينجح»، وفي يوليو/تموز 2013 أطاح الجيش المصري بـ«مرسي» من السلطة، وبعد ذلك بقليل تم تدبير حملة قمع ضد أنصار «الإخوان» المشتبه فيهم، حيث تم اعتقال ما لا يقل عن 40 ألف شخص، وقال لي الدبلوماسي: «كان الأمر رهيبا وفظيعا، ما فعله السعوديون والإماراتيون لا يُغتفر».
ومع اكتساب «بن سلمان» للنفوذ في المملكة، تعززت علاقته الوثيقة مع «بن زايد»، وقال لي «كلارك»: «إنهما يتحدثان على الهاتف طوال اليوم مع بعضهما البعض»، ويشترك الرجلان في وجهة النظر الجيوسياسية، وقد أشار «بن سلمان» إلى جماعة «الإخوان المسلمون» وحلفائها على أنهم «قوى الشر»، وهو يعتبر إيران عدو بلاده العظيم مثلما يفعل «بن زايد».
ويعود تاريخ التنافس مع إيران إلى زمن الإمبراطورية الصفوية التي اجتاحت بلاد فارس وحكمت معظم العالم العربي لمدة قرنين، وفي الأعوام الأخيرة كان المسؤولون السعوديون والإماراتيون يدقون ناقوس الخطر، حيث أنشأ النظام الشيعي في إيران وجودا مهيمنا بشكل متزايد في جميع أنحاء المنطقة.
وقد أخبرني «ثامر السبهان»، الوزير السعودي لشؤون الخليج أن «النازيين والنظام الإيراني متشابهان أيديولوجيا للغاية»، وقال إن الإيرانيين كانوا يجمعون «جيشا إسلاميا جديدا يعتمد على الفوضى والعدوان، وهم لا يريدون إضعاف المملكة، بل يريدون الاستيلاء على المنطقة بالكامل، والعائق الوحيد أمامهم هي المملكة».
وفي عام 2009 بدأت إدارة «أوباما» التفاوض مع الإيرانيين للحد من برنامجهم النووي، ونظر القادة السعوديون والإماراتيون إلى أن أي تواصل مع إيران يعتبر تهديدا خطيرا.
وبعدما تم تعيين «بن سلمان» وزيرا للدفاع، زادت التوترات مع إدارة «أوباما»، ولا سيما في صراع آخر مع إيران، وهذه المرة في اليمن التي تقع على الحدود مع المملكة العربية السعودية إلى الجنوب، وتعد اليمن بلدا فقيرا، وتعاني العنف الداخلي، وعلى مدى ثلاثة عقود أنفقت المملكة ملايين الدولارات سنويا لدعم زعماء القبائل هناك من أجل شراء القليل من السلام، وفي الأعوام الأخيرة سقطت البلاد في حرب أهلية، واجتاحت مجموعة متمردة يسيطر عليها الشيعة - تعرف باسم الحوثيين - العاصمة، وأجبرت الرئيس على الفرار، وكان القادة السعوديون مرتابين بشدة من الحوثيين الذين زودهم الإيرانيون بالأسلحة بشكل دوري.
وفي مارس/آذار 2015، أبلغ السعوديون والإماراتيون البيت الأبيض أنهم كانوا يعدون لتدخل عسكري في اليمن، وقال لي مسؤول سابق في وزارة الخارجية: «أخبرنا بن سلمان أنه يريدنا معهم، لكنهم كانوا في طريقهم بالفعل»، ولأعوام  كانت إدارة «أوباما» تقول للسعوديين إن عليهم أن يكون لهم وزن أكبر في المنطقة، والآن بدا أن تلك اللحظة قد حانت.
ورفضت الإدارة الانضمام مباشرة إلى الحملة، ولكن بعد وقت قصير من بدء الحرب، طار «توني بلينكن»، نائب وزير الخارجية إلى الرياض للاجتماع مع «بن سلمان»، وقال «بلينكن»: «أخبرني أن هدفه هو القضاء على كل النفوذ الإيراني في اليمن»، ولقد فوجئ بأنه لتطهير البلاد من المتعاطفين مع إيران، فإن ذلك يتطلب حمام دم، قلت له: «يمكنك القيام بالكثير من الأشياء لتقليل أو تقليل التأثير الإيراني، لكن القضاء عليها؟»، بعدها أرسل «بن سلمان» القوات السعودية إلى اليمن، ونشرت الإمارات المقاطع الصوتية والمرئية الاحتفالية على الإنترنت، حيث يبدو «بن سلمان» على نحو صارم يأمر الطائرات النفاثة للتوجه نحو خصومه.
قمة الرياض
وعندما زادت الحرب من نفوذ «بن سلمان» في المملكة، بدأ يدفع بقوة أكبر ليصبح ولي العهد، وفي صيف عام 2015 تم إرسال «عادل الجبير» وزير الخارجية السعودي إلى «نانتوكيت» لرؤية وزير الخارجية «كيري»، الذي كان يقضي إجازته في منزله هناك، وأراد «الجبير» معرفة ما إذا كان «كيري» سيدعم «بن سلمان» إذا ما نحى «بن نايف» جانبا، وفقا لمسؤول سابق في إدارة «أوباما» تم إطلاعه على الاجتماع، وقال لي المسؤول: «كان «بن سلمان» يحاول كسب «كيري»، لقد أرادنا إلى جانبه، لكن «كيري» قال له إن الإدارة لن تنحاز إلى جانب، وفي نفس الوقت تقريبا  كان «بن نايف» يطلب العون من «جون برينان»، الذي كان آنذاك رئيس وكالة الاستخبارات المركزية ضد «بن سلمان».
وداخل البيت الأبيض تزايدت المخاوف من أن يتحول الصراع من أجل الخلافة إلى العنف، وكوزير دفاع سيطر «بن سلمان» على الجيش، وكوزير للداخلية كان «بن نايف» يسيطر على قوات الأمن الداخلي الواسعة في البلاد، وقال المسؤول السابق: «كان من المحتمل أن يخوض الأمراء الحرب مع بعضهم البعض مع احتمال ظهور الدبابات في الشوارع».
وفي واشنطن قام «بن زايد» بحملة للمساعدة في ترسيخ أقدام «بن سلمان» كملك المستقبل للسعودية، وقد أخبرني «بن رودز» نائب مستشار الأمن القومي لـ«أوباما»: «لدى السعوديين والإماراتيون أكثر عمليات الضغط فعالية في واشنطن، وأود أن أقول إنهم مسؤولون عن تصدير صورة أوباما على أنه ضعيف في الشرق الأوسط أكثر من أي شخص آخر».
وقد وصف «رودس» «يوسف العتيبة»، سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة، بأنه قادر على وجه الخصوص على التأثير على النخبة المالية والسياسية الأمريكية، ويبدو أن «العتيبة» قد ساعد في تنظيم سلسلة من المقالات الإفتتاحية التي تروج لـ «بن سلمان»، حيث أظهر تأثيرا غير عادي على شخصيات بارزة في واشنطن، وقال المسؤول الأمريكي السابق الذي كان على اتصال بالمنطقة إن عمل «العتيبة» كان جزءا من جهد أكبر، حيث استأجر الإماراتيون جماعات الضغط نيابة عن «بن سلمان»، وقال المسؤول إن «كل شركات العلاقات العامة التي كانت تروج لابن سلمان في الولايات المتحدة تم دفع ثمنها من قبل أبوظبي».
وكتب «بن نايف»، الذي انزعج مما شاهده على أنه تدخل أجنبي إلى الملك «سلمان» لتحذيره، (حصلت على الرسالة من قبل المسؤول الأمريكي السابق)، وكتب له قائلا: «لقد واجهنا مؤامرة خطيرة، تم الكشف عن مؤامرة إماراتية للمساعدة في تفاقم الاختلافات داخل البلاط الملكي»، وأضاف: «بن زايد يخطط حاليا لاستخدام علاقته القوية مع رئيس الولايات المتحدة لتحقيق نواياه».
وفي ديسمبر/كانون الأول 2016، طار «بن زايد» إلى نيويورك للاجتماع مع الرئيس المنتخب «ترامب» ومساعديه «كوشنر» و«بانون»، و«مايكل فلين»، الذي عين مستشارا للأمن القومي.
ومن المعتاد أن يخطر الزعماء الأجانب الحكومة الأمريكية عندما يسافرون إلى الولايات المتحدة، لكن «بن زايد» لم يفعل ذلك، وقد استحوذ الاجتماع على اهتمام «روبرت مولر»، المستشار الخاص الذي يحقق في تدخل روسيا في انتخابات عام 2016، الذي ينظر في مزاعم بأن جماعات الضغط الإماراتية قد صرفت ملايين الدولارات إلى المانحين في حملة «ترامب».
وقد وصل «بن زايد» إلى الاجتماع في برج «ترامب»، مع حاشية من حوالي 30 شخصا، وكان يرتدي أحذية قتالية وجينز، وكان بعض رجاله مسلحين، وخلال الساعة الأولى شارك هو ومساعدو «ترامب» في مناقشة تقليدية نسبيا حول سياسة الشرق الأوسط، ولكن النقاش أصبح أكثر حيوية حيث أدرك الجانبان أنهما يشتركان في وجهة نظر متشابهة نحو إيران، وتطور الاجتماع إلى جلسة تخطيط حول كيفية مواجهة بيت «ترامب» الأبيض للنظام الإيراني في الخليج.
وبعد بضعة أسابيع بعد تنصيبه مباشرة، بدأ «كوشنر» ترتيب زيارة المملكة العربية السعودية، وفي خطته، كان «ترامب» يستعد لزيارة الرياض لحضور قمة تضم 55 دولة ذات غالبية مسلمة.
وقال مسؤول سابق في وزارة الدفاع: «كان غاريد المحرك لكل هذا»، وفي تجمع واحد قد يقدم «ترامب» نفسه للعالم الإسلامي، ويعيد تأسيس علاقة أمريكا مع السعودية، ووضع إيران في حالة تأهب، والتواصل مع جميع الحاضرين حول ما شعرت به الإدارة حول «بن سلمان».
وقال مسؤول سابق في وزارة الدفاع: «عارضت المؤسسة بأكملها ذلك، الخارجية ووزارة الدفاع ووزارة الخزانة، والجميع»، كانت هناك مخاوف بشأن تأييد «بن سلمان» وتراجع العلاقة مع «بن نايف»، وكان السبب أن ذلك قد يؤدي إلى إرباك الأمور، «لدينا شريك بالفعل، فدعونا نتمسك بالاستقرار».
وكانت القمة، في مايو/آيار 2017، أول رحلة لـ«ترامب» للخارج كرئيس، وقد عامله السعوديون كملك، وأنفقوا ما يقدر بنحو 68 مليون دولار على الاحتفالات، بما في ذلك احتفال رقص فيه «ترامب» ومجموعة من أفراد العائلة المالكة، مع السيوف في اليد.
وفي الاجتماعات، كما أخبرني «بانون»، كان «ترامب» صريحا حول الأهداف الأمريكية، وفي هذه القمة وعد السعوديون والقطريون وآخرون بمكافحة التطرف، واتفق السعوديون على دفع ثمن مركز لمكافحة الإرهاب.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها ستبيع الأسلحة للسعوديين بعدة مئات مليارات من الدولارات، وقال مسؤول في البنتاغون في وقت لاحق: «عند اكتمالها ستكون أكبر صفقة سلاح لدولة واحدة في التاريخ الأمريكي»، ومثل التعهد بمكافحة الإرهاب، كانت هذه الاتفاقيات غير ملزمة، لكن «بانون» أكد أن «ترامب» قد أحدث تغييرا حاسما في السياسة السعودية.
وقد ركزت الصحافة الأمريكية على الاحتفالات والبهرجة المبالغ فيها في تلك الزيارة، ولكن في الأشهر التي تلت ذلك حدثت سلسلة من الأحداث الدرامية في عدد من القرارات الرئيسية، وأعلن «ترامب» أن الولايات المتحدة ستنقل سفارتها في (إسرائيل) من تل أبيب إلى القدس، وهو أمر لم يحاوله أي رئيس أمريكي منذ احتلال (إسرائيل) للضفة الغربية عام 1967، وقفز «بن سلمان» فوق «بن نايف» ليصبح وليا للعهد، ودخلت ممالك الخليج بقيادة السعودية في مواجهة مفتوحة مع قطر.
الحصار
وظهرت أول علامة على الصراع مساء يوم 23 مايو/آيار 2017، عندما بدأت سلسلة من الاقتباسات الغريبة المنسوبة لأمير قطر «تميم بن حمد» في الزحف عبر شاشات التليفزيون تم بثها عن طريق وكالة الأنباء الرسمية في قطر.
وقال أحد الاقتباسات: «إيران قوة إسلامية في المنطقة لا يمكن تجاهلها»، وقال آخر: «حماس هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني»، وبالنسبة لأحد ملوك الخليج فإن أي تأييد مفتوح لإيران يعد أمرا غير مقبول، وادعى أمير قطر أن هذه التصريحات كانت مزيفة، وأنها تم زراعتها على الشاشة من قبل متسللين يعملون لحساب أعداء قطر، لكنهم أثاروا رد فعل صارم.
وهاجمت قناة العربية الإخبارية، التي يُقال أنها تتحدث بلسان «بن سلمان»، القيادة القطرية، وقال مسؤول استخباراتي بارز: «لقد فقدت الدوحة عقلها». وفي بيان صدر في 5 يونيو/حزيران 2017، اتهمت الحكومة السعودية قطر «بإثارة الاضطرابات الداخلية السعودية، والتحريض ضد الدولة، والتعدي على سيادتها، وتبني مختلف الإرهابيين والطائفيين»، وفي نفس اليوم أعلنت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى جانب البحرين حصار قطر وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، وكانت تلك التحركات عملا من أعمال الحرب، وكانت دول الخليج التي انضمت إلى الحصار قد اتهمت قطر منذ زمن طويل بتمويل الإرهاب والثورة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتوافق بشكل وثيق مع إيران.
وفي عام 2013، انقسم الفرقاء بسبب الأزمة في مصر، حيث قدمت قطر الدعم المالي لحكومة «مرسي»، ودعم السعوديون والإماراتيون الجيش، ويشكو الزعماء السعوديون والإماراتيون من رعاية دولة قطر للإخوان المسلمين وحركة حماس، المجموعة الفلسطينية التي تحكم غزة والتي تعود جذورها إلى الإخوان، كما أنهم مستاؤون من شعبية شبكة تليفزيون الجزيرة التي تمولها الدولة، والتي كثيرا ما تنتقد بشدة ملكيات الخليج.
وقد تحدث «بن سلمان» عن قطر باعتبارها مشكلة مزعجة يمكن إصلاحها بسهولة، وقال: «السلوك القطري تجاه الدول العربية مدفوع بالمشاكل النفسية، يمكن لأي من الوزراء السعوديين حل الأزمة القطرية بأكملها».
ولدى حكومة الولايات المتحدة علاقة معقدة مع قطر، التي كانت في الغالب تساعد في تسهيل المناورات الدبلوماسية الصعبة، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تدرج حماس كمنظمة إرهابية، فقد أخبرني دبلوماسي أمريكي سابق أنه بعد أن اضطر زعيم الحركة «خالد مشعل»، إلى الفرار من نظام «الأسد»، عام 2012، طلب دبلوماسيون أمريكيون من القطريين أن يرحبوا به، وقد عاش في مجمع قريب من مقر إقامة السفير الأمريكي، كما يستضيف القطريون سفارة حركة طالبان، حيث يمكن للدبلوماسيين الأمريكيين التحدث مع مسؤولي طالبان، وقد تم إطلاق سراح «بو بيرجدال» وهو جندي أمريكي أسرته حركة طالبان في أفغانستان من خلال المفاوضات التي أجريت هناك.
ولعل الأهم من ذلك، أن قطر هي موقع قاعدة «العديد» الجوية، وهي القاعدة الأمامية الرئيسية للجيش الأمريكي في المنطقة، والتي تضم نحو 11 ألف عسكري ومئات الطائرات المقاتلة، وقام القطريون بتمويل بنائها، وهم مستمرون في دفع معظم تكاليف التشغيل، وقال لي «محمد بن عبدالرحمن»، وزير الخارجية القطري: «كل هذه الأشياء قمنا بها بناء على طلب الأمريكيين أو بالاشتراك معهم»، ومع ذلك، بعد بدء الحصار، قام الرئيس «ترامب» بالتغريد ضد قطر، منحازا إلى السعوديين، وقد أشار الدبلوماسي الأمريكي السابق إلى أن حماسه كان مدفوعا جزئيا بالجهل: «أنا مقتنع بأن ترامب لم يكن يعلم أن لدينا قاعدة عسكرية في قطر».
تملك المسؤولين الرعب، وقد كان وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» ووزير الدفاع «جيمس ماتيس» في رحلة إلى أستراليا عندما اندلعت الأزمة، وتم أخذهما على حين غرة، وقال لي مسؤول رفيع في وزارة الخارجية: «كان تيلرسون مستاء للغاية، لم يصدق أن السعوديين والآخرين سيحاولون القيام بشيء من هذا القبيل»، وبدأ «تيلرسون» العمل على تخفيف حدة التوتر، ودعا «ماتيس» السعوديين إلى التراجع.
وفي الأيام التالية، فرض السعوديون وحلفاؤهم شروطا بدا أنها مصممة لتركيع قطر وتحويلها إلى دولة تابعة من أجل رفع الحصار، حيث كان على قطر، من بين أمور أخرى، أن تغلق «الجزيرة»، وتقطع العلاقات مع إيران، واستنتج المسؤولون الأمريكيون أن «بن سلمان» و«بن زايد» كانا يستعدان للإطاحة بحكومة قطر، وقال لي الدبلوماسي الأمريكي السابق: «لقد أوضحوا بشكل خاص وعلني أن نيتهم ​​هي استبدال الأمير، وأعتقد أنهم كانوا ذاهبين للغزو».
وتعد قطر هدفا لا يمكن مقاومته تقريبا، فعلى الرغم من أن عدد سكانها بالكاد يبلغ 300 ألف نسمة، لكنها تسيطر على أحد أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم، ولديها صندوق ثروة سيادي تبلغ قيمته نحو ثلاثمائة مليار دولار، وقال الدبلوماسي: «إذا نظرت إليها من منظور مالي، فإن غزو قطر له مغزى كبير»، وقد أرسلت الحكومة التركية، التي كانت لها قاعدة عسكرية في العاصمة، مفرزة جديدة من الجنود.
ووراء الكواليس، كانت هناك مؤشرات على أن الخطة قد تمت الموافقة عليها في قمة الرياض، ومع بدء الحصار تلقى مسؤول أمريكي كبير مكالمة هاتفية قبيل منتصف الليل من «يوسف العتيبة» أخبره بما كان يحدث، وقال لي المسؤول: «كنت غاضبا للغاية، حاولت أن أتحدث معه عن ذلك»، وعندما اشتكى المسؤول من عدم إعطاء وزارة الخارجية أي إخطار، قال «العتيبة» إنه قد أعلم الإدارة بالفعل، قائلا: «لقد أبلغت البيت الأبيض».
ولم يعرف الدبلوماسيون الأمريكيون أي شيء تقريبا حول ما كان يحدث بين البيت الأبيض وملكيات الخليج، وبعد مرور أكثر من عام على مدة ترامب، لم يتم تعيين سفير للسعودية بعد، وقال لي الدبلوماسي الأمريكي السابق: «لا أحد يعرف ما حدث في الرياض، لأنه لم يكن هناك دبلوماسيون في الغرفة»، وفي خطاب بعد عدة أشهر من اندلاع الأزمة في قطر، قال «بانون» أمام جمهور أمريكي: «لا أعتقد أن الأمر كان مجرد مصادفة، فبعد أسبوعين من تلك القمة رأينا الحصار».
ويتكهن بعض القطريين بأن «كوشنر» أيد الحصار جزئيا بسبب الإحباط بسبب صفقة فاشلة مع شركة عقارات عائلته، وفي أبريل/نيسان 2017 أي قبل شهر من القمة، سافر وزير المالية القطري «علي شريف العمادي» إلى نيويورك لدراسة الفرص الاستثمارية الجديدة، واستأجر هو وحاشيته جناحا في فندق «سانت ريجيس»، وأزالوا معظم الأثاث، وقابلوا مجموعة طويلة من رجال الأعمال الأمريكيين الذين كانوا يبحثون عن التمويل.
ووفقا لأحد المحللين الماليين الذين لديهم معرفة بالاجتماع، كان من بين الطامعين والد «كوشنر» «تشارلز»، وشقيقته «نيكول»، وقد جاءا بحثا عن المال لإنقاذ ملكية العائلة المميزة، العقار رقم 666 بالجادة الخامسة، وهو برج مكون من 41 طابقا في وسط مانهاتن، ويولد عوائد منخفضة بشكل مضطرد، ويتحمل قرضا عقاريا في فبراير/شباط المقبل بقيمة 1.2 مليار دولار.
وقد أكد «تشارلز كوشنر» أن القطريين طلبوا الاجتماع، وأنه كان شديد الحذر من تضارب المصالح إذا قبل التمويل، وتراجع القطريون قائلين إن الاستثمار مع كوشنر لا جدوى منه، وقال أحد المحللين: «كان بإمكانهم شراء المبنى، صدقوني لديهم المال، لكن لم يظنوا أن الأمر سيؤتي ثماره على الإطلاق،. وقد سألت المحلل: «إذا أعطوا كوشنر المال فهل كان الحصار سيحدث؟» وكانت إجابته: «لا أعتقد ذلك».
وفي النهاية قرر محللو استخبارات الولايات المتحدة أن القطريين كانوا يقولون الحقيقة، حيث أن التصريحات المتلفزة التي نُسبت إلى الأمير «تميم» قد تم اختلاقها من قبل متسللين استأجرتهم الإمارات، وقال لي «محمد بن عبدالرحمن»، وزير الخارجية القطري: «كانت القرصنة ذريعة لكي نتعرض للهجوم»، وقد ظهرت مؤشرات أخرى على أن الأزمة كانت متعمدة، ففي الصيف الماضي تم اختراق رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بـ «العتيبة»، وأظهرت الوثائق المالية التي تم العثور عليها من بينها أن المسؤولين الإماراتيين قاموا من خلال بنك في لوكسمبورغ بإعداد حملة من الحرب المالية تهدف إلى التسبب في انهيار عملة قطر.
ولا تزال قطر تحت الحصار من قبل الدول الحليفة في الخليج، ولقد ألحق الحصار خسائر فادحة بالاقتصاد، وأجبر القادة على إيجاد مصادر بديلة للأغذية والسلع الاستهلاكية، لكن القطريين أغنياء بما يكفي لتحمل ذلك دون الكثير من الصعوبات، وقد خرجوا من الأزمة بتعاطف دولي كبير، وفي يونيو/حزيران 2017 وافق «ماتيس» على صفقة لبيع مقاتلات من طراز إف 15 لقطر، وفي اجتماع لاحق طمأن «تيلرسون» المسؤولين الإقليميين بأن قطر هي «شريك قوي وصديق قديم للولايات المتحدة».
ولاية العهد
وفي مساء يوم 21 يونيو/حزيران 2017 راقب مشاهدو قناة العربية القناة الإخبارية السعودية مشهدا سرياليا، حيث توجه «بن سلمان» ووجهه محاط بكوفية من اللونين الأحمر والأبيض إلى منافسه «بن نايف» وقبل يده بطريقة مسرحية وجثا على ركبتيه، وأعلن «بن نايف» إخلاصه لابن عمه: «أتعهد بالولاء لك في السراء والضراء»، وكان القصد من مقطع الفيديو الذي يبلغ طوله أربعة وعشرين ثانية الإعلان عن أن «بن سلمان» نجح بسلام في الإطاحة بـ«بن نايف» من خط خلافة المملكة العربية السعودية.
وفي الواقع، لم يكن نقل السلطة وديا، ففي الليلة السابقة وفقا لمصادر سعودية وأمريكية، تم استدعاء «بن نايف» إلى اجتماع مع الملك «سلمان»، وفي القصر حاصره الحراس وصادروا هاتفه وطلبوا منه التنازل عن العرش، وقد رفض «بن نايف» في البداية، ووفقا للمسؤول الأمريكي السابق الذي كان على اتصال بالمنطقة، تم إجبار «بن نايف» على الوقوف لعدة ساعات، وهو ما تسبب له بألم شديد بسبب الإصابات القديمة من الهجوم الانتحاري، وأخبرني أحد المصادر أن الحراس هددوا بإعلان أن «بن نايف» مدمن على المخدرات والعقاقير، وهو ادعاء نفاه المسؤول الأمريكي السابق، قائلا: «أشك حقا في أنه فعل أي شيء من هذا القبيل».
ومع اقتراب موعد الفجر، وافق «بن نايف» على تسليم منصبه، وقام «بن سلمان» بتثبيت وزير داخلية جديد، وهو قريب يعتقد أنه مخلص له، وكان «بن نايف» مجبرا على البقاء في منزله، حيث لم يتمكن أي من أصدقائه الأمريكيين الأقوياء، بما في ذلك من وكالة الاستخبارات المركزية من الوصول إليه، وبدا أن طريق «بن سلمان» إلى العرش أضحى مفتوحا تماما.
وفي الأشهر التالية دفع «بن سلمان» ببرنامج إصلاح شامل وأصدر مرسوما، من بين أمور أخرى، يسمح للنساء بالقيادة، ولقد حكمت الدولة السعودية طويلا من خلال تحالف مع أتباع الوهابية، الذين حصلوا في مقابل ولائهم على إذن بنشر مذاهب صارمة وعتيقة، لكن «بن سلمان» خفض تمويل تلك الجهات إلى حد كبير، وهو التمويل الذي كان يساعدهم على نشر الوهابية في الخارج، والتي يعتقد العديد من الخبراء أنها مسؤولة عن تشجيع الإرهاب والأفكار المعادية للغرب.
وقال «بن سلمان» في تجمع بفندق ريتز كارلتون الرياض في أكتوبر/تشرين الأول 2017: «كل ما نفعله هو العودة إلى ما  كنا عليه، الإسلام المعتدل المفتوح على جميع الأديان والمنفتح على العالم، لن نهدر 30 عاما أخرى من حياتنا في التعامل مع الأفكار المتطرفة، سندمرهم اليوم».
وقد اكتسبت هذه التحركات الثناء على نطاق واسع في الغرب، وقد وصف «توماس فريدمان»، كاتب عمود الشؤون الخارجية المؤثر في صحيفة «نيويورك تايمز»: «لقد بات المسؤولون مقتنعين بإصلاحات بن سلمان، وإذا ما نجح فلن يتغير فقط طابع المملكة بل نغمة الإسلام ورسالته في جميع أنحاء العالم».
وبينما كان يتم الاحتفاء بـ«بن سلمان» في وسائل الإعلام الغربية، بدأ في القضاء على نحو منهجي على أي معارضين محتملين لحكمه، وفي الأشهر القليلة التالية فرضت الشرطة السعودية حملة قمعية ضد ما تبقى من الصحافة المستقلة والمجموعات المؤيدة للإصلاح في البلاد، واعتقلت ناشطي حقوق الإنسان، والمنظمين المؤيدين للديمقراطية، والصحفيين البارزين، وأخبرني «جمال خاشقجي»، وهو صحفي سعودي كان قد هرب مؤخرا إلى الولايات المتحدة: «إن معظم رجال الدين الذين اعتقلهم ليسوا رجال دين متشددين بل مصلحين، وقد اعتقلهم لأنهم يتمتعون بشعبية».
وبعد فترة وجيزة، طلب ولي العهد «بن سلمان» من البنوك الغربية والسعودية المساعدة في الحصول على أموال أغنى رجال البلاد، وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني2017، أرسل الشرطة في جميع أنحاء البلاد لاعتقال العديد من الأشخاص، بما في ذلك أكثر من 10 أعضاء من العائلة المالكة، على خلفية مزاعم بالفساد.
ولقد كان ذلك اعتداء مذهلا على الطبقة الأكثر نفوذا من السعوديين، الذين كانوا قد أغنوا أنفسهم، وغالبا ما كانوا يتقاضون رشاوى لتسهيل الأعمال لارتباطهم بالعائلة المالكة، وقد حذر «بن سلمان» من أن «أي شخص متورط في الفساد لن ينجو، سواء كان أميرا أو وزيرا أو أيا كان، وإذا كان هناك أدلة كافية ضده فستتم محاسبته».
وتم إحضار نحو مائتي معتقل إلى فندق «ريتز كارلتون» في الرياض، وهو مكان للأمراء، ولكن لم يكن عادة مقرا للاحتجاز، كان من بين هؤلاء 10 من كبار الأمراء، وصاحب إحدى شبكات التلفزيون الرئيسية في البلاد، ورئيس الحرس الوطني، و«الوليد بن طلال»، أحد المساهمين الرئيسيين في سيتي بنك وأبل وتويتر، الذي يبلغ صافي ثروته 17 مليار دولار.
وقد تعرض العديد منهم للذهول من خلال تجربتهم الأولى مع أي قيود على حياتهم، وكان «علي الشهابي»، الذي يدير مركز أبحاث موال للسعودية في واشنطن، قد تحدث إلى العديد من المعتقلين، وأخبرني أن الجميع خاضوا التجربة نفسها، حيث طُلب منهم خلع ملابسهم، وتم إعطاؤهم زيا موحدا، وخضعوا للفحص الطبي، وكانوا أثناءه يسألون إذا كانوا يتناولون أي أدوية موصوفة، ثم تم نقلهم إلى غرف تحت الحراسة، حيث أزيلت المرايا وأي شيء آخر قد يستخدمونه لإيذاء أنفسهم، وقال لي الشهابي: «كان بإمكانهم مشاهدة التلفزيون وطلب خدمة الغرف، لكنهم فقط لا يستطيعون الرحيل».
ثم بدأت الاستجوابات، حيث قدمت الشرطة والمحققون السعوديون إلى المحتجزين أدلة مزعومة عن أفعالهم السيئة، وعادة ما كان يتم التوصل معهم إلى تسوية مالية تحت الإكراه، وعندما يدفع المحتجزون ويوقعون على اتفاق عدم إفشاء، يكون لهم مطلق الحرية في المغادرة.
وقال لي أحد الدبلوماسيين الغربيين: «لم يكن هناك أي إجراء من أي نوع، لا محاكم ولا قضاة ولا أوامر قضائية، ولا شيء من ذلك»، وقام العديد من السعوديين الأثرياء الذين لم يكونوا مستهدفين في حملة القمع بتحويل أموالهم خارج البلاد بشكل محموم، في بداية لرحلة هروب لرأس المال بلغ مجموعها ملايين الدولارات شهريا.
وبينما كان «بن سلمان» يفرض التقشف على مواطنيه، بدا غير راغب في كبح نفسه، وفي عام 2015، بينما كان يقضي إجازة في جنوب فرنسا، اشترى يختا من قطب روسي مقابل 550 مليون دولار، واشترى قصرا غربي باريس، مع سينما وغرفة زجاجية مغمورة بالمياه، وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قيل إنه دفع 450 مليون دولار في لوحة «سالفاتور موندي»، وهي لوحة تعود لـ «ليوناردو دافنشي» عن يسوع المسيح.
ونفى متحدث باسم العائلة المالكة هذه التقارير، قائلا إن أحد أقارب «بن سلمان» هو من اشترى اللوحة، وكان من المفترض أن تعلق في متحف اللوفر بأبوظبي الذي افتتح حديثا، كهدية للمتحف.
وفي السعودية ووسائل الإعلام الغربية، وصف «بن سلمان» الاعتقالات بأنها حملة قمع ضد الفساد، والتي يزعم أنها استعادت أكثر من مائة مليار دولار للدولة، ويبدو «بن سلمان» سعيدا بتضخيم رسالته، حتى لو كان ذلك من خلال الاستجوابات الوحشية.
وقد توفي أحد السعوديين البارزين على الأقل، في ظروف غامضة، ووفقا لأحد السعوديين على علم بالأحداث، توفي «علي القحطاني»، وهو جنرال متقاعد في الجيش، بسبب نوبة قلبية بعد تعرضه لمعاملة قاسية أثناء استجوابه في فندق ريتز، وقال محتجز أيضا إن «عمرو الدباغ»، وهو مسؤول كبير سابق في هيئة الاستثمار السعودية، تعرض لصدمات كهربائية في الفندق، وأفاد بعض الذين كانوا داخل الفندق أن الخاطفين كانوا يتحدثون الإنجليزية إلى بعضهم البعض، مما أثار احتمال أن «بن سلمان» قد قام بتجنيد أجانب لمساعدته.
ودافع «برنارد هيكل» عن الاعتقالات، قائلا إنه بدونها كانت المملكة لتستمر في مسارها غير القابل للاستمرار، ومع ذلك يبدو من الواضح أن حملة «بن سلمان» تعمل على الأقل بقدر ما على الهجوم على أولئك الذين قد يشكلون تهديدا لحكمه، وكان العديد ممن تم اعتقالهم من أقارب ملوك سابقين، وممن اعتبروا أنفسهم ورثة محتملين للعرش، أو على الأقل كانوا يتمتعون بشكل من أشكال السلطة في المملكة، وكان أكثر ما أوضح ذلك هو اعتقال الأمير «متعب بن عبد الله»، رئيس الحرس الوطني وابن الملك الراحل «عبدالله».
وعن طريق إزالة «متعب»، اكتسب «بن سلمان» سيطرة فعلية على جميع فروع الأمن الثلاثة في البلد، الجيش ووزارة الداخلية والحرس الوطني، وقال الصحفي السعودي «خاشقجي»: «بإمكانه فعل ما يريده الآن، لقد اختفت جميع الضوابط والتوازنات».
احتجاز «الحريري»
وفي أواخر أكتوبر/تشرين الأول، قام «كوشنر» بزيارة غير معلنة لـ«بن سلمان»، في رحلته الثالثة إلى المملكة منذ الانتخابات، وعلى الرغم من أنه كان من المفترض أن يركز «كوشنر» على خطة للسلام بين (إسرائيل) وفلسطين، فقد قرر بوضوح أن الهدف الأكثر إلحاحا هو توحيد المنطقة ضد إيران.
وبعد وقت قصير من مغادرة «كوشنر»، عقد «بن سلمان» لقاء مع «محمود عباس»، زعيم السلطة الفلسطينية، لمناقشة آفاق السلام في الشرق الأوسط، ووفقا لمسؤول سابق في إدارة «أوباما»، قدم السعوديون خطة كانت مواتية بشكل جذري لـ (إسرائيل)، يعترفون من خلالها بمطالب (إسرائيل) بالقدس، ويصادقون على جميع مستوطناتها تقريبا في الضفة الغربية، مع منح الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وقال لي مسؤول فلسطيني كبير إن القادة العرب يمارسون ضغوطا مكثفة على «عباس»، على ما يبدو للتعاون مع إدارة «ترامب»، وقال المسؤول: «الفكرة كلها هي تسوية قضية القدس، وبالتالي تتاح الفرصة للبيت الأبيض لبناء جبهة موحدة ضد إيران، وإذا كانت القدس على الطاولة، فلن يحدث ذلك أبدا».
وفي نفس الوقت تقريبا، استدعى «بن سلمان» «سعد الحريري»، رئيس الوزراء اللبناني، إلى الرياض، وقد تلقى «الحريري» هذه المكالمة بينما كان يستعد لتناول طعام الغداء مع «فرانسواز نيسن»، وزيرة الثقافة الفرنسية، لكنه لم يكن في وضع يمكنه من تجاهل «بن سلمان»، فقد كان «الحريري» مواطنا سعوديا، وكانت شركته للبناء «سعودي أوجيه»، التي كانت محملة بالديون، قد نفذت مشاريع بقيمة ملايين الدولارات لصالح الدولة السعودية.
وقد تدهورت علاقة «بن سلمان» مع «الحريري» بسبب الحرب بالوكالة مع إيران، ومنذ تدخل السعوديين والإماراتيين في اليمن، قبل ما يقرب من 3 أعوام، سارت الأمور بشكل خاطئ، وما زال الحوثيون يحتلون العاصمة، ويقوم أفراد القوات الخاصة الإيرانية وناشطون من حزب الله بتدريب مقاتلين جدد من المتمردين.
والأكثر إلحاحا هو أن الإيرانيين قاموا بتهريب الصواريخ، التي كان المتمردون يستخدمونها لقصف المملكة، وفي محاولة لوقف الصواريخ، حاصر السعوديون والإماراتيون الموانئ اليمنية، وهو الحصار الذي كثف الكارثة الإنسانية في اليمن، وقد مات أكثر من 10 آلاف شخص، ويواجه مئات الآلاف المجاعة وتفشي الكوليرا.
وإضافة إلى قلق «بن سلمان»، كان موقف «حزب الله» يتعزز داخل لبنان، ومنذ انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990، منحت المملكة مليارات الدولارات لمساعدتها على إعادة البناء، بينما كانت تراقب نمو حزب الله إلى أقوى حركة في البلاد، وتحوله إلى القوة العسكرية المسيطرة، ولعدة أعوام تعاونت الحكومتان الأمريكية والسعودية لبناء جيش لبناني كقوة موازنة، وفي عام 2016، بعد عام من تولي «بن سلمان» منصب وزير الدفاع، ألغى 3 مليارات دولار من المساعدات العسكرية، وخلص إلى أنها كانت مضيعة للمال.
وكان السعوديون يأملون أن يتمكن «الحريري» من مواجهة «حزب الله»، فقد كان سنيا وسياسيا محنكا، وشغل منصب رئيس الوزراء في الفترة من 2009 إلى 2011 عندما هرب إلى باريس بسبب الخوف من احتمال اغتياله على يد «حزب الله»، لكن لم تكن مخاوفه قائمة على أساس من الصحة، لكنها كانت منطقية، ففي عام 2005، قُتل والده «رفيق»، وهو رئيس وزراء آخر مدعوم من السعودية، في هجوم بسيارة مفخخة، أدانت فيه محكمة تابعة للأمم المتحدة 4 من أعضاء حزب الله، وفي عام 2016، بعد عامين من الجمود البرلماني، الذي عملت فيها البلاد بدون رئيس دولة، عاد وأخذ منصبه.
لكن «الحريري» لم يكن قادرا على كبح جماح حزب الله، وقد حاول «بن سلمان» دفعه لاتخاذ موقف أكثر صرامة، وجاءت نقطة الانهيار في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني، وبينما استمر المتمردون في إطلاق الصواريخ عبر الحدود، توجه «علي ولايتي»، وهو زعيم إيراني بارز، إلى لبنان والتقى «الحريري»، ووفقا للمسؤول الأمريكي السابق، قال «ولايتي» إن إيران تنوي الاستمرار في تأكيد مصالحها في المنطقة، وبعد ذلك تقدم «الحريري»، مبتسما لالتقاط صورة معه، وعندما وصلت الكلمة لـ«بن سلمان»، كان غاضبا للغاية، وقال المسؤول: «لقد شعر أنه كان عليه أن يفعل شيئا»، وعندما تم استدعاء «الحريري» للقاء «بن سلمان»، توقع استقبالا حارا من العائلة المالكة، وبدلا من ذلك واجهته الشرطة في الرياض واحتجزته، ووفقا لمسؤولين أمريكيين سابقين نشطين في المنطقة، فقد تم احتجازه لمدة 11 ساعة، وقال لي أحد المسؤولين: «وضعه السعوديون على كرسي وصفعوه مرارا وتكرارا» (أنكر المتحدث باسم الحريري ذلك)، وفي النهاية في مقطع فيديو سريالي تم بثه على التلفزيون السعودي، بدأ «الحريري»، الذي بدا منهكا، خطابا استقال فيه، مدعيا ​​أنه هرب من لبنان فرارا من مؤامرة إيرانية لقتله، وقد أعلن «الحريري»، الذي يتحدث عادة بهدوء، أن «أيدي إيران في المنطقة سيتم قطعها»، وهو تصريح أقنع العديد من اللبنانيين بأن الخطاب قد كتبه شخص آخر.
ولم يتضح من الذي سيصبح رئيسا جديدا لوزراء لبنان، ووفقا لمسؤولين لبنانيين وغربيين تحدثت معهم، حاول «بن سلمان» أن يحضر شقيق «الحريري» «بهاء» الذي يقضي معظم وقته في موناكو ليأخذ هذا المنصب، وقد أخبرني مسؤول أمريكي كبير في الشرق الأوسط أن تلك المؤامرة هي «أغبى شيء رأيته في حياتي».
لكن كانت هناك مؤشرات على أن «بن سلمان» قد شارك تحركاته مع إدارة «ترامب»، ربما في قمة الرياض، وأخبرني مسؤول استخباراتي سابق رفيع المستوى قريب من البيت الأبيض أن «بن سلمان» حصل على «الضوء الأخضر» للإطاحة بـ«الحريري».
واحتشد المسؤولون الغربيون من أجل إنقاذ «الحريري». وأصدر «تيلرسون» بيانا قال فيه: «تدعم الولايات المتحدة استقرار لبنان، وتعارض أي عمل يمكن أن يهدد ذلك الاستقرار».
وزار الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» «بن سلمان» وضغط عليه للإفراج عن «الحريري»، وفقا لدبلوماسي غربي افتتح «بن سلمان» الحديث بالتهديد بقطع التجارة مع فرنسا ما لم يتوقف «ماكرون» عن التعامل مع إيران، وقد أجاب «ماكرون» برفق بأن بلدا مثل فرنسا لديه الحرية في التجارة مع من يشاء، وفي نهاية المطاف انهارت الخطة عندما احتجت معظم المؤسسات السياسية اللبنانية على أسر «الحريري»، وبعد أسبوعين من وصوله كان «رفيق الحريري» على متن طائرته، وكان أول من التقى مسؤولين في باريس والقاهرة، ثم طار إلى بيروت حيث أصبح ينعم بتعاطف متزايد، وقال لي أحد كبار قادة حزب الله: «كل البلد موحد حوله».
وبعد عدة أيام من عودته، ذهبت لرؤية «الحريري» في بيروت، وهو يعيش في حي بيت الوسط، داخل مجمع عالي الجدران من الفيلات، مع إطلالة على البحر الأبيض المتوسط، وعلى بعد بضعة أبواب يقع كنيس «ماغهام أبراهام»، الذي دمر أثناء الحرب الأهلية، وأعيد بناؤه بمساعدة أسرة «الحريري».
وعلى الرغم من الأجواء المحيطة، لكنه بدا بطلا عائدا بشكل أقل، وظهر أكثر كسجين سابق منهك، وقال لي: «لا أريد أن أتحدث عما حدث للتو، كان بن سلمان على حق...حسنا؟ ما يحاول القيام به هو الصحيح».
تأمين النفوذ
وفي مارس/آذار، بدأ «بن سلمان» جولة لمدة أسبوعين في الولايات المتحدة، سافر خلالها إلى نيويورك وبوسطن وهيوستن ولوس أنجلوس، بحثا عن الاستثمارات ومحاولة بناء النوايا الحسنة، وبدأت القصص الإخبارية بالانتشار حول علاقة «بن سلمان» بالبيت الأبيض، بما في ذلك قصة قال فيها إن «غاريد كوشنر» في «جيبه»، ومع ذلك في اجتماع في غرفة مجلس الوزراء بالبيت الأبيض، استقبله «ترامب» و«كوشنر» بحرارة.
وقال «ترامب» بعد ذلك: «السعودية دولة غنية جدا، وسوف يعطون الولايات المتحدة بعض هذه الثروة، في شكل شراء أجود المعدات العسكرية في العالم»، وفي اليوم نفسه، منع مجلس الشيوخ قرارا للحد من تدخل الولايات المتحدة في الحرب في اليمن.
وفي السعودية أيضا، يواجه «بن سلمان» مقاومة ضئيلة، وتحدث «محمد الشيخ»، وزير الدولة السعودي، عن مشاريع «بن سلمان» الطموحة في جميع أنحاء البلاد، حيث تم حفر 110 ميلا من مسار مترو الأنفاق تحت إشراف الرياض، وسوف يتم بناء مدينة ضخمة تدعى «نيوم»، على ساحل البحر الأحمر.
وقال إن التكلفة ستكون هائلة، لكنه قال إنها ستقابلها كفاءات في الحكومة، تتحقق من خلال وكالة شكلت حديثا تسمى مكتب رأس المال وترشيد الإنفاق التشغيلي، ووصف التغييرات بأنها نوع من الثورة المستنيرة، وأضاف: «إنه ليس الربيع العربي، إنها ثروة اختيار، القيادة هنا هي التي تقرر أن لدينا إمكانات ضخمة نحتاج لإطلاقها».
ولكن رغم الإصلاحات الاقتصادية والثقافية التي أجراها «بن سلمان»، فقد أعرب عن عدم اهتمامه بتحرير النظام السياسي للبلاد، وفي الواقع، فإن النموذج الذي يبدو أنه يتوافق بشكل أفضل مع رؤيته هو الصين مع اقتصادها الديناميكي والسكان المتعلمين والحكم الاستبدادي في نفس الوقت، ويقول الخبراء في النظام السعودي بمن فيهم أولئك الذين يعجبون بـ«بن سلمان»، إن جهوده يتم تنفيذها بهدف واحد هو الحفاظ على حكم آل سعود.
ومع اقتراب «بن سلمان» من نهاية عامه الأول كولي للعهد، يبدو موقفه آمنا، وكان قد أزال أو أسكت تقريبا كل المعارضة المحتملة لحكمه، وغير القادة العسكريين المسؤولين عن الحرب في اليمن، ودفع بنشاط لخصخصة صناعة النفط في المملكة، وفي الوقت نفسه خلقت موجات الاعتقالات جوا من الخوف، حيث وصف الانتقادات للحكومة حتى بأنها نوع من الخيانة وعدم الولاء.
ويبدو أن تطهير الطريق أمامه من المنافسين، وخلق جو يصل إلى التمجيد الشخصي، مصمم لتجهيز «بن سلمان» لتحمل عبء الحكم كله، وترك مؤسسات البلد غير قابلة للمشاركة، وبدا أن مبادراته السريعة للتحديث ومكافحة الفساد، بغض النظر عن دوافعه، ستلهم جحافل من الأعداء، ومع ذلك، يشعر مؤيدوه في كل من واشنطن والرياض أنه مهما كانت أخطاؤه، فإن البديل سيكون أسوأ.
وفي البيت الأبيض تضاءلت سلطة «كوشنر» حيث تم إلغاء تصريحه الأمني وسط سلسلة من الفضائح، لكن تعيينات «مايك بومبيو» كوزير للخارجية، و«جون بولتون» كمستشار للأمن القومي ينبئ بعهد أكثر توافقا مع الأمير الشاب، حيث ستكون هناك قيود قليلة على الطموحات الإقليمية لـ«بن سلمان».
وقد أخبرني مسؤول أمريكي سابق تعامل مع «بن سلمان»: «لم يكن أحد يظن أن يأتي زعيم سعودي يواجه العائلة المالكة والمؤسسة الدينية وأقوى رجال الأعمال في البلاد، لكنه فعل».
إلا أن نجاحه في الداخل أقنعه بأنه يستطيع أن يفلت من الأشياء التي فشل بها في الخارج، ولطالما كان «بن سلمان» مزيجا من الرؤية والطموح والغطرسة والغرور، وكلها تؤثر في قراراته الآن، وما يزعجني حول «بن سلمان» هو أنه يتعلم من نجاحاته، ولكن ليس من إخفاقاته، وهذا هو الخطر.
المصدر  ديكستر فيلكينز - ذا نيويوركر- ترجمة وتحرير الموقع الإلكتروني الخليج الجديد

هل باستطاعة المفاوضات أن تحل أزمة المياه الخطيرة والمتفاقمة بين مصر وإثيوبيا؟
يمكن اعتبار سد النهضة الكهرومائي المقام على النهر الأزرق بإثيوبيا بالقرب من الحدود مع السودان، الذي يتم حاليا وضع اللمسات الأخيرة على بداية إملائه بالمياه بمثابة أزمة صامتة متفجرة بين مصر والسودان ودولة المنبع إثيوبيا، نظرا للتخوفات التي أبدتها كل من مصر والسودان من انخفاض في صبيب نهر النيل في سافلة سد النهضة، وما يمكن أن يترتب عن ذلك في المستقبل المنظور من خسارة لمصدر رزق ملايين المزارعين في كل من السودان ومصر، ومن الاحتمال الكببير في انخفاض إنتاج الطاقة الكهرومائية في كلتي الدولتين.
وسد النهضة هو سد ثقلي من الخرسانة المرصوصة يبلغ حجمه 10 ملايين متر مكعب، وتبلغ سعته التخزينية من المياه 79 مليار  متر مكعب، ولأخذ فكرة عن ضخامة هذا المشروع الرائد في إفريقيا، فسعته التخزينية تعادل 4.50 مرة  الطاقة التخزينية لجميع سدود المغرب البالغة 139 سدا، والتي تبلغ سعتها التخزينية الكلية إلى غاية سنة 2018 ما مجموعه 17.60 مليار متر مكعب.
يبلغ ارتفاع سد النهضة 175 متر وطوله 1800 متر، ويتوفر على  3 هدارات spillway، يقع الهدار الرئيسي الذي بإمكانه تصريف 1500 م³/ثانية على يسار السد،  ويتم التحكم في صبيب مياهه بواسطة ستة مآخذ، وعلى جانبي السد توجد وحدتين لإنتاج الطاقة الكهرومائية: على اليمين 10 توربينات من نوع فرانسيسFrancis بطاقة إنتاجية تصل إلى 375 ميغاوات لكل توربينة، وعلى اليسار 6 توربينات من نفس النوع وبنفس الطاقة الإنتاجية لكل وحدة، وهو ما يعطي طاقة إنتاجية كهرومائية  كلية تصل إلى 6000 ميغاوات، وقد بلغت تكلفة إنشاء هذا المركب الكهرومائي الرائد الضخم 4.80 مليار دولار.
المدون
الكتاب القنبلة:  نار وغضب داخل بيت ترامب الأبيض
رغم محاولات  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منع نشر كتاب يصور الأوضاع في البيت الأبيض على أنها مرتبكة والرئيس على أنه أخرق، تم تقديم نشر كتاب "نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض" للكاتب مايكل وولف بأربعة أيام، ليكون اليوم الجمعة بدلا من يوم الثلاثاء، وكان ترامب هدد باتخاذ إجراء قانوني بحق المستشار البارز السابق ستيف بانون، بسبب تعليقات تنطوي على ما اعتُبِر "تشهيرا" في الكتاب الجديد.
آخر ما كشف عنه مراسل البيت الأبيض جوناثان لومير في هذا الكتاب جاء في تغريدة له على تويتر، كيف أن ترامب كان يتبجح أمام أصدقائه بأنه خطط مع صهره جاريد كوشنير لانقلاب في السعودية، من أجل صعود محمد بن سلمان وليا للعهد.
وتسبب كتاب نار وغضب: داخل بيت ترامب الأبيض في عاصفة سياسية، بعد أن صور ترامب على أنه رئيس فاز بالمصادفة وهو غير مؤهل للوظيفة.
وجاءت أقسى التعليقات في الكتاب على لسان ستيف بانون اليميني الذي كان عضوا أساسيا في المرحلة الختامية لحملة ترامب الإنتخابية، وأصبح كبير استراتيجيي البيت الأبيض في إدارة ترامب، قبل أن يقيله في أغسطس آب الماضي.
وأطلع تشارلز هاردر المحامي الشخصي لترامب وسائل إعلامية على مذكرة قانونية، تحذر من دعاوى محتملة بحق دار النشر (هنري هولت آند كو)، وقال إنهم سيحاولون منع نشر الكتاب، لكن دار النشر لم تتأخر في الرد، وغرد الكاتب على تويتر قائلا:" يمكنك سيدي الرئيس أن تشتريه وتقرأه غدا، شكرا سيدي الرئيس".
ونشرت على صفحة الكاتب لقطات صور تحث على قراءة الكتاب، وفسر الكاتب أنه حقق على مدى 18 شهرا في كل ما يتعلق بمحيط ترامب، وفي حملته الرئاسية الخاصة بالبيت الأبيض، وأنه حاور أكثر من 200 شخصية من محيط الرئيس ومعاونيه المقريبين منه، ومن بينهم ستيف بانون.
وقطع ترامب صلته فعليا ببانون في تصريحات نارية قال فيها إنه "فقد عقله" بعد أن خرجت تعليقات بانون عن ترامب الإبن إلى النور، وفي الكتاب وصف بانون اجتماعا، حضره دونالد ترامب الإبن وصهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، ومدير حملته الانتخابية آنذاك بول مانافورت مع مجموعة من الروس، بأنه "خيانة" وعمل "غير وطني".
عن موقع أورونيوز
أمير الفقراء: أنزه وأشرف رئيس دولة على وجه الكرة الأرضية
إنه 'خوسيه موخيكا' رئيس دولة الأوروغواي في الفترة ما بين 2010-2015، الذي كان لا يملك للتنقل سوى سيارة  فولكس فاغن بيتيل قديمة صُنعت عام 1987 لايتجاوز ثمنها 2000 دولار، وكان يُقيم في مزرعة جد بسيطة في المنزل الذي تمتلكه زوجته 'لوسيا توبولانسكي'، وكان يفتح  أبواب القصر الرئاسي لاستقبال المشردين عندما تمتلأ  مراكز  الإيواء بالعاصمة  مونتيفيديو، وكان يتبرع بتسعين في المائة من مرتبه الشهري البالغ 12.500  دولار لفائدة الجمعيات الخيرية، ولا يتبقى لديه سوى 1.250  دولار، معتبرا أن هذا المبلغ يكفيه كرئيس دولة ليعيش حياة كريمة مقارنة بالعديد من أفراد شعبه الذين لا يجدون إلى ذلك سبيلا، من يجرؤ على ذلك؟

المدون
الوحش النائم في أحشاء أمريكا

يتعرض المنتزه الوطني 'يلوستون' Yellowstone’  الواقع بولاية نيبراسكا الأمريكية لما يناهز 25  هزة أرضية أسبوعيا، ويصنف في المرتبة الثانية من حيث المناطق ذات النشاط الزلزالي الكثيف بعد كاليفورنيا، وفوق ذلك كله ينام في أحشاء هذا المنتزه ذو المناظر الطبيعية الخلابة والمياه الساخنة أضخم بركان على كوكب الأرض، إذ يمتد على طول 85  كيلومتر وبعرض 45  كيلومتر.
ويعد هذا البركان من البراكين العظمى التي بإمكانها إحداث تفجيرات ذات أبعاد عالمية كارثية مهولة، تهلك الحرث والنسل في أماكن شاسعة ليس فقط بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، التي قد يمحوها من الخريطة، بل يمكن أن يكون وبالا على كوكب الأرض برمته في حال ثورانه، بحيث سوف يدخل الرماد المرتفع في الطبقات العليا من الجو جميع الكوكب في شتاء بركاني وليل سرمدي بارد يقضي على الحيوانات والنباتات، ويتسبب بمجاعات عظمى يعد فيها الموتى بالملايير وليس بالملايين، فمؤشر الانفجار البركاني المكون من ثمان درجات يرتب يلوستون في الدرجة القصوى للبراكين الكارثية العظمى، وانفجاراته الثلاث التي سجلت عبر التاريخ كانت كلها كذلك منذ 2  مليون سنة،  ثم منذ 1.30 مليون سنة وأخيرا منذ 640000 سنة.
المدون
مدينة الخليل الفلسطينية تراث عالمي محمي من اليونسكو
على هامش أعمال الدورة الـواحدة والأربعين للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، المنعقدة في مدينة كراكوف البولندية من 2 إلى 12 يوليو 2017، تم يوم الجمعة 07 يوليو 2017  إدراج مدينة الخليل الفلسطينية ضمن لائحة التراث العالمي باعتبار البلدة القديمة منطقة محمية بصفتها موقعا يتمتع بقيمة عالمية استثنائية، وبذلك أصبح الحرم الإبراهيمي والبلدة القديمة في مدينة الخليل موقعين تراثيين وتاريخيين عالميين، وأدرجا على قائمة التراث المهدد. 
ويعتبر تصويت لجنة التراث العالمية التابعة لمنظمة اليونسكو على هذا القرار بأغلبية 12 صوتا، ومعارضة 3 أصوات وامتناع 6 عن التصويت، نجاحا عظيما للدبلوماسية الفلسطينية النشطة على جميع المستويات، وذلك بالرغم من المكائد والضغوط وتشويه الحقائق من طرف الصهاينة وداعميهم الأمريكان.
ونظرا لقوة الضربة التي أصابت الكيان الصهيوني في الصميم، سارع هؤلاء المجرمون القتلة إلى تجميد تعاونهم مع اليونسكو إلى 'حين تخليها عن سياستها المناوئة لهم' حسب ادعائهم.
ويقطن حاليا بمدينة الخليل حوالي مائتي ألف فلسطيني، مع مئات من المغتصبين الصهاينة للأراضي والمساكن التي أقيمت بالقرب من الحرم الإبراهيمي، الذي تحظر قوات الاحتلال  زيارته على الفلسطينيين.
المدون
هل بدأ حقا العد العكسي لنهاية العالم؟؟؟
أكد مؤخرا عالمان روسيان حسب موقع سبوتنيك الروسي على أن نهاية الحياة على كوكب الأرض باتت وشيكة، وأرجع العالمان الروسيان هذا الاستنتاج إلى اختفاء البقع الشمسية من الشمس، وهي علامة على قرب توقف الشمس عن الإشعاع وإمداد كوكبنا المزغوب بالطاقة اللازمة لاستمرار الحياة عليه، مما سيؤدي إلى تجمد الكرة الأرضية ومحو أي أثر للحياة عليها.
ووصل إلى نفس الاستنتاج علماء الفيزياء الفلكية بالولايات المتحدة الأمريكية بعد دراسات مستفيضة في هذا الشأن خلال السنوات الماضية، مؤكدين على أن نهاية العالم ستبدأ بعد 30 عاما  من الآن أي بحلول سنة 2047 وذلك بسبب الانخفاظ الخطير للنشاط الشمسي.
وفي نفس السياق أكدت داسة أجرتها الجمعية الفلكية البريطانية سنة 2015 أن النشاط الشمسي مرشح للانخفاظ بنسبة 60 % في أفق 2030-2040، ويرى العالم الفرنسي في  الفيزياء الفلكية 'إيتيان باريزو' من جامعة 'باريس ديدرو' أنه يجب أخذ هذه الاكتشاف محمل الجد.
وقد سبق للأرض أن عرفت عصرا جليديا مصغرا ما بين عامي 1645 و 1715 تسبب في فصول شتاء جد قاسية، نتج عنها تجمد الأنهار في معظم أوروبا وأمريكا، ووصلت درجة الحرارة في عدة أماكن إلى 25 درجة مائوية تحت الصفر.
لقد أضحت نظريات نهاية العالم منذ بداية الألفية الثالثة تتناسل بكثرة وبكل اللغات إلى درجة تثير الكثير من التساؤلات حول بروز هذه الظاهرة بقوة خلال هذه الفترة من حياة البشرية على كوكب الأرض، هل ذلك بفعل التقدم التقني الكبير الذي تم في ظرف زمني وجيز من عمر البشرية، فأزاح الظلمة عن الكثير من الأمور التي كان يسودها ظلام دامس في الماضي والحاضر القريب؟ أو بفعل انسداد الأفق لدى البشرية بعالم يسوده الحق والعدل والمساواة؟ أو أن الأمر فعلا يأذن بقرب قيام الساعة؟
سؤال من المستحيل لأي كان على وجه الأرض الإجابة عليه باليقين، ولكن يبدو لي أنه يستحق أن يُطرح حتى ولو بقي بدون إجابة.
المدون
القروي الصيني الذي تحدى الجبال الصخرية لجلب الماء لقريته
في عام 1959 كانت قرية 'كاوانغبا' الصغيرة في مقاطعة 'غيزهو' الصينية تواجه مشكلة  الجفاف لدرجة أن  جميع مصادر المياه بالقرية قد نضبت، واضطر السكان إلى الاعتماد على بئر واحدة لمياه الشرب،  ولم تكن مياه هذه البئر متوفرة باستمرار، وكانت أحيانا تترك سكان المدينة دون ما يكفي من المياه، والأسوأ من ذلك هو الجفاف الذي أصاب أحواض الأرز بالقرية، الشيء الذي صعب الحياة  على السكان للحصول على ما يكفي من الغذاء، وكان لا بد من فعل شيء لإنقاد القرية، وهنا قرر رجل يدعى 'هوانغ دافا' قيادة مشروع طموح لحفر قناة بطول 10 كيلومترات على العديد من المنحدرات الجبلية الصخرية الهائلة لجلب الماء إلى منزله.
وقد اسستغرقه الأمر 36 عاما ومحاولة واحدة فاشلة على الأقل، ومكن قريته  من الحصول على ما يكفي من المياه لتوفير الغذاء ومياه الشرب للجميع، وقد قارن الكثيرون دافا بالشخصية الأسطورية الصينية 'يو غونغ' الذي نقل الجبال من أماكنها.
وطيلة 23 عاما جعل 'دافا' من هذا المشروع لبناء القناة هدف حياته، وكان على القرويين أن ينحتوا القناة على طول المنحدرات الصخرية الخطرة لجبال الكارست الثلاث، حيث كان عليهم تسلق الجبال  وربط أنفسهم بالأشجار وهم يتأرجحون فوق مئات الأمتار من هاوية سحيقة.
بطبيعة الحال، استغرق الأمر بعض الوقت لإقناع  أي شخص بالقرية للإقدام على هذا العمل الخطير، ولكن في النهاية لم يكن أمامهم خيار آخر  غير عدم القيام بأي شيء ومشاهدة القرية تموت ببطئ، ولسوء الحظ وبعد عقد من العمل كانت المحاولة الأولى لإنجاز القناة من أجل جلب المياه إلى القرية غير ناجحة، إلا أن هذا الجهد لم يذهب سُدى وتُوِّجَ رغم ذلك  بإنشاء نفق عبر الجبال يسمح بسهولة السفر عبر الجبال الصخرية  وليس حولها، وهو النفق الذي ما يزال قيد الاستخدام إلى اليوم.
بعد هذه التجربة أدرك 'دافا' أنه يحتاج إلى فهم أفضل لتقنيات الري لإنجاح مشروعه وجعله قابلا للتنفيذ، لذا غادر لدراسة الهندسة لعدة سنوات، قبل أن يعود في أوائل التسعينات بخطط هندسية أكثر دقة من ذي قبل ويُقنع سكان قريته بإعادة المحاولة مرة أخرى.
وأخيرا في عام 1995 تم الانتهاء من نحت القناة الجديدة في الجبال الصخرية، وبدأ تدفق المياه إلى كاوانغبا،  ولم يكتف 'دافا' بهذا العمل الجبار،  فقد بدل مجهودات إضافية لجلب الكهرباء ومد طريق جديد إلى قريته في نفس العام، مما سمح لسكانها بالدخول إلى العصر الحديث. 
ودافا وهو يحتفل بسن 82 سنة يعتبر  بطلا محليا،  إذ توفر القناة التي سهر على إنجازها المياه ل 1200 شخص، وتسمح لهم بزراعة  400 طن من الأرز كل عام، إضافة لتوفير المياه لثلاث قرى أخرى تعبر طريقها أيضا.

                                                                                                ترجمة المدون عن الموقع الإلكتروني الفرنسي 'L'important'
الحرب الشرسة المفتوحة على لغة القرآن من طرف أكبر وأخطر حزب سري بالمغرب 'حزب ماما فرنسا'
يطلق كثيرون في المغرب عبارة "فرنسا أمنا الأخرى"، ويصفون الفرنكفونية بأنها هي الأسلوب الحسن، والطريقة المجذية التي نجمت عن الحلم الذي ساور فرنسا طيلة مدة، وهي حلم مغرق في الرومانسية والخيال، ويعتبرونها لغة الجمال والذوق والحس المرهف.
ومن خلال التسميات التي نراها في المتاجر الكبرى والمحلات الراقية نجد أنها جميعا تشترك في مزايا هي الإسم واللون والشكل، وهذه الميزات ليست وليدة ثقافة محلية بل هي نتيجة ثقافة مستوردة من الخارج، هي من ثمار الفرنكفونية، التي يحرص أصحابها على تمجيدها ووصف غيرها بالعقم المعرفي.
وخلال الأيام الأخيرة ظهر على حين غرة تيار آخر يوصي إلى جعل جميع أسماء المحلات التجارية مكتوبة باللغة العامية، لكن اللافت للانتباه هو أن هذه الدعوة ليست من مغاربة، بل من فرنسيين يرومون إلى جعل العامية المغربية هي الأداة الكفيلة بتسيير الحياة العامة، إلى درجة أن الأمر تعدى ما هو تجاري إلى الفن والأدب، من خلال تشجيع وتمويل المشاريع العلمية في هذا الصدد.
ولكن هذا الموضوع ليس بالبراءة التي يمكن أن تُفهمَ منه حول ضرورة العودة إلى التراث الشفهي والمكتوب، وإلى تقريب المسافة بين الكاتب والقارئ، بل الغرض منه إذا نُظِرَ إليه من زاوية علمية هو في الحقيقة يتقاطع مع أنصار الفرنكفونية، وهو إلغاء اللغة العربية من التداول اليومي والرسمي، وإيلاء العامية قيمة أكبر مما يتمناها لها أنصارها، وهو ما يعتبره البعض جُرْماً كبيرا في حق لغة الضاد.
 خلايا حزب فرنسا في المغرب من الدعوة إلى تكريس الفرنسية إلى العمل على تعميم
الدارجة (جريدة المساء المغربية العدد 18 السبت الأحد 07-08 أكتوبر 2006)
من هم إذن القتلة المجرمون الإرهابيون؟؟؟
عُرِفَ عن العنصر الأنجلوسكسوني منذ القدم غدره وخسته وارتكابه لمجازر مروعة بحق الإنسان والحيوان والطبيعة، وعُرِفَ عنه أيضا مكره واعتكافه بعد ذلك لكتابة التاريخ وتزوير وقائعه، بالرغم من افتقارها في مجملها للمتانة في السرد والحياد والموضوعية لتبرير كل تلك الفظاعات والجرائم المروعة.
وقد لعبت وسائل الإعلام دورا خطيرا خاصة منه سينما هوليود في قلب الصورة رأسا على عقب لتجعل الظالم مظلوما والعكس صحيح، ولكي تسفه وتشوه بطرق منحطة ومشينة صورة المسلم والعربي والزنجي والهندي، فالعربي والمسلم هو مخلوق شهواني وزير نساء حقير وإرهابي لكنه جبان، والهندي متخلف وأبله وبدائي ومعتد ظالم، والزنجي نجس وقذر خُلِق لسخرة وعبودية الإنسان الأبيض ولا يسمو إلى مرتبة إنسان.
ويقدر الكاتب والفيسلوف الفرنسي 'روجي جارودي' عدد قتلى الهنود /ن طرف أم الحرية الولايات المتحدة الأمريكية في حوالي أربعة قرون ب 80 مليون قتيل، والزنوج ب 60 مليون قتيل، أما باقي الهنود فقد عاشوا منبوذين في المعازل دون أية حقوق، وأصبحوا كالقردة عرضة لفرجة للسياح الوافدين من البيض وكاميرتهم الذكية و'الهاي تيك'، وفي أثناء كل تلك الإبادات الجماعية انتهكت أمريكا 120 اتفاقا لوقف إطلاق النار مع القبائل الهندية،  أما عن قتل العرب والمسلمين وتدمير بلدانهم وتفتيت دولهم فحدث ولا حرج. 
وفي الولايات المتحدة كما يقول المؤرخ والمنظر السياسي الفرنسي 'ألكسيس دي توكفيل' يعيش جنسان هما الهنود والزنوج لا يجمع بينهما رباط مشترك، لا من حيث المولد والملامح واللغة والعادات، ولا يربط بينهما غير حظهما المنكود، فكلاهما يشغل مرتبة وضيعة وكلاهما يعاني الأمرين من الاستبداد والظلم، فإن لم تكن المظالم التي يتكون منها واحدة، فإنها جميعها ترجع إلى مصدر واحد من وضع البشر، لا تعلو مرتبة أحدهما في عين الأوروبي الأبيض عن مرتبة الحيوان، يسخره لقضاء أغراضه، فإن لم يستطع إهلاكه قضى عليه بالهلاك، لقد شتت الأوروبيون شمل القبائل الهندية وطردوها إلى المجاهل والفيافي، وقضوا عليهم بأن يعشيوا عشية متنقلة لا استقرار فيها، وهي عيشة كلها آلام ومتاعب تصعب عن الوصف والتعبير.
المدون
ظهرت فرنسا على حقيقتها العنصرية تجاه جميع المسلمين بدعمها المطلق لجريدة شارلي إيبدو اللقيطة
لو كان لدى 'جريدة شارلي إيبدو' اللقيطة الني تشتم منها الرائحة النتنة للصهيونية قليلا من التبصر والتعقل والرزانة وحس المسؤولية، لما أقبلت تحك على الدبرة حتى أدمتها، ولما أقبلت تسخر من نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام، الذي يكون أتباعه اليوم ثلث سكان العالم، لمدة عشر سنوات دون أن يقول لها أحد من الفرنسيس الخبثاء المتبجحين علينا بالحرية المنفلتة بدون كوابح ولا ضوابط ولا أخلاق ولا قيم 'إلعني الشيطان' أيتها الجريدة.
ماذا تريد جريدة 'شارلي إيبدو' وجميع من يدعمها ومن هم في صفها من المخنثين والمخنثات بالضبط من وراء اتخاذ نبي الإسلام مادة للسخرية السوداء والتهكم الفج والغير أخلاقي طيلة هذه المدة؟ هل نفذت لديها جميع المواضيع ولم يبق لها من شغل شاغل إلا الدين الإسلامي ونبيه المصطفى عليه أزكى الصلاة والسلام؟ هل تريد هذه الجريدة العاهرة والغير مسؤولة أن تنال الشهرة عن طريق الإهانات المتتالية للدين الإسلامي ونبيه الكريم وبت روح الكراهية والبغضاء، وتُدخل العالم في متاهات لا قبل له بها ولا مخرج منها سوى الخراب، وأن تُشعل نيرانا لن تطفئها جميع محيطات وبحار العالم؟
تدعون بأن حرية التعبير مقدسة لديكم، وأنا أرد عليكم بأن نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام بالنسبة لي أقدس وأطهر وأزكى وأرحم وأرأف وأعدل من حرية تعبيركم التي لا ضوابط لها ولا قيم ولا أخلاق...فلكم قيمكم ولنا قيمنا التي لن نحيد عنها قيد أنملة، وإذا أردتم أن نحترم قيمكم فعليكم أن تحترموا قيمنا، ولو اعترافا بالقليل القليل من الجميل، لأننا علمناكم معنى التحضر في عصور ظلماتكم وهمجيتكم، يا من دخلتم الجزائر عام 1830م وخرجتم منها تجرون ذيول الخيبة عام 1962م من بعد مائة وثلاثين عامًا من الاحتلال البغيض وتركتم نسبة التعليم فيها لا تتجاوز 5%، وارتكبتم فوق ذلك كله مجازر فظيعة يندى لها الجبين بحق أبناء الشعب الجزائري المسلم، وذلك بقتلكم بدم بارد لإثني عشر مليون شهيد، هذا ما فعلتموه بالمسلمين، أما المسلمون فيكفيهم فخرا أنهم إبان حكمهم الأندلس في عهد عبد الرحمن الناصر أن نسبة الأمية بين الناس جميعا كانت تساوي صفرًا، فلا تنسوا بـأن الزمان يدور، فإن كان هذا يومكم فلا ريب أن يومنا آت إن شاء الله تعالى طال الزمان أم قصر.
المدون
اسألوا الأحياء والأموات عما يسمى بالجزائر
في عام 1936 كتب فرحات عباس رجل الدولة والزعيم الوطني والسياسي الجزائري في جريدة الوفاق الفرنسية مقالا شهيرا تحت عنوان ' فرنسا هي أنا'، أكد فيه دعوته إلى الاندماج مع فرنسا، مستنكرا وجود الأمة الجزائرية، حيث قال: "لو كنت قد اكتشفت أمة جزائرية لكنت وطنيا ولم أخجل من جريمتي، فلن أموت من أجل الوطن الجزائري، لأن هذا الوطن غير موجود، لقد بحثت عنه في التاريخ فلم أجده وسألت عنه الأحياء والأموات وزرت المقابر دون جدوى"، ونفس الرجل الوطني يقول في كتاب من تأليفه بعنوان 'الاستقلال الْمُصَادر' ' ' L’indépendance confisquéeالذي نشر بفرنسا سنة 1984 من بعدما تم حظره في مجموع التراب الجزائري حتى يبقى الشعب في دار غفلون، وجه من خلاله المؤلف انتقادا شديد اللهجة لشخصي بن بلة و بومدين اللذين لم يُطلقا رصاصة واحدة على الجيش الفرنسي، وكانت لهما أنشطة مشبوهة بغرض الاستيلاء على السلطة منذ بداية انطلاق العمل المسلح، وجل حروبهما أفرغت نيرانها في أجساد الشعب الجزائري، ويتهمهما المؤلف بالخيانة لدماء الشهداء وتدمير الاقتصاد ونشر الإلحاد و تخريب المجتمع إلخ..، ويروي فرحات عباس في هذا الكتاب أنه كان شاهدا بدون حول له ولا قوة، بعد استقالته من رئاسة الجمعية الوطنية سنة 1963، أمام أبواق الدعاية الجزائرية المغرضة الرسمية، لتزوير التاريخ، لتدمير الفلاحة والتجارة، للتمجيد من طرف الصحافة الدعائية لسياسة "نقل الكثير من الريح بدون فائدة للبلد"، وفي"التركة الثقيلة " التي ورثها الشاذلي بن جديد يتطرق إلى التحالف ما بين الجزائر وجبهة البوليزاريو حين وصف هذا التحالف ب"المغامرة الفضيحة والجريمة الْمُرتكبة بحق الوحدة والسلم بشمال افريقيا"، فهل ياترى سيعتبر حكام الجزائر من أخطائهم الفادحة والجسيمة التي ارتكبوها بحق شعوب المغرب العربي، والتي سيدونها التاريخ بمداد الخزي والعار؟ أم سوف يستمرون في غيهم وعنادهم وحقدهم الأعمى على الدين والتاريخ والجغرافيا ومجريات الأحداث، وفي دعمهم لقضية باطلة من أساسها، وفي المتاجرة السياسوية الشيزوفرينية بأرواح الألوف من الأنفس المسجونة والمعذبة بمخيمات تندوف الرهيبة، والتي تعتبر وصمة عار في عنق حكام الجزائر إلى يوم الدين. أما الفيلم الوثائقي الذي أنتجته قناة الجزيرة القطرية عن هواري بومدين وتروج له بدعايتها المعهودة، فهو مجرد دعاية مدفوعة الثمن، ولا أحد من البشر على وجه الأرض منذ فجر التاريخ باستطاعته أن يشتري ماضيه بحفنة من الدولارات، بما في ذلك قناة الجزيرة القطرية التي لم يمر على ميلادها حتى ربع قرن.
المدون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق