عالم يحتضر تحت وطأة سكانه وأزباله

عالم يحتضر تحت وطأة  سكانه وأزباله
حسب الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول  GSMA : Global System for Mobile Association  التي تعبر عن مصالح شركات الاتصالات المتنقلة في جميع أنحاء العالم، وتنتشر في أكثر من 220 دولة، وتمثل ما يقرب من 800 مشغل لشبكات الهاتف النقال في العالم، و200 شركة مختصة في تكنولوجيات الهواتف المحمولة، سيبلغ عدد المشتركين حول العالم في شبكة الهاتف المحمول 5.60 مليار إنسان بحلول سنة 2020، في حين أن عدد الأشخاص الذين يحصلون على الكهرباء والماء الصالح للشرب لا يتجاوزون على التوالي 5.30 مليار و 3.50 مليار.
وحسب تقرير للأمم  المتحدة  فإن حوالي 5000 مليار كيس من البلاستيك تُستهلك في جميع أنحاء العالم كل عام، أي ما يقرب 10 مليون كيس في الدقيقة الواحدة، ويقول التقرير على أن هذا الكم الهائل من الأكياس إذا تم ربطها ببعضها البعض فبإمكانها أن تدور حول كوكب الأرض سبع مرات كل ساعة، ومن بين تسعة ملايير طن من البلاستيك التي أنتجها العالم حتى الآن لم تتم  إعادة تدوير سوى  منها فقط، بينما  تم حرق أكثر بقليل من  12٪، أما الباقي فقد انتهى به المطاف في مدافن النفايات، وفي قيعان البحيرات والبحار والمحيطات، وخطوط الأنابيب، وحتى الأجهزة الهضمية للحيوانات، مع العلم أن التحلل الكامل للمواد البلاستيكة يستغرق آلاف السنين.
وعلى صعيد آخر وطبقا لقوانين الهوموسابيينس (المتحضر) تُرتكَبُ أفظع المجازر في التاريخ البشري برمته بحق الحيوانات، بحيث من أجل توفير اللحوم لما يفوق 7.60 مليار من الأنفس يتم ذبح أكثر من 1900 حيوان في الثانية، أي 60 مليار حيوان يُقتل كل عام، وهو ما يمثل 280 مليار كيلوغرام من اللحوم (مقابل 44 مليار في عام 1950) وفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة، التي تتكهن بأن أعداد الحيوانات التي سوف يتم قتلها  بحلول سنة 2050 تلبية لدموية الهموسابينس سيرتفع إلى 110 مليار حيوان سنويا، بل سيتم تتجاوز هذا الرقم إلى 140 مليار حيوان إذا أخذنا بعين الاعتبار جميع الأنواع.
وحسب نفس المنظمة أي منظمة الأغذية والزراعة يتم استهلاك عالميا ما يقارب من 10 آلاف كيلوغرام من اللحم كل ثانية، أي ما يناهز 315 مليون طن سنة 2014، ويبلغ نصيب الفرد في المتوسط من اللحوم حوالي 43 كيلوغراما سنويا، وتضيف المنظمة على أن هذا الاستهلاك نما بمعدل 2.30 % سنويا خلال العشر سنوات الأخيرة، مع العلم أن هناك مجيء 227 ألف مولود جديد يوميا، أي بمعدل 2.6 شخص في الثانية، وبعبارة أخرى أن تزايد عدد سكان العالم كل عام يرتفع بنحو 83 مليون شخص بفضل عدد الولادات التي يكون دائما أعلى من الوفيات.
وحسب دراسة للبنك الدولي، ونظرا لتأثير التحضر السريع والنمو السكاني المتفاقم، فمن المتوقع أن ترتفع كمية النفايات المنتجة كل عام في جميع أنحاء العالم إلى 3.40 مليار طن على مدى العقود الثلاثة المقبلة، بينما كانت الكمية لا تتعدى 2.01 مليار طن سنة 2016.
أما فيما يخص الصناعات التعدينية فيتم في جميع أنحاء العالم التخلص من 180 مليار كيلوغرام من النفايات السامة كل عام عن طريق رميها في الأنهار والبحيرات والبحار والمحيطات، أي ما يمثل أكثر من 5700 كيلوغرام من النفايات السامة كل ثانية.
إن هذا الإنسان الذي فسد وعلا في الأرض علوا كبيرا، وادعي التحضر واعتنى بأناقته لدرجة الهوس، هو في حقيقة الأمر عبارة عن مرحاض نتن متنقل ليس إلا،  يتنفس كل دقيقة حوالي 200 ألف فيروس في المتوسط، بعبارة أخرى  أكثر من 105 مليار فيروس كل عام عن طريق التنفس، ويزداد هذا العدد في الشتاء وعند ممارسة الرياضة أو بدل مجهود بدني ليصل إلى 2 مليون فيروس في الدقيقة الواحدة.