قال ابن المقفع: "الإفراط في التواضع يوجب المذلة، والإفراط في المؤانسة يوجب الإهانة"
وقال الفخر الرازي في العزة والتكبر: " العِزة غير الكِبر، فالعزة معرفة الإنسان بحقيقة نفسه وإكرامها عن أن يضعها لأقسام دنيوية، كما أن الكِبر جهل الإنسان بنفسه، فالعزة تشبه الكِبر من حيث الصورة، وتختلف عنه من حيث الحقيقة كاشتباه التواضع بالضعة، والتواضع محمود والضعة مذمومة"
وقال عبدالله بن المبارك، سألت سفيان الثوري: من الناس؟ فقال: العلماء، قلت: فمن الأشراف؟، قال: المتقون، قلت: فمن الملوك؟، قال: الزهاد، قلت: فمن الغوغاء؟، قال: القصاص الذين يأكلون أموال الناس بالكلام، قلت: فمن السفهاء؟، قال: الظلمة.
كان بشار بن برد جالسا مع أحد الحكام، وكان في المجلس أحد الثقلاء ينتقص دوما من شعر بشار ويصفه بالتافه والركيك، فتوجه إلى بشار بالسؤال مستهزئا: ما سلب الله من مؤمن كريمتيه، ويقصد عينيه، إلا عوضه عنهما إما الحفظ أو الذكاء أو حسن الصوت، فما الذي عوضك عن عينيك؟، فقال بشار بن برد: عوضني العمى حتى لا أنظر إلى بغيض ثقيل مثلك.
قيل لابن سيابه قد كرهت امرأتك شيبك فمالت عنك إلى آخر، فقال: إنما مالت إلى آخر لقلة المال، والله لو كنت في سن نوح وشيبة إبليس وخلقة منكر ونكير ومعي مال لكنت أحب إليها من فقير في جمال يوسف وخلق داوود وسن عيسى وجود حاتم وحلم أحنف بن قيس.
كان الجاحظ جالسا عند أحد الوراقين ببغداد فاقترب منه أبو العباس أحمد بن يحيى وكان من جهابذة النحو في عصره فسأله: " الظبي معرفة أم نكرة يا جاحظ؟، فأجابه الجاحظ: "إن كان مشويا على المائدة فمعرفة، وإن كان في الصحراء فهو نكرة، فرد أبو العباس: "ما في الدنيا أعرف منك بالنحو".
قعد أبو الحارث إلى المغنية قينة بالمدينة صدر نهاره، فبقيت تحدثه في مختلف الأمور ولا تذكر له الطعام، فلما طال به الأمر قال لها: "مالي لا أسمع للطعام ذكرا لديك؟"، فردت غاضبة: "سبحان الله، أما تستحيي ! أما في وجهي ما يشغلك عن الطعام!، فقال: "جعلت فداك لو أن جميلا وبثينة قعدا ساعة واحدة لا يأكلان لمل كل واحد منهما صاحبه وافترقا".
أتت امرأة إلى الجاحظ وهو بباب داره فقالت له يا أبا عثمان لي إليك حاجة، وأريد منك أن تمشي معي، فقام معها الجاحظ إلى أن أتت به إلى صائغ بهودي، فقالت المرأة لليهودي مثل هذا مشيرة للجاحظ ثم انصرفت، فسأل الجاحظ اليهودي عن قولها، فأجابه اليهودي: "أتت إلي بفص وأمرتني أن أنقش عليه صورة شيطان، وقلت لها بأنني ما رأيت شيطانا قط"، فقالت أنا أنبئك به وأتت بك.
قال الجاحظ رأيت جارية بسوق النخاسين ببغداد ينادى عليها وعلى خدها خال أسود، فاقتربت منها وأخذت أتفحصها فقلت لها ماسمك؟ فقالت مكة، قلت الله أكبر قرب الحج، أتأذنين لي أن أقبل الحجر الأسود؟، فقالت إليك عني ألم تسمع قول الله تعالى: "لم يكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس".
مرض رجل وعنده زوجته التي مات عنها ستة أزواج، فجلست تبكي عند رأسه وتقول: لمن ستتركني يا حبيبي، فرفع رأسه وهو يبتسم وقال لزوجك السابع.
وقيل لأشعب ويحك لما خففت صلاتك، فقال: لأنها صلاة لا يخالطها رياء.
وقيل لأحد الفلاسفة: ألا تخاف على عينيك من كثرة القراءة؟، فأجاب: البصيرة عندي أهم من البصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق