1- أُخْضِع أربعة من المتطوعين اليابانيين لمدة شهر إلى تجربة تعد الأكثر غرابة، بحيث عاشوا خلال هذه المدة بمعدات تمكنهم من رؤية كل شي يحيط بهم بواسطة مرايا، أي أنهم عاشوا خلال مدة شهر بالمقلوب أو 'مُشَقْلَبِينْ'، ما يرونه على اليمين هو في الواقع يوجد على اليسار وما يرونه على اليسار هو في الواقع يوجد على اليمين، وكان الهدف من التجربة هذه فهم كيفية تمييز الدماغ البشري بين اليمين واليسار، وإلى أي مدى يمكنه التكيف مع تغيرات الاتجاه.
وخلال شهر كانت فئران المختبر البشرية هاته تطهو طعامها وترتدي ملابسها وتحلق لحاها وتتجول خارجا وهي ترى كل شيء في مرايا، في الأيام الأولى للتجربة لم تستطع الفئران حتى الخروج من المختبر، وبعد ثلاثة أسابيع أصبح باستطاعتها ركوب دراجاتها الهوائية وفعل أي شيء حتى تقطيع الخضر وذلك دون إصابة أصابعها.
لقد استطاع الدماغ أن يعلمها، بعد فترة انتقالية من التكيف، على أن ما تراه أعينها في المرآة ليس هو الواقع وإنما صورة مقلوبة لهذا الواقع، فالعين هي أداة نقل الصورة ليس إلا، وكل شيء يتم فحصه على مستوى المعالج المركزي الذي هو الدماغ، ولعل العدد الكبير من الخداعات البصرية المتواجدة في محيطنا المحسوس هو الدليل القاطع على أن الحكم فقط بما تره العين دون الرجوع الإلزامي والإجباري إلى فحص وتمحيص ومعالجة الوحدة المركزية التي هي الدماغ هو الخطأ القاتل بعينه.
2- من بين الاختبارات العلمية الغريبة ذلك الذي حدث في السابع من شتنبر سنة 2001 على الساعة الحادية عشر صباحا، عندما قام بالقفز في نفس الوقت لمدة دقيقة مئات الآلاف من التلاميذ من أجل إحداث زلزال أرضي، وقد تم بالفعل تسجيل الزلزال من طرف العلماء أثناء ذلك على أجهزتهم حسب ما صرحت به هيئة الإذاعة البريطانية، وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها إحداث مثل هذه الزلازل، فلقد تم تسجيل اهتزاز أرضي على مسافة كيلومتر ونصف من المكان الذي اجتمع فيه عشرون ألف شخص كانوا يتابعون حفلا موسيقيا لفرقة الروك آند رول البريطانية 'وازيس'، فتخيلوا معي لو قفز 6.80 مليار شخص الذين هم سكان العالم حاليا في لحظة واحدة ماذا سيقع للكرة الأرضية !!!، وهي فرضية على كل حال وحسب رأيي المتواضع من المستحيل حدوثها لأن العرب، الذين لا يتجاوز تعدادهم حاليا 300 مليون نسمة، اتفقوا لحد الآن على ألا يتفقوا بكل بساطة.
3- كانت كرة القدم فيما مضى مصنوعة من جلد سميك وخشن وكانت أثقل وزنا وأقل دقة في إصابة الهدف زيادة على مظهرها ولونها البئيس الكئيب، ومن لم يكن من اللاعبين الأولين 'بو الركابي' وله قوة بدنية هائلة ودقة في التصويب لا يمكنه تسجيل أي هدف ولو بقي يلعب إلى يوم الدين.
ولعل الحمى المستعرة والحب الجنوني في الجهات الأربعة للكرة الأرضية لهذه القطعة من الجلد، جعلت دهاقنة هذه الساحرة، بعدما 'طاح الما فالركابي' لمعظم اللاعبين وأصبحوا عُقَمَاء، يفكرون ليل مساء في طريقة لجعلها أخف وزنا وأكثر دقة وأبهى رونقا حتى تغرق الكرة الأرضية كلها في الأهداف، وهذا ما كان ينتظره بالضبط محبوها والولهانون العاشقون المتيمون بها، ولم تخب تطلعاتهم وآمالهم، فلقد تم إخضاع هذه الكرة هي الأخرى لعمليات تجميل غاية في الخطورة، لجعلها خفيفة رشيقة، دقيقة في مواعدها ووعودها وجميلة ساحرة تسلب لب كل من رآها، فتم حشو جوفها وما تحت جلدها وما فوقه بآخر صيحات التكنولوجيا والموضة، لكن الحشو المثير للاهتمام هو ذلك الرغاء الفريد الذي يمكن تشبيهه بالسليكون الذي يتم حشوه في صدر المرأة لتكبير ثدييها، ويتكون هذا الرغاء من الملايين من الفقاعات الهوائية الميكروسكوبية التي تزيد بدرجة كبيرة في نقل قوة رجل اللاعب إلى الكرة، ونتيجة لذلك صارت كرات اليوم تطير بسرعة كالصاروخ وتصيب الهدف بدقة حتى ولو كانت أرجل اللاعب كأرجل جربوع، وكشفت المختبرات التي قامت بالتجراب ابتداء من سنة 1998، بأن هذه الكرة الجديدة هي 25 % أدق في إصابة الهدف و 10 % أسرع، ولا زلت غير راض وأطمح أن تستمر هذه المختبرات في تجاربها حتى تُصبح النسبتان كلتاهما تساويان 100 %، حينذاك سوف تكفي 'حَزْقَة' طفل رضيع لدفع هذه الكرة وإصابة الهدف وهزم أعتى حراس المرمى في العالم، هذا العالم المنقسم على نفسه إلى قسمين: قسم منشغل بعد الأهداف التي تُسجل في مرماه وهو مفعول به ويضحك و'يفرنس'، وقسم متفرغ لعد الدولار واليورو وهو يغني عندما ترعى الذئاب الغنم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق