الفَمّْ الْمَاضِي والدّْرَاعْ الكَاضِي
الفم الماضي أي الكثير الكلام، والدراع الكَاضي يعني الكتف التي لاتقوى على حمل أي شيء، ويُضرب المثل للإنسان الثرثار الذي لا ينقطع لسانه عن الكلام أمام الأصدقاء في أوقات الرخاء ، وبمجرد وقوع أدنى حدث له حتى ولو كان تافها يُضحي أخرسا تالفا عن القبلة.
عَايْبَة وُتْعَيَّبْ وُخْيَالْهَا ِإيشِيِّبْ
يُقصد بالمثل الذي يترقب عيوب الناس ويهزئ منها متناسيا عيوبه التي قد تكون أشد وأكبر، وهناك مثل يؤدي نفس المعتى:"الجمل ما تيشوف دروتو تيشوف غير دروت خوه".
لخنونة هي مخاط الأنف، والعكر هو أحمر الشفاه، وعلى المرء أن يتصور امرأة معكرة وخناينها سايلة، ويضرب المثل لمن يقفز في أمر ما من مرحلة أدنى لأخرى أعلى منها متخطيا عدة مراحل بينية قد تكون في إحداها سقطته.
خُبْزْ بَايْتْ وَلاَ سْفَنْجْ الشّْمَايْتْ
خبز بايت يعني خبز البارحة، الشمايت هم أولئك الجهلة الذين يشمتون بالناس، والسفنج هو إحدى المعجنات المقلية في الزيت والمشهورة في المغرب العربي، عادة ما توضع في صحن كبير مع صينية للشاي هي الأخرى كبيرة عند حضور الضيوف، ويُضرب المثل للإنسان الحر الذي لا يرضى ضيما ولا استحقارا، وقد جاء في ما ذكرته آنفا من الأمثال الشعبية مثل يؤدي نفس المعنى: "جوعي فكرشي وعنايتي فراسي".
ضَرْبَة بَالْمَدْفَعْ وَلاَ أُولاَدْ بْلاَ نْفَعْ
موت المرء حتى بضربة مدفع خير له من أن يكون له 'قشلة' يعني ثكنة (على وزن ثكنة عسكرية) من الأولاد لا خير يُرتجى منهم ولا نفع يعود عليه منهم.
اللِّي بْغَا التِّيقَارْ إِيسَدّْ بَابْ الدَّارْ
من أراد أن ينصت لدماغه وعظامه، ويبقى بعيدا عن المهاثرات والكلام الفارغ والنميمة وما ينتج عن ذلك من إثم وخلافات وصراعات وعداوات، عليه أن يغلق باب داره، والمثل التالي يؤدي نفس المعتى: "الباب اللي إيجو منو الريح سدو واسترح"
إِلَى شَفْتِي الرَّاجْلْ سَاكْتْ وُمَا دَاوِي اعْرَفْ بَاللِّي جِيبُو خَاوِي
إذا رأيت رجلا صامتا منزويا في ركن بعيد عن الناس، فاعلم أنه فقير معدم وجيوبه خاوية على عروشها، وهو يدرك في قرارة نفسه بأن الكل ينفر منه ابتداء من الإنس مرورا بالجان وانتهاء بالحيوان، وفي ذلك قال الشاعر:
يَمْشِي الْفَقِيرُ وَكُلُّ شَيْءٍ ضِدَّهُ وَالنَّاسُ تُغْلِقُ دُونَهُ أَبْوَابَهَا
تَرَاهُ مَمْقُوتاً وَلَيْسَ بِمُذْنِبٍ يَرَى الْعَدَاوَةَ وَلاَ يَرَى أَسْبَابَهَا
حَتىَّ الكِلاَبُ إِذَا رَأَتْ رَجُلُ الْغِنَى حَنَّتْ إِلَيْهِ وَحَرَّكَتْ أَذنَابَهَا
وَإذَا رَأَتْ يَوْماً فَقِيراً مَاشِيّاً نَبَحَتْ عَلَيْهِ وَكَشَّرَتْ أَنْيَابَهَا
-----
مَنْ كَانَ يَمْلِكُ دِرْهَمَيْنِ تَعَلَّمَتْ شَفَتَاهُ أَنْوَاعَ الْكَلاَمِ فَقَالاَ
وَتقَدَّمَ الإِخْوَانُ فَاسْتَمَعُوا لَهُ وَرَأَيْتَهُ بَيْنَ الْوَرَى مُخْتَالاَ
لَوْلاَ دَرَاهِمَهُ الَّتيِ يَزْهُو بِهَا لَوَجَدْتُهُ فِي النَّاسِ أَسْوَأَ حَالاَ
أَمَّا الْفَقِيرُ إِذَا تَكَلَّمَ صَادِقاً قَالُوا كَذِبْتَ وَأَبْطَلُوا مَا قَالاَ
إِنَّ الدَّرَاهِمَ فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا تَكْسُو الرِّجَالَ مَهَابَةً وَجَمَالاَ
فَهِيَ اللِّسَانُ لِمَنْ أَرَادَ فَصَاحَةً وَهِيَ السِّلاَحُ لِمَنْ أَرَادَ قِتَالاَ
خُوكْ هُوَ اللِّي إِينَفْعَكْ فَالضِّيقْ أَمَّا فَالتِّيسَاعْ كَاعْ النَّاسْ تْلِيقْ
الأخوة الحقيقية تمُتحن في أوقات الشدة وليس في أوقات الرخاء.
ابنَادْمْ بْحَالْ القُلَّة مَا تْعَرْفُو جَايْبْ لَفْعَة وُلاَّ عَلَّة
القُلَّة هي إناء طيني أسطواني الشكل بطنه أضخم من فمه بكثير، فإن وُضِعت لفعة أي ثعبان أو علة أي كل ما يقود إلى الهلاك في تلك الكلة، فلا يمكن لأي شخص آخر غير حامل الكلة أن يراها، والإنسان في الحقيقة لا يمكن لأي كان حتى ولو درس الضمياطي ديال سيدي خليل أن يعرف ما تنطوي عليه جوانحه ودواخله غيره هو نفسه.
احْدِيثْ لَمْخَدَّة بْحَالُو بْحَالْ الزَّبْدَة إِلىَ مَا ذَابْ الْيُومْ إِيذُوبْ غَدَّا
حديث الوسادة مثله مثل الزبدة إن لم يذب اليوم سوف يذوب غدا.
اضْرَبْ الَمْرَاة حَتَّى تْبُولْ وُاللِّي فْرَاسْهَا مَا يْزُولْ
اضرب المرأة حتى تتبول من شدة الضرب، لكن ما في رأسها لن يزول ولو طارت معزة.
الْخَرْيَة كَتْقَلَّبْ عْلَى خُتْهَا حَتَّى فْقَاعْ الَبْحَرْ
الخبيث يبحث عن الخبيث والفاسد يبحث عن الفاسد في أي مكان من العالم حتى على شبكة الأنترنت بفايسبوكها وتويترها وإنستغرامها وغوغلها وبقية ألعاب الماسونية التي دوخت العالم.
الَبْكَا مَنْ وُرَا المِيِّتْ خْسَارَة
ما الجدوى وما الفائدة من البكاء من وراء الميت، ولكن هنالك شيء يجب التذكير به: "الجنازة حامية وكلها يبكي على همو"، هذا كل مافي الأمر، ويُضرب المثل لمن يبقى مستمرا في حزنه وندمه على ذنب اقترفه أو خطأ ارتكبه أو فرصة سانحة أضاعها أو متاع دنيوي خسره بأن يقلب الصفحة وينسى ما جرى، لأن ذلك الحزن والندم لن يفيده البتة في إصلاح أو استرجاع شيء انقضى ومضى.
الْحَقّْ مُرّْ وُمَا يَرْضَى بِهْ غِيرْ الْحُرّْ
الحق لا تتقبله حتى ولو كان طعمه مرا غير النفوس الحرة الأبية.
الْحَنَّة حَرْشَة والْحَنَّايَة عَمْشَة والَعْرُوسَة فِيهَا بُوهَزَّازْ
الحنة حرشة أي خشنة وحبيباتها غليظة، والحناية عمشة أي المرأة التي تقوم بالنقش هي الأخرى مصابة بمرض التراخوما، والعروسة فيها بوهزاز يعني مصابة بمرض باركنسون في يديها، ويُضرب المثل عندما تجتمع في أمر ما منذ البداية كل مسببات فشله.
الْخِيلْ مَعْرُوفَة بَالْخِيرْ وُالَحْمِيرْ مَعْرُوفَة بَالرّْكِيلْ
يضرب المثل لناكر الجميل، ودر الله الشاعر الكبير على مر العصور المتنبي لما قال:
إِنْ أَنْتَ أَكْرَمْتَ الكَرِيمَ مَلَكْتَهُ وَإِنْ أَنْتَ أَكْرَمْتَ اللَّئِيمَ تَمَرَّدَا
الدَّنْيَا مُولاَتْ الَغْدَرْ كُنْتْ بْعِينِي وُرَدَّاتْنِي اعْوَرْ
كم من أناس كانوا في بحبوحة عيش ورفاهية ونعيم فأصبحوا بعد مدة معدمين، وكم من قصور عامرة ودور فاخرة أضحت أطلالا وخرائب تنوح فيها البوم، فمن ذا الذي يأمن غدر الليالي؟
دِيرْ الْخِيرْ فْدَارْكْ عَادْ شُوفْ جَارْكْ
من يريد فعل الخير يجب عليه أولا أن يكون صادقا مع نفسه، وليبدأ بمن هم أفرب إليه، ثم له بعد ذلك في أن يتصرف بخيره إن بقي له شيء زائد عن حاجته، 'وشاط الخير على زعير حتى فرقوه بالبندير'، شاط تعني زاد عن الحاجة أما زعير فهي إحدى القبائل المغربية العريقة التي تعود أصولها إلى منطقة الحجاز بالجزيرة العربية، وهي تابعة الآن حسب التقسيم الإداري للمملكة المغربية إلى جهة الرباط سلا زمور زعير، أما البندير فهو آلة إيقاعية من جلد البقر مستديرة الشكل قطرها يتراوح ما بين 40 و 50 سنتيمتر، وتوزيع الخير بالبندير هو دلالة على الغنى والسعة والكرم، لكن المثل في أصله تهكمي ويقصد العكس.
الذِّيبْ يَبْقَى ذِيبْ وَخَّا تْرَبِّيهْ وُتْشَبّْعُو حْلِيبْ
من المعلوم أن الطبع يغلب التطبع، وكل مخلوق يصير إلى شيمته دائما، ولا يمكن أن تغير طبع ذئب حتى ولو اعتنيت به وسقيته حليبا منذ الصغر، ويُضرب المثل في ناكر الجميل المنحذر من أصل هو الآخر ناكر للجميل.
اللِّي بْغَا البَرْدْعَة زِيدُو حَتَّى الشّْوَارِي
البردعة هي قطعة من القماش توضع على ظهر الحمار قبل ركوبه لحمايته، أما الشواري فهو عبارة عن قفتين كبيرتين ملتصقتين من القش توضعان فوق البردعة، وتصلح لاستيعاب كل مقتنيات صاحب الحمار، ويضرب المثل لمن يسعى جاهدا بكل ما في وسعه واستطاعته بكل الوسائل حتى الذنيئة منها للحصول على منصب أو مكانة أو شهرة ليبدو ذو جاه وصولة أمام الناس، الذين في غالبيتهم ينبهرون ويجثون أمام المظاهر المنصبية والرفشية والكلامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق