"من لم يجد السلام مع نفسه فلن يجده مطلقا في أي مكان ومع أي أحد" المدون
دأبت النرويج منذ 1901على منح جوائز نوبل السنوية في الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام- أُضيفت إليها جائزة نوبل في الاقتصاد ابتداء من سنة 1969-في العاشر من ديسمبر من كل عام من طرف اللجنة النرويجية الساهرة على تنظيم وتوزيع هذه الجوائز، ويتم اختيار المترشحين للجائزة من قبل هيئة يعينها البرلمان النرويجي وذلك حسب وصية نوبل، وتُعلَنُ أسماء الفائزين في شهر أكتوبر من العام نفسه، وتسلم جائزة نوبل للسلام في عاصمة مملكة النرويج أوسلو، بينما تسلم الجوائز الأخرى من قبل ملك السويد في العاصمة ستوكلهوم.
ومنذ 1901 حتى أواخر 2018 حصلت الولايات المتحدة على 304 جائزة من مجموع 911 أي ما نسبته 33 %، وبذلك احتلت المرتبة الأولى عالميا، وقد جاء هذا السبق على الشكل التالي:
حصدت الولايات المتحدة لوحدها 69 جائزة من أصل 201، ولم تحصل الدول العربية و الإسلامية إلا على جائزة يتيمة واحدة نالها محمد عبدالسلام من باكستان عام 1979.
جائزة نوبل في الكيمياء (1901-2018)
حصدت الولايات المتحدة لوحدها 74 جائزة من أصل 178، ولم تحصل الدول العربية والإسلامية إلا على جائزتين، حاز الأولى الكميائي أحمد حسن زويل من مصر عام 1999، وحصل على الجائزة الثانية الكيميائي التركي عزيز بنجار عام 2015.
جائزة نوبل في الطب أو علم وظائف الأعضاء (1901-2018)
حصدت الولايات المتحدة لوحدها 96 جائزة من أصل 212 وحلت إنجلترا في المرتبة الثانية ب 29 جائزة، ولم تحصل أية دولة عربية أو إسلامية ولو على جائزة واحدة.
جائزة نوبل في الأدب (1901-2018):
حصدت فرنسا 16 جائزة وتلتها الولايات المتحدة ب 11 جائزة من أصل 114، ولم تحصل الدول العربية والإسلامية إلا على جائزتين، أحرزهما بالتوالي كل من الأديب نجيب محفوظ من مصر سنة 1988، والأديب أورخان باموق من تركيا عام 2006.
جائزة نوبل للسلام (1901-2018):
حصدت الولايات المتحدة 23 جائزة من أصل 133 وحلت في المرتبة الثانية إنجلترا ب 13 جائزة، وحلت فرنسا في المرتبة الثالثة ب 11 جائزة، واحتل العرب والمسلمون جنبا إلى جنب مع سويسرا المرتبة الرابعة ب 9 جوائز، وهي الجائزة الوحيدة التي على مايبدو بدا جليا فيها نبوغ العرب والمسلمين، الشيء الذي أثار دهشتي واستغرابي، واعتبرته إحدى المفارقات الغريبة في هذه الجائزة المقولبة لخدمة أجندة الغرب الصليبي والصهيونية العالمية وكل من يساندها ويسير على نهجها، والمثير في الأمر هو أن العرب والمسلمين لم يظهر نبوغهم أو كما نقول في المغرب (حنة أيديهم) إلا في السلام الذي هو منعدم أصلا في أوطانهم، بل حتى بينهم فرادى وعائلات وجماعات ومجتمعات، بل أذهب بعيدا لأقول بل حتى مع أنفسهم مع كامل الأسف.
جوائز نوبل للسلام التي حصل عليها العرب والمسلمون طيلة قرن من الزمن
الاسم
|
الدولة
|
السنة
|
أنور السادات
|
مصر
|
1978
|
ياسر عرفات
|
فلسطين
|
1994
|
سيرين عبادي
|
إيران
|
2003
|
محمد البردعي
|
مصر
|
2005
|
محمد يونس
|
بنغلاديش
|
2006
|
توكل عبدالسلام كرمان
|
اليمن
|
2011
|
ملالا يوسفزي
|
باكستان
|
2014
|
الرباعي للحوار الوطني
نادية مراد باسي طه |
تونس
العراق |
2015
2018 |
وازدادت حيرتي لما علمت أن المهاتما غاندي أبا الهند وباني مجدها وعزتها قد تم ترشيحه 5 مرات لجائزة نوبل للسلام سنوات 1937، 1938، 1939، 1947 و 1948، وكانت اللجنة النرويجية المكلفة بتوزيع هذه الجوائز في كل مرة تتدرع بدرائع واهية لتنحيته، كعدم اهتمام غاندي وتجاهله للقانون الدولي، وتجاهله أيضا لحقوق الإنسان حسب المفهوم الغربي الصليبي، واعتبرته هذه اللجنة وطنيا وقوميا هنديا، أي أنه لا يخدم إلا مصالح أمته وليس أجندة الغرب الصليبي على المستوى العالمي، وتم أيضا تسفيه مبدأ اللاعنف الذي ظل غاندي يؤمن به حتى فارق الحياة، بدعوى أن حملته خلال سنتي 1920 و 1921 لمقاطعة البضائع والمؤسسات البريطانية الإمبريالية الاستعمارية تطورت إلى عنف، غير أن اللجنة النرويجية التي لا تؤمن إلا بالماديات في الواقع كانت جد مرتبكة أمام رجل حر شريف ذو مبادئ سامية وأخلاق عالية، غير مادي وروحاني، أي لا أحد بوسعه بيعه أو شراؤه أو استعباده أو التلاعب به، لكن السبب الذي يبدو قريبا إلى التصديق هو ذا بعد جيوستراتيجي، لكون النرويج كانت أكبر حلفاء إنجلترا أو بالأحرى طفلها الصغير المدلل، وكان من المستحيل أن تسلم اللجنة النرويجية - المكونة من سياسيين ولاءهم لبريطانيا واضح وجلي- جائزة نوبل للسلام للمهاتما غاندي المتمرد على قيم ومفهوم حقوق الإنسان حسب الغرب الصليبي، وتضع نفسها في موقف جد حرج أمام أكبر حلفائها إنجلترا، لذلك ضحت بأكبر أعداء الإمبريالية البريطانية المهاتما غاندي ضدا على الاستحقاق والأخلاق والمنطق.
وفي سنة 1989 حاولت اللجنة النرويجية أن تستر عورتها وتغطي عن هفوتها الصارخة اتجاه المهاتما غاندي- الذي أعتبره في نظري أول رجل يستحق جائزة نوبل للسلام في العالم قبل أي كان- بمنح هذه الجائزة للقائد الديني الأعلى للبوذيين التبتيين 'الدالاي لاما' المؤيد للاعنف، والذي لم يقاوم لا بريطانيا ولا أمريكا ولا النرويج ولا هم يحزنون، ولكن هل يُصلح العطار ما أفسده الدهر؟؟..(اللِّي عْطَا الله اعْطَاهْ).
جائزة نوبل للاقتصاد (1969-2018):
لم تكن ضمن الجوائز الخمس الرسمية المعروفة بجوائز نوبل (الفيزياء، الكيمياء، الطب، الأدب والسلام) والتي قام ألفريد نوبل بتأسيسها عام 1895، تم البدء بالعمل بجائزة نوبل في الإقتصاد ابتداء من عام 1968 في الذكرى 300 لتأسيس بنك السويد المركزي، وهي ممولة من هذا البنك، وقد مُنحت لأول مرة عام 1969.
حصدت الولايات المتحدة 55 جائزة من أصل 82 وتلتها المملكة المتحدة ب 8 جوائز، ولم تحصل أية دولة عربية أو إسلامية ولو على جائزة واحدة.
فإن قمنا بعملية حسابية بسيطة لوجدنا أن ما يسمى بدويلة 'إسرائيل' التي لا يتجازو عدد سكانها 9 ملايين نسمة 17.50 % تقريبا منهم عرب والباقي يهود، لوجدنا أن هذا الكيان المصطنع حصد 12 جائزة نوبل، 3 منها في السلام، وواحدة في الأدب، وجائزتين في الاقتصاد، و6 جوائز في الكيمياء، في حين أن العرب والمسلمين الذين يبلغ تعدادهم ما يفوق 1.60 مليار نسمة أي 22 % من سكان العالم لم يحصلوا سوى على 14 جائزة نوبل فقط، أي بفارق جائزتين عن 'إسرائيل'، موزعة على الشكل التالي: جائزة وحيدة يتيمة في الفيزياء، وجائزتان في الكيمياء، وجائزتان في الأدب، و9 جوائز في السلام يا سلام، إثنان منها في سلام استسلام الخرفان للجزارين، والستة المتبقية منها في تشجيع وتحريض ومساندة المتنطعين والمتنطعات من داعمي حقوق الإنسان والقانون الدولي كما هو متعارف عليها عالميا عند الغرب الصليبي.
وعلى أية حال فإنني أعتبر جوائز نوبل للسلام هذه التي منحها النرويجيون ذووا العيون الزرق والشعر الأشقر للمسلمين (المحمديين كما يسموننا) في دول لا سلام ولا سلم فيها، لا بين الحكام والشعوب، ولا داخل المجتمع نفسه بين أفراده، ولا فيما بين أفراد الأسرة الواحدة، بل لا وجود لهذا السلم والسلام حتى في الفرد مع نفسه، بالرغم من كثرة السلام عليكم ..وعليكم السلام المتدوالة على نطاق واسع بحكم العادة والتقاليد بين أفراد الأمة من طنجة حتى جاكرتا، أعتبرها نوعا من الضحك على الذقون.