* قيل لأكول: ما حد الشَّبَع؟ فقال: إذا جَحَظَتْ عيناك، وَبَكِمَ لسانك، وَثَقُلَتْ حركتك، وَارْجَحَنَّ بَدُنَك، وزال عقلك، فأنت في أوائل الشبع، فقيل له: إن كان هذا أوله فما آخره؟ قال: أن تنشق نصفين.
*دخل أحدهم على بخيل وقد شارف هو ومن معه على الانتهاء من الأكل، ولما هم القادم الجديد بالأكل ومد يده، قال له البخيل: أجهز على الجرحى والأيتام المعطوبين (الدجاج والفراخ التي أُكِلَ منها وعاثت فيها الأصابع فسادا)، ولا تتعرض للأصحاء (الدجاج والفراخ التي لم تمس بأذى).
*قال أحد البخلاء لخادمه: هات الطعام وأغلق الباب حتى لا يتسلط علينا ضيف ويشاركنا في الأكل، فقال له خادمه: يا سيدي إن مَنطِقَ البُخْلِ وفِقْهَ الأَوْلَوِيَّاتِ يقتضيان أن تقول: أغلق الباب أولا ثم أحضر الطعام.
*أكل بخيل وأكثر حتى أُصيب بالتخمة، وعندما زاره الطبيب ووصف له دواء للتخمة، رفض البخيل بشدة وقال: والله إن الموت لأهون علي من ذلك.
* زار أعرابي بخيلا وكان بين يديه تين، فما إن رأى البخيلُ الأعرابيَّ حتى قام بتغطية التين بثوبه، فقال البخيل: هل تحسن من القرآن شيئا؟ قال الأعرابي: نعم، فقرأ "والزيتون وطور سنين"، قال البخيل: وأين التين؟ رد الأعرابي: تحت ثوبك.
*ضرب الحجاج أعرابياً سبعمائة صوت وهو يقول عند كل سوط شكراً لك يا رب، فلقيه أشعب فقال أتدري لم ضربك الحجاج سبعمائة سوط؟ قال ما أدري، قال لكثرة شكرك لله تعالى حيث يقول لئن شكرتم لأزيدنكم.
*قيل لأشعب لو أنك حفظت الحديث حفظك هذه النوادر لكان ذلك أفضل لك وأنفع، قال قد فعلت، فقالوا له فماذا حفظت من الحديث؟ قال حدثني نافع عن ابن عمر عن النبي (ص) قال من كان فيه خصلتان كتب عند الله خالصاً مخلصاً، قالوا إن هذا حديث حسن فما هاتان الخصلتان؟ قال نسي نافع واحدة ونسيت أنا الأخرى.
*كان ديوجانس الكلبي أحد فلاسفة اليونان صاحب نوادر فلسفية مستطرفة - قيل له يوماً أين تريد أن ندفنك إذا أنت مت؟ قال اطرحوني في الفلاة، قالوا ألا تخشى أن تكون طعاماً للسباع؟ قال ضعوا بقربي عصا لأطردها إذا هي جاءت، قالوا وكيف تقدر على ذلك وأنت ميت؟ قال إذن كيف أخشى أن تأكلني وأنا لا أشعر؟؟
*اجتمع على ديوجانس جماعة وهو يأكل، وصاروا يقولون هذا ديوجانس الكلب، فقال بل أنتم الكلاب لأنكم اجتمعتم على من يأكل، وعوتب مرة على الأكل في الطرق والشوارع فقال كما يدركني الجوع في البيت يدركني في السوق فحيثما أدركني أكلت.
*دُعي طبيب -وكان قد قضى الليل كله في عيادة أحد المرضي- إلى فحص رئتى عليل، وكانت طريقة الفحص تقتضي أن يعد العليل (واحد، اثنان، ثلاثة إلخ...) والطبيب يستمع، فجلس الطبيب بقرب سرير المريض وكان متعباً فلم يستطع أن يستعمل سماعته، بل أدنى رأسه من صدر العليل وأمره أن يعد حتى يأذن له بالسكوت، بدأ المريض يعد (واحد، اثنان، ثلاثة. . .) وأخذت الطبيب سِنَةٌ من نوم فلم ينتبه إلا والعليل يعد 6121، 6122، 6123!
*سمع رجل قارئا يقرأ قول الله تعالى بالشكل التالي: "فِي بُيُوتٌ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ"، بضم بيوت، فقال له: يا هذا إنما عليك أن تقرأها "فِي بُيُوتٍ"، فعليك أن تـَجُرَّها، فقال القارئ: يا مُغَفَّل، الله تعالى يقول: "أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ"، وتريد مني أن أَجُرَّهَا !!
*قال نحوي لغلام: كيف كانت وفاة أبيك؟ فقال: وَرِمَتْ قَدَمَيْهِ، فقال له النحوي: قل وَرِمَتْ قَدَمَاهُ، فقال الغلام: ثُمَّ وَصَلَ الوَرَمُ إِلى رُكْبَتَاهُ، فقال له النحوي: قل إِلَى رُكْبَتَيْهِ، فضجر الغلام وقال: دعني يا عم، فوالله ما مَوْتُ أبي بأشدَّ عَلَيَّ من نـَحْوِكَ هذا.
*قال رجل للأديب الظريف الضرير أبي العيناء: أَتَأْمُرُ بِشَيْئاً؟ فقال: نعم، بتقوى الله وأن تحذف الألف من شَيْئاً.
*وقف أحدهم بالقرب من أبي العيناء وكان ضريرا، فلما أحس به قال: من هذا؟ فرد الشخص: رجل من بني آدم، فقال له أبو العيناء: مرحباً بك، أطال الله بقاءك، كُنْتُ أظن أن هذا النسل قد انقطع.
*عاد أحدهم مريضا فقال له: ما علتك؟ قال المريض: داء الركبتين، قال الزائر: والله لقد قال جرير بيتا من الشعر ذهب مني صدره وبقي عجزه، وهو قوله: "وليس لداء الركبتين طبيب"، فقال المريض: لا بشرك الله بالخير، ليتك استذكرت صدره ونسيت عجزه.
*دخل أبو نواس إلى المسجد، فرأى رجلا قبيح المنظر يصلي ويبتهل بخشوع وحرارة، ويستغفر الله عما اقترفه من ذنوب، فرفع أبو نواس يديه إلى السماء ونادى ربه قائلا: اللهم يا من يراني ولا أراه، بحقك يا مولاي لا تبخل بهذا الوجه على جهنم، فضحك من كان في المسجد، وانصرف الرجل القبيح خجلا.
*دخلت عجوز على قوم تعزيهم في ميت، فرأت في الدار مريضا منزويا في ركن منعزل، ولما همت بالانصراف قالت: إني والله ليشق عليَّ المشي، وأَحْسَنَ الله عزاءكم في هذا المريض أيضا.
*أدخل عجل رأسه في خابية ليشرب، فعلق رأسه بها ولم يستطع إخراجه، وحاول صاحبه تخليصه دون جدوى، فاستدعى الرجل حكيم القرية وأراه العجل، فقال له هذا الأخير: أنا أخلصك منهذه الورطة، ناولني سكينا، فذبح العجل فوقع رأسه في الخابية، ثم أخذ حجرا وكسر الخابية وأخرج الرأس، فقال صاحب العجل: لا بارك الله فيك ولا في حكمتك، قتلت العجل وكسرت الخابية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق