الإنسان إذا افتقر سرق وإذا اغتنى فسق

الإنسان إذا افتقر سرق وإذا اغتنى فسق
يقول عالم الاجتماع العراقي علي الوردي رحمه الله: ''الإنسان إذا افتقر سرق وإذا اغتنى فسق، والإنسان يريد أن يأكل، فإذا لم يجد ما يأكله أكل لحم البشر، أما إذا شبع وأترف وحفت به مظاهر النعيم فإنه يتطلع آنذاك إلى الفسق والفجور''، وقد أثبت الماضي والحاضر ذلك إثباتا قطعيا لا ريب فيه، فجميع الديانات والكتب والمجلدات والاجتهادات والتفسيرات ونظم الحكم البشرية المختلفة على مر التاريخ لم تستطع وضع حد لفساد البشر أو على الأقل تقزيمه قصد كبح جماحه الذي ما انفك ينخر نخرا كالسوس منذ الأزل في المجتمعات البشرية إلى يومنا هذا، ولعل  ماركوس أوريليوس أحد الفلاسفة الكبار (121-180م) الذي ينتمي إلى المدرسة الفلسفية الرواقية التي قام بوضع أولى لبناتها الفيلسوف اليوناني زينون سنة 200 ق.م اعتمادا على أفكار هرقليطس وأفلاطون وأرسطو، قد أصاب كبد الحقيقة في تأملاته التي كتبها إلى نفسه قبل أن يكتبها إلى أي شخص آخر، لأنه كان يدرك جيدا أن كلماته من المستحيل أن تقضي على فساد البشر الذي أضحى بمثابة تغير إحيائي نهائي في الجينوم البشري.
وللتذكير فإن الرواقية تعتقد كون الحقيقة مادية تسودها قوة توجهها هي الله، وما دامت الطبيعة تسير وفق العقل فمن الحكمة أن يسير الإنسان وفق الطبيعة، وأن حرية الإنسان الحقيقية المحضة مرهونة دائما بواجبه في اقتفاء الطبيعة وقوانينها، وخلال مراحل تاريخ تطورها مرت الفلسفة الرواقية بمرحلتين: المرحلة الأولى التي كانت معتمدة على نخبة وصفوة المجتمع الروماني أو ما يُطلق عليه اصطلاحيا في أيامنا هذه 'النخب المثقفة' أو بالأحرى وبدون مونتاج مفبرك 'النخب لَـمْثَقْفَة' بالعامية المغربية، بحيث كانت أفكارها متكلسة ومتعجرفة ومستعلية ومنحصرة في حيز ضيق ممن يسمون أنفسهم ب'الصفوة'، فلسفة ذات مصطلحات فنية وتخريجات معقدة ضاربة في الغلو والتعقيد والمعرفة اليقينية والخوض في المنطق والطبيعيات، ثم المرحلة الثانية التي اعتمدت على تهذيب الرواقية الكلاسيكية وتخليقها والميل نحو الاعتدال والتبسيط والاقتراب أكثر من حياة عامة الناس وواقعهم البئيس، وهو ما يمكن تسميته بالرواقية الشعبية أو الشعبوية كما يحلو تسميتها من طرف المترفعين عن عامة الشعب أصحاب رابطات العنق والسيارات الفارهة وخطاب الصالونات المخملية المتفرنسة والمتأمركة.
من أبرز أعلام المدرسة الرواقية الحديثة سنكا وإبكتاتوس وأوريليوس، ولعل ماركوس أوريليوس يعتبر أحد الرواد العظام لهذه المدرسة الفلسفية التي يعتبرها هو نفسه علاجا روحيا ونفسيا وملاذا ورفقة حياة، لأن الحياة صراع ومُقَامُ غُربة، والمجد الوحيد الباقي هو الخمول لا أقل ولا أكثر، وما الفلسفة سوى أن تحفظ أُلُوهتك التي بداخل عقلك سالمة من العنف والأذى، وأن ترتفع فوق الألم واللذة، وأن لا تفعل شيئا بلا هدف أو بلا صدق أو بلا أصالة، وأن تترك ما لا يعنيك مما يفعله الآخرون أو لا يفعلونه، وأن تقبل كل ما يجري عليك ويُقدر لك بوصفه آتيا من نفس المصدر الذي منه أتيت.
ويعتبر ماركوس أوريليوس الملقب ب 'الفيلسوف على العرش' من أعظم حكماء الروم في عصره، إضافة إلى كونه إمبراطورا وحاكما قديرا، حكم بإخلاص وتواضع وعدل ونزاهة وسماحة لدرجة الفضيلة إمبراطورية مترامية الأطراف امتدت من نهر الفرات شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن اسكتلندا شمالا حتى صحراء أفريقيا الكبرى جنوبا، ولعل هذا الرجل الصادق يعتبر من الحكام القلائل في التاريخ البشري الذي عطف على الفقراء وخفف عنهم الضرائب وتسامح مع ألد خصومه وأعدائه السياسيين لدرجة السماحة والتهور، ووضع حدا لوحشية لهو الرعاع البربري الهمجي الذي كان سائدا بكثرة في ذلك العصر.
من أروع ما ترك وراءه بعد رحيله تأملاته التي كتبها  لنفسه شخصيا وسماها 'إلى نفسي'، والتي يمكن اعتبارها دستورا أدبيا وأخلاقيا في الحكم والإدارة والمعاملات باستثناء السياسة لأنها لا تلتقي مع الأخلاق في شيء كمثل الخطان المتوازيان اللذان لا يلتقيان، من بين ما يقول في هذه التأملات الجديرة بالقراءة والدرس اخترت ما يلي:
إنهم يبحثون عن  منتجعات لهم في الريف، على البحر، على التلال، وأنت بصفة خاصة عُرْضَةٌ لهذه الرغبة المشبوبة، ولكن هذا من شِيَمِ الطَّغَامِ1، فما زال  بإمكانك كلما شئت ملاذا أن تطلبه في نفسك التي بين جنبيك، فليس في العالم موضع أكثر هدوءا ولا أبعد عن الاضطراب مما يجد المرء حين يخلو بنفسه، وخاصة إذا كانت نفسه ثرية بالخواطر التي إذا أظلته غمرته بالسكينة التامة والفورية، ولست أعني بالسكينة إلا الحياة التي يحكمها العقل ويحسن قيادها.
فلتمنح نفسك دائما هذا الاستجمام، ولتجدد نفسك، ولتكن المبادئ العقلية التي سوف تعود إليها هناك وجيزة وأساسية وكافية لأن تذهب بكل ألمك في الحال، وتُعِيدَك إلى أمورك الْمُسْتأنَفَةِ خاليا من السخط عليها أو التبرم منها.
لن يبقى سوى هذا: حصنك الصغير الذي بين جنبيك، فأوي إليه حيث لا كَرَبَ على الأقل ولا وَصَبَ، كُنْ سَيِّدَ نفسك، وانظر إلى الأشياء كرجل، كإنسان، كمواطن، ككائن فَانٍ.. العقل الخالي من الانفعالات هو قلعة، ليس ثمة ملاذٌ للناس أقوى منه، ومن يأوي إليه فهو في حصن حصين، فما أجهله من لا يرى هذه القلعة، وما أتعسه من لا يلوذ بهذا الحصن، لأن الناس دائما في خصام مع ألصق رفيق: العقل! 
فعلام أنت ساخط؟ على اللؤم البشري؟ تذكر أن الكائنات العاقلة قد خُلِقَتْ من أجل بعضها البعض، وأن الصفح جزء من العدل، وأن الناس تفعل الشر عن غير عمد، واذكر كم من الناس قد قضوا حياتهم في عداوة وشك وبغضاء وحرب معلنة، ثم لَفَّتْهُمُ الأكفان وصاروا رمادا، وَكُفَّ عن لجاجتك.
أم تراك ساخطا على ما قُسِمَ لك من نصيب في الكل؟ إذاً فاذكر أنك مضطر إلى أن تختار: فإما عناية مدبرة وإما ذرات عمياء تلتقي كيفما اتفق وتفترق، واذكر البينات الكثيرة على أن العالم نوع من المجتمع السياسي وَكُفَّ عن لجاجتك، أم لعلك ما تزال واقعا في قبضة الحاجات الجسدية؟ إذن فاذكر أن العقل ما أن يَسَلْ نفسه ويكتشف قواه الخاصة حتى ينفصل بذاته عن حركة النفس الجسدية سواء أكانت هذه الحركة هادئة أم عنيفة، واذكر أيضا كل ما سمعته وتبينته عن الألم واللذة، وَكُفَّ عن لجاجتك.
أم لعلك إذن تتحرق إلى شيء من المجد، فاذكر كم هو سريع النسيان هذا العالم، واذكر الفجوة الزمنية السابقة للحاضر والسابقة عليه، وكم هو فارغ ذلك الإطراء الذي تجده من الآخرين، وكم هم متقلبون وعَدِيمُو الرأي الذين يتظاهرون بتأييدك، وكم هي ضيقة تلك المساحة التي يجول فيها مجدك، الأرض برمتها مجرد نقطة في الفضاء، فما أهون ذلك الركن الذي تقطنه، وما أقلهم وأهونهم أولئك الذين تَرْتَقِبُ منهم ها هنا التمجيد والمدح.
 اذكر دائما كم من الأطباء ماتوا بعد أن عقدوا الحاجبين فوق مرضاهم، كم من المنجمين ماتوا بعد أن تنبؤوا بموت غيرهم بخيلاء عظيمة، وكم من الفلاسفة بعد مداولات لا نهاية لها عن الموت أو الخلود، وكم من الطغاة بعد أن تسلطوا على حياة الناس بغطرسة ووحشية كما لو كانوا هم أنفسهم خالدون في الأرض، واذكر أيضا كم مدن بأسرها قد زالت.. وأضف إلى الإحصاء كل أولئك الذين عرفتهم، واحدا تلو الآخر، يمشي أحدهم في جنازة الآخر، ثم ما يلبث أن تَلُفَّهُ الأكفان بدوره وَيُشَيِّعَهُ آخر، وكل ذلك في زمن وجيز،  وصفوة القول أَنِ انظر دائما كم هي قصيرة رخيصة حياة الإنسان، بالأمس كان بذرة وَغَداً مومياء أو رمادا.
انظر مَلِيّاً كيف يُزاح كل ما هو قائم وكل ما هو قادم ويصير ماضيا ويزول زوالا، الوجود مثل نهر في تدفق دائم، وأفعاله تَعَاقُبٌ ثَابِتٌ للتغيير! وأسبابه لا تُحصى في تنوعها، لا شيء يبقى ثابتا حتى ما هو حاضرٌ عتيدٌ، تَأمّلْ أيضا الهوة الفاغرة للماضي والمستقبل التي تبتلع كل شيء، أليس بأحمق من يعيش وسط هذا كله ثم تحدثه نفسه أن يَلِجّ في الأمل أو يهلك في الكفاح أو يسخطَ على نصيبه؟ وكأن أي شيء من هذا دائمٌ له أو مقدرٌ أن يُؤَرقَه طويلا.
خذ نظرة من فوق، انظر إلى أُلوف القطعان والأسراب، وأُلوف الشعائر والاحتفالات الإنسانية، وما لا يُحْصَى من ضُرُوبِ الترحال في العاصفة والهدأة، وأُلوف الاختلاف بين من يُولدون ومن يعيشون معا ومن  يموتون، واذكر أيضا الحَيَوَات التي عاشها أُناس قبلك بزمن طويل، وتلك التي سَتُعَاشُ من بعدك، وتلك التي تُعاش الآن بين الأمم البربرية، وكم من الناس لم يسمع حتى باسمك، وكم منهم سوف ينسى اسمك في القريب العاجل، وكم من الناس قد يمدحك الآن ثم لا يلبث أن يلومك، وأن لا قيمة البتة لأي ذكرى بعد الوفاة أو شهرة أو أي شيء آخر على الإطلاق.  
انظر في الوجود كله، الذي أنت أصغر أجزائه، وانظر في الزمان كله، الذي قُسِمَتْ لك منه لحظة وجيزة وهاربة، وانظر في القدر وما هو معقود بالقدر، وكم أنت جزء ضئيل منه، سرعان ما ستصير رمادا وعظاما، مجرد اسم أو حتى لا اسم، والإسم ماذا يكون غير صوت وصدى؟ وكل ما نُعْليِه ونُغْلِيه في الحياة هو شيء فارغ وعفن وتافه: جِرَاءٌ يَعُضُّ بعضها بعضا، وأطفال تتشاجر، تضحك وما تلبث أن تبكي، أما الإخلاص والشرف والعدل والصدق فتفر إلى جبل أولمبيوس من كل أرجاء الأرض المترامية.
عليك إذن أن تقضي هذه الكسرة الضئيلة من الزمن في انسجام مع الطبيعة، وغادرها راضيا، مثلما تسقط زيتونة حين تبلغ النضج، مباركة الأرض التي حملتها، وشاكرة للشجرة التي منحتها النماء.
كن مثل رأس الأرض في البحر تتكسر عليه الأمواج بلا انقطاع وهو ثابت وطيد يخمد من حوله جيشان الماء، أفتقول ما أتعس حالي إذا أصابني هذا؟ لا بل قل ما أسعدني إذا أصابني هذا الأمر وما زلت خاليا من الحزن والأسى، لم يُحَطِّمْنِي الحاضر ولم يُخِفْنِي المستقبل، فقد ينزل مثل هذا المصاب بأي إنسان، ولكن ليس كل إنسان بقادر على أن يتحمله من غير ألم، لماذا إذن تبتئس بِالْمُصَابِ أكثر مما تَسْتَبْشِرُ بقدرتك على احتماله؟
ما أقصر المسافة بين الميلاد والموت، انظر أي عناء نحتمله في هذه المسافة، وأي صحبة تكتنفنا فيها، ومع أي صنف من الناس، وفي أي جسد واهن نقطعها بجهد جهيد، ليست الحياة إذن بالشيء الثمين، انظر إلى هول فجوة الماضي من ورائك، وإلى اللانهائية الأخرى من أمامك، ما الفرق من هذا المنظور بين رضيع عاش ثلاثة أيام  ونستور2 عاش ثلاثة أجيال؟
في مجال القول عليك أن تصغي إلى ما يُقال، وفي مجال الفعل عليك أن تلاحظ ما يُفعل، في الثاني أن تدرك  مباشرة الغاية التي يرمي إليها الفعل، وفي الأول أن تشهد بدقة المدلول الذي يُشير إليه القول، لا تحلم بامتلاك ما لا تمتلكه، بل تأمل النعم الكبرى فيما تملكه، وذكر نفسك كم سَتُفْتقَدُ هذه الأشياء لو لم تكن لديك، ولكن احرص على ألا تدع التنعم بها يجعل منك مُدمنا لها معتمدا عليها، كيلا تبتئس إذا فقدتها يوما ما، ليس لديك وقت للدرس والتحصيل، ولكن لديك متسع لأن تَكُفَّ عن الغطرسة، ولديك متسع لأن تعلو فوق اللذة والألم، ولديك متسع لأن ترتفع فوق حب الشهرة والمجد، وألا تحنق على البليد الجاحد، بل حقا أن ترعاهما، كلما أساء إليك شخص وقح فإن عليك أن تبادر إلى سؤال نفسك:  أكان إذن من الممكن ألا يكون في العالم وقحون؟ غير ممكن، فلا تطلب غير الممكن، فهذا الشخص مجرد واحد من الوقحين الذين لا بد من وجودهم في هذا العالم، والأمر نفسه ينسحب على الأوغاد والخونة، وكل صنف من الآثمين، وإدراك أن هذه الطائفة من الناس لا بد من وجودها حَرِيٌّ أن يجعلك أكثر رفقا بكل فرد منهم.
لا تمارس العمل كبائس معذب، أو ملتمسا أي شفقة أو إعجاب، ليكن هدفك الوحيد هو أن تدفع نفسك أو تُوقِفَها حسبما يقتضي الفعل الاجتماعي. 
لا تحكم على الأمور كما يحكم عليها من آذاك، أو كما يريدك أن تحكم، بل انظر إلى الأشياء كما هي عليه في الحقيقة، لا تتخبط هنا وهناك، ولكن في كل حركة من حركاتك كن عادلا، وفي كل خطرة من خطراتك التزم ملكة الرأي والفهم، لا تتصرف كما لو كنت سوف تعمر آلاف السنين، الموت يترصدك، فما دمت تعيش، وما دام بإمكانك كن خيرا، اسلك دائما الطريق القصير، وطريق الطبيعة قصير، وابتغ ما هو أقوم وأسلم في كل قولك وعملك، فمثل هذا العزم كفيل بأن يحرر المرء من العناء والجهد والاضطرار إلى التحايل والرياء.
تذكر أن مَلَكَةَ الرأي هي كل شيء، وأن رأيك بيدك، امْحُ رأيك إن شئت، وستجد السكينة، ستكون كالبَحَّار الذي يدور حول الأرض، فيجد ماءً هادئاً، وخليجاً ساجياً بلا أمواجٍ.
هل صَنعْتُ شيئا من أجل الصالح العام؟ إذن فقد تَلَقَّيْتُ أَجْرِي، لتكن هذه دائما قناعتك ولا تَكُفَّ أبدا عن فعل الخير، واعلم أن أعلى مراتب الحرية والقوة هي ألا يفعل الإنسان إلا ما يُرضِي اللهَ، وأن يتقبل كل ما يُقسمه اللهُ لَهُ.. استئناف الحياة إنما يحدده الكائن الذي رَكَّبَكَ أول مرة والذي هو الآن يُفْنِيكَ، وما لك من دور في أي من العِلَّتَيْنِ، اذهب بسلام إذن، فالإله الذي يَصْرِفُكَ هو في سلام معك.
هوامش
1 الطَّغَامُ:  كما جاء في لسان العرب لابن منظور فإن الطغام والطغامة أرذال الطير والسباع، الواحدة طغامة للذكر والأنثى مثل نعامة ونعام، ولا ينطق منه بفعل ولا يعرف له اشتقاق وهما أيضا أرذال الناس وأوغادهم، أنشد أبو العباس إذا كان اللبيب كذا جهولا... فما فضل اللبيب على الطغام، الواحد والجمع في ذلك سواء، ويُقال هذا طغامة من الطغام الواحد والجمع سواء، قال الشاعر: وكنت إذا هممت بفعل أمر... يخالفني الطغامة والطغام، قال الأزهري وسمعت العرب تقول للرجل الأحمق طغامة ودغامة والجمع الطغام، وقيل هم أوغاد الناس وأرذالهم ومثله كثير.
2 نستور: ملك بيلوس (مدينة يونانية) وحكيم الإغريق في حرب طروادة كما جاء في الإلياذة، عاصر ثلاثة أجيال أي ما يقترب من 100 سنة بالتمام والكمال.