أطباء النحس

خلال ما يزيد على قرن من الزمن بقليل تسلل 'علم النفس' وبلل جميع المجتمعات حول العالم، و كنا دائما نجد وراء كل أزمة عالمية 'علم النفس' في الواجهة ابتداء من مقابلات كرة القدم وانتهاء بالحروب المدمرة التي تستخدم فيها كل الأسلحة المحرمة دوليا، وباستطاعة هذا 'العلم' تحويل البشر إلى وحوش والعكس ليس بصحيح، وأينما وجهنا قبلتنا سوف نجده أمامنا، فهل يظن أي منا أنه في منأى عن 'علم النفس'؟
ولو أمعنا جيدا في التفكير فلسوف نجده يرتبط بنا على مدى الحياة، و'علماء النفس' يؤكدون على أن هناك حاليا ما لا يقل على مليار من البشر ليسوا عاديين ومصابين بأمراض عقلية متفاوتة الخطورة يعني (مصطيين)، لذلك أصبحنا نرى العالم يزداد حمقا وجنونا يوما بعد يوم على الرغم من التقدم العلمي والرخاء المادي الذي حققته البشرية منذ أواسط القرن العشرين، وخلال الثلاثين سنة الأخيرة تضاعف عدد الأشخاص الذين يتناولون مؤثرات عقلية وعقاقير مضادة للإكتئاب لها صلة بالأمراض النفسية ثلاث مرات، وما انفك أطباء النحس الذين يتبجحون بكونهم خبراء في علم الصحة العقلية يواصلون معالجة أو بالأحرى قتل هؤلاء المرضى رغما عنهم، والنتيجة كانت صادمة.
 ففي الولايات المتحدة رائدة العالم 'الحر' في هذا المضمار كما يدعون، فقد حياته نتيجة هذه المعالجات في الفترة ما بين 1965 و 2005 ما يناهز 1.10 مليون شخص، وهو رقم أكبر بكثير مما خلفته كل الحروب التي خاضتها أمريكا منذ 1776 حتى 2005 أي 738000 شخص، وتؤدي الحكومة الأمريكية وشركات التأمين 69 مليار دولار سنويا من أجل معالجة ورعاية المرضى النفسيين، وبالرغم من الأرباح التي يجنيها أطباء النحس من هذه المهنة الغير شريفة، فإنهم لم يستطيعوا استشفاء ولو حالة واحدة (اللي دخل على رجليه عند شي طبيب نفساني كيخرج مسكين  مبراق عينيه ما يرمش،  ولا كيخرجوه الخوت مرابعة).
لقد استطاع علماء النحس أن يحطموا الاعتقاد الراسخ في أغلى ما يمتلكه البشر وذلك بجعلهم يؤمنون أنهم ليسوا حقيقة ما يظنون، وأن هؤلاء السماسرة هم من يمتلكون الحقيقة عن الناس وأن أفكارهم وشخصياتهم وتصرفاتهم ليست سوى عبارة عن تفاعلات كيماوية تحدث في أدمغتهم، بمعنى آخر أنهم ليسوا سوى مادة مجردة وفاقدة لأية روح. 
منذ 1949 بلغت المبالغ التي تم رصدها في الدراسات والأبحاث ما يناهز 19 مليار دولار في 'علم' مادي خشبي منحوس بلا روح يعتمد أساسا على تغيير التصرف البشري وإزهاق أرواح الكثير من الأنفس، ومنذ ظهور هذه المصيبة المسماة ب 'علم النفس' والتي يمكن بواسطتها إفقاد العقل حتى لأعقل العقلاء تم تسويقها للبشرية على أنها هي العلاج الوحيد، ولعل العلاج بالصدمات الكهربائية العالية الجهد وثقب الأمخاخ لغرس إليكترودات وما شابه ذلك والتي غالبا ما تُعيد المرضى إلى حالات جد بدائية، يعتبر وصمة عار تسود أكثر فأكثر الصفحة الملطخة بالدماء لهذا العلم اللقيط، ويكفي التذكير كمثال على قسوة هذا الطب أن فولطية التيار الكهربائي الذي يستعملها الأطباء النفسانيون خلال عملياتهم تصل أحيانا 33 ضعفا أكثر من اللازم، وكل تمرير لتيار كهربائي من هذا النوع يجني من ورائه هؤلاء القراصنة 12 دولارا، مما يمكنهم من جمع مبالغ مالية خيالية في تعذيبهم للناس وليس في مداواتهم، ففي الولايات المتحدة وحدها يجني الأطباء النفسيون 05 ملايير دولار سنويا، واليوم أضاف هؤلاء إلى ترسانتهم من أسلحة الدمار الشامل الحقيقي والفعلي زيادة على الفاليوم أدوية عجيبة مثل الطورازين والبروزاك وغيرها، رفعت مداخلهم بصورة صاروخية لأنها سريعة المفعول في تحويل البشر إلى قطع من الصخر الجليدي، وهي أدوية متوفرة في أي مكان، وتجعل من أي كان بمجرد استعمالها زبونا وفيا مدمنا مدى الحياة، والشيء الذي لا يتحدث عنه هؤلاء الأطباء هو أن لكل شيء إذا ما تم نقصان، لأن الآثار الجانبية لهذه العقاقير تعتبر مخربة للدماغ البشري وتسبب انحطاطا عصبيا يسمى بخلل الحركة المتأخر.
لقد أضحى هذا الطب صناعة قائمة بحذافيرها، تعتمد بالأساس على فكرة أن جميع الأمراض العقلية هي ناتجة عن اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ، وبالرغم من ذلك لا يمكن حجب الشمس بالغربال ولا يمكن تغييب الحقيقة عن مستوى الدمار الذي تحدثه بالدماغ مثل هذه العقاقير والمؤثرات، فاليوم هنالك أكثر من 100 مليون إنسان على وجه الكوكب، حسب الأرقام الرسمية، مدمنون على هذه العقاقير التي تدر أرباحا على طب النحس هذا تقدر ب 250 مليار دولار كل سنة، وزيادة على ذلك هنالك ما يناهز 450 مليون شخص مصنفون مرضى عقليين.
إن هؤلاء الأطباء بتوفرهم على الوسائل المادية التي يشخصون بها الاضطرابات النفسية لدى الناس من أجل تخدير عقولهم لمتابعة تهجمهم على أغلى ما يمتلكه البشر ألا وهو الحرية، لأنهم يظنون أن لهم حق التصرف في أجساد أناس يفتقدون التحكم فيما يصدر عنها، غير أن تصرفات الكثير من أطباء النحس هؤلاء تنبأ عن افتقادهم لتوازنهم النفسي هم بأنفسهم لكون مهنتهم بالذات مبنية على النصب والخداع والاحتيال برغم أنف قسم أبقراط.    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق