"أصبح المغرب في السنوات الأخيرة مُخْتَرَقاً من طرف العديد من الجمعيات والمؤسسات الغربية والصهيونية، التي وجدت فيه
التربة الخصبة لنشر إيديولوجياتها ومعتقداتها وانحرافاتها، مستغلة في ذلك فقر الناس
وجهلهم لتدس لهم السم في الدسم والعسل، وكل هذه الأمور الخطيرة جدا تجري على مرآى ومسمع أعين وآذان أجهزة الدولة التي لا تنام"المدون
كشفت فاجعة سيول الأمطار التي اجتاحت ملعبا لكرة
القدم لا تتوفر فيه أدنى شروط السلامة والوقاية بدوار تزيرت جماعة إمي نتيارت دائرة إغرم إقليم تارودانت أواخر غشت 2019، والذي شُيِّدَ-واحسرتاه على الهندسة- على ضفة أحد الأودية التي
تتجمع فيها مياه الفيض، مما نجم عنه وفاة تسعة أشخاص رحمهم الله جميعا، عن مدى الاستخفاف الخطير، والتنصل
من المسؤوليات، والتسيب والعشوائية وعدم الانضباط للقوانين وحتى لأبسط القواعد الفنية والحس
السليم التي أصبحت تطبع الكثير من المشاريع والقرارات والتدخلات لدى بعض الإدارات
المغربية في السنوات الأخيرة.
ولا أدل عن ذلك هو ما تم التوصل إليه إلى غاية الآن
بشأن التفاصيل المثيرة والخطيرة جدا في نفس الوقت المتعلقة ببناء مجسم يخلد لما سُمي
ب"ذكرى الهولوكوست" ضواحي مدينة مراكش الفقيرة المستباحة، والذي هو في حقيقة الأمر مجسم يُراد به الدفاع عن حقوق الشواذ والمتحولين جنسيا وخدش التاريخ الجهادي الناصع لمدينة المرابطين، وما زاد الطين بلة وعقد الأمور
بدرجة أخرجتها عن إطار المعقول إلى السريالية واللامعقول هو أن صاحب المشروع ليس
سوى مؤسسة ألمانية اقتنت الأرض وشيدت مقرا لها بالمنطقة بدون أية تراخيص حسب ما تقتضيه القوانين الجاري بها العمل، وكأن المغرب
بلاد عراء خلاء لا دولة فيها، وباشر ممثل هذه المؤسسة-ذو الجنسية الألمانية والذي بالمناسبة هو شاذ جنسيا-عملية بناء هذا الدنس الماسوني الصهيوني على مهله طيلة 12 شهرا دون أن يكدر صفو أجواء خرقه لكل القوانين والأعراف والتقاليد أحد، معتمدا على تمويلات أجنبية مشبوهة، ومستغلا اليد العاملة الرخيصة، وفقر السكان المحليين، وجهلهم وافتقادهم لأي تأطير أو حماية لهم مما زُجَّ بهم فيه، ومستغلا أيضا الغياب الغير مبرر والغير مفهوم
للسلطات المحلية والسلطات المعنية التي كان من المفروض فيها أن توقف الأمور بكل حزم وانضباط وهي ما
تزال غير مكتملة الخلقة، وليس حتى بلغت تسعة شهور بالتمام والكمال، لتطل علينا مولوداً نصف
عورة ونصف فم كما قال الشاعر العراقي مظفر النواب، ولله في خلقه
شؤون.
إن المغرب ليس معنيا بالهولوكوست لا من قريب و لا من
بعيد، فالدولة الألمانية هي المعنية الوحيدة والأَوْلَى والأحق والأجدر والأنسب
بأن يُقام فيها مثل هذا النصب الماسوني الذي أُرِيدَ له أن يكون الأكبر في العالم، والمغرب
طوال تاريخه لم يغمط اليهود حقوقهم، ولم يعاملهم قط معاملة سيئة، بل اتبع التقاليد الإسلامية التي دعت دائما إلى حماية أهل الذمة، ولم يتخلى سلاطين المغرب منذ إدريس الأول عن هذه التقاليد أبدا، وعليه فإن المغرب غير معني إطلاقا بإقامة مثل هذا
المشروع التخريبي والتطبيعي مع الكيان الصهيوني، مما يطرح أكثر علامة استفهام وأكثر من سؤال: من هي الجهة أو الجهات التي تقف وراء هذا
المشروع من خلف ستار، وتدفع بإقحام البلاد في هذه المعمعة التي لا ناقة لها فيها ولا
جمل، وبطريقة أقل ما يقال عنها أنها ماكرة ومحملة بحمولة جد خطيرة؟ ما هي أهدافها
ومراميها الحالية والمستقبلية؟ وماذا ستجنيه من وراء ذلك؟