*كان أحد المتأدِّبين يزعج الكاتب والأديب اللبناني
الكبير مارون عبود بأسئلة حول تفسير عدد من الألفاظ اللغوية كلما التقاه، وحدث مرة
أن كان مارون عبود مستعجلا وعكر المزاج، فما إن هَمَّ المتأدب كعادته بطرح
الأسئلة، حتى قال له مارون باستياء مكتوم: راجع لسان العرب، فأجاب المتأدب:
"ليس في حوزتي"، فقال له: "تاج العروس"، فأجابه: "ليس في
مكتبتي"، فقال له: "محيط المحيط"، فأجابه: "ليس لدي"،
فقال له: "ياه.. أليس عندك المنجد؟"، فأجابه: "هذا موجود"،
فقال له مارون عبود: "لا تؤاخذني.. نسيت أننا في عصر الصندويتش".
*قال الإسكندر: الدنيا تحت شيئين: السيف والقلم، والسيف
تحت القلم، والقلم أدب المتعلمين وبضاعتهم، وبه يُعْرَفُ رأي كل إنسان من قريب
وبعيد، ومهما كان الرجل مُجَرِّباً للزمان، فإنه ما لم ينظر في الكتب لا يكون كامل
العقل، لأن مدة عمر الإنسان معلومة، ومعلومٌ أيضا أنه في هذه المدة القريبة والعمر
القصير، كم يمكنه أن يدرك بتجربته؟ وكم يحفظ بقلبه؟ والسيف والقلم حاكمان في جميع
الأشياء، ولولا السيف والقلم لما قامت الدنيا.
*يروى أن الفلكي والكاتب الفرنسي نيكولاس كميل فلاماريون
كان مجالسا مرة لإحدى النساء، فكان في جملة محادثته لها أن ذكر لها إعجابه بنقاء
بشرتها، وبعد مدة قليلة توفيت المرأة من بعدما أوصت له بجلد كتفيها، فأعطى الفلكي
الجلد لأحد الدباغين المهرة، فقام بدبغه وتجليد أحد مؤلفات فلاماريون المعنون ب
"الأرض والسماء" « Terre et
Ciel » ، ثم
كتب على إحدى دفتي الكتاب بأحرف ذهبية "تذكار ميتة".
*يقول الفيلسوف البريطاني فرنسيس بيكون: هناك كتب يجب
تذوقها، وأخرى يجب ابتلاعها، ولكن قليلة هي الكتب التي ينبغي مضعها وهضمها.
*يقول عباس محمود العقاد: الكتب كالناس منهم السيد
الوقور، ومنهم الْكَيِّسُ الظريف، ومنهم الجميل الرائع، ومنهم السَّاذَج الصادقُ،
ومنهم الخائن والجاهل، والوضيع والخليع، والدنيا تتسع لكل هؤلاء.
* يقول و.إي.سيمنت: القراءة هي ملاحقة مفنوحة لكل شخص، غني وفقير على حد
سواء، ومصدر أبدي وسرور لا يفشل، في الحققية القراءة ليست سوى شكل واحد لأفضل ما
اِصْطُلِحَ عليه "التهذيب للروح"، لكن بينما الأدب ليس حياة، فهو أساسي
لتكملة العيش، حب الكتب هو علامة الرجل المثقف أو المرأة المثقفة، كما أن حب
الاستطلاع هو التجربة الحقيقية للتعليم.
إن غرفة بدون صور تشبه منزلا بدون نوافذ، ماذا نكون إذن
بدون كتب، أليست هي النوافذ للروح؟ الغرفة المبطنة بالكتب هي أفضل من الداخل
للقصر.
* يقول ميخائيل نعيمة: ما علينا إذا نحن شئنا أن نعرف قيمة الكتاب إلا أن
نتخيل حياتنا مقفرة منه تماما.. إنها لكارثة تهون بالقياس إليها أفظع الكوارث هَوْلاً،
فلا الحروب ولا الأوبئة ولا الزلازل تستطيع أن تهدم هذه المدينة كما يهدمها فقدان
الكتاب من حياتنا.
* يقول توماس كارلايل في كتابه "الأبطال وعبادة
البطل": في الكتب تكمن روح الزمن الخالي بأسره.. كل ما صنعته البشرية، وفكرت
فيه، وكسبته أو كانته، موجود في صفحات الكتب، كما لو كان محفوظا حفظا سحريا، إن
الكتب هي ممتلكات البشر المختارة.
وأختم هذه المشاركة ببيتين شعريين غاية في الروعة للشاعر
العراقي الحر الأصيل أحمد الصافي النجفي عن قيمة الكتاب:
أُفَضِّلُ
مَنْحَ دِيوَانِي فَقِيراً يَفْقَهُ
أَدَبَا
وَلَسْتُ أًبِيعُ أَشْعَارِي حِمَاراً يَحْمِلُ الذَّهَبَا