أمثال شعبية مغربية 20

أمثال شعبية مغربية 20
انْسَ الْهَمّْ يَنْسَاكْ وُلاَ مَا نْسِتِيهْشْ دَّاكْ
إنس الهم وسوف ينساك وإن لم تنسه (مَا نْسِتِيهْشْ) أخذك (دَّاكْ) بسرعة إلى العالم الآخر، وفي ذلك قال الشاعر اللبناني المبدع إيليا أبو ماضي في قصيدته الرائعة فلسفة الحياة:
كُلُّ مَنْ يَجْمَعُ الْهُمُومَ عَلَيْهِ       أَخَذَتْهُ الْهُمُومُ أَخْذاً وَبِيلاَ
اللَّهُمَّ شَفَّارْ وَلاَ امْرَا مُبَذِّرَة فَالدَّارْ
يفضل المرء أن يتحمل العيش مع لص (شَفَّارْ) على أن يعيش مع امرأة مبذرة تسرف وتنفق بدون كوابح ولا فرامل ولا تولي أي اعتبار لحالة الزوج المادية والصحية والنفسية والاجتماعية، الشيء الذي يؤدي إلى معيشة كلها ضنك ومشاكل وخصومات غالبا ما تنتهي بردهات المحاكم، هذه الأخيرة التي لا تجد أمامها من دواء فعال لهذا الداء العضال سوى الطلاق، وآخر الدواء الكي.
تَتْكَبَّرْ الشَّانْ لْبُوجَعْرَانْ
بوجعران هي حشرة من أقذر الحشرات، سوداء اللون وتعيش بمجاري الصرف الصحي، تَتْكَبَّرْ الشَّانْ أي ترفع من شأن من لا يستحق ذلك إطلاقا، لأنه لا يرق عن كونه مجرد حشرة بوجعران النجسة، لقد حولت الماسونية العالمية بواسطة علومها وتكنولوجيتها المغرية الكثير من الخلق في السنوات الأخيرة إلى مجرد حشرات بوجعران لا غير.
الشّْمَايْتْ هم أنذل خلق الله وأحقرهم، الذين أصبحوا (وَلاَّوْ) بواسطة الأموال التي حصلوا عليها بدون وجه حق يفتخرون أمام الملإ ويدعون الرجولة وهم بعيدون عن ذلك بعد الشمس عن الأرض، لأن أصولهم معروفة وطرق ثرائهم السريع هي الأخرى معروفة، فهم مجرد لصوص ونصابين ومدلسين ومزورين وأفاكين ومنتحلي الكثير من الصفات.
كُلْ التّْبَنْ وُدُوزْ عْلَى عْدُوُّكْ مْصَبَّنْ
كل التبن ومر من أمام عدوك نظيفا حسن الهندام، فكثير من الناس -إلا من رحم ربك ممن طهرت نفوسهم وسرائرهم-بالرغم من نفاقهم الظاهر يحاولون أن يتمظهروا بالاهتمام بأمرك والسؤال عنك، وهم كاذبون ويتمنون في أعماقهم أن تزول النعمة التي أنت فيها عنك.
كُلّْ زْبِيبَة فْرَاسْهَا عُودْ
يؤدي هذا المثل نفس معنى المثل الوارد في أمثال شعبية مغربية 10: كُلّْ جْمَلْ عَنْدُو حَدْبَة فْظَهْرُو أي أن لكل جمل حذبة (سَنَمٌ) على ظهره، وُحَتَّى زِينْ مَا خْطَاتُو لُولَة (عَيْبٌ)، وحتى ممن يسمون بملكات الجمال لهن عيوب صارخة بالرغم من كذب اللجن الظاهر، وليس هناك بشر من بدإ الخليقة لا يخلو من عيوب ونقائص، يرتكب أخطاء بالجملة يوميا منذ استيقاظه حتى نومه، ويخلق مشاكل لنفسه وللآخرين بالجملة منذ استيقاظه حتى نومه، والكمال لله الواحد القهار سبحانه.
من ستره الله وحفظه من شر الخلق ليس باستطاعة إنس أو جن على الإطلاق أن يؤذيه، شريطة أن يحفظ الله ويحسن ظنه به كي يجده تجاهه، فإن سأل فليسأل الله وحده، وإن استعان فليستعن بالله وحده.
لاَ تُجِيدُ الرَّقصَ فَاتَّهَمَتِ الأَرْضَ بِأَنَّهَا عَوْجَاء، يضرب المثل لمن يحاول أن يضفي على نفسه صفة الكمال، ومن المعلوم أن الكمال لله وحده، وليس هناك بشر لا يخلو على الإطلاق من نقائص وعيوب.
مَاكْلَة الشِّيكِيى كَثْرَة التّْقَرْقِيبْ وَقَلَّة النّْقِيبْ
مَاكْلَة الشِّيكِي أي الأكل الذي يبالغ فيه صاحبه أو صاحبته في التأنق والتكبر والترفع أثناء الأكل الذي هو في كل الأحوال مقدمة للتبرز، وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً، فلماذا التكبر حتى أثناء الأكل؟ بحيث لا تسمع سوى أصوات الملاعق والشوكات والصحون (كَثْرَة التّْقَرْقِيبْ)، أما المضغ والبلع فلا يكاد يُسمع لهما صوت يُذكر (قَلَّة النّْقِيبْ).
اللِّي بْعَقْلُو مَا يَطْلَقْشِي مَنْ اللَّحْيَة وَيَقْبَضْ فَالشَّارَبْ
يقصد باللحية الرجل الناضج المتعقل، ويقصد بالشارب الشاب الطائش المتهور، فالإنسان الراجح العقل هو الذي لا يفرط في الرجل الناضج المتعقل ليتبع شابا طائشا متهورا يرمي به في غياهب الظلمات دون أن يرف له جفن أو يندى له جبين، خاصة في زماننا الأشعت الأغبر الممسوخ هذا، الذي أصبح فيه البحث عن أولاد الناس العقلاء المتأدبين الناضجين الأخيار الطيبين كالبحث عن إبرة في أكوام لا متناهية من القش.