أمثال شعبية مغربية 1

التراث الشعبي المغربي يزخر بالكثير من الأمثال التي تغذي العقول وتُريح الأنفس وتسمو بالوجدان، فمفرداتها فيها الكثير من المصطلحات العربية الفصحى لغة القرآن المصونة المكنونة في كتاب الله عز وجل، التي ستبقى على مر الدهور والعصور معززة مكرمة شامخة وفوق كل اعتبار، وهذه الأمثال هي مرآة تعكس وتستشف صورة طبق الأصل لأحوال المجتمع في معاملاته وسلوكياته وأفراحه وأطراحه وآماله وآلامه وتنوعه وتسامحه، مما يُضفي عليها لقب التراث الشعبي الذي من اللائق المحافظة عليه دون إفراط أو تفريط، ولقد انتقيت القليل من هذه الأمثال مما جاء متقنا في صيغته خفيفا في لفظه بالغا معناه ومبتغاه فيما يلي:
اشْحَالْ مَنْ خْرُوفْ سْبَقْ بَّاهْ لْكُرْنَة
باه تعني أباه، الكرنة هي المجزرة، ويضرب المثل يراد به إعطاء العبرة للأطفال والشبان الذين يظنون أن الأعمار أمامهم طويلة، فإذا بالموت يأتيهم على حين غرة ويسبقون الشيوخ والمسنين إلى المقابر.
مَا عْرَفْنَاهَا عَنْدْ مَنْ هِيَ عَنْدْ اللِّي إِيصَلِّي وِيصُومْ وُلاَّ عَنْدْ اللِّي إِيسْكَرْ كُلّْ يُومْ
الأعمال بخواتمها وبصدق النوايا وليس بما يظهر ويترائى للناس من مظاهر الرياء والنفاق.

كُلْشِي بَالْحِيلَة إِلَى دَرْتِ الزِّيتْ تَشْعَلْ الَفْتِيلَة
كل شيء يُأخذ بطريق الحيلة، كمثل من يريد إضاءة قنديل فعليه قبل ذلك أن يستعمل الزيت حتى يتمكن من إيقاد الفتيل.
مَا تَشْكُرْ مَا تْلُومْ حَتّى تْكُونْ مْعَاشْرَة وُتْدُومْ وُحَتَّى تَمْرَضْ وُتْقُومْ
يجب عدم التسرع في إصدار أحكام على الناس إلا بعد الاحتكاك بهم وملاحظة ردة فعلهم ومقارنتها في الرخاء والمنن والشدة والمحن.
إِذَا شَفْتِي الْجَالَسْ سَلَّمْ عْلَى الوَاقَفْ رَاهْ الشَّكّْ ادْخَلْ
الآداب الإسلامية تقتضي بأن يسلم الماشي على الواقف والواقف على الجالس، وعندما يسلم الجالس على الواقف فإن ذلك يثير الشبهة والشك.
الَقْلِيلْ مَنْ يَدّْ الَحْبِيبْ كْثِيرْ
اليد الغالية الكريمة ولو مدت بشي قليل فذلك شيء ثمين غالي القيمة.
الثُّلُثَيْنْ نَظَافَة وَالثُّلُثْ ظَرَافَة
مثل يضرب للمرأة أن تكون أولا وقبل كل شيء نظيفة كليا و بعد ذلك أن تكون خفيفة الروح ورقيقة الجانب.
وُلَّفْ عَادَة وُقْطَعْ عَادَة عْلِيهَا تْعَادَا
من عود الناس على أمور فألفوها واستطابوها بمجرد ما يقطعها عنهم يعادونهك
هَذَا زْمَانْ مَعْكُوسْ الزّْنَاطَطْ وَلاَّوْ رْيُوسْ
الزناطط مفردها زنطيط وهو ذنب الحيوان، ويعني المثل أنه عندما تختل الموازين يصبح الأدنياء رؤساء.
الطْفَلْ اللِّي مَا بْكَا مَا تْرَضْعُو مُّو
يعني أن الطفل لن تُرضعه أمه إلا عندما يبدأ بالبكاء ، ويضرب المثل للدلالة على أن المطالب والحقوق لا تُعطى بل تُنتزع.
الَعْرُوسَة فُوقْ الكُرْسِي مَا عْرَفْهَا حَدّْ عَنْدْ مَنْ تْمَسِّي
يضرب المثل للظان الذي يحسب أن أمنيته صارت في متناول يده فإذا بعارض يطرأ ويبدد كل آماله، كالعروسة التي كانت محسوبة على فلان فإذا بها تصير لآخر بسبب موت أو نزاع طارئ.
الشَّاهْ الْمَذْبُوحَة مَا إِيضَرّْهَا سْلِيخْ
يعني أن الضرر الأكبر الموجع يغطي على كل الأضرار الأخرى.
اللِّي جَاوُرْ الْمَاء يِشْرَبْ وُاللِّي جَاوُرْ الجْبَالْ يَتْعَبْ
هناك من ابتسم له الحظ وتم توفير كل التسهيلات وفرص النجاحله ناك من حفت به المصاعب من كل جانب وصار رجل المتاعب.
العَاقَلْ فَالثِّيرَانْ نَطَّاحْ
معنى المثل أن هناك من الناس من يظن فيهم المرء الخير كل الخير وهم منطوون على شر أكبر.
حُوتْ يَاكُلْ حُوتْ وُاللِّي مَا عَنْدُو جَهْدْ يِمْشِي يِمُوتْ
ومعنى المثل أن ليس هناك من حام وضامن لحقوق الضعفاء والمستضعفين والغلبة تكون دائما للأقوى.
الجْنَازَة حَامْيَة وُكُلّْهَا يَبْكِي عْلَى هَمُّو
كثيرا ما نلاحظ تفجع الناس وبكاءهم بشكل مثير في عزاء على ميت لا يمت إليهم بصلة لا من قريب ولا من بعيد، ولكن في حقيقة الأمر كل منهم يتذكر همومه ويبكي.
اللِّي نَقْصَتْ مَعْرْفْتُو نَقْصَتْ كْلَفْتُو
كثرة المعارف تتطلب من المرء بدل الكثير من الجهد في النفاق والمجاملات والاستقبالات، وكلما نقص عدد المعارف نقصت كلفة النفاق والمجاملات والاستقبالات.
خُوكْ هُوَ اللِّي وَاتَاكْ مَاشِي اللِّي مَنْ امَّكْ وُابَّاكْ
واتاك تعني لاءمك وانسجمت معه كليا، الشيء الذي قد لا يحصل حتى مع الإخوة الأشقاء.
الكَلْبْ كَلْبْ وُلَوْ كَانْتْ سَمْطُّو مَنْ ذْهَبْ
سمتطتو تعني حزامه، ويراد به أن العبرة في الأصل والمفصل، لأن الدنيء والمنحط لا يمكن أن يرفع الرفش والثياب والزينة من قيمته.
الْمَنْحُوسْ مَنْحُوسْ وَخَّا تْعَمَّرْ شْكَارْتُو فْلُوسْ
المنحوس هو الإنسان البئيس المشتكي دائما من العدم والفاقة وهو رغم ذلك مكتفو لذلك سيبقى دائما بئيسا.
دْيَالْ النَّاسْ مَا يِدَّارْ فَالسَّاسْ
ديال أي ما هو ملك، ما يدار تعني لا يوضع، ويعني المثل أنه على المرء أن لا يؤسس لحياته على عطاءات الناس.
حَطّْ الَفْلُوسْ فِي فَمّْ الْمَدْفَعْ يَسْكُتْ
يضرب هذا المثل عن الرشوة وما تفعله في المجتمعات، فهي تُصيب بالخرس التام وتشل حركة حتى أعتى الأسلحة فتكا ودمارا.
كَثْرَة المَالْ كَتَسْتَرْ الرّْجَالْ
مهما كان الرجل تافها فماله كمين بالتغطية على شخصيته المهزوزة وأقواله الخرقاء وتصرفاته الرعناء.
الرَّاجَلْ قَاعَدْ فَالْبِيتْ وُالَمْرَا تًخْرُجْ تَشْرِي الزِّيتْ
يضرب المثل لتبدل الأحوال ما بين زمان الحياء والحشمة وهذا الزمان.
بْحَالْ لِيهُودِي مَا يِفَلَّحْ مَا يَبْنِي
من المعروف لدى اليهود منذ القدم أنهم في الغالب لا يشتغلون في مهن شاقة وربحها غير مضمون كالبناء والفلاحة، ولا يتاجرون في مواد تفسد بسرعة، وما على المرء إلا أن يُلقي نظرة خاطفة حول العالم ليدرك أن أكبر طابور على الإطلاق من أصحاب الأبناك الربوية وأرباب الإعلام وعرابو السينما هم اليهود.
يِدِّي وُيِدّْ القَابْلَة وُالَحْرَامِي يَخْرُجْ اعْوَرْ
ويضرب المثل في أن كثرة الآراء خصوصا عن غير علم ولا دراية تؤدي دائما إلى خلل أو عيب في كل شيء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق