اللِّي عْرَفْنَا قَاعُو مَا هَمّْنَا صْدَاعُو
عند معرفة ما ينطوي عليه امرؤ ما من نقائص وتناقضات وعيوب لا يعود مهما ولا مجديا الإنصات لما يقول أو ما يفعل.
لَلاَّ زِينَة زِينَة وُزَادْهَا بْهَا الْحَمَّامْ
هذا مثل تضربه النسوة فيما بينهن بالمرموز قصد الاستهزاء ممن تُقْدِم منهن على عمل فتفسده عوض أن تحسنه وتتقنه.
اللِّي عَمْرُو مَا شَافْ الْخـيرْ كَيْتْنَزَّهْ فْقُبّْ دْيَالْ الْحَمَّامْ
الحمام هو الحمام البخاري الشعبي، أما القب فهو السطل الذي كان فيما مضى يصنع من الخشب، وبعض مرور بعض الوقت عليه في بيئة الحمام وأوساخه يصبح أسودا وقبيح المنظر، ويضرب المثل لمن لم يعش في الخير ولا يُرتجى منه خير، تراه يتنزه ويتأمل ويتعجب في ذلك القب القبيح المظهر والجوهر.
الدية هي الفدية التي يؤديها القاتل لأهل المقتول، وقد يكون اللسان الحلو المعبر أحسن تعبير كافيا ليحل محل الدية، ولعل مقولة الإسكندر المقدوني: 'اعطوني لسانا وخذوا مني ألف مقاتل' هي أجمل وأبلغ تعبير عن فضائل ومزايا حلاوة اللسان.
الصّْوَابْ مَا عْطَاهْ الله غِير اللِّي عْزِيزْ عْلِيهْ
لا يهب الله الخلق الحسن إلا لمن هو أحب إليه، وحسن الخلق لدى البشر لا ينكشف إلا في وقت الشدة وليس في وقت الرخاء.
سَعْدَاتَكْ يَا اللِّي مَا عَنْدُو وُذْنِينْ
عاش سعيدا من لا أذنان له، ويُقصد هنا الأصم لأنه لا يسمع ما يقوله فيه الناس، ومن تبع كلام الناس دخله الوسواس ومات هما وكمدا.
إِيلاَ كَانْتْ بْهِيمْتَكْ مَشَّايَة لاَ تَكَثـَّرْشْ عْلِيهَا مَنْ النّْغِيزْ
لا تكثر من النقذ والتجريح والاستصغار للناس العاملين المجدين المكدين، لأن ذلك غالبا ما يؤدي إلى قلبهم للطاولة عليك، كما تفعل البهيمة عندما ترمي صاحبها أرضا من كثرة اعتدائه عليها بالوخز حتى يُدمي كدماتها.
وَلَّفْ عَادَة وَقْطَعْ عَادَة عْلِيهَا تـْعَادَا
إذا استحلى الناس واستطابوا من شخص ما عادة وألفوها منه، فبمجرد ما يقطعها عنهم يَسْتَعْدُونه ويكرهونه، ويقولون فيه ما لم يقله مالك في الخمر.
آشْ إِيدِّي الْمْـقَـصّْ مَنْ الضَّسْ
الضس هو الأرض الصلبة القاسية، فماذا يمكن للمقص أن ينال منها، ويُضرب المثل لمن يظن نفسه ماكرا أكثر من الناس، ولم تلد أم غير أمه مثله في البلاد، فماذا هو فاعل أمام من هو أكثر منه مكرا؟
الْحُوتْ كُلُّ حُوتْ والنّْسَا كُلّْهُمْ خُوتْ
السمك على اختلاف أنواعه يبقى سمكا وفصيلة واحدة، كذلك النساء، فعندما يتحالفن فيما بينهن للمكر بشيء أو بشخص ما فاعلم أن توابع ذلك مصيبة عظيمة.
الزِّينْ كَيَحْشَمْ عْلَى زِينُو أمَّا الْخَايَبْ غِيرْ إِلَى هْدَاهْ الله
من كان جميلا في نفسه، جميلا في صورته فإنه يستحيي وغالبا ما يتنازل عن أنانيته، أما القبيح فلا يفعل ذلك إلا قليلا عندما يهديه الله.
الرَّاسْ اللِّي مَا يْدُورْ كُدْيَة
الكدية هي المرتفع من الأرض كالهضبة، ومن المعلوم أن الهضبة لا تتحول من مكان إلى آخر، ويُضرب المثل للمرء الذي يستمر على نفس الرأي حتى وإن بدا له منه عدم سداده وصوابه.
حَطّْ رَاسَكْ بِينْ الرّْيُوسْ وُعَيَّطْ أَقَطَّاعْ الرّْيُوسْ
ضع رأسك بين الرؤوس وصح يا قاطع الرؤوس، ويُضرب المثل للمرء عليه بالتزام الجماعة، فالذئب لا يُصيب من الغنم إلا الشاذة القاصية.
الدَّارْ بْلاَ شَارْبْ الْخِيرْ مَنْهَا هَارَبْ
الدَّارُ التي لا رَجُلَ فيها لن تجد فيها خيرا.
لاَ تَامَنْ اللّْيَالِي فَصْحَاتْهَا، لاَ تَامْنْ الَعْكُوزَة فَصْلاَتْهَا
لا تأمنن الزمان وإن بدا لك صافيا رائقا وبهيجا لأن من طبعه الغدر، كما لا تأمن أم امرأتك في صلواتها وإن بدت لك كالناسكة.
يَكْذَبْ عْلِيكْ اللِّي يْقُولْ لِكْ أنَا خُوكْ وُهُوَ وَلْدْ العْدُوَّة مْرَاتْ بُوكْ
ولد امرأة الأب يبقى رغم رابطة الدم من جهة الأب كمن له عين واحدة يرى بها معالم الحياة وخطوطها العريضة، لكنه لا يرى تضاريسها وتفاصيلها من انحدارات وارتفاعات وهوات سحيقة قد تكون أحيانا قاتلة.
صْبَاحْ الْخِيرْ يَا جَاِري انتَ فْدَارَكْ وَانَا فْدَارِي
حق الجار على الجار كف الأذى والتأدب والاحترام المتبادل، وبعد ذلك فلكل وجهته، ولكل أفكاره، ولكل حياته، ولكل لقمته، ‘وكلها كيقرا فلوحتو’.
مَنْ مْصَايْبْ الزّمَانْ يْوَلِّي الرَّجَلْ بْغَمْزَة الْعِينْ قَرَّانْ
من مصائب الزمان أن يكتشف الرجل امرأته تتبادل الغمزات مع شخص آخر، عند ذلك تُفْتَقد الرجولة ويضحي المرء 'قَرَّانا'، وكلمة قران هي كلمة مغربية قدحية، ومن الـمُعيب والـمُذل أن يُنعت بها الرجل.
الزِّينْ الفَاخْرْ شْلاَقْمْ وَمْنَاخْرْ
جمال المرأة يبتدأ من الشفتين ‘شلاقم’، والأنف ‘مناخر’.
الله يَنَجِّيكْ مَنْ المَشْتَاقْ إِلاَ ذَاقْ
كن حذرا وعلى بال من الشخص المحروم إن أنت فتحت عينيه على أمور كان يجهلها ولا يعرف كُنهها، فقد يُؤذي نفسه عن غير قصد ويُؤذيك معه.
البَدْوِي إِلاَ تْبَلّْدْ بْحَالْ الطّْبَلْ إلاَ تْجَلَّدْ
البدوي عندما يحل بالحاضرة يكون في البداية غشيما ومتحفظا أو كما نقول في المغرب ‘خُبْرِي’، ولكن مع مرور الأيام يكتسب مهارات جديدة وحيل حتى يصدر عنه دوي مدو كقرع الطبل، لا يصدر حتى عن جهابذة المدن.
قَالُوا للَجْمَلْ عْلاَشْ كَتْبُولْ مْعَوَّجْ، قَالْ لِيهُمْ وَاشْنُو فِيَّ مْسَكَّدْ
وهناك مثل يؤدي نفس المعنى وهو: ‘حتى زين ما خطاتو لولة’، فالكمال لله الواحد القهار والإنسان كله عيوب، ولكن قلما يعترف بها مثلما اعترف بها هذا الجمل.
بْحَالْ بَنْدِيرْ الَبْنَاتْ بَعْدْمَّا يَشْبَعْ ضَرْبْ يْتْعَلَّقْ
البندير هو آلة موسيقية إيقاعية تستعمل في الأهازيج الشعبية و في احتفالات النساء فيما بينهن، والبندير دائما بمجرد الانتهاء من استعماله يُعلق على الحائط أو يوضع في مكان لا يُثير اهتماما، ويُضرب المثل للمرء الذي يتم استغلاله من طرف الجميع حتى يقضي الكل حاجته فيتم بعد ذلك الاستغناء عنه.
إِلاَ شَفْتِي الطّْوِيلْ زَرْبَانْ اعْرَفْ بَاللِّي الَقْصِيرْ مْسَخّْـــرُو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق