من الصعب تصور أن ينطوي بشر كيفما كان على كم هائل من الشر والغضب والحقد والكراهية، فالإنسان المتحضر والسوي يجد من الصعوبة بمكان أن يغذي كل هذه النوايا المدمرة والقاتلة، كما أنه من الجنون أن يتخيل المرء نفسه وهو يقتل أو يعذب أو يدمر ويحرق الأخضر واليابس أو يهتك الأعراض، ومع ذلك، فكما أن أي مجتمع من المجتمعات لا يخلو من إرهابيين ومجرمين وجلادين ومغتصبين، فهو أيضا لا يخلو من نوع آخر من البشر يعيشون بيننا ولا تظهر غالبا عليهم من خلال ظاهرهم إمارات تدل على انحرافهم أو تطرفهم، لكنهم سيئوا النوايا يسعون دائما إلى نشر الشر والخبث والرذيلة من حولهم، وهؤلاء هم الأكثر خطورة من الفئة الأولى لأن لهم من وسائل الغواية والتلاعب بالعقول وغسل الأدمغة ثم شحنها بالكراهية والعنف والتطرف وأشياء أخرى خبيثة، ما يجعل ضحاياها تفقد العقل والتعقل وتنقاد كالقطعان الهائجة مدمرة كل ما يعترض طريقها من خلق وقيم وبشر وشجر وحجر كالسيل الجارف.
ومن الوهم الظن بأن هؤلاء الأشخاص غير موجودين في محيطنا أو الاعتقاد بأنهم سوف يتخلون عن مخططاتهم التدميرية سواء بتوجيهات روموتكنترولية من جهات خارجية غالبا ما تكون لها مآرب كبرى في مساندة هؤلاء الغوغاء أو بدونها، إذ أنهم لا ينتظرون غير الشرارة الأولى ليكشروا عن أنيابهم ويحرقوا كل شيء يرتفع عن الصفر البحري ولو ببوصة، في جو سريالي للوحة فنية جنونية وعلى إيقاع أبيات من الشعر كما فعل نيرون عندما أحرق روما، بل أن الأسوء من ذلك، هو ارتكاب الخطأ القاتل في سوء التقدير لهؤلاء المتلاعبين بالعقول الشيء الذي يحصنهم ويقويهم ويجعلهم أكثر رعبا لمن يعتقد بهذا الهراء، والمتلاعبون بالعقول هم أكثر خطورة لأنهم يتميزون أولا بالعمل في الخفاء لتجنب أية مراقبة، ثانيا بالغموض بين ما يقولون وما يفعلون، ثالثا بتكوين شبكات واسعة النطاق للمتعاطفين معهم والمنتمين لهم على ما يسمى بالشبكات الاجتماعية على الأنترنت 'كالفالصو ديال بوه' أو ما يسمى بالفايسبوك الذي يستضيف في موقعه القليل من 'الصالح' والكثير من الطالح كالشواذ 'الحساسة'، ووكالين رمضان ومساخيط الوالدين والخونة والكثير من الغوغاء والجهلة رغم إلمامهم بالقراءة والكتابة، وعلى سبيل الذكر والاستئناس فقد أوضح استطلاع للرأي ل 1200 شخص بأن 80 % من النساء المستجوبات و 60 % من الرجال المستجوبين يعتقدون بأن الشبكات الاجتماعية تسهل جيدا العلاقات الجنسية، وأُضِيف من عندي وبلا فياغرا لمن عنده عجز، وعلى ما يبدو حسب رأيي المتواضع أن هذه الشبكات المتلاحمة والمتداخلة بعضها في بعض لم تعد شبكات اجتماعية بل شبكات جِمَاعِيَّة للمكبوتين جنسيا على المستوى العالمي، ولماذا لا وقد صار للشواذ جنسيا شبكات وردية وللسحاقيات شبكات مدادية وما زال إلى احيانا الله نشوفوا عجائب الدنيا السبع مقرقبة ومشقلبة ورأسها من تحت قفاها.
والمتلاعبون هم أناس عنيدون مثل أمواج المحيط التي تقوض مقاومة الصخور الأكثر صلابة حبيبة حبيبة لينهار الجرف الهائل في الأخير، إنهم لا يتوقفون عند منتصف الطريق ولا يتراجعون أبدا لتدمير ما يعتقدون أنه تهديد وخطر على كيانهم، لأن لديهم القناعة التامة بأن ما يكافحون من أجله هو الحق وما ينطقون عن الهوى، ويستخدم المتلاعبون بالعقول ترسانة من الأسلحة كنشر الانحلال والتحرر بلا كوابح دينية ولا أخلاقية في المنتمين إليهم والمتعاطفين معهم لأنهم يعرفون الطبيعة البشرية جيدا، ثم الغدر والإهانة المقصودة والكتابات الكاذبة والملفقة والغير شريفة فضلا عن السخرية والاستهزاء والتنكيت في الصحف والفضائيات والأنترنت لخصومهم، وهي أسلحة فتاكة تؤدي إلى ضرب الروح المعنوية في مقتل للهدف المراد تدميره مهما طال الأمد.
والمتلاعبون مسيطرون قاسيون لا رحمة فيهم، يحبون دائما أن يشعروا خصومهم بالألم في انتقاداتهم واستهزاءهم وتشويه صورتهم، لكنهم لا يحتملون على الإطلاق أن يتعرضوا للتشهير والسخرية كما يفعلون هم بخصومهم، إنهم يشتغلون بمهارة فائقة ويقودون حربا سرية بلا وجه مرئي ولا أعمال ظاهرة لدرجة أن ضحاياهم يخطؤون حتى في تحديد من هو المذنب الحقيقي بالفعل، وما لم يتم فضحهم وإسقاط أقنعتهم سوف يستمرون في أعمالهم التدميرية بلعبة الأصابع لخيوط الكراكيز دون أن يلاحظ أحد ذلك، وفي الظلام يواصل هؤلاء الأقوام أعمالهم التقويضية مستخفين وراء مظاهر زائفة من النقاء والطهارة والبراءة والوفاء والصدق والعدالة لا يمكن أن تُوصف بها غير الملائكة، إنهم فيروسات تشبه الخلايا السرطانية التي تتطور وتنمو ببطء وفي صمت تام مدمرة تدميرا منهجيا نظام الدفاعي الداخلي لضحاياها حتى تنهار وتصبح غير قادرة على الرد، وغالبا عندما يتم الكشف عن السرطان الخبيث يكون الأوان قد فات.
والمتلاعبون مسيطرون قاسيون لا رحمة فيهم، يحبون دائما أن يشعروا خصومهم بالألم في انتقاداتهم واستهزاءهم وتشويه صورتهم، لكنهم لا يحتملون على الإطلاق أن يتعرضوا للتشهير والسخرية كما يفعلون هم بخصومهم، إنهم يشتغلون بمهارة فائقة ويقودون حربا سرية بلا وجه مرئي ولا أعمال ظاهرة لدرجة أن ضحاياهم يخطؤون حتى في تحديد من هو المذنب الحقيقي بالفعل، وما لم يتم فضحهم وإسقاط أقنعتهم سوف يستمرون في أعمالهم التدميرية بلعبة الأصابع لخيوط الكراكيز دون أن يلاحظ أحد ذلك، وفي الظلام يواصل هؤلاء الأقوام أعمالهم التقويضية مستخفين وراء مظاهر زائفة من النقاء والطهارة والبراءة والوفاء والصدق والعدالة لا يمكن أن تُوصف بها غير الملائكة، إنهم فيروسات تشبه الخلايا السرطانية التي تتطور وتنمو ببطء وفي صمت تام مدمرة تدميرا منهجيا نظام الدفاعي الداخلي لضحاياها حتى تنهار وتصبح غير قادرة على الرد، وغالبا عندما يتم الكشف عن السرطان الخبيث يكون الأوان قد فات.
إن الأمر لم يعد يقتضي البحث إن كان هذا النوع من البشر موجود بالفعل أم لا، بل إن السؤال المطروح بقوة هو كيف يمكن رصد هذه الفيروسات من أجل نزع أنيابها أو على الأقل تعريتها وعزلها في المراحل الأولى لظهورها قبل تكاثرها، ثم وضعها بعد ذلك تحت المراقبة أو في الحجر الصحي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق