لقد تقدم الطب الحديث والجراحة إلى أقصى حدودهما في هذا القرن وبدأ الأطباء يقولون: ''إن العلم يستطيع القضاء على كل مرض غير الموت والشيخوخة!''، ولكن الأمراض تكثر وتتشعب وتنتشر بسرعة مذهلة ومنها الأمراض العصبية التي هي نتائج أعراض التناقض الشديد الذي يمر به الفرد والمجتمع.
لقد حاول العلم الحديث أن يغذى كل الجوانب المادية في الجسم الإنساني ولكنه فشل في تغذية الشعور والأماني والإرادة، وكانت حصيلة ذلك جسما طويل القامة ممتلئ النواحي ولكن الجانب الآخر من الجسم وهو أصل الإنسان أصبح يعانى من أزمات لا حد لها، لقد أكدت إحصائية أن ثمانين في المائة من مرضى المدن الأمريكية الكبرى يعانون أمراضا ناتجة عن الأعصاب من ناحية أو أخرى، ويقول علماء النفس الحديث إن من أهم جذور هذه الأمراض النفسية الكراهية والحقد والجريمة والخوف والإرهاق واليأس والترقب والشك والأثرة والانزعاج من البيئة، وكل هذه الأمراض تتعلق مباشرة بالحياة المحرومة من الإيمان بالله، إن هذا الإيمان بالله يمنح الإنسان يقينا جبارا، حتى يستطيع مواجهة أعتى المشكلات والصعاب، فهو يجاهد في سبيل هدف سام أعلى، ويغض بصره عن الأهداف الدنيئة القذرة.
إن الإيمان بالله يعطى الإنسان محركا هو أساس سائر الأخلاق الطيبة ومصدر قوة العقيدة ، العقيدة التي عبر عنها السير وليام أوسلر بقوله: ''إنها قوة محركة عظيمة لا توزن بأي ميزان، ولا يمكن تجربتها في المعامل''، إن هذه العقيدة هي سر مخزن الصحة النفسية الموفورة التي يتمتع بها أصحابها، وأية نفسية محرومة من هذه العقيدة لن تنتهي إلا بالأمراض أقساها وأعتاها، ومن شقاوة الإنسان أن علماء النفس يبذلون كل ما يمكنهم من الجهود في الكشف عن أمراض نفسية وعصبية جديدة، ولكنهم في نفس الوقت يهملون بذل الجهود للوصول إلى علاج لهذه الأمراض، وهذه الظاهرة تثير شعورا كئيبا بأن هؤلاء العلماء قد أخفقوا في الميدان الأخير، ولذلك أكبوا على الميدان الثاني يسترون خيبتهم ويظهرون بطولتهم أمام العالم!، وإلى ذلك أشار أحد العلماء المسيحيين قائلا: ''إن علماء الطب النفسي يبذلون كل جهودهم في كشف أسرار القفل الدقيق الذي سوف يغلق علينا كل أبواب الصحة''،
فالمجتمع الجديد يسير في اتجاهين في وقت واحد فهو يحاول من جهة الحصول على جميع الكماليات المادية على حين يتسبب – لتركه الدين – في خلق أحوال تجعل من الحياة جحيما، إنه يعطيك دواء الشفاء من الفم ويحقنك السم في العضل !!!، وسوف أنقل هنا شهادة لهذه الظاهرة رواها الدكتور بول أرنست أدولف: ''تعرفت أثناء دراستي بالكلية الطبية على التغييرات التي تطرأ على أنسجة الجسم بعد الإصابة بالجراح، وشاهدت أثناء التجارب بالمنظار المكبر أن أعراضا محددة تطرأ على هذه الأنسجة، مما يؤدى إلى اندمال الجروح وشفائها، وعندما أصبحت طبيبا بعد إتمام دراستي كنت جد مقتنع بكفاءتي وأنني أستطيع أن أحقق نتيجة موفقة بالتأكيد باستعمال الوسائل الطبية اللازمة، ولكن سرعان ما أصبت بصدمة كبيرة، حيث فرضت على الظروف أن أشعر أنني أعرضت عن أهم عنصر في علم الطب، ألا وهو الله، كانت بين المرضى الذين كنت مشرفا على علاجهم في المستشفى عجوز في السبعين من عمرها أصيب أعلى فخذها بصدام، وأكدت صور الأشعة أن أنسجة جسمها تلتئم بسرعة، فقدمت لها تهنئتي لسرعة شفائها، وأشار لي كبير الجراحين أن أطلب منها العودة إلى بيتها بعد أربع وعشرين ساعة، لأنها استطاعت أن تمشى دون أن تستند إلى شيء، وكان ذلك يوم أحد حين جاءت ابنتها تزورها على عادتها الأسبوعية فقلت لها إن والدتك تتمتع بصحة جيدة الآن وعليك أن تحضري غدا لترافقيها إلى البيت، ولم تلفظ الفتاة بشيء أمامي بل توجهت إلى أمها وقالت لها إنه تقرر بعد مشورة زوجها أنهما لن يستطيعا تدبير عودتها (أي الأم) إلى بيتهما، وخير لها الآن أن تنظم لها سكنى بإحدى دور العجزة، وبعد بضع ساعات مررت بسرير العجوز فشاهدت أن انهيارا سريعا يطرأ على جسمها ولم تمض أربع وعشرون ساعة حتى ماتت العجوز لا بسبب فخذ مكسور بل جراء قلب كسير، لقد حاولت أن أقوم بجميع الإسعافات اللازمة لإنقاذها، ولكن حالتها لم تتحسن كانت عظام فخذها المكسورة قد تحسنت كثيرا ولكنني لم أجد علاجا لقلبها الكسير، أعطيتها كل ما عندي من الفيتامينات والمعادن ووسائل التئام العظم المكسور، ولكن العجوز لم تستطع أن تنهض مرة أخرى، لقد انجبرت عظامها دون شك وكانت تملك فخذا قويا، ولكنها لم تقو على الحياة، لأن ألزم عنصر لحياتها لم يكن الفيتامينات والمعادن ولا انجبار العظم وإنما كان الأمل، الأمل في أن تعيش على نحو معين ، فمتى ذهب الأمل في الحياة ذهبت معه الصحة، وكان لهذا الحادث تأثير عميق في نفسي لإحساسي بأن هذا الحادث كان من المستحيل وقوعه لو كانت هذه العجوز تعرف إلاه الأمل الذي أؤمن به لكوني مسيحيا،
هذا المثال يعطينا صورة من التناقض الذي يعانى منه العالم في كل جانب من جوانب حياته، فالعالم يحاول اليوم بكل قوة أن تُمْحَى الأحاسيس والمشاعر الدينية من قلوب الناس، وهو في هذه المحاولة يسعى إلى نهضة الإنسان متجاهلا الروح عنصره الأصلي.
لقد حاول العلم الحديث أن يغذى كل الجوانب المادية في الجسم الإنساني ولكنه فشل في تغذية الشعور والأماني والإرادة، وكانت حصيلة ذلك جسما طويل القامة ممتلئ النواحي ولكن الجانب الآخر من الجسم وهو أصل الإنسان أصبح يعانى من أزمات لا حد لها، لقد أكدت إحصائية أن ثمانين في المائة من مرضى المدن الأمريكية الكبرى يعانون أمراضا ناتجة عن الأعصاب من ناحية أو أخرى، ويقول علماء النفس الحديث إن من أهم جذور هذه الأمراض النفسية الكراهية والحقد والجريمة والخوف والإرهاق واليأس والترقب والشك والأثرة والانزعاج من البيئة، وكل هذه الأمراض تتعلق مباشرة بالحياة المحرومة من الإيمان بالله، إن هذا الإيمان بالله يمنح الإنسان يقينا جبارا، حتى يستطيع مواجهة أعتى المشكلات والصعاب، فهو يجاهد في سبيل هدف سام أعلى، ويغض بصره عن الأهداف الدنيئة القذرة.
إن الإيمان بالله يعطى الإنسان محركا هو أساس سائر الأخلاق الطيبة ومصدر قوة العقيدة ، العقيدة التي عبر عنها السير وليام أوسلر بقوله: ''إنها قوة محركة عظيمة لا توزن بأي ميزان، ولا يمكن تجربتها في المعامل''، إن هذه العقيدة هي سر مخزن الصحة النفسية الموفورة التي يتمتع بها أصحابها، وأية نفسية محرومة من هذه العقيدة لن تنتهي إلا بالأمراض أقساها وأعتاها، ومن شقاوة الإنسان أن علماء النفس يبذلون كل ما يمكنهم من الجهود في الكشف عن أمراض نفسية وعصبية جديدة، ولكنهم في نفس الوقت يهملون بذل الجهود للوصول إلى علاج لهذه الأمراض، وهذه الظاهرة تثير شعورا كئيبا بأن هؤلاء العلماء قد أخفقوا في الميدان الأخير، ولذلك أكبوا على الميدان الثاني يسترون خيبتهم ويظهرون بطولتهم أمام العالم!، وإلى ذلك أشار أحد العلماء المسيحيين قائلا: ''إن علماء الطب النفسي يبذلون كل جهودهم في كشف أسرار القفل الدقيق الذي سوف يغلق علينا كل أبواب الصحة''،
فالمجتمع الجديد يسير في اتجاهين في وقت واحد فهو يحاول من جهة الحصول على جميع الكماليات المادية على حين يتسبب – لتركه الدين – في خلق أحوال تجعل من الحياة جحيما، إنه يعطيك دواء الشفاء من الفم ويحقنك السم في العضل !!!، وسوف أنقل هنا شهادة لهذه الظاهرة رواها الدكتور بول أرنست أدولف: ''تعرفت أثناء دراستي بالكلية الطبية على التغييرات التي تطرأ على أنسجة الجسم بعد الإصابة بالجراح، وشاهدت أثناء التجارب بالمنظار المكبر أن أعراضا محددة تطرأ على هذه الأنسجة، مما يؤدى إلى اندمال الجروح وشفائها، وعندما أصبحت طبيبا بعد إتمام دراستي كنت جد مقتنع بكفاءتي وأنني أستطيع أن أحقق نتيجة موفقة بالتأكيد باستعمال الوسائل الطبية اللازمة، ولكن سرعان ما أصبت بصدمة كبيرة، حيث فرضت على الظروف أن أشعر أنني أعرضت عن أهم عنصر في علم الطب، ألا وهو الله، كانت بين المرضى الذين كنت مشرفا على علاجهم في المستشفى عجوز في السبعين من عمرها أصيب أعلى فخذها بصدام، وأكدت صور الأشعة أن أنسجة جسمها تلتئم بسرعة، فقدمت لها تهنئتي لسرعة شفائها، وأشار لي كبير الجراحين أن أطلب منها العودة إلى بيتها بعد أربع وعشرين ساعة، لأنها استطاعت أن تمشى دون أن تستند إلى شيء، وكان ذلك يوم أحد حين جاءت ابنتها تزورها على عادتها الأسبوعية فقلت لها إن والدتك تتمتع بصحة جيدة الآن وعليك أن تحضري غدا لترافقيها إلى البيت، ولم تلفظ الفتاة بشيء أمامي بل توجهت إلى أمها وقالت لها إنه تقرر بعد مشورة زوجها أنهما لن يستطيعا تدبير عودتها (أي الأم) إلى بيتهما، وخير لها الآن أن تنظم لها سكنى بإحدى دور العجزة، وبعد بضع ساعات مررت بسرير العجوز فشاهدت أن انهيارا سريعا يطرأ على جسمها ولم تمض أربع وعشرون ساعة حتى ماتت العجوز لا بسبب فخذ مكسور بل جراء قلب كسير، لقد حاولت أن أقوم بجميع الإسعافات اللازمة لإنقاذها، ولكن حالتها لم تتحسن كانت عظام فخذها المكسورة قد تحسنت كثيرا ولكنني لم أجد علاجا لقلبها الكسير، أعطيتها كل ما عندي من الفيتامينات والمعادن ووسائل التئام العظم المكسور، ولكن العجوز لم تستطع أن تنهض مرة أخرى، لقد انجبرت عظامها دون شك وكانت تملك فخذا قويا، ولكنها لم تقو على الحياة، لأن ألزم عنصر لحياتها لم يكن الفيتامينات والمعادن ولا انجبار العظم وإنما كان الأمل، الأمل في أن تعيش على نحو معين ، فمتى ذهب الأمل في الحياة ذهبت معه الصحة، وكان لهذا الحادث تأثير عميق في نفسي لإحساسي بأن هذا الحادث كان من المستحيل وقوعه لو كانت هذه العجوز تعرف إلاه الأمل الذي أؤمن به لكوني مسيحيا،
هذا المثال يعطينا صورة من التناقض الذي يعانى منه العالم في كل جانب من جوانب حياته، فالعالم يحاول اليوم بكل قوة أن تُمْحَى الأحاسيس والمشاعر الدينية من قلوب الناس، وهو في هذه المحاولة يسعى إلى نهضة الإنسان متجاهلا الروح عنصره الأصلي.
ومن نتائج هذه المحاولة أن الطب يستطيع أن يجبر عظام فخذ مكسورة ولكن حرمان الإنسان من العقيدة الإلهية يفضى به إلى الموت رغم كون جسده في صحة جيدة، لقد دمر هذا التناقض الإنسانية تدميرا، فالأجسام تحت الأثواب البراقة أحوج ما تكون إلى الهدوء والسعادة الحقيقيين، والأبنية الفخمة تسكنها قلوب محطمة، والمدن المتلألئة ببريق الحضارة هي بؤر الجرائم ومصانع المصائب، والحكومات الجبارة مصابة بالدسائس الداخلية وعدم الثقة، والمشروعات الضخمة تبوء بالفشل نتيجة لخيانة القائمين بها، لقد أصبحت الحياة غير مرغوب فيها رغم التقدم المادي الهائل، وكل هذا وذاك راجع إلى حرمان الإنسان من نعمة الإيمان بالله، لقد حرمنا أنفسنا من المنبع الأساس الذي هيأه لنا خالقنا ومالكنا، إن سبب الأمراض النفسية التي أشرت إليها حقيقة واضحة جلية اعترف بها علماء النفس، وقد لخص عالم النفس الشهير بروفيسور يانج تجاربه عنها في الكلمات التالية : ''طلب منى أناس كثيرون من جميع الدول المتحضرة مشورة لأمراضهم النفسية في السنوات الثلاثين الأخيرة، ولم تكن مشكلة أحد من هؤلاء المرضى الذين جاوزوا النصف الأول من حياتهم وهو ما بعد 35 سنة إلا الحرمان من العقيدة الدينية، ويمكن أن يقال بأن مرضهم لم يكن إلا أنهم فقدوا الشيء الذي تعطيه الأديان الحاضرة للمؤمنين بها في كل عصر، ولم يشف أحد من هؤلاء المرضى إلا عندما استرجع فكرته الدينية''.
وإنها لكلمات جلية : ( لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
وإنها لكلمات جلية : ( لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
ولو أردنا المزيد من الإيضاح فلسوف أقتبس من الأستاذ ا. كريسي موريثون رئيس أكاديمية نيويورك سابقا قوله: ''إن الاحتشام والاحترام والسخاء وعظمة الأخلاق والقيم والمشاعر السامية وكل ما يمكن اعتباره نفحات إلهية لا يمكن الحصول عليها من طريق الإلحاد، فالإلحاد نوع من الأنانية حيث يجلس الإنسان على كرسي الله، لسوف تقضي هذه الحضارة بدون العقيدة والدين، وسوف يتحول النظام إلى فوضى، وسوف ينعدم التوازن وضبط النفس والتماسك، سوف يتفشى الفقر في كل مكان، إنها لحاجة ملحة أن نقوى من صلتنا بالله.
الإسلام يتحدى لوحيد الدين خان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق