في تقرير مثير يدق ناقوس الخطر أعلن البنك الدولي خلال صيف 2012 أن مجموع النفايات الصلبة الناتجة عن الأنشطة البشرية على كوكب الأرض قد وصلت إلى مستويات قياسية خطيرة بلغت 1.30 مليار طن في السنة ومن المنتظر أن ترتفع لتبلغ 2.20 مليار طن بحلول سنة 2025 أي بزيادة مقدارها 70 %، كما أن حصة كل فرد من إنتاج النفايات سوف ترتفع من 1.20 كلغ إلى 1.42 كلغ في اليوم، ومن الملاحظ حاليا أن منتجي النفايات الكبار هم الطبقات الغنية والمترفة في المجتمعات، غير أن هذا الوضع سوف لن يستمر طويلا نظرا للتحولات الحداثية التي تعرفها حاليا جل المجتمعات، وسوف يحدث تغير جذري بحلول سنة 2025 بحيث سيصبح المنتجون الكبار للنفايات هم الطبقات الفقيرة التي سوف تفسخ جلدها كالأفعى وتحاول هي الأخرى اتباع أسلوب حياة حضري استهلاكي إسوة بالأغنياء والمترفين، غير أن الأمريكان الذين يعملون على قدم وساق لإيجاد حلول للتحديات الكبيرة التي تواجهها الكرة الأرضية جراء الانفجار السكاني الذي ما فتئ ينهك قواها ويخرب هواءها وماءها ومرعاها، قد بدأوا فعليا في زرع رقاقات إلكترونية في أجساد من يسمون ب'المواطنين' لمراقبتهم عن كثب ومتابعة تحركاتهم والسيطرة على أعدادهم المتزايدة.
حسب عيون وكالة ناسا الفضائية التي تراقبنا على مدار الساعة من السماء فإن أجزاء من تركيا وسوريا والعراق وإيران في حوض نهري دجلة والفرات قد فقدت 144 كيلومتر مكعب من المياه العذبة أي ما يعادل حجم البحر الميت في ظرف زمني وجيز امتد من سنة 2003 حتى سنة 2010، واعتبرت بأن الخمس من هذه المياه المفقودة ناتج عن النقص الحاصل في رطوبة الأرض بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة سنة 2007، أما الخمس الثاني فكان بسبب تبخر المياه من على سطح البحيرات والخزانات، أما القسم الأكبر أي ما يناهز 60 % فيرجع بالأساس إلى انخفاض الفرشة المائية للمياه الجوفية بسبب الضخ الجائر، وقد نُشرت هذه الأعمال في مجلة بحوث الموارد المائية Water Resources Research'' بتاريخ 15 فبراير 2013 .
وأظهرت صور الأقمار الاصطناعية انخفاضا حادا وخطيرا في خزانات المياه لنهري دجلة والفرات التي تعرف حاليا ثاني أسرع خسارة للمياه العذبة في العالم بعد الهند، وفي ظل تناقص موارد المياه لقلة الأمطار نتيجة الاحتباس الحراري، وفي ظل تزايد الضغط على هذه الموارد وغياب إدارة متكاملة وتنسيق بناء ومستمر بين الدول الواقعة على هذا الحوض، وتفسيراتها المختلفة للقانون الدولي والتوترات السياسية فيما بينها، فليس أمام هذه الدول من حل آخر سوى نبذ خلافاتها والعمل سويا يدا في يد من أجل التدبير الأنجع والأمثل لهذه الموارد المائية المتوفرة.
القلق الكبير
إن ما يناهز %30 من الأغذية التي تزود أجسامنا بالطاقة وتمدها بالحياة لن يكون لها وجود بدون نحل، هذه الحشرة الصغيرة النافعة والمتفانية في العمل والتي سُميت سورة من سور القرآن الكريم باسمها حيث ورد ذِكر العسل الذي تقوم بإفرازه وهو نعمة من نعم الله لما له من فوائد جمى على صحة الإنسان من حيث العلاج والقيمة الغذائية، ويعتبر النحل بدون منازع الملقح الرئيسي في الميدان الزراعي على كوكب الأرض، فلو حدث واختفى مجتمع النحل بصفة نهائية فلن يكون أمام البشرية سوى بضع سنوات معدودات للعيش.
لقد ازدادت وفيات النحل حول العالم منذ سنة 1980 نتيجة الاستعمال المفرط من طرف الإنسان للمبيدات الحشرية في الميدان الزراعي من أجل الرفع من الإنتاج كما يدعي، الشيء الذي أفقد النحل المسكين بوصلته وأضحى أفراده عندما يغادرون الخلية للبحث عن الغذاء يغادرونها إلى غير رجعة للموت بعيدا في مكان ناء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق