زهير بن أبي سُلمى:
سَئِمْتُ تَكَالِيفَ الْحَيَاةِ وَمَنْ يَعِشْ ثَمَانِينَ حَوْلاً لاَ أَبَا لَكَ يَسْأَمِ
وأَعْلَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ وَلكِنَّنِي عَنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ
رَأَيْتُ الْمنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ تُمِتْهُ وَمَنْ تُخْطِىءْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ
وَمَنْ لَمْ يُصَانِعْ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ يُضَرَّسْ بأَنْيَابٍ وَيُوطَأْ بِمَنْسِمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ الْمَعْرُوفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ يَفِرْهُ وَمَنْ لاَ يَتَّقِ الشَّتْمَ يُشْتَمِ
وَمَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِهِ عَلَى قَوْمِهِ يُسْتَغْنَ عَنْهُ وَيُذْمَمِ
وَمَنْ هَابَ أَسْبَابَ الْمَنَايَا يَنَلْنَهُ وَإِنْ يَرْقَ أَسْبَابَ السَّمَاءِ بِسُلَّمِ
وَمَنْ يَجْعَلِ الْمَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ يَكُنْ حَمْدُهُ ذَمّاً عَلَيْهِ وَيَنْدَمِ
وَمَنْ لَمْ يَذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاَحِهِ يُهَدَّمْ وَمَنْ لاَ يَظْلِمِ النَّاسَ يُظْلَمِ
وَمَنْ يَغْتَرِبْ يَحْسِبْ عَدُوّاً صَدِيقَهُ وَمَنْ لَمْ يُكَرِّمْ نَفْسَهُ لَمْ يُكَرَّمِ
وَمَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ
الْوُدُّ لاَ يَخْفَى وَإِنْ أَخْفَيْتَهُ وَالبُغْضُ تُبْدِيهِ لَكَ الْعَيْنَانِ
عبدالله بن المبارك:
قَدْ يَفْتَحُ الْمَرْءُ حَانُوتاً لِمَتْجَرِهِ2 وَقَدْ فَتَحْتَ لَكَ الْحَانُوتَ بِالدِّينِ
صَيَّرْتَ دِينَكَ شَاهِيناً تَصِيدُ بِهِ وَلَيْسَ يُفْلِحُ أَصْحَابُ الشَّوَاهِينِ3
ابراهيم بن المهدي:
وَلَئِنْ نَدِمْتَ عَلَى سُكُوتِكَ مَرّةً فَلَقَدْ نَدِمْتَ عَلَى الكلَاَمِ مِرَارَا
إِنَّ السُّكُوتَ سَلاَمَةٌ وَلَرُبَّمَا زَرَعَ ا لْكَلاَمُ عَدَاوَةً وَضِرَارَا
***
مَنْ نَمَّ فِي النَّاسِ لَمْ تُؤْمَنْ عَقَارِبُهُ عَلَى الصَّدِيقِ وَلَمْ تُؤْمَنْ أَفَاعِيهِ
كَالسَّيْلِ بِاللَّيْلِ لاَ يَدْرِي بِهِ أَحَدٌ مِنْ أَيْنَ جَاءَ وَلاَ مِنْ أَيْنَ يَأْتِيهِ
الْوَيْلُ لِلْعَهْدِ مِنْهُ كَيْفَ يَنْقُضُهُ وَالْوَيْلُ لِلْوُدِّ مِنْهُ كَيْفَ يُفْنِيهِ
أبو الطيب المتنبي:
ذُلَّ مَنْ يَغْبِطُ الذَّلِيلَ بِعَيْشٍ رُبَّ عَيْشٍ أَخَفُّ مِنْهُ الِحمَامُ4
مَنْ يَهُنْ يَسْهُلِ الْهَوَانُ عَلَيْهِ مَا لِجُرْحٍ بِمَيِّتٍ إِيلاَمُ
***
خُذْ مَا تَرَاهُ وَدَعْ شَيْئاً سَمِعْتَ بِهِ فِي طَلْعَةِ البَدْرِ مَا يُغْنِيكَ عَنْ زُحَلِ
وَالْهَجْرُ أَقْتَلُ لِي مِمَّا أُرَاقِبُهُ أَنَا الغَرِيقُ فَمَا خَوْفِي مِنَ الْبَلَلِ
***
أَنَا الّذِي نَظَرَ الأَعْمَى إِلى أَدَبِي وَأَسْمَعْتُ كَلِمَاتِي مَنْ بِهِ صَمَمُ
وَجَاهِلٍ مَدَّهُ فِي جَهْلِهِ ضَحِكِي حَتَّى أَتَتْهُ يَدٌ فَرَّاسَةٌ وَفَمُ
إِذَا رَأَيْتَ نُيُوبَ اللَّيْثِ بَارِزَةً فَلاَ تَظْنُنَّ أَنَّ اللَّيْثَ يَبْتَسِمُ
الْخَيْلُ وَاللَّيْلُ وَاْلبَيْدَاءُ تَعْرِفُنِي وَالسَّيْفُ وَالرُّمْحُ وَالْقِرْطَاسُ وَالْقَلَمُ
أبو القاسم الداودي:
وَإِذَا الذِّئَابُ اسْتَنْعَجَتْ لَكَ مَرَّةً فَحَذَارٍ مِنْهَا أَنْ تَعُودَ ذِئَابَا
فَالذِّئْبُ أَخْبَثُ مَا يَكُونُ إِذَا اكْتَسَى مِنْ جِلْدِ أَوْلاَدِ النِّعَاجِ ثِيَابَا
أبو الحسن التهامي:
وَإِذَا الفَتىَ أَلِفَ الْهَوَانَ فَبَيِّنِي مَا الفَرْقُ بَيْنَ الكَلْبِ وَالإِنْسَانِ
مَوْتُ الذَّلِيلِ كَعَيْشِهِ وَيَدُ الفَتَى شَلاَّءُ أَوْ مَقْطُوعَةٌ سَيَّانُ
***
حُكْمُ الْمَنِيَّةِ فِي الْبَريِّةِ جَارِ مَا هَذِهِ الدُّنْيَا بِدَارِ قَرَارِ
طُبِعَتْ عَلَى كَدَرٍ وَأَنْتَ تُرِيدُهَا صَفْواً مِنَ الأَقْذَارِ وَالأَكْدَارِ
وَإِذَا رَجَوْتَ الْمُسْتَحِيلَ فَإِنَّمَا تَبْنِي ا لرَّجَاءَ عَلَى شَفِيرٍ هَارِ
فَالْعَيْشُ نَوْمٌ وَالْمَنِيَّةُ يَقَظَةٌ وَالْمَرْءُ بَيْنَهُمَا خَيَالٌ سَارِ
فَاقْضُوا مَآرِبَكُمْ عِجَالاً إنَّمَا أَعْمَارُكُمْ سَفَرٌ مِنَ الأَسْفَارِ
لَيْسَ الزَّمَانُ وَإِنْ حَرِصْتَ مُسَالِماً خُلُقُ الزَّمَانِ عَدَاوَةُ الأَحْرَارِ
أبو العلاء المعري:
تَوَهَّمْتَ يَا مَغْرُورُ أَنَّكَ دَيّنٌٌ عَلَيَّ يَمِينُ اللهِ مَا لَكَ دِينُ
تَسِيرُ إِلَى البَيْتِ الْحَرَامِ تَنَسُّكاً وَيَشْكُوكَ جَارٌ بَائِسٌ وَخَدِينُ1
***
إِذَا قُلْتُ الْمُحَالَ رَفَعْتُ صَوْتِي وَإِنْ قُلْتُ اليَقِينَ أَطَلْتُ هَمْسِي
***
يَسُوسُونَ الأُمُورَ بِغَيْرِ عَقْلٍ فَيَنْفُذُ أَمْرُهُمْ وَيُقَالُ سَاسَهْ
فَأُفٍّ مِنَ الحَيَاةِ وَأُفٍّ مِنِّي وَمِنْ زَمَنٍ رِئَاسَتُهُ خَسَاسَهْ
***
عُيُوبِي إِنْ سَأَلْتَ بِهَا كَثِيرٌ وَأَيُّ النّاسِ لَيْسَ لَهُ عُيُوبُ؟
وَلِلْإِنْسَانِ ظَاهِرُ مَا يَرَاهُ وَلَيْسَ عَلَيْهِ مَا تُخْفِي الْغُيُوبُ
يَجُرُّونَ الذُّيُولَ عَلَى الْمَخَازِي وَقَدْ مُلِئَتْ مِنَ الغِشِّ الْجُيُوبُ
وَكَيْفَ يَصُولُ فِي الأَيّامِ لَيْثٌ إِذَا وَهَتِ الْمَخَالِبُ والنُّيُوبُ؟
صفي الدين الحلي:
خَفِّضْ هُمُومَكَ فَالْحَياَةُ غُرُورُ وَرَحَى الْمَنُونِ عَلَى الأَنَامِ تَدُورُ
وَالْمَرْءُ فِي دَارِ الْفَنَاءِ مُكَلَّفٌ لاَ قَادِرٌ فِيهَا وَلاَ مَعْذُورُ
وَالنَّاسُ فِي الدُّنْيَا كَظِلٍّ زَائِلٍ كُلٌّ إِلَى حُكْمِ الْفَنَاءِ يَصِيرُ
فَالنَّاسُ وَالْمَلِكُ الْمُتَوَّجُ وَاحِدٌ لاَ آمِرٌ يَبْقَى وَلاَ مَأْمُورُ
وَإِذَا القَضَاءُ جَرَى بِأَمْرٍ نَافِذٍ غَلَطَ الطَّبِيبُ وَأَخْطَأَ التَّدْبِيرُ
وَالرِّيحُ تَجْرِي حَيْثُ شَاءَ بِأَمْرِهِ مُنْقَادَةً وَبِهِ الْبِسَاطُ يَسِيرُ
لَوْ كَانَ يَخْلُدُ بِالْفَضَائِلِ مَاجِدٌ مَا ضَمَّتِ الرُّسُلَ الْكِرَامَ قُبُورُ
كُلٌّ يَصِيرُ إِلَى الْبَلَى فَأَجَبْتُهُ إِنِّي أَعْلَمُ وَاللَّبِيبُ خَبِيرُ
.................:
عَتِبْتُ علَى الدُّنْيَا لِرِفْعَةِ جَاهِلٍ وَخَفْضٍ لِذِي عِلْمٍ فَقَالَتْ: خُذِ العُذْرَا
بَنُو الْجَهْلِ أَبْنَائِي لِهَذَ ا رَفَعْتُهُمْ وَأَهْلُ التُّقَى أَبْنَاءُ ضَرَّتِي الأُخْرَى
أَأَتْرُكُ أَوْلاَدِي يَمُوتُونَ ضِيعَةً وَأُرْضِعُ أَبْنَاءَ ضَرَّتيِ الأُخْرَى؟
أحمد شوقي:
دَقَّاتُ قَلْبِ الْمَرْءِ قَائِلَةٌ لَهُ إِنَّ الْحَيَاةَ دَقَائِقٌ وَثَوَانِي
فَارْفَعْ لِنَفْسِكَ بَعْدَ مَوْتِكَ ذِكْرَهَا فَالذِّكْرُ لِلْإِنْسَانِ عُمْرٌ ثَانِ
***
وَمَنْ يَسْتَعِنْ فِي أَمْرِهِ غَيْرَ نَفْسِهِ يَخُنْهُ الصَّدِيقُ العَوْنُ فِي الْمَسْلَكِ الْوَعْرِ
وَمَن لَم يُقِمْ سِتْراً عَلى عَيْبِ غَيْرِهِ يَعِشْ مُسْتَباحَ اِْلعِرْضِ مُنهَتِكَ السِّتْرِ
إيليا أبو ماضي:
قُلْ لِلَّذِي أَحْصَى السِّنِينَ مُفَاخِراً يَا صَاحِ لَيْسَ السِّرُّ فِي السَّنَوَاتْ
لَكِنّهُُ فِي الِْمَرْءِ كَيْفَ يَعِيشُهَا فِي يَقَظَةٍ أَمْ فِي عَمِيقِ سُبَاتْ
***
حُرٌّ وَمَذْهَبُ كُلِّ حُرٍّ مَذْهَبِي مَا كُنْتُ بِالغَاوِي وَلاَ الْمُتَعَصِّبِ
إِنِّي لَأَغْضَبُ لِلْكَرِيمِ يَنُوشُهُ مَنْ دُونَهُ وَأَلُومُ مَنْ لَمْ يَغْضَبِ
وَأُحِبُّ كُلَّ مُهَذَّبٍ وَلَوْ أَنّهُ خَصْمِي وَأَرْحَمُ كُلّ غَيْرَ مُهَذَّبِ
يَأْبَى فُؤَادِي أَنْ يَمِيلَ إِلَى الأَذَى حُبُّ الأَ ذِيّةِ مِنْ طِبَاعِ الْعَقْرَبِ
إِنّي إِذَا نَزَلَ الْبَلاَءُ بِصَاحِبِي دَافَعْتُ عَنْهُ بِنَاجِذِي وَبِمَخْلَبِي
وَشَدَدْتُ سَاعِدَ هُ الضّعِيفَ بِسَاعِدِي وَسَتَرْتُ مَنْكِبَهُ العَرِيَّ بِمَنْكِبِي
وَأَرَى مَسَاوِءَهُ كَأَنِّي لاَ أَرَى وَأَرَى مَحَاسِنَهُ وَإِنْ لَمْ تُكْتَبِ
وَأَلُومُ نَفْسِي قَبْلَهُ إِنْ أَخْطَأْتُ وَإِذَا أَسَاءَ إِلَيَّ لَمْ أَتَعَتَّبِ
فَإِذَا رَآنِي ذُو الْغَبَاوَةِ دُونَهُ فَكَمَا تَرَى فِي الْمَاءِ ظِلَّ الكَوْكَبِ
***
كُنْ بَلْسَماً إِنْ صَارَ دَهْرُكَ أَرْقَمَا وَحَلاَوَةً إِنْ صَارَ غَيْرُكَ عَلْقَمَا
إِنَّ الْحَيَاةَ حَبَتْكَ كُلّ كُنُوزِهَا لاَ تَبْخَلَنَّ عَلَى الْحَيَاةِ بِبَعْضِ مَا
أَحْسِنْ وَإِنْ لَمْ تُجْزَ حَتّى بِالثَّنَا أَيَّ الْجَزَاءِ الغَيْثُ يَبْغِي إِنْ هَمىَ؟
مَـنْ ذَا يُكَافِئُ زَهْرَةً فَوَّاحَةً؟ أَوْ مَنْ يُثِيبُ الْبُلْبُلَ الْمُتَرَنِّمَا؟
عُدَّ الْكِرَامَ الْمُحْسِنِينَ وَقِسْهُمُ بِهِمَا تَجِدْ هَذَيْنِ مِنْهُمْ أَكْرَمَا
يَا صَاحِ خُذْ عِلْمَ الْمَحَبَّةِ عَنْهُمَا إِنِّي وَجَدْتُ الْحُبَّ عِلْماً قَيِّمَا
لَوْ لَمْ تَفُحْ هَذِي وَهَذَا مَا شَدَا عَاشَتْ مُذَمَّمَةً وَعَاشَ مُذَمَّمَا
أَيْقِظْ شُعُورَكَ بِالْمَحَبَّةِ إِنْ غَفَا لَولاَ الشُّعُورُ النَّاسُ كَانُوا كَالدُّمَى
سليم الخوري (الشاعر القروي):
لاَ تَرْضَ صَفْعاً وَلَوْ مِنْ كَفِّ وَالِدَةٍ مَا قَالَ رَبُّكَ أَنْ يُسْتَعْبَدَ الْوَلَدُ
مَا أَبْعَدَ الْعِزَّ عَنْ بَيْتٍ وَعَنْ وَطَنٍ بِالذُّلِّ فِيهِ تُرَبِّي الأُمُّ مَنْ تَلِدُ
إِذَا اسْتَمَرَّ عَلَى حَمْلِ الأَذَى أَسَدٌ تَنْسَى الْكِلاَبُ وَيُنْسَى أَنَّهُ الأَسَدُ
***
إِنَّ الذَّلِيلَ وَلَوْ أَصْفَى مَوَدَّتَهُ فَفِي النُّفُوسِ انْقِبَاضٌ عَنْ مَوَدَّتِهِ
كُلُّ الْفَضَائِلِ بَعْدَ ا لعِزِّ ضَائِعَةٌ أَمَانَةُ الكَلْبِ لَمْ تَشْفَعْ بِذِلَّتِهِ
هوامش:
1 الخَدِينُ هو الصاحب
2 لمتجره أي لتجارته
3 شواهين جمع شاهين وهو طائر من جنس الصقر يستخدم في الصيد
4 الحِمَامُ أي الموت والردى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق