ظننتك ساهرا علينا فَنِمْتُ مطمئنة البال

ظننتك ساهرا علينا فَنِمْتُ مطمئنة البال
*دخلت إحدى العجائز على السلطان سليمان القانوني في أوج استبداده وقوته ومجده تشكو إليه جنوده السائبين والغير منضبطين الذين سرقوا مواشيها عندما كانت نائمة، فقال لها السلطان: كان عليك أن تسهري على مواشيك لا أن تنامي، فأجابت العجوز: ظننتك ساهرا علينا أيها السلطان فَنِمْتُ مطمئنة البال، فاهتز كيان سليمان لقولتها المدوية وتنبه بعد ذلك لما صدر  منه خطأً واعتذر.
*كان لأحد ملوك الهند ولد يحبه حبا لو كان في غيره من الخلائق عُدَّ غراما، فأراد أن يُكَوِّنَهُ تكوينا متكاملا، ويعلمه جميع العلوم، فجمع وزراء دولته وقال لهم: لا تتركوا غريبا يدخل أرضنا إلا وتحضروه بين يدي، لأني أريد أن أعلم ولدي، واشترط أن يكون معلم ابنه عالما حكيما عارفا ومُلِمّاً بكثير من الأمور، فقالو له سمعا وطاعة. 
وصاروا كلما وجدوا غريبا يأتون به إلى الملك، فيقول له الملك: أيها العاقل ما سبب الحلم؟ فلا يجيبه، فيأمر بإخراجه، وصارت الأمور على هذا المنوال مدة من الزمن، إلى أن أحضر له  أحد الوزراء رجلا فارسيا ذو هيبة ووقار، فما إن رآه الملك لأول وهلة حتى أُعجب به، فأجلسه إلى جانبه وقال له على عادته: ما سبب الحلم؟ 
فأجاب الرجل: التواضع، 
قال: ما سبب الغنى؟ 
أجاب: القناعة، 
قال: ما سبب العقل؟ 
أجاب: الْمُدَاراة، 
قال: ما سبب الأدب؟ 
أجاب: الْمُواظبة، 
قال: ما سبب الثناء؟ 
أجاب: السخاء، 
قال: ما سبب الجود؟ 
أجاب: الفضل، 
قال: ما سبب قضاء الحوائج؟ 
أجاب: الرفق، 
قال: ما سبب الرزق؟ 
أجاب: الطلب، 
قال: ما سبب المزيد من الرزق؟ 
أجاب: الشكر، 
قال: ما سبب المحبة؟ 
أجاب: الهدية، 
قال: ما سبب الأخوة، 
أجاب: البشاشة، 
قال: ما سبب الغفلة؟ 
أجاب: الهوى، 
قال: ما سبب الفجور؟ 
أجاب: الخلوة، 
قال: ما سبب الذل؟ 
أجاب: السؤال، 
قال: ما سبب الحرمان؟ 
أجاب: الكسل، 
قال: ما سبب الاجتماع؟ 
أجاب: المعاونة، 
قال: ما سبب الاستقلال؟ 
أجاب: الوفاق، 
قال: ما سبب سقوط الدول؟ 
أجاب: الحروب الداخلية، 
قال: ما هي علامات سقوط الدول؟ 
أجاب: الثورات، 
قال: ما سبب النصر؟ 
أجاب: التعاضد، 
قال ما سبب الطاعة؟ 
أجاب: العدل، 
قال: ما سبب العصيان؟ 
أجاب: الظلم. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق