محاولة القتل بسلاح

لم يفاجئني خبر نشرته صحيفة 'لوموند الفرنسية' تحت عنوان '(مسجد) يفتح أبوابه خصيصا للشواذ بالقرب من باريس'، وعلقت الصحيفة على أن هذا المكان سوف يعتبر من أول (المساجد) تحررا وحداثة في أوروبا، وسوف يُضحي في نفس الوقت مكانا لتلاقي الشواذ والسحاقيات والمتحولين جنسيا والمتحولات قصد تبادل الأفكار والتجارب والخبرات، مع تأكيد المنتمين لهذا النادي الفريد من نوعه على تشجيع النساء على (إمامة) (الصلاة) لغاية في نفس أصحابها، وكل ذلك تحت شعار:''إصلاح وتعزيز إسلام شامل بقيم تقدمية''.
 ومن المنتظر أن تنهمر الجوائز من كل فج عميق على هذا السبق المتميز والعالي الحزاقة والتخرخر عفوا الحداثة والتحرر، هذا إن لم يتم تكريمه عالميا بجائزة نوبل للسلام والمحبة والأخوة بين البقر.
لكن ما أضحكني كثيرا حتى انهمرت دموعي هو اكتشاف رجل بلجيكي بعد 19 سنة من الزواج من فتاة إندونيسية بجمال من قال فيها النابغة الذبياني:  
لَوْ أَنَّهَا عُرِضَتْ لِأَشْمَطَ رَاهِبٍ      عَبَدَ    الإِلَهَ   صَرُورَةٍ   مُتَعَبِّدِ
لَرَنَا لِبَهْجَتِهَا  وَحُسْنِ  حَدِيثِهَا      وَلَخَالَهُ  رُشْداً وَإِنْ  لَمْ  يَرْشُدِ
أن هذه الحسناء البهية الطلعة ذات الطرف الأحور والأنف الأنور والخدود الملونة بالأحمر لم تكن سوى رجلا 'بشلاغمه' تم تحويله جنسيا من XY إلىXX  بعد خضوعه لعملية جراحية غاية في الحداثة، فسقط هذا البلجيكي المسكين ضحية عملية تدليس لم يكتشف خيوطها التي حيكت حوله بمهارة وإتقان إلا بعد فوات الأوان، لدرجة أنه شعر بأن السماء سقطت فوق رأسه ولم يعد يُدرك في أي زمان يعيش وأي مكان.
'وما حدها تقاقي وتزيد فالبيض'، فها هو ذا مواطن ألماني  يقف أمام المحكمة الموقرة ويسرد حكاية أغرب من الخيال، تصلح لأن  تكون سيناريو لأحد أفلام سلسلة 'بْسيكُوزْ' للمخرج العملاق 'ألفرد هيتشكوك'، يقول الراوي:"بعد جماعي بزوجتي، أخذت هذه الأخيرة برأسي ودفعت به بين ثدييها وضغطت عليه بكل ما أُوتِيَتْ من قوة، فلم أعد أستطيع التنفس، وبدأت أختنق حتى أشرفت على الردى، فناضلت بجميع قواي لتحرير نفسي، ثم أطلقت ساقيا للريح عاريا لا ألوي على شيء، حتى ارتميت على أعتاب الجيران طالبا منهم (ضيف الله)، فاتصلوا على الفور بالشرطة".
وقد اتهم الرجل زوجته بمحاولة اغتياله بعد اكتشافها أنه يريد مفارقتها ومغادرة بيت الزوجية، مضيفا أنه عندما اتصل بها هاتفيا فيما بعد لاستفساره عن الأسباب التي دفعت بها إلى محاولة قتله خنقا بين ثدييها، أجابته بكل برودة أعصاب: " حبيبي، أردت أن يكون موتك أكثر روعة قدر الإمكان"، وقد دُوِّنَت في محضر الشرطة التهمة الموجهة للزوجة على الشكل التالي: " محاولة القتل بسلاح". 
هوامش:
الأشمط: الأشيب المسن
الصرورة: المتعبد الذي ما يزال عازبا
رنا: نظر
الرشد: العقل