إمبراطورية الجنس العالمية

إمبراطورية الجنس العالمية
لوحة 'المرأة الباكية' للرسام الإسباني بابلو بيكاسو 
منذ فجر التاريخ اعتُبِرَ الجنس عملية تناسل من أجل استمرار الجنس البشري ليس إلا وتم التغاضي عن متعة الجنس، لذلك  قايض الناس نساء ورجالا خفية أجسادهم مقابل دريهمات معدودات أو مقابل الحصول على المتعة التي افتقدوها مع نصفهم الآخر، غير أن الجنس اليوم أصبح تجارة  عالمية معولمة في العلن تقدر مداخيلها بملايير الدولارات، وأضحى مثله مثل البيتزا  يمكن تسلمه في مقر العمل أو حتى في المنزل، وأصبح الجنس بفضل الأنترنت سوقا رأسمالية عالمية ذات رواج استثنائي، بدأت تستهوي الكثير من المستثمرين من جميع بقاع المعمور لأنها تجارة لا تبور واقتصاد لا تُصيبه أزمات كما تصيب كل القطاعات الأخرى، فالمستهلكون بنهم هم 'الذكور' والأصل التجاري لهذا المشروع الناجح نجاحا منقطع النظير وذو القيمة المضافة العالية جدا مكون أساسا من 'الإناث'، ويقود قافلة هذه السوق بطبيعة الحال الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأمريكية.
وحسب تصريح البعض من المتعاطيات لأقدم مهنة في التاريخ  عن طريف الأفلام البورنوغرافية  فإنهن يعتبرن بأن الأنثى تتقاضى أجورا خيالية تفوق أجور الكثير من الذكور وتتراوح ما بين 600 و 1.000 دولار يوميا في أوروبا وتصل حتى 2.000 دولار يوميا بالولايات المتحدة الأمريكية، وبأنها المهنة الوحيدة التي تُستثمر فيها الأنثى وجسدها بشكل جيد وبطريقة مثلى وتشعر فيها بالتميز وتحقيق الذات والارتياح، بينما أصبح الذكر عبارة عن شيء ملحق أو أدات لم تعد له أية شخصية أو دور أساسي في حياتهن، بينما ترى أخريات من العاملات في هذا المجال عكس ذلك لـما يتجاوزهن الزمن ويذبل الجمال ويهترئ القوام وتتبخر الآمال وتأفل الأحلام.
أما فيما يخص بيوت الدعارة فيعتبر نادي الجنة "Praradise Club" المتواجد ببلدية لاجونكيرا "La junquera" التابعة لمقاطعة جرندة "Gerona" بمنطقة كتالونيا "Catalonia" شمال شرق إسبانيا، أكبر ماخور للدعارة بأوروبا، يحوي ما يفوق 6000 قحبة، تتقاضين أجورا خيالية تتراوح ما بين 5000 و 7000 أورو شهريا، أما النجمات منهن فتصل أجورهن إلى ما بين 17000 و 20000 أورو شهريا، ويشكل هذا الماخور الذي سماه هؤلاء الفجرة الديوث بالجنة وصمة عار تسود وجه أوروبا التي تنهق صباح مساء بحرية الأنثى وبحقوق الأنثى، بينما هي في الواقع تعمل على تسليع هذه الأنثى والاتجار في لحمها.
وعلى شبكة الإنترنت في كل ثانية يتم صرف مبلغ 3.076 دولار على مواضيع محتواها جنسي، و 35 % من التنزيلات من أفلام وفيديو وصور ومجلات وكتب ودردشات وغيرها حول العالم كلها  ذات محتوى بورنوغرافي، و33 % من المبحرين الذين يشاهدون مباشرة المواقع الإباحية على النت هن من الإناث، وحسب إحصائيات العملاق غوغل فإن 651  مليون بحث على الشبكة يحمل كلمة جنس و 42 % من المبحرين عبر هذه الشبكة إناثا وذكورا قاموا بزيارة مواقع إباحية وجنسية، لأن غوغل يتجسس بالفن على الجميع ويُحصي أنفاسهم وكل حركاتهم وسكنتاهم ونقراتهم على الفأرة والمواقع والأماكن التي يرتادونها  أو يزورونها على الشبكة. 
وعند البحث عن كلمة جنس 'sex' على محرك غوغل سوف يصاب المرء بالدوار لأنه سوف يحصل على الأقل على 5.480.000.000 نتيجة، يلزمه نظريا 11,417 مليون يوم للاطلاع عليها جميعها إذا اعتبرنا أن متوسط كل زيارة هو 3 دقائق فقط، ومع حلول كل يوم يظهر إلى الوجود  أكثر من 300 موقع إباحي جديد للاتجار في الرقيق الأبيض. 
تقدر مداخيل البورنوغرافيا على الأنترنت ب 5.000.000.000 دولار سنويا، أما الصناعة الجديدة  المعروفة اليوم باسم 'السكس تويس' 'sex toys' أي الجنس الاصطناعي الذي هو عبارة أدوات جنسية ذكورية خاصة بالإناث ودمى أنثوية اصطناعية خاصة بالذكور فتقدر مداخيلها السنوية ب  30.100.000.000 دولار، وتصل الأرقام مبالغ خيالية عند الحديث عن البغايا  اللائي يقدرن بحوالي  40.000.000 حتى 42.000.000 قحبة حول العالم، يساهمن مساهمة  فعالة في انعاش الاقتصاد العالمي وتلبية نزوات ساكنيه الفائرة بمداخيل سنوية تقدر ب 187.000.000.000 دولار، نعم 187 مليار دولار إيوا حسبوا مزيان.