*سُئِلَ أحدهم يوما عن عمره فأجاب: لقد بلغت الأربعين، وبعد عشر سنوات سُئِلَ نفس السؤال فأجاب بنفس الجواب، فتعجب الناس منه وسألوه كيف يمكن ذلك، فقال: أنا رجل، والرجل هو الذي يبقى ثابتا على كلمته، فلو سألتموني بعد عشرين عاما لأجبت بنفس الجواب.
*قدمت امرأة إلى أحد القضاة فقال لها: جَامَعَكِ شُهُودُكِ؟ فسكتت، فقال لها الكاتب مستدركا ومصلحا هفوة القاضي: يقول لك حضرة القاضي: جَاءَ شُهُودُكِ مَعَكِ؟، فقالت المرأة محدثة القاضي: نعم، هلا قلت ما قال كاتبك، كَبُرَ سِنُّكَ وَقَلَّ عَقْلُكَ وعَظُمَتْ لـِحْيَتُكَ حَتَّى غَطَّتْ عَلَى لُبِّكَ (عقلك)، ما رأيت ميتا يقضي بين الأحياء غيرك.
*سأل رجل أبا نواس: أيهما أفضل، المشي أمام الجنازة أم وراءها؟، فأجابه أبو نواس: المهم ألا تكون في النعش، وسر أينما شئت.
*سأل رجل أبا نواس: أيهما أفضل، المشي أمام الجنازة أم وراءها؟، فأجابه أبو نواس: المهم ألا تكون في النعش، وسر أينما شئت.
*ألح سائل على أعرابي أن يعطيه صدقة لوجه الله، فقال الأعرابي: والله ليس عندي ما أعطيه للغير، وما عندي فأنا أولى به وأحق، فقال السائل: أين الذين كانوا يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة؟، فرد الأعرابي: ذهبوا مع الذين لا يسألون الناس إلحافا.
*سمع رجل أحدهم يقول: أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة؟، فقال له الرجل: يا هذا، اقلب كلامك وضع يدك على من شئت.
*خرج الشاعر الحطيئة يوما إلى قارعة الطريق يبحث هنا وهناك عمن يهجوه فلم يصادف أحدا، ولما ضاق عليه ذلك كظم غيضه في نفسه وأنشد يقول:
أَبَتْ شَفَتَايَ اليَوْمَ أَلاَّ تُكَلِّمَ بَشَراً فَمَا أَدْرِي مَا أَنَا قَائِلُهُ
أَرَى لِي وَجْهاً شَوَّهَ اللهُ خِلْقَهُ فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وَقُبِّحَ حَامِلُهُ
*قال عبد الرحمان بن مخلد: دَفَعَتْ امرأة رغيفا إلى رجل يقرأ عند القبور وقالت له: اقرأ عند قبر ابني، فقرأ: '' يوم يُسْحَبُونَ في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر'' (سورة القمر الآية 48)، فنطقت المرأة: أهكذا يُقرأ عند القبور؟ فقال لها الرجل: أوتريدين برغيف أن أقرأ: ''متكئين على فرش بطائنها من استبرق وجنى الجنتين دان''؟ (سورة الرحمن الآية 54).
*دخل أحد الشهود إلى المحكمة وكان أصلعا ومبتور الساق من فوق الركبة، فسأله القاضي عن حادثة كان شاهدا فيها، فقال: أقسم بالله سيدي القاضي أنني عندما شاهدت الحادثة وقف شعر رأسي ورجفت ركبتاي، فرد القاضي على التو: أغرب عن وجهي يا شاهد الزور.
*جاء رجل إلى شيخ من المشايخ وقال له: أنا أعبد الله على مذهب الإمام ابن حنبل، وإني توضأت وصليت، فبينما أنا في الصلاة إذ أحسست ببلل ينزلق في سراويلي، فشممته فإذا رائحته كريهة خبيثة، فقال له الشيخ: عافاك الله، فلقد خريت بإجماع المذاهب.
*صعد أحد الولاة المنبر وهو يحبس ضرطة قوية فخطب وقال: إن أكرمتموني أكرمتكم وإن أهنتموني ليكونن أهون علي من ضرطتي هذه، ثم ضرط واستراح.
*اعترض أسد قافلة فرآه رجل منهم فجثا على ركبتيه فوق الأرض فركبه الأسد، فشد القوم كلهم على الأسد وخلصوه منه وأنقذوه، فقالوا له: كيف حالك؟ قال: لا بأس علي ولكن يبدو أن الأسد خرى في سروالي من شدة خوفه مني.
*وقف أمير على باب طحان فرأى حمارا يدور بالرحى وفي عنقه جرس صغير، فقال للطحان: لم جعلت الجرس في عنق الحمار؟ قال الطحان: ربما أدركتني سآمة أو نوم فإذا لم أسمع صوت الجرس علمت أنه واقف فصحت به فانبعث، قال الأمير: وإن وقف وبدأ يحرك رأسه يمينا وشمالا، فرد الطحان: ومن لي بحمار يكون عقله مثل عقل الأمير.
*تخاصمت نسوة فيما بينهن فَرُفِعَ أمرهن إلى القاضي، فلما وقفن أمامه، بدأن يتكلمن دفعة واحدة بصوت مرتفع، بحيث اختلط الأمر على القاضي الذي لم يفهم كلمة واحدة من كلامهن، فضرب بمطرقته وقال مخاطبا لهن: فلتتقدم أكبركن سنا أولا للإدلاء بشهادتها، فسكتن جميعهن ولم تتقدم أي منهن ولم ينطقن بكلمة واحدة.
*قيل لرجل من الأعراب: ما بال الحب اليوم على غير ما كان عليه قبل اليوم؟ فأجابه بقوله: نعم كان الحب بالأمس في القلب فانتقل اليوم إلى المعدة.
*شاهد جماعة مؤذنا يؤذن من ورقة مكتوبة فقالوا له: غريب ! ! أما تحفظ الآذان؟ فأجابهم: اسألوا القاضي، فأتوا القاضي وقالوا: السلام عليكم، فأخرج القاضي دفترا وتصفحه ثم رد عليهم: وعليكم السلام.