"تْشَارْلِي تْشَابْلِنْ الْعَبْقَرِيُّ الْوَحِيدُ الَّذِي خَرَجَ مِنَ الصِّنَاعَةِ السِّينِمَائِيَّةِ" جورج برنارد شو
خلال مشواره الفني الحافل بالإنجازات الإبداعية النادرة، والذي امتد طِيلة 53 سنة، ابتداء من عام 1914 إلى غاية عام 1967 زود تشارلي تشابلن Charlie Chaplin (1889 -1977) الخزانة السينمائية العالمية ب 82 فيلما كلها بدون ألوان، باستثناء آخر أفلامه كونتيسة من هونغ كونغ 'Countess from Hong Kong' الذي صُوِّر سنة 1967، وقد قام تشارلي تشابلن شخصيا بكتابته وإدارته وإنتاجه وتسجيله.
ولن أكون مبالغا إذا قلت بأن الممثل الوحيد الذي أضحك العالم أجمع حتى البكاء هو الفنان الكوميدي العبقري الإنجليزي تشارلي تشابلن، هذا الرجل الذي لا يتجاوز طوله 1.65 سم استطاع أن يُضحِك العالم في أفلامه الصامتة وأن يُضحِكه أيضا في عصر السينما الناطقة في كل الأزمنة والأمكنة، باستعمال الإيماءات البالغة الدهاء والذكاء، والتي تعتمد على الإشارات وتقاسيم الوجه وحركات اليد والجسد، وباستعمال أيضا التهريج المتمثل في التشويش وإحداث الاضطراب والفوضى بطريقة عفوية وساذجة عن غير قصد أينما حل وارتحل، وهو ما كان يفجر أحيانا القاعات السينمائية بضحك جماعي استثنائي، إضافة للعديد من القوالب الكوميدية الأخرى التي كانت من إلهامه واختراعه.
تشارلي شابلن ليس فقط ممثلا بل هو أيضا كاتب مبدع ومخرج من طينة جد نادرة ومنتج لأفلامه كذلك، وإنني لا أتفق مطلقا مع المعهد الأمريكي الذي صنفه في المرتبة العاشرة في مائة عام ومائة ممثل، وأغلب ظني أن الأمريكان لم يمنحوه المرتبة الأولى التي يستحقها بدون منازع لأنه ليس ذو جنسية أمريكية ليس إلا، بل لا يمكن للأمريكان أن ينسوا اللقطة التهكمية الغارقة في السخرية والاستهزاء والضحك حتى الاستلقاء عن ساستهم وديمقراطيتهم، وبالخصوص عن سيف عدالتهم الذي يخترق مؤخرة شارلي شابلن في مشهد سريالي وساتيري أضحكني حتى بكيت من شدة الضحك.
تشارلي شابلن ليس فقط ممثلا بل هو أيضا كاتب مبدع ومخرج من طينة جد نادرة ومنتج لأفلامه كذلك، وإنني لا أتفق مطلقا مع المعهد الأمريكي الذي صنفه في المرتبة العاشرة في مائة عام ومائة ممثل، وأغلب ظني أن الأمريكان لم يمنحوه المرتبة الأولى التي يستحقها بدون منازع لأنه ليس ذو جنسية أمريكية ليس إلا، بل لا يمكن للأمريكان أن ينسوا اللقطة التهكمية الغارقة في السخرية والاستهزاء والضحك حتى الاستلقاء عن ساستهم وديمقراطيتهم، وبالخصوص عن سيف عدالتهم الذي يخترق مؤخرة شارلي شابلن في مشهد سريالي وساتيري أضحكني حتى بكيت من شدة الضحك.
مع بداية فيلم أضواء المدينة، يظهر بعض السياسيين على منصة للخطابة لتدشين أحد التماثيل وهم يُصْدِرُونَ أصواتا غير مفهومة لا هي بنهيق الحمير ولا بزئير الأسود ولا بنقيق الضفادع، ثم أعقبها بعد ذلك عزف النشيد الوطني للأمريكان، فبيما وقف كل الحضور يقدمون التحية بإجلال واحترام وتقدير، لم يجد سيف عدالة الأمريكان سوى مؤخرة المتشرد الصعلوك تشارلي كي يخترقها ويتركه معلقا مترنحا بين السماء والأرض، الشيء الذي حال بينه وبين تقديم التحية التي تليق بمقام النشيد الوطني لبلاد العم سام.
كان فيلم 'الصعلوك' الذي جسد فيه تشارلي تشابلن سنة 1914 متشردا ذو أخلاق وكرامة غير أنه بدون سكن وبدون عمل وبدون مال أول نجاح كبير له، إذ كان كل شيء في هذا الصعلوك يبدو متناقضا مع واقع الأغلبية من الناس، الذين كانوا دائما ينافقون يخفون ما يُظهرون ويتقمصون شخصيات غير شخصياتهم الحقيقة، على العكس منه هو الذي كان عفويا، طيب القلب وصادقا حتى السذاجة، في مجتمع مُراءٍ، متكلف، انتهازي وقاس وشرس أحيانا لحد لا يُطاق، مجتمع يعبد المال بالليل والنهار ويُعطي الأهمية القصوى للمظاهر الخارجية والقشور أكثر مما يُعطيها للمعدن والجوهر.
فابتداء من حذائه الكبير الحجم المعكوس الاحتذاء، وسرواله الفضفاض المرقع المثقوب الجيوب (الفْلُوسْ اللِّي كَيْجَعْلُو الشَّارْفَة عْرُوسْ وَالُو... الغالب الله)، ومعطفه المهترئ الضيق، وقبعته الصغيرة وشنبه المميز، أصبح تشارلي تشابلن هو 'شارلو' الذي طاف عبر شاشات العالم أجمع، وأضحك جميع الأجناس بغض النظر عن لغاتهم واعتقاداتهم، بل أضحك حتى المكلومين والمحزونين والمظلومين الذين يصعب إضحاكهم، ولعل شخصية الصعلوك بقيت متجذرة في وجدان تشابلن، بل امتزجت بشخصيته لدرجة ذوبانها فيه، لأنه كان صادقا ومؤمنا بكل لقطة التقطتها الكاميرا في أفلامه، وتجلى ذلك بوضوح في معظم أفلامه التي جاءت فيما بعد.
من أقوال تشارلي تشابلن:
- هذا ما نحن عليه...كلنا هواة، ولن نعيش أبدا كفاية كي نكون شيئا آخر.
- معرفة الإنسان هي أساس كل نجاح.
- ليس المال مفيدا إلا كي يُنسى، غير أنه شيء يجب تذكره أيضا.
- الجماهير تحب أن تعاني بالوكالة.
- الشهرة تُعطيك الانطباع بأن الجميع يعرفك، وفي الواقع إنك لا تعرف أحدا.
- الموضوع الأعظم في الحياة هو النضال والمعاناة.
- الحياة هي عبارة عن رغبة مستمرة... لا أحد راض على الإطلاق.
- وجهة نظر الأسهل هي دائما الأفضل.
- السعادة المطلقة هي شيء قريب جدا من الحزن.
- عندما تتساقط عليك خيبات الأمل والمتاعب، وإذا لم نستسلم لليأس، فإننا نتجه إلى الفلسفة أو الفكاهة.
- ليس الجنس هو العنصر الأكثر أهمية في السلوك، بل هو البرد والجوع والعار المتولد عن الفقر والذين بإمكانهم التأثير على النفس.
- لكمة مباشرة على فك شخص خائن هي طريقة جد سهلة لحل مشاكل الوجود.
- ليس الواقع هو الذي يهم في فيلم ما، بل ما يمكن أن يفعله الخيال بهذا الواقع.
- الضيوف هم كقطع الحلويات، إذا احتفظنا بها لفترة طويلة تصبح غير صالحة للأكل.
- أتعس شيء يمكنني تصوره هو التعود على الترف.
- المؤخرة، هنا يوجد مقعد الكرامة (تجلى ذلك بوضوح مع بداية فيلم أضواء المدينة '1931' عندما يخترق السيف سروال شارلو من مؤخرته، وتجلت نفس الصورة بشكل آخر في الفيلم ذاته عندما اشتعلت النيران في مؤخرة سيدة بالمطعم وحاول شارلو إخمادها بلمسه لمؤخرتها، إذ لا كرامة لمن يُثقب سرواله من الخلف أو يـُمَسُّ في مؤخرته، وظهر نفس المعنى في فيلم حياة كلب '1918' عندما نهشت الكلاب مؤخرة شارلو حتى ظهر تبانه الأبيض، إذ كيف يمكن لمشرد صعلوك عاطل عن العمل وبدون مال أن تكون له كرامة؟؟).
- يجب على المرء أن يتعلم، ليس حبا في المعرفة، ولكن للدفاع عن نفسه ضد الازدراء الذي يُخضِعُ فيه الْعَالَمُ الْجُهَّالَ.
- عندما يصبح المرء مشهورا، عليه أن يختار صديقا أو صديقين ويكتفي بتخيل البقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق