أيها الإنسان....، في أقل من مائتي ألف سنة انتقلت من اختراع اللغة، إلى اكتشاف النار، ثم العصر الحجري، فالفلاحة، فالتعدين، فالآلات البخارية، فمحركات الاحتراق الداخلي، فإنتاج الكهرباء ثم الراديو والتلفزة، ومنذ ذلك الحين ما فتئت الأمور تسير بسرعة أكثر فأكثر، لدرجة أن قوة الحواسيب تتضاعف كل سنتين، وقد تم ضربها ألف مرة خلال عشر سنوات، ومليون مرة خلال عشرين سنة، حتى أن عددا كبيرا من المفكرين صرح على أن هذه السرعة في التقدم التقني تقربنا من نهاية العالم.
فتقنيات مثل الهاتف الخليوي والإنترنت أضحت تغير نمط معيشتنا وحياتنا من أسبوع لآخر بل من ساعة لأخرى، وهو ما أطلق عليه الفلاسفة اسم ''التفرد''، يعني الزمن الذي سوف تتطور فيه التكنولوجيا بسرعة جنونية، وتحدث تغيرات جوهرية في المجتمعات البشرية على إيقاع سوف يضحي جحيما غير محتمل من الناحية الإنسانية، مجتمعات ستكون فيها الغلبة وسيكون فيها السؤدد والمال والسلطة لأصحاب المذهب المادي الذين سوف يصبحون مثل الآلهة، لأن النانوتكنولوجيا وعلم الوراثة والمعلوميات سوف تمكنهم من تغيير أجسادهم وأرواحهم، وكل ما يحيط بهم قصد الاستجابة لجميع نزواتهم مهما صغرت ودنت وانحطت، وهذا السيناريو في حد ذاته هو نهاية العالم، وهو سيناريو لو قُدر له وحدث بالرغم من غرابته الغريبة، فإن العـالم الحالي سوف يختفي إلى الأبد، فاسحا المجــال لمسخ 'بشري' لا يمكن تصوره ولا التنبؤ به.
فتقنيات مثل الهاتف الخليوي والإنترنت أضحت تغير نمط معيشتنا وحياتنا من أسبوع لآخر بل من ساعة لأخرى، وهو ما أطلق عليه الفلاسفة اسم ''التفرد''، يعني الزمن الذي سوف تتطور فيه التكنولوجيا بسرعة جنونية، وتحدث تغيرات جوهرية في المجتمعات البشرية على إيقاع سوف يضحي جحيما غير محتمل من الناحية الإنسانية، مجتمعات ستكون فيها الغلبة وسيكون فيها السؤدد والمال والسلطة لأصحاب المذهب المادي الذين سوف يصبحون مثل الآلهة، لأن النانوتكنولوجيا وعلم الوراثة والمعلوميات سوف تمكنهم من تغيير أجسادهم وأرواحهم، وكل ما يحيط بهم قصد الاستجابة لجميع نزواتهم مهما صغرت ودنت وانحطت، وهذا السيناريو في حد ذاته هو نهاية العالم، وهو سيناريو لو قُدر له وحدث بالرغم من غرابته الغريبة، فإن العـالم الحالي سوف يختفي إلى الأبد، فاسحا المجــال لمسخ 'بشري' لا يمكن تصوره ولا التنبؤ به.
السيناريو الثاني لنهاية الحضارة البشرية الحالية هو الذي يتنبأ باختفاء الكروموسوم Y، فمنذ 166 مليون سنة ظل جنس الثدييات يُحَدّد عن طريق الكروموسومات، فالأنثى لها صِبْغَا XX ، والذكر له صِبْغَا XY، وبهذه المعادلة يتم الحفاظ على التوازن بين عدد الذكور والإناث في كل جيل من الأجيال، لكن هنالك مشكلة عويصة توصلت إليها الأبحاث، وهي أن الكروموسوم Y سريع العطب على الرغم من قوة الذكر المزعومة، وما زاد الطين بلة هو كون هذا الكروموسوم أصبح ينكمش ويتقلص من جيل إلى جيل، حت أصبحت نسبة 97 % من الجينات التي كان يحملها الأجداد الأولون بالنسبة للكروموسوم Y غير مقروءة ومشوهة بدرجة كبيرة عند إنسان هذا العصر (تفشو ليه الروايد وبقى فيه غير اللسان اللي ماضي)، ولو حدث واختفى الكروموسوم Y، فإن البشرية ستختفي لأنه لن يتم إنجاب ذكور، إلا إذا استطاعت أن تتحول إلى نوع آخر بقدرته التزاوج عن طريق نظام جيني يستغني عن الكروموسوم Y المنهك والمتهالك (مسكين).
السيناريو الثالث هو اندلاع حرب نووية، فمخزونات الأسلحة النووية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، انجلترا، فرنسا والصين تكفي لإنهاء الحياة على كوكب الأرض بصفة تامة، وتكفي الإشارة أن نصيب كل فرد من ما يقارب 7 ملايير نسمة هو 1 طن من متفجر TNT، وإذا أضفنا إلى لائحة ما يسمى بالدول الكبرى (والكبير الله سبحانه) دولا أخرى تمتلك أسلحة ذرية مثل الهند، باكستان، كوريا الشمالية، إسرائيل وجنوب إفريقيا، وحوالي 40 دولة أخرى لها ما يكفي من البلوتونيوم واليورانيوم لإنتاج أسلحة ذرية على المدى المتوسط والبعيد، فلا يسع المرء إلا أن يكون متشائما لمستقبل البشرية، وعلى سبيل المثال، فإن اندلاع حرب نووية بين دولتين جارتين مثل الهند وباكستان يمكنها أن تسبب في مقتل ما بين 6 ملايين و30 مليون نسمة في الحين، وستقذف في الغلاف الجوي للأرض حوالي 5 ملايين طن من الغبار الذي سوف يحجب أشعة الشمس ويحدث برودة مناخ الأرض لمدة 10 سنوات، وطالما بقيت الأسلحة النووية والذرية بين يدي البشر، فإنها تعتبر من أكبر الاحتمالات لإفناء العالم، سيما وأن الدول الاستعمارية المستكبرة التي تمتلك هذه الترسانة تتصرف على هواها في الدول المستضعفة وكأنها 'بورديل'، مما قد يفجر الوضع بالكامل في جميع أرجاء المعمور، وكما قال عالم الاجتماع العراقي علي الوردي: ''إن وضع الثروات الطائلة في يد الإنسان كوضع مسدس محشو بالرصاص في يد طفل أرعن، فأنت مهما وعظته ونصحته في أن لا يؤدي الناس بمسدسه، فإنه سوف ينتهز أول فرصة تسنح له فيرمي الناس بالرصاص''، ويكفي استبدال الثروات بالأسلحة النووية وسيصبح المعنى صورة طبق الأصل واسم على مسمى لإنسان القرن الواحد والعشرين.
السيناريو الرابع هو دخول كوكب الأرض في عصر جليدي سرمدي، مثلما تم سرده في فيلم ''يوم بعد الغد'' لمخرجه رولاند إمريش، بحيث صارت الأرض عبارة عن كوكب جليدي لا تسمع في أرجاءه غير عواصف هوجاء، سيضحي معها فصل الشتاء أكثر برودة وقسوة، مما سينتج عنه انخفاض كارثي في المساحات المزروعة، وبالتالي إلى حدوث مجاعة كوكبية لن ينجو منها بشر ولا حيوان ولا نبات، وحسب تقديرات فريق من العلماء فإن مثل هذه الكارثة لن تحدث قبل 50000 سنة، أي في الزمن الذي سيعرف فيه محور الأرض تغيرا طفيفا، لكن هنالك فريق آخر من علماء الطقس اكتشفوا حدوث عصر جليدي فجائي بدون أي تفسير وبدون سابق إنذار في الزمن الماضي، أدخل كوكب الأرض في عصر جليدي دام ما بين 1000 و 2000 سنة.
السيناريو الخامس هو انتشار وباء عالمي انتشارا واسعا بين البشر لن يتم التحكم فيه ولن يترك لهم الوقت الكافي لاكتشاف دواء فعال للقضاء عليه، وهو احتمال جد وارد لكون الطبيعة تخفي كثيرا من المكروبات ذات شراسة قاتلة كالإيبولا مثلا وهي عبارة عن حمى نزيفية تقتل في أيام قلائل.
السيناريو السادس هو حدوث اضطراب إيكولوجي، فمن المعلوم أن معظم النباتات التي نستهلك تعتمد في تكاثرها على الحشرات الملقحة كالنحل مثلا، وفي غياب هذه الحشرات الصغيرة فإن ثلث أغذيتنا التي نستهلكها سنويا سيصبح من المستحيل إنتاجها، وقد استوقفت المختصين والمهتمين بالبيئة خلال السنين الأخيرة ظاهرة تناقص النحل والدبابير في جميع أنحاء العالم، جراء الاستعمال المفرط واللاعقلاني للمبيدات الحشرية لأجل الرفع من الإنتاجية والربح السريع بلا حدود ولا ضوابط، حتى لوحظ في بعض المناطق بالنصف الشمالي من الكرة الأرضية انهيار كامل لتجمعات النحل في فصل الخريف، لدرجة أن 70 % من الخلايا النحلية تم هجرها في جميع بقاع المعمور، واختفاء هذه الحشرات الضرورية والمفيدة إضافة إلى مخلوقات أخرى سوف يتسبب لا ريب في مجاعة عالمية، ستحرم البشرية لمدة طويلة من إنتاج 16800 مليار كالوري يوميا تمنح الاستمرارية للحضارة البشرية.
السيناريو السابع هو حدوث انفجار بركاني، ولتوضيح خطورة الأمر يجب التذكير بانفجار بركان تامبورا بأندونيسيا الذي حدث في العاشر من أبريل سنة 1815، وهو الإنفجار الأكثر قوة في تاريخ البشرية، حيث هلك 110 آلاف إنسان، وقذف في الجو أكثر من 10 ملايين طن من الرماد البركاني الذي أدخل الكرة الأرضية بأكملها في ظلمة، وجراء ذلك لم يكن هنالك صيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية سنة 1816، ودُمِّرت جميع المحاصيل الزراعية بالولايات المتحدة الأمريكية، إيرلندا وانجلترا، وتدنت المحاصيل الزراعية في باقي أرجاء أوروبا، مما حدا ببعض المؤرخين أن يعتبروها أسوأ مجاعة عرفها القرن التاسع عشر، وبالرغم من هول هذه الكارثة، فإنها تبدو قزمية إذا ما قورنت بالانفجار البركاني الذي حدث منذ 640000 سنة في يلووستون في الشمال الغربي من أمريكا، حيث تدفقت من جوف البركان حمم جهنمية تكفي لتغطية نصف مساحة أمريكا، وقذف في الغلاف الجوي ملايير الأطنان من الرماد البركاني.
السيناريو الثامن وهو سقوط نيزك فوق رؤوسنا بدون سابق إنذار، وهو السيناريو الكلاسيكي للكارثة العظمى، فسقوط نيزك على الأرض بقطر 500 متر سوف يحدث آثارا مدمرة وهلاك الملايين من البشر ونهاية الحضارة البشرية كما نعرفها حاليا، وهو سيناريو بالرغم من كونه يأتي كل مائة ألف سنة، تبقى احتمالية حدوثه متوسطة، أما نيزك بقطر 10 كلم فبإمكانه إحداث انفجار أقوى عشرة آلاف مرة من جميع الترسانة النووية المتوفرة حاليا على كوكب الأرض، وسوف تنجم عنه عاصفة نارية ستحوم حول الأرض في بضع ساعات، مع قذف مئات ملايين الأطنان من الصخور والغبار في الغلاف الجوي، مما سيؤدي إلى حجب الشمس حجبا كليا وإدخال الأرض في ليل سرمدي لسنين طويلة، ولحسن الحظ أن زمن عودة مثل هذا الحدث لا يقع إلا كل 70 مليون سنة، واحتمال ارتطام نيزك من هذا الحجم بكوكب الأرض كما يؤكد معظم العلماء هو احتمال ضعيف جدا، أما النيازك من الحجم المتوسط فليس بوسع العلم حاليا أن يحدد عددها ومواقعها جميعها، وبالرغم من التقدم الحاصل إلى يومنا هذا في مجال سبر أغوار الفضاء، فإن إحصاء جميع النيازك والكويكبات والصخور التي قد يتقاطع مسارها مع مسار الأرض غير منتهية وغير مكتملة، واكتشاف صخرة بقطر 1 كلم تتجه مباشرة نحو الأرض من الممكن حدوثه إذا تقاطع مسارها مع المسار الأرضي، عند ذلك وداعا لأناس كانوا هنا يسمون بالبشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق