مع زيادة قدرها 76 مليون نسمة كل عام منذ سنة 2000 فإن عدد سكان العالم سوف يصل نهاية سنة 2018 إلى ما يفوق 7 ملايير و600 ألف نسمة، بينما لم يكن هذا العدد يتجاوز 1.76 مليار نسمة سنة 1900، ومن المتوقع أن يرتفع العدد ليصل سقف 9.80 مليار نسمة في أفق 2050 حسب تقرير الأمم المتحدة، طبعا سوف يعيش الناس إلى أرذل العمر نظرا للتقدم الطبي الحاصل في الحاضر وما قد يُحقق مستقبلا من إنجازات في هذا الميدان، ولكن الناس رغم ذلك سيكونون كثر كغثاء السيل لدرجة تثير التدمر من العيش والرغبة في الموت، ومن المرجح تبعا للمعطيات الحالية أن تزداد الفوارق شساعة بين الأغنياء والفقراء وتتسع الهوة بيتهم أكثر فأكثر، إلا إذا تم تدارك الموقف ومعالجته جذريا قبل فوات الأوان، وهو أمر على كل حال يبقى واردا ولكنه ضعيف الاحتمال بدرجة كبيرة.
هذه الأرقام تُثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل البشرية في ظل ما تعرفه حاليا من تحولات جدرية متسارعة وخطيرة على جميع المستويات ابتداء من القيم والأخلاق وانتهاء بالمناخ، إن هذا الوضع الانتقالي من مرحلة اتسمت بقلة السكان ووفرة الموارد الطبيعية إلى مرحلة أخرى اتسمت بانفجار سكاني مدو وشح في الموارد الطبيعية وتدمير للبيئة والوسائط الإيكولوجية في فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز قرنا من الزمن يذكرني بأحد أفلام الخيال العلمي تحت عنوان الشمس الخضراء 'Soylent Green' من إنتاج سنة 1974، إخراج ريتشارد فليتشر وبطولة الممثل العالمي الشهير شارلتون هيستون.
هذه الأرقام تُثير الكثير من التساؤلات حول مستقبل البشرية في ظل ما تعرفه حاليا من تحولات جدرية متسارعة وخطيرة على جميع المستويات ابتداء من القيم والأخلاق وانتهاء بالمناخ، إن هذا الوضع الانتقالي من مرحلة اتسمت بقلة السكان ووفرة الموارد الطبيعية إلى مرحلة أخرى اتسمت بانفجار سكاني مدو وشح في الموارد الطبيعية وتدمير للبيئة والوسائط الإيكولوجية في فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز قرنا من الزمن يذكرني بأحد أفلام الخيال العلمي تحت عنوان الشمس الخضراء 'Soylent Green' من إنتاج سنة 1974، إخراج ريتشارد فليتشر وبطولة الممثل العالمي الشهير شارلتون هيستون.
يحكي هذا الفيلم عن حالة العالم في أفق سنة 2022 عندما ستستنزف البشرية معظم الموارد الطبيعية ولن يتبق أمامها غير استهلاك الشمس الخضراء التي هي عبارة عن بسكويت مصنوع من أجساد الموتى من البشر، الذين يملون من الحياة ويسلمون أنفسهم عن طيب خاطر للموت الرحيم بتناول جرعة مميتة واستمتاعهم لآخر مرة في حياتهم بمناظر طبيعية خلابة أضحت حلما قديما من ماضي البشرية، لتوضع بعد ذلك هذه الأجساد رهن إشارة شركة متعددة الجنسيات لتصنيعها وسد رمق ساكنة مدينة نيويورك الجوعى، مدينة بائسة يغشاها ضياء أصفر غريب دمر النباتات والحيوانات بحيث لم يتبق من الأراضي الصالحة للزراعة إلا القليل لإنتاج كميات ضئيلة من المواد الغذائية الطبيعية التي هي حصريا موجهة لفئة قليلة من الأغنياء لمن لهم الإمكانات المادية لاقتنائها، بينما الغالبية العظمى من البشر تتشبث بالحياة باستهلاكها لأطعمة اصطناعية كالشمس الخضراء، مدينة تستحم وسط أحزمة البؤس ويرتع في أحشائها الجوع الذي يتسبب يوميا في اندلاع ثورات دامية للجياع من أجل الحصول على حصتهم اليومية من أكلهم الاصطناعي، فيتم قمعها بضراوة وقساوة من طرف ما تبقى مما يسمى جهاز حفظ الأمن.
الفيلم في حد ذاته له مغزى عميق فيما وراء صورة الكاميرا وإيحاءات يرسلها بطريقة فنية مبتكرة للمتلقي، يوجه من خلالها رسالة واضحة وغنية عن رؤيته لهذا العالم الملتهب والقاسي لدرجة تثير الخوف، عالم يستـأثر فيه فقط زمرة قليلة من الأغنياء المترفين في دول يحكمها سياسيون فاسدون وتُدير عجلتها رأسمالية متوحشة، بينما يفتك الفقر والردى بالغالبية العظمى التي لم يعد أمامها لكي تستمر على البقاء إلا إثارة القلاقل والشغب والسطو والقتل والنهب، وكل ذلك على وقع سمفونية منحدر مهول وخطير، ما انفك يزداد حدة يوما بعد يوم، يجرف في طريقه كالسيل العارم جميع القيم الإنسانية السامية التي كانت إلى زمن مضى ليس ببعيد ترفرف بأجنحة الفراشات مع موسيقى بيتهوفن وموزارت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق