مع الشاعر الفارسي الحلاج شاعر الزهد والتصوف الذي حاول
التوفيق بين الدين والفلسفة اليونانية على أساس تجربته الصوفية، فاتُهِم بالكفر
والخروج عن الملة، فَحُكِمَ عليه بالصلب وقطع الرأس والحرق:
وَالْعِلْمُ عِلْمَانِ مَنْبُوذٌ وَمُكْتَسَبُ وَالْبَحْرُ بَحْرَانِ مَرْكُوبٌ وَمَرْهُوبُ
وَالدَّهْرُ يَوْمَانِ مَذْمُومٌ وَمُمْتَدَحٌ وَالنَّاسُ اثْنَانِ مَمْنُوحٌ وَمَسْلُوبُ
أما صاحب القصيدة اللامية الشهيرة الشاعر والأديب
والمؤرخ الفلسطيني صلاح الدين الصفدي الذي قضى معظم أيامه حتى وفاته متنقلا بين الرحبة وحلب ودمشق فيقول:
وَاصْبِرْ عَلَى كُلِّ مَا يَأْتِي الزَّمانُ
بِهِ صَبْرَ
الْحُسَامِ فِي كَفِّ الدَّرَّاعِ الْبَطَلِ
وَجَانِبِ الْحِرْصَ وَالْأَطْمَاعَ تَحْظَ بِمَا تَرْجُو مِنَ الْعِزِّ وَالتَّأْيِيدِ فِي عَجَلِ
وَاسْتَشْعِرِ الْحِلْمَ فِي كُلِّ الأُمُورِ وَلاَ تُسْرِعْ بِبَادِرَةٍ يَوْماً إِلَى رَجُلِ
وَإِنْ بُلِيتَ بِشَخْصٍ لاَ خَلاَقَ لَهُ فَكُنْ كَأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ وَلَمْ يَقُلِ
وَلاَ تُمَارِ سَفِيهاً فِي مُحَاوَرَةٍ وَلاَ حَلِيماً لِكَيْ تَنْجُ و
مِنَ الزَّلَلِ
وَلاَ يَغُرَّنَّك مَنْ يُبْدِي بَشَاشَتَهُ إِلَيْكَ خِدَعاً فَإِنَّ السُّمَّ فِي الْعَسَلِ
وَإِنْ أَرَدْتَ نَجَاحاً أَوْ بُلُوغَ مُنىً فَاكْتُمْ أُمُورَكَ عَنْ حَافٍ وَمُنْتَعِلِ
أما شاعر المتانة اللغوية وبراعة الوصف ورصانة الأسلوب وحدة
الهجاء والشعر الثوري الاجتماعي والمعاصرة معروف الرصافي فيقول:
وَإِنْ أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ يَوْماً حَقِيقَةً تُخَالِفُ مَا قَدْ قُلْتُهُ فَتَشَكَّكِ
فَإِنَّكَ لَمْ يُنْبِئْكَ مِثْلُ مُجَرِّبٍ خَبِيرٍ وَلَمْ يَنْصَحْكَ مِثْلُ مُحَنَّكِ
أما شاعر الخير والطبيعة
والجمال والمحبة والـتأمل الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي فيقول
في قصيدته الشهيرة الطين:
وَكَسَى الْخَزُّ جِسْمَهُ فَتَبَاهَى وَحَوَى الْمَالَ كِيسُهُ فَتَمَرَّدْ
يَا أَخِي لاَ تَمِلْ بِوَجْهِكَ عَنِّي مَا أَنَا فَحَمَةٌ وَلاَ أَنْتَ فَرْقَدْ
أَنْتَ لَمْ تَصْنَعِ الْحَرِيرَ الَّذِي تَلْبَسُ وَاللُّؤْلُؤَ الَّذِي تَتَقَلَّدْ
أَنْتَ لاَ تَأْكُلِ النُّضَارَ إِذَا جِعْـ تَ وَلاَ تَشْرَبُ الْجُمَّانَ الْمُنَضَّدْ
أَنْتَ فِي الْبُرْدَةِ الْمُوَشَّاةِ مِثْلِي فِي كِسَائِي
الرَّدِيمِ تَشْقَى وَتَسْعَدْ
لَكَ فِي عَالَمِ النَّهَارِ أَمَانِي وَرُأَى وَالظَّلاَمُ فوْقَكَ مُمْتَدّْ
وَلِقَلْبِي كَمَا لِقَلْبِكَ أَحْلاَ ـمٌ حِسَانٌ فَإِنَّهُ غَيْرُ جَلْمَدْ
أَنْتَ مِثْلي مِنَ الثَّرَى وَإِلَيْهِ فَلِمَاذَا يَا صَاحِبِي التِّيهُ وَالصَدّْ
أَيُّهَا
الطِّينُ لَسْتَ أَنْقَى وَأَسْمَى مِنْ تُرَابٍ تَدُو سُ
أَوْ تَتَوَسَّدْ
سُدْتَ
أَوْ لَمْ تَسُدْ فَمَا أَنْتَ إِلَّا حَيَوَانٌ مُسَيَّرٌ مُسْتَعْبَدْ
ويُبدِع أيما
إبداعٍ في قصيدته الغايةِ في الروعةِ والجمالِ 'ابتسم' عندما أنشد:
قَالَ الصِّبَا وَلَّى فَقُلْتُ لَهُ ابْتَسِمْ لَنْ يُرْجِعَ الْأَسَفُ الصِّبَا الْمُتَصَرِّمَا
قَالَ الَّتِي كَانَتْ سَمَائِي فِي
الْهَوَى صَارَتْ لِنَفْسِيَ فِي الْغَرَامِ جَهَنَّمَا
خَانَتْ عُهُودِي بَعْدَمَا مَلَّكْتُهَا قَلْبِي فَكَيْفَ أُطِيقُ أَنْ أَتَبَسَّمَا؟
قُلْتُ ابْتَسِمْ وَاطْرَبْ فَلَوْ قَارَنْتَهَا قَضَّيْتَ عُمْرَكَ كُلَّهُ مُتَأَلِّمَا
فَاضْحَكْ فَإِنَّ الشُّهْبَ تَضْحَكُ وَالدُّ جَى مُتَلاَطِمٌ وَلِذَا نُحِبُّ الْأَنْجُمَا
قَالَ الْبَشَاشَةُ لَيْسَتْ تُسْعِدُ كَائِناً يَأْتِي إِلَى الدُّنْيَا وَيَذْهَبُ مُرْغَمَا
قُلْتُ ابْتَسِمْ مَا دَامَ بَيْنَكَ وَالرَّدَى شِبْرٌ فَإِنَّكَ بَعْدُ لَنْ تَتَبَسّمَا