يعتبر الكاتب الدانمركي هانس كريستيان أندرسن (1805-1875) مؤلف الروايات والمسرحيات والأعمال الشعرية الكثيرة والمتنوعة شاعر الدانمرك الوطني بحق، غير أن إسهاماته الكبرى في الأدب العالمي تجلت في حكاياته الخرافية الشعبية التي لاقت إقبالا عالميا منقطع النظير في كل بقاع المعمور، يقول أندرسن بنفسه عن هذه الحكايات:"لقد وضعت قصصي الصغيرة على الورق تماما كما لو كنت جالسا مع الصغار بالتعابير التي أستخدمها شفهيا، ولقد توصلت إلى إدراك أن الغالبية بأعمارهم المختلفة قد تفاعلت معها، فبينما كان الأطفال يستمتعون بما يمكن تسميته بالسطحي كان الكبار في المقابل مهتمين بالفكرة العميقة"، من أهم أعمال هانس كريستيان أندرسن الخالدة: الملاك، الجرس، الأسرة السعيدة، طفلة عود الثقاب أو بائعة الكبريت، الحورية الصغيرة، الطائرة المغرد، الحذاء الأحمر، أميرة الثلج، قصة أم، الراعي، عقلة الأصبع، فرخ البط القبيح، الإوزات البرية وغيرها.
وفيما يلي قصة أن يكون المرء شيئا مذكورا ذات البعد الديني والأخلاقي والتربوي في آن واحد لهذا الكاتب ذي الموهبة الفذة والخيال الواسع والأسلوب الفني الرفيع القريب من عامة الناس:
لا بد لي من أُصبِح شيئا قال الأكبر من الأشقاء الخمسة، أريد أن أكون مفيدا في هذا العالم مهما تواضعت مهنتي، إذا كان ما أعمله ينفع الناس فسوف أكون شيئا، أريد أن أصبح صانع طوب لأنه لا يمكن الاستغناء عن الطوب، إذ ذاك يمكن القول بأنني مفيد لشيء ما، نعم رد الأخ الأصغر سنا، ولكن طموحك منخفض جدا، فماذا تساوي مهنة صنع الطوب؟ أنا أفضل أن أصبح بناء، فعلى الأقل هذه يمكن تسميتها مهنة، تمكنني من أن أصبح سيد وبورجوازي المدينة، وسوف يكون لي في نهاية المطاف عمالا تحت إمرتي، وسوف تسمى زوجتي بالسيدة المحترمة.
إنه لا شيء يذكر أن يكون المرء بناء رد الأخ الثالث، سوف تصبح سيدا ولكنك لن تبرح طبقة عامة الناس والمألوف، وأنا أعرف مهنة أفضل من مهنتك، سوف أصبح مهندسا معماريا أحيا على الذكاء والفكر وسأكون في طليعة مملكة العقل، صحيح أنني سوف أعاني في البداية، سأكون أولا نجارا متدربا يضع خوذة على رأسه وليس قبعة من الحرير الأسود، بالنسبة لرفاقي هؤلاء الأوغاد سوف يتجرؤون علي ويخاطبونني بصيغة المفرد وسيكون ذلك موقفا جارحا لكبريائي، ولكنني أتصور أن الأمر لا يعدو أن يكون مهزلة كرنفال، العالم بالمقلوب، وفي الغد عندما يتم ترسيمي سأشق طريقي وسألج أكاديمية الفنون الجميلة كي أتعلم الرسم، وها أنذا مهندس معماري، عندما يراسلني عامة الناس سوف يكتبون العنوان التالي: ' إلى السيد الذي ولد وفي فمه ملعقة من ذهب أو ربما ملعقة من جواهر'، وسوف أبني وأبني مثلما بنى وشيد الآخرون الذين كانوا قبلي، وبذلك سوف أكدس ثروتي، وهذا هو ما أسميه أن يكون المرء شيئا مذكورا.
ما تظنه شيئا رد الأخ الرابع يبدو لي هزيلا أو ربما لا شيء، أنا لا أريد أن أقتفي طرق الآخرين، لا أريد أن أكون نقالا، أريد أن أصبح عبقريا خالصا ومبدعا، سوف أخترع نمطا جديدا من الهندسة المعمارية بحيث تكون تصاميم المنشآت والأبنية وفقا للمناخ السائد في البلاد ومواد البناء المتوفرة فيه ووفقا للروح الوطنية ومستوى التحضر، وفي جميع طوابق العمارات الشاهقة التي تعودنا أن نرفعها في عنان السماء سوف أُضيف طابقا أخيرا يحمل إسمي كي يخلد شهرتي.
إذا كان طقسك ومواد بناءك لا تساوي شيئا فلن تنجز شيئا يستحق الذكر رد الأخ الخامس، إنني من خلال الاستماع لحديثكم أتصور أن لا أحد منكم سيكون حقا شيئا بالرغم من تخيله بأنه سوف يصبح شيئا، يجب الارتقاء فوق كل الأشياء: اعملوا كما يحلو لكم ووفقا لمهاراتكم وأذواقكم، أما أنا فسوف أقف لكم بالمرصاد كي أحكم على ما تقومون به وأنتقده، إذ لا شيء في هذا العالم يتسم بالكمال ويخلو من جوانب ناقصة أو معيبة، وعندما أكتشف ذلك سوف أُشير إليه وأتكلم عنه كما ينبغي، وهذا بالفعل ما قام به في الواقع وليس بدون نجاح، فكان يُقال عنه:" هذا الصبي رئيس قوي مسموع الكلمة ولكنه رغم ذلك لا يُنتج شيئا"، ولأنه على وجه التحديد لا يُنتج شيئا ظن الناس أنه شيئ.
أما الأكبر من الأشقاء الخمسة الذي يصنع الطوب فقد لاحظ بأنه يحصل مقابل كل طوبة على عُملة نحاسية، وعندما ينتج كمية معينة من الطوب كان يحصل على 'إيكو' فضي، ولما يصل المرء لأي مكان وفي يده 'إيكو'، عند الخباز أو الجزار...إلخ، فإن الباب يُفتح تلقائيا لوحده، وليس على المرء إلا أن يطلب كل ما يريد، هذا ما ينتجه الطوب، فمنه ما يتفتت ومنه ما يتكسر وبالرغم من ذلك يمكن الاستفادة من هذا أيضا.
أرادت 'مارغاريت' المتسولة أن تبتني لها بيتا على السد الذي يقف حاجزا دون المد البحري، فتبرع لها صانع الطوب ذو القلب الطيب بطوب غير متقن الصنع أو غير صالح للبيع مختلطا بقليل من الطوب الجيد، انتهت المتسولة من بناء بيتها بنفسها، كان عبارة عن بيت ضيق ومتواضع جدا، غير أن هذا الكوخ كان بالنسبة لها مأوى وملاذا، وما أجمل المنظر الذي كان يشرف عليه: مشهد البحر المترامي الأطراف الذي تتحطم أمواجه بصوت عال على حاجز السد مطلقة رذاذها المالح فوق سماء الكوخ، ومنذ مدة طويلة يرقد الرجل الطيب الذي صنع طوب هذا الكوخ تحت أديم الأرض.
أما الشقيق الأصغر فإنه بالتأكيد كان يتقن البناء أفضل من 'مارغاريت' المسكينة لأنه تعلم أُصول المهنة، وعندما اجتاز بنجاح امتحان الحصول على ديبلوم بَنّاء حزم حقيبته وغنى أغنية الحرفي:" طالما أنا شاب سأسافر وأشيد دورا في الخارج، فأنا كلي حيوية وشجاعة، سأنتقل من مدينة لأخرى لرؤية البلد، وعندما أعود سأجد خطيبتي وفية لي لأن لي ثقة بها، مرحى أن يكون المرء حرفيا... سيدا سوف أصبح عما قريب"، لقد حصل له بالفعل ما تقوله الأغنية، فعند عودته تم استقباله كالسيد، فشيد عدة منازل واحدا تلو الآخر حتى أنهى حيا بأكمله لا يقل جمالا عن باقي أروع أحياء المدينة، فبنت له هذه المنازل منزلا لنفسه أيضا، سكان الحي الطيبون سوف يقولون لك:" نعم حقا إن الحي هو الذي بنى له منزلا"، لم يكن منزلا كبيرا، لا شك أنه كان مسقفا بالطين، ولكن عندما رقص الجميع في حفل زواجهما كان الطين هو الآخر مصقولا وبراقا كالأرضية الخشبية، زُينت جدرانه بمربعات خزفية كل واحدة منها تحمل زهرة، مما أضفى على الغرفة زينة تفوق زخرفة أروع الأقمشة، كان في المجمل منزلا جميلا يقطنه زوجان سعيدان، على واجهة المنزل يرفرف شعار الشركة الذي كلما مر من أمامه العمال المهرة والمتدربون يهتفون:" مرحى بسيدنا الطيب"، نعم لقد أصبح شيئا.
أما الأخ الثالث فبعد اشتغاله كنجار متدرب وارتدائه الخوذة وتلبيته طلبات العمال المهرة، ولج كما قال أكاديمية الفنون الجميلة وحصل على ديبلوم مهندس معماري، ومنذ هذه اللحظة كلما كتبنا له رسالة نضع على العنوان:' إلى السيد الذي وُلد وفي فمه ملعقة من ذهب...إلخ'، فإذا كان الحي الذي شيده شقيقه البناء قد عاد عليه ببيت، فإن هذا الحي أصبح يحمل إسم الأخ الثالث وأضحى أجمل بيت فيه من نصيبه أيضا، وأصبح بالتأكيد شيئا مذكورا عندما أُضِيفت ألقاب جميلة قبل وبعد إسمه، زوجته كانت سيدة مهذبة واعتُبِر أطفاله من الطبقة العليا، وعند مماته بقي إسمه محفورا على زاوية الحي يذكره الجميع، نعم هذا الشخص كان شيئا مذكورا.
الأخ الرابع، الرجل العبقري الذي ادعى اختراع نمط جديد وأصيل من الأبنية وتزيينها بطابق أخير يخلد إسمه، فلم يتمكن من تحقيق هدفه تماما، فبعد بنائه هذا الطابق الجديد الشكل سقط وتكسرت رقبته، ولكن خُصصت له مراسيم دفن مهيبة عزفت على شأنها الموسيقى وحملت اللافتات، وكانت كل الطرق التي مر منها موكبه الجنائزي مزينة بالأزهار والورود، وأُلقيت في توديعه ثلاث خطب جنائزية كل واحدة منها أطول من الأخرى، ووضع على صحيفة 'لغازيت' ذلك اليوم إطارا أسودا عربانا عن تقديرها العالي لأعماله، لو كان الفقيد شاهدا على هذا الاحتفاء والتكريم لسره ذلك أيما سرور لأنه يحب كثيرا أن يُتَحَدَّثَ عنه، لقد حصل على نصب تذكاري وكان هذا أيضا شيئا يذكر.
لقد مات إذاً ومات أيضا إخوانه الثلاث الأكبر منه سنا، ولم يبق على قيد الحياة إلا الأخ الخامس، رجل المنطق الكبير، وفي هذا كان يؤدي دوره المنوط به لأن الأمر بالنسبة له أن تكون دائما له الكلمة الأخيرة، لقد اكتسب كما قلنا سمعة الرجل المسموع الكلمة والقادر بالرغم من كونه لم يكن إلا منتقدا لأعمال الآخرين، "إنه رئيس جيد" كما يقولون عادة، هل هذا أصبح شيئا مذكورا؟.
لما حان أجله مات ووصل إلى بوابة السماء، بحيث كان الناس مصطفين مثنى مثنى، رأى بجانبه روحا أخرى تنتظر الولوج من خلال البوابة، لقد كانت بالضبط 'مارغاريت' المتسولة صاحبة الكوخ المبني فوق الحاجز المائي، إنه لتناقض صارخ أن أكون بجوار هذه الروح البئيسة قال في قرارة نفسه المنطقي، ثم تحدث إلى العجوز قائلا:"من أنت أيتها السيدة الشجاعة التي تريد الدخول إلى الجنة؟" فظنت السيدة العجوز بأن مخاطبها هو 'سان بيير' وأجابت: "أنا لست سوى متسولة بدون أسرة، تلك التي يطلقون عليها إسم 'مارغاريت' العجوز صاحبة كوخ الحاجز المائي، "وماذا فعلت من أعمال خيرة ونافعة خلال حياتك الأرضية؟" قال المنطقي، فأجابت العجوز:"لم أفعل شيئا مذكورا يستحق أن تُفتح لي من أجله بوابة الجنة، سيكون ذلك نعمة عظيمة إن قُدر لي أن أنزلق إلى الداخل من دون أن يلحظني أو يشعر بي أحد"، فقال المنطقي من أجل الاستمرار في الحديث والتسلية لأنه كان يشعر بالضيق من طول فترة الانتظار: "وكيف غادرت العالم الآخر؟" فأجابت العجوز:" كيف خرجت من العالم الآخر، أنا لا أعرف الكثير عن ذلك، فخلال سنوات عمري الأخيرة كنت مريضة وبئيسة، فجأة تم سحبي خارج سريري وسَرَتْ في جسدي برودة قاتلة مما أدى إلى موتي، لا ريب أن فخامتكم يذكر كم كان فصل الشتاء قاسيا، لحسن الحظ أنني لم أعد أعاني، خلال أيام لم تعد هنالك رياح ولكن برودة الجو كانت ما تزال مخيمة على المكان، وبقدر ما يمكن أن يصل إليه بصرنا كان البحر مغطى بطبقة من الجليد، ذهب جميع أهل المدينة للتفسح على هذه المرآة الكبيرة، بعضهم ينزلق على الزلاجات والبعض الآخر يرقص داخل الخيم وآخرون يستمتعون، ومن كوخي الصغير حيث كنت كأنني مشدودة بمسامير كانت تصلني أنغام الموسيقى وصيحات الابتهاج، وقد استمر الوضع على هذا النحو حتى حلول المساء، عندما طلع القمر جميلا لم يكن متوهجا كالعادة، ومن سريري ألقيت نظرة من فوق البحر الشاسع وفجأة ظهرت في المكان الذي يلامس فيه البحر السماء سحابة بيضاء غريبة المظهر، دققت فيها النظر بعناية ولاحظت وجود بقعة سوداء ما فتئت تنمو شيئا فشيئا، وشعرت آنذاك بما سوف يحدث، إنني مسنة ولدي خبرة، فنادرا ما نرى هذا الفأل المشؤوم، لقد عرفته فأخذتني رعشة لأنني رأيته من ذي قبل مرتين في حياتي، كنت أدرك بأن هذه السحابة هي بداية تكون عاصفة رهيبة ومد بحري مدمر يبتلع كل هؤلاء المساكين الذين لم يكونوا يفكرون إلا في الترفيه والغناء والابتهاج والشرب، كان جميع أهل المدينة بصغارها وكبارها هناك فوق الجليد، فمن سوف يحذرهم؟ هل لاحظ شخص غيري تلك السحابة الفظيعة وفهم ما تبشر به؟ كنت أتساءل بقلق كبير فشعرت بالحياة تدب في جسدي وبقوة لا عهد لي بها منذ زمن بعيد، غادرت سريري ووقفت بجوار النافذة لأنني لم يكن بوسعي الذهاب بعيدا، تمكنت مع ذلك من فتح النافذة ورأيت كل هؤلاء الناس يركضون ويتقافزون فوق الجليد، ويا ما من أعلام كانت ترفرف هناك على وقع هبوب الرياح، الأطفال الصغار يصرخون وخدم المنازل يرقصون في دوائر ويغنون، صرخت بكل قواي ولكن لا أحد يسمعني لقد كنت بعيدة جدا عنهم، قريبا سوف تدوي وتزمجر العاصفة وسوف يتكسر الجليد بفعل ارتفاع مياه البحر وسيضيع كل شيء، لا أحد يستطيع أن ينقذهم، صرخت مرة أخرى بكل قواي ولم يستطع أحد سماع صوتي، ومن المستحيل أن ألحق بهم، كيف إذاً السبيل إلى جلبهم نحو اليابسة؟ فاهتديت إلى فكرة إشعال النار في سريري وإحراق كوخي عوض أن أترك كل هؤلاء الناس المساكين يهلكون، نفذت الخطة على الفور، فارتفعت ألسنة النيران الحمراء، لقد كانت بمثابة منارة ترشدهم إلى بر الأمان، تَجَاوَزْتُ الباب ولكنني سقطت وبقيت ممدة على الأرض من بعدما خارت قواي، خرجت النيران من السقف ومن النوافذ ومن الباب وامتدت ألسنتها كي تلعق جسدي، انتبه جميع الناس الذين كانوا فوق الجليد لألسنة النيران ثم هرعوا لإنقاذ مخلوقة فقيرة كانوا يظنون أنها سوف تموت حرقا، ولم يبق هنالك أحد فوق الجليد بعدما صعد الجميع فوق السد، فارتفع المد البحري وحطم معه الجليد الذي تهشم قطعا متناثرة، لقد استطعت أن أنقذهم جميعا، وكان الرعب والمجهود الذي بدلته والبرودة الشديدة التي خيمت على جسدي سبب نهاية وجودي الحزين على الأرض، وها أنذا على بوابة الجنة"، فُتِحت البوابة وأدخل مَلَكٌ الفقيرة المسكينة التي تركت عودا من القش يسقط منها، عود مثل ذلك الذي كان في سريرها عندما أوقدت فيه النار، فتحول فجأة هذا العود إلى ذهب خالص وبدأ يكبر حتى أصبح شجرة بفروعها وأغصانها وأوراقها وزهورها كلها من الذهب الخالص.
أرأيت ما قامت به المتسولة قال الـمَلَكُ للرجل المنطقي، وأنت ما هي حصيلتك؟ لا شيء !، أعرف أنك لم تنجز شيئا يذكر في حياتك بأكملها، لم تصنع ولو طوبة واحدة، لو كان بإمكانك أن تعود إلى الأرض لتصنع واحدة ستكون بلا ريب غير متقنة الصنع ولكن على الأقل ستكون دليلا على حسن النية، وحسن النية شيء يُذْكر.
فقالت المتسولة:" إنني أعرفه، إن شقيقه هو الذي قدم لي الطوب وبقاياه لبناء مأواي، إنه بالنسبة لي أنا المتسولة عمل خير، فهل كل هذه القطع من الطوب لا يمكنها أن تحل محل قطعة الطوب الذي عليه أن يقدمها؟ سيكون ذلك من أعمال العفو.
أرأيت رد الـمَلَكُ، أكثر إخوانك تواضعا ذلك الذي كنت تحسبه أقل من الآخرين وتنظر إلى مهنته الشريفة بنوع من الازدراء والاحتقار هو الذي باستطاعته أن يُدخلك الجنة، ومع ذلك لن تلجها حتى يكون لديك شيئٌ تستثمره ليعوض عن حقيقة فاقتك.
ترجمة شخصية لمدون هذه المدونة