يُعْتبرُ الإمام علي كرم الله وجهه من صفوة عظماء الأمة الإسلامية لأنه إمامٌ عادلٌ، وحكيمٌ عالمٌ، وشجاعُ في الصدحِ بالحقِّ، وخطيبٌ متمكنٌ بليغٌ، ولا غرو أن يكون هو النموذج
المثالي للبلاغة العربية الجديدة التي أوحى بها القرآن الكريم، وكما قال الشريف
الرضي عن كتاب نهج البلاغة على أنه يتضمن عجائب البلاغة وغرائب الفصاحة
وجواهر العربية وثواقب الكَلِمِ الدينية والدنيوية ما لا يوجد مجتمعا في كلام ولا
مجموع الأطراف في كتاب.
هذا
الكتاب الذي اشتمل على خطب ورسائل ووصايا وحكم وأمثال ومواعظ تكشف عن عبقرية
الإمام الفذة، ومعرفته الغزيرة، وبيانه الساحر، ونفسه الأبية، وخلقه السامي،
وشجاعته مضرب الأمثال، وزهده الصارم، وعدالته التي لا تترك مجالا للأقوياء
والمتسلطين للعبث في باطلهم، ولا تدع قط المستضعفين غارقين في يأسهم، وتُفصح بجلاء
عن آراء الإمام علي كرم الله وجهه في الحياة والموت والبعث والأخلاق والسياسة
والإدارة والقضاء والحرب وغيرها من أمور الدين والدنيا.
ومما
لا شك فيه أن ما حدث بعد وفاة الرسول الأكرم (ص) من وقائع ومؤامرات من أجل الاستيلاء على السلطة السياسية كان له أثر كبير على
نفسية الإمام التي حملته على الإكثار في خطبه من النقد والتعريض والعتاب والتقريع
والتذمر والشكوى، من بعدما تعاظم شعوره بأن أغلب الناس الذين كان أفضل منهم جميعا قد خذلوه وخيبوا آماله في القيام
بالإصلاح المبني على المبادئ السامية للإسلام الذي كانت الأمة ما أحوجها إليه، وفيما يلي ما اخترته بعناية من
الحكم والأقوال المأثورة المنسوبة إلى الإمام علي كرم الله وجهه:
*الدُّنْيَا دَارُ فَنَاءٍ، وَعَنَاءٍ، وَغِيَرٍ، وَعِبَرٍ: فَمِنَ
الْفَنَاءِ أَنَّ الدَّهْرَ مُوتِرٌ قَوْسَهُ، لاَ تُخْطِىءُ سِهَامُهُ، وَلاَ
تُؤْسَى جِرَاحُهُ، يَرْمِي
الْحَيَّ بِالْمَوْتِ، وَالصَّحِيحَ بِالسَّقَمِ، وَالنَّاجِيَ بِالْعَطَبِ، آكِلٌ
لاَ يَشْبَعُ، وَشَارِبٌ لاَ يَنْقَعُ .وَمِنَ
الْعَنَاءِ أَنَّ الْمَرْءَ يَجْمَعُ مَا لاَ يَأْكُلُ، وَيَبْني مَا لاَ يَسْكُنُ،
ثُمَّ يَخْرُجُ إِلَى اللهِ، لاَ مَالاً حَمَلَ، وَلاَ بِنَاءً نَقَلَ، وَمِنْ غِيَرِهَا أَنَّكَ تَرَى
الْمَرْحُومَ مَغْبُوطاً، والْمَغْبُوطَ مَرْحُوماً، لَيْسَ ذَلِكَ إِلاَّ نَعِيماً
زَلَّ، وَبُؤْساً نَزَلَ، وَمِنْ عِبَرِهَا أَنَّ المَرْءَ يُشْرِفُ عَلَى
أَمَلِهِ فَيَقْتَطِعُهُ حُضُورُ أَجَلِهِ، فَلاَ أَمَلٌ يُدْرَكُ، وَلاَ
مُؤَمَّلٌ يُتْرَكُ.
*يَا بُنَيَّ، اِجْعَلْ نَفْسَكَ مِيزَاناً فِيَما
بَيْنَكَ وَبَيْنَ غَيْرِكَ، فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ،
وَاكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا، وَلاَ تَظْلِمْ كَمَا لاَ تُحِبُّ أَنْ
تُظْلَمَ، وَأَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ، وَاسْتَقْبِحْ مِنْ
نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُ مِنْ غَيْرِكَ، وَارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ
لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ، وَلاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمُ وَإِنْ قَلَّ مَا تَعْلَمُ،
وَلاَ تَقُلْ مَا لاَ تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ الإعْجَابَ ضِدُّ
الصَّوَابِ وَآفَةُ الأَلْبَابِ، فَاسْعَ فِي كَدْحِكَ، وَلاَ تَكُنْ خَازِناً لِغَيْرِكَ،
وَإِذَا أَنْتَ هُدِيتَ لِقَصْدِكَ فَكُنْ أَخْشَعَ مَا تَكُونُ لِرَبِّكَ.
*يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلاَ رِجَالَ، حُلُومُ الأَطْفَالِ،
وَعُقُولُ رَبَّاتِ الحِجَالِ (النِّسَاءِ)، لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ
وَلَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً-وَاللهِ-جَرَّتْ نَدَماً، وَأَعْقَبَتْ سَدَماً
(هَمّاً)، قَاتَلَكُمُ اللهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً، وَشَحَنْتُمْ
صَدْرِي غَيْظاً، وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ (جُرَعَ) التَّهْمَامِ
(الْهَمِّ) أَنْفَاساً، وَأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ
وَالْخِذْلَانِ، حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشُ إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ
شُجَاعٌ، وَلَكِنْ لاَ عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ.
*الْبُخْلُ عَارٌ، وَالْجُبْنُ
مَنْقَصَةٌ، وَالفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ، وَالْمُقِلُّ غَرِيبٌ
فِي بَلْدَتِهِ، وَالْعَجْزُ آفَةٌ، وَالصَّبْرُ شَجَاعَةٌ، وَالزُّهْدُ ثَرْوَةٌ،
وَالْوَرَعُ جُنَّةٌ، وَنِعْمَ الْقَرِينُ الرِّضَى، وَالْعِلْمُ وِرَاثَهٌ
كَرِيمَةٌ، وَالأَدَبُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ، وَالْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ،
وَصَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ، وَالْبَشَاشَةُ حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ،
وَالاِحْتِمالُ قَبْرُ
العُيُوبِ.
*اعْلَمُوا
رَحِمَكُمُ اللهُ أَنَّكُمْ فِي زَمَانٍ الْقَائِلُ فِيهِ بالْحَقِّ قَلِيلٌ،
وَاللِّسَانُ عَنِ الصِّدْقِ كَلِيلٌ، وَاللاَّزِمُ لِلْحَقَّ ذَلِيلٌ، أَهْلُهُ
مُعْتَكِفُونَ عَلَى الْعِصْيَانِ، مُصْطَلِحُونَ عَلَى الإِدْهَانِ، فَتَاهُمْ
عَارِمٌ، وَشَائِبُهُمْ آثِمٌ، وَعَالِمُهُمْ مُنَافِقٌ، وَقَارِئُهُمْ مُمَاذِقٌ،
لاَ يُعَظِّمُ صَغِيرُهُمْ كَبِيرَهُمْ، وَلاَ يَعُولُ غَنِيُّهُمْ فَقِيرَهُمْ.
*يَأْتِي
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُقَرَّبُ فِيهِ إِلاَّ الْمَاحِلُ (الْوَاشِي)،
وَلاَ يُظَرَّفُ فِيهِ إِلاَّ الْفَاجِرُ، وَلاَ يُضَعَّفُ فِيهِ إِلاَّ
الْمُنْصِفُ، يَتَّخِذُونَ الْفَيْئَ مَغْنَماً، وَالصَّدَقَةَ مَغْرَماً،
وَصِلَةَ الرَّحِمِ مَنّاً، وَالْعِبَادَةَ اسْتِطَالَةً عَلَى النَّاسِ، فَعِنْدَ
ذَلِكَ يَكُونُ سُلْطَانُ النِّسَاءِ، وَمُشَاوَرَةُ الِإمَاءِ، وَإِمَارَةُ
الصِّبْيَانِ.
*الْعَالِمُ
مَنْ عَرَفَ قَدْرَهُ، وَكَفَى بِالْمَرْءِ جَهْلاً أَلاَّ يَعْرِفَ قَدْرَهُ،
وَإِنَّ مِنْ أَبْغَضِ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ لَعَبْدٌ وَكَّلَهُ اللهُ إِلَى
نَفْسِهِ، جَائِرٌ عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ، سَائِرٌ بِغَيْرِ دَلِيلِ، إِنْ دُعِيَ
إِلَى حَرْثِ الدُّنْيَا
عَمِلَ، أوْ إِلَى حَرْثِ الاْخِرَةِ كَسِلَ! كَأَنَّ مَا عَمِلَ لَهُ وَاجِبٌ
عَلَيْهِ، وَكَأَنَّ مَا وَنَى فِيهِ سَاِقطٌ عَنْهُ!
*لاَ تَحْتَقِرْ صَغِيراً يُمْكِنُ أَنْ يَكْبُرَ، وَلاَ قَلِيلاً
يُمْكِنُ أَنْ يَكْثُرَ، التَّوَاضُعُ إِحْدَى مَقَالِيدُ الشَّرَفِ، العَجَبُ
مِمَّنْ يَخَافُ عُقُوبَةَ السُّلْطَانِ وَهِيَ مُنْقَطِعَةٌ، وَلاَ يَخَافُ
عُقُوبَةَ الدَّيَّانِ وَهِيَ دَائِمَةٌ، أَنْعَمُ النَّاسِ عِيشَةً مَنْ تَحَلَّى
بِالْعَفَافِ، وَرَضِيَ بِالْكَفَافِ، وَتَجَاوَزَ مَا يَخَافُ إِلَى مَا لاَ
يَخَافُ.
*لاَ
تُحدِّثْ بِالْعِلْمِ السُّفَهَاءَ فَيُكَذِّبُوكَ، وَلاَ الْجُهَّالَ
فَيَسْتَفْتِنُوكَ، وَلَكِنْ حَدِّثْ بِهِ مَنْ يتَلَقَّاهُ مِنْ أَهْلِهِ
بِقُبُولٍ وَفَهْمٍ، يَفْهَمُ عَنْكَ مَا تَقُولُ، وَيَكْتُمُ عَلَيْكَ مَا
يَسْمَعُ، فَإِنَّ لِعِلْمِكَ عَلَيْكَ حَقَّا، كَمَا أَنَّ عَلَيْكَ فِي مَالِكَ
حَقَّا، بَذِّلْهُ لِمُسْتَحِقِّهِ، وَمَنِّعْهُ مِنْ غَيْرِ مُسْتَحِقِّهِ.
*يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ
وَمُصَادَقَةَ الأَحْمَقِ، فَإِنَّهُ يُريِدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ، وَإِيَّاكَ
وَمُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ، فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ
إِلَيْهِ، وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ، فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ، وَإِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ
الْكَذَّابِ، فَإِنَّهُ كَالسَّرَاب يُقَرِّبُ
عَلَيْكَ الْبَعِيدَ، وَيُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ.
*مَنْ
يَعْجِزُ عَنْ مَعْرفَةِ نفْسِهِ فهُوَ عَنْ مَعْرِفَةِ خَالِقِهِ أَعْجَزُ، مَنْ
عَرِفَ نَفْسَهُ فَقَدْ عَرِفَ رَبَّهُ، إِذَا أيْسَرْتَ فَكُلُّ الرِّجَالِ
رِجَالُكَ، وَإِذَا أَعْسَرْتَ أَنْكَرَكَ أَهْلُكَ، اعْلَمْ أَنَّ الَّذِي
مَدَحَكَ بِمَا لَيْسَ فِيكَ إِنَّمَا هُوَ مُخَاطِبٌ غَيْرَكَ، وَثَوابُهُ
وَجَوابُهُ قَدْ سَقَطَ عَنْكَ.
*لِسَانُ
الْمُؤْمِنِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ، وَإنَّ قَلْبَ الْمُنَافِقِ مِنْ وَرَاءِ
لِسَانِهِ: لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ إذَا أَرَادَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ
تَدَبَّرَهُ فِي نَفْسِهِ، فَإنْ كَانَ خَيْراً أَبْدَاهُ، وَإنْ كَانَ شَرّاً
وََارَاهُ، وَإنَّ الْمُنَافِقَ يَتَكَلَّمُ بِمَا أَتَى عَلَى لِسَانِهِ لاَ
يَدْرِي مَاذَا لَهُ، وَمَاذَا عَلَيْهِ.
*دَارٌ
بِالْبَلاَءِ مَحْفُوفَةٌ، وَبِالْغَدْرِ مَعْرُوفَةٌ، لاَ تَدُومُ أَحْوَالُهَا،
وَلاَ يَسْلَمُ نُزَّالُهَا، أَحْوَالٌ
مُخْتَلِفَةٌ، وَتَارَاتٌ مُتَصَرِّفَةٌ، الْعَيْشُ فِيهَا مَذْمُومٌ، وَالأَمَانُ
مِنْهَا مَعْدُومٌ، وَإِنَّمَا أَهْلُهَا فِيهَا أَغْرَاضٌ مُسْتهْدَفَةٌ،
تَرْمِيهِمْ بِسِهَامِهَا، وَتُفْنِيهِمْ بِحِمَامِهَا.
*الكَرِيمُ
يَلِينُ إِذَا اسْتُعْطِفَ، وَاللَّئِيمُ يَقْسُو إِذَا لُوطِفَ، إِذَا غَضِبَ
الْكَرِيمُ فَأَلِنْ لَهُ الْكَلاَمَ، وَإِذَا غَضِبَ اللَّئِيمُ فَخُذْ لَهُ
العَصَا، أَسْوَأُ مَا فِي الكَرِيمِ أَنْ يَمْنَعَكَ نَدَاهُ (جُودَهُ
وَسَخَاءَهُ)، وَأَحْسَنُ مَا فِي اللَّئِيمِ أَنْ يَكُفَّ عَنْكَ أَذَاهُ.
*مَا
أَصِفُ مِنْ دَارٍ أَوَّلُهَا عَنَاءٌ! وَآخِرُهَا
فَنَاءٌ! فِي حَلاَلِهَا حِسَابٌ، وَفِي حَرَامِهَا عِقَابٌ، مَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا
فُتِنَ، وَمَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ، وَمَنْ سَاعَاهَا فَاتَتْهُ، وَمَنْ
قَعَدَ عَنْهَا وَاتَتْهُ، وَمَنْ أَبْصَرَ بِهَا بَصَّرَتْهُ، وَمَنْ أَبْصَرَ
إلَيْهَا أَعْمَتْهُ.
*طُوبَى
لِمَنْ شَغَلَهُ عَيْبُهُ عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، طُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ
النَّاسَ وَلاَ يَعْرِفُهُ النَّاسُ، طُوبَى لِمَنْ كَانَ حَيّاً كَمَيِّتٍ،
وَمَوْجُوداً كَمَعْدُومٍ، قَدْ كَفَى جَارَهُ خَيْرَهُ وَشَرَّهُ، لاَ يَسْأَلُ
عَنِ النَّاسِ وَلاَ يَسْأَلُ النَّاسُ عَنْهُ.
*الْمُؤْمِنُ
بِشْرُهُ فِي وَجْهِهِ، وَحُزْنُهُ فِي قَلْبِهِ، أَوْسَعُ شَيْءٍ صَدْراً،
وَأَذَلُّ شَيْءٍ نَفْساً، يَكْرَهُ الرِّفْعَةَ، وَيَشْنَأُ السُّمْعَةَ، طَوِيلٌ
غَمُّهُ، بَعِيدٌ هَمَّهُ، كَثِيرٌ صَمْتُهُ، مَشْغُولٌ وَقْتُهُ، شَكُورٌ
صَبُورٌ، سَهْلُ الْخَلِيقَةِ، لَيِّنُ الْعَرِيكَةِ.
*رَحِمَ
اللهُ امْرَأً تَفَكَّرَ فَاعْتَبَرَ، واعْتَبَرَ فَأَبْصَرَ، فَكَأَنَّ مَا هُوَ
كَائِنٌ مِنَ الدٌّنْيَا عَنْ قَلِيلٍ لَمْ يَكُنْ، وَكَأَنَّ مَا هُوَ كَائِنٌ
مِنَ الْآخِرَةِ عَمَّا قَلَيلٍ لَمْ يَزَلْ، وَكُلُّ مَعْدُودٍ مُنْقَضٍ، وَكُلُّ
مُتَوَقَّعٍ آتٍ، وَكُلُّ آتٍ قَرِيبٌ دَانٍ.
*لاَ
تُدْخِلَنَّ فِي مَشُورَتِكَ بَخِيلاً يَعْدِلُ بِكَ عَنِ الْفَضْلِ، وَيَعِدُكَ
الْفَقْرَ، وَلاَ جَبَاناً يُضعِّفُكَ عَنِ الأُمُورِ، وَلاَ حَرِيصاً يُزَيِّنُ
لَكَ الشَّرَهَ بِالْجَوْرِ، فَإِنَّ الْبُخْلَ وَالْجُبْنَ وَالْحِرْصَ غَرَائِزُ
شَتَّى يَجْمَعُهَا سُوءُ الظَّنِّ بِاللهِ.
*عِبَادَ
اللهِ، إِنَّ أَنْصَحَ النَّاسِ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُهُمْ لِرَبِّهِ، وَإِنَّ
أَغَشَّهُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصَاهُمْ لِرَبِّهِ، وَالْمَغْبُونُ مَنْ
غَبَنَ نَفْسَهُ، وَالْمَغْبُوطُ مَنْ
سَلِمِ لَهُ دِينُهُ، وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَالشَّقِيُّ مَنِ
انْخَدَعَ لِهَوَاهُ وَغُرُورِهِ.
*اسْتَدِلَّ
عَلَى مَا لَمْ يَكُنْ بِمَا قَدْ كَانَ، فَإِنَّ الأُمُورَ أَشْبَاهٌ، وَلاَ
تَكُونَنَّ مِمَّنْ لاَ تَنْفَعُهُ الْعِظَةُ إِلاَّ إِذَا بَالَغْتَ فِي
إِيلاَمِهِ، فَإِنَّ الْعَاقِلَ يَتَّعِظُ بِالأَدَبِ، وَالْبَهَائِمَ لاَ
تَتَّعِظُ إِلاَّ بِالضَّرْبِ.
*الْجَاهِلُ
يُعْرَفُ بِسِتِّ خِصَالٍ: الْغَضَبُ مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ، وَالْكَلاَمُ فِي غَيْرِ
نَفْعٍ، وَالْعَطِيَّةُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهَا، وَأَلاَّ يَعْرِفَ صَدِيقَهُ مِنْ
عَدُوِّهِ، وَإِفْشَاءُ السِّرِّ، وَالثِّقَةُ بِكُلِّ أَحَدٍ.
*الدُّنْيَا
جَمَّةُ الْمَصَائِبِ، مُرَّةُ الْمَشَارِبِ، لاَ تُمَتِّعُ صَاحِباً
بِصَاحِبِ، الدُّنْيَا طَوَّاحَةٌ طَرَّاحَةٌ فَضَّاحَةٌ آسِيَّةٌ جَرَّاحَةٌ،
أَصَابَتِ الدُّنْيَا مَنْ أَمِنَهَا، وَأَصَابَ الدُّنْيَا مَنْ حَذِرَهَا.
*الْمَنِيَّةُ وَلاَ
الدَّنِيَّةُ ! والتّقَلُّلُ وَلاَ التَّوَسُّلُ، وَمَنْ لَمْ يُعْطَ
قَاعِداً لَمْ يُعْطَ قَائِماً، وَالدَّهْرُ يَوْمَانِ: يَوْمٌ لَكَ، وَيَوْمٌ
عَلَيْكَ، فَإذَا كَانَ لَكَ فَلاَ تَبْطَرْ، وَإِذَا كَانَ عَلَيْكَ فَاصْبِرْ.
*مَنْ
كَثُرَتْ النِّعَمُ عَلَيْهِ كَثُرَتْ الْحَوَائِجُ إِلَيْهِ، فَمَنْ قَامَ
فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَّضَهَا للِدَّوَامِ وَالْبَقَاءِ، وَمَنْ لَمْ يَقُمْ
فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَّضَهَا للِزَّوَالِ وَالْفَنَاءِ.
*إِذَا
رَأَيْتَ الْعُلَمَاءَ عَلَى أَبْوَابِ الْمُلُوكِ فَقُلْ بِئْسَ الْمُلُوكُ
وَبِئْسَ الْعُلَمَاءُ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْمُلُوكَ عَلَى أَبْوَابِ الْعُلَمَاءِ
فَقُلْ نِعْمَ الْمُلُوكُ وَنِعْمَ الْعُلَمَاءُ.
*الإِيمَانُ
إِخْلاَصُ الْعَمَلِ، الإٍيمَانُ شَجَرَةٌ أَصْلُهَا الْيَقِينُ وَفَرْعُهَا
التُّقَى وَنُورُهَا الْحَيَاءُ وَثَمَرُهَا السَّخَاءُ، الإِيمَانُ صَبْرٌ فِي
الْبَلاَءِ وَشُكْرٌ فِي الرَّخَاءِ.
*إِذَا
أَكْرَمَكَ النَّاسُ لِمَالٍ أَوْ سُلْطَانٍ فَلاَ يُعْجِبَنَّكَ ذَلِكَ، فَإِنَّ
زَوَالَ الكَرَامَةِ بِزَوَالِهَا، وَلَكِنْ لِيُعْجِبَنَّكَ إِنْ أَكْرَمَكَ النَّاسُ
لِدِينٍ أَوْ أَدَبٍ.
*الدَّهْرَ
يَوْمَانِ: يَوْمٌ لَكَ وَيَوْمٌ عَلَيْكَ، وَأَنَّ الدُّنْيَا دَارُ دُوَلٍ،
فَمَا كَانَ مِنْهَا لَكَ أَتَاكَ عَلَى ضَعْفِكَ، وَمَا كَانَ مِنْهَا عَلَيْكَ
لَمْ تَدْفَعْهُ بِقُوَّتِكَ.
*إِنّ
الْفِتَنَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ نَبَّهَتْ، يُنْكَرْنَ
مُقْبِلاَتٍ، وَيُعْرَفْنَ مُدْبِرَاتٍ، يَحُمْنَ حَوْمَ الرِّيَاحِ، يُصِبْنَ
بَلَداً وَيُخْطِئْنَ بَلَداً.
*الْعَدْلُ
يَضَعُ الأُمُورَ مَوَاضِعَهَا، والْجُودُ يُخْرِجُهَا عَنْ جِهَتِهَا،
وَالْعَدْلُ سَائِسٌ عَامٌّ، وَالْجُودُ عَارِضٌ خَاصٌّ، فَالْعَدْلُ
أَشْرَفُهُمَا وَأَفْضَلُهُمَا.
*أَحْزَمُ
النَّاسِ مَنْ مَلَكَ جِدُّهُ هَزْلَهُ، وَقَهَرَ رَأْيُهُ هَوَاهُ، وَأَعْرَبَ
عَنْ ضَمِيرِهِ فِعْلُهُ، وَلَمْ يَخْدَعْهُ رِضَاهُ عَنْ حَظِّهِ، وَلاَ غَضَبُهُ
عَنْ كَيْدِهِ.
*مَكَارِمُ
الأَخْلاَقِ عَشْرُ خِصَالٍ: السَّخَاءُ وَالْحَيَاءُ والصِّدْقُ وَأَدَاءُ
الأَمَانَةِ وَالتَّوَاضُعُ وَالغَيْرَةُ وَالشَّجَاعَةُ وَالْحِلْمُ وَالصَّبْرُ
وَالشُّكْرُ.
*عَلاَمَةُ
الْإِيمَانِ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ
يَنْفَعُكَ، وَأَنْ لاَ يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَلَى عَمَلِكَ.
*اللَّئِيمُ
إِذَا أَعْطَى حَقَدَ، وَإِذَا أُعْطِيَ جَحَدَ، وَإِذَا قَدَرَ أَفْحَشَ، وَإِذَا
وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا بَلَغَ فَوْقَ مِقْدَارِهِ تَنَكَّرَتْ أَحْوَالُهُ.
*الإِيثَارُ
أَعْلَى مَرَاتِبِ الْكَرَمِ وَأَفْضَلُ الشِّيَمِ، الإِيثَارُ أَفْضَلُ عِبَادَةٍ
وَأَجَلُّ سِيَّادَةٍ، الإِيثَارُ سَجِيَّةُ الأَبْرَارِ وَشِيمَةُ الأَخْيَارِ.
*اِسْأَلْ
تَفَقُّهاً وَلاَ تَسْأَلْ تَعَنُّتاً، فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ
شَبِيهٌ بِالْعَالِمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَسِّفَ شَبِيهٌ بِالْجَاهِلِ
الْمُتَعَنِّتِ.
*الْعَاقِلُ مَنْ كَانَ يَوْمُهُ خَيْرٌ مِنْ أَمْسِهِ.. وَمَنْ كَانَ غَدُهُ شَرّاً مِنْ يَوْمِهِ فَهُوَ مَحْرُومٌ، وَمَنِ اعْتَدَلَ يَوْمَاهُ فَهُوَ مَغْبُونٌ.
*السَّعِيدُ
مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَالشَّقِيُّ مَنِ اتَّعَظَ بِهِ غَيْرُهُ، مِنْ
سَعَادَةِ الْمَرْءِ أَنْ يَطُولُ عُمْرُهُ وَيَرَى فِي أَعْدَائِهِ مَا
يَسُرُّهُ.
*أَزْرَى بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ الطَّمَعَ، وَرَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ ضُرَّهُ، وَهَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهَا لِسَانَهُ.
*أَزْرَى بِنَفْسِهِ مَنِ اسْتَشْعَرَ الطَّمَعَ، وَرَضِيَ بِالذُّلِّ مَنْ كَشَفَ ضُرَّهُ، وَهَانَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ مَنْ أَمَّرَ عَلَيْهَا لِسَانَهُ.
*لِلْمُرَائِي ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ: يَنْشطُ إِذَا رَأَى النَّاسَ، وَيَكْسَلُ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ، وَيُحِبُّ أَنْ يُحْمَدَ فِي جَمِيعِ أَحْوَالِهِ.
*قَدْرُ
الرَّجُلِ عَلَى قَدْرِ هِمَّتِهِ، وَصِدْقُهُ عَلَى قَدْرِ مُرُوءَتِهِ،
وَشَجَاعَتُهُ عَلَى قَدْرِ أَنَفَتِهِ، وعِفَّتُهُ عَلَى قَدْرِ غَيْرَتِهِ.
*الْمُنَافِقُ
قَوْلُهُ جَمِيلُ وَفِعْلُهُ الدَّاءُ الدَّخِيلُ، الْمُنَافِقُ لِسَانُهُ يَسُرُّ
وَقَلْبُهُ يَضُرُّ، المُنَافِقُ وَقِحٌ غَبِيٌّ مُتَمَلِّقٌ شَقِيٌّ.
*احْتَجْ
إِلَى مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَسِيرَهُ، وَاسْتَغْنِ عَمَّنْ شِئْتَ تَكُنْ
نَظِيرَهُ، وَأَفْضِلْ عَلَى مَنْ شِئْتَ تَكُنْ أَمِيرَهُ.
*الرَّاضِي
بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ مَعَهُمْ فِيهِ، وَعَلَى كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ
إِثْمَانِ: إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ، وَإِثْمُ الرِّضَى بِهِ.
*غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي، وَيَكْشِفُ الله عَزَّ وَجَلَّ عَنْ سَرَائِرِي، وَتَعْرِفُونَنِي بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي، وَقِيَامِ غَيْرِي مَقَامِي.
*عَجَباً
لِمَنْ قِيلَ فِيهِ الْخَيْرُ وَلَيْسَ فِيهِ كَيْفَ يَفْرَحُ، وَعَجَباً
لِمَنْ قِيلَ فِيهِ الشَّرُّ وَلَيْسَ فِيهِ كَيْفَ يَغْضَبُ.
*إِنَّ أَغْنَى الْغِنَى الْعَقْلُ، وَأَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ، وَأَوْحَشَ الْوَحْشَةِ الْعُجْبُ، وَأَكْرَمَ الْحَسَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ.
*إِحْذَرُوا
الدُّنْيَا إِذَا مَاتَتِ الصَّلاَةُ، وَكَانَ الْحِلْمُ ضَعْفاً، وَالظُّلْمُ
فَخْراً، وَالأُمَرَاءُ فَجَرَةً، وَالْوُزَرَاءُ كَذَبَةً.
*السَّفَلَةُ
إِذَا تَعَلَّمُوا تَكَبَّرُوا، وَإِذَا تَمَوَّلُوا اسْتَطَالُوا، وَالعِلْيَةُ
إِذَا تَعَلَّمُوا تَوَاضَعُوا، وَإِذَا افْتَقَرُوا صَالُوا.
*اِعْلَمُوا
أَنَّكُمْ فِي زَمَانٍ الْقَائِلُ فِيهِ بِالْحَقِّ قَلِيلُ، وَاللِّسَانُ عَنِ
الصِّدْقِ كَلِيلُ، وَاللاَّزِمُ لِلْحَقِّ ذَلِيلُ.
*الْبِرُّ
مَا سَكَنَتْ إِلَيْهِ نَفْسُكَ وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ قَلْبُكَ، وَالإِثْمُ مَا
جَالَ فِي نَفْسِكَ وَتَرَدَّدَ فِي صَدْرِكَ.
*الْحِلْمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ، وَالْعَقْلُ حُسَامٌ قَاطِعٌ، فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلُقِكَ بِحِلْمِكَ، وَقَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ.
*وَاللهِ
لَوْ أُعْطِيتُ الْأَقَالِيمَ السَّبْعَةَ عَلَى أَنْ أَعْصِي اللهَ فِي نَمْلَةٍ
أَسْلُبُهَا لُبَّ شَعِيرَةٍ مَا فَعَلْتُ.
*أَشُدُّ
النَّاسِ نَدَامَةً وَأَكْثَرُهُمْ مَلاَمَةً: العَجِلُ النَّزِقُ الَّذِي لاَ
يُدْرِكُهُ عَقْلُهُ إِلاَّ بَعْدَ فَوْتِ أَمْرِهِ.
*إِذَا
أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أَحَدٍ أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا
أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ.
*لاَ
تَزِيدُنِي كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلِي عِزَّةً، وَلاَ تَفَرُّقُهُمْ عَنِّي
وَحْشَةً، وَمَا أَكْرَهُ الْمَوْتَ عَلَى الْحَقِّ.
*العَاقِلُ
إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَتْبَعَهَا حِكْمَةً وَمثَلاً، وَالأَحْمَقُ إِذَا
تَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَتْبَعَهَا حَلِفاً.
*لاَ
تَهْضِمَنَّ مَحَاسِنَكَ بِالْفَخْرِ وَالتَّكَبُّرِ، التَّكَبُّرُ عَلَى
الْمُتَكَبِّرِينَ هُوَ التَّوَاضُعُ بِعَيْنِهِ.
*أَشَدُّ
النَّاسِ نِفَاقاً مَنْ أَمَرَ بِالطَّاعَةِ وَلَمْ يَعْمَلْ بِهَا وَنَهَى عَنِ
الْمَعْصِيَّةِ وَلَمْ يَنْتَهِ عَنْهَا.
لاَ يَكُونُ الصَّدِيقُ صَدِيقاً حَتَّى يَحْفَظَ أَخَاهُ فِي ثَلاَث: فِي نَكْبَتِهِ، وَغَيْبَتِهِ، وَوَفَاتِهِ*
*لاَ
غِنَى كَالْعَقْلِ، وَلاَ فَقْرَ كَالْجَهْلِ، وَلاَ مِيرَاثَ كَالْأَدَبِ، وَلاَ
ظَهِيرَ كَالْمُشَاوَرَةِ.
*لاَ
تَجْتَمِعُ الفِطْنَةُ وَالبِطْنَةُ، وَلاَ تَجْتَمِعُ الشَّهْوَةُ وَالْحِكْمَةُ،
وَلاَ تَجْتَمِعُ أَمَانَةٌ وَنَمِيمَةٌ.
*يُوشِكُ
أَنْ يَفْقِدَ النَّاسُ ثَلاَثاً: دِرْهَماً حَلاَلاً، وَلِسَاناً صَادِقاً،
وَأَخاً يُسْتَرَاحُ إِلَيْهِ.
*التَّعْزِيَّةُ بَعْدَ ثَلاَثٍ تَجْدِيدٌ لِلْمُصِيبَةِ، وَالتَّهْنِئَةُ بَعْدَ ثَلاَثٍ اسْتِخْفَافٌ بِالْمَوَدَّةِ.
*إِذَا رَفَعْتَ أَحَداً فَوْقَ قَدْرِهِ، فَتَوَقَّعْ مِنْهُ أَنْ يَحُطَّ مِنْكَ بِقَدْرِ مَا رَفَعْتَ مِنْهُ.
*لاَ يُقِيمُ أَمْرَ اللهِ سُبْحَانَهُ إلاَّ مَنْ لاَ يُصَانِعُ، وَلاَ يُضَارِعُ، وَلاَ يَتَّبِعُ الْمَطَامِعَ.
*الشَّيْءُ الَّذِي لاَ يَحْسُنُ أَنْ يُقَالَ-وَإِنْ كَانَ حَقّاً- مَدْحُ الإِنْسَانِ نَفْسَهُ.
*خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا
بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
*أَسَدٌ حَطُومٌ خَيْرٌ مِنْ سُلْطَانٍ ظَلُومٍ، وَسُلْطَانٌ ظَلُومٌ خَيْرٌ مِنْ فِتْنَةٍ تَدُومُ.
*أَوْضَعُ
الْعِلْمِ مَا
وُقِفَ عَلَى اللِّسَانِ،
وَأَرْفَعُهُ مَا ظَهَرَ فِي الْجَوَارِحِ وَالأَرْكَانِ.
*اعْمَلْ
لِدُنْيَاكَ كَأَنَّكَ تَعِيشُ أَبَدَا، وَاعْمَلْ لِآخِرَتِكَ كَأَنَّكَ تَمُوتُ
غَدَا.
*حِينَ
سَكَتَ أَهْلُ الْحَقِّ عَنِ الْبَاطِلِ تَوَهَّمَ أَهْلُ الْبَاطِلِ أَنَّهُمْ
عَلَى حَقٍّ.
*مِنْ
عَلاَمَاتِ اللُّؤْمِ سُوءُ الْجِوَارِ، وَتَعْجِيلُ الْعُقُوبَةِ، وَالْغَدْرُ
بِالْمَوَاثِيقِ.
*لِلْإِنْسَانِ
فَضِيلَتَانِ: عَقْلٌ وَمَنْطِقٌ، فَبِالْعَقْلِ يَسْتَفِيدُ وَبِالْمَنْطِقِ
يُفِيدُ.
*أَمْقَتُ
الْعِبَادِ إِلَى اللهِ الْفَقِيرُ الْمَزْهُوُّ، وَالشَّيْخُ الزَّانِ، وَالْعَالِمُ
الْفَاجِرُ.
*مَا
أَضْمَرَ أَحَدٌ شَيْئاً إلاَّ ظَهَرَ فِي فَلَتَاتِ لِسَانِهِ وَصَفَحَاتِ
وَجْهِهِ.
*أَتْعَبُ النَّاسِ قَلْباً مَنْ عَلَتْ هِمَّتُهُ وَكَثُرَتْ مُرُوءَتُهُ وَقَلَّتْ مَقْدُرَتُهُ.
*أَعْسَرُ
الْحِيَلِ تَصْوِيرُ الْبَاطِلِ فِي صُورَةِ الْحَقِّ عِنْدَ الْعَاقِلِ الْمُمَيِّزِ.
*أُذْكُرْ
عِنْدَ الظُّلْمِ عَدْلَ اللهِ فِيكَ، وَعِنْدَ الْقُدْرَةِ قُدْرَةَ اللهِ
عَلَيْكَ.
*لاَ
تَفْرَحْ بِسَقْطَةِ غَيْرِكَ، فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا تَتَصَرَّفُ الأَيَّامُ
بِكَ.
*مَنْ
كَانَتْ هِمَّتُهُ مَا يَدْخُلُ بَطْنَهُ، كَانَتْ قِيمَتُهُ مَا يَخْرُجُ
مِنْهُ.
*الْجَمَالُ
الظَّاهِرُ حُسْنُ الصُّورَةِ، الْجَمَالُ البَاطِنُ حُسْنُ السَّرِيرَةِ.
*أَفْضَلُ
الْعِبَادَةِ الإِمْسَاكُ عَنِ الْمَعْصِيَّةِ، وَالوُقُوفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ.
*إِذَا
قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ
عَلَيْهِ.
*أَفْضَلُ
الأَدَبِ أَنْ يَقِفَ الإِنْسَانُ عِنْدَ حَدِّهِ وَلاَ يَتَعَدَّى قَدْرَهُ.
*مَنْ
وَعَظَ أَخَاهُ سِرّاً فَقَدْ زَانَهُ، وَمَنْ وَعَظَهُ عَلاَنِيَّةً فَقَدْ
شَانَهُ.
*مَنْ
كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ، وَهَانَ عَلَيْهِ
مَالُهُ.
*أَحْسَنُ
الكَلاَمِ مَا زَانَهُ حُسْنُ النِّظَامِ، وَفَهِمَهُ الْخَاصُّ وَالْعَامُّ.
*مَنْ
فَهِمَ مَوَاعِظَ الزَّمَانِ لَمْ يَسْكُنْ إِلَى حُسْنِ الظَّنِّ بِالأَيَّامِ.
*آهٍ
مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ وَطُولِ الطَّرِيقِ وَبُعْدِ السَّفَرِ وَعَظِيمِ
الْمَوْرِدِ.
*لاَ
تَعِدْ مَا تَعْجِزُ عَنِ الْوَفَاءِ بِهِ، وَالْمَسْؤُولُ حُرٌّ حَتَّى يَعِدُ.
*مَوْتُ
الصَّالِحِ رَاحَةٌ لِنَفْسِهِ، وَمَوْتُ الطَّالِحِ رَاحَةٌ لِلنَّاسِ.
*كُلُّ
ظَاهِرٍ غَيْرُهُ غَيْرُ بَاطِنٍ، وَكُلُّ بَاطِنٍ غَيْرُهُ غَيْرُ ظَاهِرٍ.
*لاَ
تَرْغَبَنَّ فِيمَنْ زَهِدَ فِيكَ، وَلاَ تَزْهَدَنَّ فِيمَنْ رَغِبَ فِيكَ.
*لَيْسَتِ
الصَّلاَةُ قِيَامُكَ وَقُعُودُكَ، إِنَّمَا الصَّلاَةُ إِخْلاَصُكَ.
*إِذَا
غَضِبَ اللهُ عَلَى أُمَّةٍ غَلَتْ أَسْعَارُهَا وَغَلَبَهَا أَشْرَارُهَا.
*الْغِيبَةُ
جُهْدُ الْعَاجِزِ، وَشَرُّ عُيُوبِنَا اهْتِمَامُنَا بِعُيُوبِ النَّاسِ.
*الصَّبْرُ
صَبْرَانِ: صَبْرٌ عَلَى مَا تَكْرَهُ وَصَبْرٌ عَلَى مَا تُحِبُّ.
*وَعْدُ
الْكَرِيمِ نَقْدٌ وَتَعْجِيلٌ، وَعْدُ اللَّئِيمِ تَسْوِيفٌ وَتَعْلِيلٌ.
*الْإِيمَانُ
مَعْرِفَةٌ بِالْقَلْبِ، وَإِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ، وَعَمَلٌ بِالأَرْكَانِ.
*إِنَّكَ
لَسْتَ بِسَابِقٍ أَجَلَكَ، وَلاَ مَرْزوُقٍ مَا لَيْسَ لَكَ.
*إِذَا
قَصُرَتْ يَدُكَ عَنِ الْمُكَافَأَةِ فَلْيَطُلْ لِسَانُكَ بِالشُّكْرِ.
*إِذَا
أَرَدْتَ أَنْ تَعْرِفَ نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكَ فَأَغْمِضْ عَيْنَيْكَ.
*الْعَامِلُ
بِالظُّلْمِ وَالْمُعِينُ عَلَيْهِ وَالرَّاضِي بِهِ شُرَكَاءٌ ثَلاَثَةٌ.
*عُقُولُ
النِّسَاءِ فِي جَمَالِهِنَّ وَجَمَالُ الرِّجَالِ فِي عُقُولِهِمْ.
*احْذَرُوا
صَوْلَةَ الْكَرِيمِ إِذَا جَاعَ وَصَوْلَةَ اللَّئِيمِ إِذَا شَبِعَ.
*إِذَا
فَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ فَكُنْ كَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ أَيَّ شَيْءٍ.
*لِسَانُ
الْعَاقِلِ وَرَاءَ قَلْبِهِ، وَقَلْبُ الأَحْمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ.
*رُبَّ
عَالِم قَدْ قَتَلَهُ جَهْلُهُ، وَعِلْمُهُ مَعَهُ لاَ يَنْفَعُهُ.
*مَوْتُ
الِإنْسَانِ بِالذُّنُوبِ أَكْثَرُ مِنْ مَوْتِهِ بِالْأَجَلِ.
*البَلاَغَةُ
أَنْ تُجِيبَ فَلاَ تُبْطِئُ وَتُصِيبَ فَلاَ تُخْطِئُ.
*خِلْطَةُ
أَبْنَاءِ الدُّنْيَا تَشِينُ الدِّينَ وَتُضْعِفُ الْيَقِينَ.
*إِذَا
شَكَكْتَ فِي مَوَدَّةِ إِنْسَانٍ فَاسْأَلْ قَلْبَكَ عَنْهُ.
*السَّخِيُّ
شُجَاعُ القَلْبِ، وَالبَخِيلُ شُجَاعُ الوَجْهِ.
*مَا
كَسَبْتَ فَوْقَ قُوتِكَ فَأَنْتَ فِيهِ خَازِنٌ لِغَيْرِكَ.
*خَيْرُ
إِخْوَانِكَ مَنْ كَثُرَ إِغْضَابُهُ لَكَ فِي الْحَقِّ.
*لاَ
تَعْتَذِرْ إِلَى مَنْ يُحِبُّ أَنْ لاَ يَجِدَ لَكَ عُذْراً.
*مَا
وَضَعَ أَحَدٌ يَدَهُ فِي طَعَامِ أَحَدٍ إِلاَّ ذُلَّ لَهُ.
*الْغِنَى
فِي الْغُرْبَةِ وَطَنٌ والْفَقْرُ فِي الْوَطَنِ غُرْبَةٌ.
*أَصْلُ
الإِخْلاَصِ الْيَأْسُ مِمَّا فِي أَيْدِي النَّاسِ.
*الْحِلْمُ
وَالْأَنَاة ُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.
*اِجْعَلْ
سِرَّكَ إِلَى وَاحِدٍ وَمَشُورَتَكَ إِلَى أَلْفٍ.
*مَنْ
كَسَاهُ الْحَيَاءُ ثَوْبَهُ، لَمْ يَرَ النَّاسُ عَيْبَهُ.
*إِنَّ
الْأُمُورَ إِذَا اشْتَبَهَتْ اعْتُبِرَ آخِرُهَا بِأَوَّلِهَا.
*لَيْسَ
مِنَ الْعَدْلِ الْقَضَاءُ عَلَى الثِّقَةِ بِالظَّنِّ.
*مِنْ
أَشْرَفِ أَفْعَالِ الْكَرِيمِ غَفْلَتُهُ عَمَّا يَعْلَمُ.
*الاِحْتِكَارُ
شِيمَةُ الْفُجَّارِ وَمَطِيَّةُ النَّصَبِ.
*لاَ
تَكُنْ عَبْدَ غَيْرِكَ وَقَدْ جَعَلَكَ اللهُ حُرّاً.
*مَنْ
نَسِيَ خَطِيئَتَهُ اسْتَعْظَمَ خَطِيئَةَ غَيْرِهِ.
*أَدُّوا
الأَمَانَةَ وَلَوْ إِلَى قَتَلَةِ أَوْلاَدِ الأَنْبِيَاءِ.
*الشَّرَفُ
بِالْهِمَمِ العَالِيَةِ لاَ بِالرِّمَمِ البَالِيَةِ.
*فِي
تَقَلُّبِ الأَحْوَالِ عِلْمُ جَوَاهِرِ الرِّجَالِ.
*أَهْلُ
الدُّنْيَا كَرَكْبٍ يُسَارُ بِهِمْ وَهُمْ نِيَّامٌ.
*مَنْ
كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَ عَلَيْهِ مَالُهُ.
*الْعَفَافُ
زِينَةُ الْفَقْرِ وَالشُّكْرُ زِينَةُ الْغِنَى.
*أَهْلَكُ
شَيْءٍ الْهَوَى وَاسْتِدَامَةُ الضَّلاَلِ.
*وُلاَةُ
الْجُورِ شِرَارُ الأُمَّةِ وَأَضْدَادُ الأَئِمَّةِ.
*الْجَهْلُ
مُمِيتُ الأَحْيَاءِ وَمُخَلِّدُ الشَّقَاءِ.
*حُسْنُ
الْعَقْلِ جَمَالُ الظَّوَاهِرِ وَالْبَوَاطِنِ.
*مَنْ
أَصْلَحَ سَرِيرَتَهُ أَصْلَحَ اللهُ عَلاَنِيَّتَهُ.
*التَّقْوَى
أَنْ يَتَّقِيَ الْمَرْءُ كُلَّ مَا يُؤْثِمُهُ.
*لاَ
طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَّةِ الْخَالِقِ.
*مَنِ
اسْتَحْسَنَ الْقَبِيحَ كَانَ شَرِيكاً فِيهِ.
*أَقْبَحُ
الصِّدْقِ ثَنَاءُ الْمَرْءِ عَلَى نَفْسِهِ.
*لاَ
تَعْمَلِ الْخَيْرَ رِيَاءً وَلاَ تَتْرُكْهُ حَيَاءً.
مَا
أَبْعَدَ الْخَيْرَ مِمَّنْ هِمَّتُهُ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ.
*تَمَامُ
الإِخْلاَصِ اجْتِنَابُ الْمَعَاصِي.
*أَعْدَلُ
النَّاسِ مَنْ أَنْصَفَ مَنْ ظَلَمَهُ.
*أَوْرَعُ
النَّاسِ أَنْزَهُهُمْ عَنِ الْمَطَالِبِ.
*كُنْ
مَشْغُولاً بِمَا أَنْتَ عَنْهُ مَسْؤُولٌ.
*مَا
جَاعَ فَقِيرٌ إِلاَّ بِمَا مُتِّعَ بِهِ غَنِيٌّ.
*لاَ
غِنَى كَالعَقْلِ وَلاَ فَقْرَ كَالْجَهْلِ.
*مَنْ
ظَنَّ بِكَ خَيْراً فَصَدِّقْ ظَنَّهُ.
*لَيْسَ
جَزَاءُ مَنْ سَرَّكَ أَنْ تَسُوءَهُ.
*لاَ
تُنَالُ نِعْمَةٌ إِلاَّ بِفِرَاقِ أُخْرَى.
*إِذَا
فَسَدَتِ النِّيَّةُ وَقَعَتِ البَلِيَّةُ.
*يُمْتَحَنُ
الرَّجُلُ بِفِعْلِهِ لاَ بِقَوْلِهِ.
*مَنْ
سَلَّ سَيْفَ الْبَغْيِ قُتِلَ بِهِ.
*مَنْ
أَطَالَ الأَمَلَ أَسَاءَ العَمَلَ.
*شَرُّ
الْوُلاَةِ مَنْ يَخَافُهُ البَرِيءُ.
*الإِحْسَانُ
يَسْتَعْبِدُ الإِنْسَانَ.
*صَدْرُ
الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ.
*إِذَا
تَمَّ العَقْلُ نَقَصَ الْكَلاَمُ.
*خَيْرُ
النَّاسِ مَنْ نَفَعَ النَّاسَ.
*الإِنْصَافُ
شِيمَةُ الأَشْرَافِ.
*بِئْسَ
النَّسَبُ سُوءُ الأَدَبِ.
*الِإخْلاَصُ
عِبَادَةُ الْمُقَرَّبِينَ.
*نُصْحُكَ
بَيْنَ الْمَلَإِ تَقْرِيعٌ.
*رَأْسُ
الْعَقْلِ مُجَاهَدَةُ الْهَوَى.
*إِذَا
صَنَعْتَ مَعْرُوفاً فَانْسَهُ.
*قِيمَةُ
كُلُّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُهُ.
*الْبَغْيُ
آخِرُ مُدَّةِ الْمُلُوكِ.
*مَنْ
قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ.
*مَنْ
صَارَعَ الْحَقَّ صَرَعَهُ.
*النَّاسُ
أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوهُ.
*كَثْرَةُ
الْهَزْلِ آيَةُ الْجَهْلِ.
*الْقَلْبُ مُصْحَفُ الْبَصَرِ.
*رُبَّ
مَلُومٍ لاَ ذَنْبَ لَهُ.
*الْجَفَاءُ
يُفْسِدُ الإِخَاءَ.
*مَنْ
مَلَكَ اسْتَأْثَرَ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق