وَمِنَ الْعِشْقِ ما يُضْحِكُ وَيُبْكِي

وَمِنَ الْعِشْقِ ما يُضْحِكُ وَيُبْكِي
*حدثنا بشار بن برد فقال: رأيت حماري البارحة في النوم، فقلت له: "ويلك لم مت؟" قال الحمار: "أنسيت أنك ركبتني يوم كذا وكذا وأنك مررت بي على باب الأصبهاني، فرأيتُ أتانا (حمارة) عند بابه فعشقتها حتى مت بها كمدا"، ثم أنشدني الحمار:
سَيِّدِي   مِلْ   بِعِنَانِي     نَحْوَ بَابِ الأَصْبَهَانِي
إِنَّ    بِالْبَابِ    أَتَاناً      فَضَلَتْ   كُلَّ   أَتَانِ
تَيَّمَتْنِي   يَوْمَ   رُحْنَا      بِثَنَايَاهَا     الْحِسَانِ
وَبِغُنْجٍ        وَدَلاَلٍ      سُلَّ جِسْمِي وَبَرَانِي
ولَهَا    خَدٌّ   أَسْيَلُ      مِثْلُ  خَدِّ  الشَّيْفُرَانِ
فَبِهَا  مِتُّ  وَلَوْ  عِشْتُ   إِذاً   طَالَ  هَوَانِي
فقال له رجل من القوم: "وما الشيفران يا أبا معاذ (يقصد بشار بن برد)؟"، فرد بشار: "أما هذه فإنها من لغة الحمير، فإن وجدتَ حماراً فاسأله عنها عسى أن تفقه أمورا تجهلها عن عشق الحمير".
*صعد رجل المنبر فلما استوى قائما وقابل بوجهه وجوه الناس وقعت عينه على صلعة رجل فقال: اللهم العن هذه الصلعة.
*صلى أحدهم خلف أحد الجهال فقرأ: "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة ثم أتممناها بعشر فتم ميقات ربه خمسين ليلة"، فصاح المأموم: "ويحك ما تحسن قراءة  وما تحسن حساب".
*ماتت حمادة عمة أبي جعفر المنصور، فحضر دفنها وحضر مع الناس أبو دُلامة الكثير المزاح، فجلس أبو جعفر حزيناً على جانب القبر و هو يُحفر وحمادة مكفنة بجانبه، فالتفت أبو جعفر إلى أبي دُلامة و قال له: يا أبا دُلامة: ما أعددت لهذه الحفرة؟  فقال أبو دُلامة: أعدتتُ لها حمادة عمة أمير المؤمنين!!
*وقف أعرابي معوج الفم أمام أحد الولاة فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه التماساً لمكافأة، ولكن الوالي لم يعطه شيئاً وسأله: ما بال فمك معوجاً، فرد الشاعر: لعلها عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس.
*كان أحد الأمراء يصلي خلف إمام يُطيل في القراءة، فنهره الأمير أمام الناس وقال له: لا تقرأ في الركعة الواحدة إلا بآية واحدة، فصلى بهم المغرب، وبعد أن قرأ الفاتحة قرأ قوله تعالى: "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا"، وبعد أن قرأ الفاتحة في الركعة الثانية قرأ قوله تعالى: "ربنا ءاتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعناً كبيرا"، فقال له الأمير: "يا هذا طول ما شئت واقرأ ما شئت إلا هتين الآيتين".
*سمع رجل قارئا يقرأ: "في بيوتٌ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه" بضم بيوت، فقال له يا هذا إنما هي في بيوتٍ فعليك أن تجرها، فقال القارئ: "يا مغفل الله يقول أذن الله أن تُرْفَعَ وتريد أن أجرها".
*قال رجل ليوسف عليه السلام: "إني لأحبك"، فقال: "وهل أُوُتِيتَ إلا من المحبة؟ أَحَبَّنِي أَبِي فَأُلْقِيتُ في الـجُبِّ، وَاسْتُعْبِدْتُ، وَأَحَبَّتْنِي إمرأة العزيز فَلَبِثْتُ في السجن بضع سنين.
* ذهب رجل إلى أحد القضاة يشكو إبنه الذي يعاقر الخمر ولا يصلي، فأنكر الإبن ذلك! فقال الرجل: "أصلح الله القاضي، أتكون صلاة بلا قراءة؟"، قال القاضي: "يا غلام، أتقرأ شيئا من القرآن؟"، قال الغلام: "نعم وأجيد القراءة "، قال القاضي: "فاقرأ"، قال الغلام:
بسم الله الرحمن الرحيم
عَلِقَ   الْقَلْبُ   رَبَابَا      بَعْدَمَا شَابَتْ وَشَابَا
إِنَّ   دِينَ  اللهَ  حَقٌّ       لاَ  أَرَى  فِيهِ ارْتِيَابَا
فصاح أبوه: "والله أيها القاضي ما تَعَلَّمَ هاتين الآيتين إلا البارحة، لأنه سرق مصحفا من بعض جيراننا!".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق