أحمد مطر وناجي العلي ولا النافية

أحمد مطر ابن البصرة بالعراق صاحب القلم الثائر المشاكس الرافض للظلم والقهر والاستبداد، كانت كتاباته وآراءه سببا مباشرا في  مغادرته وطنه الأم واستقراره بالكويت فترة من الزمن كوقت استراحة المحارب الذي لا يلين، حيث التقى هناك  بناجي العلي رسام الكاريكاتور الفلسطيني وصاحب الريشة النقذية اللاذعة، وصاحب الأربعين ألف رسم كاريكاتوري، الذي تم اغتياله غدرا بسبب هذه الرسوم التي أرقت عصابات الصهاينة  في قلب العاصمة لندن في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، فبقي إبنه حنظلة رغم يتمه شاهدا عيانا واضعا يديه خلف ظهره في تعبير واضح على رفضه للظلم والقهر والاستبداد والفساد، ورمزا خالدا أبدا للصمود والتحدي، وشاهدا عيانا في نفس الوقت على المآسي التي يستحم في يمها الملوث العميق المواطن العربي من محيطه إلى خليجه بذكوره وإناثه.
كانت روحا أحمد مطر وناجي العلي توأمين إحداهما تُكمل الأخرى، فما كان يخطه أحمد مطر بالكلمات كان يجسده ناجي العلي صورا ناطقة، وتجلى ذلك بوضوح إبان اشتغالهما معا بجريدة القبس الكويتية قبل أن يضيق هي الأخرى صدرها وصدر باقي الأنظمة العربية بالمشرق العربي بصدق كلمة الرجلين وصراحة لهجتها وحدتها، وما لبث أن صدرت الأوامر بإسماعهما أنهما لم يعد مرغوبا فيهما، فشدا الرحال بعيدا عن العربان واستقر بهما المطاف في الأخير بمدينة الضباب لندن، لكن دوام الحال من المحال، إذ ما لبثت أن اختطفت يد المنون أخاه وصديقه وزميله ناجي العلي غدرا بواسطة قتلة مستأجرين، وبقيأجرينأ أحمد مطر وحيدا مناضلا بفكره وقلمه رغم المرض وجحود بني جلدته وفيا للقسم الذي قطعه على نفسه في القصيدة التالية، يخط كلمات بدماء أخيه  بحضور معنوي لابن أخيه حنظلة... ذلك يكفي:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق