كَفَى زَاجِراً لِلْمَرْءِ أَيَّامُ دَهْرِهِ تَرُوحُ لَهُ بِالوَاعِظَاتِ وَتَغْتَدِي
إِذَا أَنْتَ طَالَبْتَ الرِّجَالَ نَوَالَهُمْ فَعُفَّ وَلاَ تَطْلُبْ بِجُهْدٍ فَتَنْكَدِ
وَلاَ تَأْمَلَنَّ وِدَّ امْرِئٍ قَلَّ خَيْرُهُ وَلاَ تَكُ عَنْ وَصْلِ الصَّدِيقِ بِأَحْيَدِ
إِذَا أَنْتَ حَمَّلْتَ الْخَؤُونَ أَمَانَةً فَإِنَّكَ قَدْ أَسْنَدْتَهَا شَرَّ مُسْنَدِ
وَلاَ تُظْهِرَنَّ وِدَّ امْرِئٍ قَبْلَ خُبْرِهِ وَبَعْدَ بَلاَءِ الْمَرْءِ فَاذْمُمْ أَوِ إِحْمَدِ
الْبَيْتُ لاَ يُبْنَى إِلاَّ عَلَى عَمَدٍ وَلاَ عِمَادَ إِذَا لَمْ تُرْسَ أَوْتَادُ
فَإِنْ تُجْمَعْ أَوْتَادٌ وَأَعْمِدَةٌ يَوْماً بَلَغُوا الأَمْرَ الَّذِي كَادُوا
لاَ يَصْلُحُ النَّاسُ فَوْضَى لاَ سُرَاةَ لَهُمْ وَلاَ سُرَاةَ قَوْمٍ جُهَّالُهُمْ سَادُوا
تُهْدَى الأُمُورِ بِأَهْلِ الرَّأْيِ مَا صَلُحَتْ فَإِنْ فَسَدَتْ فَبِالأَشْرَارِ تَنْقَادُ
صُنِ النَّفْسَ وَاحْمِلْهَا عَلَى مَا يُزِينُهَا تَعِشْ سَالِماً وَالْقَوْلُ فِيكَ جَمِيلُ
وَلاَ تُرِيَنَّ النَّاسَ إِلاَّ تَجَمُّلاً نَبَا بِكَ دَهْرٌ أَوْ جَفَاكَ خَلِيلُ
وَإِنْ ضَاقَ رِزْقُ اليَوْمِ فَاصْبِرْ إِلَى غَدٍ عَسَى نَكَبَاتُ الدَّهْرِ عَنْكَ تَزُولُ
يَعِزُّ غَنِيُّ النَّفْسِ إِنْ قَلَّ مَالُهُ وَيَفْنَى غَنِيُّ الْمَالِ وَهُوَ ذَلِيلُ
وَلاَ خَيْرَ فِي وِدِّ امْرِئٍ مُتَلَوِّنٍ إِذَا الرِّيحُ مَالَتْ مَالَ حَيْثُ تَمِيلُ
جَوَّادٌ إِذَا اسْتَغْنَيْتَ عَنْ أَخْذِ مَالِهِ وَعِنْدَ احْتِمَالِ الفَقْرِ عَنْكَ بَخِيلُ
فَمَا أَكْثَرَ الإِخْوَانَ حِينَ تَعُدُّهُمْ وَلَكِنَّهُمْ فِي النَّائِبَاتِ قَلِيلُ
قال مؤيد الدين الأصبهاني المعرف بالطغرائي في العلم:
الْعِلْمُ أَشْرَفُ شَيْءٍ قَالَهُ رَجُلٌ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ عِلْمٌ لَمْ يَكُنْ رَجُلاَ
تَعَلَّمِ الْعِلْمَ وَاعْمَلْ يَا أُخَيِّ بِهِ فَالْعِلْمُ زِينٌ لِمَنْ بِالْعِلْمِ قَدْ عَمِلاَ
وقال أيضا:
الْعِلْمُ مُبْلِغُ قَوْمٍ ذِرْوَةَ الشَّرَفِ وَصَاحِبُ العِلْمِ مَحْفُوظٌ مِنَ التَّلَفِ
يَا صَاحِبَ العِلْمِ مَهْلاً لاَ تُدَنِّسُهُ بِالْمُوبِقَاتِ فَمَا لِلْعِلْمِ مِنْ خَلَفِ
الْعِلْمُ يَرْفَعُ بَيْتاً لاَ عِمَادَ لَهُ وَالْجَهْلُ يَهْدِمُ بَيْتَ الْعِزِّ وَالشَّرَفِ
وقال أيضا:
النَّاسُ مِنْ جِهَةِ التِّمْثَالِ أَكْفَاءُ أَبُوهُمْ آدَمُ وَالأُمُّ حَوَّاءُ
فَإِنْ يَكُنْ لَهُمْ فِي أَصْلِهِمْ شَرَفٌ يُفَاخِرُونَ بِهِ فَالطِّينُ وَالْمَاءُ
مَا الْفَخْرُ إِلاَّ لِأَهْلِ الْعِلْمِ إِنَّهُمُ عَلَى الْهُدَى لِمَنْ اسْتَهْدَى أَدِلاَّءُ
وَقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا كَانَ يُحْسِنُهُ وَالْجَاهِلُونَ لِأَهْلِ الْعِلْمِ أَعْدَاءُ
فَإِنْ أَتَيْتَ بِجُودٍ ذَوِي نَسَبٍ فَإِنَّ نِسْبَتَنَا جُودٌ وَعَلْيَاءُ
فَفُزْ بِعِلْمٍ تَعِيشُ حَيّاً بِهِ أَبَداً النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ
قال أديب إسحاق في الكيل بمكاييل مختلفة:
قَتْلُ امْرِئٍ فِي غَابَةٍ جَرِيمَةٌ لاَ تُغْتَفَرْ
وَقَتْلُ شَعْبٍ آمِنٍ مَسْأَلَةٌ فِيهَا نَظَرْ
وَالْحَقُّ لِلْقُوَّةِ لاَ يُعْطَاهَا إِلاَّ مَنْ ظَفَرْ
هَذِي حَالَةُ الدُّنْيَا فَكُنْ مِنْ شَرِّهَا عَلَى حَذَرْ
قال صفي الدين الحلي في الأدب:
اسْمَعْ مُخَاطَبَةَ الْجَلِيسِ وَلاَ تَكُنْ عَجِلاً بِنُطْقِكَ قَلَّمَا تَتَفَهَّمِ
لَمْ تُعْطَ مَعَ أُذُنَيْكَ نُطْقاً وَاحِداً إِلاَّ لِتَسْمَعَ ضِعْفَ مَا تَتَكَلَّمِ
وقال محمد الوطاط في الدنيا أيضا:
وَتَرُوحُ لَنَا الدُّنْيَا بِغَيْرِ الَّذِي غَدَتْ وَتَحْدُثُ مِنْ بَعْدِ الأُمُورِ أُمُورُ
وَتَجْرِي اللَّيَالِي بِاجْتِمَاعٍ وَفُرْقَةٍ وَتَطْلُعُ فِيهَا أَنْجُمٌ وَتَغُورُ
وَمَنْ ظَنَّ أَنَّ الدَّهْرَ بَانِي سُرُورِهِ فَقَدْ ظَنَّ عَجْز اً لاَ يَدُومُ سُرُورُ
وقال معاد العقيلي في الدنيا أيضا:
وَمَنْ يَأْمَنِ الدُّنْيَا يَكُنْ كَقَابِضٍ عَلَى الْمَاءِ خَانَتْهُ فُرُوجُ الأَصَابِعِ
وقال ابن الوردي في الدنيا أيضا:
إِطْرَحِ الدُّنْيَا فَمِنْ عَادَتِهَا تُخْفِضُ العَالِي وَتُعْلِي مَنْ سَفَلْ
كَمْ جَهُولٍ بَاتَ فِيهَا مُكْثِراً وَعَلِيمٍ مَاتَ مِنْهَا بِعِلَلْ
كَمْ شُجَاعٍ لَمْ يَنَلْ فِيهَا الْمُنَى وَجَبَانٍ نَالَ غَايَاتِ الأَمَلْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق