رآك الله كما أراك ولا رآنى كما أراك

رآك الله كما أراك ولا رآنى كما أراك
*قيل لمسؤول: أتريد أن تُصْلَبَ في مصلحة الأمة؟ فقال: لا، ولكني أحب أن تُصْلَبَ الأمة في مصلحتي.
*حكى الأصمعي فقال: قَدِمَ أعرابيٌ إلى بعض الولاة، فقال له الوالي: قل الحق وإلا أوجعتك ضربا، فقال له الأعرابي: وأنت أيضا فاعمل بالحق، فو الله لما تواعدك الله به من العقوبة إن أنت خالفته أعظم مما تواعدتني به من ضربك إياي.
*وقف أعرابي على قبر هشام بن عبد الملك وإذا بعض خدامه يبكي على قبره ويقول: ماذا لقينا بعدك، فقال الأعرابي: أما إنه لو نطق لأخبرك أنه لقي أشد مما لقيتم.
*وقفت أعرابية على قبر أخيها فقالت: نِعْم السيد كنت لعشيرتك، كنت والله مُناخ الضيفان، وحوض الظمآن، وسُمّ الفرسان، وكنت عند الغضب حليماً، وعند الله كريماً.
*قال أعرابي لرجل يعظه: غفلنا فلم يغفل الدهر عنا، فلم نتعظ بغيرنا حتى اتعظ غيرنا بنا، فقد أَدْرَكْتُ السعادة من تَنَبُّهٍ، وأَدْرَكْتُ الشَّقَاوَةَ من غَفْلَةٍ، وَكَفَى بالتَّجْرِبَةِ وَاعِظاً.
*نظر أعرابي إلى رجل سمين فقال له: يا هذا! أرى عليك قَطيفة من نَسْج أضراسك مُحْكَمة.
*انقطع عبد الملك بن مروان عن أصحابه، فلقيه أعرابي، فقال له: أتعرف عبد الملك؟ قال: نعم، جائر بائر ظلوم غشوم، قال: ويحك أنا عبد الملك بن مروان، قال: لا حياك الله ولا بياك، ولا قربك ولا رعاك، أكلت مال الله، وضيعت حرمته، وكفرت نعمته، فقال عبد الملك بن مروان: ويحك أَقْصِرْ، فإنني أَنْفَعُ وَأَضُرُّ، قال: لا رزقني الله نفعك، ولا دفع عني ضرك، فلما وصلت خَيْلَهُ عَلِمَ صِدْقَهُ، فقال: اعف عني، واكتم ما جرى بيننا فالمجالس بالأمانات، فضحك عبدالملك بن مروان وأخلى سبيله وعفا عنه.
*عن عبد الله بن صالح العجلي قال: أخبرني أبو زيد النحوي قال: قال رجل للحسن: ما تقول في رجل ترك أبيه وأخيه؟ فقال الحسن: ترك أباه وأخاه، فقال الرجل: فما لأباه وأخاه؟ فقال الحسن: فما لأبيه وأخيه؟ فقال الرجل للحسن: أراني كلما كلمتك خالفتني.
*لقي أحدهم رجلاً من أهل الأدب، وأراد أن يسأله عن أخيه، وخاف أن يلحن، فقال: أخاك أخوك أخيك ها هنا؟ فقال الرجل: لا، لو، لي ما هو حضر.
*دعا أعرابى على رجل فقال: رآك الله كما أراك ولا رآنى كما أراك.
*سأل أبو نواس أحد الوراقين الذين كانوا يكتبون في حانوت أبي داود: أيكما أَسَنُّ أنت أم أخوك؟ قال: إذا جاء رمضان استوينا.
*قال عثمان بن عمر: نزل الموت بزوج امرأة، فقيل لها: لو دخلت على زوجك وودعتيه، قالت: أخاف أن يعرفني ملك الموت.
*سمع بعض المغفلين أن صوم يوم عاشوراء يعدل صوم سنة، فصام إلى الظهر وأكل، وقال: يكفيني ستة أشهر.
*وقفت سائلة على باب قوم، فقال لها رجل: اذهبي يا زانية، فقالت: إذا لم تعطني فلم تسبني؟ قال: والله ما أردت بهذا إلا الخير، أردت أن تُؤْجَرِي وَآثُمُ.
*قيل لغلام: أتحبّ أن يموت أبوك؟ قال: لا ولكني أحبّ أن يُقتل لأرث دِيَّتَهُ فإنه فقير.
*قيل لبعضهم: ما بال الكلب إذا بال أشغر برجله؟ قال: يخاف أن تتلوّث درّاعته، قيل: وهل للكلب درّاعة؟ قال: هو يتوهّم أن له درّاعة.
*وجد رجل مع أمّه رجلا فقتل أمّه وخلّى عن الرجل، فقيل له: لما قتلت أمك وخلّيت عن الرجل؟ قال: لو فعلت كنت أحتاج أن أقتل رجلا في كلّ يوم.
*سمع رجل يقرأ: الأكراد أشدّ كفرا ونفاقا، فقيل له: ويحك! الأعراب وليس الأكراد، قال: كلّهم قُطَّاعُ طريق.
*نظر مخنّث إلى رجل دميم الوجه، فقال: وجهك هذا نموذج جهنّم أُخْرِجَ إلى الدنيا.
*ذَمَّ أعرابىّ قوما فقال: قوم سَلَخْتُ أقفاؤهم بالهجاء، وَذَبَغْتُ جلودهم باللؤم، فلباسهم في الدنيا الـمَلاَمَةُ، وفي الآخرة النَّدَامَةُ، وذمّ رجلا فقال: هو عبد البدن، حرّ الثياب، عظيم الرّواق، صغير الأخلاق، الدهر يرفعه، ونفسه تضعه.
*قال الأصمعي: مر بي أعرابي سائلاً، فقلت: كيف حالك؟ قال: أسأل الناس إلحافاً، فيعطوني كرهاً فلا يؤجرون، ولا يُبَارَكُ لي فيما آخذ منهم.
*حج أعرابي، فسبق الناس، فطاف بالبيت وصلى ركعتين، ثم رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم اغفر لي قبل أن يدهمك الناس.
*قال حمزة النوفلي: صلى الدّلال المخنّث إلى جنبي في المسجد فضرط ضرطة كبيرة هائلة، فسمعها من في المسجد فرفعنا رؤوسنا وهو ساجد يقول في سجوده: سبّح لك أعلاي وأسفلي، رافعا بذلك صوته، فلم يبق في المسجد أحد إلا فتن وقطع صلاته بالضحك.
*شمّ أعرابيّ إبطيه النتنين فقطّب وجهه وقال: أخرجني الله من بينكما سالما.
*ركب أعرابي البحر فرأى من أمواجه الأهوال، ثم ركبه مرة أخرى وهو ساكن فقال: "لا يغرني حلمك فعندي من جهلك العجائب".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق