اشترى
بخيل إبريقا وصحنا وقال للفخاري اكتب لي عليهما، فقال له وماذا تريد أن أكتب؟ وكان
أحد الظرفاء واقفا بالقرب فقال: اكتب له على الإبريق 'فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ
مِنِّي' واكتب له على الصحن 'وَمَنْ لَمْ يُطْعِمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي'، فقال
البخيل: نعم أصلحك الله.
كان
رجل مجنون إذا مر في الأسواق يعبث به الكبار ويسخرون منه ثم يتبعهم الصغار ليرجموه
بالحجارة، فمر به أمير وعلى رأسه خوذة بقرون طوال، فتعلق ذلك المجنون بالقرون وراح
يستغيث به ويقول: يا ذو القرنين خلصني من قوم ياجوج وماجوج.
خرج
صبي صغير من الكتاب فلقي أبا العلاء المعري وقال له ألست أنت القائل في شعرك:
لما
كان أبو الطيب المتنبي راجعا من بلاد فارس إلى بغداد بجائزة أجازه بها عضد الدولة
ومعه جماعة من الفرسان، خرج عليه قطاع الطريق، فهرب المتنبي منهم، فقال له غلامه
أتهرب! وأنت القائل في شعرك:
القبل
خمس: قبلة رحمة وهي قبلة الولد، وقبلة تكرمة وهي قبلة رأس الوالد، وقبلة إجلال وهي
قبلة يد السلطان، وقبلة تعبد وهي قبلة الحجر الأسود، وقبلة شهوة وهي قبلة النساء.
والسكر خمس: سكر الشراب، وسكر الشباب، وسكر المال، وسكر الهوى، وسكر السلطان. وسبعة
لا بقاء لها: ظل الغمام، وسطوة العوام، وخِلَّةُ الأيام، وعشق النساء، والثناء
الكاذب، والمال من الإرث أو السلطان. وتسعة أشياء ضائعة لا محالة: سلم في صحراء،
وسراج في شمس، وقُفل على خربة، وخضاب لشاب، وطاؤوس في مزبلة، وحسناء مع أعمى،
ووشوشة الأطرش، وعدل العاشق، وفعل الخير مع اللئام. ومدار الدنيا على تسع دالات:
دين ودنيا ودولة ودينار ودرهم ودار ودابة ودسم ورغيف.
دخل
إبليس يوما على فرعون فقال له أتعرفني؟ قال: نعم، فقال إبليس: إنك قد فُقْتَ
عَلَيَّ بِخِصْلَةٍ واحدةٍ، فقال فرعون: وما هي؟ قال إبليس: جُرْأَتُكَ على الله
بدعوى الربوبية، فإني أكبر منك سنا وأكثر منك علما وأعظم منك قوة ولم أتجاسر على
ذلك، فقال فرعون: صدقت، ولكنني أثوب عنها، فقال إبليس: مهلا، لا تفعل ذلك فإن أهل
مصر قد قبلوك بالربوبية، فإذا رجعت عنها أدبروا عنك وأقبلوا على عدوك وسلبوا ملكك
فتصير ذليلا، قال فرعون: صدقت، ولكن هل تعلم على وجه الأرض أخبث منا؟ قال إبليس:
نعم، من اعْتُذِرَ إليه فلم يقبل فهو أشر مني ومنك.
أتى
ملك الموت أحد الملوك من ملوك العادية في الزمن الأول ليقبض روحه، فقال له: من أنت؟
فقال: أنا ملك الموت جئت لأقبض روحك، فقال الملك: أسألك أن تمهلني سبعة أعوام
لأستعد للموت، فأوحى الله إليه قُلْ له قد أمهلتك ذلك، فحدثه ملك الموت وخرج من
عنده، فأمر الملك أن يشيد له حصن وثيق وعمل وراءه سبع خنادق، وجعل حوائط من
الحجارة وجعل عليه بابا من الحديد والرصاص، وجعل له في ذلك الحصن قصرا عظيما يتحصن
فيه من الموت، وقال لبوابيه وحجابه لا تتركوا أحدا يدخل علي أبدا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق