المايسترو إينيو موريكوني Ennio Morricone

"عرضوا علي فيلا في هوليود، فقلت لا شكرا، أفضل أن أعيش في بلدي إيطاليا" المايسترو إينيو موريكوني
المايسترو إينيو موريكوني  Ennio Morricone أسطورة موسيقية تمشي فوق الأرض
يعتبر الفنان الإنسان إينيو موريكوني Ennio Morricone المزداد سنة 1928 بإيطاليا من أشهر وأكبر الملحنين العالميين في العصر الحديث، والذي يمكن اعتباره من وجهة نظري أسطورة وملحمة موسيقية تمشي فوق الأرض بكل عزة وتواضع، إنه بدون منازع البراعة والإنتاجية والابتكار والأسلوب الفريد، بل يمكنني اعتباره بمثابة بيتهوفن القرن العشرين. 
فهذا الرجل المتواضع المتوسط القامة الضئيل الجسم الذي تبدو على ملامحه جدية كبيرة وحزن دفين قام منذ سنة 1961 حتى 2019  بتلحين أكثر من 500 مقطع موسيقي خصوصا في مجال الموسيقى التصويرية للأفلام، وتجدر الإشارة هنا لموسيقى الأفلام التي لحنها لصديقة ورفيقه في الدراسة المخرج السينمائي العالمي سيرجيو ليوني Sergio Leone المعروفة بالرباعية الشهيرة في تاريخ السينما: 'من أجل حفنة من الدولارات' و 'من أجل بضعة دولارات زيادة' و 'الطيب والشرير والقبيح' و'حدث ذات مرة في الغرب'، والتي جابت أرجاء المعمور ونالت شهرة عالمية لم تنلها من قبل موسيقى أفلام أخرى.
'إينيو موريكوني' ملحن إنساني جدي  لا يعرف الكلل أو الاستسلام،  ولا يمكن تصنيفه، أسلوبه المتميز عن باقي الملحنين الآخرين يجمع في آن واحد بين التصوف والمشاعر الرقيقة والحساسية المرهفة والشعر واللحن العذب الجميل والقوة الصادمة أحيانا، فأسلوبه في الأداء الموسيقي الذي قد يبدو متناقضا للبعض أليس هو صورة طبق الأصل لحقيقة الإنسان؟ الذي يتأرجح بين الخير والشر طوال مدة حياته القصيرة.
حصل هذا الملحن العبقري على العديد من الجوائز العالمية منها خمس جوائز للأوسكار، لكنه رغم ذلك لم يُنصف ولم يُمنح المرتبة التي يستحق عن جدارة واستحقاق، وتم تقديم في العديد من المناسبات ملحنين أقل منه قيمة وكفاءة  وعطاء لجوائز الأوسكار فقط لأنه إيطالي المولد والنسب،  وبالرغم من كل ذلك لم يستبدل جنسيته الإيطالية بجنسية أمريكية ممنوحة كي يسعى نحو الشهرة والمجد المزور كما يفعل الكثيرون من ضعيفي الشخصية والانتهازيين والمتزلفين، بل  بقي حرا مرفوع الرأس معتزا بانتمائه لوطنه ولغته.