"إِنَّ الـمُثَقَّفِينَ الْعَرَبَ الَّذِينَ لَمْ يُتْقِنُوا مَعْرِفَةَ لُغَتِهِمْ، لَيْسُوا نَاقِصِي الثَّقَافَةِ فَحَسْبُ، بَلْ ِفي رُجُولَتِهِمْ نَقْصٌ كَبِيرٌ وَمُهِينٌ أَيْضاً"طه حسين
في مقال له بعنوان "لماذا أرفض الفرنكفونية" نُشر بجريدة العلم لسان حزب الاستقلال بتاريخ 22 أبريل 1993 يقول المفكر العالمي وعالم المستقبليات المهدي المنجرة رحمة الله عليه: تعتمد الفرنكفونية على مركب النقص فينا، أكثر مما تعتمد على التعاون الثقافي الحقيقي، ففي الوقت الذي تأتي فيه وزيرة الفرنكفونية في فرنسا، للدفاع عن الفرنكفونية في المغرب العربي، علينا أن نتذكر مواقف فرنسا فيما يخص تعليم اللغة العربية، لأزيد من مليون من أبناء المهاجرين..إن الأمر لا يتعلق بتعاون ثقافي، وبانعدام الرغبة في الانفتاح، بل بسياسة هيمنة تريد أن تتدثر بلبوس التعاون والانفتاح.
سأظل أرفض (الفرنكفونية)..وفي رأيي الفرنكفونية ينبغي أن تُقَاوَمَ وتُوَاجَهَ لكي يتم دفنها، ودفنها على ما أظن آت وهو في الطريق.
وبالتأكيد هناك فئة انسلخت عن واقعها، وتغربت بالتمام، وصارت لا هي بالعربية الأفريقية المسلمة، ولا هي بالأوروبية المسيحية، ولكنها فئة قليلة العدد، إلى الحد الذي لا يُقَامُ لها فيه أي اعتبار.
إن فرنسا تقع الآن تحت هيمنة أقوى بكثير من هيمنتها علينا، وهي الهيمنة الأنجلوسكسونية..فإذا أخذنا حاليا الإحصائيات، سنجد أن اللغة الفرنسية تأتي في المرتبة الثامنة عالميا..فلغة هذا وضعها العالمي، لا يمكنها أن تفرض نفسها منطقيا على شعوب لا تربطهم بها أية علاقة.
فعلى مستوى الإنتاج العلمي، ليس هناك مرجع علمي فرنسي حقيقي، إن لم يكن مبنيا على مراجع إنجليزية أو يابانية، لذلك أقول بأن الفرنكفونية لا أفق لها، وليست في مستوى الرهان الذي وضعت نفسها فيه، فانهيار (الفرنكفونية) أمر حتمي، والمسألة مسألة وقت، هل 10 أو 15 سنة؟ لكن المؤكد أن الفرنكفونية ستنهار.