بيتهوفن الملحن العبقري في كل الأزمنة Beethoven The Genius Composer Of All Times

كُلُّ مَنْ يَفْهَمُونَ مُوسِيقَايَ يَتَرَفَّعُونَ عَنِ الدَّنَايَا الَّتِي يَتَخَبَّطُ فِيهَا الْبَشَرُبيتهوفن

"الْقَلْبُ الْمُحِبُّ يَسَعُ الدُّنْيَا، وَالْقَلْبُ الْحَقُودُ يَأْكُلُ صَاحِبَهُبيتهوفن
الملحن العبقري في كل الأزمنة The Genius Composer Of All Times
كانت حياة سيد الموسيقيين لودفيغ فان بيتهوفن الأصم الذي ألف أعظم موسيقى في كل الأزمنة والعصور عبارة عن صورة مكبرة من ثورة مزمجرة متفجرة على الذل والعبودية والتقاليد البالية، وكل شيء في المجتمع الأرستقراطي المتأنق الذي كان يمقته مقتا، إذ كان رجلا حرا ومتمردا لدرجة الجنون، يكره أن يُؤمر، أو يُغرى، أو يُكلف، أو يُستعبد، كما هو حال معظم البشر، وهو ما  يمكن لأي كان ملاحظته بكل يسر في الكثير من مقطوعاته الموسيقية الصادحة من الأعماق.
بحث بيتهوفن عن المرأة المثالية دون جدوى حتى يئس وبقي على تلك الحالة حتى آخر أيام حياته، لذلك كره  النساء المبتذلات لما في طبيعته من عفة وأنفة تصونه من الاتصالات العابرة، حتى اعتُبر ملاكا طاهرا لم يكن للعشق قوة طافعة في حياته، لذلك جاءت موسيقاه بمنأى عن الانفعالات الجنسية، ولا ريب في أن بيتهوفن كان يكره الزواج في قرارة نفسه، لأنه أحس بفطرته أن أي امرأة سوف تأسره وتُبعده عن فنه، فعاش بفنه ولفنه لا غير.
لم يكن بيتهوفن يتميز بسحنة جميلة، ولم يكن مهذبا رقيقا يتأنق في ملبسه وينمق كلامه وينافق ويُداهن، ويحرص على أدب المائدة، بل كان غليض الطبع غضوبا، يفرض على الأرستقراطية المستعلية الخضوع لفنه واحترامه كرجل وفنان، فجاءت موسيقاه فريدة ومتفردة في صدقها وعمقها وسموها وإلهامها وشموخها.
يقول بيتهوفن: "عندما أتامل في قبة السماء تتألق في الليل بنجومها، تحلق روحي إلى ما وراء الأفلاك، إلى النبع الذي تتدفق منه الخليقة، كل واصل إلى القلب يجيء من أعلى عليين، وما لا يجيء من هناك هو لغو لا روح فيه ولاحياة، كل ما يخرج من بنات أفكارنا يجب أن نعمل فيه بكل ما آتانا الخالق من جهد وصبر حتى يتهيأ العمل الفني جديراً بخلق الخالق الحافظ، ومَنْ بكل شيء عليم..كل من يفهمون موسيقاي يترفعون عن الدنايا التي يتخبط فيها البشر، الموسيقى وسيط بين الإحساس والفكر، وهي المدخل الروحي إلى نطاق المعرفة العليا، تلك التي تفهم الإنسانية والإنسانية لا تفهمها، كل خلق فني شيء مستقل عن الفنان وأقوى منه":