القديس رامبو

"الْقِدِّيسُ رَامْبُو (المتحضر)، (الطيب) و(العادل) يُرْسِلُ الخبز من السماء مِدْرَاراً على رؤوس الـْجَوْعَى من المسلمين الْـحُفَاةِ الْعُرَاةِ في باكستان، وَيَشْوِي إخواناً لهم على مَرْمَى حَجَرٍ منهم بصواريخه الْـمُوَجَّهَةِ الذَّكِيَّةِ شَيَّ الخِرْفَانِ في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان، ثم لما أَيْقَنَ بـِمَوْتِ النَّخْوَةِ وَالشَّهَامَةِ العربيةِ ناهيك عن العِزَّةِ الإسلاميةِ، قام بكل صَلَفٍ وَوَقَاحَةٍ بِصَهْيَنَةِ القدس والجولان." الـمدون      
القديس رامبو
القديس رامبو إنسان متحضر، حداثي وأنيق، لكنه ثرثار، له قوة جبارة خارقة تهزم كل خصومه من الأقربين والأبعدين كما دأبت سينما هوليود على تصويره للعالم كذباً وافتراءً، لا يخشى في الله لومة لائم في إفناء أمم وشعوب وقبائل بأكملها، لمجرد أنها لا توافقه هواه وقيمه وأفكاره ومعتقداته المنبثقة من وحي الرب حسب ادعائه، ولا يتوانى لحظة واحدة في الكبس على الزر الأحمر المعلوم لمحو شعب من الخريطة لمجرد أنه لا يوافقه هواه، وللقديس رامبو هوايات كثيرة ومتعددة عبر العالم من القتل الـمُبَرْمَجِ حتى الفساد الـمُؤَدْلـَجِ، غير أنه مولع لدرجة الجنون والهذيان بثالوثه المقدس المتمثل في الجنس والمال والسلطة، الذي أجبر إجبارا وأخضع إخضاعا مهينا ومذلا شعوب الأرض برمتها على عبادته في الغدو والآصال.
وبالرغم من كل هذه الموبقات والبلاوي فإنه لا يتوانى دون استحياء في إعطاء الدروس للآخرين عن الشرف والحرية والديمقراطية والإيمان الصادق، وإقامة الندوات والمحاضرات الرفيعة والموائد المستديرة، التي تدوخ الرؤوس الكبيرة من كثرة الاستدارة، حتى تصبح محتوياتها عبارة عن قاذورات وقمامة، ولا تمنعه مهامه الكثيرة والمتعددة من أن يذهب كل يوم أحد ليذرف بعض دموع التماسيح للتكفير عن سيئاته، بل عن جرائمه المروعة التي لا تُعد ولا تُحصى، كي يطلب من الرب أن يؤازره في مهامه الربانية السامية، وينصره على كل الذين ليسوا معه من القوم الكافرين.
القديس رامبو 'بزناس' عظيم مهتم بالأنشطة التجارية الكبرى (Business is business)، وعينه الحمراء تراقب تدفق الأموال والقناطر المقنطرة من الذهب والفضة، والبراميل 'المبرملة' من البترول والغاز، والمعادن النفيسة والأحجار الكريمة، وكل شيء على وجه الأرض تشتم فيه رائحة 'التبزنيس'، وقد تصبح هذه العين بين الفينة والأخرى خضراء لمن يحبه ويرضى عنه من البلدان، الخاضعة لقطاعه الخاص، الذي يرعاها ويسيطر على أنظمتها السياسية وعلى اقتصادها في آن واحد.
القديس رامبو رجل طيب القلب رقيق الإحساس، يرسل في كل وقت وحين مساعدات غذائية ودوائية وملابس وأغطية للمعذبين والمستضعفين في الأرض حتى يكفر عن جرائمه، وفي نفس الوقت هو ثائر على الظلم والاستبداد والقهر والاضطهاد، ومحب للديمقراطية والليبرالية والحرية بلا حدود، ونمطه الفريد الواحد الأوحد في الحياة، لهذا فإنه لا يتوانى لحظة في مساعدة الثوار بجميع أنواع الأسلحة المادية والمعنوية، لإحداث قلاقل واضطرابات لكل من تسول له نفسه أن يخالف نمطه الفريد، أو يخرج عن طاعته و ينسل من تحت ردائه، ولكل من يسخن عليه رأسه ويخالف تعليماته، أو يتجاوز الخطوط الحمراء المسطرة له في منطقة نفوذه.
ورأفة ورحمة بالمفعول بهم من المغفلين في هذا العالم السفلي، من التائهين والتائهات في خضم الفراغ النفسي المهول والوحدة القاتلة التي عمت الكرة الأرضية بعد ضعف الإيمان وجور الزمان وقهر الطغيان، اخترع لهم القديس رامبو الماكر الإنترنت والبريد الإلكتروني والدردشة، ومواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، ولينكد إن، وبنترإيست، وجوجل بلس، وتـمبلر، وواتساب، وإنستغرام، وماي سبيس، مما أتاح ولأول مرة في التاريخ الخلوة التي أقبرت الشرع وَشَيَّعَتْ جنازته بزغاريد المؤنث الخنثوي، ودفنت إلى جنبه الأيسر أبناءه الثلاثة الأوفياء العفة والشرف والحياء، فَفُتِحت متاجر الدعارة الافتراضية للبيع والشراء في كل شيء ابتداء من الشرف وانتهاء بالتجسس والقرف، إنه 'بزناس' محترف خطير لا غيرة له. 
للقديس رامبو عيون وآذان لا يغشاها نوم لا بالليل ولا بالنهار، منتشرة في السماء الدنيا وفي أعماق البحار والمحيطات، تلتقط كل شاذة وفادة تمر عبر وسائل الإعلام الحديثة من فاكس وتلفون ثابت ومحمول ورسائل إلكترونية وتلكس وفاكس وبث أقمار اصطناعية واتصال بواسطة خلايا ضوئية وميكروويف، وأصوات بشرية، وهمسات خفيفة حتى في غرف النوم، ونصوص مكتوبة وصور وفيديوهات إلخ...ولا يُستثنى أحد من البشر على كوكب الأرض يعمل بواسطة هذه الوسائل من المراقبة المستمرة بأذان وعيون القديس رامبو.
القديس رامبو بالرغم من تدينه الكبير وعلامات الوقار المتصنع الذي يبدو على محياه الشيطاني الماسوني، مؤمن أشد الإيمان بأن الغاية تبرر الوسيلة، فهو لم يتوان لحظة واحدة في قتل ما يناهز مليون و232 ألف من العراقيين من أجل عيون بني صهيون، وإبادة 80 مليون من الهنود الحمر، و60 مليون من الزنوج، من أجل إنعاش 'التبزنيس'، والاستحواذ على المزيد من العبيد والممتلكات، منتهكا بذلك 120 اتفاقية لوقف إطلاق النار أمضاها بيديه الكريمتين البيضاء النظيفتين مع قبائل الهنود الحمر الذين يعتبرهم من البدائيين والمتوحشين.
 القديس رامبو من أجل مصالحه العليا التي لا تعلوها أية مصلحة أخرى قام بوضع قوانين حكومية عنصرية بشعة ومخزية بحق الزنوج ليس لها مثيل في التاريخ، وقام بإفراغ نيوزيلندا وأستراليا والأمريكيتين من سكانها الأصليين، ثم استولى على شمال المكسيك بقوة الحديد والنار، وختمها مِسْكاً بإلقاء قنبلتين ذريتين لأول مرة في التاريخ على هيروشيما وناغازاكي، أزهقتا أرواح أكثر من 145 ألف ياباني في الثواني الأولى للانفجار الذي خلف تبعات كارثية على المدينتين المحروقتين المفحمتين، تجلت في وفاة ما يفوق أكثر من 144 ألف شخص فيما بعد بفعل الإشعاعات القاتلة، ناهيك عن التشوهات الخلقية والسرطانات والأورام التي فتكت بأهلها فتكا إلى يومنا هذا.
 القديس رامبو مسؤول عن ارتكابه للائحة طويلة من الانتهاكات الصارخة والجرائم الفظيعة بحق الإنسانية مع سبق الإصرار والترصد، وتزييف الحقائق في العشرات من الدول المستقلة وذات السيادة حول العالم، وغزوها ظلما وعدوانا، كالصين واليابان وكوريا وغواتيمالا وإندونيسيا وكوبا والكونغو والبيرو واللاغوس وفييتنام والكامبودج وغرينادا ولبنان وليبيا والسالفادور ونيكاراغوا وإيران وبناما والعراق والصومال والبوسنة والسودان وسوريا واليمن وأفغانستان ويوغوسلافيا وباكستان وغيرها.
القديس رامبو مستعد حسب مزاجه لإفناء 90 % من سكان الكرة الأرضية إن اقتضت الضرورة ذلك، حتى يحافظ على البيئة الطبيعية والتنوع البيولوجي كما يدعي، وما انفك يخطط تحت يافطات الحرية والانفتاح والتسامح حتى تعم الفوضى، والتفسخ الأخلاقي، والشذوذ الجنسي، والسحاق، والدعارة، والمخدرات، وعبادة الشيطان في كل ركن من العالم، وحتى تُقْتَلُ في كل نفس قدرة المقاومة وعزة النفس، وحتى تُدَمَّرُ كل الأديان، ويذهب معها تاريخ الإنسانية وجانبه الإيجابي برمته.
القديس رامبو شاء من شاء وأبى من أبى هو مُؤْتـَمَنٌ بدون منازع على إتمام الإرادة الإلهية في الكون، في ظل يقينه الثابت بأن سيادة إمبراطوريته وريادتها لإرساء نظام عالمي جديد، هي علامة دينية ربانية على قرب قيام الساعة، ونصرة الحق المتمثل في قداسته المقدسة على ظلم المسلمين الإرهابيين، الرافضين للانبطاح والتأقلم والذوبان في المجتمعات الغربية وقيمها المسيحويهودية التي يخالف هؤلاء المسلمون تخاريفها وخزعبلاتها.
باختصار القديس رامبو حسب المصطلح الرياضي: (رجل شريف+ متحضر+ مؤمن) مضروبة في ناقص واحد، مُضَافٌ إليها: (رجل عنيف + متعجرف + كذاب) مقسومة على صفر، ولمن يبحث عن حلول هاتين المعادلتين الرياضيتين فهي ظاهرة بارزة كالجبال الرواسي في التاريخ القريب منذ ما يقرب من 235 سنة، وفي كل ركن من أركان الكرة الأرضية.