لَقَدْ أَسْمَعْتَ لَوْ نَادَيْتَ حَيّاً وَلَكِنْ لاَ حَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي

يَا  مُظْهِرَ   الْكِبْرِ   إعْجَابًا   بِصُورَتهِ       أَبْصِرْ   خِلاَكَ   فَإِنَّ   النَّتْنَ   تَثْرِيبُ
لَوْ  فَكَّرَ   النَّاسُ  فِيمَا  فِي  بُطُونِهِمْ        مَا  اسْتَشْعَرَ  الْكِبْرَ  شُبَّانٌ وَلا شِيبُ
هَلْ فِي ابْنِ آدَمَ مِثْلُ  الرَّأْسِ  مَكْرُمَةً        وَهْوَ  بِخَمْسٍ  مِنَ  الأَقْذَارِ مَضْرُوبُ
أَنْفٌ   يَسِيلُ   وَأُذُنٌ  رِيحُهَا  سَهِكٌ        وَالْعَيْنُ    مُرْمَصَةٌ    وَالثَّغْرُ   مَلْعُوبُ
يَا ابْنَ التُّرَابِ وَمَأْكُولَ التُّرَابِ  غَدًا        أَقْصِرْ    فَإِنَّكَ   مَأْكُولٌ   وَمَشْرُوبُ
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
*خطب أحد المتفوهين الثرثارين في جمع من الناس الساكتين فارتج واختلط عليه شعبان برمضان، إذ ما إن بلغ 'أما بعد' حتى لزم الصمت وبقي متحيرا، فنظر من حوله، فإذا بشخص ينظر إليه بإمعان بعينين واسعتين لا ترمشان، فقال له: لعنة الله عليك دنيا وآخرة، ترى ما أنا فيه وما فتئت تحذق في ببصرك.
*رأى الناس الأعمش مستغرقا في الضحك، فتعجبوا من أمره، فقال لهم: أتدرون مما أضحك؟ قالوا لا، قال: إني كنت قاعدا في بيتي، فأَخَذَتْ إبنتي تتأمل في وجهي، فقلت لها: يا بنية لما تنظرين في وجهي؟ فقالت: أتعجب من رضا أمي بك.
*بينما كان إمام يصلي بقوم صلاة التراويح في ليلة من ليالي رمضان، ولما تلى في سورة يوسف: "وقالت امرأة العزيز"، أخطأ في القراءة فركع، فأفلتت منه ضرطة عظيمة اهتزت لها جنبات المسجد، فقال أحد المصلين من خلفه: "الآن حصحص الحق".
*خطب مصعب بن حيان خطبة نكاح، فاختلط عليه الأمر وقال للتتثبت: لقنوا موتاكم لا إلاه إلا الله، فانفجرت غضبانة في وجهه أم العروس: ألا عجل الله بموتك يا عدو الله! ألهذا دعوناك؟
*وقفت امرأة عجوز بين يدي جحا القاضي في قضية تـَهُمُّهَا، فأمرها جحا أن تقسسم اليمين، ثم سألها: كم سنة عمرك؟ فقالت العجوز: إذا كنت ستأسلني عن عمري فلم تأمرني بأن أقسم بالله العظيم؟
*قال رجل لامرأته الحمد لله الذي رزقنا ولدا طيبا، قالت: ما رُزِقَ أحد مثلما رُزِقنا، فدعياه فجاء مسرعا، فقال الأب: يا بني من حفر البحر؟ أجاب الولد: موسى بن عمران، ثم سأله مرة أخرى الأب: ومن بلطه؟ أجاب الولد: محمد بن الحجاج، فشقت المرأة جيبها ونثرت شعرها وأقبلت تبكي، فقال الأب: ما بالك؟ فقالت: ما يعيش إبني مع كل هذا الذكاء.
*قيل لمزبد: اصبر فالفرج قريب، فقال: خوفي من أن يجيئ الفرج فلا يراني ويعود مسرعا من حيث أتى.
*نام مزبد مرة في المسجد فدخل رجل فصلى، فلما فرغ الرجل قال: يا رب إني أصلي وهذا نائم، فقال مزبد: يا فُضُولِي سل ربك حاجتك ولا تـُحَرِّشْهُ علينا.
*جاء أحدهم بِبَنَّاءٍ ليبني له دارا، فأخذ البناء يُشير عليه ويقول: هنا نبني غرفة، وهنا إيوانا، وهنا بيت مؤونة، وفيما هو كذلك ينتقل من مكان إلى آخر مزهوا بنفسه خرجت من دبره ريح صرصار عاتية، وعلى الفور قال صاحب الدار: وهنا نبني مرحاضا.
*وقف سائل على باب دار بخيل وهو يأكل، فقال السائل: يا أخي المسلم، فأجاب البخيل: فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون، فقال السائل: ارحمني، فقال البخيل: نحن إلى رحمتك أحوج منك إلى رحمتنا، فقال السائل: اسمع كلامي، فقال البخيل: 
لَقَدْ أَسْمَعْتَ لَوْ نَادَيْتَ حَيّاً      وَلَكِنْ لاَ حَيَاةَ  لِمَنْ  تُنَادِي
وَلَوْ نَاراً نَفَخْتَ بِهَا أَنَارَتْ      وَلَكِنَّكَ   تَنْفَخُ   فِي  رَمَادِ
*زار جحا قومه في مرضه، وأطالوا الجلوس عنده، فلما ضجر من طول مكوثهم عنده أخذ وسادته وقام وقال لهم: شفى الله مريضكم، قوموا واذهبوا لأشغالكم.
*تزوج أحدهم امرأة حسناء فلم تمض على زواجهما ثلاثة أشهر حتى ولدت له ولدا، فاجتمعت النساء لأجل تسميته، فاختلفن بينهن في تسميته، فتدخل الرجل وقال لهن: الأحسن أن تسموه سَبَّاقاً، فقلن: لماذا؟ قال: لأنه قطع مسافة تسعة أشهر في ثلاثة شهور.
*دخل جحا على أمه وهي في النزع فقال لها: كيف حالك يا أماه؟ جعلني الله فداك، قالت: إنني في الموت، فقال: إذن لا جعلني الله فداك، فقد كنت أظن أن في الأجل فُسْحَة.
*اشتاق الناس إلى وعظ جحا، وأجبروه على أن يصعد فوق المنبر ويعظهم، فصعد وقال: أيها الناس احمدوا الله الذي لم يجعل للجِمَالِ أجنحة، وإلا كانت تطير وتنزل على بيوتكم فتهدمها فوق رؤوسكم.
*وقال أبو دلامة يهجو نفسه:
أَلاَ   أَبْلِغْ   لَدَيْكَ   أَبَا  دُلاَمَهْ       فَلَسْتَ مِنَ الكِرَامِ وَلاَ الكَرامَهْ
جَمَعْتَ دَمَامَةً وَجَمَعْتَ بُؤْساً      كَذَلِكَ   اللُّؤْمُ   تَتْبَعُهُ   الدَّمَامَهْ
إِذَا  لَبِسَ  الْعَمَامَةَ  قُلْتَ قِرْداً       وَخِنْزِيراً   إِذَا    نَزَعَ  الْعِمَامَهْ
فَإِنْ تَكُ قَدْ أَصَبْتَ  نَعِيمَ دُنْيَا       فَلاَ  تَفْرَحْ  فَقَدْ  دَنَتِ  الْقِيَّامَهْ
*قال أحد الأدباء: أمور ثلاثة عجلت هرمي: أولها أن يحضر كل الضيوف دعوتك ماعدا واحداً تضطر إلى انتظاره، ثانيها أن تضع زوجتك الصحون على المائدة وابنك الذي أرسلته ليأتي ببعض الحاجات من السوق ما يزال غائباً، وثالثها أن يذهب ضيوفك جميعاً إلا واحداً، إنه ذلك الذي سكت طوال السهرة فلما أراد أن يودعك عند الباب بدأ يتكلم، وتشعر وهو يحدثك أن حديثه ليس له نهاية.
*تعهد جحا أن يعلِّم حمار السلطان اللغة الإنجليزية خلال 20 عاماً، وكان منطقه يعتمد على استخدام نظرية الاحتمالات، فجاءت إحتمالاته كالتالي : بعد 20 عاماً سيحدث غالباً واحد من ثلاثة على الأقل: أن يموت السلطان، أو يموت الحمار، أو يموت جحا.
*قالت الأوائل: أحق الناس بلطمة من إذا دُعِيَ إلى طعام اصطحب معه شخصا آخر، وأحق الناس بلطمتين من إذا قيل له: اجلس ها هنا، قال: بل أجلس هناك، وأحق الناس بثلاث لطمات من إذا قيل له: كل، قال: ما بال صاحب البيت لا يأكل معنا.
*قال ابن الحجاج يهجو بخيلا  كثر ذهابه وإيابه داخل بيته دون أن يطعم ضيوفه:
يَا    ذَاهِباً   فِي   دَارِهِ   آتِيّاً      مِنْ  غَيْرِ  مَا  مَعْنىً وَلاَ  فَائِدَهْ
قَدْ جُنَّ أَضْيَافُكَ مِنْ جُوعِهِمْ       فَاقْرَأْ  عَلَيْهِمْ  سُورَةَ  الْمَائِدَهْ
*وقال بعض الشعراء في القراءة والمطالعة:
نِعْمَ الأَنِيسُ إِذَا خَلَوْتَ كِتَابُ      تَلْهُو بِهِ إِنْ خَانَكَ  الأَصْحَابُ
لاَ مُفْشِيّاً  سِرّاً إِذَا  اسْتَوْدَعْتَهُ      وَتُفَادُ  مِنْهُ   حِكْمَةٌ  وَصَوَابُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق