لا يعرف قيمة دفئ القدمين شتاء سوى المشردين

لا يعرف قيمة دفئ القدمين شتاء سوى المشردين
*سأل الناس أحد المشردين من الهائمين على هامش الحياة: أين مكان الحق؟ فقال: هل هناك مكان يخلو من وجود الحق حتى يُعَيَّنَ موضعه، فسألوه عن السعادة، فأجاب: تبدأ السعادة من تدفئة قدميك، وتعريض رأسك للهواء والشمس، والعناية بطعامك من غير إكثار، وعدم التفكير كثيرا في همومك وأحزانك، فسألوه عن قدرة الله، فأجاب: منذ عرفت نفسي ما قضاهُ الله واقعٌ، ولولا ذلك لكان لي بعض ما أتمناه عوض أن أكون على هذه الحال، فسألوه عن كتمان السر، فأجاب: إني أدركت أن صدور الخلق ليست مستودعا على الإطلاق فلم أبح بسري لأحد من الخلق حتى الآن، فسألوه عن القناعة وهل هي بالفعل كما يقول المثل كَنْزٌ لا يَفْنَى، فأجاب: نعم إنها كنز لايفنى، ولكنه كنز لا يُطْعِمُ جَائِعاً، ولا يَكْسُو عَارِيّاً، وهذا الكنز لايوجد إلا عند المحتاجين والفقراء والمساكين.
*حج رجل، فلما كان عند الطواف هموا بحلق رأسه، فاعترض على ذلك، فقالوا له: إنه لا يتم الحج إلا بهذا، ثم حلقوا رأسه، فلما ودع الكعبة قال لهم: إن عدت مرة أخرى فاحلقوا لحيتي.
*دخل رجل يصلي الظهر جماعة ولم يكن يملك سوى خمسة دراهم في يده، فوضعها أمامه، فرآها الذي بجانبه، فما إن سجد ورفع من السجود حتى اختفت الدراهم، فأتم صلاته وكظم غيظه ثم انصرف، فلقيه رجل بباب المسجد وسأله: أصليتم الظهر؟ فرد عليه: نعم بدرهم وربع للركعة، فادخل إن شئت.
*دخل مريض على طبيب، فقال: إني أجد في بطني غمغمة وقرقرة، فقال له الطبيب: أما الغمغمة فلا أعرفها، وأما القرقرة فضراط لم ينضج ولم يحن قطافه بعد.
*هم أحدهم بالزواج من إحداهن، فأقام وليمة استدعى إليها معارفه، وتقدم أحد المتشدقين وألقى خطبة عصماء ذكر فيها خلق السماوات والأرض، وأحداث القرون والأمم الماضية من إنس وجان حتى مل الناس وضجروا والبعض منهم ناموا، فلما انتبه لزلته التفت إلى العريس وقال له: ما اسمك، فأجابه: والله نسيت إسمي من طول خطبتك، وإن كانت هذه فقط البداية فكيف يكون الآتي؟ فهي طالق طلاقا ثلاثا.
*بعث صديق لصديقه البخيل رسالة يرجو من خلالها طلب مساعدته وإقراضه مبلغا من المال، فرد عليه الصديق البخيل: صديقي العزيز، والله إنني بكل صدق أتمنى تحقيق طلبك ومساعدتك، لكنني آسف لأنني أغلقت الرسالة ونسيت أن أضع المبلغ المطلوب بداخلها.
*ذهب بخيل عند قارئ للكف وناوله مبلغا ضئيلا ليكشف له عن حظه، فأمسك القارئ بكفه وأطال النظر فيه، ثم قال له: إنك لم تتزوج، وأبوك كذلك لم يتزوج، فقال البخيل مندهشا: كيف ذلك؟ وابن من أكون إذن؟ فأجابه القارئ: وهل من المعقول أن تكون من بني آدم؟
*رأى أحدهم جنازة قد أقبلت فقال: ربي وربك الله، لا إلاه إلا الله، فقال له آخر كان بجانبه يسترق السمع: لقد أخطأت، إذا رأيت جنازة فقل: اللهم ألبسنا الصحة والعافية، فتشاجرا في ذلك، فاحتكما إلى آخر ظنوه فقيها متمكنا لطول لحيته، فقال لهما: إذا رأيتم جنازة فقولوا: سبحان الله الذي يسبح الرعد بحمده، والملائكة من خيفته.
*صلى معلم صلاة العصر، فلما ركع أدخل رأسه بين رجليه ونظر إلى التلاميذ الصغار وهم يلعبون، فقال: يا ابن البقال انتظر حتى أفرغ من الصلاة، فلقد رأيتُ الذي فعلت بعيني.
*قيل لثري من الأثرياء إن شهر رمضان قد قدم وهو على الأبواب، فانتفض غاضبا وخاطب محدثه قائلا: والله لأبددن شمله بالأسفار كل يوم في قطر من الأقطار.
*شوهد أحدهم يغطس في البحر ومعه خيط، وكلما غطس عقد عقدة، فَسُئِلَ عن ذلك، فقال: إنها جنابات الشتاء أقضيها في الصيف.
*رفعت امرأة طلب الطلاق من زوجها إلى القاضي زاعمة أنه يتبول في الفراش كل ليلة، فقال الرجل للقاضي: سيدي القاضي لاتعجل بالحكم علي حتى تسمع قصتي، إني أرى في منامي كأني في جزيرة في البحر، يوجد بها قصر شاسع وفوق القصر قبة عالية، وفوق القبة جمل وأنا راكب على ظهر الجمل، وإن الجمل يطأطأ برأسه محاولا أن يشرب من البحر، فإذا رأيت ذلك تبولت من شدة الخوف، فما إن سمع القاضي ذلك حتى تبول هو الآخر في ثيابه وقال: بالله عليك يا امرأة، فأنا تبولت من هول حديثه، فكيف هو الذي يرى الأمر عيانا.
*قال أحدهم لصديق غبي له: ماذا فعل فلان بِحِمَارِهِ؟
فأجاب الصديق الغبي: بَاعِهِ
قال: قل بَاعَهُ
قال الصديق الغبي: فَلِمَ قلت "بِحِمَارِهِ"
قال: الباءُ تـَجُرُّ
قال الصديق الغبي: فمن جعل باءَك تَجُرُّ وبائِي تَرْفَعُ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق