*مأساة
شعب فلسطين هي إعطاء بلادهم بقوة خارجية لشعب آخر من أجل بناء دولة جديدة، إلى أي
حد سيتحمل العالم عازماً رؤية هذه المشهد من القسوة الوحشية؟ إنه واضحٌ بما فيه
الكفاية أن اللاجئين لهم كل الحق في أرض وطنهم من حيث تم استياقهم، وإنكار هذا
الحق هو جوهر الصراع الدائم، لا يوجد شعب في العالم في أي مكان يمكن أن يتقبل طرد
الناس بأعداد كبيرة من بلادهم، وكيف يستطيع أي شخص أن يجعل الفلسطينين بالقبول
بعقابٍ لا يتسامح فيه أي شخص؟ إن التوصل لتسوية دائمة عادلة للاجئين في وطنهم عنصر
أساسي لأي تسوية حقيقية في الشرق الأوسط.
قيل لنا مراراً وتكراراً أنه يجب التعاطف
مع (إسرائيل) وذلك بسبب معاناة اليهود في أوروبا على أيادي النازيين، ما تفعله (إسرائيل)
اليوم لا يمكن التغاضي عنه، وإثارة أهوال الماضي لتبرير أهوال الحاضر فهو نفاق
عظيم، وليس فقط أن (إسرائيل) تحكم على عدد كبير من اللاجئيين بالبؤس، وليس فقط
العديد من العرب تحت ظل الاحتلال يُحكم عليهم بالحكم العسكري، كل من يريد أن يرى
نهاية سفك الدماء في الشرق الأوسط يجب أن يؤكد أن أي تسوية لا تحتوي على بذور صراع
مستقبلي، تتطلب العدالة خطوة أولى تجاه تسوية، وبالتأكيد هي التنازل الإسرائيلي عن
كل الأراضي المحتلة في يونيو عام1967.
الفيلسوف وعالم المنطق والرياضي والمؤرخ والناقد الاجتماعي البريطاني برتراند راسل
*يجب أن نعلم أن فلسطين لا تحارب شارون وجنوده فقط، ولا تحارب 6 ملايين يهودي موجودة علي أرض فلسطين أو حتى 12 مليون يهودي الموجودين في كل أنحاء
العالم، فلسطين تحارب الصهيونية العالمية ومعها أمريكا، والصهيونية قد توجد في أي
نظام حتى وإن بدا أن لا علاقة له به، وأنا أري أنه من بين أعداء الشعب الفلسطيني
أناس مسؤولون عنه، وآخرون يدعون الدفاع عن قضيته، فليست هناك قضية اسْتُغِلَّتْ
سياسيا كما هو الحال بالنسبة لقضية فلسطين، وليست هناك قضيت اسْتُغِلَّتْ لاستجداء
المساعدات كما هو الحال بالنسبة لها، منظمة التحرير وجزء من قيادات الشعب
الفلسطيني يتحملون مسؤولية كبري، الحكام العرب مسؤولون، استغلوا القضية أبشع
استغلال ولم يقدموا من أجلها شيئا، الحل ليس داخل فلسطين وحدها، الحل في تغيير
جذري للأخلاق السياسية في العالم العربي.
*الرئيس مبارك هو آلة الإمبريالية وشرطي
أمريكا في الشرق الأوسط، ومعه حكام عرب آخرون، كلهم تواطؤوا ضد شعب فلسطين وأرضه،
وهناك مهزلة الجامعة العربية، التي ليست سوى آلية للسياسة الخارجية البريطانية،
وأصبحت فرعا من فروع البنتاغون الأمريكي والبيت الأبيض.. إن الذين يحاربون فعلا
فلسطين هي الدول العربية وحكامها والجامعة العربية وما يسمى بالمؤتمر الإسلامي.
*إن الشعب الفلسطيني أعزل في مسيرة جهاد، من
المفروض على كل العرب قيادات وشعوبا أن ينخرطوا لدعمه، فإشكالية القضية الفلسطينية
في مناخها العربي والشرق أوسطي تكمن في مجابهة الفلسطينيين وحدهم للمدافع
والرشاشات الإسرائيلية، والشعب الفلسطيني يعاني الوحدة في الإطار الرسمي داخل
أراضيه، إذ لم يوافق الفلسطينيون على أية مرحلة من مراحل مسلسل السلام، ولم
تُسْتَشَرْ القيادة فيما يتعلق بمفاوضات واشنطن وأوسلو ومدريد، فكل هذه الاتفاقيات
هي مرفوضة كما رُفِضَتْ كامب ديفيد من قبل، ولكن القادة يباركون السياسات التي لا
تمثل إرادة شعوبهم وتحقق إرادة (إسرائيل) وأمريكا والغرب أجمعين. ولذلك فلسطين
تعيش عزلة من شقين: أولا لا يوجد اتفاق بين الشعب والهيئة الرسمية التي تمثله أي
منظمة التحرير الفلسطينية، ثانيا لم تساند الحكومات العربية الشعب الفلسطيني. كما
أن المنظمة لم تُعَبِّرْ عن الألم الحقيقي لشعبها، فقط وحدها الشعوب هي التي أحست
بحراح بعضها البعض. إذن هذه القضية تشكو من وحدة معقدة ومزدوجة على المستوى المحلي
والعربي والدولي أيضا.
*على مستوى القضية الفلسطينية، تحرك
المسؤولون العرب والمسلمون عبر ما يسمى المؤنمر الإسلامي، لصالح (إسرائيل)
والاستعمار، وأؤكد أن 90 % من المسؤولية عن الوضع كما نعيشه الآن يرجع
للحكومات الإسلامية والعربية وعلى ما يسمى منظمة التحرير الفلسطينية، لكونهم
عَبَّدُوا الطريق للاستعمار الصهيوني كي يتوغل في المنطقة العربية ويشتت الوحدة
العربية.
وهناك أيضا عدد من المسيرين والمؤسسات
يتعاونون مع الصهيونية العالمية، وهذا موقفي منذ زمن بعيد، أي أننا نتحمل مسؤولية
جسيمة من خلال عدم ثقتنا في النفس، وهذا راجع إلى الفجوة السحيقة بين الحكام
وشعوبهم، ولم أعرف بلادا عربية يتفق شعبها مع حكومته، وحين تصل الهوة إلى هذا الحد
يسهل على العدو اقتحام الأراضي العربية، ومعروف أن بقاء هؤلاء الحكام مرهون
بمساندة العدو، وكما هو معروف في قانون العلاقات الدولية فإن شرط البقاء هو أولى
الأولويات.
المفكر العالمي المهدي المنجرة رحمه الله
*أنا كإنسان من العالم الثالث وكأمازيغي
وكمغربي وكأفريقي وكعربي لا يمكنني أن أعتبر نفسي متحررا إلا إذا تحررت فلسطين.
المفكر العالمي المهدي المنجرة رحمه الله