اِجْتِهَادُكَ فِيمَا ضَمِنَ اللهُ لَكَ وَتَقْصِيرُكَ فيِمَا طَلَبَ مِنْكَ
دَلِيلٌ عَلَى انْطِمَاسِ الْبَصِيرَةِ مِنْكَ.. تَشَوُّفُكَ إِلَى مَا بَطَنَ فِيكَ مِنَ الْعُيُوبِ خَيْرٌ مِنْ تَشَوُّفِكَ
إِلَى مَا حُجِبَ عَنْكَ مِنَ الْغُيُوبِ.. إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَكُونَ لَكَ عِزٌّ لاَ يَفْنَى فَلاَ تَسْتَعِزَّنَ بِعِزٍّ يَفْنَى.. النَّاسُ
يَمْدَحُونَكَ لِمَا يَظُنُّونَهُ فِيكَ فَكُنْ أَنْتَ ذَامّاً لِنَفْسِكَ لِمَا تَعْلَمُهُ مِنْهَا.. أَجْهَلُ النَّاسِ مَنْ تَرَكَ
يَقِينَ مَا عِنْدَ اللهِ لِظَنِّ مَا عِنْدَ النَّاسِ..
مَنْ عَرَفَ الْحَقَّ شَهِدَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ وَمَنْ فَنِيَ بِهِ غَابَ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ، وَمَنْ
أَحَبَّهُ لَمْ يُؤْثِرْ عَلَيْهِ شَيْئاً.. إِذَا الْتَبَسَ عَلَيْكَ أَمْرَانِ فَانْظُرْ أَثْقَلَهُمَا عَلَى النَّفْسِ فَاتَّبِعْهُ،
فَإِنَّهُ لاَ يَثْقُلُ عَلَيْهَا إِلاَّ مَا كَانَ حَقّاً.. الصَّالِحُ الْخَالِصُ مِنْ شَوَائِبِ الرِّيَّاءِ كَمَا هُوَ مُقْتَضَى
قِصَرُ الأَمَلِ الَّذِي هُوَ أَصْلُ حُسْنِ الْعَمَلِ.. مَا فَاتَ مِنْ عُمْرِكَ لاَ عِوَضَ لَهُ وَمَا حَصَلَ لَكَ مِنْهُ لاَ
قِيمَةَ لَهُ.. أَرِحْ نَفْسَكَ مِنَ
التَّدْبيرِ، فَمَا قَامَ بِهِ غَيْرُكَ عَنْكَ لاَ تَقُمْ بهِ لِنَفْسِكَ.. مَتىَ
آلَمَكَ عَدَمُ إِقْبَالِ النَّاسِ عَلَيْكَ أَوْ تَوَجُّهُهُمْ بِالذَّمِ إِلَيْكَ فَارْجِعْ إِلَى عِلْمِ اللهِ فِيكَ، فَإِنْ كَانَ
لاَ يُقْنِعُكَ عِلْمُهُ فَمُصِيَبتُكَ بِعَدَمِ قَنَاعَتِكَ بِعِلْمِهِ أَشَدُّ مِنْ مُصِيبَتِكَ بِوُجُودِ الأَذَى مِنْهُمْ.. الْعَطَاءُ
مِنَ الْخَلْقِ حِرْمَانٌ، وَالْمَنْعُ مِنَ اللهِ إِحْسَانٌ.. أَنْ تَصْحَبَ جَاهِلاً لاَ يَرْضَى عَنْ نَفْسِهِ خَيْرٌ
لَكَ مِنْ أَنْ تَصْحَبَ عَالِماً يَرْضَى عَنْ نَفْسِهِ.. مَا قَلَّ عَمَلٌ بَرَزَ مِنْ قَلْبٍ زَاهِدٍ وَلاَ كَثُرَ عَمَلٌ
بَرَزَ مِنْ قَلْبٍ رَاغِبٍ..
لَيْسَ الْمُحِبُّ الَّذِي يَرْجُو مِنْ مَحْبُوبِهِ عِوَضاً أَوْ يَطْلُبُ مِنْهُ غَرَضاً،
فَإِنَّ الْمُحِبَّ مَنْ يَبْذُلُ لَكَ لَيْسَ الْمُحِبُّ مَنْ تَبْذُلُ لَهُ.. النُّورُ لَهُ الْكَشْفُ وَالْبَصِيرَةُ
لَهَا الْحُكْمُ وَالْقَلْبُ لَهُ الإِقْبَالُ وَالإِدْبَارُ.. مَا بَسَقَتْ أَغْصَانُ ذُلٍّ
إِلاَّ عَلَى بَذْرِ طَمَعٍ.. لاَ يُشَكِّكَنَّكَ فِي الْوَعْدِ عَدَمُ وُقُوعِ الْمَوْعُودِ
وَإِنْ تَعَيَّنَ زَمَنُهُ لِأَلاَّ يَكُونَ ذَلِكَ قَدْحاً فِي بَصِيرَتِكَ وَإخْمَاداً
لِنُورِ سَرِيرَتِكَ..
إِلَهِي أَنَا الْفَقِيُر فِي غِنَايَ
فَكَيْفَ لاَ أَكُونُ فَقِيراً فِي فَقْرِي؟.. إِلَهِي أَنَا الْجَاهِلُ فِي عِلْمِي فَكَيْفَ لاَ أَكُونُ جَهُولاً فِي جَهْلِي؟..
إِلَهِي مَا أَلْطَفَكَ بِي مَعَ عَظِيمِ جَهْلِي، وَمَا أَرْحَمَكَ
بِي مَعَ قَبِيحِ فِعْلِي.. إِلَهِي مَا أَقْرَبَكَ مِنِّي وَمَا أَبْعَدَنِي عَنْكَ.. إِلَهِي مَا أَرْأَفَكَ بِي فَمَا الَّذِي يَحْجُبُنِي عَنْكَ ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق