أمثال شعبية مغربية 4

الـجُّوعْ كَافَرْ وُقَاتْلُو مَسْلَمْ
من جاع فقد التعقل والإنسانية وإن شبع عمه السلام.
 اللَّفْعَة مَا تْعَضّْشْ رَاسْهَا
الأفعى قاتلة لغيرها ولكنها لا تؤدي نفسها كذلك بعض بني آدم.
 التَّبْزَاقْ مَنْ تَحْتْ الجَّلاَّبَة
التبزاق هو مد الأصبع الوسطى لليد من تحت الجلابة بحيث لا يُرى، ويقصد به فعل المنافق الجبان الذي يضحك في وجهك وهو كاره لك في أعماقه.
 اللّْسَانْ اللَّحْلاَحْ وَالقَلْبْ الذَّبَّاحْ
اللحلاح أي المجامل والمشيد عن غير صدق، ويضرب المثل لمن لا يوافق لسانه ما يضمره قلبه.
تْلاَقَاتْ الشَّبَّة وُالطَّرْطَارْ وُخَرْجَتْ الصّْبَاغَة هَنْدِيَّة
الشبة والطرطار مادتان كماويتان، ويضرب المثل لاثنين متوافقان على خطة سيئة غالبا ما ينفضح أمرهما.
بْحَالْ الُوقِيدَة تْقِيسْهَا تَشْعَلْ مْعَاكْ
الوقيدة هي عود الثقاب مجرد احتكاك بسيط يشعلها، ويضرب المثل للمرأة الشريرة الحادة الطبع والسليطة اللسان والكثيرة التبرم.
الرّْجَلْ الَخْفِيفَة كَتَسْتَاهَلْ تَكْتِيفَة
يضرب المثل للذي يسبقه قوله وفعله على عقله وتفكيره، فهو يستحق أن يكبل ويصفد ويكمم.
 إِيلاَ شَكِّتِي شْعَلْ الضُّو
شكتي أي راودك شك، لكن هل فعلا تظهر الأمور على حقيقتها عندما تُنار الأضواء، أم أنه لا يكفي أن تكون في النور لترى بل ينبغي أن يكون في النور ما تراه كما قال العقاد.

مَا فَالشّْتْوَا رِيحْ دَافِي مَا فَالنّْسَا عَهْدْ وَافِي
لدى سيدي عبدالرحمان المجذوب الخبر اليقين حين يقول: 
    سُوقْ  النّْسَا سُوقْ  مَطْيَارْ         يَا   الدَّاخْلُو    رُدّْ   بَالَكْ
   إِيوُرِّيوْ لِيكْ مَنْ الرّْبَحْ قَنْطَارْ       وُيَدِّيوْ    لِيكْ    رَاسْمَالَكْ
سوق مطيار أي يُتَطَيَّرُ منه، إيُورِّيوْ لِيكْ من الربح قنطار أي يظهرون لك الكثير من الربح الذي سوف تجنيه إن ماشيتهن وتبعتهن في آرائهن، وُيَدِّيوْ لِيكْ راسمالك أي في الأخير يستولون على رأسمالك ويتركونك ملوما محسورا.
كُلْ قْبِيلَة فِيهَا هْبِيلَة
في كل الأسر قد يوجد شخص مصاب بنقص في العقل بنسبة ما.
الْخَوَة حَدّْهَا الدَّنْيَا
الأخوة والترابط العائلي نفعهما المادي والمعنوي يتوقف عند أبواب الحياة الدنيا ومظاهرها فقط، أما الآخرة فلا ينفع فيها لا مال ولا بنون ولا أخوة ولا أنساب إلا من أتى الله بقلب سليم.
لُوْ كَانْ الْخُو يَنْفَعْ كُنْ مَا بْكَى حَدّْ عْلَى بَّاهْ
لو كان الأخ يقوم مقام الأب كاملا ما بكى أحد على فقدان الأب.
الحَاجَة اللِّي مَا تْهَمَّكْ سُوَّلْ عْلِيهَا رَاجَلْ مَّكْ
في الواقع المعاش زوج الأم لا يكترث غالبا بأبناء زوجته من الرجل الأول ويهمل أمورهم ويتجاهلها تماما.
اضْرَبْ اللُّوسَة تْخَافْ الَعْرُوسَة
اللوسة هي أخت الزوج، فضربها يدخل الخوف في قلب العروسة.
عِيشَة مْشَاتْ لَلْحَمَّامْ جَابْتْ مْعَاهَا حْكَايَة عَامْ
عيشة أي عائشة التي لا تشبع من الكلام ولسانها أمضى من موس حلاقة، وتظهر عبقرية عيشة في الحمام البخاري العمومي النسائي الذي يتحول إلى سوق حامي، فيه يتم تداول كل ما يخطر أو لا يخطر على بال إنس أو جان، والآلتان المستعملتان هما اللسان والأذنان.
لَمْلاَغَا مْعَ الصّْغَارْ كَتْجِيبْ بُودَهْوَارْ الَّحْمَارْ
لملاغا هي الممازحة والتصابي، بودهوار هو الانذهال والتبلد، وهنالك مثل يؤدي نفس المعنى يقول: " اللي تسحر مع الدراري يصبح فاطر" والدراري هم الأطفال الصغار.
الطَّلاَّبْ الذّْلِيلْ بْحَالْ ذَبَّانَة الخِيلْ
الطلاب هو المرء الكثير الطلبات، فمثله كمثل الذباب الذي يتغذى على القاذورات.
بْحَال اللِّي كَيَقْرَا سُورْة يَس عَلَى قُلُوبِ الكَافِرِينْ
يضرب المثل للذي يأمر بالمعروف ويُسدي النصح والقول الصالح وسط أقوام ضالين وفاسدين وليس لهم أدنى استعداد للاتعاظ والاستقامة.
نَاضْتْ لِيتِيمَة تَشْطْحْ تَهْرّْسُو الدّْرَابْكْ
الدرابك جمع دربوكة، تشطح أي ترقص، تهرسو أي تكسروا، ويضرب المثل للإنسان الذي يرافقه دائما سوء الحظ، فأينما وضع يده صادقا انقلب ضده كل شيء.
 لَوْ كَانْ فْمُوكَا الْخِيرْ مَا خَلاَّوْهَا الصِّيَّادَة
موكا هي البُومَةُ، خلاوها أي تركوها وأهملوها لأنها عديمة النفع والفائدة، ويضرب المثل لمن لا فائدة تُرتجى منه.
اللِّي حْلَفْ فِيكْ نْعَسْ فْبَابْ دَارُو
حلف فيك أي هددك بالانتقام، فغالبا من يهدد يكون عاجزا عن التنفيذ ولك أن تنام بباب منزله ولن يصيبك منه أذى، على عكس الذي يسكت ولا ينطق بكلمة، وهنالك مثل آخر يؤدي نفس المعنى يقول: 'دوز على الواد الهرهوري ما تدوز على الواد السكوتي'.
وَاحْدْ كَيْمُوتْ بَالْبَرْدْ وَاحْدْ كَيْرَشّْ بْمَاء وَرْدْ
يضرب المثل للتفاوتات الطبقية الصارخة في المجتمعات المتخلفة.
غْدَايْدْ دَادَة كَتْبَرَّدْهُمْ فَالدّْجَاجَة
دادة هي الخادمة التي غالبا ما تكون سوداء، والغدايد هي النقمة والحنق، فالخادمة تصرف وتفرغ ذلك الحنق وتلك النقم عند نتف الدجاج.
المَكَانَة فَالطُّوقْ وَالْحَزْقَة فَالصَّنْدُوقْ
المكانة هي الساعة اليدوية، الحزقة هي الضرطة أو الريح الذي يخرج من الدبر، ويضرب المثل لصاحب المظهر الأنيق والمتألق وهو معدم في حقيقة أمره لا يملك سنتيما واحدا في جيبه ولو عشاء ليلة واحدة.
غِيرْ حْلَبْنِي وُسَيَّبْنِي
ما دام العطاء في المرء متوال ومتواصل فهو محل عناية واعتبار وتقدير، وبمجرد توقف ذلك العطاء يُرمى به في سلة المهملات.
اللِّي خَرْجَاتْ مَنْ الرَّاسْ وُصْلَتْ للِنَّاسْ
السر الشخصي أو المؤتمن عليه، إذا نُطق به شاع وداع، وكما يقال كل سر جاوز الإثنين شاع، والمقصود بالإثنين هما الشفتان وليس الشخصان كما يُعتقد.
كُنْ حْرَشْ وُعْطِي الطَّرْشْ
في مثل هذه الأزمنة الرديئة على المرء أن يتصف بالحزم ورد الصاع صاعين حتى ولو لزم الأمر لطم من يستأسد عليه وإلا تبول كل من هب وذب على رأسه وأوهمه مستهزءا بأن السماء تمطر، وكما قال الشاعر العراقي خلدون جاويد:
إِذَا لَمْ تَكُنْ ذِئْباً عَلَى الأَرْضِ أَجْرَباً       كَثِيرَ الأَذَى بَالَتْ  عَلَيْكَ  الثَّعَالِبُ
أو كما جرى به المثل الشعبي المغربي السائر والدائع الصيت: 'كَبَّرْهَا تَصْغَارْ'

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق