ما من مرة قلت "يا رب" إلا أحسست أن السماء تسمع دعائي.. الأبواب المغلقة تتفتح .. المشاكل المعقدة تتحول إلى مشاكل سهلة الحل..الأسوار العالية التي كانت تسد طريقي، تتضاءل وتتحول إلى حاجز صغير، يمكن أن أقفز فوقه.. الظلام يتحول إلى نور، والليل إلى نهار، وكثيرا ما رأيت الله وكثيرا ما أحسست به بجانبي وأنا أقف وحدي: يقوي عزيمتي ويشجعني ويقدم لي أملا جديدا بدلا من الأمل الذي مات في صدري.
وازداد إيماني بالله على مر الأيام .. رأيته في شبابي وبعد أيام الشباب، ورأيته في معركة العدوان على بور سعيد.. ورأيته في الأيام السوداء، وفي الأيام التي لم أذق فيها طعم النوم، رأيته في موكب الحقيقة، ولم أره يوما في موكب الضلال، رأيته وهو يرد الحق الضائع للضعيف، ويخرج الحقائق الصغيرة من تحت أكوام الأكاذيب الكبيرة، رأيته وهو يتسامح ورأيته وهو ينفذ العقاب، ورأيته وهو يتخلى عني إذا ظلمت، ويقف بجانبي إذا ظلمني الناس، وفي بعض الأحيان كنت ألوم نفسي لأنني زودتها حبتين، فقد كنت أقول "يارب" عند كل مشكلة صغيرة وكل حاجز بسيط، وتعمدت أن أحبس دعائي بين شفتي حتى لا تسمعني السماء وتضيق بدعواتي الكثيرة، ولكن السماء كانت تسمع دعائي دون أن يخرج من شفتي، كانت تنصفني قبل أن أشكو، وتضمد جراحي قبل أن أصرخ.
فالسماء أوسع صدرا مما نتصور، فقل "يارب" ولا تخف من أن السماء ستضيق بشكواك، إن السماء لا تتخلى عن المؤمنين، قد يتأخر مكانك في طابور الإنصاف.. ولكن السماء لن تنساك، قل معي "يا رب"، قلها ألف مرة.. وستسمع السماء دعاءك ألف مرة أيضا.
يا رب لعلي أمين