تحية طيبة وبعد
كنت جالسا بمكتبي هذا الصباح حتى أطلت علي رسالتك الغالية يفوح منها عبير صداقتنا الصادقة التي عمرت منذ زمان فأدخلت على قلبي البهجة والغبطة والسرور، وأشعرتني بوفائك وصفاء معدنك ونبل أخلاقك وحسن شيمك وما عهدته فيك دائما أن تكون السباق إلى الخيرات، سوف لن أستوفيك حقك مهما قلت فيك ومهما مدحتك لأنني لن أستطيع أن أُوصِل عنك صورة حقيقية للقارئ الذي لا يعرفك، واللي ما عرفك خسرك، صادقتك خلال سنوات قبل إحالتك على التقاعد فعدت إلى بلدك بولونيا وقلبك تعتصره الحسرة والألم وعيناك مغرورقتان بالدموع لأنك أحببت المغاربة والمغرب وتفانيت في خدمته بإخلاص وصدق وأمانة دون أن تؤدي يمينا كما يؤديه بعض من هم من بني جلدتي فينقلبون بعد ذلك وهم حانثون ومقصرون.
عرفت فيك الاستقامة والصدق والتفاني في العمل والنصيحة والتواضع وحسن الخلق، واشتغلت معك في عدة مشاريع ودراسات علمتني من خلالها أن أكون إنسانا متواضعا صادقا مع الناس وأجلس معهم على الثرى وأتناول معهم كسرة خبز ومرق قبل أن أكون مهندسا مزهوا بشهادته ومنشغلا بمعادلاته الرياضية وتصاميمه من ورق، علمتني معنى الإخلاص في العمل عندما كنت أراك تجلس حتى ساعة متأخرة من الليل بالإدارة حتى أرعدت وأزبدت عليك زوجتك في أحد الأيام وخاطبتك قائلة "هل أنت متزوج بي أم متزوج بالإدارة؟"، علمتني معنى الـتأني والصبر والصفح الجميل عندما كنت أخرج معك عند الفلاحين ونسير على أرجلنا المسافات الطوال كي نستمع أكثر مما نتحدث إلى شكاويهم ومشاكلهم وانشغالاتهم ونتحمل اتهاماتهم وصراخهم الذي يخرج أحيانا عن اللياقة.
وخلال ذلك كنت أرى البسمة لا تفارق وجهك، علمتني معنى العطاء من غير طمع ومن دون انتظار مِنة أو مقابل من أحد، وكانت ترتسم على محياك علامات الحسرة والتأسف عندما لا تستطيع أن تلبي طلب أحد من الناس وقف عليك طلبا للمساعدة، كنت أرى حولك هالة من الخير تنشرها على الناس أينما حللت وارتحلت، لقد فَهِمْتَ جيدا معنى السلام عليكم التي نقولها بلسان واحد نحن المسلمون عشرات المرات يوميا وقلوبنا وضغائننا شتى، بينما كنت أنت تقولها من قلبك بصيغة أخرى وتُتبِعُها بالعمل الخالص الصادق بدون رياء ولا نفاق.
عرفت فيك الاستقامة والصدق والتفاني في العمل والنصيحة والتواضع وحسن الخلق، واشتغلت معك في عدة مشاريع ودراسات علمتني من خلالها أن أكون إنسانا متواضعا صادقا مع الناس وأجلس معهم على الثرى وأتناول معهم كسرة خبز ومرق قبل أن أكون مهندسا مزهوا بشهادته ومنشغلا بمعادلاته الرياضية وتصاميمه من ورق، علمتني معنى الإخلاص في العمل عندما كنت أراك تجلس حتى ساعة متأخرة من الليل بالإدارة حتى أرعدت وأزبدت عليك زوجتك في أحد الأيام وخاطبتك قائلة "هل أنت متزوج بي أم متزوج بالإدارة؟"، علمتني معنى الـتأني والصبر والصفح الجميل عندما كنت أخرج معك عند الفلاحين ونسير على أرجلنا المسافات الطوال كي نستمع أكثر مما نتحدث إلى شكاويهم ومشاكلهم وانشغالاتهم ونتحمل اتهاماتهم وصراخهم الذي يخرج أحيانا عن اللياقة.
وخلال ذلك كنت أرى البسمة لا تفارق وجهك، علمتني معنى العطاء من غير طمع ومن دون انتظار مِنة أو مقابل من أحد، وكانت ترتسم على محياك علامات الحسرة والتأسف عندما لا تستطيع أن تلبي طلب أحد من الناس وقف عليك طلبا للمساعدة، كنت أرى حولك هالة من الخير تنشرها على الناس أينما حللت وارتحلت، لقد فَهِمْتَ جيدا معنى السلام عليكم التي نقولها بلسان واحد نحن المسلمون عشرات المرات يوميا وقلوبنا وضغائننا شتى، بينما كنت أنت تقولها من قلبك بصيغة أخرى وتُتبِعُها بالعمل الخالص الصادق بدون رياء ولا نفاق.
إنني أفتقد فيك صديقا وفيا مخلصا ومعلما عصاميا من الطراز الرفيع، إن بعد المسافة لن يحول بأن تخطر على بالي كل مرة لآخذ قلمي وأخط إليك بعض الكلمات عسى أن تدخل بعض الدفئ إلى فؤادك.
صديقك المخلص