أمثال شعبية مغربية 7

الغَابَة اللِّي مَا فِيهَا سْبُوعَة يِلَبْسُوا فِيهَا القْرُودَة الطْرَابْشْ
سْـبُوعَة يعني سِبَاع، والقْرُودَة هي القِرَدَة، أما الطرابش أي الطرابيش فهي جمع طربوش، وهو غطاء للرأس أسطواني الشكل ذو لون أحمر ظهر لأول مرة ببلاد المغرب الأقصى، ثم ما لبث أنا انتشر في الإمبراطورية العثمانية والدول التي كانت تحت سيطرتها ابتداء من القرن التاسع عشر، ويُضرب المثل لِلُكَعْ بن لُكَعْ وهو اللئيم والسافل النذل الخسيس الذي ينسب لنفسه نسبا هو منه براء وينـزل نفسه مرتبة لا يستحقها لا من قريب ولا من بعيد، في غياب وصمت أهل العلم والحكمة والعقل والتعقل والصلاح والموعظة الحسنة.
غِيرْ الْبَسْ السَّلْهَامْ وُقُولْ  أَنَا  إِمَامْ
الرجال لا تُقاس بالْمَظاهر والأقوال، بل بالأفعال والأعمال، واللحية لا يمكنها في أي حال من الأحوال أن تجعل من قزم إمعة فيلسوفا، فالزبد دائما وأبدا يذهب جفاء وما ينفع الناس يمكث في الأرض إلى يوم الدين.
فِي هَاذْ الزّْمَانْ كُلْ وَاحْدْ بْكَاسُو وُنْعَاسُو وُهَازْ هَمُّو عْلَى رَاسُو
الاعتماد على النفس والتوكل على الله هو رأس المال والكنز الذي لا يفنى في هذه الحياة الدنيا، فلا  تغرنك زخارفها وكثرة الإخوان فيها، فهي لا تغدو أن تكون غير بيداء مقفرة لا هادي للإنسان فيها إلا إرادته الحرة ليتحمل تبعات ما جنت يداه. 
فْرِيقْ بْنِي فَدْغَلْ شِي خَاذْ البَرْدْعَة وُشِي خَاذْ الَبْغَلْ
هذه هي القسمة الضيزى التي هي على النقيض تماما من العدالة الاجتماعية التي تحارب الفوارق الطبقية في المجتمع و ترسخ التوزيع العادل للثروات وتوفر المناخ الصحي لتكافؤ الفرص والولوج إلى جميع الخدمات التي تقدمها الدولة دون تمييز أو قيد أو شرط، حتى تتوفر للجميع فرص متكافئة للتطور الاجتماعي الشخصي.
الفْلُوسْ كَتْشْرِي النْفُوسْ وُتْرَجَّعْ الشَّارْفَة عْرُوسْ
كتشري يعني تشتري وترجع أي تُعيد، الشارفة هي المسنة اللي 'طاحو' اسنانها، فعندما يتكلم المال يُصاب الصدق بالخرس التام،  وتغرس الحقيقة كالنعامة رأسها في الرمال.
قَدّْ مَا عْلاَ الْبَاطْلْ كَايْجِي الْحَقّْ فُوقْ مَنُّو
مهما علا الباطل فسيعلو فوقه الحق طال الزمن أم قصر، والباطل ساعة والحق إلى قيام الساعة، فكن حيث يكون الحق ولا تبالي.
كَثْرَة الَفْهَامَة كَتَرْجَعْ عْلَى مُولاَهَا بَالنّْدَامَة
الفهامة هي التبجح بمعرفة كل شيء والقفز فوق الكلام وعدم إفساح المجال للاستماع لرأي وحديث الآخرين، وغالبا ما ينتهي صاحب الفهامة نهاية مخزية ومهينة، و للكاتب المسرحي الروسي الكبير تولتسوي جملة قصيرة ومقتضبة لكنها قوية وعظيمة: 'لساني عدوي'.
الْهَدْرَة مَا بَاعْتْ مَا شْرَاتْ خُضْرَة
الهدرة هي كثرة القيل والقال بلا فائدة تُرتجى، فهي ليست سوى مضيعة للوقت وعبثية مطلقة، وفوق ذلك كله لا تسمن ولا تغني من جوع.
كُلّْ وَاحْدْ أُوصَرْفُو اللِّي غَدْرَكْ الْيُومْ غَدَّا  تْعَرْفُو
لكل امرئ تصرف معين، فمن تنكر وغدر سوف تظهر حقيقته مع مرور الزمن، فمن الممكن خداع بعض الناس لبعض الوقت ولكن من المستحيل خداع كل الناس كل الوقت.
كْلاَمْ  الْعَارْ بَجْنَاوْحُو وُكْلاَمْ الْخِيرْ زَحَّافْ
كلام العار يطير لأن له أجنحة وينتشر بسرعة بين الناس ويديع صيته كل أرجاء الدنيا في ظرف زمني وجيز، أما كلام الخير فهو زاحف لا يقوى على الطيران أو المشي ويتطلب وقتا طويلا وصبرا جميلا كي يصل أخيرا فقط إلى بعض  الناس.
الكَلْبْ النَّبَّاحْ إِلىَ مَا عَضّْ مَا يَرْتَاحْ
الكلب النباح أي الكثير النباح، ونباح هي صيغة مبالغة على وزن فَعَّال، فهذا الكلب إن لم ينشب أنيابه في شيء لا يجد راحته، ويُضرب المثل للإنسان الحقود الكثير التذمر الذي لا يرتاح ولا يهنأ له بال حتى يتشفى تشفي الأعداء في خصمه.
كُلْشِي إِيفُوتْ وَاخَرْتْهَا الْمُوتْ
كل شيء فائت وهالك إلا وجه الله كما قال أبو العلاء المعري
رُبَّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْداً مرَاراً     ضَاحِكاً  مِنْ تَزَاحُمِ  الأَضْدَادِ
كُلْ وَاحْدْ إِيقُولْ عَاوْدِي جَرَّايْ
كل إنسان يقول أن حصانه هو الأسرع، ويُضرب المثل للمعجب بنفسه، والبشر بطبعهم كلهم كذلك، ولكن بدرجات متفاوتة'واش عمر شي واحد قال أنا خايب وقاسي وشرير وتجمعوا في كاع البلاوي ديال الدنيا' إلا إذا كان أحمقا أو سكرانا 'بيلا'، عند ذلك ينطق بالحقيقة.
كُلْ التّْبَنْ وُدْهَنْ فُمَّكْ بَالسْمَنْ وُلْبَسْ حَتَّى إِيقُولُوا هَذَا وُلْدْ مَنْ
هذا المثل يدخل في زمرة  الأمثلة التي سبق أن تم نشرها سابقا مثل:
'جُوعِي فْكَرْشِي وُعْنَايْتِي فْرَاسِي'
'خُبْزْ بَايْتْ وَلاَ سْفَنْجْ الشّْمَايْتْ'
لاَ تْحَطّْ يَاجُورَة فُوقْ يَاجُورَة حَتَّى تَرْتَاحْ لَلجُّورَة
الجار قبل الدار، وإذا احترق منزل جارك، فاعلم بأن المقصود هو أنت كما قال الشاعر الروماني هوراس.
الّْلبَنْ وُالزَّبْدَة كَانُوا خْوَاتَاتْ مَا فَارْقُوهُمْ غِيرْ لَعْيَالاَتْ
اللبن هو الحليب المحمض، ومن المعلوم أن الحليب هو أصل اللبن والزبدة ولهذا تم وصفهما بالأخوة، وكانت النسوة هن من يقمن بعملية فصل الزبدة عن اللبن في البادية المغربية ولا أحد غيرهن، وباقي الكلام في رأسكم.
الَّلحْيَة  وُقَلَّة  لَحْيَا
كانت اللحية في الماضي تعبر عن الرجولة والشهامة، وذهب ذلك الزمان وجاء هذا الزمان الذي لم يعد للحية فيه أية قيمة وأي اعتبار، لدرجة أن الشواذ والمخنثين أصبحوا هم أكثر البشر عناية بلحاهم وتمسكهم بها، ولله در شاعر الزمان أبي الطيب المتنبي الذي ترك بيتا من الشعر في الرجال الذين كانوا يهتمون بلحاهم في ذلك الزمان، ولو بُعث المتنبي في زماننا هذا ورأى أصحاب اللحى من المخنثين والشواذ لأعاد النظر فيي بيته الشعري القائل:
أَغَايَةُ الدِّينِ أَنْ تُحْفُوا شَوَارِبَكُمْ؟       يَا أُمَّةً ضَحِكَتْ مِنْ جَهْلِهَا الأُمَمُ
وصاغه على الشكل التالي:
أَمِنَ   الرُّجُولَةِ   أَنْ   تُعْفُوا   لِحَاكُمْ؟        إِنَّ اللِّحَى لاَ تَصْنَعُ الرُّجُولَةَ مِنَ الْعَدَمْ

مَا هَمّْ  الدِّيبْ غِيرْ حْزَاقْ النَّعْجَة الْمَغْشُوشَة
الَحْزَاقْ هي الريح التي تخرج من المؤخرة، ويُضرب المثل لمن يحاول أن يُعطي لشخصيته الضعيفة المهزوزة قيمة لا تستحقها ولا تسمو إليها.
مَا تَفْرَحْ بَالرْزَقْ حَتَّى تَخْرَاهْ
على المرء أن لا يتسرع في إصدار أحكام على أي أمر مهما كان، ما لم  يتم الإلمام بجميع خفاياه والتيقن التام من نتائجه النهائية.
الَمْرَا اللِّي عَنْدْهَا الظّْفَارْ عَمَّرْ الْقَصْرِيَّة مَا تْكُونْ عَنْدْهَا فَالدَّارْ
القصرية إناء طيني دائري الشكل بقطر ثمانين سنتمترا تقريبا، تسعمله النساء للعجين، هذا كان في زمن قبل ظهور تويتر والفايسبوك والشات، أما الآن فأغلب النسوة أصبحن يخفن على أظافرهن من الانكسار في العجين، والله يجعل البركة فالمخابز التي أصبح يعجن فيها الرجال.
الَمْغَطِّي بَدْيَالْ النَّاسْ  عَرْيَانْ
المغطي أو المكسي يصح فيها الوجهان، بديال الناس أي بما يملكه الآخرون، هو في حقيقة أمره عريان، إذ يمكن لهؤلاء أن يجردوه من ممنلاكتهم في أي وقت وحين، ويُضرب المثل للمرء عليه أن لا يعتمد إلا على نفسه أولا وأخيرا.
نُوضْ صْحِيحْ وُقْعَدْ صْحِيحْ رَاهْ الْخَاِوي إِيدِّيهْ الرِّيحْ
نوض تعني انهض، والخاوي أي الفارغ، ويُراد بالمثل بأن القوة والنصر والعزة هي دائما بجانب الحق الذي لا يزول ولا يتغير ولا ينال منه الزمن، أما غير الحق فهو حائل زائل، كالأشياء الفارغة التي لا أُسَّ لها تدروها الرياح.
لُوْ كَانْ الزِّينْ إِيدُومْ  كُنْ البَرْمَة مَا تُوَلِّي كُلّْهَا حْمُومْ
البرمة هي قدر ضخم من الطين أو من معدن الألمنيوم غالبا ما يستعمل في المناسبات كالأعراس والمواسيم والحفلات لطهو الطعام للمدعوين، وبعد عدة استعمالات يُصبح السطح الخارجي لهذا القدر أسودا مفحما من بعدما كان جديدا وضاء، ويضرب المثل على أن كل شيء في هذه الدنيا لا ريب آفل وإلى زوال، ولا دوام لا لسلطة ولا لقوة ولا لجمال.
وُجَهْ الشَّارْفَة مَا يَخْفَى وَخَّى تْحَكُّو بَالْحَلْفَة
الشارفة هي المسنة أو من يُطلق عليها بالعامية المغربية 'الشقفة' و 'الشيبوخة'، ما يخفى  أي لا يخفى على أحد، وخى أي ولو، تْحَكُّو من فعل حَكَّ الشيء يَحُكُّهُ حَكّاً، الحلفة هي أداة مكونة من أسلاك معدنية دقيقة وملتفة على بعضها، تستعمل لحك قدور الألمنيوم المسودة والصدئة لاسترجاع وهجها وضيائها المعدني، ويضرب المثل لمن يحاول أن يُعيد الحياة في الأشياء المنتهية الصلاحية بأية وسيلة كانت، وهل يُصلح العطار ما أفسده الدهر؟؟
وَكَّالْ الَحْرَامْ  كَيَمْشِى حَالّْ عِينِيهْ وَلَوْ جَاهْ النّْعَاسْ
من يأكل الحرام لا تنام له عين ولا يغمض له جفن، وتبقى عيونه مفتوحة حتى ولو جاءه النعاس، ولقد سبق أن كتبت موضوعا في هذا الصدد تحت عنوان 'اللي فكرشو العجينة ما عندو نعسة زينة'، وكيف يأتي النعاس لمن هضم حقوق جميع الناس !!! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق