-حضر أعرابي على مائدة أحد الأمراء الذي أكرم ضيافته وقدم له جديا مشويا، فبدأ الأعرابي يتسابق مع الزمن في أكله 'صرطان بلا مضغان'، فقال له الأمير: أراك تأكل بسرعة كأن أمه نطحتك، فرد الأعرابي في الحين: وأنت تشفق عليه كأن أمه أرضعتك.
-ادعى رجل النبوة أيام المأمون وزعم أنه إبراهيم الخليل عليه السلام، فقال له المأمون: إن إبراهيم الخليل عليه السلام كانت له معجزات وبراهين، فقال الرجل: وما هي براهينه؟، قال المأمون: أُضْرِمت له نار وأُلْقِيَ فيها فكانت عليه بردا وسلاما، ونحن نوقد لك نارا ونطرحك فيها، فإن كانت عليك كما كانت عليه آمنا بك، قال الرجل: أريد واحدة أخف من هذه، قال المأمون: فبراهين موسى عليه السلام، قال الرجل: وما هي براهينه؟، أجاب المأمون: ألقى عصاه فإذا هي حية تسعى، وضرب بها البحر فانفلق، وأدخل يده في جيبه فأخرجها بيضاء، قال الرجل: وهذي علي أصعب من الأولى، فقال المأمون: فبراهين عيسى عليه السلام، قال الرجل: وما هي؟، فأجاب المأمون: إحياء الموتى، فلمعت عيناي الرجل مكرا وقال: في هذه أستطيع، أنا أضرب رقبة القاضي يحيى بن أكتم وأحييه لكم الساعة، ارتج القاضي يحيى وارتعش بدنه من الخوف وصاح قائلا: أشهد أنني أول من آمن بك وصَدَّق وإنك لنبي كريم.
-وقف أمير على باب طحان فرأى حمارا يدور بالرحى وفي عنقه جرس صغير، فقال للطحان لم جعلت الجرس في عنق الحمار؟ قال الطحان: ربما أدركتني سآمة أو نوم فإذا لم أسمع صوت الجرس علمت أنه واقف فصحت به فانبعث، قال الأمير: وإن وقف وبدأ يحرك رأسه يمينا وشمالا، فرد الطحان: ومن لي بحمار يكون عقله مثل عقل الأمير.
-حكى الشعبي فقال: جاءت جارية بدينار وقالت هذه وديعة عندك، فجعلته بين ثني الفراش، فعادت بعد أيام وقالت: أين الدينار يا ابن أبي الدنيا؟، فقلت: ارفعي فراشي وخذي ولده، فإنه قد ولد، وكنت قد تركت جنبه درهما، فأخذت الجارية الدرهم وتركت الدينار، ثم عادت مرة أخرى بعد أيام فوجدت معه درهما آخر فأخذته، وفي الثالثة كذلك، وعادت للمرة الرابعة فرأيتها تبكي، قلت لها: ما يبكيك؟، فقالت: لم أجد الدينار، فقلت لها: مات دينارك في النفاس، فقالت: ويحك ! كيف يكون للدينار نفاس؟، فقلت: يا هذه كيف تصدقينني بالولادة ولا تصدقينني بالنفاس.
-قال البحتري: كنت عند المتوكل وكان في مجلسه عبادة بن المضحك، فأمر المتوكل فَرُمِيَ به في بعض البرك أيام الشتاء، فابتل وكاد يموت من شدة البرد، ثم أُخْرِجَ من البرك وتمت كسوته وتدفئته، فقال له المتوكل: كيف أنت يا عبادة؟ فأجاب: جئت من الآخرة، فقال المتوكل: كيف تركت أخي الواثق؟، فرد عبادة: لم أعرج على جهنم.
-مات أحد المجوس وكان عليه دين كثير، فقال بعض غرمائه لولده: لو بعت الدار ووفيت بها دين والدك، فقال الولد: إذا أنا بعت داري وقضيت بها عن أبي دينه، هل يدخل الجنة؟، فقالوا له لا، فقال: إذاً دعه في النار وأنا في الدار.
-روى صاحب العقد الفريد فقال: كان لرجل أربع نسوة، فدخل عليهن يوما ووجدهن متنازعات متلاسنات، فقال: إلى متى هذا التنازع؟، ما أظن هذا الأمر إلا من قبلك وهو يشير إلى امرأة منهن، فأنت طالق، فقالت له صاحبتها عجلت عليها بالطلاق ولو أدبتها بغير ذلك لكان أفضل، فقال لها وأنت طالق أيضا، فقالت الثالثة قبحك الله، فوالله لقد كانتا لك محسنتين، فقال لها وأنت أيتها المعددة طالق أيضا، فقالت الرابعة، وفيها أناة شديدة، ضاق صدرك عن أن تؤدب نساءك إلا بالطلاق، فقال لها وأنت طالق أيضا، وكان ذلك بمسمع جارة له، فأشرفت عليه وقد سمعت كلامه، فقالت والله ما شهدت العرب عليك وعلى قومك بالضعف إلا لما بلوه منكم ووجدوه فيكم، أبيت إلا طلاق نسائك في ساعة واحدة، فقال لها وأنت أيتها المؤنبة طالق إن أجاز زوجك، فأجابه الزوج من داخل البيت: قد أجزت، قد أجزت.
-كان أحد السقائين ينشد في أثناء سيره في الطريق وهو حامل قربته قول الشاعر:
وأكرم نفسي إنني إن أهنتها وحقك لم تكرم على أحد من بعدي
فسمعه الأصمعي وأراد المزاح معه، فقال له وعن أي شيء أكرمت نفسك وهذه حرفة دنيئة، فأجابه السقاء في الحال: إنني أكرمتها عن ذل السؤال وعن الوقوف على باب لئيم مثلك.
-قيل لرجل من الأعراب: ما بال الحب اليوم على غير ما كان عليه قبل اليوم؟ فأجابه بقوله: نعم كان الحب بالأمس في القلب فانتقل اليوم إلى المعدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق