"ارْفَعْ رَأْسَكَ شَامِخاً، وَلاَ تَنْحَنِي أَبَداً لِبَشَرٍ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مَاحَيَيْتَ، هَذَا هُوَ الدَّرْسُ الْمُسْتَفَادُ" المدون
جرت هذه المعركة التاريخية يوم 25 غشت 1933 بمنطقة تافيلالت جنوب المغرب، وهي من المعارك التاريخية التي أبان فيها المجاهدون المغاربة بقيادة المقاوم الأمازيغي الشجاع زايد أسكونتي رحمهم الله جميعا عن بطولة وبسالة وصبر وقوة تحمل عز نظيرها، وذلك بالرغم من الحصار الخانق الذي ضربه الفرنسيس حول مواقع المجاهدين.
وبالرغم من القصف العشوائي لجميع الدواوير والقصور المجاورة لجبال بادو من طرف الغزاة الفرنسيس المدججين بأحدث الأسلحة والآليات الحربية الجوية والبرية، وبالرغم من المحن والآلام والمجازر المروعة المرتكبة - من طرف دعاة الحضارة وحقوق الإنسان ودعاة الحرية والأخوة والمساواة- بحق العديد من الأبرياء العزل من النساء والشيوخ والأطفال، الذين كان الفرنسيس يقتلونهم بدم بارد في حرب استنزاف لا إنسانية خسيسة لدفع المجاهدين للاستسلام، استماث المجاهدون استماثة قوية في مقارعة الفرنسيس العنصريين الغزاة المجرمين السن بالسن والحياة قصاص والبادئ أظلم.
وقد عمد الفرنسيس أيضا لتضييق الخناق على المجاهدين لتطويقهم ومحاصرتهم وقتلهم عرقا بعرق إلى سد كافة الثغور والطرق والمعابر والممرات، لمنعهم من الحصول على الإمدادات من مؤن وغذاء وماء وذخيرة ووسائل لوجيستيكية، غير أن المجاهدين كان لهم رأي آخر تجلى في الصمود والاستماتة في المعارك إلى آخر رمق.
واستطاع المجاهدون بقيادة البطل زايد أسكونتي رحمهم الله جميعا بالرغم من تفوق قوات الفرنسيس الإمبريالية الغازية عليهم عدة وعتادا من إرباك صفوفها وتكبيدها خسائر جسيمة، ولم يجد المجاهدون في آخر المطاف لما نفذت ذخائرهم نتيجة حصار الفرنسيس بديلا من استعمال السكاكين والمبارزة عن قرب حتى الاستشهاد.
رحم الله المجاهدين الأحرار من الرجال الشجعان الذين وقفوا الند للند بصدور عارية وعزة شامخة دون خوف، وكل سلاحهم عبارة عن بنادق بدائية وسكاكين يدوية في مواجه جيش بأكمله مدجج بأفتك الأسلحة وأحدثها الجوية منها والبرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق