كيف يمكن في عالم متداع محتضر وفاسد حتى النخاع على جميع الأصعدة، السياسية والاجتماعية والأخلاقية والثقافية والأدبية والفنية والرياضية، لدرجة أن الفساد والتفسخ الأخلاقي طال وانتشر كالسرطان حتى في ميدان التعليم الذي هو عماد أي مجتمع، عالـم فجٌّ ، فظ، قاس ومتعفن يزداد فيه عنفوانا يوما بعد يوم القتل والنهب والعنف والجريمة المنظمة والغير منظمة والدعارة من صنف نصف نجمة واحدة حتى ستة نجوم بالتمام والكمال، والخمر والميسر، والمرض العقلي، ووتعاطي الكوكايين والهيروين والحشيش والأدوية التي تؤثر على سلامة القدرات العقلية (القرقوبي)، وانتشار البطالة والمضاربات بكل أصنافها، وتفاقم الفوارق الاجتماعية الصارخة، واستئثار الأغنياء بالثروة والسلطة، ومعاناة الفقراء، و هشاشة الأمن، ومرض العدل، وانهيار العدالة، كيف يمكن ألا تتفشى فيه كالطاعون ظواهر شاذة وغريبة مثل عبدة الشيطان، وزنا المحارم، والمثليين، والسحاقيات، والانتحار الفردي والجماعي، وآكلي لحوم البشر؟؟؟؟ إلخ....، وما على المرء إلا أن يتقصى بترو وتؤدة عما تزخر به شبكة الإنترنت حتى يصدمه الوجه الآخر البشع الغير مدهون لحضارة الهوموسابيينس.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر عاشت البرازيل يوم الخميس 12 أبريل 2012 على وقع فظائع مروعة بعد إلقاء القبض من طرف الشرطة على ثلاثة من آكلي لحوم البشر (رجل وامرأتان)، كانت المرأتان تقومان باستدراج النساء في سن ما بين 20 و 30 سنة إلى المنزل بعرض مبالغ مغرية من المال عليهن، ثم يخضعونهن لطقوس بدائية قبل أن يقوم الرجل، الحاصل على ديبلوم في التربية يا حسرة والحزام الأسود في الكاراتيه، بقتلهن وتقطيعهن أطرافا ثم أكلهن أكلا مع صديقته وعشيقته، وما كان يتبقى من مخلفات الجثث كانت المرأتان تصنعان منها كعكا مُملحا ليتم بيعه للناس في الحي الذي يقطنون فيه، وعندما تم استجوابه من طرف الشرطة صرح القاتل بأنه كان ينفذ تعليمات ملكان كانا يوحيان له بذلك، أحدهما أبيض والآخر أسود وكان يراهما منذ طفولته، وأضاف قائلا بأنه كان يختار ضحاياه حسب أرقام بطائق الهوية الخاصة بهن بحثا عن رقم الشيطان المتمثل في 666.
وفي سياق آخر ووفقا لوسائل الإعلام الأمريكية اضطرت شرطة كاليفورنيا يوم السبت 26 ماي 2012 لقتل رميا بالرصاص رجل عار تماما كان يلتهم وجه شخص بلا مأوى في وضح النهار على إحدى الطرق السريعة بمدينة فلوريدا وقد نقل هذا الأخير إلى المستشفى في حالة حرجة بعدما تم التهام ثلاثة أرباع وجهه، وقد كشفت هذه الجريمة عن واقعة أخرى أكثر مأساوية عندما قام طالب أمريكي بمدينة مريلاند بقتل زميله في السكن وتقطيعه وأكل قلبه وأجزاء من دماغه، وقد اتصل شقيق الجاني بالشرطة عندما اكتشف صدفة رأس ويدي الضحية بالمنزل. ووقعت جريمة أخرى مروعة بكندا تشير التحريات الأولية للشرطة إلى ضلوع أحد أبطال الأفلام الإباحية فيها، الشيء الذي أرغمه إلى مغادرة البلد من بعدما قام بقتل وتقطيع رجل إربا إربا وتصوير العملية برمتها على شريط فيديو قبل أن ينشره على الإنترنت. ويوم الإثنين 28 ماي 2012 تم إبلاغ شرطة نيوجرسي بأن رجلا قد تحصن بداخل منزله وهدد ببقر بطنه، فحضر رجال الشرطة وحاولوا إقناع الرجل عن العدول عن فعلته، لكنه على العكس مما كان يتوخاه رجال الشرطة بدأ يوجه طعنات بسكين إلى بطنه ويديه ورجليه، بعد ذلك حاول رجال الشرطة السيطرة على الموقف فقذفوه بغازات مسيلة للدموع، فبدأ الرجل بتقطيع لحمه ومصارينه وقذفهم بها، وأمام خطورة الوضع تراجع رجال الشرطة وتدخل فريق طبي استطاع أن يحمل الرجل في حالة حرجة.
أما 'فين كملات الباهية' كما يقول المثل الشعبي المغربي فهي عندما أقدم 'فنان' ياباني يبلغ من العمر 22 سنة على عملية جراحية طوعا لاستئصال أعضاءه التناسلية حتى يثبت لاجنسيته أمام الملأ و يصبح مخلوقا لا أنثى ولا ذكر (أي بدون انتماء حسب المصطلح السياسي)، ومما زاد الطين بلة هو احتفاظ هذا 'الفنان' بقضيبه وخصيتيه في الثلاجة مدة شهرين، وقام خلال هذه المدة بعرض صور لها للبيع على شبكة التواصل الجِمَاعِي 'تويتر'، وحصل أخيرا على مهتمين من أصحاب الذوق الرفيع الذين التهموا هذه الوجبة الفريدة من نوعها معطرة بالبهارات بأحد مطاعم طوكيو، ولعل هذا العرض الأخير يعتبر من أنجح العروض على المستوى العالمي لمحبي الشهرة، ونتائجه باهرة ومضمونة، وما عليهم سوى اتباع وصفة هذا 'الفنان' الياباني الفذ وما تلبث أسماؤهم وصورهم أن تتناثر في جميع صحف العالم وشبكة الأنترنت في دقائق معدودات وليس أياما ولا شهورا ولا سنوات.
أما يحدث في الدول العربية من ظواهر شاذة وغريبة من المحيط إلى الخليج بدون استثناء فحدث ولا حرج وحتى لا أدخل في تفاصيلها المروعة، فإنها تتجاوز بكل المقاييس أبشع فظاعات أفلام الاضطراب العقلي 'بسيكوز' ل'ألفريد هتشكوك'، سيما عندما يتعلق الأمر بجُناة من نساء ورجال وأزواج وأقارب وإخوان وأخوات لا يمكن لأي أحد أن يشك فيهم ولو بنسبة واحد في المائة أن باستطاعتهم القيام بأعمال غاية في الدناءة والسفالة وانحطاط القيم، تصل أحيانا إلى درجة ذبح وتقطيع وطحن البشر طحنا كاللحم المفروم.